المَيْح : ضَرْبٌ حَسَنٌ من المَشْيِ في رَهْوَجَةٍ حَسَنَةٍ . وقد مَاحَ يَمِيحُ مَيْحاً إِذا تبَختَر وهو مَجاز كالمَيْحُوحَة . وهو مَشْيٌ كمَشْيِ البَطَّة . كذا في التهذيب . قال رُؤبَة :
" مِنْ كلِّ ميّاحٍ تَراه هَيكلاَ والمَيْح : أَنْ تَدخُلَ البِئرَ فتَملأَ الدّلْوَ لِقلَّة مائِها . ورجلٌ مائحٌ من قَومٍ ماحَةٍ . وفي حديث جابرٍ : أَنهم وَرَدُوا بِئراً ذَمَّة - أَي قليلاً ماؤُها - قال : فنَزلْنا فيها سِتَّةً ماحَةً . وأَنشد أَبو عُبيدة :
يا أَيُّها المائح دَلْوِي دُونَكَا ... إِنّي رأَيتُ الناسَ يَحْمَدُونكَما والعرب تقول : هو أَبصَرُ من المائح باستِ الماتح تَعْنِي أَن الماتحَ فوق المائح والمائحُ يرَى الماتحَ ويَرَى اسْتَه . والمَيْح يَجْري مَجْرَى المَنْفَعَة وكلّ من أَعطَى مَعروفاً فقد مَاحَ وهو مجاز . وعن ابن الأَعرابيّ : المَيْح : الاسْتِيَكُ وقد ماحَ فاه بالسِّواكِ يَمِيح مَيْحاً إِذا شاصَه وسَوَّكَه . وهو مَجاز . قال :
يَمِيح بعُودِ الضَّرْوِ إِغْريضَ بَغْشَةٍ ... جَلاَ ظَلْمَهُ من دُونِ أَن يُتَهَمَّمَا وقيل المَيْح المِسْوَاكُ بنفْسِه وقيل هو اسْتِخْرَاجُ الرِّيقِ بِه أَي بالمِسْوَاك وقال الرّاعي :
وعَذْب الكَرَى يَشفِي الصَّدَى بَعدَ هَجْعَة ... له من عُرُوقِ المُستظَلَّةِ مائحُ
عني بالمائح السِّوَاكَ لأَنّه يَمِيح الرِّيقَ كما يَمِيح الّذِي يَنزِل في القَلِيب فيغْرِف الماءَ في الدَّلو . وعَنَى بالمستظَلَّة الأَراكَةَ فهو مَجاز . ومن المجاز أَيضاً المَيْحُ : الشَّفَاعة . يقال مِحْتُه عند السُّلْطَان : شَفَعْتُ له . ومن المجاز أَيضاً المَيْح : الإِعْطاءُ وقد ماحَه مَيْحاً أَعطَاه كالامْتِيَاحِ والمِيَاحة بالكسرِ وقد ماحَ يَمِيحُ في الكُلّ فالامتياحُ افتِعالُ من المَيْح والسائلُ مُمتَاحٌ ومُستمِيحٌ والمسئُول مُستَمَاحٌ . وقيل : امْتاحَ الماءَ من البِئر حقيقَةٌ وامتاحَه : استعطاه مَجَازٌ . ومن المجاز : مايَلَ السُّلطانَ ومَايَحَه : خَالطَه وكذلك النِّساءَ . والمَاحَة : السَّاحَة لُغةٌ في البَاحة . والمَاحُ : صُفْرةُ البَيْض أَو بياضُه عن أَبي عمرٍو وقد تقدّم في محح والمِيحُ بالكسر : الشِّيصُ من النَّخْل وهو الرَّدِيءُ منه . ومن المجاز : التَّميُّح : التَّكَفُّؤ . وقد مَرَّ فُلانٌ يَتَميَّح أَي يَتَبَختَر ويَتميَّل ويَنظر في ظِلِّه كما في الأَساس . ومَيّاحٌ ككتّان : اسمُ واسمُ فَرِس عُقْبَةَ بنِ سَالمٍ . ومن المجاز : تَمَايَحَ الغُصْنُ والسَّكرانُ : تَمَايَلَ كمَيَّحَ وتَميَّحَ . ومن المجاز اسْتمَحْتُه : استَعطَيْته أَي سَأَلتُهُ العَطَاءَ أَو استَمَحْته : سأَلتُه أَنْ يَشْفَعَ لي عند السُّلْطَان . والمائح : فَرس مِردَاسِ بِن حُوَىٍّ . وامتاحَتِ الشّمسُ ذِفْرَي البَعِيرِ : استَدَرَّت عَرَقَه . قال ابنُ فَسْوَة يَذكر ناقتَه ومُعَذَّرَها :
إِذا امتْاحَ حَرُّ الشَّمس ذِفءرَاهُ أَسْهَلَتْ ... بأَصْفَرَ منها قاطِراً كُلَّ مَقْطَرِ ومما يستدرك عليه : مَاحَت الرِّيحُ الشَّجرَةَ : أَمالَتْها . قال المَرّارُ الأَسَديّ :
كما ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بغَيْلٍ ... يَكَادُ ببَعْضِه بَعْضٌ يَمِيلُ وماحَ إِذا أَفضَلَ وامتاحَ فُلانٌ فُلاناً إِذا أَتَاه يَطلُب فَضْلَه . وما يَحْنَ في قَولِ صَخْرِ الغَيِّ :
كأَنّ بَوَانِيَهُ بالمَلاَ ... سَفَائِنُ أَعْجَمَ ما يَحْنَ رِيفَا قال السُّكذرِيّ : أَي امتَحْنَ أَي حَمَلْنَ من الرِّيف . هذا تَفسيره . وامْتَاحَه الحرُّ والعَمَلُ : عَرَّقَه وهو مَجاز . والمائح في قَول العُجَيْرِ السَّلوليّ :
ولِي مائحٌ لم يُورَدِ الماءُ قَبْلَه ... يُعلَّى وأَشْطَانُ الدِّلاَءِ كَثيرُ عَنَى به اللِّسَانَ لأَنّه يَميح من قَلْبِه . وعَنَى بالماءِ الكَلاَم . وأَشطانُ الدِّلاءِ أَي أَسبابُ الكلامِ كثيرٌ لدَيه غير مُتعذِّر عليه . وإِنّما يَصِف خُصوماً خاصَمَهم فغَلَبَهم أَو قَاوَمَهم فهو مَجَاز . وبيني وبَينَه مُمايَحَةٌ ومُمالحةٌ وهو مَجازٌ كما في الأَساس . ومَيّاحُ بنُ سَرِيعٍ ككَتّانٍ عن مُجاهد . وأَبو حَامدٍ محمّدُ بن هارُونَ ابنِ عبد اللّه بن مَيّاحٍ البَعْرَانيّ المَيَّاحيّ روَى عنه الدارَقُطنيُّ وغيره
فصل النون مع الحاءِ المهملة