البَأْزَلَةُ بالزاي أهمله الجوهري والصاغانِي وهو اللِّحاءُ والمُقارَضَةُ وفي بعض النُّسَخِ : المُعارَضَةُ . البَأْزَلَةُ أيضاً : مِشْيَةٌ سَرِيعةٌ عن أبي عمرو وأنشد لأبي الأَسْودِ العِجْلِيّ :
" قَدْ كان فِيما بَينَنا مُشاهَلَهْ
" فأَدْبَرَتْ غَضْبَي تَمَشَّى البَأْزَلَهْ والمُشاهَلَةُ : الشَّتْمُ
الأَزْلُ بالفتحِ : الضِّيقُ والشدَّة والقحْطُ
وأَزْلٌ أَزِل ككتِفٍ صوابُه بالمَدِّ مُبالغُة أي شِدًّةٌ شدِيدَة قال :
" ابْنا نِزارِ فَرّجًا الزَّلازلا
" عَنِ المُصَلِّينَ وأَزْلاً آزِلا والإِزْلُ بالكسرِ : الكذِبُ قال عَبدُ الرّحْمنِ بنُ دارَة الغطفانيُ :
يَقُولُون إِزْلٌ حُبُّ جُمْلٍ ووُدُّها ... وقد كذبُوا ما في مَوَدَّتِها إِزْلُ
فَيا جُمْلُ إِنّ الغِسل ما دُمْتِ أَيمًا ... عَليَ حَرامٌ لا يَمَسنِيَ الغِسلُ والأَزْلُ أَيْضاً : الدَّاهِيَةُ لِشِدَّتِها
والأَزَلُ بالتَّحْرِيكِ : القِدَمُ الذي ليس له ابْتِداءٌ وهو أَيْضًا : اسْتِمرارُ الوُجُودِ في أَزْمِنةٍ مُقَدّرَةٍ غير مُتناهِيَةٍ في جانِبِ الماضِي كما أَنّ الأبَدَ : اسْتِمْرارُه كذلك في المآلِ كذا في تعْرِيفاتِ المناوِيّ
وهو أَزلِيٌ مَنْسوبٌ إِلى الأَزَلِ وهو ما ليسَ بمَسبُوقٍ بالعَدَم والمَوْجُودُ ثلاثةُ أَقْسامٍ لا رابعَ لها : أزلِيٌ أَبَدِيٌّ وهو الحَقُّ سُبحانه وتعالى ولا أَزلِيٌ ولا أَبَدِيٌّ وهو الدُّنْيا وأَبَدِيٌّ غيرُ أَزلِي وهو الآخِرَةُ وعَكْسُه محالٌ ؛ إِذ ما ثبَت قِدَمُه اسْتحال عَدَمُه وصَرَّحَ أَقوامٌ بأَنَّ الأَزلِيَ ليس بعَرَبي
أَو أَصْلُه يَزَليٌ مَنْسُوبٌ إِلى قوْلِهم للقدِيمِ : لم يَزلْ ثمّ نُسِبَ إِلى هذا فلم يَسُتقِيم إِلا باخْتِصارٍ فقالوا : يَزلِيٌ ثم أبْدِلتِ الياءُ أَلِفًا للخِفَّةِ فَقالُوا : أَزلِيٌ كما قالُوا في الرّمْحِ المَنْسُوبِ إِلى ذِي يَزن أَزنيٌ وِإلى يَثْرِبَ نصْلٌ أَثْرَبيٌّ نقله الصاغانيُ هكذا عن بعضِ أَهْلِ العِلْمِ
وفي الأَساسِ : وقوْلُهم : كان في الأَزَل قادِرًا عالِمًا وعِلْمُه أَزلِي وله الأَزلِيَّةُ مَصْنُوعٌ ؛ لا مِنْ كلامِهِم ولعَلَّهُم نظرُوا إِلى لفْظِ لم يَزلْ
قال شيخُنا : وقال قومٌ : هو مُشْتقٌّ من الأَزْلِ وهو الضِّيقُ ؛ لضِيقِ العَقْلِ عن إِدْراكِ أَوَلِه
وسنَةٌ أَزُولٌ كصَبُور : شدِيدةٌ أُزْلٌ بالضَّمِّ
وأَزَلَه يَأْزِلُه أَزْلاً : حَبَسَه ومَنَعَه وضَيَّقَ عليهِ من شِدَّةٍ وخَوْفٍ
وقالَ اللَّيْثُ : أَزَلَ الفَرَسَ يَأْزِلُه أَزْلاَ : قَصَّرَ حَبلَه ثم سيّبَه في المَرعَى فهو مَأْزُول قال أَبو النَّجْمِ :
" يَسُفنَ عِطفى سَنِمٍ هَمَرجَلِ
" لَمْ يُرعَ مَأْزُولاً ولم يُستَهْمَلِ وأَزَلُوا أَمْوالَهُم إِذا لَم يُخْرِجُوهَا إِلى المَرعَى خَوْفًا أَو جَدْبًا
وأَزَلَ فُلانٌ يَأْزِلُ أَزْلاً : صارَ في ضِيقٍ وجَدْبٍ قالَ أَبو مُكْعِتٍ الأَسَدِيُّ :
ولَيَأْزِلَنَّ وتَبكُوَنَّ لِقاحُه ... ويُعلِّلَنَّ صَبِيَّه بسَمَارِ ويروَى وليُؤْزَلَنَّ
والمَأْزِلُ كمَنْزِلٍ : المَضِيقُ كالمَأزِقِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ :
" إِذا دَنَتْ من عَضُدٍ لَم تَزْحَلِ
" عَنْه وِإن كانَ بَضَنْكٍ مَأزِلِ وقالَ اللِّحْيانِيُ : المَأْزِلُ : موضِعُ القِتالِ إِذا ضاقَ
وتَأَزَّلَ صَدْرُه : ضاقَ مثلُ تَأَزَّقَ عن الفَرّاءِ
وأزال كسَحابٍ ورُوِيَ أيْضًا ككِتابٍ عن نَصْرٍ : اسْمُ صَنْعاءِ اليَمَنِ في الجاهِلِيَّةِ الجَهْلاءِ وفي بعضِ تَوارِيخِ اليَمَنِ رُوِيَ عن وَهْبِ بنِ مُنَبّهٍ أَنّه وَجَدَ في الكُتُبِ القَدِيمَةِ التي قَرَأَها : أَزال أَزال كلّ عليك وأَنَا أَتَحَنَّنُ عليك أَو أَزالُ : اسم بانِيها وهو ابنُ يَقْطُنَ ابنِ عابَرَ بنِ شالَخَ بنِ أَرفَخْشَذَ وهو والِد صَنْعاءَ وكانَ أوّلَ من بَناهَا أَزالُ ثم سُمِّيَتْ باسمِ ابْنِه لأَنَّه مَلَكَها بَعْدَه فغَلَبَ اسمُه عليها نَقَلَه ياقُوت ويُروَى عن ابْنِ أبي الروم أَنّ صَنْعاءَ كانت امْرَأَةً مَلِكَةً وبها سُمِّيَتْ صَنْعاءُ فتَأَمَّلْ ذلك
ومما يستدرك عليه : أزِلَ النّاسُ كعُنيَ : أي قُحِطُوا وفي حَدِيثِ الدَّجّالِ وحَصْرِه المُسلِمِينَ في بيت المَقْدِسِ : فيُؤْزَلُونَ أَزْلاً شَدِيدًا أي يُضَيَّقُ عليهم
وقال الجمَحِي : الآزِلُ : الذي لا يَستَطِيعُ أَن يَخْرُجَ من وَجَعٍ أَو مُحْتَبَسٍ وبه فُسِّرَ قولُ أسامَةَ الهُذَلِيِّ :
مِنَ المُربَعِينَ ومِنْ آزِلٍ ... إِذا جَنَّهُ اللَّيلُ كالنّاحِطِ وقِيلَ : من آزِلٍ أي : من رَجُلٍ في ضِيقٍ من الحُمَّى
وأَزَلَهُم اللّه أي : أَقْحَطَهُم . وفي الحَدِيث أَصابَتْنا سَنَةٌ حَمراءُ مُؤْزِلَةٌ
وأَزِيلَى : مَدِينَةٌ بالمَغْرِبِ وسَيَأْتِي ذكرها في أَ ص ل وقالَ ياقُوت : أَزِيلَى : مَدِينَةٌ في بلادِ البَربَرِ بعد طَنْجَةَ في زاوِيَةِ الخَلِيجِ المادِّ إِلى الشّامِ وقال ابنُ حَوْقَل : الطَّرِيقُ من بَرقَةَ إِلى أزِيلَى على ساحِلِ بَحْرِ الخَلِيج إِلى فم البَحْرِ المُحِيطِ ثم تَعْطِفُ على البَحْرِ المُحِيطِ يَساراً
وأَصْبَحَ القومُ آزِلِينَ أي : في شِدَّةٍ
وآزَلَت السَّنَةُ : اشْتَدَّتْ
والأَزْلُ : شِدَّةُ اليَأْسِ
وقولُ الأَعْشَى :
ولَبُونِ مِعْزابٍ حَوَيْتَ فأَصْبَحَتْ ... نُهْبَى وآزِلَةٍ قَضَبتَ عِقالَها الآزِلَةُ : هي المَحْبُوسَةُ التي لا تَشرَحُ وهي مَعْقُولَةٌ لخَوْفِ صاحِبِها عليها من الغَارَةِ
ومَأْزِلُ العَيشِ : مَضِيقُه عن اللِّحيانيِّ
زَلَلْتَ يا فُلانُ تَزِلُّ مِن حَدِّ ضَرَبَ وزَلِلْتَ كَمَلِلْتَ تَزَلُّ مِنْ حَدِّ عَلِمَ وهذهِ عن الفَرَّاءِ وبِهِ قَرَأَ أبو السَّمَّالِ وزَيْدُ بنُ عَلِيٍّ وعُبَيدُ ابنُ عُمَيْرٍ قولُه تَعالى : " فَإِن زَلِلْتُمْ " بِكَسْرِ اللَّامِ والأُولَى قِراءَةُ العامَّةِ زَلاًَّ وزَلِيلاً كأَمِيرٍ ومَزِلَّةً بِكَسْرِ الزَّاي وزُلُولاً بالضَّمِّ وهذهِ عن اللِّحْيانِيِّ كالأُولَى والثَّانِيَةِ وزَلَلاً مُحَرَّكَةً وزِلِّيلَى كخِلِّيفَى ويُمَدُّ عن اللِّحْيانِيِّ : زَلِقْتَ في طِينٍ أو رَأيٍ أو مَنْطِقٍ أو دِينٍ وأَزَلَّهُ غَيْرَهُ إِزْلاَلاً وقولُه تَعالى : " فَأَزَلَّهُما الشَّيْطانُ عَنْهَا " وقُرِئَ : " فَأَزَالَهُما " أي نَحَّاهُما وقيل : أيكَسَبَهُما الزَّلَّةَ وقالَ ثَعْلَبٌ : أَزَلَّهُما في الرَّأْيِ وقيلَ حَمَلُهما عَلى الزَّلَلِ واسْتَزَلَّهُ ومنه قولُه تعالَى : " إِنَّما اسْتَزَلُّهُمُ الشَّيْطانُ " قيل : أي طَلَبَ زَلَّتَهُمْ . والْمَزَلَّةُ والمَزِلَّةُ بِفَتْحِ الزَّاي وكسرِها الأُولى عن أبي عَمْرٍو : مَوْضِعُهُ وهي المَدْحَضَةُ نَحْوَ الصَّخْرَةِ المَلْسَاءِ وما أَشْبَهَها قالَ الرَّاعِي :
بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّةٍ ... لا يَسْتَطِيعُ بها القُرادُ مَقِيلاَ وفي صِفَةِ الصِّراطِ : مَزِلَّةٌ مَدْحَضَةٌ . أرادَ أنَّهُ تَزْلَقُ عليْهِ الأَقْدامُ ولا تَثْبُتُ . والاسْمُ الزَّلَّةُ يُقالُ : زَلَّ الرَّجُلُ زَلَّةً قَبِيحَةً إذا وَقَعَ في أَمْرٍ مَكْرُوهٍ أو أَخْطَأَ خَطَأً فاحِشاً ومنه الحديثُ : نَعُوذُ باللهِ مِنْ زَلَّةِ العالِمِ . وفي الكلامِ المَشْهُورِ : زَلَّةُ العالِمِ زَلَّةُ العالَمِ . ومَقَامٌ زُلٌّ ومَقَامَةٌ زُلٌّ بالضَّمِّ وكذا زَلَلٌ مُحَرَّكَةً إذا كان يُزَلُّ فيه أي يُزْلقُ قالَ الكُمَيْتُ :
ووَصْلُهُنَّ الصَّبا إنْ كُنْتَ فَاعِلَهُ ... وفي مَقامِ الصَّبا زُحْلُوقَةٌ زَلَلُ وقال آخَرُ :
" لِمَنْ زُحْلُوقَةٌ زُلُّ
" بِهَا العَيْنانِ تَنْهَلُّ وقد ذُكِرَ تَمامُهُ في ح ل ل وقال أَبو مُحَمَّدٍ الحّذْلَمِيُّ :
" إنَّ لها في الْعامِ ذِي الفُتُوقِ
" وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ
" رِعْيَةً مَوْلىً نَاصِحٍ شَفِيْقِ أَيْ أنَّها تَزِلُّ مِن مَوْضِعٍ إلى مَوْضِعٍ والنّيَّةُ : الْمَوْضِعُ يَنْوُونَ المَسِيرَ إِلَيْهِ . وقَوْسٌ زَلاَّءُ : يَزِلُّ السَّهْمُ عَنْهَا : لِسُرْعَةِ خُرُوجِهِ . وزَلَّ عُمْرُهُ : ذَهَبَ ومَضَى قالَ :
" أَعُدُّ اللَّيالِي إِذْ نَأَيْتِ ولَمْ يَكُنْبِمَا زَلَّ مِن عَيْشٍ أَعُدُّ اللَّيَالِيا وزَلَّ فُلاَنٌ زَلِيلاً وزُلُولاً كَقُعُودٍ مَرَّ مَرّاً سَرِيعاً عن ابن شُمَيْلٍ . وزَلَّتِ الدَّراهِمُ زُلُولاً كَقُعُودٍ : انْصَبَّتْ أو نَقَصَتْ وَزْناً يُقالُ : دِرْهَمٌ زَالٌّ ويُقالُ : مِنْ دَنانِيرِكَ زَلَلٌ ومنها وَزْنٌ . وأَزَلَّ إليْهِ نِعْمَةً : أَسْدَاهَ ومنه الحديثُ : مَنْ أُزِلَّتْ إليْهِ نَعْمَةٌ فَلْيَشْكُرْهَا قالَ أبو عُبَيْدٍ : أي مَنْ أُسْدِيَتْ إليْهِ وأُعْطِيَها واصْطُنِعَتْ عِنْدَهُ . قال ابنُ الأَثِيرِ : وأًْلُهُن مِنْ الزَّلِيلِ وهوَ انْتِقالُ الجِسْمِ مِنْ مَكانٍ إلَى مَكانٍ فاسْتُعِيرَ لانْتِقالِ النِّعْمَةِ مِنَ الْمُنْعِمِ إلى المُنَعَمِ عليهِ يُقالُ : زَلَّتْ منهُ إلى فُلانٍ نِعْمَةٌ وأَزَلَّها إِليهِ قالَ كُثَيِّرُ يَذْكُرُ امْرَأَةً :
وإنِّي وإِنْ صَدَّتْ لَمُثْنٍ وصادِقٍ ... عَلَيْها بِما كانتْ إِلَيْنَا أَزَلَّتِ وأَزَلَّ إليهِ مِنْ حَقِّهِ شَيْئاً أي أَعْطَاهُ . وقالَ اللَّيْثُ : الزَّلّةُ مِنْ كَلامِ النَّاسِ عِنْدَ الطَّعامِ وهو الصَّنِيعَةُ إلى النَّاسِ يُقالُ : اتَّخّذَ فُلانٌ زَلَّةً ويُضَمُّ وقالَ أبو عَمْرٍو : أَزْلَلْتُ لَهُ زَلَّةً لا يُقالُ : زَلِلْتُ . والزَّلَّةُ : العُرْسُ يُقالُ : كُنَّا في زَلَّةِ فُلانٍ أي في عُرْسِهِ عن ابنِ شُمَيْلٍ . والزَّلَّةُ : الْخَطِيئَةُ والذّنْبُ قال :
" هَلاَّ عَلى غَيْرِي جَعَلْتَ الزَّلَّهْ" فَسَوْفَ أَعْلُو بالحُسامِ الْقُلَّهْ والزَّلَّةُ : السَّقْطَةُ في مَقالٍ ونَحْوِهِ وقد زَلَّ زَلَّةً . والزَّلَّةُ : اسْمٌ لِمَا تَحْمِلُ مِنْ مَائِدَةِ صَدِيقِكَ أو قَرِيبِكَ لُغَةٌ عِراقِيَّةٌ كما قالَهُ اللَّيْثُ قالَ : وإِنّما اشْتُقَّ ذلكَ مِن الصَّنِيعِ إلى النَّاسِ أو هي لُغَةٌ عَامِّيَةٌ تكَلَّمَتْ بها عَامَّةُ الْعِراقِيِّينَ . والزِّلَّةُ بِالْكَسْرِ : الْحِجَارَةُ أو مُلْسُها عن الفَرَّاءِ والجَمْعُ الزَّلَلُ . والزُّلَّةُ بِالضَّمِّ : ضِيقُ النَّفَس . ويُقالُ : في مِيزَانِهِ زَلَلٌ مُحَرَّكَةً أي نُقْصانٌ وهذه عن اللِّحْيانِيّ . وماءٌ زُلالٌ كغُرَابٍ وأَمِيرٍ وصَبورٍْ وعُلاَبِطٍ : سَرِيعُ النُّزُولِ والْمَرِّ في الْحَلْقِ وقلَ : ماءٌ زُلالٌ : بَارِدٌ وقيلَ : ماءٌ زُلالٌ وزُلاَزِلٌ عَذْبٌ صَافٍ خَالِصٌ سَهْلٌ سَلِسٌ يَزِلُّ في الحَلْقِ زُلُولاً . والأَزَلُّ : السّرِيعُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ :
" أَزَلُّ إِنْ قِيدَ وإنْ قامَ نَصَبْ والأَزَلُّ : الأَشَجُّ هكذا في النُّسْجِ والصَّوابُ : الأَرْسَحُ كما هو نَصُّ المُحْكَمِ أَو أَشَدُّ مِنْهُ لا يَسْتَمْسِكُ إِزَارَهُ وأيضاً : الْخَفِيفُ الوَرِكَيْنِ عن أبي عَمْرٍو وهي زَلاَّءُ لا عَجِيزَةَ لَها رَسْحَاءُ بَيِّنَةُ الزَّلَلِ قالَ :
" لَيْسَتْ بِكَرْوَاءَ ولَكِنْ خِدْلِمِ
" ولا بِزَلاَّءَ لَكِنْ سُتْهُمِ
" ولا بِكَحْلاَءَ ولَكِنْ زُرْقُمِ وقد زَلَّ الرَّجُلُ زَلَلاً . والسِّمْعُ الأَزَلُّ : ذِئْبٌ أَرْسَحُ يَتَوَلَّدُ بَيْنَ الضَّبُعِ والذِّئْبِ قالَ تَأَبَّطَ شَرَّتً : مُسْبِلٌ في الْحَيِّ أَحْوَى رِفَلُّ وإذا يَغْزُو فَسِمْعٌ أَزَلُّ وهذه الصِّفَةُ لاَزِمَةٌ له كَما يُقالُ : الضَّبُعُ العَرْجَاءُ . وفي الْمَثَلِ : هُوَ أَسْمَعُ مِنَ السِّمْعِ الأَزَلِّ . وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : الأَزَلُّ في الأَصْلِ : الصَّغِيرُ العَجُزِ وهو في صِفاتِ الّذِئْبِ الخَفِيفِ وقيلَ : هُوَ من زَلَّ زَليِلاً إذَا عَدَا والجَمْعُ الزُّلُّ . وزَلْزَلَهُ زَلْزَلَةً وزِلْزَالاً مُثَلَّثَةً : حَرَّكَهُ شَدِيداً وأَزْعَجَهُ وقد قالُوا : إنَّ الفَعْلاَلَ والفِعْلالَ مُطَّرِدَانِ في جَمِيعِ مَصادِرِ المُضَاعَفِ والاسْمُ الزِّلْزَالُ وزَلْزَلَ اللهُ الأَرْضَ زَلْزَلَةً وزِلْزَالاً بالكَسْرِ فتَزَلْزَلَتْ هِيَ وقالَ أبو إِسْحاقَ في قَوْلِهِ تَعالى : " إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا " أي حُرِّكَتْ حَرَكَةً شَدِيدَةً والقِراءَةُ : " زِلْزَالَها " بالكَسْرِ ويَجُوزُ في الكَلامِ : زَلْزالَها قال : وليسَ في الكلامِ فَعْلاَلٌ بفَتْحِ الفاءِ إلاَّ في المُضاعَفِ نَحْوَ الصَّلْصَالِ والزَّلْزَالِ قالَ : وهوَ بالكَسْرِ : المَصْدَرُ وبالفَتْحِ : الِسْمُ وكذلكَ الوِسْوَاسُ والوَسْوَاسُ . وفي العُبابِ : قَرَأَ عَامِرٌ والجَحْدَرِيُّ وأبو البَرَهْسَمِ : " إذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زَلْزالَها " بالفَتْحِ وعَنْ نُعَيْمِ بنِ مَيْسَرَةَ : " زُلْزَالَها " بالضَّمِّ وقَرَأَ الْخَلِيلُ في الأَحْزابِ : " وزُلْزِلُوا زُلْزَالاً شَدِيداً " بالضَّمِّ وفي اللِّسانِ : قال ابنُ الأَنْبارِيِّ : الزَّلْزَلَةُ في قَوْلِهم : أصابَتِ الْقَوْمَ زَلْزَلَةٌ : التَّخْوِيفُ والتَّحْذِيرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعالى : " وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ : " أي خُوِّفُوا وحُذِّرُوا . والزَّلاَزِلُ : الْبَلاَيَا والشَّدائِدُ والأَهْوالُ قالَ عِمْرانُ بنُ حِطَّانَ :
فَقَدْ أَظَلَّتْكَ أَيَّامٌ لَهَا خِمْسٌ ... فيها الزَّلاَزِلُ والأَهْوالُ والْوَهَلُوقالَ بعضُهم : الزَّلْزَلَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الزّلَلِ في الرَّأْيِ فإذا قِيلَ : زُلْزِلَ القَوْمُ فمَعْناهُ صُرِفُوا عن الاسْتِقَامَةِ وأُوقِعَ في قُلُوبِهِم الخَوْفُ والحَذَرُ وفي الحَدِيثِ : اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأحْزَابَ وزَلْزِلْهُمْ أي اجْعَلْ أمْرَهُم مُضْطَرِباً مُتَقَلْقِلاً غَيْرَ ثابِتٍ . وإِزِلْزِلُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ والزَّاءَيْنِ : كَلِمَةٌ تُقالُ عِنْدَ الزَّلازِلِ قالَ ابنُ جِنِّيّ : يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ مِن مَعْناها وقريباً مِن لَفْظِها ولا تَكُونُ مِن حُرُوفِ الزَّلْزَلَةِ قال : وَعَلَى أنَّهُ مِثالٌ فائِت فيه بَلِيَّةٌ مِن جِهَةٍ أُخرى وذلكَ أنَّ بَناتِ الأَرْبَعَةِ لا تدْرِكُها الزِّيادَةُ مِنْ أَوَّلِها إلاَّ في الأَسْماءِ الجارِيَةِ عَلى أَفْعالِها نحو مُدَحْرَج وليس إِزِلْزِلُ مِن ذلك فيجبُ أنْ يكونَ مِن لَفْظِ الأَزْلِ ومَعْناهُ ومِثالُهُ فِعِلْعِل . والزُّلْزُولُ كسُرْسُورٍ : الْخَفِيفُ الرُّوحِ والجِسْمِ الظَّرِيفُ . والزُّلْزُولُ أيضاً : الخِفَّةُ . وأَيْضاً : القِتَالُ والشَّرُّ قالَ الأَصْمَعِيُّ : يُقالُ : تَرَكْتُ القَوْمَ في زُلْزُولٍ وعُلْعُولٍ أي في قِتَالٍ وَشَرٍّ قالَ شَمِر : ولم يَعْرِفْهُ أبو سَعِيدٍ . والزِّلَزِلُ بفَتْحَتَيْنِ وبِكَسْرِ الزَّايِ الثَّانِيَةِ : الأَثاثُ والْمَتَاعُ قالَ شَمِر : وهو الزَّلَزُ أيضاً وفي كتابِ الْياقُوتِ : الزَّلَزِلُ والقُثْرُدُ والْخُنْثُرُ : قُماشُ البَيْتِ . قلتُ : ونَقَلَ شَيْخُنا عَنْ بَعْضٍ : زُلَزِلٌ كعُلَبِطٍ . وكَفَدْفَدٍ : زَلْزَلٌ الْمُغَنِّي يُضْرَبُ بِضَرْبِهِ الْعُودَ الْمَثَلُ وإلَيْهِ تُضافُ بِرْكَةُ زَلْزَلٍ بِبَغْدادَ بَيْنَ الكَرْخِ والصَّراة وقد تَقَدَّمَ ذلك في ب ر ك مُفَسَّراً . والزُّلْزُلُ كَهُدْهُدٍ : الطَّبَّالُ الْحَاذِقُ قالَُه الْفَرَّاءُ . والزَّلِيلُ كَأمِيْرٍ : الْفَالُوذُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . وزَلُولٌ كصَبُورٍ : د بِالْمَغْرِبِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . وزَلاَّلَةُ كَجَبانَةٍ : عَقَبَةٌ بِتِهَامَةَ . والمُزَلِّلُ كمُحَدِّثٍ : الْكَثِيرُ الْهَدايَا والْمَعْرُوفِ . والزِّلِيُّةُ بِالْكَسْرِ : الْبِسَاطُ ج : زَلاَلِيُّ كَما في اللّسانِ والعُبابِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : الزَّلُولُ : المَكانُ الذي تَزِلُّ فيه القَدَمُ قال :
بِمَاءٍ زُلاَلٍ في زَلُولٍ بِمَعْرَكٍ ... يَخِرُّ ضَبابٌ فَوْقَهُ وضَرِيبُ واَزََّ فُلاناً إِلى القَوْمِ : قَدَّمَهُ . وأَزَلَّ عنهُ نِعْمَةً : أَخْرَجَها . والزَّلِيلُ : مَشْيٌ خَفِيفٌ . وغُلامٌ زُلْزُلٌ وقُلْقُلٌ : إذا كانَ خَفِيفاً . والزُّلالُ بالضَّمِّ : حَيَوانٌ صَغِيرُ الجِسْمِ أَبْيَضُهُ إذا ماتَ جُعِلَ في الماءِ فَيُبْرِدُهُ ومنهُ سُمّيَ الماءُ البارِدُ زُلالاً . والزُّلاَلُ : الصَّافِي مِن كُلِّ شَيْءٍ قالَ ذُو الرُّمَّةِ
كأَنَّ جُلُودَهُنَّ مُمَوَّهاتٍ ... عَلى أَبْشارِها ذَهَبٌ زُلالُ وتَزَلْزَلَتْ نَفْسُهُ : رَجَعَتْ عِنْدَ المَوْتِ في صَدْرِهِ قال أبو ذُؤَيْبٍ :
وقالُوا تَرَكْناهُ تَزَلْزَلُ نَفْسُهُ ... وقد أَسْنَدُونِي أَوْ كَذَا غَيْرَ سَانِدِ والأَزَلُّ : الخَفِيفُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ قالَ : وزُلَّ إذا دُقِّقَ . وقال أبو شَنْبَل : ما زَلْزَلْتُ قَطُّ ماءً أَبْرَدَ مِنْ مَاءِ الثُّغُوبِ . قالَ الأَزْهَرِيُّ : مَعْناهُ : ما جَعَلْتُ في حَلْقِي مَاءً يَزِلُّ فيه زَلُولاً أٌبْرَدَ مِنْ ماءِ الثَّغْبِ . والتَّزَلْزُلُ : التَّحَرُّكُ والاضْطِرَابُ . وجاءَ بالإِبِلِ يُزَلْزِلُها أي يسُوقُها بالعُنْفِ