ويْبٌ كويْلٍ وَويْحٍ ووَيْسٍ : أَربعةُ أَلفاظٍ متوافقةٌ لفظاً ومعنى ولا خامسَ لها وإِن وقَع خلافٌ لبعض الأَئمّة في الفرق أَنَّ بعضها يكونُ في الخَير وبعضَهَا يكونُ في وُقوعٍ في هَلَكَة أَشار لذلك الزَّمَخْشَرِيّ في الفائق . وزاد ابْنُ فارس في المُجْمَل عن الخليل : وَيْه ووَيْك : وفي تهذيب الأَفعال لابن القَطّاع : الأَفعال الّتي لا تَتَصَّرفُ تسعةٌ : نِعمَ وبِئْسَ ولَيْسَ وعَسَى وفِعل التَّعَجُّب ووَيْحَ زَيْد ووَيْبَهُ ووَيْلَهُ ووَيْسَهُ إِلاّ أَنَّ المازِنيَّ ذكَرَ أَنَّ الأَرْبَعَةَ الأَخِيرةَ مصادر . انتهى تَقُولُ : وَيْبَك بفتح المُوَحَّدة وبكسرها وهذه الأَخيرة عن الفَرّاء ووَيْبٍ لَهُ بالحركات الثَّلاثَ مع الّلام خِطاباً وَغَيْبَةً ووَيْبِهِ بكسر الموحدة وويبِ كسره مع الإِضافة للمُنْفَصِل وهاتان عن أَبي عَمْروٍ ووَيْبَ زَيْدٍ بكسر الباءِ وفتحها معاً ووَيْبِ فُلانٌ كَسْرِ الباءِ على البِناءِ ورَفْعِ فُلان مبتدأَ أَو خَبَراً . وهذا عن ابْن الأَعْرَابِّ وقال إِلا بني أَسَدٍ ل يزد على ذلك ولا فَسَّرَه وهو استعمالٌ غريب وقد نقله البَكْرِيُّ في شرح أَمالي القالي ويُفْهَمُ من قوله : إِلا بني أَسدٍ أَي : إِنهم يَفتَحُون الباءَ ومَعْنى الكُلِّ : أَلْزَمَهُ اللهُ تعالَى وَيْلاً نُصبَ نَصْبَ المصادر وهو المشهور . ودَعْوَي الفِعْلِيَّة فيها شاذٌّ . وقد وًقَعَ في بعض حواشي شرحِ الرَّضِيّ فليُنْظَرْ . وفي اللَّسَان : فإِن جئتَ بالَّلامِ رَفَعْتَ فقُلْتَ : وَيْبٌ لِزَيْدٍ ونَضبتَ مُنَوّناً فقلت : ويَبْاً لِزَيْدٍ . فالرفعُ مع الَّلام على الابتداء أَجْوَدُ من النَّصب والنَّصْبُ مع الإِضافة أَجْوَدُ من الرَّفْع قال الكِسائيّ : من العرب مَنْ يقولُ : وَيْبَكَ ووَيْبَ غَيْرِك ؛ ومنهم من يقولُ : وَيْباً لِزَيْد كقولك : وَيْلاً لِزَيْدٍ . وفي حيث إِسلامِ كًعبِ بن زُهَيْرٍ :
أَلا أَبْلِغا عنَّي بُجَيْراً رِسالَةً ... على أَيِّ شْيءٍ وَيْبَ غَيْرِكَ دَلَّكَا قال ابنُ بَرِّيّ : وفي حاشية الكتاب بيتٌ شاهدٌ على ويْب بمعنى وَيْل لِذي الخِرَقِ الطُّهَوِىّ يُخَاطِب ذئباً تَبِعَهُ في طريقه :
حَسِبْتَ بُغامَ راحِلَتِي عَنَاقاً ... وما هِيَ ويْبَ غَيْرِكَ بالعَنَاقِ
فلو أَنِّي رَمَيْتُكَ من قَرِيبٍ ... لَعاقَكَ عن دُعَاءِ الذِّئِْ عَاقِ قوله : عَنَاقاً أَي : بُغامَ عَناقٍ . وحكَي ثعلب : ويَبْ فُلانٍ ولم يَزِدْ . والمصنِّف زاد على ما ذَكَرُوه عُمُومَ استعماله بالمُوَحَّدة الجارَّة بدل اللاّم وإِضافَهُ للغائب في وَيْبَه كما أُضِيفَ في اللُّغِة العامَّة إِلى ضمير المتكلِّم وإِضافتُه إِلى الظّاهر مشهورٌ كوَيْل . قاله شيخُنا . ووَيْباً لِهَذَا الأَمْرِ : أَيْ عَجَباً له ووَيْبهُ : كَوَيْلَهُ . والوَيْبَةُ على وَزْن شَيْبَةٍ . اثنانِ أَوْ أَرْبعةٌ وعِشْرُنَ مُدًّا . والمُدُّ يَأْتي بيانه في م ك ك لم يذكُرْه الجَوْهَرِيُّ ولا ابنُ فارِسٍ بل توقَّفَ فيه ابْنُ دُرَيْدٍ . والصَّحِيحُ أَنَّهَا مُوَلَّدة استعملها أَهْلُ الشّامِ ومِصْرَ وإِفْرِيقِيَّةَ
فصل الهاء