هَادَهُ الشَّيْءُ يَهِيدُه هَيْداً وهَاداً : أَفزَعَه وكَرَبَه هكذا بالموحّدة في سائر النسخ . وفي الأَساس واللسان بالثاءِ المثلّثة بضبط القلَم وقد تَقدَّم كَرَثَه الغَمُّ إِذا اشتدَّ عليه والأُولَى هي الأَكثر يقال : هَادَنِي هَيْداً أَي كَرَبَني . هادَه يَهِيدُه هَيْداً : حَرَّكَه وأَصْلَحَه وأَصْلُ الهَيْدِ الحَرَكَةُ كَهَيَّدَه تَهْيِيداً في الكُلِّ وهَادَه هَيْداً : أَزالَه وصَرَفَه وأَزْعَجَه . وقولُهم : ما يَهِيدُه ذلك أَي ما يَكْتَرِثُ له ولا يُزْعِجُه تقول : ما تَهِيدُني ذلك أَي ما يُزْعِجُني ولا أَكْتَرِثُ له ولا أُبالِيه وفي الحَديث كُلُوا وَاشْرَبُوا ولاَ يَهِيدَنَّكُمُ الطَّالُِ المُصْعِدُ قال ابن الأَثير : أَي لا تَنْزَعِجُوا للفَجْرِ المُسْتَطِيل فتَمْتَنِعُوا به عن السَّحُورِ فإِنه الصُّبْحُ الكَذَّابُ . وفي حديث الحَسَن ما مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ للهِ عَمَلاً إِلاَّ سارَ في قَلْبِه سَوْرَتَانِ فإِذا كانَتِ الأُولَى مِنْهما للهِ فلا تَهِيدَنَّه الآخِرَةُ أَي لا تُحَرِّكَنَّه ولا تُزِيلَنَّه عنها وفي الحديث أَنه قيل للنَّبيّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ في مَسجده : يا رَسُولَ اللهِ هِدْهُ . فقال : بَلْ عَرْشٌ كَعَرْشِ مُوسَى . كان ابنُ عُيَيْنَةَ يقول : معناه أَصْلِحْه فكأَنَّ المَعْنَى أَنَّه يُهْدَمُ ويُسْتَأْنَفُ ويُصْلَح . وفي حديث ابنِ عُمَر لو لَقِيتُ قاتِلَ أَبي في الحَوَم مَا هِدْتُه يُرِيد ما حَرَّكْتُه ولا أَزْعَجْتُه . وما هَدَاه كذا وكذا أَي ما حَرَّكَه . هَادَ الرَّجُلَ هَيْدَا وهَاداً : زَجَرَهُ عن الشيْءِ وصَرَفهَ عنه وقيل : لا يُنْطَقُ بِيَهِيدُ إِلاَّ بحَرْفِ جَحْدٍ قاله يَعْقُوبُ في الإِصلاح يقال : لا يَهِيدَنَّكَ هذا عن رَأْيِك أَي لا يُزِيلَنَّكَ . وهَيْدٌ بفتح فسكون وهِيدٌ بالكسر وهَادٌ وكذلك هِيدِ وهَادِ كلاهما مَبنِيًّا على الكَسْرِ : زَجْرٌ للإِبِلِ واسْتِحْثَاثها وأَنشد أَبو عَمرو :
وقَدْ حَدَوْنَاهَا بِهَيْدٍ وَهَلاَ ... حتَّى تَرَى أَسْفَلَها صَارَ عَلاَ في التهذيب : والعَرَبُ تقول : هَيْدَ مَالَكَ إِذا اسْتَفْهَمُوا الرَّجُلَ عن شَأْنِ كما تَقُولُ : يا هذا مَالَكَ وبهذه اللُّغَةِ روَى الأَصْمَعِيُّ قَوْلَ تأَبَّط شَرًّا :
يَا هَيْدَ مَالَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإِيرَاقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ طَرَّاقِ ويروى : يَا عِيدُ مَالَكَ . وقال اللِّحْيَانيُّ : يقال : لَقِيَه فقالَ له هَيْدَ مَالَك ولَقِيتُه فما قال لي هَيْدَ مَالَكَ . وقال شَمِرٌ : هِيدَ وهَيْدَ جائزانِ وقال الكسائيُّ : يقال يا هَيْدَ ما أَصحَابُك ويا هَيْدَ مالأَصْحَابِك . قال : وقال الأَصمعيُّ : حَكَى لي عِيسى ابنُ عُمَرَ : هَيْدَ مَالَكَ . أَي ما أَمْرُك . ويقال لو شَتَمْتَنِي ما قُلْتُ هَيْدَ مَالَك . ونقل الأَزهريُّ عن أَبي زيدٍ قالوا : تقول : ما قَالَ لَهُ هَيْدَ مالَكَ فنصبوا وذلك أَن يَمُرَّ بالرجُلِ البَعِيرُ الضَّالُّ فلا يَعُوجُه ولا يَلْتَفِتُ إِليه . ومَرَّ بَعِيرٌ فما قَالَ له : هَيْدِ مَالَكَ فجَرَّ الدَّالَ حِكَايَةً عن أَعرابِيٍّ وأَنشد لكَعْبِ بن زُهَيْر :
" لَوْ أَنَّهَا آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لَهَايَا هَيْدِ مَالَكِ أَوْ لَو آذَنَتْ نَصَفَا فُلانٌ يُعْطِي الهَيْدَانَ والزَّيْدَانَ أَي يُعْطِي مَنْ عَرَف وَمن لمْ يَعْرِف قالَه يُونس . وماله هَيْدٌ وهَادٌ أَي حَرَكَةٌ وقيل : مَعْنَى قَوْلِهِم لا هَيْدٌ ولا هَادٌ أَي ما يُقَال لَهُ هَيْدٌ ولا هَادٌ قال ابنُ هَرْمَةَ :
ثُمَّ اسْتَقَامَتْ لَهُ الأَعْنَاقُ طَائِعَةً ... فَمَا يُقَالُ له هَيْدٌ ولا هَادُ وقيل : معنى ما يُقَال له هَيْدٌ ولا هَادٌ أَي لا يُحَرَّك لا يُمْنَع من شيْءٍ ولا يُزْجَر عنه تقول : هِدْتُ الرَّجُلَ وهَيَّدْتُه عن يعقوب . والتَّهْيِيدُ : الإِسْرَاعُ في السَّيْرِ كالتَّهْوِيد . وهَيُودٌ كصَبُورِ كذا ضَبِط في نُسْخَتنا ومنهم من ضَبَطَه كتَنُّورٍ : جَبَلٌ فيه حِصْنٌ لبني زُبَيْدٍ باليَمَنِ . وأَيَّامُ هَيْدٍ بفتح فسكون : أَيَّامُ مُوتَانٍ كانَتْ في الجَاهِلِيَّةِ في الدَّهْرِ الأَوَّلِ قيل : مات فيها اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً : هكذا ذَكَرَه العِمْرَانيّ في أَسْمَاءِ الأَماكِن قال ياقُوت : ولا أَدْرِي ما معناه : والهَيْدُ بالفَتْحِ ذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَكٌ : الشيْءُ المُضْطَرِبُ . وهَيْدةُ بالفتح ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ : وَهْدَةٌ وفي بعض النسخ : رَدْهَة بأَعْلَى المَضْجَعِ وهي التي يُقَال لها المَضاجِعُ لبنِي أَبي بكر بن كِلاَبٍ . قالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ :
تَخَلَّى عَنْ أَبِي حَرْبٍ تَوَلَّى ... بِهَيْدَةَ قَابِضٌ قبْلَ القِتَالِ وفي مُعجم البكريّ : هَضْبَةٌ في بلادِ بَنِي عُقَيْل . ونقل ياقُوت عن أَبي عُبَيْدَة في المَقَاتِل قال : لم يَقِفْ عُلماؤُنا على هَيْدَةَ ما هِي حتى جاءَ الحَسَنُ فأَخْبَرَهم أَنه مَوْضِعٌ قُتِلَ فيه تَوْبَةُ . وهُمَا هَضْبَتَانِ يقال لهما : بِنْتَا هَيْدَةَ ومَرَّتْ لَيْلَى بِقَبْرِه فَعَقَرَتْ بَعِيرَ زَوْجِهَا على قَبْرِه وقالت :
" عقَرْتُ عَلَى أَنْصَابِ تَوْبَةَ مُقْرِماًبِهَيْدَةَ إِذْ لَمْ تَحْتَضِرْهُ أَقارِبُهْ ومما يستدرك عليه : مَا هَيَّدَ عَنْ شَتْمِي أَي ما تَأَخَّرَ ولا كَذَّبَ . قد ذُكِر ذلك في النُّون لأَنهما لُغَتَانِ هَنَّدَ وهَيَّدَ . ورجل هَيْدَانٌ : ثَقيلٌ جَبَانٌ كهِدَانٍ . والهَيْدُ : الكَثِيرُ عن ثعلبٍ وَأَنْشَد :
" أَذَاكَ أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً أَهْدَبَا والهِيدُ أَوَّلُ الحُدّاءِ وذلك أَنّ الحَادِيَ إِذَا أَرادَ الحُدَاءَ قال : هِيدْ هِيدْ ثم زَجِلَ بِصَوْتِهِ ومنه حَديثُ زَيْنَبَ مَالِي لا أَزَالُ أَسْمَعُ الليلَ أَجْمَعَ هِيدْ هِيدْ ؟ قيل : هذه عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمن بن عَوْفٍ . والهَيْدُ : المُضْطَرِبُ قال :
" أَذَاكَ أَم يُعْطِيكَ هَيْداً هَيْدَبَا
فصل الياءِ مع الدال المهملة