الهَواء ممدود
الجَوُّ ما بين السماء والأَرض والجمع الأَهْوِيةُ وأَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًى
وكلُّ فارغٍ هَواء والهَواء الجَبانُ لأَنه لا قلب له فكأَنه فارغٌ الواحد والجمع
في ذلك سواء وقلب هواء فارغٌ وكذلك الجمع وفي التنزيل العزيز وأَفْئِدَتُهم هَواء
الهَواء ممدود
الجَوُّ ما بين السماء والأَرض والجمع الأَهْوِيةُ وأَهلُ الأَهْواء واحدها هَوًى
وكلُّ فارغٍ هَواء والهَواء الجَبانُ لأَنه لا قلب له فكأَنه فارغٌ الواحد والجمع
في ذلك سواء وقلب هواء فارغٌ وكذلك الجمع وفي التنزيل العزيز وأَفْئِدَتُهم هَواء
يقال فيه إِنه لا عُقولَ لهم أَبو الهيثم وأَفْئِدَتُهم هَواء قال كأَنهم لا
يَعْقِلون من هَوْلِ يوم القيامة وقال الزجاج وأَفْئِدَتُهم هَواء أَي مُنْحَرِفة
( * قوله « منحرفة » في التهذيب منخرقة )
لا تَعِي شيئاً من الخَوْفِ وقيل نُزِعَتْ أَفْئدَتُهم من أَجْوافِهم قال حسان
أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفيانَ عَنِّي فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواه والهَواء والخَواء
واحد والهَواء كل فُرْجةٍ بين شيئين كما بَيْنَ أَسْفَلِ البيت إِلى أَعْلاه
وأَسْفَلِ البئرِ إِلى أَعْلاها ويقال هَوَى صَدْرُه يَهْوِي هَواء إِذا خلا قال
جرير ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُه لَوْ يُنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا
أَي هم بمنزلة قَصَبٍ جَوْفُه هَواء أَي خالٍ لا فُؤادَ لهم كالهَواء الذي بين
السماء والأَرض وقال زهير كأَنّ الرَّحل مِنها فَوْق صَعْلٍ من الظِّلْمانِ
جُؤْجُؤه هَواه وقال الجوهري كل خالٍ هَواء قال ابن بري قال كعب الأَمثال ولا تَكُ
مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ هَواء كسَقْبِ البان جُوفٍ مَكاسِرُهْ قال ومثله قوله
عز وجل وأَفْئِدَتُهم هَواء وفي حديث عاتكة فَهُنَّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ
أَي بَعِيدةٌ خاليةُ العقول من قوله تعالى وأَفْئِدَتُهم هَواء والمَهْواةُ
والهُوَّةُ والأُهْوِيَّةُ والهاوِيةُ كالهَواء الأَزهري المَهْواةُ مَوْضِع في
الهَواء مُشْرِفٌ ما دُونَه من جبل وغيره ويقال هَوَى يَهْوِي هَوَياناً ورأَيتهم
يَتَهاوَوْنَ في المَهْواةِ إِذا سقط بعضُهم في إِثْر بعض الجوهري والمَهْوَى
والمَهْواةُ ما بين الجبلين ونحو ذلك وتَهاوَى القَوْمُ من المَهواةِ إِذا سقَط
بَعضُهم في إِثر بعض وهَوتِ الطَّعْنَةُ تَهْوِي فتَحَت فاها بالدم قال أَبو النجم
فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا لِلشِّقِّ يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا وقال ذو
الرمة طَوَيْناهُما حتى إِذا ما أُنِيخَتا مُناخاً هَوَى بَيْنَ الكُلَى
والكَراكِرِ أَي خَلا وانفتح من الضُّمْر وهَوَى وأَهْوَى وانْهَوَى سَقَط قال
يَزيدُ بن الحَكَم الثقفي وكَمْ مَنْزِلٍ لَوْلايَ طِحْتَ كما هَوَى بأَجْرامِه
مِن قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي وهَوت العُقابُ تَهْوِي هُوِيًّا إِذا انْقَضَّت
على صيد أَو غيره ما لم تُرِغْه فإِذا أَراغَتْه قِيل أَهْوَتْ له إِهْواء قال
زهير أَهْوَى لها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ رِيش القَوادِمِ لَمْ يُنْصَبْ
له الشَّبَك والإِهْواء التَّناوُل باليد والضَّرْبُ والإِراغةُ أَن يَذْهَبَ
الصَّيدُ هكذا وهكذا والعُقاب تَتْبَعُه ابن سيده والإِهْواء والاهْتِواء الضَّرب
باليد والتناوُلُ وهَوَت يدي للشيء وأَهْوَتْ امْتَدَّت وارْتَفَعَت وقال ابن
الأَعرابي هَوَى إِليه مِن بُعْدٍ وأَهْوَى إِليه من قُرْبٍ وأَهْوَيْت له بالسيف
وغيره وأَهْوَيْت بالشيء إِذا أَوْمَأْت به وأَهْوَى إِليه بيده ليأْخذه وفي
الحديث فأَهْوَى بيده إِليه أَي مَدَّها نَحْوَه وأَمالها إِليه يقال أَهْوَى يَده
وبيده إِلى الشيء ليأْخذه قال ابن بري الأَصمعي ينكر أَن يأْتي أَهْوَى بمعنى
هَوَى وقد أَجازه غيره وأَنشد لزهير أَهْوَى لَها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ
وكان الأَصمعي يرويه هَوَى لها وقال زهير أَيضاً أَهْوَى لَها فانْتَحَتْ
كالطَّيْرِ حانيةً ثم اسْتَمَرَّ عليها وهو مُخْتَضِعُ قال ابن أَحمر أَهْوَى لَها
مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها وكُنْتُ أَدْعُو قَذاها الإِثْمِدَ القَرِدا
وأَهْوَى إِليه بسَهْم واهْتَوَى إِليه به والهاوِي من الحُروف واحد وهو الأَلف
سمي بذلك لشدّة امتداده وسَعة مَخرجه وهَوَتِ الرِّيح هَوِيًّا هَبَّتْ قال كأَنَّ
دَلْوِي في هَوِيِّ رِيحِ وهَوَى بالفتح يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا وهَوَياناً
وانْهَوَى سَقَط مِن فوقُ إِلى أَسفل وأَهْواهُ هُو يقال أَهْوَيْتُه إِذا
أَلقَيْتَه من فوق وقوله عز وجل والمُؤْتَفِكةَ أَهْوَى يعني مَدائنَ قومِ لُوط
أَي أَسْقَطَها فَهَوَت أَي سَقَطَت وهَوَى السهم هُوِيًّا سَقَط من عُلْو إِلى
سُفْل وهَوَى هَوِيًّا وهَى
( * قوله « وهوى هوياً وهى إلخ » كذا في الأَصل وعبارة المحكم وهوى هوياً وهاوى
سار سيراً شديداً وأَنشد بيت ذي الرمة ) وكذلك الهُوِيّ في السير إِذا مضى ابن
الأَعرابي الهُوِيُّ السَّرِيعُ إِلى فَوْقُ وقال أَبو زيد مثله وأَنشد والدَّلْوُ
في إِصْعادِهَا عَجْلَى الهُوِيُّ وقال ابن بري ذكر الرياشي عن أَبي زيد أَنَّ
الهَوِيّ بفتح الهاء إِلى أَسفل وبضمها إِلى فوق وأَنشد عَجْلَى الهُوي وأَنشد
هَوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاء فهذا إِلى أَسفل وأَنشد لمعقر بن حمار
البارقي هَوَى زَهْدَمٌ تحْتَ الغُبارِ لِحاجِبٍ كما انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ
الرِّيشِ كاسِرُ وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي
يَنْحَطُّ وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال يقال هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا بالفتح إِذا
هبط وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا بالضم إِذا صَعِدَ وقيل بالعكس وهَوَى يَهْوِي
هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير وفي حديث البراق ثم انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ
والمُهاواةُ المُلاجَّةُ والمُهاواةُ شدَّة السير وهاوَى سارَ سَيْراً شديداً قال
ذو الرمة فلم تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ
خَواضِعِ وفي التهذيب ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرينَ سَوامِ وأَنشد ابن بري لأَبي
صخرة إِيّاكَ في أَمْرِك والمُهاواهْ وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ الليث
العامة تقول الهَوِيُّ في مصدر هَوَى يَهْوي في المَهْواةِ هُوِيًّا قال فأَما
الهَويُّ المَلِيُّ فالحينُ الطويل من الزمان تقول جلست عنده هَوِيّاً والهَويُّ
الساعة المُمتدَّة من الليل ومضى هَويٌّ من الليل على فَعِيلٍ أَي هَزيعٌ منه وفي
الحديث كنتُ أَسْمَعُه الهَوِيَّ من الليل الهَوِيُّ بالفتح الحين الطويل من
الزمان وقيل هو مختص بالليل ابن سيده مضى هَوِيٌّ من الليل وهُوِيٌّ وتَهْواء أَي
ساعة منه ويقال هَوَتِ الناقةُ والأَتانُ وغيرهما تَهْوي هُوِيّاً فهي هاوِيةٌ
إِذا عَدَتْ عَدْواً شديداً أَرْفَعَ العَدْو كأَنه في هَواء بئر تَهْوي فيها
وأَنشد فشَدَّ بها الأَماعِزَ وهْيَ تَهْوي هُويَّ الدَّلْوِ أَسْلمها الرِّشاءُ
والهَوى مقصور هَوَى النَّفْس وإِذا أَضفته إِليك قلت هَوايَ قال ابن بري وجاء
هَوَى النفْس ممدوداً في الشعر قال وهانَ على أَسْماءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوى
نَحِنُّ إِليها والهَواء يَتُوقُ ابن سيده الهَوى العِشْق يكون في مداخل الخير
والشر والهَوِيُّ المَهْوِيُّ قال أَبو ذؤيب فَهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِي مِ
قدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَويُّ أَي فَقْدُ المَهْويِّ وهَوى النفسِ إِرادتها
والجمع الأَهْواء التهذيب قال اللغويون الهَوَى محبةُ الإِنسان الشيء وغَلَبَتُه
على قلبه قال الله عز وجل ونَهى النفْسَ عن الهَوى معناه نَهاها عن شَهَواتِها وما
تدعو إِليه من معاصي الله عز وجل الليث الهَو مقصور هَوى الضَّمير تقول هَوِيَ
بالكسر يَهْوى هَوًى أَي أَحبَّ ورجل هَوٍ ذو هَوًى مُخامِرُه وامرأَة هَوِيةٌ لا
تزال تَهْوى على تقدير فَعِلة فإِذا بُنيَ منه فَعْلة بجزم العين تقول هَيَّة مثل
طَيَّة وفي حديث بَيْعِ الخِيار يأْخُذُ كلُ واحد من البيع ما هَوِيَ أَي ما أَحب
ومتى تُكُلِّمَ بالهَوى مطلقاً لم يكن إِلا مذموماً حتى يُنْعَتَ بما يُخرجُ معناه
كقولهم هَوًى حَسَنٌ وهَوًى موافق للصواب وقول أَبي ذؤيب سَبَقوا هَوَيَّ
وأَعْنَقُوا لِهَواهُم فتُخُرِّمُوا ولكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ قال ابن حبيب قال
هَوَيَّ لغة هذيل وكذلك تقول قَفَيَّ وعَصَيَّ قال الأَصمعي أَي ماتوا قبلي ولم
يَلْبثُوا لِهَواي وكنت أُحِبُّ أَن أَموت قبلهم وأَعْنَقُوا لِهَواهم جعلهم
كأَنهم هَوُوا الذَّهابَ إِلى المَنِيَّةِ لسُرْعتهم إِليها وهم لم يَهْوَوْها في
الحقيقة وأَثبت سيبويه الهَوَى لله عز وجل فقال فإِذا فعَلَ ذلك فقد تَقَرَّب إِلى
الله بهَواه وهذا الشيءُ أَهْوى إليَّ من كذا أَي أَحَبُّ إِليَّ قال أَبو صخر
الهذلي ولَلَيْلةٌ مِنها تَعُودُ لَنا في غَيْرِ ما رَفْثٍ ولا إِثْمِ أَهْوى إِلى
نَفْسِي ولَوْ نَزَحَتْ مِمَّا مَلَكْتُ ومِنْ بَني سَهْمِ وقوله عز وجل فاجْعَلْ
أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم من التَّمرات فيمن قرأَ به إِنما
عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع
والجمع أَهْواء وقد هَوِيَه هَوًى فهو هَوٍ وقال الفراء معنى الآية يقول اجعل
أَفئدة من الناس تُريدُهم كما تقول رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك معناه يُريدك قال
وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم بمعنى تَهْواهم كما قال رَدِفَ لكم ورَدِفَكم
الأَخفش تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم الفراء تَهْوي إِليهم أَي
تُسْرعُ والهَوى أَيضاً المَهْويُّ قال أَبو ذُؤيب زَجَرْتُ لها طَيْرَ السَّنِيحِ
فإِنْ تَكُنْ هَواكَ الذي تَهْوى يُصِبْكَ اجْتِنابُها واسْتَهْوَتْه الشياطينُ
ذهبت بهَواه وعَقْله وفي التنزيل العزيز كالذي اسْتَهْوَتْه الشياطينُ وقيل
اسْتَهْوَتْه استَهامَتْه وحَيَّرَتْه وقيل زيَّنت الشياطينُ له هَواه حَيْرانَ في
حال حيرته ويقال للمُسْتَهام الذي استَهامَتْه الجنُّ اسْتَهْوَته الشياطين
القتيبي استَهْوته الشَّياطينُ هَوَتْ به وأَذْهَبتْه جعله من هَوَى يَهْوي وجعله
الزجاج من هَوِيَ يَهْوَى أَي زيَّنت له الشياطينُ هَواه وهَوى الرَّجل ماتَ قال
النابغة وقال الشَّامِتُونَ هَوى زِيادٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ قال
وتقول أَهْوى فأَخذ معناه أَهْوى إِليه يَدَه وتقول أَهْوى إِليه بيَدِه وهاوِيةُ
والهاوِيةُ اسم من أَسماء جهنم وهي معرفة بغير أَلف ولام وقوله عز وجل فأُمُّه
هاوِيةٌ أَي مَسْكنه جهنمُ ومُسْتَقَرُّه النار وقيل إِنَّ الذي له بدل ما يسكن
إِليه نارٌ حامية الفراء في قوله فأُمُّه هاوِية قال بعضهم هذا دعاءٌ عليه كما
تقول هَوَتْ أُمه على قول العرب وأَنشد قول كعب بن سعد الغنوي يرثي أَخاه هَوَتْ
امُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً وماذا يُؤَدِّي الليلُ حين يَؤُوبُ
( * قوله « هوت أمه » قال الصاغاني رادًّا على الجوهري الرواية هوت عرسه والمعروف
حين يثوب اه لكن الذي في صحاح الجوهري هو الذي في تهذيب الازهري )
ومعنى هَوت أُمه أَي هلَكَت أُمُّه وتقول هَوَت أُمُّه فهي هاويةٌ أَي ثاكِلةٌ
وقال بعضهم أُمّه هاويةٌ صارَتْ هاويةٌ مأْواه كما تُؤْوي المرأَةُ ابنها فجعلها
إذْ لا مأْوى له غَيْرَها أُمًّا له وقيل معنى قوله فأُمُّه هاويةٌ أُمُّ رأْسه
تَهْوي في النار قال ابن بري لو كانت هاوية اسماً علماً للنار لم ينصرف في الآية
والهاوِيةُ كلُّ مَهْواة لا يُدْرَك قَعْرُها وقال عمرو بن مِلْقَط الطائي يا
عَمْرُو لو نالتْك أَرْماحُنا كنتَ كمَنْ تَهْوي به الهاوِيَهْ وقالوا إِذا
أَجْدَبَ الناسُ أَتى
( * قوله « إذا أجدب الناس أتى إلخ » كذا في الأصل والمحكم )
الهاوي والعاوي فالهاوي الجَرادُ والعاوي الذئبُ وقال ابن الأَعرابي إنما هو
الغاوي بالغين المعجمة والهاوي فالغاوي الجَرادُ والهاوي الذِّئبُ لأَن الذِّئابَ
تأْتي إلى الخِصْب ابن الأَعرابي إذا أَخْصَب الزَّمانُ جاء الغاوي والهاوي قال
الغاوي الجَراد وهو الغَوْغاء والهاوي الذئاب لأَن الذئاب تَهْوي إلى الخصب قال
وقال إذا جاءت السنة جاء معها أَعوانُها يعني الجَراد والذئاب والأَمراض ويقال
سمعتُ لأُذُني هَوِياًّ أَي دَوِيًّا وقد هَوَت أُذُنه تَهْوي الكسائي هاوَأْتُ
الرَّجل وهاوَيْتُه في باب ما يهمز وما لا يهمز ودارَأْتُه ودارَيْتُه والهَواهي
الباطلُ واللَّغْوُ من القول وقد ذكر أَيضاً في موضعه قال ابن أَحمر أَفي كلِّ
يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطبّةً إليَّ وما يُجْدُونَ إلا الهَواهِيا ؟ قال ابن بري
صوابه الهَواهِيُّ الأباطيلُ لأَن الهَواهِيَّ جمع هَوْهاءة من قوله هَوْهاءة
اللُّبّ أَخْرَقُ وإنما خففه ابن أَحمر ضرورة وقياسُه هَواهِيُّ كما قال الأَعشى
أَلا مَنْ مُبْلِغُ الفِتْيا نِ أَنَّا في هَواهيِّ وإِمْساءِ وإِصباح وأَمْرٍ
غَيْرِ مَقْضِيِّ قال وقد يقال رجل هَواهِيةٌ إلا أَنه ليس من هذا الباب
والهَوْهاءة بالمد الأَحْمَقُ وفي النوادر فلان هُوَّة أي أَحْمَقُ لا يُمْسِكُ
شيئاً في صدره وهَوٌّ من الأَرض جانِبٌ منها والهُوّة كلُّ وَهْدَةٍ عَمِيقةٍ
وأَنشد كأَنه في هُوَّةٍ تَقَحْذَما قال وجمع الهُوَّةِ هُوًى ابن سيده الهُوَّةُ
ما انهَبَطَ من الأَرضَ وقيل الوَهْدةُ الغامضةُ من الأرض وحكى ثعلب اللهم
أَعِذْنا من هُوَّةِ الكُفْر ودَواعي النفاق قال ضربه مثلاً للكُفْر والأُهْوِيّة
على أُفْعُولة مثلها أَبو بكر يقال وَقَعَ في هُوَّة أَي في بئر مُغَطَّاةٍ وأَنشد
إنكَ لو أُعْطِيتَ إَرْجاء هُوّةٍ مُغَمَّسَةٍ لا يُسْتَبانُ تُرابُها بِثَوْبِكَ
في الظَّلْماء ثم دَعَوْتَني لجِئْتُ إِليها سادِماً لا أَهابُها النضر الهَوَّةُ
بفتح الهاء الكَوّةُ حكاها عن أَبي الهذيل قال والهُوّةُ والمَهْواةُ بين جبلين
ابن الفرج سمعت خليفة يقول للبيت كِواءٌ كثيرة وهِواء كثيرة الواحدة كَوَّةٌ
وهَوَّةٌ وأَما النضر فإِنه زعم أَن جمع الهَوَّة بمعنى الكَوَّة هَوًى مثل قريةٍ
وقُرًى الأَزهري في قول الشماخ ولمّا رأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةً تسَلَّيْتُ
حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرا قال هُوَيَّةٌ تصغير هُوّة وقيل الهَوِيَّةُ بئر
( * قوله « وقيل الهوية بئر » أي على وزن فعيلة كما صرح به في التكملة وضبط الهاء
في البيت بالفتح والواو بالكسر وقوله « طواطي » كذا بالأصل )
بَعِيدةُ المَهْواةِ وعَرْشُها سقفها المُغَمَّى عليها بالتراب فيَعْتَرُّ به
واطِئُه فيَقَع فيها ويَهْلِك وأَراد لما رأَيتُ الأَمرَ مُشْرِفاً بي على هَلَكةِ
طواطي سَقْفِ هَوَّةٍ مُغَمَّاةٍ تركته ومضيت وتسَلَّيْت عن حاجتي من ذلك الأَمر
وشَمَّرُ اسم ناقة أَي ركبتها ومضيت ابن شميل الهُوَّةُ ذاهبةٌ في الأَرض بعيدة
القعر مثل الدَّحْلِ غير أَن له أَلجافاً والجماعةُ الهُوُّ ورأْسُها مثلُ رأْس
الدَّحْل الأَصمعي هُوَّةٌ وهُوًى والهُوَّة البئر قال أَبو عمرو وقيل الهُوَّة
الحُفْرة البعيدة القعر وهي المَهْواةُ ابن الأَعرابي الرواية عَرْشَ هُوِيَّة
أَراد أُهْوِيَّةٍ فلما سقطت الهمزة رُدَّت الضمة إلى الهاء المعنى لما رأَيت
الأَمر مشرفاً على الفوت مضيت ولم أُقم وفي الحديث إذا عَرَّسْتم فاجْتَنِبُوا
هُوِيَّ الأَرضِ
( * قوله « هوي الارض » كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ النهاية وهو بضم فكسر وشد الياء
وفي بعض نسخها بفتحتين )
هكذا جاء في رواية وهي جمع هُوَّة وهي الحُفْرة والمطمئن من الأَرض ويقال لها
المَهْواةُ أَيضاً وفي حديث عائشة رضي الله عنها ووصفت أَباها قالت وامْتاحَ من
المَهْواة أَرادت البئر العَمِيقَة أَي أَنه تحَمَّل ما لم يَتحَمَّل غيره
الأَزهري أَهْوى اسم ماء لبني حِمَّان واسمه السُّبَيْلةُ أَتاهم الرَّاعي فمنعوه
الوِرْدَ فقال إِنَّ على أَهْوى لأَلأَمَ حاضِرٍ حَسَباً وأَقْبَحَ مَجْلسٍ
أَلوانا قَبَحَ الإِلهُ ولا أُحاشي غَيْرَهُمْ أَهْلَ السُّبَيْلةِ من بَني
حِمَّانا وأَهْوى وسُوقةُ أَهْوى ودارة أَهْوى موضع أَو مَواضِعُ والهاء حرف هجاء
وهي مذكورة في موضعها من باب الأَلف اللينة
معنى
في قاموس معاجم
الهَوْدُ
التَّوْبَةُ هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد تابَ ورجع إِلى الحق فهو هائدٌ وقومٌ
هُودٌ مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ قال أَعرابي إِنِّي امرُؤٌ مِنْ
مَدْحِهِ هائِد وفي التنزيل العزيز إِنَّا هُدْنا إِليك أَي تُبْنا إِليك وهو قول
مجاهد وسعي
الهَوْدُ
التَّوْبَةُ هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد تابَ ورجع إِلى الحق فهو هائدٌ وقومٌ
هُودٌ مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ قال أَعرابي إِنِّي امرُؤٌ مِنْ
مَدْحِهِ هائِد وفي التنزيل العزيز إِنَّا هُدْنا إِليك أَي تُبْنا إِليك وهو قول
مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم قال ابن سيده عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى رجعنا وقيل
معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة وكذلك قوله تعالى فتُوبوا إِلى
بارِئِكم وقال تعالى إِن الذين آمنوا والذين هادوا وقال زهير سِوَى رُبَعٍ لم
يَأْتِ فيها مَخافةً ولا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد قال المُتَهَوِّد
المُتَقَرِّبُ شمر المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه قال قاله ابن
الأَعرابي والتَّهَوُّدُ التوبةُ والعمل الصالح والهَوادَةُ الحُرْمَةُ والسبب ابن
الأَعرابي هادَ إِذا رجَع من خير إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير وهادَ إِذا عقل
ويَهُودُ اسم للقبيلة قال أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ إِذا أَنتَ
يَوْماً قُلْتَها لم تُؤنَّب وقيل إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال
دالاً قال ابن سيده وليس هذا بقويّ وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على
إِرادة النسب يريدون اليهوديين وقوله تعالى وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا كلَّ ذي
ظُفُر معناه دخلوا في اليهودية وقال الفراء في قوله تعالى وقالوا لَنْ يَدْخُلَ
الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى قال يريد يَهُوداً فحذف الياء الزائدة ورجع
إِلى الفعل من اليهودية وفي قراءة أُبيّ إِلا من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً قال
وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق والجمع
حُول وعُوط وجمع اليهوديّ يَهُود كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ
عجم وعرب والهُودُ اليَهُود هادُوا يَهُودُون هَوْداً وسميت اليهود اشتقاقاً من
هادُوا أَي تابوا وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء الإِضافة
كما قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع على قياس شعيرة
وشعير ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلِف واللام عليه
لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحيّ وأَنشد علي بن سليمان
النحوي فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها صَمِّي لِما فَعَلَتْ يَهُودُ
صَمامِ قال ابن برِّيّ البيت للأَسود بن يعفر قال يعقوب معنى صَمِّي اخْرسي يا
داهيةُ وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا صَمامِ ومنهم
من يقول الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا أُذُن لما فعلتْ يَهُود
وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء وهَوَّدَ الرجلَ حَوّلَه إِلى ملة
يَهُودَ قال سيبويه وفي الحديث كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون
أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى
ويُدْخِلانه فيه والتَّهْوِيدُ أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا وهادَ
وتَهَوَّد إِذا صار يهوديّاً والهَوادةُ اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين
القوم وفي الحديث لا تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا
يُحابي فيه أَحداً والهَوادةُ السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة وفي حديث عمر رضي
الله عنه أُتِيَ بِشاربٍ فقال لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك هَوادةٌ
والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ الإِبْطاءُ في السَّيْر واللِّينُ
والتَّرَفُّقُ والتَّهْوِيدُ المشيُ الرُّوَيْدُ مثل الدَّبيب ونحوه وأَصله من
الهَوادةِ والتَّهْوِيدُ السَّيْرُ الرَّفِيقُ وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه
أَوْصَى عند موتِه إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بي فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا
تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى وفي حديث ابن مسعود إِذا كنتَ في
الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ قال وكذلك
التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ وهو الساكِنُ يقال غِناءٌ مُهَوِّد وقال الراعي يصف
ناقة وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ
المُهَوِّدِ قال وخُود الواو أَصلية ليست بواو العطف وهو من وَخَدَ يخد إِذا
أَسرعَ أَبو مالك وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن وهَوَّدَ إِذا غَنَّى وهَوَّدَ إِذا
اعتَمد على السير وأَنشد سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ ذا قُحَمٍ وليس
بالتَّهْوِيدِ أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن والتهوِيدُ أَيضاً النومُ وتَهْوِيدُ
الشراب إِسكارُه وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه وقال الأَخطل ودافَعَ
عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا والهَوادَةُ
الصُّلْحُ والمَيْلُ والتهوِيدُ والتَّهْوادُ الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ
والتهوِيدُ هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ صوتها فيه والتَّهْوِيدُ تَجاوُبُ
الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها قال الراعي يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ
العَزِيفِ به كما يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ وقال ابن جَبَلَةَ التهوِيدُ
الترجيعُ بالصوت في لِين والهَوادةُ الرُّخْصة وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها
أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة والمُهاوَدةُ المُوادَعَةُ والمُهاوَدةُ المُصالَحَةُ
والمُمايَلةُ والمُهَوِّدُ المُطْرِبُ المُلْهِي عن ابن الأَعرابي والهَوَدَةُ
بالتحريك أَصل السنامِ شمر الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه والجمع هَوَدٌ
وقال كُومٌ عليها هَوَدٌ أَنضادُ وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ وهُودٌ اسم النبي صلى
الله على نبينا محمد وعليه وسلم ينصرف تقول هذه هُودٌ إِذا أَردْتَ سورة هُودٍ
وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم تصرفه وكذلك نُوحٌ ونُونٌ والله أَعلم