قَنَأَ الشَّيْءَ كمَنَعَ يَقْنَأُ قُنُوءاً كقُعُودٍ : اشتدَّتْ حُمْرَتُه قال الأَسود بن يَعْفُرُ :
يَسْعى بِها ذُو تُومَتَيْنِ مُشَمِّرٌ ... قَنَأَتْ أَنامِلُهُ منَ الفِرْصادِ
وفي الحديث : وقد قَنَأَ لَوْنُها . أَي اشتدَّتْ حُمْرَتُها وتَرْكُ الهمز فيه لغةٌ أُخرى . وشيءٌ أَحمرُ قانِئٌ أَي شديدُ الحُمْرة وقد قَنَأَ يَقْنَأُ . وقَنَّأْتُهُ تَقْنِئَةً وتَقْنيئاً أَي حَمَّرْتُه . وقَنَّأَ اللَّبَنَ ونحوَه : مَزَجَهُ بالماءِ وهو مجاز . وقَنَأ فُلاناً يَقْنَؤُهُ قَنْأً : قَتَلَهُ أَو حَمَلَه على قتلِه كأَقْنَأَهُ إِقْناءً رُباعيًّا . وقال أَبو حنيفة : قَنَأَ الجِلْدَ قُنُوءاً : أُلْقِيَ في الدِّباغِ بعد نَزْعِ تِحْلِئَتِهِ لتُنْزَع فُضُولُه وقَنَّأَهُ صاحِبُه : دَبَغَه وقَنَأ لِحْيَتَه أَي سوَّدَها بالخِضاب كقَنَّأَها تَقْنِئَةً وفي الحديث : مَرَرْتُ بأبي بكرٍ فإذا لِحْيَتُه قانِئَةٌ . وقَنَأَت هي بالخِضابِ وقَنَأَتْ أَطرافُ الجاريَةِ بالحِنَّاءِ : اسودَّتْ وفي التهذيب : احمرَّت احمراراً شديداً وفي قول الشاعر :
وما خِفْتُ حتَّى بَيَّنَ الشِّرْبُ والأَذَى ... بِقَانِئَةٍ أَنِّي من الحَيِّ أَبْيَنُ هو شَريبٌ لقومٍ يقول : لم يزالوا يمنَعونَني الشُّرْبَ حتَّى احمرَّت الشمسُ . وفي التهذيب : قرأْتُ للمُؤَرِّج : يقال : ضَرَبْتُه حتَّى قَنِئَ كسَمِعَ يَقْنَأُ قُنُوءاً إِذا ماتَ وقَنِئَ الأَديمُ : فَسَدَ وأَقْنَأْتُهُ أَنا : أَفْسدته . وقَناءٌ كسَحابٍ : اسمُ ماء من مياه العرب وفي بعض النُّسخ بالألف واللام وضبطه بعضُهم كغُراب وقال صاحب المشوف : والظاهر أنَّ همزَته بدلٌ من واوٍ لا أَصلٌ لأنَّ البكريَّ ذكر أَنَّه مقصور وقال : يُكتب بالألف لأنَّه يقال في تثنيته قَنَوَانِ انتهى . وأَمَّا قِنَا بالكسر والقصر فسيأْتي في المعتلِّ . وأَقْنَأَني الشَّيْءُ : أَمْكَنَني ودَنَا منِّي . والمَقْنَأَةُ وتُضَمُّ نونُه هي المَقْمَأَةُ بالميم بمعنى الموضع الذي لا تطلُع عليه الشمسُ وهي القَنْأَةُ أيضاً وقيل : هما غيرُ مهموزَيْنِ قال أَبو حنيفة : زعم أَبو عمرٍو أَنَّها المكانُ الذي لا تطْلُع عليه الشمسُ ولهذا وَجْهٌ لأنَّه يرجِعُ إلى دَوَامِ الخُضْرَةِ من قولهم قَنَأَ لِحْيَتَه إِذا سَوَّدَها وقال غير أَبِي عمرٍو : مَقْناةٌ ومَقْنُوَةٌ بغير همزٍ نَقيضُ المَضْحاةِ