الشَّأْفَةُ : قَرْحَةٌٌ تَخْرُجُ في أَسْفَلَ الْقَدَمِ فَتُكْوَى فَتَذْهَبُ كما في الصِّحاحِ وقال يعقوبُ : الشَّأْفَةُ تُقْطَعُ فَتَذْهَبُ وفي الحديثِ : ( خَرَجَتْ بِآدَمَ عليْه السَّلاَمُ في رِجْلِهِ شَأْفَةٌ " أو الشَّأْفَةُ : قَرْحَةٌ في القَدَمِ إذا قُطِعَتْ مَاتَ صَاحِبُهَا . هكذا قِيلَ في شَرْحِ قَوْلِ الكُمَيْتِ
ولَمْ نَفْتَأْ كَذلِكَ كُلَّ يَوْمٍ ... لِشَأْفَةِ وَاغِرٍ مُسْتَأْصِلينَا وقال ابنُ الأَثِيرِ : الشَأْفَةُ تُهْمَزُ ولا تُهْمَزُ وهي قَرْحَةٌ تَخْرُج بباطِنِ القَدَمِ فتُقْطَعُ أَو تُكْوَى فتَذْهَبُ وقال غيرُه : الشَّأْفَةُ : وَرَمٌ يخرجُ في اليَدِ والقَدَمِ من عُودٍ يَدْخُلُ في البَخَصَةِ أَو باطِنِ الكَفِّ فيَبْقَى في جَوْفِها فَيَرِمُ المَوْضِعُ ويَعْظُمُ
قال شَمِرٌ : الشَّأْفَةُ : الأَصْلُ وهكذا قَالَهُ الهُجَيْمِيُّ أَيضاً منه قَولُهم : اسْتَأْصَلَ اللهُ شَأْفَتَهُ وهو مَجَازٌ قيل : أَذْهَبَهُ كَمَا تَذْهَبُ تلك الْقَرْحَةُ بالكَيِّ أَو بالقَطْعِ أو مَعْنَاهُ : أَزَالهُ مِنْ أَصْلِهِ الأَخِيرُ عن الهُجَيْمِيِّ وشَمِرٍ ومنه حديثُ علىٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه قال له أَصْحَابُهُ : ( لقَدْ اسْتَأْصَلْنَا شَأْفَتَهم ) يَعْنِي الخَوَارِجَ
وشَئِفَتْ رِجْلُهُ كَفَرِحَ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ زاد الصَّاغَانِيُّ : كذلك شُئِفَتْ رِجْلُه مِثْل عُنِىَ : أي خَرَجَتْ بِهَا الشَّأْفَةُ فهي مَشْؤُوفَةٌ وهذه علَى اللُّغَةِ الأَخِيرَةِ
وشَئِفْتُهُ عن ابنِ القَطَّاعِ كذلك شَئِفْتُ له وهذه عن أَبي زَيْدٍ كَسَمَعِ فيهما شَأْفاً بالفَتْحِ كما هو في سائِرِ الأُصُولِ ووَقَعَ في الْبَارِعِ لأَبي عليٍّ الْقَالِي بفَتْحِ الهَمْزَةِ وشَآفَةً بالمَدِّ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لِرَجُلٍ من بني نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ :
ومَا لِشَآفَةٍ في غَيْرِ شَيْءٍ ... إذَا وَلَّي صَدِيقُكَ مِنْ طَبِيبِ أَي : أَبْغَضْتُهُ والذي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ : وشَئِفْتُ مِن فُلانٍ شَأْفاً بالتَّسْكِين : أي أَبْغَضْتُه وقد أَهْمَلَهُ المُصَنِّفُ وهو صحيحٌ كما أَشارَ إليه الصَّاغَانِيُّ في التكملةِ أو شَئِفْتُهُ : خِفْتُ أَنْ يُصِيبَنِي بِعَيْنٍ أَو دَلَلْتُ عَلَيْهِ مَنْ يَكْرَهُ قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ
قال الأًزْهَرِيُّ قالوا : شَئِفَتْ أَصَابِعُهُ وفي المُحْكَمِ : يَدُهُ وسَئِفَتْ بالشِّينِ والسِّينِ : إذا تَشَعَّتَ مَا حَوْلَ أَظْفَارِهَا وتَشَقَّقَ قلتُ : وكذلك سَعِفَتْ وهو قَوْلُ ابنِ الأعْرَابِيِّ وأَبي زَيْدٍ وقال ثَعْلَبٌ : هو تَشَقُّقٌ في الأَظْفَارِ
قال أَبو عُبَيْدٍ : شُئِفَ كَعُنِيَ فهو مَشْئُوفٌ مِثَالُ زُئِدَ وجُئِثَ : إِذا فَزِعَ وذُعِرَ
قال بَعْضُهم : شَأْفُ الْجُرْحِ : فَسَادُهُ حتى لاَ يَكَادُ يَبْرَأُ كما في العُبَابِ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : شَئِفَ صَدْرُهُ علىَّ شَأَفاً - من حَدِّ عَلِم - أَي غَمِرَ
وقيل : شَأْفَةُ الرَّجُلِ : أَهلُهُ وعِيَالُهُ ومنه الدُّعاءُ : اسْتَأْصَلَ اللهُ شأْفَتَهم في رِوَايَةٍ
والشَّأْفَةُ : العَدَاوةٌّ وهو مَجازٌ ومنه قَوْلُ الكُمَيْتِ :
ولم نَفْتَأْ كذلك كُلَّ يَوْمٍ ... لِشَأْفَةِ وَاغِرٍ مُسْتَأْصِلِينَا واسَشْأَفَتِ القَرْحَةُ : صَارَ لها أَصْلٌ ورَجُلٌ شَأَفَةٌ مُحَرَّكةً : عَزيزٌ مَنِيعٌ وقَلْبٌ شَئِفٌ كَكَتِفٍ وأَنْشَدَ ابنُ القَطّاعِ :
" يَا أَيُّهَا الْجَاهِلُ أَلاَّ تَنْصَرِفْ