البَيْصُ : الشِّدَّةُ والضِّيقُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ويُكْسَرُ . ويُقَالُ : وَقَعَ فُلانٌ في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصِ وحَيْصِ بَيْص وحَيْصٍ بَيْصٍ وحِيص بِيصِ بَفْتْحٍ أَوَّلِهِمَا وآخِرِهما وبِكَسْرِهِمَا وبِفَتْحِ أَوّلِهِمَا وكَسْرِ آخِرِهما وقد يُجْرَيَانِ في الثّانِيَةِ فهِيَ سِتُّ لُغَات . قالَ شَيْخُنا : ويُجْرَيَانِ في الأُولَى أَيْضاً كَمَا سَيَأْتِي لَهُ قَرِيباً وكَذا في حاصِ باصِ مَبْنِيّاً على الكَسْرِ وأَلِفُه ياء أَيْ فِي اخْتِلاطٍ لا مَحِيصَ لَهُم مِنْه وفي الصّحَاحِ : عَنْهُ وقِيلَ : في شِدَّةٍ مِنْ أَمْرٍ لا مَخْرَجَ لَهُمْ مِنْه . وجَعَلْتُم الأَرْضَ عَلَيْه حَيْصَ بَيْصَ . نقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وزادَ ابنُ السِّكِّيتِ : حَيْصاً بَيْصاً بفَتْحِهِما وحِيصاً بِيصاً بِكَسْرِهِمَا غَيْر مركَّبٍ : أَيْ ضَيَّقْتُم عَلَيْهِ حَتّى لا يَتَصَرَّف فِيها وفي النِّهَاية : حَتّى لا مَضْرَبَ لَهُ فِيهَا ولا مُتَصَرَّفَ لِلْكَسْبِ وهَوَ في قَوْلِ سَعِيدِ ابنِ جُبَيْرٍ حِينَ سُئِلَ عن المُكَاتَبِ يَشْتَرِطُ عَلَيْه أَهْلُه أَن لا يَخْرُجَ مِنْ بَلَدِه فقَال : أَثْقَلْتُمْ ظَهْرَه وجَعَلْتُم الأَرْضَ عَلَيْه حَيْصَ بَيْصَ وقَوْلُ شَيْخِنا آنِفاً كَمَا سَيَأْتِي لَهُ قَرِيباً كَأَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِ ابنِ السِّكِّيتِ هذا فَتَأَمَّلْ . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : البَيْصَة : قُفٌّ غَلِيظٌ أَبْيَضُ بأَقْبَالِ العَارِضِ في دارِ قُشَيْرٍ لِبَنِي لُبَيْنَي وبَنِي قُرَّةَ من قُشَيْرٍ وتِلْقَاءَهَا دارُ نُمَيْرٍ كَذا في اللِّسَان . قُلْت : والصَّوَابُ أَنَّه بالضّادِ المُعْجَمَة كَمَا سَيَأْتي . وحَيْصَ بَيْصَ : جُحْرُ الفَأْرِ
فصل التاء مع الصاد
" وَبَصَ البَرْقُ " وغيْرُه " يَبِصُ وَبْصاً ووَبِيصاً " وبِصَةً كعِدَةٍ " لَمَعَ وبَرَقَ " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لامْرِئِ القيْسِ :
كَأَنِّي ورَحْلِي والقُرَابَ ونُمْرُقِي ... إِذا شُبّ للمَرْوِ الصِّغَار وَبِيصُ وَبَصَ " الجِرْوُ : فَتَحَ " إِحْدَى " عَيْنيْهِ " عن ابنِ عَبّادٍ . والَّذِي في الصّحاح والعُبَاب وَبَّصَ الجرْوُ تَوْبِيصاً : فَتَح عَيْنيْه . وتَابَعَهُمَا غيْرُ وَاحِدٍ من أَئمّة اللُّغَة . وَبَصَتِ " الأَرْضُ : كَثُرَ نبْتُهَا كأَوْبَصَت " واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الأَخِيرِ ونَقَلَهُ عن ابن السِّكِّيت ونَصُّه : يُقَالُ : أَوْبَصَتِ الأَرْضُ في أَوَّلِ ما يَظْهَرُ نَبْتُهَا . الوَبَّاصُ : " ككَتَّانٍ : البَرَّاقُ اللَّوْنِ " ومنه حَدِيثُ الحَسَن : " لا تَلْقَى المُؤْمِنَ إِلاَّ شَاحِباً ولا تَلْقَى المُنَافِقَ إِلاّ وَبَّاصاً " أَي بَرَّاقاً . ويُقَال : أَبْيَضُ وَبَّاصُ قال أَبو النَّجْم :
" عن هَامَةٍ كالحَجَرِ الوَبَّاصِ الوَبَّاصُ : " القَمَرُ " عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَبِي عَمْرٍو وهو من ذلِكَ . " ووَابِصٌ : عَلَمٌ " وكذلِكَ وَابِصَةُ والأَخِيرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : " الوَابِصَةُ : النَّارُ كالوَبِيصَةِ . " " ووَابِصَةُ : ع " وفي اللسَان والتَّكْمِلَةِ الوَابِصَةُ بالَّلام : مَوْضِعٌ . وَابِصَةُ " بنُ سَعِيدٍ " هكذا في النُّسَخ . وهو غَلَطٌ والصَّوابُ ابنُ مَعْبَدٍ وهو ابنُ مَالِكٍ الأَسَدِيُّ أَيُو سَالِمٍ " صَحَابِيّ " قَبْرُهُ بالرَّقَّةِ . يُقَال : " إِنَّه لوَابِصَةُ سَمْعٍ " إِذا كانَ " يَثِق بكُلِّ ما يَسْمَعُ " نقله الجَوْهَرِيّ والزَّمَخْشَرِيّ . وقيل : هو إِذا كَانَ يَسْمَعُ كَلاَماً فيَعْتَمِدُ عليه ويَظُنُّه ولَمَّا يَكُنْ على ثِقَةٍ . يُقَال : وَابِصَةُ سَمْعٍ بِفُلانٍ ووَابِصَةُ سَمْعٍ بهذا الأَمْرِ وهو الَّذِي يُسَمَّى الأُذُنَ قاله ابنُ فَارِسٍ وأَنَّثَ على مَعْنَى الأُذُنِ وقد تَكُونُ الهَاءُ للمُبَالَغَةِ . " ووَبْصَان " بالفَتْح عن الفَرَّاءِ " ويُضَمُّ " عن ابنِ دُرَيْد : اسمُ " شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ " في الجَاهِلِيَّة . قال :
وسِيَّانِ وَبْصَانٌ إِذَا ما عَدَدْتَهُ ... وبُرْكٌ لعَمْرِي في الحِسَابِ سَوَاءُ
نُسَخ الجَمْهَرَة : بُصَّان كرُمَّانٍ ونَقَل شيْخُنَا عن ابْنِ سِيدَه في المُحْكَم أَنّه بفَتْحِ الوَاوِ وضَمِّ المُوَحَّدةِ نَظِير سَبُعَان حَتَّى قِيلَ إِنَّهُ لا ثَالِثَ لَهُمَا . قُلْتُ : وهُوَ غَرِيبٌ لم يَتَعَرَّضْ له صاحِبُ اللّسَان ولا غيْرُه وإِنَّمَا نَقَلَ عن ابنِ سِيدَه كما تَرَى وليس فيه ما ذَكَرَه شيْخُنَا . وقال الصّاغَانِيّ في العُبَابِ : ومَا في بَعْضِ نُسَخ الجَمْهَرَة صَحِيحٌ أَيضاً لأَنَّ وَبَصَ وبَصَّ بمَعْنىً وسيأْتي للمُصَنِّف في " بصّ " . " والوَبَصُ مُحَرَّكَةً : النَّشَاطُ و " منه " فَرَسٌ وَبِصٌ ككَتِفٍ " أَي " نَشِيطٌ " نقله الصّاغَانِيّ . ويُقَال : فَرَسٌ هَبِصٌ وَبِصٌ . " وأَوْبَصَتْ نَارِي : ظَهَرَ لَهَبُهَا " . وفي الصّحاح عن ابْنِ السِّكِّيت : أَوْبَصَتْ نَارِي وذلِكَ أَوّل مَا يَظْهَرُ لَهَبُهَا . وقال غيْرُه : أَوْبَصَتِ النَّارُ عندَ القَدْحِ إِذا ظَهَرَتْ . ووَبَّصَ لي بيَسِيرٍ تَوْبِيصاً : أَعْطَانِيهِ " عن ابْنِ عَبَّادٍ وهو مَجاز . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : وَبِيصُ الطِّيبِ : بَرِيقُه . وأَبْيَضُ وَابِصٌ : بَرَّاقٌ . قال أَبو الغَرِيب النَّصْرِيّ :
" إِمَّا تَرَيْنِي اليَوْمَ نِضْواً خَالِصاً
" أَسْوَدَ حُلبُوباً وكُنْتُ وَابِصا وقال أَبو حَنِيفَةَ : وَبَصَتِ النَّارُ وَبِيصاً : أَضَاءَت . والوَابِصَةُ : البَرْقَةُ . وعَارِضٌ وَبَّاصٌّ : شَدِيدُ وَبِيصِ البَرْقِ . وما فِي النَّارِ وَبْصَةٌ ووَابِصَةٌ أَي جَمْرَةٌ
البَوْصُ : الفَوْتُ والسَّبْقُ والتَّقَدُّمُ يُقَالُ : بَاصَنِي فُلانٌ أَيْ فَاتَنِي وسَبَقَنِي فاسْتَبَاصَ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ :
فَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ ولا تَبُصْنِي ... فإِنَّكَ إِنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيصُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ :
أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلَى إِذْ نَأَتْكَ تَنُوصُ ... فتَقْصُرُ عَنْهَا خَطْوَةً وتَبُوصُ قالَ ابْنُ بَرِّيّ : أَيْ تَسْبِقُك وتَتَقَدَّمُك . والبَوْصُ أَيْضاً : الاسْتِعْجالُ قالَ اللَّيْثُ : هُوَ أَنْ تَسْتَعْجِل إِنْساناً في تَحْمِيلكَه أَمْراً لا تَدَعُه يَتَمَهَّلُ فِيه وأَنْشَدَ :
فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ ولا تَبُصْنِي ... وَدَالِكْنِي فإِنِّي ذُو دَلاَلِ والبَوْصُ : الاسْتِتارُ والهَرَبَ ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه أَرادَ أَنْ يَسْتَعْمِل سَعِيدَ بن العَاصِ فبَاصَ مِنْه أَيْ هَرَبَ واسْتَتَر وفَاتَه . وفي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ أَنّهُ ضَرَبَ أَزَبَّ حَتَّى باصَ . والبَوْصُ : الإِلْحاحُ في السَّيْرِ والجِدُّ عَنْ ثَعْلَبٍ ومِنْهُ خِمْسٌ بَائِصٌ . والبَوْصُ : اللَّوْنُ الفَتْحُ عَن أَبي عُبَيْدٍ يُقَالُ : حالَ بَوْصُه أَيْ تَغَيَّرَ لَوْنُه وقِيلَ البَوْصُ : حُسْنُ اللَّوْنِ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنِ ابنِ السِّكِّيتِ : يُقَالُ : ما أَحْسَنَ بَوْصَه : أَيْ سِحْنَتَه ولَوْنَه والجَمْعُ : أَبْوَاصٌ . والبَوْصُ : العَجِيزَةُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى :
عَرِيضَةِ بَوْصِ إِذا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمِ الحَشَا شَخْتَةِ المُحْتَضَنْ ويُضَمُّ فِيهِمَا أَمَّا في العَجِيزَةِ فَقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ بالوَجْهَيْنِ : الفَتْحِ والضَّمِّ وبِهِما رُوىَ قَوْلُ الأَعْشَى وأَمّا في مَعْنَى اللَّوْنِ فَقَدْ تَقَدَّمَ الفَتْحُ عَنِ أَبِي عُبَيْدٍ وقالَ ابنُ بَرِّيّ حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابن السِّكِّيت بِضَمِّ الباءِ وذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ بفَتْحِ الباءِ لا غَيْر . والبَوْصُ : السَّيْرُ الشَّدِيدُ . والتَّعَبُ هكذا فِي سائرِ النُّسَخِ وإِذا قُلْنَا : والبُعْدُ بَدَلَ قَوْلِه : والتَّعَب جازَ يُقَالُ : خِمْسٌ بائِصٌ أَيْ مُسْتَعْجَل أَوْ مُعْجِلَ . مُلِحٌّ مِثْلُ بَصْبَاصٍ ويُقَال : سارَ القَوْمُ خِمْساً بائصاً . وطَرِيقٌ بَائصٌ : بَعِيدٌ وشاقٌّ ؛ لأَنَّ الَّذِي يَسْبِقُكَ ويَفُوتُكَ شاقٌّ وُصُولُكَ إِلَيْهِ قال الرّاعِي :
حَتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْس بائِصِ ... جُدّاً تَعَاوَرَه الرِّيَاحُ وَبِيلاَ وقالَ الطِّرْمّاحُ :
مَلاً بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ ... عَلَى تُشْحَةٍ مِن ذائِدِ غَيْرِ واهِنِ والبُوصُ بالضمِّ : ثَمَرُ نَبَاتٍ . وقَدْ بَوَّصَ تَبْوِيصاً : جَنَاهُ . والبُوصُ : لِينُ شَحْمَةِ العَجُزِ حَكَاهُ اللَّيْثُ ويُفْتَح . والبُوصُ : وَاحِدَةُ الأَبْوَاصِ منَ الغَنَمِ والدَّوَابِّ أَيْ أَنْوَاعِها وأَلْوَانِها . والبَوْصاءُ : العَظِيمَةُ العَجُزِ نَقَله ابنُ دُرَيْدٍ قالَ : ولا يُقَالُ ذلِكَ لِلرَّجُلِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ : مِنَ البَوْصِ لأَنَّهُ يَرْبُو فيَسْتَقْدِمُ . والبَوْصَاءُ أَيْضاً : لُعْبَةٌ لَهُمْ أَيْ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ يَأْخُذُون عُوداً في رَأْسِه نارٌ فَيُديرُونَهُ عَلَى رؤُوُسِهِم يُقَال : لَعِبَ الصِّبْيَانُ البَوْصاءَ يا هذا . والأَبْوَاصُ : ع في شِعْرِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ :
لِمَن الدِّيارُ بعَلْىَ فالأَحْراصِ ... فالسُّودَتَيْنِ فمَجْمَعِ الأَبْوَاص قالَ السُّكَّرِيُّ : ويُرْوَى : الأَنْوَاص بالنُّون ورَوَى الأَصْمَعِيُّ هذِه القَصِيدَة صادِيَّة مهمَلَةً كَذَا في المُعْجَم ولَمْ أَجدْ هذِه القَصِيدةَ في شِعْرِ أُمَيَّة . والبُوصِيُّ بالضَّمِّ : ضَرْبٌ من السُّفُنِ مُعَرّبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للأَعْشَى :
مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِِ وقال غَيْرُهُ : كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعِدِ . وعَبَّرَ أَبو عُبَيْدٍ عنه بالزَّوْرَقِ قال ابنُ سِيدَه : وهو خَطَأٌ . وقيل : البُوصِيُّ : المَلاّحُ وهو أَحَدُ القَوْلَيْنِ في قَوْلِ الأَعْشَى . وقالَ أَبُو عَمْروٍ : البُوصِيُّ : الزَّوْرَقُ وليس بالمَلاّحِ وهو بالفَارِسية بُوزِي . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : بَوَّصَ تَبْوِيصاً : عَظُمَتْ عَجِيزَتُه . وأَيْضاً إِذَا سَبَقَ في الحَلْبَةِ . وأَيضاً إِذا صَفَا لَوْنُه . وبُوصَانُ بالضّمِّ : بَطْنٌ من بني أَسَدٍ نقلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : البَوْصُ : البُعْدُ وطَرِيقٌ بائِصٌ : بَعِيدٌ . وانْبَاصَ الشيءُ : انْقَبَضَ . وفي التَّهْذِيبِ : البَوْصُ في كلام العرب : التَّأَخُّرُ والبَوْصُ التَّقَدُّمُ . قلت : فهما ضِدٌّ وقد أَغْفَلَه المصنِّفُ رَحمه اللهُ تعالى قُصوراً . والبُوصِيُّ : المَلاّحُ وأَنْكَرَه أَبو عَمْروٍ وقد تَقَدَّم والبَوْصُ : مَوضعٌ قال اللَّهَبِيّ :