ومما يستدرك عليه : جيح واستُعْمِل منها جَيْحَانُ وجَيْحُونُ مثلُ سَيْحَانَ وسَيْحُونَ : وهما نَهرانِ عَظِيمانِ مَشْهُورانِ ؛ وقد ذًكِر سَيْحَانُ في سَاح . وجَيْحَانُ : وادٍ معروفٌ . وقد جاءَ في الحديث ذِكْرُهما وهما نَهْرَانِ بالعَوَاصِمِ عند أَرْضِ المَصِّيصةِ وطَرَسُوسَ ؛ كذا في اللسان . وقد جَاحَهم اللهُ جَيْحاً وجائِحة : دَهَاهُم مَصْدَرٌ كالعافِيَةِ
فصل الحاءِ المهملة مع نفسها
الوِجَاحُ مثلَّثَةً : السِّتْر يقال : ليس دونَه وَجَاحٌ ووِجَاح ووُجَاحٌ أَي سِتْرٌ . واختار ابن الأَعرابيّ الفتح . وحكى اللِّحْيَانيّ : ما دُونَه أُجَاح وإِجاحٌ عن الكسائيّ وحكَى : ما دونه أَجَاحٌ عن أَبي صَفوانَ وكلّ ذلك على إِبدال الهمزة من الواو . قلت : وقد تقدّم ذلك في الهمزة . وجاءَ فُلانٌ وما عليه وِجَاح أَي شيْءٌ يَستُره . وتُبْنَى هذه الكلمةُ على الكسرِ في بعضِ اللُّغَات وقال أَبو خَيْرَة :
جَوْفَاءَ مَحشُوَّةً في مُوجَح مَعِصٍ ... أَضيافُه جُوَّعٌ منه مَهَازِيلُ المُوحَجُ بفتح الجيم : الجِلْدُ الأَمْلَسُ . وأَضيافُه : قِرْدانةُ وفي التهذيب : قال ساعدة بن جُؤَيّة الهذَليّ :
وقد أَشْهَدُ البَيتَ المُحجَّبَ زَانَه ... فِرَاشٌ وخِدْرٌ مُوجَجٌ ولَطَائمُ قال : المُوجَحُ : الصَّفيِيقُ من الثِّيَابِ الكَثيفُ الغَليظُ كالوَجِيحِ . وثَوبٌ وَجِيحٌ ومُوجَح : قَويّ وقيل : ضَيِّقٌ مَتِين والمُوجَح المُلْجَأُ . كأَنّه أُلجِىءَ إِلى مَوضعٍ يَسْتُره قال الأَزهريّ : المحفوظ في المُلْجإٍ تقديم الحاءِ على الجيم فإِن صَحّت الرواية فلعلّها لُغتان وروى الحديث بفتح الجيم وكسرها على المفعول والفاعل قال : وأَقرأَني إِبراهيم بن سعد الواقديّ :
أَتَتْرك أَمْر القَوْم فيهم بَلابلٌ ... وتَتْك غَيظاً كان في الصَّدْرِ مُوجحَا قال شَمِر : رواه مُوجِحاً بكسر الجيم . وبابٌ مَوجُوحٌ أَي مَرْدُودٌ أَو أُرْخِيَ عليه السِّتْرُ . والوَجَحُ محرَّكةً : شبْهُ الغَارِ . وأَنشد :
فلاَ وَجَحٌ يُنْجِيك إِنْ رُمْتَ حَرْبَنَا ... ولا أَنتَ مِنّا عنْد تِلْكَ بآيلِ وقال حُمَيْدُ بن ثَور :
نَضْحَ السُّقَاةِ بصُبَاتِ الرَّجَا ... ساعَةَ لا يَنْفَعُها منْه وَجَحْ ويجمع على أَوْجَاح قال :
بكُلِّ أَمْعَزَ منها غيْرِ ذِي وَجَحٍ ... وكلِّ دَارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوْجَاحِ أَي ذات غِيرَانٍ . وأَوجَحَ الشْيءُ ظَهَرَ وبَدَا كوَجَّحَ . يقال وَجَّحَ الطّريقُ : ظَهرَ ووَضَحَ . وأَوْجَحَ إِذا بَلَغَ في الحَفْرِ الوَجَاحَ بالفتح أَي الصَّفَا الأَملسَ . قال الأَفْوَهُ :
وأَفراسٌ مُذَلَّلَةٌ وبِيضٌ ... كأَنَّ مثتُونَها فيها الوَجَاحُ وأَوجَحَ البَوْلُ زَيْداً : ضَيَّقَ عَلَيْهِ ورُوِيَ عن عُمَر رضي اللّه عنه أَنّه صلّى صَلاَة الصُّبح فلما سَلَّم قال : مَنِ استطاعَ منكم فلا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجَحٌ وفي رواية فلا يُصلَّى مُوجِحاً . قيل : وما المُوجِح . قال : المُرهَق من خَلاءٍ أَو بَوْل يعني مضيَّقاً عليه . قال شَمِرٌ : هكَذَا رُوِيَ بكسر الجيم . وقال بعضهُم : مُوجَح وقد أَوجَحَه بَولُه . وسَمعْت أَعرابِيّاً سأَلتُه عنه فقال : هو المُجَحّ ذهبَ به إِلى الحامل . وأَوجَحَه إِلَيْه : أَلَجأَهُ ومنه المُوجَح وهو المُلْجَأُ وقد تقدّم . وأَوْجَحَ البَيْتَ : سَتَرَه فهو مُوجَح : أَرْخَى عليه السِّترَ . ويقال لَقِيتُه لأَدْنَى وُجَاحٍ بالضّمّ لأَوّلِ شيءٍ يُرَى . ومما يستدرك عليه : أَوجَحَتِ النّارُ : أَضاءَتْ وبَدَتْ . وأَوجَحَتْ . غُرّةُ الفَرسِ إِيجاحاً : اتّضَحَتْ . وقد وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ كذلك قُرِىءَ بخطّ شَمِرٍ . والمُوجِح الذي يُخفِي الشيءَ ويَستُره . وذكرَ الأَزهَرِيّ في ترجمة جوح : والوِجاحُ بَقيّة الشْيءِ من مالٍ وغيرِه وطَريقٌ مُوَجَّح كمعظَّم مَهْيَع والمُوجِح : الذي يُوجِح الشّيْءَ ويُمْسكه ويَمنَعه من الوَجَح وهو المَلجأُ . ويُقال للماءِ في أَسفل الحَوضِ إِذا كان مقدارَ ما يستره : وَجَاحٌ كذا في اللسان
" الجَوْحُ : البِطِّيخُ الشّامِيّ والإِهْلاكُ والاسْتِئصالُ " . وقد جَاحَتْهم السَّنَةُ جَوْحاً وجِيَاحاً " كالإِجاحة والاجْتِيَاح " . وقد أجاحَتْهم واجْتَاحَتْهم اسْتَأْصَلْت أَموالَهم . وفي الحديث : " أَعاذَكم اللهُ من جَوْحِ الدَّهْرِ " واجْتَاحَ العَدُوُّ مالَه : أَتَى عليه " ومنه الجائحة : للشِّدَّة " والنّازِلَةِ العظيمة الّتي تَجْتَاحُ المَالَ من سَنَةٍ أَو فِتْنَة . وكلُّ ما اسْتَأْصلَه : فقد جَاحه واجْتَاحَه . وجَاحَ اللهُ مالَه وأَجاحَه : بمعنَى أَهْلَكه بالجائِحة . والجَوْحةُ والجائِحة : للْسَّنَةِ " المُجْتَاحَةِ للمالِ " قاله واصل . وقال الأَزهريّ عن أَبي عُبيدٍ : الجائِحةُ : المُصِيبةُ تَحُلّ بالرَّجل في ماله فتَجْتَاحه كلَّه وقال ابن شُميل : أَصابَتْهم جائِحةٌ أَي سَنةٌ شديدةٌ اجْتاحَتْ أَموالهم . وقال أَبو منصورٍ : والجائِحة تكون بالبَرَد يَقَعُ من السَّماءِ إِذا عَظُمَ حَجْمُه فكَثُرَ ضَرَرُه وتكون بالبَرْدِ المُحْرِق أَو الحَرّ المُحْرِقِ . قال شَمِرٌ : وقال إِسحاقُ : الجائِحة إِنما هي آفةٌ تَجتاحُ الثَّمَر سَمَاوِيّة ولا تكون إِلاّ في الثِّمَار . " والمِجْوَحُ كمنْبَرٍ : الّذي يَجْتَاحُ كلَّ شَيْءٍ " أَي يستأْصِله . " والجَاحُ : السِّتْر " وهو الإِجاجُ كما تقدّم والوِجاجُ كما سيأْتي . " والأَجْوحُ : الواسِعُ من كلِّ شيْءٍ ج جُوحٌ " بالضّمّ . تقول " جَوَّحْتُ رِجْلي تَجْوِيحاً : أَي " أَخْفَيْتُها " . عن ابن الأَعرابيّ : " جاحَ " يَجُوحُ جَوْحاً إِذا أَهْلَك مالَ أَقرِبائه . وجاحَ يَجُوحُ إِذا " عَدَل عن المَحَجَّةِ " إِلى غيرِها . ومما يستدرك عليه : الجائِح : الجَرَادُ ؛ ذَكَرَه الأَزهريّ نقلاً عن ابن الأَعرابيّ في ترجمة جحا . وجَوْحَان اسمٌ . ومَجَاحٌ : موضع . أَنشد ثعلب :
لَعَنَ اللهُ بَطْنَ قُفٍّ مَسيلاً ... ومَجَاحاً فلا أُحِبُّ مَجَاحَا قال : وإِنّما قَضَينَا على مَجَاحٍ أَنّ أَلِفَه واوٌ لأَنّ العَيْنَ واواً أَكثرُ منها ياءً وقد يكونُ مَجَاحٌ فَعَالاً فيكون من غيرِ هذا البَابِ وقد تَقدّمت الإِشارةُ إِليه وسيأْتي فيما بعدُ