نَأْنَأَه إذا أحسنَ غِذاءه ونَأْنَأَه عن الشيء إذا كفَّه ونَهْنَهَهُ قال الأُمويُّ : نَأْنَأْتُ الرجلَ نَأْنَأَةً إذا نهيته عمَّا يريد وكَفَفْته في لسان العرب : كأنَّه يُريد : إني حَمَلته على أن ضَعُفَ عمَّا أراد وتَراخى ونَأْنَأَ في الرَّأي نَأْنَأَةً ومُنَأْنَأَةً أَي ضَعُف فيه ولم يُبْرِمه كذا قاله ابنُ سيده وعبارة الجوهريّ : إذا خلَّطَ فيه تَخليطاً ولم يُبْرِمه قال عبدُ هِنْد بنُ زيد التغلبيُّ جاهليٌّ :
فَلا أَسْمَعَنْ منكم بأَمْرٍ مُنَأْنَإٍ ... ضَعيفٍ ولا تَسْمَعْ به هامَتي بَعْدي
فإنَّ السَّنانَ يَرْكَبُ المرءُ حَدَّهُ ... من الخِزْيِ أَو يَعْدو على الأَسَدِ الوَرْدِ
ونَأْنَأَ عنه : قَصُرَ وعَجَز وقال أبو عمرو : النَأْنَأَةُ : الضَّعفُ وروى عِكرمةُ عن أبي بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه أنه قال : طوبَى لمن ماتَ في النَّأْنَأَةِ . مهموزة يعني أَوَّلَ الإسلام قبلَ أَن يَقْوى ويكْثُرَ أَهلُه وناصِرُه والدَّاخِلونَ فيه فهو عند الناس ضَعيفٌ كتَنَأْنَأَ في الكُلِّ يقال : تَنَأْنَأَ الرجلُ إذا ضعُفَ واستَرْخى قال أبو عُبيد : ومن ذلك قولُ عليٍّ رضي الله عنه لسُلَيْمانَ بن صُرَد وكان قد تخلَّفَ عنه يوم الجَمَل ثمَّ أَتاه بعدُ فقال له : تَنَأْنَأْتَ وتَراخَيْتَ فكيفَ رأَيْتَ صُنْعَ الله ؟ يريد ضَعُفْتَ واسْتَرْخَيْتَ . وفي الأَساس : أَي فَتَرْتَ وقصَّرتَ . قلت : وقرأْتُ في كتاب الأَنساب للبلاذُرِيّ في خبر الجَمَل : حدَّثني أبو زكريا يحيى بنُ مُعينٍ حدَّثنا عبدُ الرحمن بن مَهْدِيّ حدثنا أبو عَوانة عن إبراهيم بن محمد بن المُنْتَشِر عن أبيه عن عُبَيْد بن نُضَيْلة عن سُلَيْمانَ بن صُرَد قال : أَتيتُ عليًّا حينَ فرغَ من الجَمَل فقال لي : تَرَيَّضْتَ ونأْنَأْتَ . قلتُ : إنَّ الشَّوْطَ بَطينٌ يا أَميرَ المؤمنين وقد بقِيَ من الأُمورِ ما تعرِفُ به صَديقَك من عَدُوِّكَ . هكذا هو مَضْبوطٌ كأنَّه من التَّأَنِّي . ثمَّ ساقَ رِوايةً أُخرى وفيها : نَأْنَأْتَ وتَرَبَّصْتَ وتأَخَّرْتَ . والنَّأْنَأُ بالقصر كفَدْفَدٍ : المُكْثِرُ تَقليبَ الحَدَقَةِ قال في المحكم : والمعروف رَأْراءٌ والعاجزُ الجبانُ الضعيف كالنَّأْناءِ بالمدّ والنُّؤْنوءِ كعُصفور وفي بعض النسخ بالقصر والمُنَأْنَإِ كمُعَنْعَن على صيغة اسم المفعول وإنَّما قيل للضعيف ذلك لكونه مَكْفوفاً عمَّا يقوم عليه القويُّ قال امرؤُ القيس :