رَنَأَ إليه كجَعَل قالوا إنَّ أَصله الإعلال كدَعَا ثمَّ همزوه قياساً على رَثَأَت المرأةُ زوجَها : نَظَرَ وهو يَرْنَأُ رَنْأً قال الكُميت يصف السهمَ :
يُريدُ أَهْزَع حَنَّاناً يُعَلِّلُهُ ... عندَ الإِدامَةِ حتَّى يَرْنَأَ الطَّرَبُ
الأَهزع : السهمُ . وحنَّانٌ : مُصَوِّت . والطَّرَبُ : السهم نفسه سمَّاه طَرَباً لتَصْويتِه إِذا دُوِّمَ أَي فُتِلَ بالأَصابع وقالوا : الطَّرِبُ : الرجلُ لأنَّ السهم إِنَّما يُصَوِّتُ عند الإدامة إِذا كانَ جيِّداً وصاحبُه يَطرَب لصوته تأْخُذه له أَرْيَحِيَّةٌ ولذلك قال الكُميت أيضاً :
هَزِجاتٍ إِذا أُدِرْنَ على الكَفِّ ... يُطَرِّبْنَ بالغِناءِ المُدِيرَا فترك المُؤَلِّف هذه المادَّةَ المتَّفَق عليها وذكر ما اختُلِف في صِحَّتها وإعلالها وهو عَجَبٌ منه رحمه الله تعالى . وعن الأَصمَعِيّ جاءَ يَرْنَأُ في مِشْيَتِه : يتَثاقَلُ . واليَرُنَّأُ بفتح الياء وضم الراء والنون مشدَّدة كذا هو مضبوط عندنا وكذا اليَرْنَأُ ليَمنَع واليُرْنَأُ بضم فسكون وهمز الألف : اسم للحِنَّاء قال ابن جنّي : قالوا : يَرْنَأَ لِحْيَتَه : صبَغَها باليرنإِ وقال : هذا يَفْعَلَ في الماضي وما أَغربَهُ وأَظرَفَه كذا في لسان العرب سيأْتي في فصل الياء إشارة إلى أنَّ ذِكرها في الرَّاء بناءً على أنَّ الياءَ زائدةٌ ليست من الأَصالة ولكن ذكر أَبو حيَّان زِيادَتها واستدلُّوا له بحذف الياء في اشتقاق الفِعل قالوا رَنَأَ رأْسَه إِذا جعل فيه اليرنأ قاله شيخُنا . قلت : وقد دلَلْناكَ على نصِّ الأُمَّهات من قول ابن جِنّي في استعمال الفعل الماضي فاعتَمِدْ عليه وكن من الشاكرين
اليُرَنَّأُ بضمِّ الياء وفَتْحِها مقصورةً مُشدَّدةَ النونِ وبتخفيفها حكى الوَجهينِ القالِي في كتابه ونقل الضَّمَّ عن الفَرَّاءِ قال : واليُرَنَّى على يُفَعَّل بالهمز وتَرْكِه واليُرَنَّاءُ بالضَّمِّ والمدِّ : الحنَّاءُ قاله القُتَيْبِيُّ أَو مثله قال دُكَيْنُ بنُ رَجاءٍ :
كأَنَّ باليُرَنَّإِ المَعْلُولِ ... حَبُّ الجَنَا مِنْ شُرَّع نُزُولِ وفي حديث فاطمَةَ رضي الله عنها أَنَّها سأَلتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن اليُرَنَّاءِ فقال : " مِمَّنْ سَمِعْتِ هذه الكلمة " فقالت : من خَنْساءَ . وقال القُتَيْبِيُّ : لا أَعرف لهذه الكلمة في الأَبْنِيَةِ مَثَلاً . قال شيخُنا : ولو قال المصنِّف : اليُرَنَّأَ بالضم والفتح والقصر والمد مشدَّد النون وقد تحذف الهمزة من المقصور لكان أَضبط وأَجمع وأَبعد عن الإبهام والخلط . ويَرْنَأَ لِحْيَتَهُ : صَبَغَ به أَي اليُرَنَّاءِ كحَنَّأَ مُضَعَّفاً وهو من غَريبِ الأَفعال لأنَّه على صِيغَةِ المُضارع وهو ماضٍ وذَكره في لسان العرب في ر ن أ عن ابن جِنِّي قالوا : يَرْنَأَ لِحْيَتَهُ : صَبَغَها باليُرَنَّإِ وقال : هذا يَفْعَلَ في الماضي وما أَغربه وأَظرفه وكذا ذكره ابنُ سيده والمُصَنِّف تَبِعَ الصاغاني في ذِكره في الياء وصرَّح أبو حيَّان وغيرُه بزيادة يائِه وقال أبو مُحمَّدٍ عبدُ الله ابنُ عَبْد الجَبَّارِ بنُ بَرِّيٍّ رحمه الله تعالى في حواشي الصحاح ما نصُّه : إذا قُلْتَ اليَرَنَّأُ بفتحِ الياءِ هَمَزْتَ في غَيْرُ وإذا ضَمَمْتَ الياءَ جازَ الهَمْزُ وتَرْكُه هذا آخرُ ما نصَّ عليه ونَقَلَه ابنُ المُكَرَّمِ وغيرُه . وقد سَقطت هذه العِبارَةُ من بعضِ النُّسخِ وليست في نسخة المَناوِيِّ أيضاً واخْتَلَطَ على المُلاَّ عَلِيٍّ القَولانِ فنَسَبَ القَوْلَ الأَخيرَ في ناموسه إلى ابنِ جِنِّي وإنَّما هو لابنِ بَرِّيّ والذي قاله ابنُ جِنِّي هو ما ذَكرناه في يَرْنَأَ لِحْيَتَه . وممَّا يستدرك عليه : يُرْنَأُ بالضَّمِّ : مَوْضِعٌ شامِيٌّ ذَكَرَه مع تَارَاءَ قاله نَصْرٌ