سَجْسْتَانُ بكسر أَوّله وثانيه وَقَدْ يُفْتَحُ أَوَّلَهُ وهو المعروفُ على أَلْسِنَة العَجَم : كَورَةٌ معروفَة بالمَشْرِق وهي فارِسِيَّة ذكرها ابنُ سِيدَهْ في الرُّباعيّ . وقال الجَوَالِيقِيّ في المُعَرَّب : اسم مدينة من مُدُن خُراسانَ وقد تكلَّمتْ بها العرب :
رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوهَا ... بسِجِسْتانَ طَلحَةَ الطَّلَحاتِ والنِّسبة إِليه سِجِسْتَانِيُّ وسِجْزِئٌّ على اختلافٍ فيه . منها أُبو داوُودَ سُليمانُ بن الأَشَعث بن إِسماعِيلَ بن بشِيرِ بنِ شَدّادِ بنِ عامرٍ الأَنصارِيّ صاحب السَّنَنِ توُفيّ بالبصرة سنة 275 . وسيأْتي في س ج ن . وأَحمدُ بنُ عبد اللهِ بن سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيّ من جِلّةِ أَصحابِ المُزَنِيِّ ببَغْدَادَ ذكرَه الخليل
سَجِسَ الماءُ كفَرِحَ : فهو سَجِسٌ ككَتِفٍ وسَجْسٌ بفَتحٍ فسُكُونٍ وسجِيسٌ كأَمِيرٍ : تَغَيَّرَ عن ابن الأَعْرَابِيِّ وكَدِرَ عن ابنِ السِّكِّيتِ . وقِيلَ : سُجِّسَ الماءُ فهو مُسَجَّسٌ كمُعَظَّمٍ وسَجِيسٌ : أُفْسِد وثُوِّرَ وفي الصّحاح : السَّجَسُ بالتَّحْرِيكِ : الماءُ المُتَغَيِّر وقد سَجِسَ بالكَسْر حكاه أَبو عبيد . قلت : ووَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي زَكَرِيّا : قَالَ أَبُو سَهْلٍ : الَّذِي قَرَأْتُه على أَبِي أُسَامَةَ في المُصَنَّف : السَّجِسُ بكسرِ الجِيمِ : الماءُ المُتَغَيِّر وأَمّا مُحَرَّكة فهي مَصْدَرُ سَجِسَ الماءُ لا غَيْرُ . ويُقَال : لا آَتِيكَ سَجِيسَ اللَّيَالِي أَي آخِرَهَا وهو كذلِكَ سَجِيسَ الأَوْجَسِ كأَحْمَدَ والآجُسِ كآنُكٍ وكذلِك سَجِيسَ عُجَيْسٍ كزُبَيْرٍ أَي أبَداً وقِيلَ : الدَّهْرَ كُلَّه . قال الشاعر :
فأَقْسَمْتُ لا آتِي ابنَ ضَمْرَةَ طائِعاً ... سَجِيسَ عُجَيْسٍ ما أَبانَ لِسَانِي وفي حديث المَوْلِد : ولا تَضُرُّوه في يَقْظَةٍ ولا مَنَامٍ سَجِيسَ اللَّيَالِي والأَيّام أَي أَبَداً . وقال الشَّنْفَرَى :
هُنَالِكَ لا أَرْجُو حَيَاةً تَسُرُّنِي ... سَجِيسَ اللَّيَالِي مُبْسلاً بالجَرَائِرِ
وهو من السَّجِيسِ : للماءِ الكَدِر لأَنَّه آخِرُ مَا يَبْقَى وعُجَيْسٌ تَأْكيدٌ له وهو في مَعْنَى الآخِر أَيضاً في عَجْسِ اللَّيْلِ وهو آخِرُه . والسَّاجِسِيُّ : غَنَمٌ لِبَنِي تَغْلِبَ بالجزَيرَة قال رُؤْبَةُ :
" كأَنَّ مَا لَمْ يَلْقِهِ في المَحْدَرِ
" أَحْزَامُ صُوفِ السَّاجِسِيِّ الأَصْفَرِ والسَّاجِسِيُّ من الكِبَاشِ : الأَبْيَضُ الصُّوفِ الفَحِيلُ الكَرِيمُ قال :
" كأَنَّ كَبْشاً سَاجِسِيًّا أَرْبَسَا
" بَيْيَ صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسَا والتَّسْجِيسُ : التَّكْدِيرُ ومنه ماءٌ مُسَجَّسٌ أَي مُكَدَّرٌ قد ثُوِّرَ . وسِجِسْتَانُ بالكَسْرِ : د مَعْرُوفٌ مُعَرَّب سِيسْتانَ و يقال في النَّسَبِ : هو سِجْزِيٌّ بالكَسْرِ ويُفْتَح وسِجِسْتَانِيٌّ بالكَسْر وعِنْدِي أَنَّ الصّوابَ فيه الفَتحُ ؛ لأَنَّهُ مُعَرَّب سَكِسْتَانَ وسَكْ بالفَتْح يُطْلِقُونه على الجُنْدِيِّ والحَرَسِيِّ ونَحْوِهَم تَجَوُّزًا لا حقيقةً فإِنَّ أَصْلَ مَعْناهُ عِنْدَهُم الكَلْبُ . وسَأَلْتُ بعضَهُم عن جَماعَةٍ من أَعوان السَّلْطَنَةِ فَقَالَ بالفَارِسيّة : سَكَانِ أَمِيرِ بالإِضَافَةِ أَي هُم كِلابُ الأَمِيرِ ولم يُرِدِ الكِلابَ حقيقةً وإِنَّمَا أَرادَ أَجْنَادَ الأَمِيرِ شَبَّهَهُم بالكلابِ لإِرْسالِه إِيَّاهُم في حَوَائجِهِ الشَّديدَةِ كإِرْسَالِ الصائِدِ كلاَبَه على الصَّيْدِ وهو مَشْهُورٌ عِنْدَهُمْ فالصّوابُ أَنَّ سِجِسْتَانَ معرَّبٌ عن سَكِسْتَانَ وهذا كأَنَّه رَدَّ به عَلَى الصّاغَانِيِّ حيث قال : إِنَّهُ مُعَرَّبُ سِيسْتَانَ وإِنَّه بالفَتْحِ وهذا الَّذِي نَقَلَه الصّاغَانِيُّ هو المَشْهُورُ الجارِي على أَلْسِنَتِهم ومِنْهُمْ من يَقُولُ : سُوَيْسِتَانُ . وسِجَاسُ ككِتَاب : ج بَيْنَ هَمَذَانَ وأَبْهَرَ