" فَاضَ المَاءُ " والدَّمْعُ وغَيْرُهُمَا " يَفِيضُ فَيْضاً وفُيُوضَاً بالضَّمِّ والكَسْرِ " وفُيُوضَةً " وفَيْضُوضَةً وفَيَضَاناً " بالتَّحْرِيكِ أَي " كَثُرَ حَتَّى سَالَ كالوَادِي " . وفي الصّحاح : على ضِفَّةِ الوَادِي ومِثْلُه في العُبَاب . وفي الحَدِيث : " ويُفِيضُ المالُ " أَيْ يَكْثُرُ . من فَاضَ الماءُ . فَاضَ " صَدْرُهُ بالسِّرِّ " إِذا امْتَلأَ و " باحَ " بِهِ ولم يُطِقْ كَتْمَهُ وكَذلِكَ النَّهْرُ بمَائِهِ والإِنَاءُ بما فيهِ . فَاضَ " الرَّجُلُ " يَفِيضُ " فَيْضاً وفُيُوضاً : مَاتَ و " كَذلِكَ فَاضَتْ " نَفْسُهُ " أَيْ " خَرَجَتْ رُوحُهُ " نقله الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْدَةَ والفَرَّاءِ قَالاَ : وهي لُغَةٌ في تَمِيمٍ وأَبُو زَيْدٍ مِثْلُه . قال : الأَصْمَعِيُّ : لا يُقَالُ فَاضَ الرَّجُلُ ولا فَاضَتْ نَفْسُه وإِنَّمَا يَفِيضُ الدَّمْعُ والماءُ . زادَ في العُبَابِ : ولكِنْ يُقَالُ فَاظَ بالظَّاءِ إِذَا مَاتَ ولا يُقَالُ : فاضَ بالضَّاد البَتَّةَ فأَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ رَجَزَ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيّ :
" تَجَمَّع الناسُ وقَالُوا عِرْسُ
" إِذَا قِصَاعٌ كالأَكُفِّ خَمْسُ
" زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ
" ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءَتْ عَبْسُ
" ففُقِئَتْ عَيْنٌ وفَاضَتْ نَفْسُ وهذه لُغَةٌ دُكَيْن . فقال الأَصْمَعِيّ : الرِّوَايَةُ : وطَنَّ الضِّرْسُ . وفي اللّسَانِ : وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : فاضَ الرَّجُلُ وفَاظَ إِذا ماتَ وكَذلِكَ فَاظَتْ نَفْسُه . وقال أَبو الحَسَنِ : فَاظَتْ نَفْسُه الفِعْلُ للنَّفْسِ . وفَاضَ الرَّجُلُ يَفِيضُ وفَاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيُوظاً . وقَال الأَصْمَعِيُّ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرْو يَقُول : لا يُقَالُ : فَاظَتْ نَفْسُه ولكِنْ يُقَالُ : فَاظَ إِذَا مَاتَ " بالظَّاءِ " ولا يُقَال : فَاضَ بالضَّادِ البَتّةَ . وقَال ابنُ بَرّيّ : الَّذِي حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عن الأَصْمَعِيّ خِلافُ ما نَسَبَهُ الجَوْهَرِيّ لَهُ . قَالَ ابنُ دُرَيْد : قال الأَصْمَعِيّ : تَقُولُ العَرَبُ : فَاظَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ فإِذَا قَالُوا : فَاضَتْ نَفْسُه قَالُوا بالضَّاد وأَنْشَدَ :
" ففُقْئَتْ عَيْنٌ وفَاضَتْ نَفْسُ قالَ : وهذَا هو المَشْهُورُ مِنْ مَذْهَب الأَصْمَعِيّ . وإِنَّمَا غَلِطَ الجَوْهَرِيُّ لأَنَّ الأَصْمَعِيَّ حَكَى عن أَبِي عَمْرٍو أَنَّهُ لا يُقَالُ : فَاضَتْ نَفْسُه . ولكِن يُقَال : فَاظَ إِذَا مَاتَ . ولا يُقَال : فَاضَ بالضَّادِ بَتَّةً قال : ولا يَلْزَم مِمَّا حَكَاهُ مِنْ كَلامِه أَنْ يَكُونَ مُعْتَقِداً له . قال : وأَمّا أَبُو عُبَيْدَة فقالَ : فَاظَتْ نَفْسُه بالظَّاءِ لُغَةُ قَيْسٍ وفَاضَتْ بالضَّاد لُغَةُ تَمِيمٍ . وقال أَبو حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُول : بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُم يَقُولُون : فَاضَتْ نَفْسُهُ وكَذلكَ المَازِنِيّ عن أَبِي زَيْدٍ قال : كُلُ العَرَبِ تَقُولُ : فَاظَتْ نَفْسُه إِلاَّ بَنِي ضَبَّةَ فإِنَّهُمْ يَقُولُون : فاضَتْ نَفْسُه بالضَّاد . فَاضَ " الخَبَرُ " يَفِيضُ فَيْضاً : " شاعَ . و " فَاضَ " الشَّيْءُ " فَيْضاً : " كَثُرَ " . ومنه الحَدِيثُ : " ويَفِيضُ اللِّئَامُ فَيْضاً " أَشارَ إِلَيْه الجَوْهَرِيُّ . وهو مَجَازٌ . " وفَيَّاضٌ ككَتَّانٍ : فَرَسٌ لِبَنِي جَعْدٍ " . وفي العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ : لبَنِي جَعْدَةَ . وفي اللّسَان : منْ سَوَابِقِ خَيْلِ العَرَبِ . وأَنْشَدَ لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْه :
وعَنَاجِيجُ جِيَادٌ نُجُبٌ ... نَجْلُ فَيَّاضٍ ومِنْ آلِ سَبَلْومِثْلُه في العُبَاب . أَبُو عُبَيْدَةَ " شَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ " اليَشْكُرِيُّ البَصْرِيُّ " مُحَدِّثٌ " واسمُهُ هِلاَلٌ وشَاذٌّ لَقَبهُ . " واشْتَرَى طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ " التَّيْمِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " بِئْراً " في غَزْوَة ذِي قَرَدٍ " فتَصَدَّقَ بها ونَحَرَ جَزُوراً فأَطْعَمَها " النَّاسَ " فقَالَ لهُ " رَسُولُ اللهِ " صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم " : " يا طَلْحَةُ " أَنْتَ الفَيَّاضُ " فلُقِّبَ بِهِ " لِسَعَةِ عَطَائِه وكَثْرَتِهِ وكانَ قَسَمَ في قَوْمِهِ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ وكانَ جَوَاداً . كَذا في كُتُبِ السِّيَرِ . في ذِكْرِ الدَّجَّال : ثُمَّ يَكُونُ عَلَى إِثْرِ ذلِكَ " الفَيْضُ " . قال شَمِرٌ : سَأَلْتُ البَكْرَاوِيَّ عنه فَقَالَ : الفَيْضُ : " المَوْتُ " هاهُنَا : قَالَ : ولَمْ أَسْمَعْه من غَيْرِه إِلاّ أَنَّه : فاضَتْ نَفْسُه أَي لُعَابُه الَّذي يَجْتَمِعُ على شَفَتَيْه عِنْد خُرُوجِ رُوحِهِ . الفَيْضُ : " نِيلُ مِصْرَ " قالَهُ الجَوْهَرِيُّ ومِثْلُه في العُبَابِ . وفي التَّكْمِلَةِ : مَوْضِعٌ في نِيلِ مِصْرَ . قال الجَوْهَرِيُّ : قال الأَصْمَعِيّ : " نَهْرُ البَصْرَةِ " يُسَمَّى الفَيْضَ . وقال غَيْرُهُ : فَيْضُ البَصْرَةِ : نَهْرُهَا غَلَبَ ذلِكَ عَلَيْه لعِظَمِهِ . الفَيْضُ : " الكَثِيرُ الجَرْيِ من الخَيْلِ " كالسَّكْبِ . يُقَالُ : فَرَسٌ فَيْضٌ وسَكْبٌ . الفَيْضُ : " فَرَسٌ لبَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ نَزارٍ " . نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ الفَيْضُ : فَرَسٌ " أُخْرَى لعُتْبَةَ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ " . يُقَالُ : فَرَّ عَتْبَةُ يَوْمَ صِفِّينَ فقَالَ عبدُ الرَّحْمنِ ابنُ الحَكَم يُعَيِّره بِذلِكَ :
" أَأَنْ أُعْطِيتَ سَابِغَةً وطِرْفاً يُسَمَّى الفَيْضَ يَنْهَمِرُ انْهِمَارَا
تَرَكْتَ السادَةَ الأَخْيَارَ لَمَّا ... رَأَيْتَ الحَرْبَ قَدْ نُتِجَتْ حُوَارَا
لَعَمْرُ أَبِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... لَقَدْ أَبْعَدْت يا عُتْبَ الفِرَارَاقالَ أَبو زَيْدٍ : " أَمْرُهُمْ فَيْضِيضَى بَيْنَهُم وفَيْضُوضَى ويُمَدَّانِ وفَيُوضَى بالفَتْحِ أَيْ فَوْضَى " وذلِكَ إِذَا كَانُوا مُخْتَلِطِينَ يَلْبَسُ هذَا ثَوْبَ هذَا ويَأْكُلُ هذَا طَعَامَ هذَا لا يُؤَامِرُ أَحَدٌ مِنْهُمُ صاحِبَه فِيمَا يَفْعَلُ من أَمْرِه . وذَكَرَ اللِّحْيَانِيّ أَيْضاً مِثلَ قَوْلِ أَبِي زَيْدٍ . " وأَرْضٌ ذَاتُ فُيُوضٍ " أَيْ " فِيها مِيَاهٌ تَفِيضُ " أَي تَسِيلُ حَتَّى تَعْلُوَ . " وأَفَاضَ الماءَ على نَفْسِهِ : أَفْرَغَهُ " . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . أَفَاضَ " الناسُ مِنْ عَرَفَاتٍ " إِلَى مِنىً أَيْ " دفَعُوا " . كما في الصّحاح وقِيلَ : بكَثْرَةٍ " أَوْ رَجَعُوا وتَفَرَّقُوا أَو أَسْرَعُوا مِنْهَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ " . الأَخِيرُ مَأْخُوذٌ من قَوْلِ ابنِ عَرَفَةَ . وبكُلِّ ذلِكَ فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى : " فإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرفاتٍ " قال أَبُو إِسْحَاقَ : دَلَّ بهذَا اللَّفْظِ أَن الوُقُوفَ بِهَا وَاجِبٌ ؛ لأَنَّ الإِفَاضَةَ لا تَكُونُ إِلا بَعْدَ وُقُوفٍ . وَمَعْنَى أَفَضْتُمْ : دَفَعْتُمْ بكَثرَةٍ . وقال خالِدُ ابنُ جَنْبَةَ : " الإِفَاضَةُ : سُرْعَةُ الرَّكْضِ . وأَفَاضَ الرَّاكِبُ إِذا دَفَعَ بَعِيرَهُ سَيْراً بَيْنَ الجَهْدِ ودُونَ ذلِكَ قال : وذلِكَ نِصْفُ عَدْوِ الإِبِلِ عَلَيْهَا الرُّكْبَانُ ولا تَكُونُ الإِفَاضَةُ إِلاَّ وعَلَيْهَا الرُّكْبَانُ . وقال غَيْرُهُ : الإِفَاضَةُ : الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السَّيْر بكثرةٍ ولا يَكُونُ إِلاَّ عن تَفرُّقٍ وجَمْعٍ . وأَصْلُ الإِفَاضَةِ : الصَّبُّ فاسْتُعِيرَتْ للدَّفْعِ في السَّيْرِ وأَصْلُهُ أَفاضَ نَفْسَهُ أَو رَاحِلتَهُ ولذلِكَ فَسًّرُوا أَفَاضَ بَدَفَعَ إِلاَّ أَنَّهُمْ رَفَضُوا ذِكْر المَفْعُولِ ولرَفْضِهِم إِيّاه أَشْبَهَ غَيْرَ المُتَعَدِّي ومنه طَوَافُ الإِفَاضَةِ يَوْمَ النَّحْرِ يُفِيضُ مِنْ مِنىً إِلى مَكَّةَ فيَطُوفُ ثُمَّ يَرْجِعُ . قال الجَوْهَرِيُّ : وكُلُّ دَفْعَةٍ إِفَاضَةٌ " . أَفَاضُوا " في الحَدِيثِ " : انْتَشَرُوا . وقال اللِّحْيَانِيّ : هُوَ إِذا " انْدَفَعُوا " فِيهِ وخَاضُوا وأَكْثَرُوا . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ : " إِذْ تُفِيضُون فِيهِ " أَي تَنْدَفِعُونَ فِيهِ وتَنْبَسِطُونَ في ذِكْره . " وحَدِيثُ مُفَاضٌ فِيهِ " ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى أَيْضاً : " لمَسَّكُم فِيمَا أَفَضْتُمْ " أَفاضَ " الإِنَاءَ " : أَتْأَقَهُ . عن اللِّحْيَانيّ . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّهُ إِذا " مَلأَهُ حَتَّى فَاضَ " وكَذلِك في الصّحاح والعُبَابِ . من المَجَازِ : أَفاضَ " القِدَاحَ و " أَفاضَ " بِهَا " وعَلَيْهَا : " ضَرَبَ بِهَا " . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ :
فكأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ ... يَسَرٌ يَفِيضُ على القِدَاحِ ويَصْدَعُ قال : يَعْنِي : بالقِدَاحِ . وحُرُوفُ الجَرِّ يَنُوبُ بَعْضُها مَنَابَ بَعْضٍ . كَذَا في الصّحاح والعُبابِ . والَّذِي قَرَأْتُهُ في شَرْحِ الدِّيوَانِ : وكَأَنَّهُ يَسَرٌ : الَّذِي يَضْرِبُ بالقِدَاحِ وإِفَاضَته أَنْ يُرْسِلَهَا ويَدْفَعَها . ويَصْدَعُ : يُفَرِّقُ بالحُكْمِ أَيْ يُخِبِرُ بما يَجِيءُ به . ويُرْوَى : يَخُوضُ على القِدَاحِ . أَرادَ يَخُوضُ بالقِدَاحِ فلَمْ يَسْتَقِمْ فأَدْخَلَ " عَلَى " مَكَانَ البَاءِ . فتَأَمَّلْ . وقال الأَزْهَرِيُّ : كُلُّ ما كانَ في اللُّغَةِ من بابِ الإِفَاضَةِ فلَيْس يَكُونُ إِلاَّ عن تَفَرُّقٍ وكَثْرَةٍ . وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَخْرَجَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ فأَفَاضَهم إِفَاضَةَ القِدْحِ " هي الصَّرْبُ بِهِ وإِجالَتُه عِنْدَ القِمَارِ . والقِدْحُ : السَّهْمُ وَاحِدُ القِدَاحِ الَّتِي كَانُوا يُقَامِرُون بِهَا . ومنه حَدِيثُ اللَّقَطَةِ " ثُمَّ أَفِضْهَا في مَالِكَ أَيْ أَلْقِهَا فيه واخْلِطْهَا بِهِ . أَفَاضَ " البَعِيرُ : دَفَعَ جِرَّتَهُ مِنْ كِرْشِهِ " فأخْرجَهَا . نَقَلَه الجوْهَرِيُّ . قال : ومنه قَوْلُ الشَّاعِرِ قُلْتُ : وهو قَوْلُ الرَّاعِي :
وأَفَضْنَ بَعْدَ كُظُومِهِنَّ بجِرَّةٍ ... مِنْ ذِي الأَبارِقِ إِذْ رَعَيْن حَقِيلاَوقِيل : أَفَاضَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ : رَمَاها مُتَفَرِّقَةً كَثِيرَةً . وقِيلَ : هو صَوْتُ جِرَّتِه ومَضْغِهِ . وقال اللِّحْيَانيّ : هو إِذَا دَفَعَا من جَوْفِهِ وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاعِي . ويُرْوَى : مِنْ ذِي الأَبَاطِحِ . ويُقَالُ : كَظَمَ البَعِيرُ إِذا أَمْسَكَ عَنِ الجِرَّةِ . " والمُفَاضَةُ مِنَ الدُّرُوعِ : الوَاسِعَةُ " . نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وقد أُفِيضَتْ وأَفَاضَهَا عَلَيْه كما يُقَال صَلَّهَا عَلَيْه . وهو مَجاز . المُفَاضَةُ " مِنَ النِّسَاءِ : الضَّخْمَةُ البَطْنِ " . كما في الصّحاح وزَادَ في اللِّسَان : المُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ وقد أُفِيضَت وزَاد غَيْرُهُ : البَعِيدةُ الطُّولِ عن الاعْتِدَال . وفي الأَسَاسِ : هي خِلافُ المَجْدُولَةِ . وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ :
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ وهو مَجَاز . رجُلٌ مُفَاضٌ : وَاسِعُ البَطْنِ والأُنْثَى مُفَاضَةٌ . وفي صِفَةِ النَّبِيّ صلّى اللهُ عَليه وسلَّم " " كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مُفَاضَ البَطْنِ " أَي مُسْتَوِيَ البَطْنِ مَعَ الصَّدْرِ " . وقيل : المُفَاضُ : أَنْ يَكُونَ فيه امْتِلاءٌ مِنْ فَيْضِ الإِناءِ ويُرِيدُ أَسْفَلَ بَطْنِهِ . " واسْتَفَاضَ : سَأَلَ إِفَاضَةَ الماءِ " وغَيْرِه كما في الصّحاح . يُقَالُ : اسْتَفَاضَ " الوَادِي شَجَراً " أَي " اتَّسَعَ وكَثُرَ شَجَرُه " . نَقَلَه الجَوْهرِيُّ . وهو مَجَازٌ . وقال غَيْرُه : اسْتَفَاضَ بالمَكَانِ : اتَّسَعَ وأَنْشَدَ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ :
" بِحيْثُ اسْتَفَاضَ القِنْعُ غَرْبِيَّ وَاسِطٍ من المجَازِ : اسْتَفَاضَ " الخَبَرُ " والحَدِيثُ : ذَاعَ و " انْتَشَر " كفَاضَ " فهو مُسْتَفِيضٌ " ذَائعٌ في النَّاس مِثْل الماءِ المُسْتفِيضِ " ومُسْتفاضٌ فِيهِ ولا تَقُل " : حدِيثٌ " مُسْتَفاضٌ " فإِنَّهُ لَحْنٌ وهو قَوْلُ الفَرَّاءِ والأَصْمَعِيّ وابْنِ السَّكِّيت وعَامَّةِ أَهْلِ اللُّغَةِ . وكَلامُ الخاصِّ : حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ أَيْ مُنْتَشِرٌ شائِعٌ في النّاسِ هكَذا نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ مُطَوَّلاً والجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيّ " أَو لُغَيَّةٌ " مِن اسْتَفاضُوهُ فهُوَ مُسْتَفَاضٌ أَيْ مَأْخُوذٌ فِيهِ . قال شَيْخُنَا : والقِيَاسُ لا يُنَافِيهِ وقد استَعْمَلَهُ أَبُو تَمَّامٍ كما في مُوَازَنَةِ الآمِدِيّ ونَقَل ما يُؤَيِّدُهُ في المِصْباح . " ومُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر " هكَذَا في سَائِر النُّسخِ قالَ شَيْخُنَا : الصَّوابُ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ ابنِ الحَسَنِ " بن المُسْتَفَاضِ " القَاضِي الفِرْيابِيّ ويُقَال : الفَارِيَابِيّ : " مُحَدِّثٌ " مَشُهُورٌ . قال شَيْخُنا : كَما وُجِد بخَطّ الحافِظِ بنِ حَجَرٍ . قُلتُ : ومثلُه في العُبَاب إِلاّ أن كَلامَ المُصَنِّفِ فِيمَا أَوْرَدَهُ صَحِيحٌ لا خَطَأَ فيه ؛ فإِنَّ مُحَمَّدَ بنَ جعْفَرٍ هذا هو القاضِي أَبُو الحَسَنِ المُحَدِّث الّذِي سَمِعَ مِن عَبَّاسٍ الدُّورِيّ وطَبَقَتِه . وأَما أَبُوهُ جعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَهُو المَوْصُوفُ بالحافِظِ صَاحِب التَّصانِيفِ الكَثِيرَةِ وقد حَدَّث عَن بَلَدِيِّةِ أَبِي عَمْرٍو عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ وَاقِدٍ الفِرْيَابِيّ وغَيْرِه فتَأَمَّلْ . وممّا يُسْتَدْركَ عَلَيْه : فَاضَتْ عينُه تَفِيض فَيْضاً إِذا سَالَتْ . ويُقَالُ أَفَاضَتِ العَيْنُ الدَّمْعَ تُفِيضُه إِفَاضَةً وأَفَاضَ فُلانٌ دَمْعَهُ . وحَوْضٌ فَائِضٌ أَي مُمْتَلِئٌّ . وماءٌ فَيْضٌ : كَثِيرٌ . وبَحْرٌ فائِضٌ : مُتَدَفِّقٌ . والفَيْضُ : النَّهْرُ عَامَّةً والجَمْعُ أَفْيَاضٌ وفُيُوضٌ وجَمْعُهُمْ له يَدُلُّ على أَنَّهُ لَمْ يُسَمَّ بالمَصْدَرِ . ونَهْرٌ فَيَّاضٌ : كَثِيرُ المَاءِ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ورَجُلٌ فَيْضٌ : كَثِيرُ المَعْرُوفِ . وفَيَّاضُ : وَهَّابٌ جَوَادٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقِيلَ : كَثِيرُ المَعْرُوفِ . وفي العُبَابِ : كَثِيرُ العَطاءِ وأَنشَد لرُؤْبَةَ :
" أَنْتَ ابنُ كُلِّ سيِّدٍ فَيَّاضِ
" جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَعِ الحِيَاضِوأَعْطَاهُ غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قَلِيلاً مِن كَثِيرٍ نقَلَه الجَوْهَرِيّ . وقد سَبَقَ للمُصَنّف في غ ي ض . وأَفَاضَ بالشَّيْء : رَمَى به . قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ كَتيبَةً :
تَلَقَّوْهَا بطَائِحَةٍ زَحُوفٍ ... تُفِيضُ الحِصْنَ منها بالسِّخَالِ ودِرْعٌ فَيُوضٌ " ومُفَاضة " وفَاضَةٌ : وَاسِعَةٌ . الأَخِيرَةُ عن ابنِ جِنّي . والمُفَاضَةُ من النِّسَاءِ : المَجْمُوعَةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنَّهُ مَقْلُوبُ المُفْضَاةِ . وأَفَاضَ المَرْأَةَ وأَفْضَاهَا عِنْدَ الافْتِضَاضِ بمَعْنىً وَاحِدٍ . نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان وابنُ القَطَّاع ونَقَلَه الصَّاغَانِيّ عن يُونُسَ قال ذَكَرَها في كِتَابِ " اللُّغَاتِ " له . وأَفَاضَ الماءُ أَيْ سَالَ كفَاضَ . وفَاضَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ : لُغَة في أَفَاضَ . وفَاضَ الرَّجُلُ عَرَقاً : ظَهَرَ على جِسْمِهِ عِنْد الغَمِّ نَقَلَه ابنُ القَطَّاع . وقد سَمَّوْا فَيَّاضاً وفَيْضاً ومُسْتَفَاضاً . وفَيْضُ اللِّوَى : مَوْضِعٌ . قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيّ :
" فَلَوْلاَ الَّذِي حُمِّلْتُ مِن لاَعِجِ الهَوَىبفَيْضِ اللِّوَى غِرّاً وأَسْمَاءُ كَاعِبُ وفَيْضُ أَرَاكَةَ : مَوْضِعٌ آخر . قال مُلَيْحُ بنُ الحَكَمِ الهُذَلِيّ :
" فَمِنْ حُبِّ لَيْلَى يَوْمَ فَيْضِ أَرَاكَةٍويَوْماً بِقرْنٍ كِدْتَ لِلْمَوْتِ تُشْرِفُ كما في العُبَابِ . ويُقَال : كَلَّمَهُ فما أَفَاضَ بكَلِمَةٍ أَي ما أَفْصَحَ . وفَاضَ صَدرُه من الغَيْظ وهو مَجاز وفَيّاضٌ كشَدَّادٍ : مَوْضِعٌ . وقد كُنِّيَ أَبا الفَيْضِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ : أَبُو الفَيْضِ مُوسَى بنُ أَيّوبَ الشّامِيُّ ويُقَالُ ابنُ أَبِي أَيُّوبَ رَوَى عن سُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ وعَنْهُ شُعْبَةُ . وأَبُو الفَيْضِ : تَبِعِيٌّ عن أَبِي ذَرٍّ وعَنْهُ مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ . كَذَا في " الكُنَى " لابْنِ المُهَنْدِس . والفَيَّاضُ أَيْضاً : لَقَلُ عِكْرِمَةَ ابنِ رِبْعِيّ من وَلَدِ مَالِك بْنِ تَيْمِ الله
فصل القاف مع الضاد ق ب ض