هاضَ العَظْمَ يَهيضُه هَيْضاً : كَسَرَهُ بَعْدَ الجُبورِ كما في الصّحاح وهو أشَدُّ مَا يكونُ من الكَسرِ وكَذلِكَ النُّكْسُ في المَرَض بعد الانْدِمالِ أو بعد مَا كادَ يَنْجَبِرُ كاهْتاضَهُ وهو مَهيضٌ ومُهْتاضٌ . وفي حديث أَبي بَكْرٍ والنَّسّابَةِ :
" يَهيضُه حيناً وحيناً يَصْدَعُه أي يَكْسِره مَرَّةً ويَشُقُّه أخرى . وقال امْرُؤُ القَيس :
ويَهْدَأُ تاراتٍ سَناهُ وتارَةً ... يَنوءُ كتَعْتابِ الكَسيرِ المَهيضِ وقال ذو الرُّمَّة :
بوجْهٍ كقَرْنِ الشَّمْسِ حُرٍّ كأَنَّما ... تَهيضُ بهذا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا وقال القُطامِيُّ :
إِذا مَا قُلتُ قَدْ حَبَرَتْ صُدوعٌ ... تُهاضُ وليس لِلْهَيْضِ اجْتِبارُ ثمَّ يُسْتَعارُ لغَيْرِ العَظْمِ والجَناحِ ومِنْهُ قولُ عمرَ بن عبد العزيز وهو يدعو عَلَى يَزيدَ بن المُهَلَّبِ لمَّا كَسَر سِجْنَهُ وأفْلَت : " اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ هاضَني فهِضْه " أَي كَسَرني وأدْخَلَ الخَلَلَ علَيَّ فاكْسِرْه وجازِه بما فَعَل . وقال اللَّيْثُ : الهَيْضَةُ : مُعاوَدَةُ الهَمِّ والحُزْنِ والمَرْضَةُ بعدَ المرْضَةِ . قلتُ : ويدخلُ فيه نُكْسُ المَريضِ فإِنَّه مُعاوَدَةُ مَرَضٍ بعدَ الانْدِمالِ . وَقَدْ هاض الحُزْنُ القَلْبَ : أصابهُ مَرَّةً بعد أُخرى . ويُقَالُ : بهِ هَيْضَةٌ أَي به قُياءٌ كغُرابٍ وقِيام جَميعاً نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وقيل : هو انْطِلاقُ البَطْنِ فقطْ ويُقَالُ : أصابَتْ فُلاناً هَيْضَةٌ إِذا لم يُوافِقْهُ شيءٌ يَأكلُه وتَغَيَّر طَبْعُه عليه ورُبَّما لانَ من ذلك بَطْنُه فكَثُرَ اخْتِلافُه . وقال اللَّيْثُ عن بَعْضِهم : هَيْضُ الطّائِرِ : سَلْحُه وَقَدْ هاضَ يَهيضُ هَيْضاً قالَ :
" كأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفْيِّ
" مَهائضُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِّ قالَ الصَّاغَانِيُّ : هذا تصحيفٌ والصّوابُ : هَيْصُ وهاصَ ومَهائِص بالصَّاد المُهْمَلَة وَقَدْ تقدَّمَ . وانْهاضَ كما في الصِّحاح وتَهَيَّضَ كما في العَيْنِ : انْكَسَر وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لرُؤْبة :
" هاجَكَ من أرْوى كمُنْهاضِ الفَكَكْ
" هَمٌّ إِذا لم يُعْدِهِ هَمٌّ فَتَكْ قالَ : لأنه أشَدُّ لِوَجَعِه . والهَيْضاءُ : الجَماعةُ كالهَضّاءِ عن ابن عبّادٍ
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : كُلُّ وَجَعٍ فهو هَيْضٌ يُقال : هاضَني الشَّيْءُ إِذا رَدَّكَ في مَرَضِكَ . والهَيْضُ : اللِّينُ وَقَدْ هاضَهُ الأمْرُ يَهيضُه وبه فَسَّرَ ابنُ الأعرابيِّ حَديثَ عائشةَ رَضِيَ الله عَنْها : " واللهِ لو نَزَل بالجِبالِ الرّاسِياتِ مَا نَزَلَ بي لَهاضَها " أَي ألانها . ويُقال : تَماثَل المَريضُ فهاضَهُ كذا أَي نَكَسَه وهو مَجازٌ . والمُسْتَهاضُ : الكَسيرُ يَبْرَاُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عليه والسَّوْقِ له فيَنْكَسر عَظْمُه ثانيةً بعد جَبْرٍ وتَماثلٍ وقال ابنُ شُمَيْلٍ : المُسْتَهاضُ : المريضُ يَبْرَأُ فيَعْمَل عَمَلاً فيَشُقُّ عليه أو يأكلُ طَعاماً أو يَشربُ شَراباً فيُنْكَسُ ومِنْهُ الحَديثُ : " فإِنَّ هذا يَهيضُكَ إِلَى مَا بِكَ " أَي : يَنْكُسُكَ إِلَى مَرَضِكَ وهو مَجازٌ . ويُقال : هاضَهُ الكَرَى وبه هَيْضَةُ الكَرَى : تَكْسيرُه وتَفْتيرُه وهو مَجازٌ . ويُقَالُ : تَهَيَّضَهُ الغَرامُ إِذا عاوَدَه مَرَّةً أُخرى قالَ :
" وما عادَ قَلْبي الهَمُّ إلاَّ تَهَيَّضا وهو مجازٌ . وقال ابن بَرِّيّ : هَيَّضَهُ بمَعْنَى هَيَّجَهُ قالَ هِمْيانُ بنُ قُحافَةَ :
" فهَيَّضوا القَلْبَ إِلَى تَهَيُّضِهْ
فصل الباء مع الضاد