وَمَضَ البَرْقُ يَمِضُ وَمْضاً ووَميضاً ووَمَضاناً مُحَرَّكَةً : لَمَعَ لَمْعاً خَفيفاً كما في الصْحاح وفي بعض الأُصول خَفِيًّا وجَمَع بينهما في الأساس فقال : خَفِيًّا خَفيفاً ولم يَعْتَرضْ في نَواحي الغَيْم كأَوْمَضَ إيماضاً فأَمَّا إِذا لَمَعَ واعْتَرَض في نَواحي الغَيْمِ فهو الخَفْوُ فإِنْ اسْتَطالَ وَسَطَ السَّماءِ وشَقَّ الغَيْمَ من غَيْرِ أنْ يَعْتَرضَ يَميناً وشِمالاً فهوَ العَقيقَةُ . قالَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ لامرئ القَيس :
أصاحِ تَرَى بَرْقاً أُريكَ وَميضَهُ ... كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ وبَرْقٌ وَميضٌ : وامِضٌ . قالَ أَبو مُحمَّدٍ الفَقْعَسيُّ :
" يا جُمْلُ أسْقاكِ البُرَيقُ الوامِضُ وقال مالِكٌ الأشْتَرُ النَّخْعيُّ :
حَمِيَ الحَديدُ عَلَيْهِمُ فكأنَّهُ ... وَمَضانُ بَرْقٍ أو شُعاعُ شُموسِ وقال غيره :
تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ ... مثلِ وَميضِ البَرْقِ لَمَّا عَنْ وَمَضْ أَرادَ : لَمّا أنْ وَمَضَ . وفي الحَديث : ثمَّ سألَ عن البَرْقِ فقال : " أَخَفْواً أم وَميضاً أم يَشُقُّ شَقًّا ؟ قالوا : يَشُقُّ شَقًّا فقال صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم : جاءكم الحَيا " . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : الوَميضُ : أنْ يومِضُ البَرْقُ إيماضَةً ضَعيفَةً ثمَّ يَخْفَى ثمَّ يومِضُ وليس في هذا يأسٌ من مَطَرٍ قَدْ يَكونُ وَقَدْ لا يَكونُ وشاهِدُ الإيماضِ قولُ رُؤْبَةَ :
" أرَّقَ عَيْنَيْكَ عن الغِماضِ
" بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهّاضِ
" غُرِّ الذُّرى ضَواحِكِ الإيماضِ ثمَّ قوله : وَمَضَ البَرْقُ لَيْسَ بِتَخْصيصٍ له بَلْ يُسْتَعْمَلُ الوَمْضُ في غَيرِه أيضاً ففي العَيْنِ : الوَمْضُ والوَميضُ : من لَمَعان البَرْقِ وكُلِّ شَيْءٍ صافي اللَّونِ قالَ : وَقَدْ يكونُ الوَميضُ للنَّارِ . ومن المَجَازِ : أَوْمَضَتِ المَرْأةُ : سَارَقَتِ النَّظَرَ بعَيْنِها ويُقال : أَوْمَضَتْ فُلانةُ بعَيْنِها إِذا بَرقَتْ . وأَوْمَضَ فُلانٌ : أشارَ إشارةً خَفيَّةً وهو مَجازٌ أيضاً ومِنْهُ حديثُ الحَسَن : " هَلاَّ أَوْمَضْتَ إليَّ يا رسولَ الله ! " أَي أَشَرْتَ إلَيَّ إشارَةً خَفيَّة فقال : " النَّبِيّ لا يومِضُ " وفي روايةِ إبراهيم الحربيِّ : الإيماضُ خِيانَةٌ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : التَّوْماضُ : اللَّمْعُ الضَّعيفُ من البَرْقِ وشاهِدُه قولُ ساعِدَةَ بن جُؤَيَّةَ يَصفُ سحاباً :
أَخْيَلَ بَرْقاً متى حابٍ له زَجَلٌ ... إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِهِ حَلَجا أَي تَخال بَرْقاً . ومَتى في معنى مِنْ في لُغَةِ هُذَيْلٍ : والحابي من السَّحاب : المُرْتَفِع كذا في شرحِ الدِّيوانِ . وأَوْمَضَ إِذا رَأى وَميضَ بَرْقٍ أو نارٍ وأَنْشَدَ ابن الأَعْرَابِيّ :
ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوي الصَّدَى لعُوائِه ... رَأى ضَوْءَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا اسْتناها نَظَرَ إِلَى سَناها . ويُقَالُ : شِمْتُ وَمْضَةَ بَرْقٍ كنَبْضَةِ عِرْقٍ . وأَوْمَضَتِ المرأةُ : تَبَسَّمَتْ وهو مَجازٌ . شَبَّهَ لَمْعَ ثَناياها بإيماضِ البَرْقِ