أَشِرَ كفَرِحَ يَأْشَرُ أَشَراً فهو أَشِرٌ ككَتِفٍ أَشُرٌ كنَدُسٍ وهذه عن الصّغانِيّ وأشَرٌ بالفَتْح فالسكُون ويُحَرَّكُ وأشْرَانُ . كسَكْرَانَ : مَرِحَ وبَطِرَ وفي حديث الزَّكاةِ وذِكْرِ الخَيْل : ورَجُلٌ اتَّخَذَها أشَراً وَمَرَحاً . قالوا : الأشَرُ : البَطَرُ وقيل : أشَدُّ البَطَرِ وقيل : الأشَرُ : الفَرَحُ بَطَراً وكُفْراً بالنِّعمة وهو المَذْمُومُ المَنْهِىُّ عنه لا مُطْلَقُ الفَرَحِ . وقيل : الأشَرُ : الفَرَحُ والغُرُور . وقيل : الأشَرُ والبَطَرُ : النَّشاطُ للِّنعمة والفَرَحُ بها ومقابلةُ النِّعْمَة بالتَّكَبُّرِ والخُيَلاءِ والفَخْرُ بها وكُفْرَانُها بعَدَمِ شُكْرِها وفي حديث الشَّعْبِيِّ : اجتمعَ جَوارٍ فأَرِنَّ وأشرْنَ . " ج أشِرُونَ وأشُرُون " ولا يُكَسَّرانِ لأن التكسيرَ في هذين البناءَين قليلٌ وأُشُرٌ بضَمَّتَيْن . جَمْعُ أَشْرَانَ أَشْرَى وأشارَى وأُشارَى كسَكْرَانَ وسَكْرَى وسُكَارَى أنشد ابنُ الأعرابيّ لمَيَّةَ بنتِ ضِرار الضَّبَّيِّ تَرثِي أخاها :
وخَلَّتْ وُعُولاً أُشارَى بها ... وقد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أبْطالَهَا . ونَاقَةٌ مِئْشِيرٌ وجَوادٌ مِئْشِيرٌ يَستَوِي فيه المذكَّرُ والمؤنَّثُ وكذلك رجلٌ مِئْشِيرٌ وامرأَةٌ مِئْشِيرٌ أي نَشِيطٌ . وأُشُرُ الأَسنانِ بضَمَّتَين وأُشَرُهَا بضمّ ففتحٍ : التَّحْزِيزُ الَّذي فيها وهو تَحْدِيدُ أطرافِها يكونُ ذلك خِلْقَةً ومُسْتَعْمَلاً . " ج أشور " بالضّمِّ قال :
لها بَشَرٌ صافٍ ووَجْهٌ مُقَسَّمٌ ... وغُرُّ ثَنَايَا لم تُفَلَّلْ أُشُورُهَا . ويقال : بأسنانِه أُشُرٌ وأُشَرٌ مثالُ شُطُبِ السَّيْلِ وشُطَبِه وقال جَميل :
" سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُورُه . وأُشَرُ المِنْجَلِ كزُفَر : أسنانُه واستعمله ثعلبٌ في وصفِ المِعْضادِ فقال : المِعْضَادُ مثلُ المِنْجَلِ ليست له أُشَرٌ وهما على التَّشْبِيه . قد أَشَرَتْ المرأَةُ أسنانَها تَأُشِرُهَا أَشْراً وأَشَّرَتْها تَأْشِيراً : حَزَّزَتْهَا وحَرَّفَتْ أطرافَ أسنانِها . والمُؤْتَشِرَةُ والمُسْتَأْشِرَةُ كلتاهما : التي تَدْعُو إلى ذلك أي أُشْرِ أسنانِهَا وفي الحديث : " لُعِنَتِ المَأْشُورَةُ والمُسْتَأْشِرَةُ
قال أبو عُبَيْد : الواشِرةُ : المرأةُ التي تَشِرُ أسنانَهَا وذلك أنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حتى يكونَ لها أُشُرٌ والأُشُرُ : حِدَّةٌ ورِقَّةٌ في أطرافِ الأسنانِ ومنه قيل : ثَغْرٌ مُؤَشَّرٌ وإنما يكون ذلك في أسنانِ الأحداثِ تفعله المرأةُ الكَبِيرَةُ تَتشَبَّه بأولئك ومنه المَثَلُ السّائرُ : أَعْيَيْتِنِي بأُشُرٍ فكيف أرجْوكِ بدُرْدُرٍ وذلك أنّ رجلاً كان له ابنٌ مِن امرأةٍ كَبِرَتْ فأخذَ ابنَه يُرْقِصُه ويقول : يَا حَبَّذَا دَرادِرُكْ . فعَمدت المرأةُ إلى حَجَرٍ فهَتمتْ أسنانَها ثم تَعرَّضَتْ لزوجِهَا فقال لها : أَعْيَيْتِنِي بأُشُرٍ فكيفَ بدُرْدُر
والمُؤَشَّرُ كمُعَظَّمٍ : المُرَفَّقُ وكلُّ مُرَفَّقٍ مُؤَشَّرُ . والجُعَلُ مُؤَشَّرُ العَضُدَيْنِ قال عَنْترةُ يصفُ جُعَلاً :
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً ... هَدُوجاً بينَ أقْلِبَةٍ مِلاحِ
وأَشَرَ الخَشَبَ بالمِشْارِ أَشْراً مهموزٌ : شَقَّه ونَشَره . والمِئْشارُ : ما أُشِرَ به . قال ابنُ السِّكِّيت : يقال : للمِئْشارِ الذي يُقْطَع به الخَشَبُ : ميشارٌ وجمعُه مَواشِيرُ مِن وَشَرتُ أَشِرُ ومِئْشارٌ جمعُه مآشيرُ مِن أَشَرتُ آشِرُ . وفي حديثِ صاحِبِ الأُخْدُودِ : فوَضَعَ المِئْشارَ على مَفْرِقِ رَأْسِه
المِئْشارُ بالهمز هو المِنْشَارُ بالنُّون وقد يُتْرَكُ الهَمْزُ يقال : أَشَرْتُ الخَشَبَةَ أشْراً ووَشَرتُها وَشْراً إذا شَقَقْتَها مثل نَشَرتُها نَشْراً ويُجمع على مآشِيرَ ومَوَاشِيرَ ومنه الحديث : " فقَطعوهم بالمآشِير أي بالمَناشِير . والآشِرَةُ بالمَدَّ : المَأْشُورَةُ . والتَّأْشِيرُ هكذا في النّسُخَ وهو الصَّوابُ وفي بعض الأُصول : والتأشيرة : ما تَعضُّ به الجَرادةُ " ج التَّآشِيرُ " بالمَدِّ نقلَه الصّغانيُّ
والآشِرُ : شَوْكُ ساقَيْهَا أي الجَرادةِ كالتَّأْشِير . والآشِرُ والتَّأْشِيرُ : عُقْدَةٌ في رَأْسِ ذَنَبِها كالمِخْلَبَيْن كالأُشْرَةِ بالضّمِّ والمِئْشارِ بالكَسْر وهما الأُشْرَتَانِ والمِئْشارانِ . وأَشِيرَةُ كسَفِينَة : د . بالمَغْرِب وهو حِصنٌ عظيمٌ مِن عَمَلِ سَرَقُسْطَةَ منه : أبو محمّد عبدُ الله بنُ محمّد بن عبد الله الصِّنْهاجيّ الحافظُ النحويُّ المعروفُ بابن الأشِيرِيّ سَمعَ بالأنْدَلس أبا جعفرِ بنِ غَزلُون وأبا بكرِ بن العَرَبيّ الإشْبِيليّ وقَدِمَ دمشقَ وأقام بها وسَمِعَ من علمائها وسكَنَ حَلَبَ مُدَّةً وتُوفِّيَ باللبوة سنة 561 ، ونُقِلَ إلى بَعْلَبَكَّ فدُفِنَ بها تَرْجَمَه ابنُ عساكِرَ في تاريخ دمشقَ ومنه نَقَلْتُ وزاد ابن بَشْكُوال : وإبراهيمُ بنُ جعفر الزهريّ بن الأشِيريِّ كان حافظاً
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : أَشِرَ النَّخْلُ أَشَراً : كَثُرَ شُرْبُه للماءِ فكَثُرَتْ فِراخُه . وأُمْنِيَّةٌ أشْرَاءُ : فَعْلاءُ مِن الأشَر ولا فِعْلَ لها قال الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ :
إذْ تُمَنُّوهُمُ غُرُوراً فساقَتْ ... هُمْ إليكُمْ أُمْنِيَّةٌ أشْراءُ . ويُتْبَعُ أشِرٌ فيقال : أَشِرٌ أفِرٌ وأشْرَانُ أفْرَانُ
وقول الشاعر :
لقد عَيّلَ الأيْتَامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ ... أنَا شِرَ لا زالتْ يَمِينُكَ آشِرَهْ . أراد مَأْشُورةً أو ذاتَ أشْر . قال ابنُ بَرِّيّ : والبيتُ لنائِحةِ هَمّامِ بن ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ وكان قَتَلَه ناشِرَةُ وهو الذي رَبّاه قَتَلَه غَدْراً
ومن المَجَاز وَصْفُ البَرْقِ بالأشَر إذا تَردَّدَ لمَعانُه ووَصْفُ النَّبْتِ بِه إذا مَضَى في غُلَوائِه