زَالَهُ عن مَكانِهِ يَزِيلُهُ زَيْلاً لُغَةٌ في أَزَالَهُ كما قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : صَوابُهُ زِلْتُهُ زَيْلاً : أي أَزَلْتُهُ وزِلْتُه زَيْلاً : أي مِزْتُه . وفي المُحْكَم : زَالَ الشَّيَْ زَيْلاً وأَزَالَهُ إِزَالَةً وإِزَالاً وهذه عن اللِّحْيانِيِّ : أي فَرَّقَهُ وتَزَيَّلُوا تَزَيُّلاً وتَزْييلاً وهذه حِجَازِيَّةٌ رَوَاها اللِّحْيانِي قالَ : ورَبِيعَةُ تَقُولُك تَزَايَلُوا تَزَايُلاً : أي تَفَرَّقُوا وأَنْشَدَ لِلْمُتَلَمّسِ :
أَحارِثُ إِنَّا لو تُسَاطُ دِمَاؤُنَا ... تَزَيَّلْنَ حَتَّى ما يَمَسَّ دَمٌ دَمَا ويُرْوَى : تَزَايَلْنَ وقولُهُ تَعالى : " لَوْ تزَيَّلُوا لَعَذَّبْنا الَّذِين كَفَرُوا " يقُولُ : لو تَمَيَّزُا . وزِلْتُه أَزِيلُهُ زَيْلاً فلم يَنْزَلْ : أي مِزْتُهُ فلم يَنْمَزْ يُقالُ : زِلْ ضَأْنَكَ مِنْ مِعْزَاكَ أي مِزْهُ وأَبِنْ ذَا مِن ذا . وزَيَّلَهُ تَزْيِيلاً فتَزَيَّلَ : فَرَّقَهُ فتَفَرَّقَ ومنه قولُه تَعالى : فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُم " وهو عَلى التَّكْثِيرِ فيمَن قال : زِلْتُ مُتَعَدٍّ نحو مِزْتُهُ ومَيَّزْتُهُ قالَهُ الرَّاغِبُ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : أمَّا زَالَ يَزِيلُ فإِنَّ الفَرَّاءَ قالَ في قَوْلِهِ تَعالى : " فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ " . لَيْسَتْ مِنْ زُلْتُ وإِنَّما هي مِنْ زِلْتُ الشَّيْءَ فَأنَا أَزِيلُهُ إِذا فَرَّقْتَ ذَا مِن ذا وقال : " فَزَيَّلْنَا " لِكَثْرَةِ الفِعْلِ ولو قَلَّ لقُلْت : زِلْ ذَا مِن ذا كَما تَقُولُ : مِزْ ذَا مِنْ ذَا قال : وقَرَأَ بَعْضُهُم : " فَزَايَلْنَا بَيْنَهُم " وهو مِثْلُ قَوْلِكَ : لا تُصَعِّرْ ولا تُصاعِرْ . وقال القُتَيْبِيُّ في تفْسِيرِ قولِهِ تَعالى : " فَزَيَّلْنَا " أي فَرَّقْنا وهو مِن زَالَ يَزُولُ وأَزَلْتُهُ أَنا . قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا غَلَطٌ مِن القُتَيْبِيِّ ولم يُمَيِّزْ بَيْنَ زَالَ يَزُولُ وزَالَ يَزِيلُ كَما فَعَلَ الفَرَّاءُ وكانَ القُتَيْبِيُّ ذا بَيَانٍ عَذْبٍ وقد نَحِسَ حَظُّهُ مِنَ النَّحْوِ ومَعْرِفَةِ مَقايِيسِهِ . وزَايَلَهُ مُزَايَلَةً وزِيَالاً : فَارَقَهُ وانْزَالَ عنه والحَبِيبُ المُزَايلُ : المُبايِنُ ويُقالُ : خَالِطُوا النَّاسَ وزَايِلُوهُم أي فارِقُوهُم في الأَفْعالِ . والزِّيالُ : افِراقُ والتَّزَايُلُ : التَّبَايُنُ قالَ أبو ذُؤَيْبٍ :
إلى ظُعُنٍ كالدَّوْمِ فيها تَزَايُلٌ ... وهِزَّةُ أَحْمَالٍ لَهُنَّ وَشِيجُ ومِنَ المَجازِ : التَّزَايُلُ الاحْتِشامُ وهو مُتَزَايِلٌ عنه أي : مُحْتَشِمٌ لأَنَّهُ إِذا احْتَشَمَهُ بايَنَهُ بِشَخْصِهِ وانْقَبَضَ عنه ويُقالُ : أَنا أَتَزايَلُ عَنْكَ فلا أَتَجَاسَرُ عَلَيْكَ كَما في الأَساس . والزَّيْلُ مُحَرَّكَةً : تَباعُدُ ما بَيْنَ الفَخِذَيْنِ كالْفَحْجِ وهو أَزْيَلُ الفَخِذَيْنِ مُنْفَرِجُهُما وفي حديثِ المَهْدِي : أَجْلَى الْجَبِينِ أَقْنَى الأَنْفِ أَزْيَلُ الْفَخِذَينِ أَفْلَجُ الثَّنَايَا بِفَخِذِهِ الأَيْمَنِ شَامَةٌ . والْمِزْيَلُ والمِزْيَالُ كمِنْبَرٍ ومِحْرَابٍ : الرَّجُلُ الكَيِّسُ اللَّطِيفُ وفي حديثِ مُعَاوِيَةَ : أنَّ رَجُلَيْنِ تَدَاعَيَا عندَه وكانَ أَحَدُهُما مِخْلَطاً مِزْيَلاً . قالَ ابنُ الأَثِيرِ : المِزْيَلُ هو الجَدِلُ في الخُصُومَاتِ الذي يَزُولُ مِنْ حُجَّةٍ إلى حُجَّةٍ . قلتُ : فَإِذَنْ يُذْكَرُ في زَول وهكذا نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ ولكنَّ الزَّمَخْشَرِيِّ ذَكَرَهُ في ز ي ل كالمُصَنِّفِوما زِلْتُ أَفْعَلُهُ كَما تَقُولُ : ما بَرِحْتُ ومُضَارِعُهُ : أَزالُ وأَزِيلُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : وقَلَّما يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلاَّ بِحَرْفِ النَّفْيِ قالَ ابنُ كَيْسَانَ : ليسَ يُرادُ بِما زَالَ ولا يَزالُ الْفِعْلُ مِن زَالَ يَزُولُ إِذا انْصَرَفَ مِنْ حالٍ إلى حالٍ وزَالَ عَن مَكانِهِ ولكنَّهُ يُرادُ بِهِما مُلازَمَةُ الشَّيْءِ والحالُ الدَّائِمَةُ . انتهى فهي والتَّامَّةُ مُخْتَلِفَانِ في الْمَادَّةِ تِلْكَ مُركَّبَةٌ من ز و ل وهذه من ز ي ل أو النَّاقِصَةُ مُغَيّرَةٌ مِن التَّامَّةِ بَنَوْهَا على فَعِلَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ بَعْدَ أَنْ كانَتْ مَفْتُوحَةً أو هيَ مِنْ زَالَهُ يَزِيلُهُ إذا مازَهُ وقال الرَّاغِبُ : قَوْلُهم : ما زَالَ ولا يَزَالُ أُجْرِيَا مُجْرَى كان وفي رَفْعِ الاِسْمِ ونَصْبِ الخَبَرِ وأَصْلُهُ مِن الياءِ لِقَوْلِهِم : زِيلَتْ : أي ما بَرِحَتْ ولا يَصِحُّ أَن يُقال : ما زالَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً كَما يُقالُ : ما كَانَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً وذلكَ أَنَّ زَالَ يَقْتَضِي مَعْنَى النَّفْيِ إِذْ هُنَ ضِدُّ الثَّباتِ وما ولا يَقْتَضِيَانِ النَّفْيَِ والنّفْيانِ إذا اجْتَمَعَا اقْتَضَيَا الإِثْبَاتَ فصارَ قَوْلُهم : ما زال يَجْرِي مَجْرَى كانَ في كَوْنِهِ إِثْباتاً وكَما لا يُقالُ : كَانَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً لا يُقالُ : ما زَالَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً . وما زِلْتُ بِزَيْدٍ وما زِلْتُ وَزَيْداً حَتَّى فَعَل ذلك زِيَالاً أي بِزَيْدٍ حَكاهُ سِيبَوَيه . وحَكَى بعضُهم : زِلْتُ أَفْعَلُ بِمَعْنَى : ما زِلْتُ أَفْعَلُ وهو قَلِيلٌ . ويُقالُ : ما زِيْلَ فُلانٌ يَفْعَلُ كذا لُغَةٌ في : ما زَالَ حَكاهُ أبو الخَطَّابِ الأَخْفَشِ وهذا كَما يُقالُ : في كادَ : كَيْدَ ومنهُ قَوْلُ الهُذَلِيُّ :
وكِيدَ ضِبَعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتِي ... وكِيدَ خِرَاشٌ يَوْمَ ذلكَ يَيْتَمُ وقولُه : عَنْهُ أي عن الأَخْفَشِ ولم يَتَقَدَّمْ له ذِكْرٌ فهوَ مُسْتَدْرَكٌ زَائِدٌ فَتَنَبَّهْ لذلك . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : المُتَزَايِلَةُ مِنَ النَّساءِ : التي تَسْتُرُ وَجْهَهَا عَنْكَ . وزِيلَ زَوِيلُهُ أي ذهَبَتْ حَرَكَتُهُ وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : أي اسْتُفِزَّ مِن الْفَرَقِ وهو مِن إِسْنادِ الفِعْلِ إِلَى مَصْدَرِهِ ومِنهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السَّابِقُ : زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها . أي زِيلَ قَلْبُها مِنَ الْفَزَعِ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : ويَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ زِيلَ في البَيْتِ مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ مِن زَالَهُ اللهُ والزَّوِيلُ بِمَعْنَى الزَّوَالِ وأَنْ يَكُونَ زِيلَ لُغَةٌ في زَالَ ويَدُلُّ عَلى صِحَّةِ ذلكَ أنَّهُ يُرْوَى : زِيلَ مِنَّا زَوَالُها وزَالَ مِنَّا زَوِيلُها قالَ : فهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّ زِيلَ بِمَعْنى زَالَ المَبْنِيِّ لِلْفَاعِلِ دُونَ المَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ
فصل السين المهملة مع اللام
الأَزْلُ بالفتحِ : الضِّيقُ والشدَّة والقحْطُ
وأَزْلٌ أَزِل ككتِفٍ صوابُه بالمَدِّ مُبالغُة أي شِدًّةٌ شدِيدَة قال :
" ابْنا نِزارِ فَرّجًا الزَّلازلا
" عَنِ المُصَلِّينَ وأَزْلاً آزِلا والإِزْلُ بالكسرِ : الكذِبُ قال عَبدُ الرّحْمنِ بنُ دارَة الغطفانيُ :
يَقُولُون إِزْلٌ حُبُّ جُمْلٍ ووُدُّها ... وقد كذبُوا ما في مَوَدَّتِها إِزْلُ
فَيا جُمْلُ إِنّ الغِسل ما دُمْتِ أَيمًا ... عَليَ حَرامٌ لا يَمَسنِيَ الغِسلُ والأَزْلُ أَيْضاً : الدَّاهِيَةُ لِشِدَّتِها
والأَزَلُ بالتَّحْرِيكِ : القِدَمُ الذي ليس له ابْتِداءٌ وهو أَيْضًا : اسْتِمرارُ الوُجُودِ في أَزْمِنةٍ مُقَدّرَةٍ غير مُتناهِيَةٍ في جانِبِ الماضِي كما أَنّ الأبَدَ : اسْتِمْرارُه كذلك في المآلِ كذا في تعْرِيفاتِ المناوِيّ
وهو أَزلِيٌ مَنْسوبٌ إِلى الأَزَلِ وهو ما ليسَ بمَسبُوقٍ بالعَدَم والمَوْجُودُ ثلاثةُ أَقْسامٍ لا رابعَ لها : أزلِيٌ أَبَدِيٌّ وهو الحَقُّ سُبحانه وتعالى ولا أَزلِيٌ ولا أَبَدِيٌّ وهو الدُّنْيا وأَبَدِيٌّ غيرُ أَزلِي وهو الآخِرَةُ وعَكْسُه محالٌ ؛ إِذ ما ثبَت قِدَمُه اسْتحال عَدَمُه وصَرَّحَ أَقوامٌ بأَنَّ الأَزلِيَ ليس بعَرَبي
أَو أَصْلُه يَزَليٌ مَنْسُوبٌ إِلى قوْلِهم للقدِيمِ : لم يَزلْ ثمّ نُسِبَ إِلى هذا فلم يَسُتقِيم إِلا باخْتِصارٍ فقالوا : يَزلِيٌ ثم أبْدِلتِ الياءُ أَلِفًا للخِفَّةِ فَقالُوا : أَزلِيٌ كما قالُوا في الرّمْحِ المَنْسُوبِ إِلى ذِي يَزن أَزنيٌ وِإلى يَثْرِبَ نصْلٌ أَثْرَبيٌّ نقله الصاغانيُ هكذا عن بعضِ أَهْلِ العِلْمِ
وفي الأَساسِ : وقوْلُهم : كان في الأَزَل قادِرًا عالِمًا وعِلْمُه أَزلِي وله الأَزلِيَّةُ مَصْنُوعٌ ؛ لا مِنْ كلامِهِم ولعَلَّهُم نظرُوا إِلى لفْظِ لم يَزلْ
قال شيخُنا : وقال قومٌ : هو مُشْتقٌّ من الأَزْلِ وهو الضِّيقُ ؛ لضِيقِ العَقْلِ عن إِدْراكِ أَوَلِه
وسنَةٌ أَزُولٌ كصَبُور : شدِيدةٌ أُزْلٌ بالضَّمِّ
وأَزَلَه يَأْزِلُه أَزْلاً : حَبَسَه ومَنَعَه وضَيَّقَ عليهِ من شِدَّةٍ وخَوْفٍ
وقالَ اللَّيْثُ : أَزَلَ الفَرَسَ يَأْزِلُه أَزْلاَ : قَصَّرَ حَبلَه ثم سيّبَه في المَرعَى فهو مَأْزُول قال أَبو النَّجْمِ :
" يَسُفنَ عِطفى سَنِمٍ هَمَرجَلِ
" لَمْ يُرعَ مَأْزُولاً ولم يُستَهْمَلِ وأَزَلُوا أَمْوالَهُم إِذا لَم يُخْرِجُوهَا إِلى المَرعَى خَوْفًا أَو جَدْبًا
وأَزَلَ فُلانٌ يَأْزِلُ أَزْلاً : صارَ في ضِيقٍ وجَدْبٍ قالَ أَبو مُكْعِتٍ الأَسَدِيُّ :
ولَيَأْزِلَنَّ وتَبكُوَنَّ لِقاحُه ... ويُعلِّلَنَّ صَبِيَّه بسَمَارِ ويروَى وليُؤْزَلَنَّ
والمَأْزِلُ كمَنْزِلٍ : المَضِيقُ كالمَأزِقِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ :
" إِذا دَنَتْ من عَضُدٍ لَم تَزْحَلِ
" عَنْه وِإن كانَ بَضَنْكٍ مَأزِلِ وقالَ اللِّحْيانِيُ : المَأْزِلُ : موضِعُ القِتالِ إِذا ضاقَ
وتَأَزَّلَ صَدْرُه : ضاقَ مثلُ تَأَزَّقَ عن الفَرّاءِ
وأزال كسَحابٍ ورُوِيَ أيْضًا ككِتابٍ عن نَصْرٍ : اسْمُ صَنْعاءِ اليَمَنِ في الجاهِلِيَّةِ الجَهْلاءِ وفي بعضِ تَوارِيخِ اليَمَنِ رُوِيَ عن وَهْبِ بنِ مُنَبّهٍ أَنّه وَجَدَ في الكُتُبِ القَدِيمَةِ التي قَرَأَها : أَزال أَزال كلّ عليك وأَنَا أَتَحَنَّنُ عليك أَو أَزالُ : اسم بانِيها وهو ابنُ يَقْطُنَ ابنِ عابَرَ بنِ شالَخَ بنِ أَرفَخْشَذَ وهو والِد صَنْعاءَ وكانَ أوّلَ من بَناهَا أَزالُ ثم سُمِّيَتْ باسمِ ابْنِه لأَنَّه مَلَكَها بَعْدَه فغَلَبَ اسمُه عليها نَقَلَه ياقُوت ويُروَى عن ابْنِ أبي الروم أَنّ صَنْعاءَ كانت امْرَأَةً مَلِكَةً وبها سُمِّيَتْ صَنْعاءُ فتَأَمَّلْ ذلك
ومما يستدرك عليه : أزِلَ النّاسُ كعُنيَ : أي قُحِطُوا وفي حَدِيثِ الدَّجّالِ وحَصْرِه المُسلِمِينَ في بيت المَقْدِسِ : فيُؤْزَلُونَ أَزْلاً شَدِيدًا أي يُضَيَّقُ عليهم
وقال الجمَحِي : الآزِلُ : الذي لا يَستَطِيعُ أَن يَخْرُجَ من وَجَعٍ أَو مُحْتَبَسٍ وبه فُسِّرَ قولُ أسامَةَ الهُذَلِيِّ :
مِنَ المُربَعِينَ ومِنْ آزِلٍ ... إِذا جَنَّهُ اللَّيلُ كالنّاحِطِ وقِيلَ : من آزِلٍ أي : من رَجُلٍ في ضِيقٍ من الحُمَّى
وأَزَلَهُم اللّه أي : أَقْحَطَهُم . وفي الحَدِيث أَصابَتْنا سَنَةٌ حَمراءُ مُؤْزِلَةٌ
وأَزِيلَى : مَدِينَةٌ بالمَغْرِبِ وسَيَأْتِي ذكرها في أَ ص ل وقالَ ياقُوت : أَزِيلَى : مَدِينَةٌ في بلادِ البَربَرِ بعد طَنْجَةَ في زاوِيَةِ الخَلِيجِ المادِّ إِلى الشّامِ وقال ابنُ حَوْقَل : الطَّرِيقُ من بَرقَةَ إِلى أزِيلَى على ساحِلِ بَحْرِ الخَلِيج إِلى فم البَحْرِ المُحِيطِ ثم تَعْطِفُ على البَحْرِ المُحِيطِ يَساراً
وأَصْبَحَ القومُ آزِلِينَ أي : في شِدَّةٍ
وآزَلَت السَّنَةُ : اشْتَدَّتْ
والأَزْلُ : شِدَّةُ اليَأْسِ
وقولُ الأَعْشَى :
ولَبُونِ مِعْزابٍ حَوَيْتَ فأَصْبَحَتْ ... نُهْبَى وآزِلَةٍ قَضَبتَ عِقالَها الآزِلَةُ : هي المَحْبُوسَةُ التي لا تَشرَحُ وهي مَعْقُولَةٌ لخَوْفِ صاحِبِها عليها من الغَارَةِ
ومَأْزِلُ العَيشِ : مَضِيقُه عن اللِّحيانيِّ
الزَّوَالُ : الذّهابُ والاسْتِحالَةُ والاضْمِحْلاَلُ ومنه : الدَّنيَا وَشِيكَةُ الزَّوَالِ . وزَالَ الشَّيْءُ عَن مَكانِهِ يَزُولُ هذا هو الأَكْثَرُ ويَزالُ وهي قَلِيلَةٌ عن أبي عَلِيِّ قالَ شيخُنا : كَلامُهُ فيه إِجْمَالٌ وأَبو عَلِيٍّ جعَلَهُ مُضارِعاً لِزَالَ كخَافَ على القِياسِ وكَلامُهُ كالصَّرِيحِ في أَنَّهُ مُضارِعُ زَالَ بالفَتْحِ كقالَ وليسَ كذلك غذْ لا مُوجِبَ لِفَتْحِ الماضِي والمُضارِعِ كما لا يَخْفَى واللهُ أعْلَمُ زَوَالاً وزُؤَُولاً كقُعُودٍ هذه عن اللِّحْيَانِيِّ وزَوِيلاً كَأَمِيرٍ وزَوْلاً بالفَتْحِ كَما يَقْتَضِيهِ اصْطِلاحُهُ وفي بَعْضِ النُّسِخِ : بِالضَّمِّ وزَوَلاَناً مُحَرَّكَةً وهذهِ عن ابْن الأَعْرابِيِّ . وازْوَلَّ ازْوِلاَلاً كاحْمَرَّ احْمِرَاراً هكذا في النُّسَخِ وفي العُبابِ : ازْوَأَلَّ مِثْلُ اطْمَأنَّ إذا تَنَحَّى وبَعُدَ . وأَزَلْتُهُ إِزَالَةً وَزَوَّلْتُهُ تَزْوِيلاً : إذا نَحَّيْتُهُ فَانْزَالَ . وزِلْتُهُ بالكَسْرِ أَزَالُهُ وأَزِيلُهُ وزُلْتُ عَنْ مَكانِي بالضَّمِّ أَزُولُ زَوَالاً وزُؤُولاً كقُعُودٍ وأَزَلْتُهُ إِزَالَةً كُلُّ ذلكَ عَنِ اللِّحْيانِيّ . وزَالَ المُلْكُ زَوَالاً وزَالَ زَوَالُهُ إِذا دُعِيَ لَهُ بالإِقامَةِ . وأَزَالَ اللهُ تَعالَى زَوَالَهُ وزَالَ اللهُ زَوَالَهُ : دُعَاءٌ عليهِ بالْهَلاكِ والبَلاءِ عن ابنِ السِّكِّيتِ أي أَذْهَبَ اللهُ حَرَكَتَهُ وتَصَرُّفَهُ كَما يُقالُ : أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَهُ وزَالَ زَوَالُهُ أي ذَهَبَتْ حَرَكَتْهُ وقَوْلُ الأَعْشِى :
هذا النَّهارُ بَدَالَهَا مِنْ هَمَّهَا ... ما بالُها باللِّيْلِ زالَ زَوالَهَا قِيلَ : مَعْناهُ زَالَ الْخَيالُ زَوالَها قالَ ابْن الأَعْرابِيِّ : وإِنَّما كَرِهَ الخَيالَ لأَنَّهُ يَهِيجُ شَوْقَهُ وقد يكونُ عَلى اللُّغَةِ الأَخِيرَةِ أي أَزَالَ اللهُ زَوَالَها ويُقَوِّي ذلك رِوَايَةُ أَبي عَمْرٍو : زَوالَها ويُقَوِّي ذلك رِوَايَةُ أَبِي عَمْرٍو : زَوَالُها بالرَّفْعِ عَلى الإِقْواءِ وقالَ : هذا مَثَلٌ قَدِيمٌ تَسْتَعْمِلُهُ العَرَبُ هكذا بالرَّفْعِ فسَمِعَهُ الأَعْشَى فَجَاءَ بِهِ عَلى اسْتِعْمالِهِ كقَوْلِهِم : الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ وأطْرِقْ كَرَا وغَيْرُ أَبِي عَمْرٍو رَوَى هذا المَثَلَ بالنَّصْبِ بِغَيْرِ إِقْواءٍ عَلى مَعْنَى زَالَ عَنَّا طَيْفُها باللَّيْلِ كَزَوَالِها هي بالنَّهَارِ . والزَّوائِلُ : الصَّيْدُ جَمْعُ زَائِلَةٍ ومِن المجازِ : هو رَامِي الزَّوائِلِ إذا كان َطَبَّاً بإِصٍباءِ النِّساءِ إِلَيْهِ ومنه قولُ ابنُ مَيَّادَةَ :
" وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوائِلَ مَرَّةًفَأَصْبَحْتُ قد وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوائِلِ
وعَطَّلتُ قَوْسَ الجَهْلِ عَنْ شَرَعاتِها ... وعادَتْ سِهامِي بَيْنَ رَثَّ ونَاصِلِ هذا رَجُلٌ كانَ يَخْتِلُ النِّساءَ في شَبِيبَتِهِ بِحُسْنِهِ فلمَّا شَابَ وأَسَنَّ لم تَصْبُ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ والشَّرَعَاتُ : الأَوْتارُ . ومن المَجازِ : الزَّوائِلُ النُّجُومُ لِزَوالِها مِن المَشْرِقِ والمَغْرِبِ في اسْتِدارَتِها ومن مَجازِ المَجازِ زَالَ النَّهارُ زَوالاً : ارْتَفَعَ وقِيلَ ذَهَبَ وقِيلَ : بَرَحَ قالَ زُهَيْرٌ :
كأَنَّ رَحْلِي وقد زَالَ النَّهارُ بِنَا ... يَوْمَ الجَلِيلِ على مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ ومن المَجَازِ : زَالَتِ الشَّمْسُ زَوَالاً وزُوولاً كقُعُودٍ بِلاَ هَمْزٍ كذلك نَصَّ عليهِ ثَعْلَبٌ وزِئَالاً ككِتَابٍ وزَوَلاَناً مُحَرَّكَةً : زَلَّتْ ومالَتْ عَنْ كَبِدِ السَّماءِ ومنه : زالَ النَّهارُ وزالَ الظِّلُّ . غَيْرَ أَنَّهُم لَم يَقُولُوا في مَصْدَرِهِما : زَوولاً كما قالوا في الشَِّمْسِ . ومن المَجازِ : زَالَتِ الْخَيْلُ بِرُكْبَانِها زِئَالاً : أي نَهَضَتْ كقَوْلِهِ :
............ . وقَدْ ... زَالَ الْهَمالِيجُ بالفُرْسانِومن المَجازِ : زَالَ زَائِلُ الظِّلِّ أي قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وعَقَلَ . ويُقالُ : زالَتْ ظُعُنُهمْ زَيْلُولَةً كقَيْلُولَةٍ : إذا ائْتَوَوْا مَكانَهُم ثُمَّ بَدا لَهُمْ وقولُه : عَنْهُ أَي عَن اللِّحْيانِيِّ ولم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهُ تَبِعَ عِبارَةَ المُحْكَمِ ونَصُّها بَعْدَ ما ذَكَرَ : وهذه عن اللِّحْيانِيِّ وزَالَتْ ظُعُنُهمْ إلى أَنْ قال : ثُمَّ بَدَالَهُمْ عنه أَيْضاً أي عن اللِّحْيانِيِّ كذلك وهو صَحِيحٌ وأَمَّا في سِيَاقِ المُصَنِّفِ فالصَّوابُ حَذْفُ لَفْظِةِ عَنْهُ فتَنَبَّهْ لذلك . وزَاوَلُهُ مُزَاوَلَةً وزِوَالاً بالكسرِ : عَالَجَهُ وحاوَلَهُ وطالَبَهُ وكُلُّ مُحاوِلٍ مُطالِبٍ مُزَاوِلٌ . ومِنَ المَجازِ : هو يزَاوِلُ حاجَةٌ لَه أي يُحَاوِلُها ويُقالُ : هو مُمَارِسٌ لِلأَعْمالِ ومُزَاوِلُها . ومَلِلْتُ مُزَاوَلَةَ هذا الأَمْرِ . وتُقولُ : ما زَالَ هذا الأَمْرُ مُدَاوَلاً فيهم أي مُزَاوَلاً بأيْدِيهِمْ . قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا كُلُّهُ مِن : زالَ يَزُولُ زَوْلاً وزَوَلاَناً . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لابْنِ خَارِجَةَ :
فَوَقَفْتُ مُعْتَاماً أَزْاوِلُها ... بِمُهَنَّدٍ ذِي رَوْنَقٍ عَضْبِ وقالَ رَجُلٌ لآخَرَ عَيَّرَهُ بالجُبْن : واللهِ ما كُنْتُ جَباناً ولكنِّي زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلاً . قالَ زُهَيْرٌ :
فَبِتْنا وُقُوفاً عِنْدَ رَأْسِ جَوَادِنَا ... يُزاوِلُنا عَنْ نَفْسِهِ ونزُاوِلُهْ وتَزَوَّلَهُ وزَوَّلَهُ : أِجادَهُ هكذا في النُّسَخِ والصَّابُ : أَجاءَهُ هكذا حَكاهُ الفَارِسِيُّ عن أبي زَيْدٍ . ومِنَ الْمَجازِ : الزَّوْلُ : العَجَبُ يُقالُ : هذا زَوْلٌ مِنَ الأَزْوالِ . أي عَجَبٌ مِنَ العَجَائِبِ . والزَّوْلُ : الصَّقْرُ . وأيضاً . وأَيْضاً : فَرجُ الرَّجُل . وأيضاً : الشُّجَاعُ الذي يَتَزايَلُ النَّاسُ مِنْ شَجَاعَتِهِ . وأيضاً : ع باليَمَنِ . وأيضاً : الرَّجُلُ الْجَوادُ والجَمْعُ أَزْوالٌ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ لِكَثِيْرِ بن مَزَرِّدٍ :
" لقد أَروحُ بالكِرامِ الأَزْوالْ
" مُعدِّياً لِذَاتِ لَوْثٍ شِمْلاَلْ ومِنَ الْمَجازِ : الزَّوْل الشَخْصُ . وأَيْضاً : البَلاَءُ . وأَيضاً : الْخَفِيفُ وأَنْشَدَ الْقَزَّازُ :
تَلِينُ وتَسْتَدْنِي لَهُ شَدَنِيَّةٌ ... مَع الْخَائِفِ العَجْلانِ زَوْلٌ وُثُوبُهَا وهو أَيْضاً : الظَّرِيفُ مِن الرِّجالِ قال ابنُ السِّكِّيتِ : يُعْجَبُ مِن ظَرْفِهِ . وقِيلَ : هو الفَطِنُ وقد زَالَ يَزُولُ : إذا تَظَرَّفَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وهي زَوْلَةٌ بِهَاءٍ يُقالُ : امْرَأَةٌ زَوْلَةٌ إِذا كانت بَرْزَةً لِلْرِجالِ وقِيلَ : هي الفَطِنَةُ الدَّاهِيَةُ وقِيلَ : هي الظَّرِيفَةُ . ووَصِيفَةٌ زَوْلَةٌ : نَافِذَةٌ في الرَّسائِلِ . ج : أَزْوَالٌ يُقالُ : فِتْيَةٌ أَزْوَالٌ وفَتَياتٌ زَوْلاَتٌ . وتَزَوَّلَ الْفَتَى إِذا تَنَاهَى ظَرْفُهُ . ويُقالُ : زَالَهُ وانْزَالَ عنه إِذا فَارَقَهُ الأَخِيرُ مُطاوعٌ لأَزَالَهُ وزَوَّلَهُ . والزّائِلَةُ : كُلُّ ذِي رُوحٍ مِنَ الْحَيَوانِ يَزُولُ عَنْ مَوْضِعِهِ أو كُلُّ مُتَحَرِّكٍ لا يَقْرُّ في مَكانِهِ يَقَعُ عَلى الإِنْسانِ وغَيْرِهِ ومنهُ حَدِيثُ جُنْدُبٍ لجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عنه : فَرَآنِي رَجُلٌ منهم مُنبطِحاً على التَّلِّ فَرَمانِي بِسَهْمٍ في جَبْهَتِي فنَزَعْتُهُ ولم أَتَحَرَّكْ فقال لامْرَأَتِهِ : واللهِ لقد خالَطَهُ سَهْمِي ولو كان زَائِلَةً لَتَحَرَّكَ . والازْدِيَالُ : الإِزَالَةُ قالَ كُثَيِّرٌ :
أَحاطَتْ يَدَاهُ بالخِلافَةِ بَعْدَما ... أَرادَ رِجالٌ آخرونَ ازْدِيَالَهاوتَزَاوَلُوا : تَعَالَجُوا وتَحَاوَلُوا . ويُقالُ : أخَذَهُ الزَّوِيلُ والْعَوِيلُ لَمْرٍ مَّا : أي الْحَرَكَةُ والْقَلَقُ والإِزْعَاجُ والْبُكاءُ ومنهُ حديثُ قَتادَةَ : إِنَّهُ كان إذا سَمِعَ الحديثَ لم يَحْفَظْهُ أَخَذَهُ الْعَوِيلُ والزَّوِيلُ حَتَّى يَحْفَظَهُ . ويُقالُ للرَّجُلِ إِذا فَزِعَ مِنْ شَيْءٍ حذِرَ : لَمَّا رَآنِي زَالَ زَوِيلُهُ وزَالَ زَوَالُهُ : أي زَالَ جانِبُهُ ذُعْراً وفَرْقاً ويُقالُ أيْضاً : زِيلَ زَوِيلُهُ وأَنْشَدَ أبو حَنِيفَةَ لأَيُّوبِ بنِ عَبايَةَ :
ويَأْمَنُ رُعْيَانُهَا أَنْ يَزُو ... لَ مِنها إِذا أَغْفَلُوها الزَّوِيلُ وقال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَيْضَةَ النَّعامَةِ :
وبَيْضَاءَ لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّهَا ... إذا ما رَأَتْنا زَالَ مِنَّا زَوِيلُها أي لا تَنْفِرُ وأُمُّها النَّعامَةُ التي بَاضَتْها إذا رَأَتْنَا ذُعِرَتْ مِنَّا وجَفِلَتْ نَافِرَةً ويُرْوَى : زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها ويَأْتِي قَريباً . وزوَيْلُ كزُبَيْرٍ : د . والزُّوَيلُ باللاّمِ : ع قُرْبَ الْحاجِرِ . وزَوِيلَةُ كَسَفِينَةٍ : بَلَدَانِ أَحَدُهُما د بالْبَرْبَرِ ويُعْرَفُ بِزَوِيلَةِ الْمَهْدِيَّةِ وثانِيهِما د قُرْبِ إِفْرِيقِيَّةَ مُقابِلُ الأَجْدَابِيَةِ ويُعْرَفُ بِزَوِيلَةِ السُّودَانِ . وزُوَيْلَةُ كجُهَيْنَةَ : ع أو اسْمُ رَجُل . وبابُ زَوِيلَةَ : أَحَدُ الأَبْوابِ الْمَشْهُورَةِ بالْقَاهِرَةِ عَمَرَها اللهُ تَعالى هذا هو الْمَشْهُورُ على الأَلْسِنَةِ بالضَّبْطِ ولكنْ ضَبَطَهُ المَقْرِيزِيُّ في الْخِطَطِ وياقُوتُ في الْمُعْجَمِ كَسَفِينَةٍ وقال : إِنَّهُ نُسِبَ إِلى قَبِيلَةٍ مِن البَرْبَرِ يُقالُ لهم زَوِيلَةُ نَزَلُوا بهذا الْمَكانِ واخْتَطُّوا به فتَأَمًَّل ذلك . وقال إبراهيمُ بن يُونُسَ البَعْلَبَكِّيُّ في رِحْلَتِهِ المِصْرِيَّةِ سَأْلتُ بعضَ شُيُوخِنا لأَيِّ شَيْءٍ يَكْتُبُونَ بَابَيْ زُوَيْلَةَ دُونَ سَائِرِ الأَبْوابِ ؟ فأَجابَ أنَّ بابَ زُوَيْلَةَ له مِصْرَاعانِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِ مِن الأَبْوابِ فتَثْنِيَتُهُ لِذلكَ . قلتُ : والصَّوابُ أَنَّهُم إِنَّما يُثَنُّونَ لإرادَةِ ذِكْرِ بابِ الْخَرْقِ فيَقُولُونَ بَابَيْ زُوَيلَةَ والْخَرْقِ لِقُرْبِهِما . وأَمَّا الزَّوَّالُ لِلَّذِي يَتَحَرَّكُ في مِشْيَتِهِ كَثِيراً وما يَقْطَعُهُ مِنَ الْمَساَفَةِ قَلِيلٌ فبِالْكافِ لا باللاَّمِ وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ في اللُّغَةِ والرَّجَزِ وإِنَّما الأُرْجُوزَةُ كَافِيَّةٌ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ : والزَّوَّالُ الذي يَتَحَرَّكُ في مَشْيِهِ كَثِيراً وما يَقْطَعُهُ مِنَ الْمَسافَةِ قَلِيلٌ وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو :
" الْبُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّالِ وقد سَبَقَهُ ابنُ بَرِّيٍّ بالاعْتِراضِ حيثُ قال : الرَّجَزُ لأَبِي الأَسْوَدِ العِجْلِيِّ وهو مُغَيَّرٌ كُلُّهُ والذي أنْشَدَهُ أبو عَمْرٍو :
" الْبُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وأَوَّلُها أي الأُرْجُوزَةِ :
" تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الْحَيَّاكِ
" لِناشئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ
" الْبُحْتُرِ الْمُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ ورِوايَةُ ابنُ بَرِّيٍّ : البُهْتُرِ
" فَأَرَّهَا بِقاسِحٍ بَكَّاكِ
" فَأَوْرَكَتْ لِطَعْنِهِ الدَّرَّاكِ
" عِنْدَ الْخِلاطِ أَيَّمَا إِيرَاكِ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : فَأَوْزَكَتْ وأيَّما إِيزاكِ بالزَّايِ فيهِما كما هو نَصُّ رِوَايَةِ أبي عَمْرٍو :
" فَدَاكَها بِصَيْلَمٍ دَوَّاكِ
" يَدْلُكُها في ذلكَ الْعِرَاكِ
" بالْقَنْفَرِيشِ أَيَّما تَدْلاَكِقلتُ : والْعَجَبُ مِنَ المُصَنِّفِ أنَّ الزَّوَّاكَ بهذا المَعْنى لَمْ يَذْكُرُهُ في زوك مع أنَّ تّرْكِيب زوك ساقِطٌ عِنْدَ الجَوْهَرِيِّ بأَنَّهُ يُقالُ باللاَّمِ أيضاً كما يُقالُ بالكافِ فَإِنَّ التَّرْكِيبَ لا يَأْبَى المَعْنَى . والدِّمْكمك كسَفَرْجَلٍ : الشَّدِيدُ الصُّلْبُ الْقَوِيُّ والْبُهْتُرُ والمُجَذِّرُ والجَيْذَرُ وكُلُّ ذلكَ بمَعْنَى الْقَصِيرُ وأَرَّهَا : أي ناكَها وذَكَرٌ بَكْبَكٌ وبَكَّاكٌ : مُدَفَّعٌ وهذا مِثْلُ قَوْلِ الرَّاجِزِ :
" واكْتَشَفَتْ لِنَاشِيءٍ دَمَكْمَكِ
" عَنْ وَارِمٍ أَكْظَارُهُ عَضَنَّكِ
" تَقُولُ دَلِّصْ سَاعَةً لا بَلْ نِكِ
" فَدَاسَها بِأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ والطَّعْنُ الدَّرَّاكُ : الْمُتَتَابِعُ وأَوْزَكَتْ أَيَّما إِيزَاكٍ : أي لاَنَتْ عِنْدَ النِّكاحِ والدَّوَّاكُ : الكَثِيرُ السَّحْقِ في الْجِماعِ وأَنْشَدَ أبو عَمْرٍو أَيْضاً :
" فَداكَها دَوْكاً عَلى الصِّرَاطِ
" لَيْسَ كَدَوْكِ زَوْجِهَا الوَطْوَاطِ والقَنْفَرِيشُ : الذَّكَرُ الضَّخْمُ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : الزَّوْلُ : الْحَرَكَةُ يُقالُ : رَأَيْتُ شَبَحاً ثم زَالَ أي : تَحرَّكَ . وزالُوا عن مَكانِهم : حاصُوا عنه . وقالَ أبو الهَيْثَمِ : يُقالُ : اسْتَحِلْ هذا الشَّخْصَ واسْتَزِلْهُ : أي : انْظُرْ هل يَحُولُ أي : يَتَحَرَّكُ أو يَزُولُ أي يُفارِقُ مَوْضِعَهُ . والزَّوَّالُ كشَدَّادٍ : الْكَثِيرُ الزَّوْلِ أي : الْحَرَكَةِ . وزَالَ بهِ السَّرَابُ : رَفَعَهُ وأَظْهَرَهُ . وزَالَ : انْتَقَلَ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ ومنه قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ :
" بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا أي انْتَقِلُو عن مَكَّةَ مُهاجِرِينَ إِلى المَدِينَةِ . وزَالَ عن الرَّأْيِ يَزُولُ زُؤُولاً عَن اللِّحْيانِيِّ . وهو يَزُولُ في النَّاسِ : أي يُكْثِرُ الحَرَكَةَ ولا يَسْتَقِرُّ . وزَوْلٌ أَزْوَلُ عَلى المُبالَغَةِ قالَ الكُمَيْتُ :
فقد صِرْتُ عَمّاً لَها بالمَشْي ... بِ زَوْلاً لَدَيْها هو الأَزْوَلُ وقال ابنُ بَرِّيٍّ : قالَ أبو السَّمْحِ : الأَزْوَلُ أَنْ يَأْتِيَهُ أَمْرٌ يَمْنَعُهُ الْفِرَارَ . وزَال : اسْمُ أُمِّ رُسْتُمَ الْفارِسيِّ . والمُزَاوِلُ : المَذْعُورُ مِنَ الزَّوْلِ أي الشَّبَحِ باللَّيْلِ . والمِزْوَلَةُ : آلَةٌ لِلْمُنَجِّمِينَ يُعْرَفُ بها زَوالُ الشَّمْسِ والجَمْعُ مَزَاوِلُ عَامِّيّةٌ . والزُّوَيْلَى بالضَّمِّ : كالمِغْرَفَةِ لِلْمَلاَّحِينَ . وزَالَتْ له زَائِلَةٌ : شَخَصَ لَهُ شَخْصٌ . ولَيْلٌ زَائِلُ النُّجُومِ : طَوِيلٌ . وسَيْرٌ زَوْلٌ : عَجَبٌ في سُرْعَتِهِ وخِفَّتِهِ . وشَتْوَةٌ زَوْلَةٌ : عَجِيبَةٌ في شِدَّتِها وبَرْدِها