رعَفَ الرجلُ كَنَصَرَ وَمَنَعَ كما في الصِّحاحِ والجَمْهَرَةِ رَعُفَ مِثْلُ كَرُمَ لُغَةٌ فيه ضَعِيفَةٌ كما في الصِّحاحِ قال الصَّاغَانِيُّ : لم يَعْرِفْهُ الأَصْمَعِيُّ كما لم يَعْرِفْ رُعِفَ مِثْلُ عُنِيَ ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ : ولم يُعْرَفْ رَعُفَ ولا رُعِفَ في فِعْلِ الرُّعافِ وكذلِكَ رَعِفَ مثلُ سَمِعَ ومِنْهُم مَنْ قالَ : رَعِفَ كسَمِعَ في التَّقَدُّمِ وكَنصَرَ في الرُّعَافِ : أَي خَرَجَ مِن أَنْفِهِ الدَّمُ رَعْفاً بالفَتْحِ وعليهِ اقْتَصَر ابنُ دُرَيْدٍ ورُعَافاً كَغُرَابٍ . والرُّعَافُ أَيْضاً : الدَّمُ الخارِج مِن الأَنْفِ بِعَيْنِهِ فهو حِينَئذٍ اسْمٌ كما ذهَبَ إِليه ابنُ دُرَيْدٍ قال الأَزْهَرِيُّ : سُمِّيَ به لسَبْقِهِ عِلْمَ الرَّاعِفِ قلتُ : فهو إِذَاً مَجَازٌ وفَرَّقَ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاسِ فقال : الرُّعَافُ : الدَّمُ الخَارِجُ مِن الأَنْفِ ثم ذكَر فيما بَعْدُ : ومن المَجَازِ : رَعَفَ أَنْفُهُ : سَبَقَ دَمُهُ والرُّعافُ : الدَّمُ السّابِقُ لأَنَّ الأَصْلَ في رَعَفَ السَّبْقُ والمُبَادَرَةُ ومنه أُخِذَ الرُّعافُ . قال شيخُنا : فإِن قِيل : المُتَبَادَرُ في الرُّعافِ أَنَّه رُعافُ الأَنْفِ والتَّبَادُرُ عَلامةُ الحَقِيقَةِ فالجَوَابُ : أَنَّه في أَصْلِ اللُّغَةِ السَّبْقُ ثم صار حَقِيقَةً عُرْفِيَّةً في رُعَافِ الأَنْفِ فلا إِشْكَالَ . ورَعَفَ الفَرَسُ الخَيْلَ كَمَنَعَ ونَصَرَ : سَبَق وَتَقَدَّم عليهم وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لَعَبِيدٍ :
يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُزَجَّجِ ذِي الْقَوَ ... نَسِ حتَّى يَعُودَ كالتِّمْثَالِ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ للأَعْشَى :
به يَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثَارَا ويُقال : رَعَفَ به صَاحِبُه أَي قَدَّمَهُ ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : مَن عَرَفَ القُرْآنَ رَعَفَ الأَقْرَانَ يُقَال : رَعَفَ فُلانٌ القَوْمَ وكذا بَيْنَ يَدَى القَوْمِ : إِذا تَقَدَّم كَاسْتَرْعَفَ أَنْشَدَ أَبو عَمرٍو لأَبي نُخَيْلَةَ السَّعْدِيِّ :
" وهُنَّ بَعْدَ الْقَرَبِ الْقِسِيِّ
" مُسْتَرْعِفَاتٌ بِشَمَرْذَلِيِّالقَسِيُّ : الشَّدِيدُ والشَّمَرْذَلِيُّ : الخَادِي . وارْتَعَفَ ومنه حديثُ جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : ( يَأْكُلُونَ مِن تِلْكَ الدَّابَّةِ مَا شَاءُوا حتى ارْتَعَفُوا أَي سَبَقُوا ) وتَقَدَّمُوا يقول : قَوِيَتْ أَقْدَامُهم فرَكِبُوها . قال أَبو عُبَيْدَةَ : بَيْنَا نَذْكُر فُلاناً رَعَفَ به الْبَابُ : أَي دَخَلَ علينا مِن البابِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وهو مَجَازٌ . ورَعِفَ الدَّمُ كَسَمِعَ : سَالَ فسَبٌَ وهو مَجَازٌ . ومنَ المجازِ : المراعِفُ : الأَنْفُ وحَوالَيْه يُقالُ : لاثُوا علَى مرَاعِفِهمْ . ويُقَال للمَرْأَةِ : لُوثِي علَى مَرَاعِفِكِ أَي : تَلَثَّمِي . وفي الصِّحاحِ : يُقَال : فَعَلْتُ ذاك علَى الرَّغْمِ مِن مَرَاعِفِهِ مِثْلُ مَرَاغِمِهِ . والرَّاعِفُ : طَرَفُ الأَرْنَبَةِ كما في الصِّحاحِ لِتَقَدُّمِهِ صِفَةٌ غَالِبَةٌ وقِيل : هو عَامَّةُ الأَنْفِ والجَمْعُ : رَواعِفُ يُقَال : ما أَمْلَحَ رَاعِفَ أَنْفِهَا وهو مَجَازٌ . ومِن المَجَازِ : ظَهَرَ الرَّاعِفُ هو : أَنْفُ الْجَبَلِ على التَّشْبِيه وهو من ذلك لأَنَّهُ يَسْبِقُ أَي يتَقَدَّم وجَمْعُهُ : الرَّوَاعِفُ . الرَّاعِفُ : الفَرَسُ يَتَقَدَّمُ الخَيْلَ كَالْمُسْتَرْعِفِ وقد تقدَّم شاهِدُه قريباً . الرَّعِيفُ كَأَمِيرٍ : السِّحَابُ يَكُونُ في مُقَدَّمِ السَّحَابَةِ قَالَهُ أَبو عَمرٍو . والرُّعَافِيُّ كَغُرَابِيٍّ : الْمِعْطَاءُ أَي : الرَّجُلُ الكَثِيرُ العَطَاءِ مَأْخُوذٌ مِن الرُّعَافِ وهو المَطَرُ الكثيرُ . والرُّعُوفُ بالضَّمِّ : الأَمْطَارُ الْخِفَافُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . وَراعُوفَةُ الْبِئِرِ وأُرْعُوفَتُهَا اللُّغَتَانِ حَكاهُمَا الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ : صَخْرَةٌ تُتْرَكُ في أَسْفَلِ البِئْرِ إِذا احْتُفِرَتْ تَكُونُ هُناكَ ليَجْلِسَ الْمُسْتَقِي عَلَيْهَا حِينَ التَّنْقِيَةِ أَو صَخْرَةٌ : تَكُونَ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهَا المُسْتَقِي والوَجْهَانِ ذكَرهما الجَوْهَرِيُّ وقيل : هو حَجَرٌ نَاتِئٌ في بَعْضِ البِئْرِ يكونُ صُلْباً لا يُمْكِنُهُم حَفْرُهُ فيُتْرَكُ عَلَى حَالِهِ وقال خالدُ بنُ جَنْبَةَ : رَاعُوفَةُ البِئْرِ : النَّطّافَةُ قال : وهي مِثْلُ عَيْنٍ علَى قَدْرِ جُحْرِ العَقْرَبِ نِيطَ في أَعْلَى الرَّكِيَّةِ فيُجَاوِزُونَهَا في الحَفْرِ خَمْسَ قِيَمٍ وأَكْثَرَ ورُبَّمَا وَجَدُوا ماءً كثيراً تَبَجُّسُهُ وقال شَمِرٌ : مَن ذَهَبَ بالرَّاعُوفَةِ إِلَى النَّطَافَةِ فكأَنَّه أَخَذَهُ مِن رُعَافِ الأَنْفِ وهو سَيَلانُ دِمِهِ وقَطَرَانُهُ ومَن ذَهَبَ بها إِلى الحَجَرِ الذي يتقدَّمُ طَيَّ البِئْرِ - علَى ما ذُكِرَ - فهو مِنْ رَعَفَ الرَّجُلُ أَو الفَرَسُ : إِذا تقدَّم وسَبَقَ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ الحَدِيثَ : ( أنَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم سُحِرَ وجُعِلَ سِحْرُهُ في جُفِّ طَلْعَةٍ ودُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ البِئْرِ ) . قلتُ ويُرْوَى رَاعُوثَةِ بالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ وقد ذُكِرَ في مَحَلِّهِ . وأَرْعَفَهُ : أَعْجَلَهُ كما في الصِّحَاحِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : زَعَمُوا وليس بثَبْتٍ . أَرْعَفَ الْقِرْبَةَ : مَلأَهَا حتى تَرْعُفَ كما في الصِّحاح : وفي الأَسَاسِ : حتى رَعَفَتْ وهو مَجَازٌ قال عُمَرُ بنُ لَجَأُ :
" حَتَّى تَرَى الْعُلْبَةَ في اسْتِوَائِهَا
" يَرْعُفُ أَعْلاَهَا مِنَ امْتِلاَئِهَا
" إِذَا طَوَى الْكَفَّ علَى رِشَائِهَاقال ثَعْلَبٌ : اسْتَرْعَفَ : إِذا اسْتَقْطَرَ الشَّحْمَةَ وأَخَذَ صُهَارَتَهَا زَادَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : وكذلك أوْدَفَ واسْتَوْدَفَ واسْتَوْكَفَ واسْتَدَامَ واسْتَدْمَى وهو مَجَازٌ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : المُنْعَلاَتُ الرَّوَاعِفُ - في قَوْل الشاعِرِ : الخَيْلُ السَّوَابِقُ ورَعَفَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ : سَبَقَهُ وتَقَدَّمَه . والرَّوَاعِفُ : الرِّمَاحُ : صِفَةٌ غَالِبَةٌ إِمّا لِتَقَدُّمِهَا للطَّعْنِ وإِمَّا لِسَيَلانِ الدَّمِ منها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ وهو علَى المَعْنَى الأَخِيرِ مَجَازٌ . والرَّعْفُ : سُرْعَةُ الطَّعْنِ عن كُرَاعٍ . ورَاعُوفُ البِئْرِ : الرَّاعُوفَةُ . واسْتَرْعَفَ الحَصَى مَنْسِمَ البَعِيرِ : أَدْمَاهُ وهو مَجَازٌ . والرُّعَافُ كغُرَابٍ : المُطَرُ الكَثِيرُ . ورَعْفَانُ الوالِي : ما يُسْتَعْدَى به . واسْتَرْعَفَ فُلانٌ كاسْتَقَى . وفَتىً رُعَافٌ : سَبَّاقٌ . وتقول : ما فيهم عَيْبٌ يُعْرَفُ إِلاّ أَنَّ جِفَانَهم تَقِيءُ وكُؤُوسَهم تَرْعُفُ . ويُقَال : فُلانٌ يَرْعُفُ أَنْفَهُ غَضَباً : إِذا اشْتَدَّ غَضَبُه . وما أَحْسَنَ مَرَاعِفَ أَقْلامِهِ ومَقَاطِرَهَا وكُلُّ ذلك مَجَازٌ . والمُرْعِفُ كمُحْسِنٍ : سَيْفُ عبدِ اللهِ بن سَبْرَةَ وأَوْرَدَهُ المُصَنِّفُ في ( ز ع ف ) وسيأْتِي
السُّرعُوفُ كَعُصْفُورٍ : كُلُّ شيءٍ نَاعِمٍ خَفِيفِ اللَّحْمِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
السُّرْعُوفُ : الْفَرَسُ الطَّوِيلُ قال :
" قَرَّبْتُ آرِىَّ كُمَيْتٍ سُرْعُوفْ
السُّرْعُوفُ : الْمَرْأَةُ الطَّوِيلَةُ النَّاعِمَةُ هكذا سِياقُه في سائرِ النُّسَخِ وصَوَابُه : وبهاءٍ كما هو نَصُّ الصَّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ في الصَّحاحِ : الْجَرَادَةُ تُسَمَّى سُرْعُوفَةً ويُشَبَّه الفَرَسُ قال امْرُؤُ القَيْسِ :
وإِنْ أَعْرَضَتْ قُلْتَ سُرْعُوفَةٌ ... لَهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرّْ وقال غيرُه : سُمِّيَتِ الفَرَسٌ سُرْعُوفَةً لِخِفَّتِها قال النَّضْرُ : السُّرْعُوفَةُ : دَابَّةٌ تَأْكُلُ الثِّيَابَ
في الصَّحاحِ : سَرْعَفْتُ الصَّبِيَّ : إِذا أحْسَنْت غِذَاءَهُ . وكذلك سَرْهَفْتُه قال الشَّاعِرُ :
" سَرْعَفْتُه مَا شِئْتَ مِنْ سِرْعَافِ فَتَسَرْعَفَ : حَسُنَ غِذَاؤُه وتَرَبَّى ومنه قَوْلُ العَجَّاجِ :
" بِجِيدِ أَدْمَاءَ تَنُوشُ الْعُلَّفَا
" وقَصَبٍ إِنْ سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفَا أَي : لو نُعِّمَتْ تَنَعَّمَا
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : السَّرْعَفَةُ : النِّعْمَةُ
ورَجُلٌ مُسَرْعَفٌ : مُنَعَّمٌ
وقال ابنُ عَبّادٍ : السُّرْعُوفَةُ : الحَسَنَةُ من الخَيْلِ