هَاءَ فلان بنفْسِه إلى المَعالي يَهُوءُ هَوْأ : رفَعَهَا وسَما بها إليها . والهَوْءُ مثلُ الضَّوْءِ : الهِمَّةُ وإنَّه لبعيدُ الهَوْءِ وبعيدُ الشَّأْوِ أَي بعيدُ الهِمَّةِ قال الراجِز :
" لا عَاجِزَ الهَوْءِ ولا جَعْدَ القَدَمْ وإنَّه لذو هَوْءٍ أَي صائبُ الرَّأْي الماضِي والعامَّة تقول يَهْوِي بنفْسِه . وفلان يَهُوءُ بنفسه إلى المعالي أَي يرفَعُها ويَهُمُّ بها وهُؤْتُ به خَيْراً فأَنا أَهُوءُ به هَوْءاً أَو شرًّا أَي أَزْنَنْتُه به بالزَّاي والنُّونَيْنِ أَي اتَّهَمْتُه وقال اللِّحيانيُّ : هُؤْتُه بخَيْرٍ وهُؤْتُه بشَرٍّ وهُؤْتُه بمالٍ كثيرٍ هَوْءاً أَي أَزْنَنْتُه به وفي المحكم : والصحيح هُوتُ به بغير همزٍ كذلك حكاه يعقوبُ . ووقع ذلك في هَوْئِي بالفتح وهُوئِي بالضَّمِّ أَي ظَنِّي وعن أبي عمرٍو : هُؤْتُ به وشُؤْتُ به أَي فَرِحْتُ به . وهَوِئَ إليه كفرِحَ : هَمَّ نقله اليزيديُّ . وهَاءَ كجاءَ مفتوح الهمزة ممدودٌ تَلْبِيَةٌ أَي بمعنى التلبِيَة هكذا في نسختنا الصحيحة وقد وقع التصحيف هنا في نُسَخٍ كثيرةٍ فَلْيُحْذَرْ قال الشاعر :
لا بلْ يُجِيبُكَ حينَ تَدْعو باسْمِهِ ... فيَقولُ هَاءَ وطَالَ ما لَبَّى هاء أي لبيك وهَاءَ كلمة تستعمل عند المُناوَلة تقول هَاءَ يا رجل وفيه لغاتٌ تقول للمذكر والمؤنث هَاءَ على لفظ واحد وللمذكرين : هَاءَا وللمؤنّثين : هَاءِيا وللمُذَكَّرِين هاءُوا ولجماعة المؤنث هاءُون ومنهم من يقول للمذكر هاءِ بالكسر أَي هاتِ وللمذكَّرَيْنِ هائِيَا ولجمع المذكَّر هاؤُوا وللمؤنَّثة هَائِي بإثبات الياء وللمؤنَّثَيْنِ هَائِيَا ولجماعة المؤنَّث هائِينَ كهاتِيا هاتُوا هَاتِي هَاتِين تُقيم الهمزةَ في جميع هذا مُقامَ التَّاء ومنهم من يقول هَاءَ بالفتح كجاءَ أَي كأَن معناه هاكَ وهَاؤُما يا رجلانِ وهاؤُمْ يا رجالُ وهاءِ بلا ياءٍ وهاؤُمَا للمؤنَّثَيْنِ ولجماعة النِّسوة كما في لسان العرب هَاؤُمْنَ . وفي الصحاح هاؤُنَّ تُقيم الهمزَ في ذلك مُقام الكاف وفيه لغةٌ أُخرى : هَأْ يا رجل بهمزة ساكنة كهَعْ وأَصله هاءْ أُسقطت الأَلف لاجتماع الساكنين وهائِي كهَاعي للمرأَةِ وللمرأتين وكذا الذَّكَرَيْن هَاءا مثل هاعا ولهنَّ أَي للنسوة هَأْنَ كَهَعْنَ بالتسكين . وأمَّا حديث الرِّبا " لا تَبيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ إِلاَّ هَاءَ وهَاءَ " فسيأتي ذكره في باب المعتلّ إن شاء الله تعالى . وإذا قيل لك : هَاءَ بالفتح قلت : ما أَهَاءُ أَي ما آخُذُ ؟ ولا أَدري ما أَهَاءُ أَي ما أُعْطي وما أَهَاءُ أَي على ما لم يُسَمَّ فاعلُه أَي ما أُعْطَى وفي التنزيل " هَاؤُمُ اقَرَءُوا كِتابِيَهْ " . والمُهْوَأَنُّ بضم الميم وفتح الهمزة وتُكسر همزته عن ابن خالَوَيْهِ هو : الصَّحراءُ الواسعَةُ قال رؤبة :
جاءُوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوشِ ... في مُهْوَأَنٍّ بالدَّبَا مَدْبُوشِ المدْبوش : الذي أَكل الجَرادَ نَبْتَه . وخُنشوشٌ : اسم موضع . والمُهْوَأَنُّ : العادَةُ نقله الصاغاني والطَّائِفَةُ من الليل يقال : مضى مُهْوَأَنٌّ من الليل أَي هُوِيٌّ منه وقال ابن بَرِّيّ : ذِكره هنا وَهَمٌ للجوهريِّ لأنَّ مُهْوَأَنًّا وزنُه مُفْوَعَلٌّ وكذلك ذكره ابنُ جِنِّي قال : والواو فيه زائدةٌ لأنَّها أَي الواو لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعَةِ وقد ذكره ابن سيده في مقلوب هنأَ قال : المُهْوَأَنُّ : المكانُ البعيد قال : وهو مثالٌ لم يذكره سيبويه . ولا هَاءَ الله ذَا بالمدِّ أَي لا والله أَو الأَفصحُ فيه لاهَا اللهِ ذا بترك المدِّ أَو أَنَّ المدّ فيه لَحْنٌ كما ادَّعاه بعضٌ منهم والأَصلُ لا واللهِ هذا ما أُقْسِمَ به فأُدْخِلَ اسمُ الله بين ها وذا فتحصل ثلاثةُ أَقوالٍ والكلامُ فيه مَبسوطٌ في المُغنى والتسهيل وشرح البُخاريّ . وممَّا يستدرك عليه : هاوَأْتُه : فاخَرْتُه لغةٌ في هاوَيْتُه عن ابن الأَعرابيّ . وما هُؤْتُ هَوْأَهُ أَي ما شعرتُ به ولا أَردتُه . وإنِّي لأَهوءُ بك عن هذا الأَمرِ أَي أَرفعُك عنه نقله اللِّحيانيُّ