بادَ الشّيْءُ يَبِيدُ بَوَاداً هكذا في اللِّسان - وقد أَنكرَه شيخُنا بِناءً على أَنه لم يَذكره الجوهريّ ولا أَربابُ الأَفعال ولا لقتضاه قِياس وهذا وبَيَاداً بالفتح وبُيُوداً بالضّمّ وبَيْدُودةً وهذه عن اللِّحيانيّ : ذَهَبَ وانْقَطَعَ . وبَادَيَبيدُ بَيْداً إِذا هَلَك . وبادَت الشَّمسُ بُيُوداً : غَرَبتْ حكاه سيبويه . وأَبادَه اللّه . أَهلَكَه . وفي الحديث : فإِذا هم بدِيارٍ بادَ أَهلُهَا أَي هَلكُوا وانقَرَضوا . والبَيْدَاءُ : الفَلاَةُ والمَفازةُ المَستويَةُ يُجرَى فيهَا الخَيْل وقيل : مَفازةٌ لا شيْءَ فيهَا . وقال ابن جِنّي : إِنّمَا سَمِّيَت بذلك لأَنّهَا تُبيدُ مَن يَحلُّهَا . وعن ابن شُميل : البَيْداء : المَكانُ المُستوِي المُشرف قليلةُ الشَّجَرِ جَرْداءُ تَقُودُ اليَوْمَ ونِصْفَ يومٍ وأَقلّ وإِشرافُها شيْءٌ قَليلٌ لا تَراهَا إِلاّ غَلِيظةً سَلِبةً لا تكون إِلاَّ في أَرْضِ طِينٍ ج بِيدٌ كسَّروه تَكسِيرَ الصِّفاتِ لأَنّه في الأَصْل صِفَةٌ والقِيَاس بَيْدَوَات لأَنَّه تكسير الأَسماءِ . وفي الحديث : إِنّ قوماً يَغْزُونَ البَيْتَ فَإِذا نَزَلُوا بالبَيْدَاءِ بَعَثَ اللّهُ جِبريلَ فيقول : يابَيداءُ أَبِيدِيهم . فيُخسَفُ بِهمِ أَي أَهْلكِيهم . وهي هنا اسمُ مَوضِعٍ بعَينه وهي أَرْضٌ مَلْسَاءُ بينَ الحَرَمَيءنِ الشَّريفَين بطَرَف المِيقَاتِ المدَنيّ الّذي يقال له ذو الحُليفَةِ . والبَيْدَانة : الأَتَانُ اسمٌ لها كما في الصّحاح . قال امرؤ القَيس :
فيَوماً على صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ ... ويَوْماً على بَيْدَانةٍ أُمِّ تَوْلَبِ والبيْدَانةُ : الحِمَارَةُ الوَحْشِيَّةُ أَو هي الّتي تَسْكُن البَيْدَاءَ : لا اسمٌ لها أَيْ أُضِفَتْ إِلى البيداءِ . ووَهِمَ الجوهَرِيُّ . وفي اللّسان : وفي تَسمية الأَتَانِ البَيْدَانة قَولانِ : أَحدُهما أَنّها سُمِّيَت بذلك لسكُونها البيداءَ وتكون النُّون فيها زائدة وعلى هذا القَولِ جمْهورُ أَهلِ اللُّغَة . والقَول الثاني : أَنّهَا العَظيمةُ البَدَنِ وتكون النُّون فيها أَصليّة . ج بَيْدانَاتٌ . وبَيْدَ وبَايِدَ بمعنى غَيْر يُقَال : رَجلٌ كثيرُ المال بَيْدَ أَنَّه بَخيلٌ معناه غير أَنّه بَخيلٌ حكاه ابن السِّكِّيت . وقِيل : هي بمعنَى عَلَى حكاه أَبو عُبَيْد أَي الّتي يُرَادُ منها المُصاحَبَة . قال ابن سيده : والأَوّل أَعلَى . وقد جاءَ في بعض الرِّوايات : بايْدَ أَنهم أُوتُوا الكتابَ مِن قَبْلِنَا . قال ابن الأَثير : ولم أَرَه في اللُّغة بهذا المعنَى . وقال بعضُهم : إِنّها بأَيْد أَي بقُوّة . قال أَبو عُبيد : وفيه لُغة أُخرى مَيْدَ بالميم . ويأْتي بَيْدَ بمعْنَى مِنْ أَجْل ذكرَه ابن هِشام . ومثَّله بحديث : أَنا أَفضَحُ العَرَبِ بَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيش . وطَعَامٌ بَيْدٌ : رَدِيءٌ . نقَله الصَّغانيّ . وبَيْدَانُ : اسم رَجُل حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد :
مَتى أَنفَلِتْ من دَيْنِ بَيْدَانَ لا يَعُدْ ... لبَيْدَانَ دَيْنٌ في كَرائمِ مالِيَا
علَى أَنّني قد قُلتُ مِن ثِقَةٍ بهِ ... أَلاَ إِنّمَا باعَتْ يَميِني شِمَاليَا وبَيْدَانُ : ع قال :
أَجِدَّك لن تَرَى بثُعَيلِبَاتٍ ... ولا بَيْدَانَ ناجِيةً ذَمُولاَ أَو بَيْدان ماءَةٌ لبنَي جَعفَرِ ابن كِلابٍ وقيل : جَبلٌ أَحمرُ مستطيلٌ من أَخْيِلة حَمَى ضَرِيَّة . قاله أَبو عُبيد
فصل التاءِ المثنّاة الفوقيّة مع الدّال المهملة
الأَبَدُ محرَّكَةً : الدَّهْرُ مُطلقاً وقِيل : هو الدَّهرُ الطَّويلُ الّذي ليس بمحدودٍ . ج آبَادٌ وآبدٌ ونقل الشِّهاب عن الرَّاغب أَنّ آباد مُوَلَّد ليس من كلام العرب . والأَبَدُ : الدَّائم . يقال أَبَدٌ آبِدٌ وأَبِيدٌ أَي دائمٌ . والأَبَدُ القَدِيمُ الأَزَليُّ . وقالوا في المثَل : طَالَ الأَبَدُ على لُبَد يُضْرَبُ لكلّ ما قَدُمَ . قال الرَّاغب في المفردات : الأَبَدُ بالتحريك عبارةٌ عن مُدّة الزّمانِ الممتَدّ الّذي لا يَتجزّأُ كما يتجزَّأُ الزَّمَان وذلك أَنّه يقال زمانُ كذا ولا يقال أَبدُ كذا . وكان حقُّه أَن لا يُثنَّى ولا يُجْمَع إِذْ لا يُتَصوّر حُصولُ أَبد آخرَ يُضَمّ إِليه فيُثنَّى ولكن قدْ قيل : آبادٌ وذلك على حَسبِ تَخصيصِه ببعْضِ ما يَتناولُه كتَخصِيص اسم الجِنْسِ في بعْضِه ثمّ يثنى ويُجمع على أَنّه ذكَرَ بعضُ النّاس أَن آباد مُولّد وليس من كلام العربِ الغرباءِ . والأَبَدُ : الوَلَد الّذي أَتَتْ عليه سَنَةٌ . وقولهم : لا آتِيهِ أَبَدَ أتأبدينَ كأرضكنَ - وهذه عن ألص أغانيّ وليس على النَّسب لأَنّه لو كان كذلك لكانُوا خُلَقَاءَ أَن يقولوا الأَبَدِيِّينَ . قال ابن سِيده : ولم نَسمعه . قال : وعندي أَنّه جمْع الأَبَدِ بالواو والنون على التَّشنيع والتَّعظيم كما قالوا أَرَضونَ - وأَبَدَ الأَبَدِ محرّكةً وأَبَدَ الأَبِيدِ وأَبَدَ الآبادِ - وفي شرْح شيخنا : قالوا : وقد يضافُ المُفرد لجمْعه للمبالغَة كأَنّه ثابتٌ في غيره بالنِّسبة إِليه كأَبَدِ الآبادِ وأَزَلِ الآزالِ كذا نقلَ من خطّ السَّيف الأَبهريّ . وفي شرْح الخلاطيّ أَنَّ ذِكْر الآبادِ تأْكيد كذا بخطّ الشِّهَاب . وأَبَدَ الدَّهْرِ وأَبِيدَ الأَبِيد بمعنّى أَي هذه التَّراكيبُ كلُّهَا بمعنَى تأكيد دَوامِ الأَمرِ الّذي أَتَى به . وفي حديث الحَجِّ " قال سُرَاقةُ بن مالكٍ : أَرأَيْت مُتْعَتنا هذه أَلِعامِنَا أَمْ للأَبَدِ فقال : بل هي للأَبَد وفي رواية أَمْ لأَبَدٍ ؟ فقال : بل هي لأَبد أَبدٍ وفي أُخرَى بلْ لأَبدِ الأَبَدِ أَي هي لآخرِ الدّهر . وأَبَدٌ أَبيدٌ كقولهم : دَهرٌ دَهيرٌ . والأَوابِدُ : الوُحُوشُ الذَّكرُ آبِدٌ والأُنثَى آبِدةٌ سُمِّيَت بذلك لبقائها على الأَبد . وقال الأَصمعيّ لأَنَّها لم تَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهَا قطّ إِنّمَا مَوتُها عن آفَةِ وكذلك الحَيّةُ فيما زَعَمُوا كالأُبَّدِ بضمّ فتشديد والأُبُودُ كالأَوابِد . قال ساعدة بن جؤية :
أَرَى الدّهْرَ لا يَبقَى على حَدَثَانِه ... أُبُودٌ بأَطْرَافِ المَنَاعَة جَلْعَدُ
ومن المجاز : جاءَ فُلانٌ بآبِدةٍ أَي داهِيَة يَبقَى ذِكْرُهَا على الأَبَد وجمْعها الأَوابِد وهي الدَّوَاهِي والأَوابِد أَيضاً : القَوافِي الشُّرَّدُ مَجاز . قال الفرزدق :
لن تُدرِكُوا كَرَمي بلُؤْمِ أَبيكُم ... وأَوابدي بتَنحُّلِ الأَشعارِوأَبِدَ عليه كفَرِحَ : غَضِبَ كعَبِدَ وأَمِدَ ووَمِدَ ووَبِدَ أَبَداً وعَبَداً وأَمَداً ووَمَداً ووَبَداً . وأَبِدَ البَهِيمُ يَأْبَد أُبُوداً وتأَبّدَ تأَبُّداً : تَوَحَّشَ . والتّأَبُّد : التّوحُّشُ وكذلك أَبِدَ الرّجلُ بالكسر : تَوحّشَ فهو أَبِدٌ . وأَتَانٌ اَبِدٌ . في كلِّ عامٍ تلِد عن ابن شُميل . وقال أَبو منصور : أَمَةٌ إِبِدٌ كإِبلٍ مسموعان . وعن أَبي مالكٍ : ناقةٌ أَبِدُ مثْل كَتِف . ورُوِيَ إِبْدٌ مثْل قنْوٍ قال الأَزهريّ : وأَحسبهما لُغتين أَي وَلُودٌ قال ابنُ شُميل . وليس في كلام العرب فِعلٌ إِلاَّ إِبِدٌ وإِبِلٌ ونِكِحٌ وخِطِبٌ إلاَّ أَن يَتكلَّف متكلَّف فيَبنِيَ على هذه الأَحْرف ما لم يُسمعْ عن العرب . قال أَبو منصور : إِبِدٌ وإِبِلٌ مسموعانِ وأَمّا نِكِحٌ وخِطِبٌ فما سَمِعتُهمَا ولا حَفظتهما عن ثِقةٍ ولكن يقال : نِكْحٌ وخِطْبٌ . والإِبِدٌ بكسرتين الجَوارِح من المَالِ . وهي الأَمَةُ والفرُس الأُنثَى والأَتَانُ المتَوحِّشة يَسكُنَّ البيداءَ يُنْتَجْن في كلّ عامٍ . وقالوا : لن يَبلَغَ الجَدّ النَّكِد إِلاّ الإِبِد في كلِّ عامٍ تَلِد . والإِبِدَانِ : الأَمَةُ والفَرَسُ الأُنثَى لأَنَّهما تأْتيانِ كلَّ عامٍ بولَدٍ و . قال أَبو مالك : ناقةٌ إِبِدَةٌ : وَلُودٌ وقد رُويَ بفتْح الهمزة أَيضاً . والأَبْيَدُ كحَيْدَرٍ : نَبَاتٌ مثْل زَرْع الشَّعير سوَاءً وله سُنْبلة كسُنْبُلةِ الدُّخْنَةِ فيها حَبٌّ صِغارٌ أَصغَرُ من الخَرْدَل أُصيْفِرُ وهي مَسمَنَةٌ للمال جِدّاً عن أَبي حنيفة . وأُبَّدَةُ كقُبَّرةٍ : د بالأَندلُس وصَرَّح الحافظ ابنُ حَجر كالحافظ الذَّهبيّ وغيرهما بأَنّ دال أُبَّدة معجمة وصَرَّحَ به البدْر الدّمامينيّ في حَواشِي المغنِي . قلت : وفي لُبّ الُّلباب والتكملة إِهمال الدال كما للمصنّف . ومَأْبِدٌ كمَسجدٍ : ع بالسَّرَاة وهو جَبَلٌ وغلِطَ الجَوهريُّ فذكره في ميد وقد سَبقَه في هذا التغليط الصّاغانيّ في التكملة وقد ضبط بالتحتيّة - على ما ذَهبَ إِليه الجوهريّ - في المعجم وفي المراصد فلا غلطَ كما هو ظاهرٌ وتَصحّضفَ عليه في الشِّعر الذي أَنشَدَه أَيضاً كما سيأْتي إِنشاده في ميد إِنْ شاءَ اللّه تعالى لأَبي ذُؤَيب الهُذليّ . وقد يقال : قد رُوِيَ بهما فلا غَلَطَ ولا وَهَمَ . وأَبِدَ الرَّجلُ وتَأَبَّدَ : تَوحَشَ . وتأَبَّد المَنْزِلُ : أَقْفَرَ وأَلِفَتْه الوُحُوشُ . وتأَبَّدَ اوَجْهُ : كَلِفَ ونَمِشَ . وتأَبَّدَ الرَّجلُ : طالتْ غُرْبَتُه وفي نُسخة : عُزْبَته بالعَيْن المهملة والزّاي وهو الصواب وقَلَّ أَرَبُهُ أَي حاجتُه في النِّساءِ وليس بتصحيف تأَبَّلَ قاله الصّاغانيّ . وأَبَدَت البَهيمةُ تَأْبدُ بالكسر وتَأْبُدُ بالضّمّ : تَوَحَّشَت وكذا تأَبَّدَتْ . وأَبَدَ بالمَكَانِ يَأْبِدُ بالكسر أُبُوداً بالضّمّ : أَقامَ به ولم يَبرَحْهُ . وأَبَدْت به آبُدُ أُبُوداً كذلك ومن المَجاز : أَبَدَ الشَّاعرُ يَأْبِدُ أُبُوداً إِذا أَتَى بالعَويصِ في شَعرِه وهي الأَوابدُ والغرائبُ وما لا يُعرَف مَعناهُ على بادِيءِ الرَّأْي . ونَاقَةٌ مُؤبَّدة إِذا كَانَتْ وَحْشِيَّةً مُعتاصَةً من التأْبُّد وهو التّوحُّش . والتَّأْبِيد : التَّخْلِيد ويقال وَقَفَ فُلانٌ أَرضَه وَقْفاً مُؤبَّداً إِذا جعَلَها حَبيساً لا تباعُ ولا تُورَث . ومن المَجاز : جاءَ فُلانٌ بآبِدة أَي بأَمْر عظيمٍ تَنفِر منه وتَستوْحِش . والآبِدَة : الكلمة أَو الفَعْلَةُ الغريبةُ والدَّاهِيَةُ يَبْقَى ذِكرُهَا أَبداً أَي على الأَبدِ . ومما يستدرك عليه : الأَوابِدُ للطَّيْر المقِيمةِ بأَرْضٍ شِتَاءَهَا وَصَيْفَهَا من أَبَدَ بالمكان يأَبِد فهو آبِدٌ . فإِذا كانت تَقْطَع في أَوْقاتها فهي قَوَاطِعُ . والأَوابَدُ ضِدُّ القواطِع من الطّيْر . وقال عُبَيْد بن عُمير : الدُّنيَا أَمَد والآخرةُ أَبَد . وأَبِيدَةُ : كسَفينة : مَوضعٌ بين تَهامةَ واليمنِ . قال :