يعاطِ مُثَلَّثَةَ الأَوّلِ مَبْنِيَّةً بالكَسْرِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ الفَتْحُ كقِطَامِ وهي الفُصْحَى والضَّمُّ والكَسْرُ لُغَتَان ضَعِيفَتَان نَقَلَهُمَا الصّاغَانِيّ . قال : والكَسْرُ أَضْعَفُهُمَا . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : الكَسْر قَبِيحٌ لأَنّهُ زادَ الياءَ قُبْحاً لأَنَّ الياءَ خُلِقَتْ من الكَسْرَةِ ولَيْسَ في كَلامِ العَرَبِ كَلِمَةٌ على فِعَالِ في صَْرِها ياءٌ مَكْسُورَةٌ . وقالَ غَيْرُه : يَسَارٌ : لُغَةٌ في اليَسَارِ وبَعْضٌ يَقُول : إِسَارٌ تُقْلَبُ هَمْزَةً إِذا كُسِرَتْ . قُلْتُ : وحَكَى ابْنُ سِيدَه : اليِوَام بالكسْرِ مَصْدَرُ يَاوَمَهُ . وزادَ غَيْرُهُ : اليِعَارُ في جَمْعِ يَعْرٍ لِلْجَفْرِ الَّذِي يَصْطَادُ به الصَّائِدُ الأَسَدَ كما مَرَّن فَصَارَتْ أَرْبَعَةً كما أَشارَ إِلَيْه شَيْخُنَا
قُلْتُ : وزَادَ الصّاغَانِيُّ هِلاَلُ بنُ يِسَافٍ بالكَسْرِ فَصَارَتْ خَمْسَةً
ويَاعَاطِ بأَلِفٍ عن الفَرّاءِ قالَ وهو أَكْثَرُ : زَجْرٌ للذِّئبِ إِذا رَأَيْتَهُ قُلْتَ : يَعَاطِ يَعَاطِ وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجِزِ :
" صُبَّ عَلَى شاءِ أَبِي رِياطِ
" ذُؤَالَةٌ كالأَقْدُحِ المِرَاطِ
" يَهْفُو إِذا قِيلَ لَهُ : يَعَاطِ ورَواهُ الفَرّاءِ : تَنْجُو إِذا قِيلَ لَهُ يَا : عَاطِ وهُوَ أَيْضاً زَجْرٌ لِلْخَيْلِ ولِلإِبِلِ وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ في صِفَة إِبِلٍ :
" وقُلُص مُقروَرَّةِ الأَلْيَاطِ
" بَاتَتْ عَلَى مُلَحَّبٍ أَطّاطِ
" تَنْجُو إِذا قِيلَ لَهَا : يَعَاطِ ويُرْوَى بكَسْرِ الياءِ وقد تَقَدَّكَ أَنَّهَا قَبِيحَةٌ . وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عن مُحَمَّدِ بنِ حَبِيب : عَاطِ عاطِ, . قالَ : فهذا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الأَصْلَ عَاطِ مِثْل غَاقٍ ثُمَّ أُدْخِلَ عَلَيْه يا فقِيل : يا عاطِ ثُمّ حُذِفَ مِنْهُ الأَلِفَ تَخْفِيفاً فقِيلَ : يَعَاطِ
قُلْتُ : وهذا مَعْنَى قَوْلِ الفَرّاءِ : تَقُولُ العَرَبُ : ياعاطِ ويَعَاطِ وبالأَلفِ أكْثَرُ . وأَمّا أَهْلُ الصَّعِيدِ قاطِبَةً فإِنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَه في زَجْرِ الخَيْلِ والإِبلِ والنَّاسِ كَذلِك يقُولُون : عَاطِ ويَعاطِ كما سَمِعْتُه مِنْهُمْ مِراراً وهي عَرَبِيَّة فَصِيحَةٌ . وقِيلَ : يَعاطر وياعاطِ يُنْذِرُ بِهِمَا الرَّقِيبُ أَهْلَهُ إِذا رَأَى جَيْشاً قال المُتَنَخِّل الهُذَلَيّ :
وهذا ثُمَّ قَدْ عَلِمُوا مَكَانِي ... إِذا قال الرَّقِيبُ : ألا يَعاطِ قال السُّكَّرَيّ في شَرْحِه : عَاطِ : كَلِمَةٌ يَصِيحُ بها الصائِحُ وهو قَوْله : عَاطِ عاطِ . يَقُول : إِذا جاءَ وَقْتُ الحَمْلَةِ في الحَرْبِ وقالُوا : عاطِ عاطِ كُنْتُ فِيمَنْ يَحْمِلُ
وقال الأَزْهَرِيُّ : ويُقَالُ : يَعَاطِ زَجْرٌ في الحَرْبِ قال الأَعْشَى :
لَقَْ مُنُوا بتَيِّحانٍ سَاطِ ... ثَبْتٍ إِذا قِيلَ له يَعاطِ وقال الجُمَحِيّ : يَعَاطِ : اسْتِغَاثَةٌ وزَجٌْ . وقال غَيْرُه : يَعاطِ أَي احْمِلُوا وقِيلَ : يَعَاطِ : إِغْرَاءٌ . وقال ابنُ عَبَّادٍ : يُقَالُ في زَجرِ الإِبِلِ : يَا عاطِ وفي زَجْرِ الخَيْل إِذا أُرْسِلَتْ عِنْدَ السِّبَاقِ : يَعَاطِ
وأَيْعَطَ بِهِ ويَعَطَ بِهِ تَيْعِيطاً وياعَطَ بِهِ مُيَاعَطَةً وعلى الأُلَى اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ إِذا قَالَ لَهُ ذلِكَ أَي يَعَاطِ ويَاعَاطِ وكَذلِكَ يَاعَطَهُ مُياعَطَةً . وبه تَمَّ حَرْفُ الطّاءِ المُهمَلَة من شَرْح القامُوس والحمدُ لله حَقَّ حَمْدِهِ وصَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنَا ومَوْلانَا مُحَمَّد النَّبِيّ الأُمِّيّ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِه وذَوِيهِ وعِتْرَتِهِ وسَلّم تَسْلِيماً كَثِيراً كَثِيراً