وَيْسُ : كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَل في مَوْضِع رَأْفَةٍ واسْتِمْلاحٍ للصَّبِيّ تقولُ له : وَيْسَهُ ما أَمْلَحَه . وقيل : الوَيْسُ والوَيْحُ بمَنْزِلَةِ الوَيْلِ ووَيْسٌ له أَي وَيْلٌ وقيل : وَيْسٌ تَصْغِيرٌ وتَحْقِيرٌ اسْتَغْنَوْا عن اسْتِعْمَالِ الفِعْل من الوَيْسِ ؛ لأَنّ القِيَاسَ نَفاهُ ومَنَع منه نَقَلَه ابنُ جِنِّى . وقال أَبو حاتِمٍ في كِتَابه : أَمّا وَيْسَكَ فإِنَّه لا يُقَال إلاّ لِلصِّبْيَانِ وأَمّا وَيْلَكَ فكَلامٌ فيه غِلَظٌ وشَتْمٌ وأَمّا وَيْح فكَلامٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ . وذُكِرَ البَحْثُ فيه في و ي ح فراجِعْه . وقالَ ابنُ السِّكِّيت في الأَلْفَاظ إنْ صَحَّ له يُقَالُ : وَيْسٌ له : فَقْرٌ لَهُ . والوَيْسُ : الفَقْرُ يقال : أُسْهُ أَوْساً : أَيْ سُدَّ فَقْرَه . والوَيْسُ : ما يُرِيدُه الإِنْسانُ وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا ... ولَقِيَتْ مَنَ النِّكَاحِ وَيْسَا قالَ الأَزْهَرِيّ : معناهُ أَنَّهَا لَقِيَت منه ما شَاءَتْ ضِدُّ . أقولُ : لا يَظْهَرُ وَجْهُ الضِّدِّيّة وكأَنّ في العِبَارَةِ سَقْطاً وذلِك لأَنّ الأَزْهَرِيَّ رَوَى قَدْ لَقِىَ فُلانٌ وَيْساً أَي لَقِىَ مَا يُرِيدُ . وقال مَرَّةً : لَقِيَ فُلانٌ وَيْساً : أَي ما لا يُرِيدُ وفَسَّر به ما أَنْشَده ابنُ الأَعْرَابِيّ أَيْضاً فعَلَى هذا تَصِحُّ الضّدّيّة فتَأَمّل . وقال أبو تُرابٍ : سَمِعْتُ أَبا السَّمَيْدَعِ يقولُ - في وَيْس وويْح ووَيْل - : إنّهَا بمَعْنىً وَاحِدٍ
فصل الهاء مع السين