" الذُّرّاح كَزُنَّارِ " وبه صَدّرَ الجَوْهرِيّ والزَّمَخْشَريّ " وقُدُّوسٍ " - بالضّمّ على الشّذوذ . وهو أَحدُ الأَلفاظِ الثلاثةِ التي لا نَظيرَ لها جاءَت بالضّمّ على خلافِ الأَصلِ : سُبُّوحٌ وقُدُّوسٌ وذُرُّوحٌ لأَنّ الأَصل في كلّ فعُّولٍ أَن يكون مفتوحاً . وفي الصّحاح : وليس عند سيبويهِ في الكلام فُعُّول بواحدةٍ . وكان يقول : سَبُّوح وقَدُّوس بفتح أَوائلهما . قال شيخنا : قلت : يريد بالضّمّ وبواحدةٍ معناه فقط وكثيراً ما يستعملونه بمعنى البَتَّة . قلت : وفي هامش الصّحاح : قال ابن بَرِّيّ : قول بواحِدة : أَي بضمَّة واحدةٍ يعني في الفاءٍ . وإِنما الصّواب أَن يكون بضمَّتين : ضمّ الفاءِ والعين كذا وَجدْت . وما ذكره شيخُنا أَقرَبُ . قال شيخنا : وقوله : وكان يقول : سَبّوحٌ وقَدّوس بفتح أَوائلهما صَريحٌ في أَنّ سيبويهِ لم يَحْكِ الضّمّ فيهما . وليس كذلك فإِنّ سيبويه حكَى الضّمّ فيهما مع الفتح أَيضاً كما في الكتاب وشُروحه . والعَجب من المصنّف كيف غَفَلَ عن التّنبيه عن هذا - " وسِكِّين " أَي بالكسر " وسَفُّودٍ " أَي بالفتح وهو الأَصل في فَعُّول كما تقدّم التّنبيهُ عليه " وصَبُورٍ وغُرَابٍ وسُكَّرٍ " وفي نُسخة : قُبَّرٍ " وكَنِينةٍ " هكذا بالنون من الكِنّ . وفي نسخة : سَكِينة " والذُّرْنُوحُ بالنون " مع ضَمّ أَوّلِه وحكَى جماعةٌ فيه الفَتْحَ أَيضاً لأَنّ وزْنَه فُعْنُول لأَنّ نُونه زائدةٌ فلا يَرِدُ ضابِطُ فُعْلُولٍ كما لا يَخْفَى ؛ قاله شيخنا وجَمَعوه على ذَرانِحَ ؛ حكاه أَبو حاتمٍ وأَنشد :
ولما رَأَتْ أَنّ الحُتوفَ اجْتَنَبْنَنِي ... سَقَتْني على لُوحٍ دِمَاءَ الذَّرانحِ قال شيخنا : قلت : وصواب الإِنشاد :
فلما رَأَتْ أَن لا يُجيبَ دُعَاءَهَا ... سَقَتْه على لُوحٍ دماءَ الذَّرارِحِ
قاله ابن منظور وغيره " " والذُّرُحْرُحُ " بالضّمّ " وتُفْتَح الرّاآنِ وقد يُشدَّد ثانيه " يعني الرّاءَ الأُولَى وقد تُكسر الرّاءُ الثانِية أَيضاً عن ابن سيده . فهذه اثنتا عشرةَ لغةً . وقد يُؤخذ منه بالعناية أَرْبعَ عشرةَ . ومع ذلك فقد فاتَتْه لُغاتٌ كثيرةٌ غير الكُنَى . منها ذُرَحٌ كصُردٍ حكاها ابن عُدَيْس عن ابن السِّيد . وذَرّاحٌ ككَتّان حُكِيَ عن ابن عُدِيس عن ابن خالَويْه أَنه حكاه عن الفرَّاءِ . وذِرِّيحة بالكسر والتشديد وهاءِ التأْنيث حكاها ابن التّيّانيّ وابن سيده . وذُرَحْرَحَة بالضّبط المتقدّم بهاءٍ . وذُرُّوحة بالضمّ وهاءٍ حكاهما ابن سيده . وذُرْنُوحَة بالضّمّ مع هاءٍ حكاها ابن سيده في الفَرْق وابن دُرُسْتَوَيه وأَبو حاتمٍ . فهؤلاءِ ستُّ لغاتٍ . وأَمّا الأَلفاظ التي وردَتْ بالكُنْيَة " فقد " حكاها كُراع في المُجرّد قال : وطائرٌ صغيرٌ يقال له أَبو ذُرَحْرَح وأَبو ذِرِيَاحِ وأَبو ذُرّاح وأَبو ذُرَحْرحَةَ لا يَنصرفُ مثل ابن فُنْبُرَةَ . كلّ ذلك " دُوَيْبَّة " . قال ابن عُديْس : أَعظمُ من الذُّباب " حَمْراءُ مُنَقَّطَةٌ بسَواد " قال ابن عُديس : مُجزَّعٌ مُبَرْقَش بحُمرةٍ وسَوادٍ وصُفرةٍ لها جَناحَانِ " تطيرُ " بهما " وهي من السُّمومِ " القاتِلة . فإِذا أَرادوا أَن يَكْسِرُوا حَرَّ سُمِّه خَلَطوه بالعَدَس فيصير دَواءً لمن عَضّه الكَلْبُ الكَلِبُ . وقال ابن الدّهَان اللُّغَوِيّ : الذُّرُّوحُ : ذُبَابٌ مُنَمْنَمٌ بِصُفْرةٍ وبياضٍ وفَرْخُهُ الدَّيْلَمُ . وقال التُّدْمِيريّ في شرْح الفَصيح : هو اسمُ طائرٍ فيما نقلْته من خطّ القاضي أَبي الوَليد . قال التُّدميريّ : وذَكَر بعضُ حُذّاق الأَطبّاءِ أَن الذُّرُّوحَ حَيَوانٌ دُودِيّ كأَنّه نِسْبَةٌ إِلى الدُّود تشبيهاً به في قَدْر الإِصبع وهو صَنَوبَرِيُّ الشّكْلِ ورأْسُه في أَغْلَظِ مَوْضِعٍ منه . وقال ابن دُرُسْتَوَيْه : هي دَابَّةٌ طيَّارةٌ تُشْبِه الزُّنْبورَ من السُّمومِ القاتلةِ . " ج ذَرَاريحُ " وذُرّاحٌ كما في اللِّسَان . وحكَى هي زَناَبِيرُ مَسمومةٌ ولم يَصفْها . قال أَبو حاتم : الذَّرارِيحُ الوَجْهُ وإِنّما يقال : ذَرارِحُ في الشِّعر . وفي الصّحاح : وقال سيبويه : واحدُ الذَّراريحِ ذُرَحْرَحٌ قال الرّاجز :
" قالَتْ له وَرْياً إِذَا تَنَحْنَحْ
" يا لَيْتَه يُسْقَى عَلَى الذُّرَحْرَحْ وهو فُعَلْعَل بضمّ الفاءِ وفتح العَيْنَيْنِ . فإِذا صغَّرْتَ حَذفتَ اللاّم الأُولى وقلت : ذُرَيْرِحٌ لأَنه ليس في الكلام فَعْلَعٌ إِلا حَدْرَد . قال شيخنا : ويأْتي في حَدْرَد في الدّال : أَنه اسم رجل . " وذَرَحَ الطَّعَامَ كمَنَعَ : جعلَه " أَي الذُّرّوحَ " فيه " . وطعامٌ مَذْروحٌ كما في الأَساس والتهذيب " كذَرَّحه " تَذريحاً . وفي الصحاح : وذَرَّحْت الزَّعْفَرَانَ وغيرَه في الماءِ تَذريحاً : إِذا جَعَلْتَ فيه منه شيئاً يسيراً . ذَرَّحَ " الشَّيْءَ في الرِّيحِ : ذَرّاه " عن كُراع . يقال : " أَحْمَرُ ذَرِيحيٌّ كوَزِيريّ : أُرْجُوانٌ " بالضّمّ أَي شَدِيدُ الحُمرةِ . وفي الأَساس : " قانئ " . وهو من الأَلفاظ المؤكِّدة للأَلوانِ كأَبْيَ ناصِعٍ وأَخْضَرَ يانِعٍ ؛ أَورده الزَّمخْشريّ في الكشاف . " والذَّرِيح " كأَمِيرٍ : " الهِضابُ واحِدُه " الذَّرِيحةُ " بهاءٍ " . الذَّرِيح " : فَحْلٌ تُنْسب إشليه الإِبلُ " وهي الذَّرِيحِيَّات . قال الراجز :
" من الذَّرِيحِيَّاتِ ضَخْماً آرِكَاذَرِيحٌ : " أَبو حيٍّ " من أَحياءِ العرب ؛ كذا في التّهذيب . " وذُرَيح كزُبير الحِمْيَريّ " أَبو المُثَنَّى الكُوفيّ : " مُحَدِّثٌ " يروى عن عليٍّ وعنه الحارثُ بن جميلة . ذَرِيحٌ " كأَمِيرٍ : جَماعةٌ " . " والذَّرَحُ محرَّكةً : شجرٌ تُتَّخذ منه الرِّحالة " للإِبل . ذُرَحُ " كزُفَرَ : والدُ يَزيدَ السَّكُونيّ " بفتح السِّين المهملة . " وذُو ذَرَارِيح : قَيْلٌ باليمن " من الأَقْيالِ الحِمْيرِيّة " وسيِّدٌ لتَمِيم " . " ولَبَنٌ " مَذَرَّحٌ ومَذِيقٌ كذلك " عَسلٌ مُذرَّحٌ كمُعظَّم " : إِذا " غَلَبَ عليهما الماءُ " . وقد ذَرَّحَ إِذا صبَّ في لَبنهِ ماءً ليكْثُر . " والتَّذرِيح : طِلاءُ الإِداوةِ الجَديدةِ بالطِّينِ لتَطِيب " رائحتُها ؛ قاله أَبو عمرٍو . وقال ابن الأَعرابيّ : مَرَّخَ إِدَاوتَه بهذا المَعْنَى . " ولَبنٌ ذَرَاحٌ كسَحَابٍ " ومُذَرَّحٌ كذلك ومُذَرَّق ومُذَلّق : " ضَيَاحٌ " أَي ممْزُوجٌ بالماءِ ؛ عن أَبي زيدٍ . " وأَذْرُحُ بضمّ الرّاءِ " مع فتح أَوّلِه : موضعٌ . وقيل : " د بِجَنْبِ جَرْبَاءَ " قال ابنُ الأَثير : هما قَريتانِ " بالشَّأْمِ " وقد جاءَ ذِكرُه في حديث الحَوْض : وبينهما مسيرةُ ثلاثَةِ أَميال على الصّحيح " وغَلِطَ من قال : بينهما ثلاثةُ أَيام . و " قد ذُكِر في ج ر ب " وتقدّم ما يتعلق بهِ