" الوَجُّ : السُّرْعةُ " عن ابن الأَعرابيّ . الوَجُّ : عِيدانٌ يُتبَخَّرُ بها . وفي التهذيب : يُتدَاوَى بها . وقيل : هو " دَوَاءٌ " من الأَدوِيَة . قال ابن الجَواليقيّ : وما أُراه عَربيّاً مَحْضاً . أَي فهو فارسيّ معرّب كما قاله بعضهم . قيل : الوَجُّ " القَطَا " كذا في اللّسان والمعجم . الوَجُّ : " النَّعامُ " . " ووَجٌّ : اسمُ واد بالطائفِ " بالباديةِ سُمِّيَ بوَجِّ بن عبد الحَي من العَمالقة . وقيل : من خُزَاعةَ . قال عُرْوىُ بن حِزامٍ :
أَحَقّاً يا حَمامةَ بَطْنِ وَجٍّ ... بهذا النَّوْحِ أَنّكِ تَصْدُقِينَا
غَلبتُك بالبُكاءِ لأَنّ لَيلِي ... أُواصِلُه وأَنّك تَهْجَعِينَا
وأَنّي إِنْ بَكَيْتُ بَكَيْتُ حَقّاً ... وأَنَّك في بُكائِك تَكْذِبينا
فلَسْتِ وإِنْ بَكَيْتِ أَشدَّ شَوْقاً ... ولكنِّي أُسِرُّ وتُعْلِنينا
فنُوحِي يا حَمَامةَ بَطْنِ وَجٍّ ... فقَدْ هَيَّجتِ مُشتاقاً حَزينا
قرأَتُ هذه الأَبياتَ في الحماسةِ لأَبي تمام . والّذي ذكرتُ هنا رِواية المُعجم وبينهما تَفاوُتٌ قليلٌ " لا " اسمُ " بَلَدٍ به . وغَلِطَ الجَوهريّ " نَبَّه على ذلك أَبو سَهْلٍ في هامش الصّحاح وغيرُه . " وهو ما بين جَبَلَيِ المُحْترِق والأُحَيْحِدَيْن بالتّصغير . وفي الحديث : " صَيْدُ وَجٍّ وعِضَاهُه حَرامٌ مُحرَّمٌ " . قال ابن الأَثير : هو مَوضعٌ بناحيةِ الطَّائف " وقيل : هو اسمٌ جامعٌ لحُصُونها وقيل : اسمُ واحدٍ منها يحتمل أَن يكون على سَبيلِ الحِمَى له " ويحْتَمل أَن يكون حَرَّمَه في وَقْتٍ مَعلومٍ ثم نُسِخَ . وفي حديث كَعْبٍ : " إِنّ وَجّاً مُقَدَّسٌ منه عَرَجَ الرّبُّ إِلى السَّماءِ " " ومنه " الحديث : " آخِرُ وَطْأَةٍ " أَي أَخْذَةٍ ووَقْعَةٍ " وَطِئها اللهُ تَعالى " أَي أَوْقَعَها بالكُفَّار كانت " بوَجٍّ " يريد " بذلك " غَزْوةَ حُنَينٍ لا الطّائفِ " وهذا خلاف ما ذَكره المُحَدِّثون " وغَلِطَ الجَوهريّ " . ونقلَ عن الحافظِ عبدِ العظيمِ المُنْذِريّ في معنى الحديث أَي آخرُ غَزْوَةٍ وَطِئ اللهُ بها أَهْلَ الشِّرْكِ غَزْوَةُ الطّائفِ بأَثَرِ فتْحِ مكَّةَ . وهكذا فسَّره أَهلُ الغريب " وحُنَيْنٌ وَادٍ قِبَلَ وَجٍّ . وأَمّا غَزْوَةُ الطَّائفِ فلم يكُنْ فيها قِتالٌ " . قد يقال : إِنّه لا يُشتَرطُ في الغَزْوِ القِتالُ ولا في التَّمْهِيدِ بالتَّوَجُّهِ إِلى مَوْضع العَدوِّ وإِرهابِه بالإِقدام عليه المقاتَلَةُ والمُكافحةُ كما تَوهَّمه بعضُهم . " والوُجُجُ بضمَّتين : النَّعامُ السَّريعةُ " العَدْوِ . وقال طَرَفَةُ
وَرِثَتْ في قَيْسَ مُلْقَى نُمْرُقٍ ... ومَشَتْ بين الحَشايَا مَشْيَ وَجّْ ومما يستدرك عليه : الوجُّ : خَشَبةُ الفَدَّانِ ؛ ذكره ابنْ منظورٍ