ابن الأَثير في
أَسماء الله تعالى البَصِيرُ هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير
جارحة والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ
الليث البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر وقيل البَصَرُ حاسة الرؤْية ابن سيده
البَص
ابن الأَثير في
أَسماء الله تعالى البَصِيرُ هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير
جارحة والبَصَرُ عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كمالُ نعوت المُبْصَراتِ
الليث البَصَرُ العَيْنُ إِلاَّ أَنه مذكر وقيل البَصَرُ حاسة الرؤْية ابن سيده
البَصَرُ حِسُّ العَين والجمع أَبْصارٌ بَصُرَ به بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً
وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ نظر إِليه هل يُبْصِرُه قال سيبويه بَصُرَ صار مُبْصِراً
وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه عليه وحكاه اللحياني بَصِرَ به بكسر الصاد أَي
أَبْصَرَهُ وأَبْصَرْتُ الشيءَ رأَيته وباصَرَه نظر معه إِلى شيء أَيُّهما
يُبْصِرُه قبل صاحبه وباصَرَه أَيضاً أَبْصَرَهُ قال سُكَيْنُ بنُ نَصْرَةَ
البَجَلي فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه أُراقبُ رِدْفِي تارَةً وأُباصِرُه
الجوهري باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تنظر إِليه من بعيد وتَباصَرَ القومُ أَبْصَرَ
بعضهم بعضاً ورجل بَصِيرٌ مُبْصِرٌ خلاف الضرير فعيل بمعنى فاعل وجَمْعُه بُصَراءُ
وحكى اللحياني إِنه لَبَصِيرٌ بالعينين والبَصارَةُ مَصْدَرٌ كالبَصر والفعل
بَصُرَ يَبْصُرُ ويقال بَصِرْتُ وتَبَصَّرْتُ الشيءَ شِبْهُ رَمَقْتُه وفي التنزيل
العزيز لا تدركه الأَبصارُ وهو يدرك الأَبصارَ قال أَبو إسحق أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ
يُدْرِك الأَبصارَ وفي هذا الإِعلام دليل أَن خلقه لا يدركون الأَبصارَ أَي لا
يعرفون كيف حقيقة البَصَرَ وما الشيء الذي به صار الإِنسان يُبْصِرُ من عينيه دون
أَن يُبْصِرَ من غيرهما من سائر أَعضائه فَأَعْلَم أَن خَلْقاً من خلقه لا يُدْرِك
المخلوقون كُنْهَهُ ولا يُحيطون بعلمه فكيف به تعالى والأَبصار لا تحيط به وهو
اللطيف الخبير فأَمَّا ما جاء من الأَخبار في الرؤْية وصح عن رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم فغير مدفوع وليس في هذه الآية دليل على دفعها لأَن معنى هذه الآية
إِدراك الشيء والإِحاطة بحقيقته وهذا مذهب أَهل السنَّة والعلم بالحديث وقوله
تعالى قد جاءَكم بصائرُ من رَبكم أَي قد جاءَكم القرآن الذي فيه البيان والبصائرُ
فمن أَبْصَرَ فلنفسه نَفْعُ ذلك ومن عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذلك لأَن الله عز
وجل غني عن خلقه ابن الأَعرابي أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خرج من الكفر إِلى بصيرة
الإِيمان وأَنشد قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ وعلى بَصائِرِها وإِنْ
لَمْ تُبْصِر قال بصائرها إسلامها وإِن لم تبصر في كفرها ابن سيده أَراه لَمْحاً
باصِراً أَي نظراً بتحديق شديد قال فإِما أَن يكون على طرح الزائد وإِما أَن يكون
على النسب والآخر مذهب يعقوب ولقي منه لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً واضحاً قال
ومَخْرَجُ باصِرٍ من مخرج قولهم رجل تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذو لبن وتمر فمعنى باصر ذو
بَصَرَ وهو من أَبصرت مثل مَوْتٌ مائِتٌ من أَمَتُّ أَي أَرَيْتُه أَمْراً شديداً
يُبْصِرُه وقال الليث رأَى فلان لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مفروغاً منه قال
الأَزهري والقول هو الأَوَّل وقوله عز وجل فلما جاءتهم آياتُنا مُبْصِرَةً قال
الزجاج معناه واضحةً قال ويجوز مُبْصَرَةً أَي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى
وقوله تعالى وآتينا ثمودَ الناقةَ مُبْصِرَةً قال الفراء جعل الفعل لها ومعنى
مُبْصِرَة مضيئة كما قال عز من قائل والنهارَ مُبْصِراً أَي مضيئاً وقال أَبو
إِسحق معنى مُبْصِرَة تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لهم ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى
بَيِّنَة ومن قرأَ مُبْصَرَةً فالمعنى متبينة فَظَلَمُوا بها أَي ظلموا بتكذيبها
وقال الأَخفش مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بها قال الأَزهري والقول ما قال الفرّاء
أَراد آتينا ثمود الناقة آية مُبْصِرَة أَي مضيئة الجوهري المُبْصِرَةُ المضيئة
ومنه قوله تعالى فلما جاءَتهم آياتنا مُبْصِرَةً قال الأَخفش إِنها تُبَصِّرهم أَي
تجعلهم بُصَراء والمَبْصَرَةُ بالفتح الحُجَّة والبَصِيرَةُ الحجةُ والاستبصار في
الشيء وبَصَّرَ الجَرْوُ تبصيراً فتح عينيه ولقيه بَصَراً أَي حين تباصرت
الأَعْيانُ ورأَى بعضها بعضاً وقيل هو في أَوَّل الظلام إِذا بقي من الضوء قدر ما
تتباين به الأَشباح لا يُستعمل إِلاَّ ظرفاً وفي حديث عليّ كرم الله وجهه فأرسلت
إِليه شاة فرأَى فيها بُصْرَةً من لَبَنٍ يريد أَثراً قليلاً يُبْصِرُه الناظرُ
إِليه ومنه الحديث كان يصلي بنا صلاةَ البَصَرِ حتى لو أَن إِنساناً رمى بنَبْلَةٍ
أَبصرها قيل هي صلاة المغرب وقيل الفجر لأَنهما تؤَدَّيان وقد اختلط الظلام
بالضياء والبَصَر ههنا بمعنى الإِبصار يقال بَصِرَ به بَصَراً وفي الحديث بصر عيني
وسمع أُذني وقد اختلف في ضبطه فروي بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ على أَنهما
اسمان والبَصَرُ نَفاذٌ في القلب وبَصرُ القلب نَظَرَهُ وخاطره والبَصِيرَةُ
عَقِيدَةُ القلب قال الليث البَصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق
الأَمر وقيل البَصيرة الفطنة تقول العرب أَعمى الله بصائره أَي فِطَنَه عن ابن
الأَعرابي وفي حديث ابن عباس أَن معاوية لما قال لهم يا بني هاشم تُصابون في
أَبصاركم قالوا له وأَنتم يا بني أُمية تصابون في بصائركم وفَعَلَ ذلك على
بَصِيرَةٍ أَي على عَمْدٍ وعلى غير بَصيرة أَي على غير يقين وفي حديث عثمان
ولتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ أَي على معرفة من أَمركم ويقين وفي حديث أُم سلمة
أَليس الطريقُ يجمع التاجِرَ وابنَ السبيل والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي
المُسْتَبِينَ للشيء يعني أَنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم أَرادت أَن تلك الرفقة
قد جمعت الأَخيار والأَشرار وإِنه لذو بَصَرٍ وبصيرة في العبادة عن اللحياني وإِنه
لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عالم بها عنه أَيضاً ويقال للفِراسَةِ الصادقة فِراسَةٌ
ذاتُ بَصِيرة والبصيرة العِبْرَةُ يقال أَمَا لك بَصِيرةٌ في هذا ؟ أَي عِبْرَةٌ
تعتبر بها وأَنشد في الذَّاهِبِين الأَوَّلِي نَ مِن القُرُونِ لَنا بَصائرْ أَي
عِبَرٌ والبَصَرُ العلم وبَصُرْتُ بالشيء علمته قال عز وجل بَصُرْتُ بما لم
يَبْصُرُوا به والبصير العالم وقد بَصُرَ بَصارَةً والتَّبَصُّر التَّأَمُّل
والتَّعَرُّفُ والتَّبْصِيرُ التعريف والإِيضاح ورجلٌ بَصِيرٌ بالعلم عالم به
وقوله عليه السلام اذهبْ بنا إِلى فلانٍ البصيرِ وكان أَعمى قال أَبو عبيد يريد به
المؤمن قال ابن سيده وعندي أَنه عليه السلام إِنما ذهب إِلى التَّفؤل
( * قوله « إِنما ذهب إلى التفؤل إلخ » كذا بالأصل ) إِلى لفظ البصر أَحسن من لفظ
العمى أَلا ترى إِلى قول معاوية والبصير خير من الأَعمى ؟ وتَبَصَّرَ في رأْيِه
واسْتَبْصَرَ تبين ما يأْتيه من خير وشر واستبصر في أَمره ودينه إِذا كان ذا
بَصيرة والبَصيرة الثبات في الدين وفي التنزيل العزيز وكانوا مستبصرين أَي اتوا ما
أَتوه وهم قد تبين لهم أَن عاقبته عذابهم والدليل على ذلك قوله وما كان الله
ليظلمهم ولكن كانوا أَنفسهم يظلمون فلما تبين لهم عاقبة ما نهاهم عنه كان ما فعل
بهم عدلاً وكانوا مستبصرين وقيل أَي كانوا في دينهم ذوي بصائر وقيل كانوا معجبين
بضلالتهم وبَصُرَ بَصارَةً صار ذا بصيرة وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً
وتَبْصِرَةً فَهَّمَهُ إِياه وقال الأَخفش في قوله بَصُرْتُ بما لم يَبْصُرُوا به
أَي علمت ما لم يعلموا به من البصيرة وقال اللحياني بَصُرْتُ أَي أَبصرت قال ولغة
أُخرى بَصِرْتُ به أَبْصَرْته وقال ابن بزرج أَبْصِرْ إِليَّ أَي انْظر إِليّ وقيل
أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ والبصيرة الشاهدُ عن اللحياني وحكي اجْعَلْنِي
بصيرةً عليهم بمنزلة الشهيد قال وقوله تعالى بل الإِنسان على نفسه بَصيرة قال ابن
سيده له معنيان إِن شئت كان الإِنسان هو البَصيرة على نفسه أَي الشاهد وإِن شئت
جعلت البصيرة هنا غيره فعنيت به يديه ورجليه ولسانه لأَن كل ذلك شاهد عليه يوم
القيامة وقال الأَخفش بل الإِنسان على نفسه بصيرة جعله هو البصيرة كما تقول للرجل
أَنت حُجة على نفسك وقال ابن عرفة على نفسه بصيرة أَي عليها شاهد بعملها ولو اعتذر
بكل عهذر يقول جوارحُه بَصيرةٌ عليه أَي شُهُودٌ قال الأَزهري يقول بل الإِنسان
يوم القيامة على نفسه جوارحُه بَصِيرَةٌ بما حتى عليها وهو قوله يوم تشهد عليهم
أَلسنتهم قال ومعنى قوله بصيرة عليه بما جنى عليها ولو أَلْقَى مَعاذِيرَه أَي ولو
أَدْلى بكل حجة وقيل ولو أَلقى معاذيره سُتُورَه والمِعْذَارُ السِّتْرُ وقال
الفرّاء يقول على الإِنسان من نفسه شهود يشهدون عليه بعمله اليدان والرجلان والعينان
والذكر وأَنشد كأَنَّ على ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً بِمَقْعَدِهِ أَو
مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ يُحاذِرُ حتى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ من الخَوْفِ لا
تَخْفَى عليهم سَرائرُهْ وقوله قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثلاثاً فَلَمْ تَزُغْ عَنِ
القَصْدِ حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ قال ابن سيده يجوز أَن يكون معناه قُوِّيَتْ
أَي لما هَمَّ هذا الريش بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به أَلزقه بالغِراء فثبت
والباصِرُ المُلَفِّقُ بين شُقَّتين أَو خِرْقَتَين وقال الجوهري في تفسير البيت
يعني طَلَى رِيشَ السهم بالبَصِيرَةِ وهي الدَّمُ والبَصِيرَةُ ما بين شُقَّتَي
البيتِ وهي البصائر والبَصْرُ أَن تُضَمَّ حاشيتا أَديمين يخاطان كما تخاط حاشيتا
الثوب ويقال رأَيت عليه بَصِيرَةً من الفقر أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً الجوهري
والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم فيخرزان كما تخاط حاشيتا الثوب فتوضع
إِحداهما فوق الأُخرى وهو خلاف خياطة الثوب قبل أَن يُكَفَّ والبَصِيرَةُ
الشُّقَّةُ التي تكون على الخباء وأَبْصَر إِذا عَلَّق على باب رحله بَصِيرَةً وهي
شُقَّةٌ من قطن أَو غيره وقول توبة وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي أَرَى
نارَ لَيْلَى أَو يَراني بَصِيرُها قال ابن سيده يعني كلبها لأَن الكلب من أَحَدّ
العيونِ بَصَراً والبُصْرُ الناحيةُ مقلوب عن الصُّبْرِ وبُصْرُ الكَمْأَة
وبَصَرُها حُمْرَتُها قال ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ وبُصْرُ السماء
وبُصْرُ الأَرض غِلَظُها وبُصْرُ كُلّ شيء غِلَظُهُ وبُصْرُه وبَصْرُه جلده حكاهما
اللحياني عن الكسائي وقد غلب على جلد الوجه ويقال إِن فلاناً لمَعْضُوب البُصْرِ
إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ وهو داء يخرج به الجوهري والبُصْرُ بالضم الجانبُ
والحَرْفُ من كل شيء وفي حديث ابن مسعود بُصْرُ كل سماء مسيرة خمسمائة عام يريد
غِلَظَها وسَمْكَها وهو بضم الباء وفي الحديث أَيضاً بُصْرُ جِلْد الكافر في النار
أَربعون ذراعاً وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ قويٌّ وَثِيجٌ والبَصْرُ والبِصْرُ
والبَصْرَةُ الحجر الأَبيض الرِّخْوُ وقيل هو الكَذَّانُ فإِذا جاؤُوا بالهاء
قالوا بَصْرَة لا غير وجمعها بِصار التهذيب البَصْرُ الحجارة إِلى البياض فإِذا
جاؤُوا بالهاء قالوا البَصْرَةُ الجوهري البصرة حجارة رخوة إِلى البياض ما هي وبها
سميت البصرة وقال ذو الرمة يصف إِبلاً شربت من ماء تَداعَيْن باسم الشَّيبِ في
مُتَثَلِّمٍ جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ قال فإِذا أَسقطت منه الهاء قلت
بِصْرٌ بالكسر والشِّيب حكاية صوت مشافرها عند رشف الماء ومثله قول الراعي إِذا ما
دَعَتْ شِيباً بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ مَشافِرُها في ماءٍ مُزْنٍ وباقِلِ وأَراد ذو
الرمة بالمتثلم حوضاً قد تهدّم أَكثره لقدمه وقلة عهد الناس به وقال عباس بن مرداس
إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لا أُوَبِّسُه أُوقِدْ عليه فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ
أَبو عمور البَصْرَةُ والكَذَّانُ كلاهما الحجارة التي ليست بصُلبة وأَرض فلان
بُصُرة بضم الصاد إِذا كانت حمراء طيبة وأَرض بَصِرَةٌ إِذا كانت فيها حجارة تقطع
حوافر الدواب ابن سيده والبُصْرُ الأَرض الطيبة الحمراءُ والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ
والبَصِرَة أَرض حجارتها جِصٌّ قال وبها سميت البَصْرَةُ والبَصْرَةُ أَعم
والبَصِرَةُ كأَنها صفة والنسب إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ الأُولى شاذة
قال عذافر بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا
وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً أَتوا البَصْرَة قال ابن أَحمر أُخِبِّرُ مَنْ
لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا وفي
البَصْرَةِ ثلاثُ لغات بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة واللغة العالية البَصْرَةُ
الفرّاء البِصْرُ والبَصْرَةُ الحجارة البراقة وقال ابن شميل البَصْرَة أَرْض
كأَنها جبل من جِصٍّ وهي التي بنيت بالمِرْبَدِ وإِنما سميت البَصْرَةُ بَصْرَةً
بها والبَصْرَتان الكوفةُ والبصرة والبَصْرَةُ الطِّين العَلِكُ وقال اللحياني
البَصْرُ الطين العَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصًى والبَصِيرَةُ التُّرْسُ وقيل هو
ما استطال منه وقيل هو ما لزق بالأَرض من الجسد وقيل هو قَدْرُ فِرْسِنِ البعير
منه وقيل هو ما استدل به على الرَّمِيَّةِ ويقال هذه بَصِيرَةٌ من دَمٍ وهي
الجَدِيَّةُ منها على الأَرض والبَصِيرَةُ مقدار الدِّرْهَم من الدَّمِ
والبَصِيرَةُ الثَّأْرُ وفي الحديث فأُمِرَ به فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ يقال
بَصَرَهُ بسيفه إِذا قطعه وقيل البصيرة من الدم ما لم يسل وقيل هو الدُّفْعَةُ منه
وقيل البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ قال رَاحُوا بَصائِرُهُمْ على أَكْتَافِهِمْ وبَصِيرَتِي
يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى يعني بالبصائر دم أَبيهم يقول تركوا دم أَبيهم خلفهم
ولم يَثْأَرُوا به وطَلَبْتُه أَنا وفي الصحاح وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي وكان أَبو
عبيدة يقول البَصِيرَةُ في هذا البيت الترْسُ أَو الدرع وكان يرويه حملوا بصائرهم
وقال ابن الأَعرابي راحوا بصائرُهم يعني ثِقْل دمائهم على أَكتافهم لم يَثْأَرُوا
بها والبَصِيرَة الدِّيَةُ والبصائر الديات في أَوَّل البيت قال أَخذوا الديات
فصارت عاراً وبصيرتي أَي ثَأْرِي قد حملته على فرسي لأُطالب به فبيني وبينهم فرق
أَبو زيد البَصيرة من الدم ما كان على الأَرض والجَدِيَّةُ ما لَزِقَ بالجسد وقال
الأَصمعي البَصيرة شيء من الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ وفي حديث الخوارج
ويَنْظُر في النَّصْلِ فلا يرى بَصِيرَةً أَي شيئاً من الدم يستدل به على الرمية
ويستبينها به وقوله أَنشده أَبو حنيفة وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها
شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها يجوز أَن يكون جمع البصيرة من الدم
كشَعِيرة وشَعِير ونحوها ويجوز أَن يكون أَراد من بصيرتها فحذف الهاء ضرورة كما
ذهب إِليه بعضهم في قول أَبي ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالِدٌ
عِيادِي عَلى الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ ؟
( * ورد هذا الشعر في كلمة « بشر » وفيه لفظة عنادي بدلاً من عيادي ولعلَّ ما هنا
أَكثر مناسبة للمعنى مما هنالك )
ويجوز أَن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ وبياض وبياضة
والبَصيرَةُ الدِّرْعُ وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ والبَصِيرَةُ التُّرس وكل
ما لُبِسَ من السلاح فهو بصائر السلاح والباصَرُ قَتَبٌ صغير مستدير مثَّل به
سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وهي البواصر وأَبو بَصِير الأَعْشَى على التطير
وبَصير اسم رجل وبُصْرَى قرية بالشام صانها الله تعالى قال الشاعر ولو أُعْطِيتُ
مَنْ ببلادِ بُصْرَى وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ وتنسب إِليها السيوف
البُصْرِيَّة وقال يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ
( * في أساس البلاغة يَعلون بالقَلَع إلخ )
وأَنشد الجوهري للحصين بن الحُمامِ المُرّي صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها
ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ قال ابن دريد
أَحسبه دخيلاً والأَباصِرُ موضع معروف وفي حديث كعب تُمسك النار يوم القيامة حتى
تَبِصَّ كأَنَّها مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها
معنى
في قاموس معاجم
الصِّرُّ بالكسر
والصِّرَّةُ شدَّة البَرْدِ وقيل هو البَرْد عامَّة حكِيَتِ الأَخيرة عن ثعلب وقال
الليث الصِّرُّ البرد الذي يضرب النَّبات ويحسِّنه وفي الحديث أَنه نهى عما قتله
الصِّرُّ من الجراد أَي البَرْد ورِيحٌ وصَرْصَرٌ شديدة البَرْدِ وقيل شديدة الص
الصِّرُّ بالكسر
والصِّرَّةُ شدَّة البَرْدِ وقيل هو البَرْد عامَّة حكِيَتِ الأَخيرة عن ثعلب وقال
الليث الصِّرُّ البرد الذي يضرب النَّبات ويحسِّنه وفي الحديث أَنه نهى عما قتله
الصِّرُّ من الجراد أَي البَرْد ورِيحٌ وصَرْصَرٌ شديدة البَرْدِ وقيل شديدة الصَّوْت
الزجاج في قوله تعالى بِريحٍ صَرْصَرٍ قال الصِّرُّ والصِّرَّة شدة البرد قال
وصَرْصَرٌ متكرر فيها الراء كما يقال قَلْقَلْتُ الشيء وأَقْلَلْتُه إِذا رفعته من
مكانه وليس فيه دليل تكرير وكذلك صَرْصَرَ وصَرَّ وصَلْصَلَ وصَلَّ إِذا سمعت صوْت
الصَّرِيرِ غير مُكَرَّرٍ قلت صَرَّ وصَلَّ فإِذا أَردت أَن الصوت تَكَرَّر قلت قد
صَلْصَلَ وصَرْصَرَ قال الأَزهري وقوله بِريح صَرْصر أَي شديد البَرْد جدّاً وقال
ابن السكيت ريح صَرْصَرٌ فيه قولان يقال أَصلها صَرَّرٌ من الصِّرّ وهو البَرْد
فأَبدلوا مكان الراءِ الوسطى فاء الفعل كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ وكَبْكَبُوا
وأَصله تجفَّف وكَبَّبُوا ويقال هو من صَرير الباب ومن الصَّرَّة وهي الضَّجَّة
قال عز وجل فَأَقْبَلَتِ امرأَتُه في صَرَّةٍ قال المفسرون في ضَجَّة وصَيْحَة
وقال امرؤ القيس جَوَاحِرُها في صَرَّة لم تَزَيَّلِ فقيل في صَرَّة في جماعة لم
تتفرَّق يعني في تفسير البيت وقال ابن الأَنباري في قوله تعالى كَمَثَلِ رِيحٍ
فيها صِرٌّ قال فيها ثلاثة أَقوال أَحدها فيها صِرٌّ أَي بَرْد والثاني فيها
تَصْوِيت وحَرَكة وروي عن ابن عباس قول آخر فيها صِرٌّ قال فيها نار وصُرَّ
النباتُ أَصابه الصِّرُّ وصَرَّ يَصِرُّ صَرّاً وصَرِيراً وصَرْصَرَ صوَّت وصاح
اشدَّ الصياح وقوله تعالى فأَقبلتِ امرأَتُه في صَرَّة فصَكَّتْ وَجْهَها قال
الزجاج الصَّرَّة أَشدُّ الصياح تكون في الطائر والإِنسان وغيرهما قال جرير
يَرْثِي ابنه سَوادَة قَالُوا نَصِيبكَ من أَجْرٍ فقلت لهم من لِلْعَرِينِ إِذا
فارَقْتُ أَشْبالي ؟ فارَقْتَني حِينَ كَفَّ الدهرُ من بَصَرِي وحين صِرْتُ كعَظْم
الرِّمَّة البالي ذاكُمْ سَوادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ بازٍ يُصَرْصِرُ
فَوْقَ المَرْقَبِ العالي وجاء في صَرَّةٍ وجاء يَصْطَرُّ قال ثعلب قيل لامرأَة
أَيُّ النساء أَبغض إِليك ؟ فقالت التي إِنْ صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ وصَرَّ صِمَاخُهُ
صَرِيراً صَوَّت من العَطَش وصَرَصَرَ الطائرُ صَوَّت وخصَّ بعضهم به البازِيَ
والصَّقْر وفي حديث جعفر ابن محمد اطَّلَعَ عليَّ ابن الحسين وأَنا أَنْتِفُ
صَرّاً هو عُصْفُور أَو طائر في قدِّه أَصْفَرُ اللَّوْن سمِّي بصوْته يقال صَرَّ
العُصْفُور يَصِرُّ إِذا صاح وصَرَّ الجُنْدُب يَصِرُّ صَرِيراً وصَرَّ الباب
يَصِرُّ وكل صوت شِبْهُ ذلك فهو صَرِيرٌ إِذا امتدَّ فإِذا كان فيه تخفيف وترجِيع
في إِعادَة ضُوعِف كقولك صَرْصَرَ الأَخَطَبُ صَرْصَرَةً كأَنهم قَدَّرُوا في صوْت
الجُنْدُب المَدّ وفي صَوْت الأَخْطَب التَّرْجِيع فَحكَوْه على ذلك وكذلك
الصَّقْر والبازي وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة بازٍ
يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ العالي ابن السكِّيت صَرَّ المَحْمِلُ يَصِرُّ
صَرِيراً والصَّقرُ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً وصرَّت أُذُنِي صَريراً إذا سمعت لها
دَوِيّاً وصَرَّ القلمُ والباب يَصِرُّ صَرِيراً أَي صوَّت وفي الحديث أَنه كان
يخطُب إِلى حِذْعٍ ثم اتَّخَذ المِنْبَرَ فاضْطَرَّت السَّارِية أَي صوَّتت وحنَّت
وهو افْتَعَلَتْ من الصَّرِير فقُلِبت التَّاء طاءً لأَجل الصاد ودِرْهَمٌ
صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ له صوْت وصَرِيرٌ إِذا نُقِرَ وكذلك الدِّينار وخصَّ بعضهم به
الجَحْدَ ولم يستعمله فيما سواه ابن الأَعرابي ما لفلان صِرُّ أَي ما عنده درْهم
ولا دينار يقال ذلك في النَّفْي خاصة وقال خالد بن جَنبَة يقال للدِّرْهم صَرِّيٌّ
وما ترك صَرِّياً إِلاَّ قَبَضه ولم يثنِّه ولم يجمعه والصَّرِّةُ الضَّجَّة
والصَّيْحَةُ والصَّرُّ الصِّياح والجَلَبة والصَّرَّة الجماعة والصَّرَّة الشِّدة
من الكْرب والحرْب وغيرهما وقد فسر قول امرئ القيس فأَلْحَقَنَا بالهَادِياتِ
ودُونَهُ جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ فُسِّرَ بالجماعة وبالشدَّة من
الكرْب وقيل في تفسيره يحتمل الوجوه الثلاثة المتقدِّمة قبله وصَرَّة القَيْظِ
شدَّته وشدَّةُ حَرِّه والصَّرَّة العَطْفة والصَّارَّة العَطَشُ وجمعه صَرَائِرُ
نادر قال ذو الرمة فانْصاعَت الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرائِرَها وقد نَشَحْنَ فلا
ريٌّ ولا هِيمُ ابن الأَعرابي صَرِّ يَصِرُّ إِذا عَطِشَ وصَرَّ يَصُرُّ إِذا
جَمَعَ ويقال قَصَعَ الحِمار صارَّته إِذا شرب الماء فذهَب عَطَشه وجمعُها صَرائِر
( * قوله « وجمعها صرائر » عبارة الصحاح قال أَبو عمرو وجمعها صرائر إلخ وبه يتضح
قوله بعد وعيب ذلك على أَبي عمرو ) وأَنشد بيت ذي الرمة أَيضاً « لم تَقْصَعْ
صَرائِرَها » قال وعِيب ذلك على أَبي عمرو وقيل إِنما الصَّرائرُ جمع صَرِيرة قال
وأَما الصَّارَّةُ فجمعها صَوارّ والصِّرار الخيط الذي تُشَدُّ به التَّوادِي على
أَطراف الناقة وتُذَيَّرُ الأَطباءُ بالبَعَر الرَّطْب لئلاَّ يُؤَثِّرَ الصِّرارُ
فيها الجوهري وصَرَرْتُ الناقة شددت عليها الصِّرار وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْف
لِئلاَّ يرضعَها ولدها وفي الحديث لا يَحِلُّ لرجل يُؤمن بالله واليوم الآخر أَن
يَحُلَّ صِرَارَ ناقةٍ بغير إِذْنِ صاحبها فإِنه خاتَمُ أَهْلِها قال ابن الأَثير
من عادة العرب أَن تَصُرَّ ضُرُوعَ الحَلُوبات إِذا أَرسلوها إِلى المَرْعَى
سارِحَة ويسمُّون ذلك الرِّباطَ صِراراً فإِذا راحَتْ عَشِيّاً حُلَّت تلك
الأَصِرَّة وحُلِبَتْ فهي مَصْرُورة ومُصَرَّرة ومنه حديث مالك بن نُوَيْرَةَ حين
جَمَعَ بَنُو يَرْبُوَع صَدَقاتهم ليُوَجِّهوا بها إِلى أَبي بكر رضي الله عنه
فمنعَهم من ذلك وقال وقُلْتُ خُذُوها هذِه صَدَقاتكُمْ مُصَرَّرَة أَخلافها لم
تُحَرَّدِ سأَجْعَلُ نفسي دُونَ ما تَحْذَرُونه وأَرْهَنُكُمْ يَوْماً بما
قُلْتُهُ يَدِي قال وعلى هذا المعنى تأَوَّلُوا قولَ الشافعي فيما ذَهب إِليه من
أَمْرِ المُصَرَّاة وصَرَّ الناقة يَصُرُّها صَرّاً وصَرَّ بها شدَّ ضَرْعَها
والصِّرارُ ما يُشدُّ به والجمع أَصِرَّة قال إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًى
أَصِرَّتُها ولا كَريمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً
مُصَرَّمَةً في الرأْس منها وفي الأَصْلاد تَمْلِيحُ ورواية سيبويه في ذلك ورَدْ
جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة ولا كريمَ من الوِلْدَان مَصْبُوح والصَّرَّةُ الشاة
المُضَرَّاة والمُصَرَّاة المُحَفَّلَة على تحويل التضعيف وناقةٌ مُصِرَّةٌ لا
تَدِرُّ قال أُسامة الهذلي أَقرَّتْ على حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة ورَاهَقَ أَخْلافَ
السَّدِيسِ بُزُِولُها والصُّرَّة شَرَجْ الدَّراهم والدنانير وقد صَرَّها صَرّاً
غيره الصُّرَّة صُرَّة الدراهم وغيرها معروفة وصَرَرْت الصُّرَّة شددتها وفي
الحديث أَنه قال لجبريل عليه السلام تأْتِيني وأَنت صارٌّ بين عَيْنَيْك أَي
مُقَبِّض جامعٌ بينهما كما يفعل الحَزِين وأَصل الصَّرِّ الجمع والشدُّ وفي حديث
عمران بن حصين تَكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ كأَنه من صَرَرْته إِذا شَدَدْته قال
ابن الأَثير كذا جاء في بعض الطرق والمعروف تنضرج أَي تنشقُّ وفي الحديث أَنه قال
لِخَصْمَيْنِ تقدَّما إِليه أَخرِجا ما تُصَرّرانه من الكلام أَي ما تُجَمِّعانِه
في صُدُوركما وكلُّ شيء جمعته فقد صَرَرْته ومنه قيل للأَسير مَصْرُور لأَن
يَدَيْه جُمِعتَا إِلى عُنقه ولمَّا بعث عبدالله بن عامر إِلى ابن عمر بأَسيرِ قد
جُمعت يداه إِلى عُنقه لِيَقْتُلَه قال أَمَّا وهو مَصْرُورٌ فَلا وصَرَّ الفرسُ
والحمار بأُذُنِه يَصُرُّ صَرّاً وصَرَّها وأَصَرَّ بها سَوَّاها ونَصَبها
لِلاستماع ابن السكيت يقال صَرَّ الفرس أُذنيه ضَمَّها إِلى رأْسه فإِذا لم يُوقِعوا
قالوا أَصَرَّ الفرس بالأَلف وذلك إِذا جمع أُذنيه وعزم على الشَّدِّ وفي حديث
سَطِيح أَزْرَقُ مُهْمَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ صَرَّ أُذُنه وصَرَّرها أَي
نَصَبها وسوَّاها وجاءت الخيلُ مُصِرَّة آذانها إِذا جَدَّت في السير ابن شميل
أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا خَرَج أَطراف السَّفاءِ قبل أَن يخلُص سنبله فإِذا
خَلُص سُنْبُلُه قيل قد أَسْبَل وقال قي موضع آخر يكون الزرع صَرَراً حين يَلْتَوي
الورَق ويَيْبَس طرَف السُّنْبُل وإِن لم يخرُج فيه القَمْح والصَّرَر السُّنْبُل
بعدما يُقَصِّب وقبل أَن يظهر وقال أَبو حنيفة هو السُّنْبُل ما لم يخرج فيه القمح
واحدته صَرَرَة وقد أَصَرَّ وأَصَرَّ يعْدُو إِذا أَسرع بعض الإِسراع ورواه أَبو
عبيد أَضَرَّ بالضاد وزعم الطوسي أَنه تصحيف وأَصَرَّ على الأَمر عَزَم وهو مني
صِرِّي وأَصِرِّي وصِرَّي وأَصِرَّي وصُرَّي وصُرَّى أَي عَزِيمة وجِدُّ وقال أَبو
زيد إِنها مِنِّي لأَصِرِّي أَي لحَقِيقَة وأَنشد أَبو مالك قد عَلِمَتْ ذاتُ
الثَّنايا الغُرِّ أَن النَّدَى مِنْ شِيمَتي أَصِرِّي أَي حَقِيقة وقال أَبو
السَّمَّال الأَسَدِي حين ضلَّت ناقته اللهم إِن لم تردَّها عَلَيَّ فلم أُصَلِّ
لك صلاةً فوجَدَها عن قريب فقال عَلِمَ الله أَنها مِنِّي صِرَّى أَي عَزْم عليه
وقال ابن السكيت إِنها عَزِيمة مَحْتُومة قال وهي مشتقة من أَصْرَرْت على الشيء
إِذا أَقمتَ ودُمْت عليه ومنه قوله تعالى ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم
يَعْلَمُون وقال أَبو الهيثم أَصِرَّى أَي اعْزِمِي كأَنه يُخاطِب نفسَه من قولك
أَصَرَّ على فعله يُصِرُّ إِصْراراً إِذا عَزَم على أَن يمضي فيه ولا يرجِع وفي
الصحاح قال أَبو سَمَّال الأَسَدِي وقد ضَلَّت ناقتُه أَيْمُنُكَ لَئِنْ لم
تَرُدَّها عَلَيَّ لا عَبَدْتُك فأَصاب ناقتَه وقد تعلَّق زِمامُها بِعَوْسَجَةٍ
فأَحذها وقال عَلِمَ رَبِّي أَنَّها مِنِّي صِرَّي وقد يقال كانت هذه الفَعْلَة
مِنِّي أَصِرِّي أَي عَزِيمة ثم جعلت الياء أَلفاً كما قالوا بأَبي أَنت وبأَبا
أَنت وكذلك صِرِّي وصِرِّي على أَن يُحذف الأَلفُ من إِصِرِّي لا على أَنها لغة
صَرَرْتُ على الشيء وأَصْرَرْتُ وقال الفراء الأَصل في قولهم كانت مِنِّي صِرِّي
وأَصِرِّي أَي أَمر فلما أَرادوا أَن يُغَيِّرُوه عن مذهب الفعل حَوَّلُوا ياءه
أَلفاً فقالوا صِرَّى وأَصِرَّى كما قالوا نُهِيَ عن قِيَلٍَ وقَالٍَ وقال
أُخْرِجَتا من نِيَّةِ الفعل إِلى الأَسماء قال وسمعت العرب تقول أَعْيَيْتَني من
شُبَّ إِلى دُبَّ ويخفض فيقال من شُبٍّ إِلى دُبٍّ ومعناه فَعَل ذلك مُذْ كان
صغيراً إِلى أَنْ دَبَّ كبيراً وأَصَرَّ على الذنب لم يُقْلِعْ عنه وفي الحديث ما
أَصَرَّ من استغفر أَصرَّ على الشيء يَصِرُّ إِصْراراً إِذا لزمه ودَاوَمه وثبت
عليه وأَكثر ما يستعمل في الشرِّ والذنوب يعني من أَتبع الذنب الاستغفار فليس
بِمُصِرٍّ عليه وإِن تكرَّر منه وفي الحديث ويلٌ لِلْمُصِرِّين الذين يُصِرُّون
على ما فعلوه وهعم يعلمون وصخرة صَرَّاء مَلْساء ورجلٌ صَرُورٌ وصَرُورَة لم
يَحُجَّ قَطُّ وهو المعروف في الكلام وأَصله من الصَّرِّ الحبسِ والمنعِ وقد قالوا
في الكلام في هذا المعنى صَرُويٌّ وصَارُورِيُّ فإِذا قلت ذلك ثَنَّيت وجمعت
وأَنَّثْت وقال ابن الأَعرابي كل ذلك من أَوله إِلى آخره مثنَّى مجموع كانت فيه
ياء النسب أَو لم تكن وقيل رجل صَارُورَة وصارُورٌ لم يَحُجَّ وقيل لم يتزوَّج
الواحد والجمع في ذلك سواء وكذلك المؤنث والصَّرُورة في شعر النَّابِغة الذي لم
يأْت النساء كأَنه أَصَرَّ على تركهنَّ وفي الحديث لا صَرُورَة في الإسلام وقال
اللحياني رجل صَرُورَة لا يقال إِلا بالهاء قال ابن جني رجل صَرُورَة وامرأَة
صرورة ليست الهاء لتأْنيث الموصوف بما هي فيه قد لحقت لإِعْلام السامع أَن هذا
الموصوف بما هي فيه وإنما بلغ الغاية والنهاية فجعل تأْنيث الصفة أَمارَةً لما
أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة قال الفراء عن بعض العرب قال رأَيت أَقواماً
صَرَاراً بالفتح واحدُهم صَرَارَة وقال بعضهم قوم صَوَارِيرُ جمع صَارُورَة وقال
ومن قال صَرُورِيُّ وصَارُورِيٌّ ثنَّى وجمع وأَنَّث وفسَّر أَبو عبيد قوله صلى
الله عليه وسلم لا صَرُوْرَة في الإِسلام بأَنه التَّبَتُّل وتَرْكَ النكاح فجعله
اسماً للحَدَثِ يقول ليس ينبغي لأَحد أَن يقول لا أَتزوج يقول هذا ليس من أَخلاق
المسلمين وهذا فعل الرُّهبْان وهو معروف في كلام العرب ومنه قول النابغة لَوْ
أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ عَبَدَ الإِلهَ صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ يعني
الراهب الذي قد ترك النساء وقال ابن الأَثير في تفسير هذا الحديث وقيل أَراد من
قَتَل في الحرم قُتِلَ ولا يقبَل منه أَن يقول إِني صَرُورَة ما حَجَجْت ولا عرفت
حُرْمة الحَرَم قال وكان الرجل في الجاهلية إِذا أَحدث حَدَثاً ولَجَأَ إِلى
الكعبة لم يُهَجْ فكان إِذا لِقيَه وليُّ الدَّمِ في الحَرَمِ قيل له هو صَرُورةٌ
ولا تَهِجْه وحافرٌ مَصْرُورٌ ومُصْطَرٌّ ضَيِّق مُتَقَبِّض والأَرَحُّ العَرِيضُ
وكلاهما عيب وأَنشد لا رَحَحٌ فيه ولا اصْطِرارُ وقال أَبو عبيد اصْطَرَّ الحافِرُ
اصْطِراراً إِذا كان فاحِشَ الضِّيقِ وأَنشد لأَبي النجم العجلي بِكلِّ وَأْبِ
للحَصَى رَضَّاحِ لَيْسَ بِمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ أَي بكل حافِرٍ وأْبٍ مُقَعَّبٍ
يَحْفِرُ الحَصَى لقوَّته ليس بضَيِّق وهو المُصْطَرُّ ولا بِفِرْشاحٍ وهو الواسع
الزائد على المعروف والصَّارَّةُ الحاجةُ قال أَبو عبيد لَنا قِبَلَه صارَّةٌ
وجمعها صَوارُّ وهي الحاجة وشرب حتى ملأَ مصارَّه أَي أَمْعاءَه حكاه أَبو حنيفة
عن ابن الأَعرابي ولم يفسره بأَكثر من ذلك والصَّرارةُ نهر يأْخذ من الفُراتِ
والصَّرارِيُّ المَلاَّحُ قال القطامي في ذي جُلُولٍ يِقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه
إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَي كَبَّرَ والجمع صرارِيُّونَ ولا
يُكَسَّرُ قال العجاج جَذْبَ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ ويقال للمَلاَّح
الصَّارِي مثل القاضِي وسنذكره في المعتلّ قال ابن بري كان حَقُّ صرارِيّ أَن يذكر
في فصل صَري المعتلّ اللام لأَن الواحد عندهم صارٍ وجمعه صُرّاء وجمع صُرّاءٍ
صَرارِيُّ قال وقد ذكر الجوهري في فصل صري أَنّ الصارِيّ المَلاَّحُ وجمعه صُرّاءٌ
قال ابن دريد ويقال للملاح صارٍ والجمع صُرّاء وكان أَبو علي يقول صُرّاءٌ واحد
مثل حُسَّانٍ للحَسَنِ وجمعه صَرارِيُّ واحتج بقول الفرزدق أَشارِبُ خَمْرةٍ
وخَدينُ زِيرٍ وصُرّاءٌ لفَسْوَتِه بُخَار ؟ قال ولا حجة لأَبي عليّ في هذا البيت
لأَن الصَّرَارِيّ الذي هو عنده جمع بدليل قول المسيب بن عَلَس يصف غائصاً أَصاب
درة وهو وتَرَى الصَّرارِي يَسْجُدُونَ لها ويَضُمُّها بَيَدَيْهِ للنَّحْرِ وقد
استعمله الفرزدق للواحد فقال تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمْواجُ تَضْرِبُه لَوْ يَسْتَطِيعُ
إِلى بَرِّيّةٍ عَبَرا وكذلك قول خلف بن جميل الطهوي تَرَى الصَّرارِيَّ في
غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ تَعْلُوه طَوْراً ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا قال ولهذا السبب
جعل الجوهري الصَّرارِيَّ واحداً لما رآه في أَشعاره العرب يخبر عنه كما يخبر عن
الواحد الذي هو الصَّارِي فظن أَن الياء فيه للنسبة كلأَنه منسوب إِلى صَرارٍ مثل
حَواريّ منسوب إِلى حوارٍ وحَوارِيُّ الرجل خاصَّتُه وهو واحد لا جَمْعٌ ويدلك على
أَنَّ الجوهري لَحَظَ هذا المعنى كونُه جعله في فصل صرر فلو لم تكن الياء للنسب
عنده لم يدخله في هذا الفصل قال وصواب إِنشاد بيت العجاج جَذْبُ برفع الباء لأَنه
فاعل لفعل في بيت قبله وهو لأْياً يُثانِيهِ عَنِ الحُؤُورِ جَذْبُ
الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ اللأْيُ البُطْءُ أَي بَعْدَ بُطْءٍ أَي يَثْني هذا
القُرْقُورَ عن الحُؤُور جَذْبُ المَلاَّحينَ بالكُرُورِ والكُرورُ جمع كَرٍّ وهو
حبْلُ السَّفِينة الذي يكون في الشَّراعِ قال وقال ابن حمزة واحدها كُرّ بضم الكاف
لا غير والصَّرُّ الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فَتُصَرُّ أَي تُشَدّ وتْسْمَع
بالمِسْمَعِ وهي عروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى وأَنشد في ذلك إِنْ كانتِ
آمَّا امَّصَرَتْ فَصُرَّها إِنَّ امِّصارَ الدَّلْوِ لا يَضُرُّها والصَّرَّةُ
تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَراهة والصِّرارُ الأَماكِنُ المرْتَفِعَةُ لا يعلوها
الماء وصِرارٌ اسم جبل وقال جرير إِنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايِلُ لُؤْمَه حتى
يَزُولَ عَنِ الطَّرِيقِ صِرارُ وفي الحديث حتى أَتينا صِراراً قال ابن الأَثير هي
بئر قديمة على ثلاثة أَميال من المدينة من طريق العِراقِ وقيل موضع ويقال صارَّه
على الشيء أَكرهه والصَّرَّةُ بفتح الصاد خرزة تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ هذه
عن اللحياني وصَرَّرَتِ الناقةُ تقدَّمتْ عن أَبي ليلى قال ذو الرمة إِذا ما
تأَرَّتنا المَراسِيلُ صَرَّرَتْ أَبُوض النَّسَا قَوَّادة أَيْنُقَ الرَّكْبِ
( * قوله « تأرتنا المراسيلُ » هكذا في الأصل )
وصِرِّينُ موضع قال الأَخطل إِلى هاجِسٍ مِنْ آل ظَمْياءَ والتي أَتى دُونها بابٌ
بِصِرِّين مُقْفَلُ والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُور مثل الجُرْجور وهي
العِظام من الإِبل والصُّرْصُورُ البُخْتِيُّ من الإِبل أَو ولده والسين لغة ابن
الأَعرابي الصُّرْصُور الفَحْل النَّجِيب من الإِبل ويقال للسَّفِينة القُرْقور
والصُّرْصور والصَّرْصَرانِيَّة من الإِبل التي بين البَخاتيِّ والعِراب وقيل هي
الفَوالِجُ والصَّرْصَرانُ إِبِل نَبَطِيَّة يقال لها الصَّرْصَرانِيَّات الجوهري
الصَّرْصَرانِيُّ واحدُ الصَّرْصَرانِيَّات وهي الإِل بين البَخاتيّ والعِراب
والصَّرْصَرانُ والصَّرْصَرانيُّ ضرب من سَمَك البحر أَمْلَس الجِلْد ضَخْم وأَنشد
مَرَّتْ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ والصَّرْصَرُ دُوَيْبَّة تحت الأَرض
تَصِرُّ أَيام الربيع وصَرَّار الليل الجُدْجُدُ وهو أَكبرُ من الجنْدُب وبعض
العرب يُسَمِّيه الصَّدَى وصَرْصَر اسم نهر بالعراق والصَّراصِرَةُ نَبَطُ الشام
التهذيب في النوادر كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَة وحَبْكَرتُه حَبْكَرَة
ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصرتُه
وكَرْكَرْتُه إِذا جمعتَه ورَدَدْت أَطراف ما انتَشَرَ منه وكذلك كَبْكَبْتُه