الرِّدْءُ بالكسر في وصيَّة عمر رضي الله عنه عند موته : وأُوصيه بأَهلِ الأَمصارِ خيراً فإنَّهم رِدْءُ الإسلام وجُباةُ المال : العَوْنُ والناصر قال الله تعالى " فأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُني " وفلانٌ رِدْءٌ لفلانٍ أَي ينصره ويَشُدُّ ظَهْره والرِّدْءُ : المادَّةُ والعِدْلُ الثَّقيلُ واحدُ الأَرداءِ وعَدَّلوا الرِّدْأَيْنِ : العِدْلَيْنِ لأنَّ كلاًّ منهما يَرْدَأُ الآخر وهو مجازٌ . وتقول : قد اعْتَكَمْنا أَرْداءً لنا ثِقالاً أَي أَعْدالاً كلُّ عِدْلٍ منها رِدْءٌ . ورَدَأَهُ أَي الشيءَ به أَي الشيءِ كمَنَعَه : جَعَلَه له رِدْءاً وقُوَّةً وعِماداً . قال الليث : تقول رَدَأْتُ فلاناً بكذا وكذا أَي جعلته قُوَّةً وعِماداً ورَدَأَ الحائطَ إِذا دَعَمَهُ قال ابن شُمَيْلٍ : رَدَأْتُ الحائطَ أَرْدَأُهُ إِذا دعمته بخَشَبٍ أَو كَبْشٍ يدفَعُه أَن يَسْقُطَ كأَرْدَأَهُ في الكُلِّ وأَرْدَأْتُهُ بنفسي إِذا كنتُ له رِدْءاً وأَردَأْتُ فلاناً : رَدَأْتُهُ وصرت له رِدْءاً أَي مُعيناً . وتَرَدَّأَ القومُ وتَرَادَءُوا : تعاوَنوا قاله الليث وقال يونس : وأَرْدَأْتُ الحائطَ بهذا المعنى أَي بمعنى رَدَأْت . ورَدَأَه بحَجَرٍ : رماه به كَدَرَأَه والمِرْدَأَةُ : الحَجَرُ الذي لا يكاد الرجُلُ الضابِط يرفعه بيدَيْه يأْتي في المعتلّ . ورَدَأَ الإبلَ : أَحسنَ القيامَ عليها بالخدمة والرَّاعي يردَأُ الإبلَ : يُحسنُ رَعْيَها فيُقيمُ حالَها وهذا من المجاز لأنَّه من رَدَأْتُ الحائطَ وأَرْدَأْتُهُ : دَعَمْته كذا في أَحكام الأَساس . وأَرْدَأَهُ : أَعانه بنفسه كَرَدَأْتُهُ وأَرْدَأَ هذا الأَمرُ على غيرِه : أَرْبى يُهمز ولا يُهمز وأَرْدَأَ على مائةٍ : زادَ عليها مهموزاً عن ابن الأَعْرابِيّ والذي حكاه أَبو عُبَيد : أَرْدَى . وقوله :
" في هَجْمَةٍ يُرْدِئُها ويُلْهِيهْ يجوز أَن يكون أَراد يُعينها وأَن يكون أَرادَ يَزيد فيها فحذفَ الحرفَ وأَوصَلَ الفِعْلَ ويقولون : أَرْدَأَ على السِّتِّين وقال الليثُ : لغة العرب أَرْدَأَ على الخمسين إِذا زاد . قال الأَزهريُّ : لم أَسمع الهمزَ في أَرْدَى لغير الليثِ وهو غَلَطٌ فمن هنا تعرف أَنَّ الذي ذكره المؤلف هو قولُ الليث فقط مخالفاً للجُمهور ولم يُشِر إلى ذلك . وأَرْدَأَ السِّتْرَ : أَرْخاهُ وأَرْدَأَه سكَّنَهُ وأَفْسَدَه يقال : أَرْدَأْتُه أَفسدتُه وأَرْدَأَه : أَقرَّهُ على ما كانَ عليه . وأَرْدَأَ : فعلَ فِعلاً رَديئاً أَرْدَأَ الرجلُ فعل شيئاً رديئاً وأَرْدَأْتُ الشيءَ : جعلته رديئاً أَو أَصابَهُ يقال إِذا أَصابَ الإنسانُ شيئاً رديئاً فهو مُرْدِئٌ وكذا إِذا فعل شيئاً رديئاً . وردُؤَ ككَرُمَ اقتصر عليه الجوهريّ وابن القوطيَّة وابنُ القطَّاع وابنُ سيده وابن فارس وحكى ثعلب فيه التثليث وهو غريبٌ وأَغرب منه ما حكاه الفَيُّوميُّ في المصباح : وَرَدا يَرْدو كعَلا يَعْلو لغةٌ فهو رَدِيٌّ بالتثقيل وزعم ابنُ دُرُستَويه في شرح الفصيح أَنَّه أَخطأَ وأَنَّها لغةُ العامَّة وقد أَغفلها المصنِّف في المعتلّ كما أَغفل لغتين هنا قاله شيخنا يَرْدُؤُ رَداءةً ككرامَةٍ : فَسَدَ وقال شُرَّاح الفصيح : ضَعُفَ وعَجَزَ فاحتاجَ فهو رَدِيءٌ فاسدٌ وهذا شيءٌ رَدِيءٌ بيِّنُ الرَّداءةِ ولا تقل الرَّداوَةِ أَي لأنَّها خطأٌ كما تقدَّم والرَّديءُ : المُنْكَر المكروه . ورجلٌ رُديءٌ كذلك من قومٍ أَرْدِئَاءَ بهمزتين فهو جمعُ رَدِيءٍ عن اللحيانيّ وحده وإذا تأَمَّلتَ ما ذكرناه آنفاً ظهر لك أَن لا إجحافَ في عبارة المؤلف ولا تقصير كما زعمه شيخنا