قَمُأَ الرجلُ وغيرُه كجَمَعَ وكَرُم قَمْأَةً كرحْمُةٍ كذا في النُّسخة لا يعني هنا به المَرَّةَ الواحدة البتَّةَ كذا في المحكم وقَمَاءةً كسحابةٍ وقُماءً بالضَّمِّ والكسر إِذا ذَلَّ وصَغُرَ في الأَعيُن فهو قَمِيءٍ كأَميرٍ : ذَليلٌ . وفي الأَساس : فُلانٌ قَمِيٌّ لكنَّه كَمِيٌّ ج قِماءٌ وقُماءٌ كجِبالٍ ورُخالٍ الأَخيرة جمعٌ عَزيز والأُنثى قَميئَةٌ ولشيخنا هنا كلامٌ عَجيب وقَمَأَت الماشيَةُ تَقْمَأُ قُمُوءاً وقُمُوأَةً بضمّهما وقَمْأً بالفتح وقَمُؤَت قَمَاءةً وقَمَاءً بالمدِّ فيهما وفي بعض النُّسخ بالتحريك والقصر في الأولى منهما : سَمِنَتْ كأَقْمَأَت رُباعيًّا وفي التهذيب : قَمَأَت الماشيَةُ تَقْمَأُ فهي قامِئَةٌ : امتلأَتْ سِمَناً وأَنشد الباهليّ :
وخرْدٍ طارَ باطِلُها نَسِيلاً ... وأَحْدَثَ قَمْؤُها شَعَراً قِصَارَا وقَمَأَت الإبلُ بالمكان : أَقامت به وأَعجبته لخِصْبِه وسَمِنَتْ فيه . وقَمَأْتُ بالمكانِ قَمْأً : دخلتُه وأَقمتُ به . قال الزَّمخشري : ومنه اقْتَمَأَ الشيءَ إِذا جَمَعَه . والقَمْءُ : المكانُ الذي تُقيمُ فيه النَّاقةُ والبعيرُ حتَّى يَسْمَنَا وكذلك المرأَةُ والرجلُ . ويقال : قَمَأَت الماشيةُ مكان كذا حتَّى سَمِنَت وفي الحديث أَنَّه صلّى الله عليه وسلّم كانَ يَقْمَأُ إلى منزلِ عائشةَ كثيراً أَي يَدْخُل . قال شيخنا : إنَّ المعروف قَمُؤَ ككَرُم : صارَ ذَليلاً وقَمَأَ كمَنَعَ : سَمِن إلى آخره . قلت : ولكن المفهوم من سِياق صاحب اللسان استعمالُها في المعنى الثاني كما عرفْتَ . وقَمَأَه كمَنَعَه قال شيخنا : صرَّح أَهل الصَّرْفِ والاشتقاق أَنَّ هذا ليس لغةً أَصليَّةً بل بعضُ العرب أَبدلوا الهمزةَ عَيْناً . قلت : ولذا قال في تفسيره : قَمَعَه وأَقْمَأَهُ صَغَّره وأَذَلَّهُ وفي بعض النُّسخ : ذَلَّلَهُ والصَّاغِرُ : القميءُ يُصغَّرُ بذلك وإن لم يكن قصيراً وكذا أَقْمَيْتُ معتلاًّ أَي ذلَّلْتُه وأَقْمَأَ المكانَ أَو المرعى أَعْجَبَه فأَقامَ به . وأَقْمَأَ المرْعى الإبلَ : وافَقَها فَسَمَّنَها وأَقْمَأَ القومُ : سَمِنَتْ إبلُهم وفي بعض الأُصول : ماشِيَتُهم . والقَمْأَةُ : المكانُ الذي لا تَطْلُعُ عليه الشمسُ نقله الصاغاني وهو قولُ أَبِي عمرٍو وعند غيرِه : الذي لا تُصيبُه الشمسُ في الشِّتاءِ وجمعها القِماءُ كالمَقْمَأَةِ والمَقْمُؤَةِ نَقيضُ المَضْحاةِ وهي المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ وعن أَبِي عمرٍو المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ : المكانُ الذي لا تطْلُع عليه الشمسُ وسيأْتي قريباً وإِنَّهم لفي القَمْأَةِ أَي الخِصْبُ والدَّعَةُ ويُضَمُّ فيقال قُمْأَة على مثال قُمْعَةٍ . وعن الكسائي ما قامَأَهُ وما قانَأَهُ أَي ما وافَقَهُ وما يُقامِئُني الشيءُ : ما يُوافقني . وعمرو بنُ قُمَيْئَةَ كسفينةٍ : شاعِرٌ وهو الذي كَسَر رَباعيَّة النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم يوم أُحُدٍ . وتَقَمَّأَ الشيءَ : أَخَذَ خِيارَهُ حكاه ثعلبٌ وأَنشد لابنِ مُقْبِلٍ :
لقد قَضَيْتُ فلاَ تَسْتَهْزِئَنْ سَفَهاً ... مِمَّا تَقَمَّأْتُهُ من لَذَّةٍ وطَرِي هذا محلُّ إنشاده ووَهِمَ شيخنا فأَنشده في معنى تَقَمَّأْتُ الشَّيْءَ : جَمَعْتُه شيئاً بعد شيءٍ وتَقَمَّأَ المكانَ أَي وافَقَهُ فأَقامَ به كَقَمَأَ ثُلاثيًّا أَي يُستعمل مُتعدِّياً بحرف الجرّ وبنفسه