الوَلَدُ محركةً والوُلْد بالضمّ واحِدٌ مِثْل العَرَبِ والعَجَمِ والعُجْم ونحو ذلك قاله الزَّجَّاج وأَنشَدَ الفَرَّاءُ :
وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَاشِراً ... قَدْ ثَمَّرُوا مَالاً وَوُلْدَا الوِلْد بالكَسْرِ لُغَة كذا الفتح مع السكون واحدٌ وجَمعٌ قال ابنُ سِيده : وهو يَقَع على الوَاحِد والجَمِيع والذَّكرِ والأُنْثَى وقد يُجْمَع أَي الوَلَدُ محركةً كما صَرَّح به غيرُ واحد على أَوْلاَدٍ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ ووِلْدَةٍ بالكسر وإِلْدَةٍ بِقَلْب الواوِ هَمزةً ووُلْدٍ بالضَّم وهذَا الأَخيرُ نَقَلهُ ابنُ سِيدَهْ بِصيغَةِ التَّمْرِيض فقال : وقد يَجُوز أَن يَكون الوُلْد جَمْعَ وَلَدٍ كوُثْنٍ ووَثُنٍ فإِن هذا مما يُكَسَّرُ على هذا المِثَال لاعْتِقاب المِثَالَيْنِ عَلَى الكَلَمةِ ثم قَال : والوِلْدُ بالكَسْر كالوُلْدِ لُغَةٌ وليس بجَمْعٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْلٍ . وفي اللسان : والوِلْدَةُ جَمْعُ الأَوْلاَدِ قال رُؤْبَة :
" سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعَابِلاَ
قال الفَرَّاءُ : قرأَ إِبراهِيمُ " مَالُه ووُلْدُه " وهو اخْتِيَار أَبي عَمْرٍ, وكذلك قَرأَ ابنُ كَثِيرٍ وحَمْزَةُ وروى خارِجةُ عن نافِعٍ : وَوُلْدُه . أَيضاً . وقرأَ ابنُ إِسحاقَ : مالَه وَوِلْدُه وقال : هما لغتانِ وُلْد ووِلْد في التهذيب : ومن أمثال العرب وفي الصحاح : من أَمثال بني أَسَد : وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ هكذا مُحَرَّكة وكسر الكاف فيهما بناءً عَلَى أَنه خِطابٌ للأُنثى أَي مَنْ نُفِسْتِ به وصَيَّر عَقِبَيْكِ مُلْطَّخَيْنِ بالدَّمِ فهو ابنُكِ حَقِيقةً لا مَن اتَّخَذْتِه وَتَبَنَّيْتِه وهو مِن غَيرِك كذا في سائر النُّسخ والمضبوط في نثسخ الصحاح وُلْدُكَ وبالذَمّ وفَتح الكافِ قال شَيْخُنا : والتَّدْمِيَةُ للذَكَر . على المَجَاز ثم أِنشدَ الجَوْهَرِيّ :
فَلَيْتَ فُلاَناً كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ... وَلَيْتَ فُلاناً كَانَ وُلْدَ حِمَارَ ثم قال : فهذا واحِدٌ . قال : وقَيْسٌ تَجْعَل الوُلْدَ حَمْعاً والوَلَدَ وَاحِداً . وقال ابنُ السِّكّيت : يقال في الوَلَدِ الوِلْدُ والوُلْدُ قال : وقد يكون الوُلْدُ واحِداً وجَمْعاً قال : وقد يكون الوُلْدُ جمْعَ الوَلَدِ مثْل أَسَدٍ وأُسْدٍ . والوَلِيدُ : المَوْلُود حِين يُولَد فهو فَعِيلٌ بمعنى المفْعُولِ . وصَرِيحُ كَلاَمِه أَنه لا يُؤَنَّث وقال بَعْضُهم بل هو للذَّكَر دُونَ الأُنْثَى . الوَلِيدُ : الصَّبِيُّ ما دَامَ صَغِيراً لِقُرْبِ عَهْدِه مِن الوِلاَدَة ولا يقال ذلك للكَبِير لِبُعْدِ عَهْدِه مِنها وهذا كما يقال : لَبَنٌ حَلِيبٌ وجُبْنٌ طَرِيٌّ للطَّرِيّ منهما دون الذي بَعُدَ عن الطَّرَاوَةِ كذا في المِصْبَاح : الوَلِيد : العبْدُ وَقَيَّدَه بعضُهم بمن يُولَدُ في الرِّقّ وأُنْثَاهما بهاءٍ وَلِيدَة الوَلائِدُ مَقِيسٌ مَشهور والوِلْدَانُ الكَسْر جَمْع وَلِيدٍ كما أَن الأَول جمْع وَليدة كما في الأَساس . وفي التهذيب : والوَلِيد : المَوْلُود حين يُولَد والجَمْع وِلْدَانق والإسمُ الوِلاَدَة والوُلُودِيَّة عن ابن الأَعرابيّ . قال ثعلبٌ : الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاهُ على لَفْظِ الوَلِيد وهي من المصادر التي لا أَفْعَالَ لها والأُنْثَى وَلِيدَة والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووَلائدُ . وفي الحَدِيث وَاقِيَةً كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ هو الطِّفل فَعيل بمعنى مفعول أَي كِلاَءَةً وحِفْظاً كما يُحْفَظ الطِّفْل وقيل : أَرَادَ بالوَلِيد مُوسَى عَلَى نَبِيِّنا وعَلَيْه الصَّلاَةُ والسلامُ . وفي الحديث الوَلِيدُ فِي الجَنِّةِ أَي الذي ماتَ وهو طِفْلٌ أَو سَقَطٌ قال : وقد تُطْلَقُ الوَلِيدَةُ على الجارِيَةِ والأَمَة وإِن كانَتْ كَبِيرةً وفي الحديث تَصَدَّقَتْ أُمِّي عَلَيَّ بِوَلِيدَةٍ يعني جَارِيَةً . وفي الأَساس : من المَجازِ : رأَيْتُ وَلِيداً ووَلِيدَةً غلاماً وجَارِيَةً اسْتُوصِفَا قَبْلَ أَن يَحْتَلِمَا وفي النِّهَايَة والمُحكم والتهذيب : الوَلِيدَةُ : المَوْلُودَة بين العَرَبِ وغُلامٌ وَلِيدٌ كذلك والوَلِيد : الغُلاَمُ حين يُسْتَوْصَف قَبل أَنْ يَحْتَلِم والجَمْعُ وِلْدَانٌ ووِلْدَة ويقال للأَمةِ وَلِيدَةٌ وإِن كانَتْ مُسِنَّة قال أَبو الهَيْثَم : الوَلِيد : الشَّابُّ . والوَلائِدُ : الشَّوَابُّ منِ الجَوَارِي والوَلِيد مِن حِينِ يُولَد إِلى أَنْ يَبْلُغ قال : والخَادِمُ إِذا كَان شابًّا وَصِيفٌ والوَصِيفَةُ وَلِيدَةُ وأَمْلَحُ الخَدَمِ الوُصَفَاءُ والوَصَائِفُ وخادِمُ أَهْلِ الجَنَّةِ وَلِيدٌ أَبَداً لا يَتَغَيَّر عن سِنِّه كذا في اللسان
وأُمُّ الوَلِيد كُنْيَة الدَّجَاجَة عن الصاغانيّ . ويقال في المثَل : أَمْرٌ وفي كتب الأَمْثَال : هُمْ في أَمْرٍ لا يُنَادَى وَلِيدُه ويُضْرَب في الخَيْرِ والشَّرِّ أَي اشْتَغَلُوا به حتَّى لَوْمَدَّ الوَلِيد يَدَه إِلَى أَعَزِّ الأَشْيَاءِ لا يُنَادَى عليهِ زَجْراً أَي لَم يُزْجَر عَنْه لِكَثْرَةِ الشيْءِ عِنْدهم . قلت : فهو في مَوْضِعِ الكَثْرَةِ والسَّعَةِ وقال ابنُ السِّكّيت في قول مزَرِّدٍ الثَّعلَبِيّ :
" تَبَرَّأْتُ مِنْ شَتْمِ الرِّجَالِ بِتَوْبَةٍإِلَى اللهِ مِنِّي لاَ يُنَادَى وَلِيدُهَاقال : هذا مَثَلٌ ضَرَبَه مَعْنَاه أَي لا أُرَاجَعُ ولا أُكَلَّم فيها كما لا يُكَلَّم الوَلِيدُ في الشيْءِ الذي يُضْرَب له فيه المَثَلُ وقال الأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ في قولهم : هو أَمْرٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه . قال أَحدُهما : أَي هو أَمْرٌ جَلِيلٌ شدِيدُ لا يُنَادَى فيه الوَلِيدُ ولكن يُنَادَى فيه الجِلَّةُ وقال آخرُ : أَصلُه من الغَارَة أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عنِ ابْنِها أَنْ تُنَادِيَه وتَضُمَّه ولكِنَّهَا تَهْرُبُ عنه ويقال : أَصْلُه مِن جَرْيِ الخَيْلِ لأَن الفَرسَ إِذا كانَ جَوَاداً أَعْطَى مِنْ غَيْرِ أَن يُصاحَ به لاِسْتِزَادَتِه كما قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرساً :
وَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ العَجَاجَةِ صَدْرَهُ ... وَهَزَّ اللِّجَامَ رَأْسُه فَتَصَلْصَلاَ
أَمَامَ هَوِيٍّ لا يُنَادَى وَلِيدُه ... وشَدٍّ وَأَمْر بِالعِنَانِ لِيُرْسَلاَ ثم قِيل ذلك لكُلّ أَمرٍ عظيمٍ ولكُلِّ شَيْءٍ كثيرٍ قال ابنُ السّكّيت : ويقال : جاءُوا بطعامٍ لا يُنادَى وَلِيدُه . وفي الأَرْض عُشْبٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه أَي إِن كان الوَلِيدُ في ماشِيَةٍ لم يَضُرَّه أَيْنَ صَرَفَهَا لأَنها في عُشْب فلا يُقَالُ له اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كذا لأَن الأَرْضَ كُلَّهَا مُخْصِبَةٌ وإِن كان طَعَامٌ أَو لَبَنٌ فمعناه أَنه لا يُبَالَى كيْف أَفْسَد فِيه ولا مَتَى شَرِبَ ولا في أَيِّ نَوَاحِيه أَهْوَى . ووَلَدَت المرأَةُ تَلِدُ وِلاَداً ووِلاَدَةً بكسْرِهما وإِنما أَطْلقَهما أعتماداً على الشُّهْرةِ ولكن في المِصْباح أَن كَسْرَهما أَفْصَحُ مِن فَتْحِهما وهذا يَدُلُّ على أَن الفتحَ قَوْلٌ فيهما وإِلاَدَةً أُبدِلتِ الواوُ همزةً وهو قِيَاسق عند جَمَاعَةٍ في الهَمْزَةِ المَكْسُورة كإِشَاحٍ وإشكافٍ قاله شيخُنَا . ولِدَةً ومَوْلِداً كِعدَةٍ ومَوْعِدٍ أَمَّا الأَوَّل فهو القياسُ في كُلِّ مِثَالٍ كما سبق وأَما الثاني فهو أَيضاً مَقِيسٌ في بابِ المِثَال وما جاءَ بالفَتْح فهو على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَدٍ وقد سبق البَحْثُ فيه . في المحكم : وَلَدَتْه أُمُّه وِلاَدَةً وإِلادَةً على البَدَلِ فهي والِدٌ على النَّسب ووَالِدَةٌ على الفِعْلِ حكاه ثَعْلَبٌ في المرْأَةِ وكُلّ حامِلٍ تَلِدُ ويقال لأُمِّ الرجُلِ : هذه والِدَةٌ في الحديث فَأَعْطَى شَاةً وَالِداً قال الليثك شَاةٌ والِدٌ هي الحامِلُ وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلاَدِ . ومعنى الحديثِ أَي عُرِفَ منها كَثْرَةُ النِّتَاجِ كما في النهاية . ومثل ذلك في الصحاح نَقْلاً عن ابنِ السِّكّيت وزاد في المصباح : والوِلاَدُ بغير هاءٍ يُسْتَعْمَل في الحَمْلِ في اللسان وشاةٌ وَالِدَةٌ ووَلُودٌ الأَخير كصَبُورٍ وج وُلَّدٌ بضَمّ فتشديد كسُكَّر وهو المَقِيس في فاعِلٍ كرَاكعٍ ورُكَّع وهكذا هو مضبوط عندنا في سائرِ النُّسخ ووُجِد في نُسخ الصحاح واللسان بضمّ فَسُكونٍ ومثلُه في أَكثرِ الدَّواوين قال شيخُنَا : وكلاهما ثابِتٌ . قد وَلَّدْتُها تَوْلِيداً فأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ كمُحْسِن من غَنمٍ مَوَالِيدَ وَمَوَالِدَ ويقال : وَلَّدَ الرجُلُ عَنَمَهُ تَوْلِيداً كما يقال : نَتَّجَ إِبلَه . وفي حديثِ لقيطٍ ما وَلَّدْتَ يا رَاعي يقال : وَلَّدْت الشَّاةَ تَوْلِيداً . إِذا حَضَرْت وِلادَتَها فَعَالَجْتها حَتَّى يَبِينَ الوَلَدُ مِنها وأَصحابُ الحَدِيث يقولون : مَا وَلَدَتْ . يَعْنُونَ الشَّاةَ والمحفوظُ بِتَشْدِيد اللامِ علَى الخِطَابِ للرَّاعِي ومنه حديثُ الأَعْمَى والأَبرص والأَقْرَع فَأُنْتِجَ هذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا وقال الأُمويّ : إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بعد بَعْضٍ قيل : قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاَءَ ممدودٌ ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر :
إِذَا مَا وَلَّدُوا شَاةً تَنَادَوْا ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِك أَمْ غُلاَمُقال ابنُ الأَعْرَابيّ في قولِه وَلَّدُوا شاةً : رَمَاهُم بأَنَّهُم يَأْتُونَ البَهَائِمَ قال أَبو منصور : والعَرب تَقول : نَتَّج فلانٌ ناقَتَه إِذا وَلَدَت وَلَدَها وهو يَلِي ذلك مِنْهَا فهي مُنْتُوجَة والناتِج للإِبل بمنزلة القابِلَة للمرْأَةِ إِذا وَلَدتْ ويقال في الشاءِ وَلَّدْنَاها أَي وَلِينا وِلاَدَتَها ويقال لِذَواتِ الأَظلاف والشاء : والبقرِ : وُلِّدت الشَّاةُ والبَقَرَةُ مضمومة الواوِ مَكْسُورة اللام مشدَّدَة ويقال أَيضاً وَضَعَتْ في موضع وُلِّدَت كذا في اللسان وبعضٌ من ذلك في البصائر والمِصباح والأَفعالِ لابن القَطَّاع . واللِّدَةُ بالكسر : التِّرْبُ وهو الذي يُولَد مَعَك في وَقْتٍ واحِد لِدَاتٌ وهو القياس في كُلّ كَلمة فيها هاءُ تأْنِيثٍ كما جزم به النُّحَاةُ وحكَى الشاطِبيُّ عليه الإجماعَ قاله شيخُنَا ولِدُونَ نقله الجوهريُّ وغيرُه قال أَبو حَيّان وغيرُه من شُرَّاح التَّسهيل : إِن مثْل هذه الأَلفاظِ إِذا صارَتْ عَلَماً صحَّ جَمْعُهَا بالواو والنُّونِ وزعمَ بعضٌ أَن لِدَةً مِن لدى لا من ولد وسيأْتي الكلامُ عليه في المُعْتلّ إِن شاءَ الله تعالى قال الفرزدق :
رَأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤَزَّرَاتٍ ... وَشَرْخَ لِدِيَّ أَسْنَانَ الهِرَامِ وفي الصحاح : ولِدَةُ الرَّجُلِ : تِرْبُه والهاءُ عِوَضٌ من الواو الذاهِبةِ من أَوَّلِه لأَنَّه من الوِلاَدَة وهما لِدَانِ والتَّصغيرُ وُلَيْدَاتٌ ووُلَيْدُونَ لأَنهم قالوا : إِن التصغيرَ والتَّكْسِيرَ يَرُدَّانِ الأَشياءَ إِلى أُصولِها ولا لُدَيّاتٌ ولُدَيُّونَ نظراً إِلى ظاهِرِ اللفْظِ كما غَلِطَ هو الذي مَشى عليه الجوهريُّ وأَكثرُ أَئمَّةِ الصَّرْف وقالوا : مُرَاعَاةُ الأَصلِ ورَدُّه إِليه يُخْرِجه عن مَعْنَاه المُراد لأَن لِدَة إِذا صُغّر وُلَيْد يَبْقَى لا فَرْقَ بينه وبين تصغير وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي وَلَدٍ كما لا يَخْفَى ووَجَّه سَعْدِي جلْبِي في حاشِيتِه أَنه شاذٌّ مُخَالِف للقِيَاسِ ومثلُه لا يُعَدُّ غَلَطاً وسيأْتي البحث في آخر الكتاب إِن شاءَ الله تعالى . واللِّدَة : وَقْتُ الوِلاَدَةِ كالمَوْلِد والمِيلادِ أَما المَوْلد والمِيلاد فقد ذَكرَهما غيرُ واحدٍ من أَئِمّةِ اللُّغَة وأَما اللِّدّة بمعناهما لا يَكَاد يُوجَد في الدواوينِ ولا نَقَلَه أَحَدٌ غيرُ المُصَنّف فينبغِي التَّحَرِّي والمُرَاجَعَة حَتَّى يَظْهَرَ أَيْنَ مَأْخَذُه . ففي اللسانِ والمُحْكَم والتهذيبِ والأَساس : مَوْلِدُ الرَّجُلِ : وَقْتُ وِلاَدَتِه . ومَوْلِده : المَوْضِع الذي وُلِدَ فيه ومثله في الصحاح . وفي المِصْباح : المَوْلِد : المَوْضِع والوَقْتُ والمِيلادُ الوَقْتُ لا غَيْرُوالمُوَلَّدَةُ : الجارية المَولُودةُ بين العرب كالوَلِيدة ومثله في المحكم وقال غيرُه : عَرَبِيَّةٌ مُوَلَّدَة ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبِيًّا غيرَ مَحْضٍ وقال ابنُ شُمَيل : المُوَلَّدَة : التي وُلِدَتْ بأَرْضٍ وليس بها إِلاَّ أَبُوها أَو أُمُّها . والتَّلِيدَةُ : التي أَبوهَا وأَهْلُ بَيْتِها وجَمِيعُ مَن هو بِسَبِيل منها بِأَرْضٍ وهي بأَرْضٍ أُخْرَى . قال : والقِنُّ مِن العَبيد التَّلِيدُ : الذي وُلِدَ عندَك . وجاريَةٌ مُوَلَّدَةٌ : تُولَد بين العَرَبِ وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذُونَها غِذَاءَ الوَلَدِ ويُعَلِّمونَها مِن الأَدَب مثْل ما يُعَلِّمون أَوْلادَهم وكذلك المُوَلِّد من العَبِيدِ . والوَلِيدة : المَوْلُودَة بين العَرَبِ ومثلُه في الأَساس . والمُوَلَّدَة : المُحَدَثَة من كُلِّ شيْءٍ ومنه المُوَلَّدُون من الشُّعراءِ وإِنما سُمُّوا بذلك لِحُدوثِهِم وقُرْبِ زَمَانِهم وهو مَجازٌ . المولِّدة بِكَسرِ اللامِ : القابِلَةُ وفي حَدِيث مُسافعٍ حَدَّثَتْنِي امرأَةٌ مِنْ بني سُلَيْم قالت : أَنَا وَلَّدْتُ عَامَّةَ أَهْلِ دِيارِنَا أَي كُنْتُ لهم قابِلَةً . والوُلُودِيَّةُ بالضَّم : الصِّغَرُ عن ابنِ الأَعْرَابيّن ويُفٍْتَح قال ثعلبٌ الأَصل الوَلِيدِيَّة كأَنَّه بَنَاه على لفْظِ الوَلِيدِ وهي من المصادِر التي لا أَفْعَال لها . وفي البصائر : يقال فعَل ذلك فِي وَلُدِيَّتِه ووَلُودِيَّتِه أَي في صِغَره وفي اللّسَان : فَعلَ ذلك في وَلِيدِيَّتِه أي في الحالة التي كان فيها وَلِيداً قال ابن بُزُرْج : الوُلُودِيَّة أَيضاً : الجَفَاءُ وقِلَّةُ الرِّفْقِ والعِلْمِ بالأُمورِ وهي الأُمِّيّة . والتَّوْلِيدُ : التَّرْبِيَةُ ومنه قولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لعيسى صلَّى الله عليه وعلى نَبِيِّنَا وسَلَّم : أَنْتَ نَبِيِّ وأَنَا وَلَّدْتُك أَي رَبَّيْتُك فقالت النَّصارَى وقد حَرَّفَتْه في الإِنجيل أَنت بُنَيَّى وأَنَا وَلَدْتُك وخَفَّفُوه وجَعَلُوه له وَلَداً تَعالَى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كَبِيراً هكذا حكاه أَبو عمرٍو عن ثَعْلَبٍ وأَورده المصَنِّف في البصائر . وبنو وِلاَدَةَ ككِتَابَة : بَطْنٌ من العَرَب . وسَمَّوْا وَلِيداً ووَلاَّداً الأَخير ككَتَّانٍ والمُسَمَّون بالوَلِيدِ من الصحابَة أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً راجعْه في التَّجْرِيد ومن التابِعِين ثَلاَثَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً راجِعْه في الثِّقَات لابنِ حبَّان . يقال : هذه بَيِّنَةٌ مَوْلَّدَةٌ . إِذا كانتْ غَيْر مُحَقَّقةٍ وكذلك قَوْلُهم كِتَابٌ مُوَلِّد أَي مُفْتَعَلٌ وهو مَجازٌ وكذا قولُهم : كَلاَمٌ مُوَلَّدُ وحَدِيث مُوَلَّد أَي ليس من أَصْلِ لُغَتِهِم . وفي اللسان : إِذا اسْتَحْدَثُوه ولم يَكُنْ مِن كلامِهم فيما مَضَى . قال ابنث السِّكّيت : ويقال : ما أَدْرِي أَيّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ أَيْ أَيّ الناسِ هو وأَوْرده الجَوْهَرِيّ في الصحاح والمُصنِّف أَيضاً في البصائر هكذا . ومما يستدرك عليه : الوالد : الأَبُ والوَالِدَة : الأُمُّ وهما الوَالِدَنِ أَي تَغليباً كما هو رَأْيُ الجوهرِيّ وغيرِه وكلامُ المُصَنِّف فيما تقَدَّم صَرِيحٌ في أَن الأُمَّ يقال لها الوَالِدُ بغيرِ هَاءٍ على خِلافِ الأَصْلِ ووالِدَةٌ بالهاءِ على الأَصْل فعَلَى قولِ المُصَنّف الوَالِدَانِ تَحْيقاً ووَلَدُ الرَّجُلِ وَلَدُه في مَعْنًى ووَلَدَه رَهْطُه في مَعنًى وبه فُسِّر قولُه تَعالى " مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً " . وتَوَالَدُوا أَي كَثُرُوا ووَلَدَ بَعْضُهُم بَعْضاً وكذا اتَّلَدُوا واسْتَوْلَد جَارِيَةً . وفي حديثِ الاستِعَاذَة ومِن شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ يَعْنِي إِبْلِيسَ والشَّيَاطِينَ هكذا فُسِّر وفي البصائرِ : يَعْنِي آدَمَ وما وَلَدَ مِن صِدِّيقٍ ونَبِيٍّ وشَهِيدٍ ومَؤْمِن وتَوَلُّدُ الشَّيْءِ من الشيْءِ : حُصُولِ بِسَببٍ من الأَسباب . ورجُلٌ مُوَلَّد إِذا كان عَرَبيًّا غيرَ مَحْضٍ . والتَّلِيدُ مِن العَبِيد : الذي وُلِد عِنْدَك . والتَّلِيدَةُ مِن الجَوَارِي : هي التي تُولَد في مِلْكِ قَوْمٍ وعِنْدَهم أَبَوَاهَا . وفي الأَفعال لابن القطاع : أَوْلَد القَوْمُ : صارُوا في زَمَنِ الأَوْلاَد . وأَوْلَدَتالماشِيَةُ : حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ . حان أَن تَلِدَ . ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم . وأَرْضُ البَلْقَاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ . واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ . وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلاَدَةٌ للخيرِ . واستدرك شيخُنَا : وَلاَّدَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَة . قلت : والوَلِيدُ حَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد ابن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه . ووَلِيدُ أَبَاد : من قُرَى هَمَذَانَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِينَ
الوُدُّ والوِدَادُ : الحُبُّ والصَّدَاقة ثم استُعِير للتَّمَنِّي وقال ابنُ سِيدَه : الوُدُّ : الحُبُّ يكون في جَمِيعِ مَدَاخِل الخَيْرِ عن أَبي زَيْد ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ وهو الأَمْنِيَّة قال الفَرَّاءُ : هذا أَفْضَلُ الكلامِ وقال بعضهم : وَدَدْتُ ويَفْعَلُ منه يَوَدُّ لا غَيْرُ ذكَر هذا في قوله " يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ " أَي يَتَمَنَّى . وفي المفردات : الوُدُّ : مَحَبَّةُ الشّيءِ وتَمَنِّي كَوْنِه ويُسْتَعْمَل في كُلِّ واحِدٍ من المَعْنيينِ . وعَدَمُ تَعْرِيجِ المُصَنِّف عليه مع ذِكْره في الدَّوَاوِين المَشْهُورةِ غَرِيبٌ ويُثَلَّثَانِ ذَكَرَه ابنُ السيد في المُثلّث والقزَّازُ في الجامع وابنُ مالِكٍ وغيرُ واحد كالَودَادَةِ بالفتح كما يقتضيه الإِطلاق وظاهِره أَنه مَصْدَر وَدَّه إِذا أَحَبَّه لأَنَّه لم يَذْكُرْ غير هذا المعنى وظاهر الصحاح أَنه مصدر وَدَّ أَن يفْعَلَ كذا إِذا تَمَنَّاه لأَنه إِنما ذَكَرَه في مَصادِرِه كالفيوميّ في المصباح وكلام غيرِهم في أَنه يقال بالمعنيينِ وهو ظاهر ابن السيد وغيرِه والفَتْح كما قاله هؤلاءِ هو الأَكثرُ وهو الذي صَرَّح به أَبو زيدٍ في نَوَادِرِه ونقل غيرُهُم الكَسْرَ وقالُوا : إِنّه يقال : وِدَادَةٌ أَيضاً بكسر الواو كما صرَّح به ابنُ السيد في المثلّث وحكى غيرُهم فيه . الضَّمَّ أَيضاً فيكون مُثَلَّثاً كالودِّ الودادِ قاله شيخُنَا . قلت : وفي الأَفعال لابنِ القطّاع : وَدِدْتُ الشيءَ وُدًّا ووَدًّا : أَحبَبْتُه ولو فَعل الشيءَ ودَادَةً أَي تَمنَّيْتُه هذا كلامُ العَرب ووَادَّ فُلانٌ فُلاناً وِدَاداً ووِدَادَةً ووَدَادَةً فِعْلُ الاثنينِ . فظهرَ منه أَن الوِدَاد بالكسر والوَدَادَةَ والوِدَادة بالفتح والكسر مصدرُ وَادَّه أَي باب المُفاعَلة أَيضاً فليُنظَرْ . والمَوَدَّةِ بالفتح كما يقتضيه الإِطلاق وفي بعض النُّسخ بالكسر فيكون من أَسماءِ الآلاتِ فاستعمالُه في المصادِر شَاذٌّ وفي بعضِهَا بِكَسْر الواو كمَظِنَّة وهو في الظُّرُوفِ أَعْرفُ منه في المصادِرَ والمَوْدَدَةِ بفكّ الإِدغام بكسر الدال وبفتحها وحكاه ابنُ سِيده والقَزّازُ في معنى الودّ وأَنشد الفَرّاءُ :
إِنَّ بَنِيَّ لِلَئامٌ زَهَدَهْ ... لاَيَجِدُونَ لِصَدِيقٍ مَوْدَدَهْ قال القَزَّاز : وهذا من ضَرُورَةِ الشَّعْرِ ليس ممَّا يَجوزُ في الكلام وقال العَلاَّمَة عبد الدائم القَيروانيُّ بِسَنده إِلى المُطرّز : وَدِدْتُه مَوْدِدَةً بكسر الدالِ هو أَحد ما جاءَ على مِثَال فَعِلْتُه مَفْعِلَة قال : ولم يأْت على هذا المِثَال إِلاَّ هذَا وقولُهم حَمِيتُ عليه مَحْمِيَةً أَي غَضِبْتُ عليه . كذا نقلَه شيخُنا وقال : ففيها شُذوذٌ من وَجْهَيْنِ : الكَسْر في المَفْعلة والفَكّ وهو من الضرائرِ ولايَجوزُ في النَّثْرِ والسَّعَةِ كما نَصُّوا عليه . والمَوْدُودَةِ هكذا في النُّسخة الموثوق بها وقد سَقطَتْ في بعضِها ولم يتعرَّض لها أَئمَّةُ الغرِيبِ . حكَى الزَّجَّاجيُّ عن الكسائيّ : وَدَدْتُه بالفتح . وقال الجوهَرِيُّ : تقولَ وَدِدْتُ لو تَفْعَل ذلك ووَدِدْتُ لو أَنَّك تَفْعَل ذلك أَوَدُّ وُدًّا ووَدًّا ووَدَادَةً ووِدَاداً تَمنَّيْتُ قال الشاعرُ :
وَدِدْتُ وِدَادَةً لَوْ أَنَّ حَظِّي ... مِنَ الخُلاَّنِ أَنْ لاَ يَصْرِمُونِيووَدِدْتُه أَي بالكسر أَوَدُّه أَي بالفتح في المضارع فيهما أَمَّا في المَكْسُور فعلى القِيَاس وأَما في المفتوح فعَلَى خِلاَفَهِ حكاه الكسائيُّ إِذ لا يُفْتَح إِلاَّ الحَلْقِيُّ العِينِ أَو اللامِ وكِلاهما مُنْتَفٍ هُنا فلا وَجْهَ للفتْحِ وهكذا في المصباح قال أَبو منصور : وأَنكَر البَصرِيُّون وَدَدْتُ قال : وهو لَحْنٌ عندهم وقال الزَّجَّاج : قدعَلِمْنَا أَنّ الكسائيَّ لم يَحْكِ وَدَدْتُ إِلاَّ وقد سَمِعَه ولكنّه سَمِعَه ممن لا يَكُونُ حُجَّةً قال شيخُنَا : وأَوْرَدَ المعنيينِ في الفصيحِ على أَنهما أَصْلاَنِ حَقِيقَةً وأَقَرَّه على ذلك شُرَّاحُه وقال اليَزيديُّ في نَوادره : وليس في شَيْءٍ من العَربيّة وَدَْتُ مفتوحةً وقال الزمخشريُّ : قال الكسائيُّ وَحْدَه : وَدِدْتُ الرجُلَ إِذا أَحْبَبْتَه ووَدَدْتُه ولم يَرْوِ الفتحَ غيرُه . قلْت : ونقلَ الفَتْحَ أَيضاً أَبو جَعْفَر اللّبليّ في شرح الفصيح والقَزّاز في الجامع والصاغانيّ في التّكْملة كلهم عن الفَرَّاءِ . والوُدُّ أَيضاً : المُحِبُّ ويثَلَّثُ الفتحُ عن ابن جِنِّي يقال رَجُلٌ وُدٌّ ووَدٌّ ووِدٌّ وفي حديث ابنِ عُمَرَ أَنّ أَبَا هذَا كَانَ وَدًّا لِعُمَر قال ابنُ الأَثير هو عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُه كانَ ذا وُدٍّ لِعُمَرَ أَي صَدِيقاً وإِن كانَت الواو مكسورةً فلا يُحْتَاج إِلى حَذْفٍ فإِن الوِدَّ بالكسرِ : الصدِيقُ كالوَدِيدِ فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ وفلانٌ وُدُّك ووَدِيدُكَ . الوُدُّ بالضمّ أَيضاً : الرجلُ : الكَثِيرُ الحُبِّ قال شيخُنَا : وهذا لا يُنَافِي الأَوَّل بل هو كمُرَادِفِه كالوَدُودِ قال ابنُ الأَثير : والوَدُودُ في أَسماءِ الله تَعالَى فعَعُولٌ بمعنَى مَفْعُولٍ من الوُدذِ : المَحَبَّةِ يقال وَدِدْتُ الرجُلَ إِذا أَحْبَبْتَه فالله تعالَى مَوْدُودٌ أَي مَحْبُوبٌ في قُلُوبِ أَوْلِيَائِه أَو هو فَعُولٌ بمعنى فاعِلٍ أَي يُحِبُّ عِبَادَه الصالحينَ بمعنى يَرْضَى عنهم . والمِوَدِّ ضُبِط بالكسر كاسم الآلة وبالفَتْح كاسْمِ المَصْدَر قال شيخُنَا وكلاهما يَحْتَاجُ إِلى تَاْوِيل : وفي اللسان : يقال رَجُلٌ وُدٌّ ومِوَدٌّ وودُودٌ والأُنثَى وَدُودٌ أَيضاً والوَدُودُ : المُحِبُّ . الوُدُّ بالضمّ أَيضاً : المَحِبُّونَ يقال : قَومٌ وُدٌّ فهو مَصدرٌ يُرادُ به الجَمْع كما يُرَادُ به المَفْرَد كالأَوِدَّةِ جمع وَدِيدٍ كالأَعِزَّةِ جَمع عَزِيزٍ والأَوِدَّاءِ كذلك جَمْعُ وَدِيدٍ كالأحِبَّاءِ جمع حَبِيبٍ والأَوْدَادِن بدَالَيْنِ جمع وِدٍّ بالكسر كحِبٍّ وأَحْبَابٍ والوَدِيدِ هكذا في سائر النُّسخ واستعمالُه في الجَمْعِ غيرُ معروفٍ وأَنكرَه شيخُنَا كذلك وقال : فَيَحْتَاج إِلى ثَبتٍ . قلْت : والذي في اللسان وغيرِه من دواوين اللُّغَةِ المَوْثُوقِ بها وِدَادق بالكسر قَوْمٌ وُدٌّ ووِدَادٌ وأَوِدَّاءُ فهو كجُلٍّ وجِلاَلٍ وأَما الوَدِيدُ فلم يَذْكُره أَحَدٌ ولعلَّه سَبْقُ قَلَمٍ من الكاتِب والأَوًدِّ بكسر الواو وضَمِّها معاً أَي مع فتح الهمزة كقُفْلٍ وأَقْفَلٍ وقيل ذِئْبٌ وأَذْؤُبٍ قال النابغة :
إِنّي كَأَنِّي أَرَى النُّعْمَانَ خَبَّرَهُ ... بعْضُ الأَوْدِّ حَدِيثاً غَيْرَ مَكْذُوبِقال أَبو منصور : وذهبَ أَبو عُثْمَانَ إِلى أَن أَوُدًّا جَمْعٌ دَلَّ على واحِدِه أَي أَنه لا وَاحِدَ له قال ورواه بعضَهم : بَعْضُ الأَوَدِّ بفتح الواو يريد : الذي هو أَشَدُّ وُدًّا قال أَبو عَلِيٍّ : أَراد الأَوَدِّينَ : الجَمَاعَةَ . وبقي على المصنف : وُدَدَاءُ كعُلَمَاءَ قال الجوهريُّ : رِجَالٌ وُدَدَاءُ يَسْتَوِي فيه المُذكَّر والمُؤَنّث الكونِه وَصْفاً داخِلاً على وَصْفِ المُبَالَغَةِ وقال القَزَّازُ : ورجُلٌ وَادٌّ وقومٌ وِدَادٌ . ووُدٌّ بالفتح : صَنَمٌ ويُضَمُّ كان لِقَوْمِ نُوحٍ ثم صارَ لِكَلْبٍ وكان بِدُومَةِ الجَنْدَلِ وكان لِقُرَيْشٍ صَنَمٌ يَدْعُونه وُدًّا ومنهم من يهمز فيقول أُدٌّ ومنه سُمِّيَ : عَبْدُ وُدٍّ ومنه سُمِّيَ أُدُّ بنُ طابِخَةَ . وأُدَدُ جَدُّ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ وقال الفَرَّاءُ : قَرَأَ أَهْلُ المَدِينَة : " وَلاَتَذَرُنَّ وُدًّا " بضمّ الواو قال أَبو منصور : وأَكثَرُ القُرَّاءِ قَرَءُوا وَدًّا بالفتح منهم أَبو عمرٍو وابنُ كَثِير وابنُ عامِرٍ وحَمْزَةُ والكسائيُّ وعاصِمٌ ويَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ وقرأَ نافِعٌ وُدًّا بضمّ الواو وفي المحكم ووَدٌّ ووُدٌّ : صَنَمٌ وحَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ مفتوحاً لا غيرُ وقالوا عبْدُ وُدٍّ يَعْنُونَه به وفي التهذيب : الوَدُّ بالفتح : الصَّنَمُ وأَنْشَدَ :
بِوَدِّكِ ما قَوْمِي عَلَى مَا تَرَكْتِهُم ... سُلَيْمَى إِذَا هَبَّتْ شَمَالٌ ورِيحُها أَرَادَ : بِحَقِّ صَنَمِكِ عليك . ومن ضَمَّ أَراد : بِالمَوَدَّةِ بيني وبينك . والوَدُّ : الوَتِدُ بلُغَة تَمِيم فإِذا زَادُوا الياءَ قالوا وَتِيدٌ قال ابنُ سِيدَه : زَعَمَ ابنُ دُريدٍ أَنها لُغَة تَميمِيَّة قال : لا أَدْرِي هل أَراد أَنه لا يُغَيِّرُها هذا التَّغْيِيرَ إِلاَّ بَنُوا تَمِيم أَم هي لُغَةٌ لِتَمِيم غيرُ مُغَيَّرَةٍ عن وَتِدٍ . وفي الصّحاح : الوَدُّ بالفتح : الوَتِدُ في لغةِ أَهْل نَجْدٍ كأَنهم سَكَّنُوا التَّاءَ فأَدْغَمُوهَا في الدّال . الوَدّ : اسم جَبَلٍ وبه فسر قَول امريءِ القَيْس :
تُظْهِرُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ ... وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَعْتَكِرْ قال ابنُ دُرَيْد : هو اسمُ جَبَلٍ وقال ياقوت : قُرْبَ جُفَافِ الثَّغْلَبِيَّة . ووَدَّانُ بالفتح كأَنَّه فَعْلاَن من الودّ : جامِعَةٌ قُرْبَ الأَبْوَاءِ الجُحْفَة من نواحِي الفُرْعِ بينها وبين هَرْشَى ستَّةُ أَمْيَالٍ وبينها وبين الأَبواءِ نَحْوٌ من ثمانيةِ أَميالٍ وهي لضَمْرَةَ وغِفَارٍ وكِنَانَةَ وقد أَكثرَ نُصَيْبٌ مِن ذِكْرِهَا في شعرِه فقال :
أَقُولُ لِرَكْبٍ قَافِلِينَ عَشِيَّةً ... قَفَا ذَاتِ أَوْشَالٍ ومَوْلاَكَ قَارِبُ
قِفُوا أَخْبِرُونِي عَنْ سُلَيْمَانَ إِنَّنِي ... لِمَعْرُوفِهِ مِنْ آلِ وَدَّانَ رَاغِبُ
" فَعَاجُوا فَأَثْنَوْا بِالَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُوَلَوْ سَكَتُوا أَثْنَتْ عَلَيْكَ الحَقَائِبُ قال ياقوت : قَرَاْتُ بخطّ كُرَاع الهُنَائِيّ على ظَهْرِ كِتَابِ المُنَضَّد من تَصْنِيفه : قال بعضُهم : خَرجْتُ حاجًّا فلمَّا صِرْتُ بِوَدَّانَ أَنْشَدْتُ :
" أَيَا صَاحِبَ الخَيْمَات مِنْ بَعْدِ أَرْثَدإِلى النَّخْلِ مِنْ وَدَّانَ مَا فَعَلَتْ نُعْمُفقال لي رجُلٌ من أَهْلِها : انْظُر هل تَرَى نَخْلاً ؟ فقلت : لا فقال : هذا خَطَأٌ وإِنما هو النَّخْلُ ونَحْلُ الوَادِي : جانِبُه . سَكَنَهَا الصَّعْبُ بن جَثَّامَةَ ابن قَيْس بن عبد الله بن وَهْب بن يَعْمُر بن عَوف بن كَعْب بن عامر بن لَيْث بن بَكْرٍ اللَّيْثِّي الوَدَّانِيُّ كانَ يَنزِلُهَا فنُسِبَ إِلَيْهَا هاجَرَ إِلى النبيِّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّمَ حَدِيثُه في أَهلِ الحِجَاز روى عنهُ عبدُ الله بن عبّاس وشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ الخَضْرَمِيّ ومات في خِلافة أَبي بكرٍ رضي الله عنهما . قال البَكريّ : وَدَّانُ : بإِفْرِيقِيَّةَ في جَنُوبِيّها بينها وبين زويلَةَ عَشْرَةُ أَيام من جِهَة إِفْرِيقِيَّة ولها قَلْعَةٌ حَصِينةٌ وللمدِينةِ دُرُوبٌ وهي مَدِينَتَانِ فيهما قبِلَتَانِ من العَرَب سَهْمِيُّونَ وحَضْرَمِيُّونَ وبابهما واحدٌ وبين القَبِيلَتَيْنِ تَنَازُعٌ وتَنَافُسٌ يُؤَدِّي بهم ذلك إِلى الحَرْبِ مِراراً وعندَهُم فُقَهَاءُ وأُدَبَاءُ وشُعَرَاءُ وأَكثَرُ مَعيشتهم من التَّمْر ولهم زَرْعٌ يَسيرٌ يَسْقُونَهُ بالنَّضْجِ افتتحها عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ في سنة سِتٍّ وأَرْبعينَ أَيَّام مُعَاوِيَة منها أَبو الحَسَن عَلِيُّ بن إِسحاقَ بن الوَدّانيّ الأَدِيبُ الشاعِرُ صاحِبُ الدّيوان بصِقِلّيَةَ له أَدَبٌ وشِعْر ذكره ابنُ القطاع وأَنشدَ له :
مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي النَّهَارَ بِلَيْلَةٍ ... لاَ فَرْقَ بَيْنَ نُجُومِهَا وَصِحَابِي
" دَارَتْ عَلَى فَلَكِ السَّمَاءِ ونَحْنُ قَدْ دُرْنَا عَلَى فَلَكٍ مِنَ الآدَابِ
وأَتَى الصَّبَاحُ ولا أَتَى وكَأَنَّهُ ... شَيْبٌ أَظَلَّ عَلَى سَوَادِ شَبَابِ وَدَّان أَيضاً : جَبَلٌ طويلٌ قُرْبَ فَيْدٍ بينها وبين الجَبَلَيْنِ وَدّان أَيضاً : رُسْتَاقٌ بِنَوَاحِي سَمَرْقَنْدَ لم يَذْكُره ياقوت وذكره الصاغانيُّ . والوَدَّاءُ بتشديدِ الدالِ مَمْدوداً قال ياقوت : يجوز أَن يكونَ تَوَدَّأَتْ علَيْه الأَرْضُ فهي مُوَدَّأَةٌ إِذَا غَيَّبَتْه كما قيل أَحْصَن فهو مُحْصَنٌ وأَسْهَب فهو مُسْهَبٌ وأَفْلَجَ فهو مُفْلجٌ وليس في الكلام مثلُه يعني أَنَّ اللازم لا يُبْنَى منه اسمُ مَفْعولٍ . وبُرْقَةُ وَدَّاءَ كذا بَطْنُ الوُدَدَاءِ كأَنَّه جَمْعُ وَدُودٍ ويُروَى بفتح الواو مَواضِعُ . وتَوَدَّدَه : اجْتَلَبَ وُدَّهُ عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
أَقُولُ تَوَدَّدْنِي إِذَا مَا لَقِيتَنِي ... بِرِفْقٍ ومَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَاصِعِ تَوَدَّدَ إِليه : تَحَبَّبَ . والتَّوَادُّ التَّحَابُّ تَفَاعُلٌ مِن الوِدادِ وقَعَ فيه إِدْغامُ المِثْلَيْنِ وهما يَتَوَادَّانِ أَي يَتَحَابَّانِ . تَوَدُّدُ ومَوَدَّةُ امرَأَةٌ عن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد :
" مَوَدَّةُ تَهْوَى عُمْرَ شَيْخٍ يَسْرُّهُلَهَا المَوْتُ قَبْلَ اللَّيْلِ لَوْ أَنَّها تَدْرِي
" يَخَافُ عَلَيْهَا جَفْوَةَ النَّاسِ بَعْدَهُوَلاَ خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ قيل إِنها سُمِّيَت بِالمَوَدَّةِ التي هي المَحَبَّة . عن ابن الأَعْرَابيّ المَوَدَّةُ : الكِتَابُ وبه فُسِّر قوله تَعَالى " تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ " أَي بالكُتُبِ وهو من غرائب التفسير . ومما يستدرك عليه : قولهم بِودِّي أَن يكون كذا وأَما قول الشاعر :
أَيُّها العَائِدُ المُسَائِلُ عَنَّا ... وَبِودِّيك لَوْ تَرَى أَكْفَانِي فإِنما أَشْبَعَ كسْرةَ الدَالِ لِيسْتقيمَ له البَيْتُ فصارَتْ يَاءً كذا في الصّحاح . وفي شِفَاءِ الغَلِيل أَنه استُعمِل للتَّمنِّي قديماً وحديثاً لأَن المرءَ لا يَتَمَنَّى إِلاَّ مَا يُحِبُّه وَيَوَدُّه . فاستُعْمِل في لازِم مَعنَاه مَجَازاً أَو كِنَايَةً قال النَّطَّاحُ :
" بِودِّيَ لَوْ خَاطُوا عَلَيْكَ جُلُودَهُمْولا تَدْفَعُ المَوْتَ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ وقال آخر :
" بِودِّيَ لَوْ يَهْوَى العَذُولُ ويَعْشَقُ فَيَعْلَمَ أَسْبَابَ الرَّدَى كَيْفَ تَعْلَقُوفي حديث الحَسَن فإِن وَافَقَ قَوْلٌ عَمَلاً فآخِهِ وأَوْدِدْهُ أَي أَحْبِبْهُ وصَادِقْه . فأَظْهَرَ الإِدْغَامَ للأَمْرِ على لُغَةِ الحِجَاز وأَمّا قولُ الشَّاعِرِ أَنشَدَه ابنُ الأَعْرَابيّ :
وأَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ خَيْفَانَةً ... حَمُومَ الجِرَاءِ وَقَاحاً وَدُودَا قال ابنُ سيدَه : معنى قولِه وَدُودَا أَنهَا باذِلَةٌ ما عِنْدَهَا من الجَرْي لايَصِحُّ قولُه وَدوداً إِلاَّ على ذلك لأَن الخَيْلَ بَهائمُ والبهائِمُ لاوُدَّ لها في غَيْرِ نَوْعِهَا