كال الطعام يكيله كيلا ومكيلا وهو شاذ ؛ لأن المصدر من فعل يفعل مفعل بكسر العين قال ابن بري : هكذا قاله الجوهري وصوابه : مفعل بفتح العين ومكالا يقال : ما في برك مكال وقد قيل : مكيل عن الأخفش . واكتاله اكتيالا بمعنى واحد وقوله تعالى : " الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون " أي اكتالوا منهم لأنفسهم قال ثعلب : معناه من الناس وقال غيره : اكتلت عليه : أخذت منه يقال : كال المعطي واكتال الآخذ . والاسم الكيلة بالكسر يقال : إنه لحسن الكيلة مثال الجلسة والركبة . وكاله طعاما وكاله له بمعنى قال الله تعالى : " وإذا كالوهم أو وزنوهم " أي كالوا لهم . والكيل والمكيل والمكيال والمكيلة كمنبر ومحراب ومكنسة الأخيرة نادرة : ما كيل به حديدا كان أو خشبا . وكال الدراهم والدنانير : وزنها عن ابن الأعرابي خاصة وأنشد لشاعر جعل الكيل وزنا :
قارورة ذات مسك عند ذي لطف ... من الدنانير كالوها بمثقال
فإما أن يكون هذا وضعا وإما أن يكون على النسب ؛ لأن الكيل والوزن سواء في معرفة المقادير ويقال : كل هذه الدراهم : يريدون زن وقال مرة : كل ما وزن فقد كيل وروي في الحديث : " المكيال مكيال أهل المدينة والميزان ميزان أهل مكة " قال أبو عبيدة : هذا الحديث أصل لكل شيء من الكيل والوزن إنما يأتم الناس فيهما بأهل مكة وأهل المدينة وإن تغير ذلك في كثير من الأمصار ألا ترى أن أصل التمر بالمدينة كيل وهو يوزن في كثير من الأمصار وأن السمن عندهم وزن وهو كيل في كثير من الأمصار والذي يعرف به أصل الكيل والوزن أن كل ما لزمه اسم المختوم والقفيز والمكوك والمد والصاع فهو كيل وكل ما لزمه اسم الأرطال والأواقي والأمناء فهو وزن ودرهم أهل مكة ستة دوانيق ودراهم الإسلام المعدلة ؛ كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل . من المجاز : كال الزند يكيل كيلا كبا ولم يخرج ناره وفي الأساس : وذلك إذا فتل فخرجت سحالته وهو حكاكة العود ولم ير . من المجاز : كال الشيء بالشيء كيلا : إذا قاسه به يقال : إذا أردت علم رجل فكله بغيره أي قسه بغيره وكل الفرس بغيره : أي قسه به في الجري قال الأخطل :
قد كلتموني بالسوابق كلها ... فبرزت منها ثانيا من عنانيا أي سبقتها وبعض عناني مكفوف . من المجاز : هما يتكايلان : أي يتعارضان بالشتم أو الوتر . وكايله مكايلة : قال له مثل مقاله أو فعل كفعله فهو مكايل بغير همز . أو كايله : شاتمه فأربى عليه عن ابن الأعرابي وفي حديث عمر رضي الله عنه : أنه نهى عن المكايلة . وهي المقايسة بالقول والفعل والمراد : المكافأة بالسوء وترك الإغضاء والاحتمال : أي تقول له وتفعل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك وهي مفاعلة من الكيل وقيل : أراد بها المقايسة في الدين وترك العمل بالأثر . والكيول كعيوق : آخر صفوف الحرب وفي الصحاح : مؤخر الصفوف وفي الحديث : " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقاتل العدو فسأله سيفا يقاتل به فقال له : فلعلك إن أعطيتك أن تقوم في الكيول فقال : لا فأعطاه سيفا فجعل يقاتل وهو يقول :
" إني امرؤ عاهدني خليلي
" أن لا أقوم الدهر في الكيول
" أضرب بسيف الله والرسول
" ضرب غلام ماجد بهلول فلم يزل يقاتل به حتى قتل " قال الأزهري عن أبي عبيد : ولم أسمع هذا الحرف إلا في هذا الحديث وسكن الباء في : أضرب لكثرة الحركات قال ابن بري : الرجز لأبي دجانة سماك بن خرشة . وتكلى الرجل : قام فيه ؛ أي في الكيول وهو مقلوب تكيل وقال ابن الأثير : الكيول فيعول من كال الزند إذا كبا ولم يخرج نارا فشبه مؤخر الصفوف به ؛ لأن من كان فيه لا يقاتل . قيل الكيول : الجبان وقد كيل تكييلا . قيل : هو ما أشرف من الأرض وبه فسر الحديث يريد تقوم فيه فتنظر ما يصنع غيرك . قال الأزهري : الكيول في كلام العرب : السحالة وهو ما خرج من حر الزند مسودا لا نار فيه كالكيل كهين وقالت امرأة من طيء :
فيقتل جبرا بامرئ لم يكن له ... بواء ولكن لا تكايل بالدمقال أبو رياش : أي لا يجوز لك أن تقتل إلا ثأرك ولا تعتبر فيه المساواة في الفضل إذا لم يكن غيره كما في الصحاح . والكيل : ما يتناثر من الزند وهي السحالة . يقال : هذا طعام لا يكيلني : أي لا يكفيني كيله كما في العباب وهو مجاز . قول الساجع : إذا طلع سهيل رفع كيل ووضع كيل : أي ذهب الحر وجاء البرد كما في العباب . ومما يستدرك عليه : كيل الطعام على ما لم يسم فاعله وإن شئت ضممت الكاف والطعام مكيل ومكيول كمخيط ومخيوط ومنهم من يقول : كول الطعام وبوع واصطود الصيد واستوق ماله يقلب واوا حين ضم ما قبلها ؛ لأن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم . وفي المثل : أحشفا وسوء كيلة أي أتجمع علي أن يكون المكيل حشفا وأن يكون الكيل مطففا وقال اللحياني : حشف وسوء كيلة وكيل ومكيلة . وبر مكيل ويجوز في القياس مكيول ولغة بني أسد مكول ولغة ردية مكال قال الأزهري : أما مكال فمن لغات الحضريين قال : وما أراها عربية محضة وأما مكيل ثم تليها في الجودة مكيول . ورجل كيال من الكيل حكاه سيبويه في الإمالة فإما أن يكون على التكثير ؛ لأن فعله معروف وإما أن يفر إلى النسب إذا عدم الفعل . وقوله أنشده ابن الأعرابي :
" حتى تكال النيب في القفيز قال : أراد حين تغزر فيكال ابنها كيلا فهذه الناقة أغزرهن . وقال الليث : الفرس يكايل الفرس في الجري : إذا عارضه وباراه كأنه يكيل له من جريه مثل ما يكيل له الآخر . والكيال بالكسر : المجاراة قال :
أقدر لنفسك أمرها ... إن كان من أمر كياله والكيالة أيضا : أجرة الكيل . وكايلناهم صاعا بصاع : كافأناهم . وكال فلان بسلحه من الفزع ومنه الكيول للجبان وهو مجاز . وثابت بن منصور الكيلي الحافظ بالكسر عن مالك البانياسي مات سنة 538 . وبنو الكيال : جماعة بالشام منهم شيخنا السيد شعيب بن عمر بن إسماعيل الأولبي الشافعي المحدث الصوفي مات بين الحرمين سنة 1171
فصل اللام مع اللام
أَكَلَه أَكْلاً ومَأْكَلاً قال ابنُ الكَمال : الأَكْلُ : إيصالُ ما يُمْضَغُ إلى الجَوْفِ مَمْضُوغاً أوَّلاً فليس اللَّبَنُ والسَّوِيقُ مأكُولاً . قلتُ : وقولُ الشاعِرِ :
مِنَ الآكلينَ الماءَ ظُلْماً فمَا أَرَى ... ينالون خيراً بعدَ أَكْلهِمُ الماءَ فإنّما يرِيدُ قَوْماً كانُوا يَبِيعُونَ الماءَ فيَشتَرُونَ بثَمَنِه ما يَأْكلُونه فاكْتَفَى بِذِكْرِ الماءِ الذي هو سَبَبُ المَأْكُولِ عن ذِكْرِ المَأكُولِ . قال المُناوِيُّ : وفي كَلامِ الرُّمّانيِّ ما يخالِفُه حيث قال : الأَكْلُ حَقِيقة : بَلْعُ الطَّعامِ بَعْدَ مَضْغِه قال : فبَلْعُ الحَصاةِ ليس بأكْلٍ حَقِيقةً . فهُوَ آكِلٌ وأَكِيلٌ قال :
لَعَمْرُكَ إنَّ قُرصَ أبي خُبَيبٍ ... بَطِيءُ النَّضْجِ مَحْشُومُ الأَكِيلِ مِنْ قَوْمٍ أًكَلَةٍ مُحَرَّكَة ككاتِبٍ وكَتَبَةٍ . والأَكْلَةُ بالفَتْح : المَرَّةُ الواحِدَةُ . الأُكْلَةُ بالضَّمِّ : اللُّقْمَةُ تقول : أَكَلْتُ أُكْلَةً واحِدةً : أي لُقْمَةً ومنه الحديث : " إذَا أَتَى أحَدَكُمْ خادِمُه بطَعامِه فإن لَم يُجْلِسْه مَعَه فَلْيُناوِلْه لُقْمَةً أو لقْمَتَيْنِ أو أُكْلَةً أو أُكْلَتَيْنِ فإنَّه ولِيَ حَرَّهُ وعِلاجَه " وفي حديثٍ آخَرَ : " ما زالَتْ أُكْلَةُ خَيبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري " . قال ثَعْلَبٌ : لم يأكُلْ منها إلا لُقْمَةً واحِدَةً . الأُكْلَةُ أيضاً : القُرصَةُ وأَيضاً الطُّعْمَةُ يقال : هذا الشيء أُكْلًةٌ لكَ : أي طُعْمَةٌ لك . وفي الحديث : " مَنْ أَكَل بأخِيهِ أُكْلَةً فلا يُبارِكُ اللّهُ له فِيها " أي الرَّجلُ يكونُ مُؤاخِياً لِرَجُلٍ ثم يَذْهَبُ إلى عَدُوِّه فيتكلَّمُ فيه بغَيرِ الجَمِيلِ ؛ ليُجيزَه عليه بجائِزَةٍ . ج : أُكَلٌ كَصُرَدٍ . ومنه الحديثُ : " قال بعضُ بني عُذْرَةَ : أَتَيتُ النبي صلَّى اللّه عليه وسلَّم بتَبُوكَ فأَخْرَج لي ثَلاثَ أُكَلٍ مِن وَطِيئَةٍ " أي ثَلاثَ قُرَصٍ . وذُو الأُكلَةِ بالضَّمّ : لَقَبُ أبي المُنْذِرِ حَسَّانَ بنِ ثابِثٍ الأنصاري رضي اللّهُ تَعالَى عنه نقَله الصاغاني . الإِكلَةُ بالكَسرِ : هَيئَتُه الَّتي يُؤْكَلُ عليها مِثْل الجِلْسَةِ والرِّكْبَة . مِن المَجازِ : الإِكْلَةُ : الغِيبَةُ ويُثَلَّثُ نَقل الزمخشري والصاغانِيُ الكَسرَ والضَّمَّ والفَتْحَ عن كُراعٍ يقال : إنه ذُو إِكلةٍ وأُكلَةٍ وأَكلَةٍ : إذا كان يَغْتَابُ النَّاسَ . وهو يأكُلُ النَّاسَ : يَغْتَابُهُم وقولُه تَعالَى : " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيتاً فَكَرِهْتُمُوه " قال ابنُ عَرفَةَ : هذا مَثَلٌ أي غِيبتُه كأَكْلِ لَحْمِه مَيتاً يُقال للمُغْتاب : هو يأكُلُ لُحُومَ النَّاسِ . مِن المَجازِ : الإِكْلَةُ : الحِكَّةُ كالأُكالِ والأَكِلَةِ كغُرابٍ وهذه عن الأصْمَعِي . وفَرِحَةٍ هكذا في الأُصُولِ الصَّحِيحة وضَبطه الشِّهابُ في شِفاء الغَلِيل : كَقُرحَةٍ بالقاف فتكون حينئذٍ بالضَّمِّ . قلتُ : وهو خِلافُ ما عَليه أئمَّةُ اللُّغَةِ . ورَجُلٌ أُكَلَةٌ كَهُمَزَةٍ وأَمِيرٍ وصَبُورٍ بمَعْنىً واحِدٍ : أي كَثِيرُ الأَكْلِ . وآكلهُ الشيء إِيكالاً أطْعَمَه إيّاه ويُقال : آكله ما لم يأكُلْ : إذا دَعاهُ هكذا في النّسَخ والصَّوابُ : ادَّعاه علَيه كأكَّلَه ما لم يأكُلْ تَأْكِيلاً وهو مَجازٌ . يُقال : أَلَيسَ قَبِيحاً أن تُؤْكِلَني ما لم آكُلْ ؟ آكَلَ فُلاناً مُؤاكلةً وإكالاً : إذا أَكَلَ مَعَهُ فصار : أفْعَلْتُ وفاعَلْتُ على صُورةٍ واحِدَةٍ . كَوَاكلهُ بالواو أنكره الصاغانيُّ وقال غيره : جائِزٌ ذلك فِي لُغَيةٍ . مِن المَجازِ : آكل بَينَهُم : إذا حَمَلَ بَعْضَهُم علَى بَعْضٍ وفي الأساس : أفْسَدَ وفي العُباب : الإِيكالُ بَين النَّاسِ : السَّعيُ بَينَهم بالنَّمائِمِ . آكل النَّخْلُ والزَّرْعُ وكُلُّ شيء : إذا أَطْعَمَ مِنَ المَجازِ : آكَلَ فُلاناً فلاناً : إذا أَمْكَنَهُ مِنْه ولَمّا أنْشَد المُمَزَّقُ العَبدِيُّ النّعمانَ قولَه :
فإنْ كُنْتُ مَأْكُولاً فَكُنْ خَيرَ آكِلٍ ... وإلَّا فأَدْرِكْني ولَمَّا أُمَزَّقِقال له النُّعمانُ : لا آكُلُكَ ولا أُوكِلُكَ غَيرِي . ومِن المَجازِ : اسْتَأكلهُ الشيء : أي طَلَبَ إليه أن يَجْعَلَه له أُكْلَةً . ومِن المَجازِ : هو يَستَأكل الضُّعَفاءَ : أي يأخُذُ أموالَهُم ويَأكلُها . والأُكْلُ بالضَّمّ وبضَمَّتيْن : التَّمْرُ هكذا في النُّسَخ والصَّوابُ : الثَّمَرُ بالمُثلَّثة ومنه قولُه تعالى : " فَآتتْ أُكُلِهَا ضِعْفَيْنِ " أي أَعطَتْ ثَمَرَها مرَّتَيْن أي ضِعْفي غيرِها مِن الأَرَضِينَ وقوله : " أُكُلُهَا دَائِمٌ " أي ثِمارُها دائِمَةٌ وليسَتْ كثِمارِ الدُّنيا تَجِيئُكَ وَقْتاً دُونَ وَقْتٍ . الأُكلُ أيضاً : الرزْقُ الواسِعُ والحَظُّ مِن الدُّنْيا ومنه قولُهم : فُلانٌ ذُو أُكْلٍ وعَظِيمُ الأُكل مِن الدُّنيا : أي حظيظٌ وهو مجاز . الأُكلُ أيضاً : الرأي والعَقْلُ يقال : فلان ذو أُكلٍ : إذا كان ذا عَقْلٍ ورأْي حكاه أبو نَصْرٍ وهو مَجاز . و الأُكلُ أيضاً : الحَصافَةُ وهي ثَخانَةُ العَقْلِ . مِن المَجازِ : الأُكلُ : صَفاقَةُ الثَّوْبِ وقُوَّتُه . يقال : ثَوْبٌ ذُو أُكلٍ : إذا كان صَفِيقاً كَثِيرَ الغَزْلِ . مِن المَجازِ : الأَكِيلُ والأَكِيلَةُ : شاةٌ تُنْصَبُ في الرَّبيئَةِ لِيُصادَ بِها الذِّئْبُ ونَحْوُه كالأكُولَةِ بضَمَّتيْنِ هكذا في النُّسَخ ولعلَّه الأُكلة وهي لُغَةٌ قَبِيحَةٌ . والمَأكُولُ والمُؤاكل والأَكِيلُ : ما أَكَلَهُ السَّبُعُ مِن الماشِيَةِ ثُمّ تُستَنْقَذُ منه كالأَكِيلَةِ وإنما دخَلَتْه الهاءُ - وإن كان بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ - لغَلَبةِ الاسْمِ عليه ونَظِيرُه : فَرِيسَةُ السَّبُعِ وفَرِيسُهُ قال :
أيا جَحْمَتِي بَكِّى عَلَى أُمِّ واهِبِ ... أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ بإحْدَى المَذَانِبِ والأُكُولَةُ : العاقِرُ مِن الشِّياه . الأُكُولَةُ أيضاً : الشَّاةُ الَّتِي تُعْزَلُ للأَكلِ وتُسَمَّنُ ويُكْرَه للمُصَدِّقِ أخْذها ومنه المَثَلُ : مَرعًى وَلا أَكُولَةٌ . أي مالٌ مجْتَمِعٌ ولا مُنْفِقٌ . والمَأكلةُ وتُضَمّ الكافُ : المِيرَةُ . أيضاً : ما أُكِلَ ويُوصَفُ به فيُقال : شاةٌ مَأْكُلَةٌ وفي العُباب : المَأْكَلَةُ والمَأْكُلَةُ : المَوْضِعُ الذي مِنه يَأْكُلُ يُقال : اتَّخَذْتُ فُلاناً مَأْكَلَةً ومَأْكُلَةً . وذَوُو الآكَالِ بالمَدِّ لا الآكالُ بغَيرِ ذَوُو ووَهَمَ الجَوهَرِيُّ نَبَّه عليه الصاغانِي في التَّكمِلة : هم سادَةُ الأحْياءِ الآخِذِينَ للمِرباعِ وغيرِه وهو مَجازٌ قال الأعْشَى :
حَوْلِي ذَوُو الآكالِ مِنْ وائلٍ ... كاللَّيلِ مِنْ بادٍ ومِنْ حاضِرِ وآكالُ المُلُوكِ : مآكِلُهُم وطُعْمُهُم وهو مَجازٌ . الآكالُ مِن الجُنْدِ : أطْماعُهُم قال الأَعْشَى :
جُنْدُكَ الطَّارِفُ التَّلِيدُ مِن السَّا ... داتِ أهلِ الهِباتِ والآكالِمِن المَجازِ : الآكِلَةُ : الرَّاعِيَةُ يُقال : كَثُرَت الآكِلَةُ في بِلادِ بني فُلانٍ . مِن المَجازِ : آكِلَةُ اللَحْمِ : السِّكِّينُ وأكْلُها اللَّحمَ : قَطْعُها إيَّاه يُقال : جَرَحَه بآكِلَةِ اللَّحْمِ . وكذلك العَصَا المُحَدَّدَةُ على التَّشْبِيه . وقِيل : آكِلَةُ اللَّحْمِ : النَّارُ وقِيل : السِّياطُ وهذا عَن شَمِيرٍ ؛ لإِحْراقِها الجِلْدَ وبجَمِيع ذلكَ فُسِّرَ قولُ عُمَر رضي اللّه عنه : آللّهِ لَيَضْرِبَنَّ أَحَدُكُم أخاه بِمِثْل آكِلَةِ اللَّحْمِ ثُمَّ يُرَى أنِّي لا أُقِيدُه مِنه واللّهِ لأُقِيدَنَّهُ منْه . والمِئْكَلَةُ بالكَسرِ : القَصْعَةُ الصَّغِيرَةُ التي تُشْبعُ الثَّلاثةَ . وقيل : هي الصَّحْفَةُ التي يَستَخِفُّ الحَي أن يَطْبُخُوا فِيها اللَّحْمَ والعَصِيدةَ . قِيل : هي البُرمَةُ الصَّغِيرَةُ وقِيل : كُلّ ما آكل فيه فهي مِئْكَلَةٌ عن اللِّحْيانيِّ . وأكل العُضْوُ والعُودُ كفَرِحَ أكلاً وائتَكَلَ وتأكل : أكل بعضُه بَعْضاً وهو مَجازٌ والاسْمُ الأُكالُ كغُرابٍ وكِتابٍ . والأكلةُ كفَرِحَةٍ : داءٌ في العُضْوِ يَأْتَكِلُ مِنْه وهو الحِكَّةُ بعَينِها وقد تقَدَّم . ومن المَجازِ : تَأَكَّلَ مِنه : إذا غَضِبَ وهاجَ واشْتَدَّ كائْتَّكَلَ وسيأتي شاهِدُه قَرِيباً . من المَجازِ : تَأَكَّلَ الكُحْل والصَّبِرُ والفِضَّةُ المُذابَةُ والسَّيفُ والبَرقُ : إذا اشتَدَّ بَرِيقُه وتوهَّج وكذا كُلُّ ما له بَصِيصٌ . وتَأَكُّلُ السَّيفِ : تَوَهّجُه مِن الحِدَّةِ قال أَوْسُ بنُ حَجَر يَصِف سَيفاً :
إذا سُلَّ مِن غِمْدٍ تأكًّل أَثْرُه ... على مِثْلِ مصْحاةِ اللُّجَين تَأَكُّلا وأَكِلَتِ النّاقَةُ كفَرِحَ أَكالاً كسَحابٍ وأَحْسَنُ منه عِبارةُ الصاغانيِّ : أَكِلَتِ النَّاقَةُ أَكالاً مِثْل سَمِعَ سَماعاً : نَبَتَ وَبَر جَنِينِها فوَجَدتْ لِذلك حِكَّةً وأَذىً في بَطْنِها وعِبارَةُ العُباب : أشْعَرَ وَلَدُها في بَطْنِها فحَكَّها ذلك وتأذَّتْ وهي أَكِلَةٌ كفَرِحَةٍ وبها أُكالٌ كغُرابٍ . من المَجازِ : أَكِلَتِ الأَسْنانُ : إذا تَكَسَّرَتْ واحْتَكَّتْ فذَهَبَتْ وذلك مِن الكِبَرِ . من المَجازِ الآكِلَ : المَلِكُ والمَأكُولُ : الرَّعِيَّةُ ومنه الحَدِيث : " مَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيرٌ مِن آكِلِها " أي رَعِيَّتُها خَيرٌ مِنَ وَالِيها نَقَله الزمخشري . والمُؤْكَلُ كمُكْرَمٍ : المَرزُوقُ عن أبي سَعيدٍ . والمِئْكالُ : المِلْعَقَةُ لأَنه يُؤْكَلُ بِها . ومن المَجازِ : أكلني رَأْسِي إِكْلَةً بالكسرِ وأُكالاً بالضَّمِّ والفَتْحِ : مِثْل حَكَّنِي وسُمِعَ بعضُ العَرَبِ يقول : جِلْدِي يأكُلُنِي : إذا وَجَد حِكَّةً وقد تقدَّم البحثُ فيه في ح - ك - ك . من المَجاز : ائْتَكَلَ فُلانٌ غَضَباً : إذا احْتَرَقَ وتَوهَّج قال الأعْشَى :
أَبْلِغْ يَزِيدَ بني شَيبانَ مَأْلُكَةً ... أبا ثُبَيب أما تَنْفَكُّ تَأْتَكِلُ ؟ وقال يَعْقوبُ : إنَّما هو تَأْتَلِكُ فقَلَب . من المَجاز : أَكَّلَ مالِي تَأْكِيلاً وشَرَّبَهُ : إذا أَطْعَمه النَّاسَ . وكذا : ظَلَّ مالِي يُؤَكِّلُ ويُشَرِّبُ : أي يَرعَى كيف شاء نَقله الصاغاني . وفي الحديث : " أُمِرتُ بقَريَةٍ تَأْكُلُ القُرَى " يقولُون : يَثْرِبُ أي يَفْتَحُ أهلُها القُرَى ويَغْنَمُون أموالَها فجَعَل ذلك أَكْلاً مِنْها القُرَى على سَبِيلِ التمثيل . أو هذا تَفْضِيلٌ لها على القُرَى كقَوْلِهِم : هذا حَدِيثٌ يأكُلُ الأحادِيث نَقله الصاغانيُّ
ومِمّا يُستَدْرَكُ عليه :قِرطَاسٌ ذُو أُكْلٍ بالضَّمِّ : إذا كان صَفِيقاً . ورَجُلٌ أَكَّالٌ كشَدَّادٍ : أَكُولٌ . وقولُهم : هم أَكَلَةُ رَأْسٍ مْحَرَّكَةً أي قليلٌ يُشبِعُهم رأسٌ واحِدٌ جمع آكِلٍ . والمَأْكَلُ كمَقْعَدٍ : المَكْسَبُ . وقولُه تعالَى : " لأَكَلُوا مِنْ فَوقِهِم وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " أي يُوَسَّعُ عليهم الرزْقُ . ويقال : ما ذُقْتُ أَكالاً بالفَتْح : أي طَعاماً . والأَكِيلُ : الذي يُؤاكِلُكَ . وفي أسْنانِه أَكَلٌ مُحَرَّكَة : أي إِنّها مُؤتَكِلَةٌ . وقولهُم : أَكَلانٌ مُحَرَّكة لِلحِكَّة عامّيَّة وكذا الآكِلَةُ بالمَدِّ وقد أثْبتَها الثَّعالِبِيُّ في المُضاف والمَنْسُوب وأنكرها الخَفاجِيُّ . وتأكَّلَتْ أَسنانُه : تَحاتَّتْ . وأكَّلَ غَنَمي وشَرَّبَها وهو مَجازٌ وكذا أكلتْ أظفارَه الحِجَارَة وأكَلَت النارُ الحَطَبَ وائتَكَلتْ : اشتَدَّ التِهابُها كأنما يأكُل بعضُها بَعْضاً . ومِن المَجاز : لَعَنَ آكِلَ الرِّبَا ومؤْكِلَهُ . وفي كِتاب العَيْن : الواوُ في مَرئِيٍّ أَكَلَتْها الياءُ لأنَّ أَصْلَه مَرءُويٌ . وانْقَطَحَ أُكْلُه : أي ماتَ وكذلك : اسْتَ وفي أُكْلُه وهو مَجازٌ . وأكَلَ البَعِيرُ رَوْقَه : إذا هَرِمَ وتَحاتّتْ أسنانه وهو مَجازٌ . ويُقال : عَقَدْتُ له حَبلاً فَسَلِمَ ولم يُؤْكَل . وائتَكَلتْ أسْنانُه : تَأكلتْ . وإِكِلُ بكسرتَيْن : مِن قُرَى مارِدِينَ . وأبو بَكْرِ بنُ قاضي إِكِل : شاعِرٌ مَدَحَ المَلِكَ المَنْصُورَ صاحِبَ حمَاةَ بقصيدةٍ أوَّلُها :
ما بالُ سَلْمَى بَخِلَتْ بالسَّلامْ ... ما ضَرَّها لو حَيَّت المُستَهامْ نقله ياقُوت . وكزُبير : أُكَيلٌ أبو حَكِيمٍ مُؤَذِّنُ مسجدِ إبراهيمَ النَّخَعي . ومُوسى بن أُكَيل رَوى عنه إسماعيلُ بن أَبان الوَرَّاق نقله الحافظُ . وأَكَّالٌ كشَدَّاد : جَد والدِ سعد بن النُّعْمان بن زيد الأَوْسِي الصَّحابِي وفيه يَقُولُ أبو سُفيان :
" أَرَهْطَ ابنِ أكَّالٍ أَجِيبُوا دُعَاءهُتَعاقَدتُمُ لا تُسلِمُوا السَّيِّدَ الكَهْلَا كذا في تاريخ حَلَب لابن العَدِيم . والأميرُ أبو نَصْرٍ عليُ بنُ هِبَةِ اللّه بن علي بن جَعْفَر العِجْلِي الجَزباذْقاني الحافظ عُرِفَ بابن ماكُولَا من بيت الوَزارة والقضاء وُلِد سنة 422 بعُكْبَراء وقُتِل بالأهواز سنةَ 487 ، قاله ابنُ السَّمعاني . والمَأْكَلَة : ما يُجْعَلُ للإنسان لا يُحاسَبُ عليه . وفي الحديث : " نَهى عن المُؤاكَلَة " هو أن يكونَ للرجلِ علَى الرجلِ دَيْنٌ فيُهْدِيَ إليه شيئاً ليُمْسِكَ عن اقتِضائه . والأُكْلُ بالضمّ : اسم المأكُول . والإِكلةُ بالكسرِ : حالةُ الآكِلِ مُتَّكِئاً أو قاعِداً . والأُكلةُ والأَكلةُ بالضّمّ والفتح : المأكُولُ عن اللِّحيانيّ . وقولُ أبي طالِب :
" مَحُوطَ الذِّمارِ غيرَ ذِرْبٍ مُؤاكِلِ أي يَستأكلُ أموالَ النّاسِ . والأَكَالُ كسَحابٍ : الطَّعامُ . والأَكِيلُ : المَأْكُولُ . والأَكاوِلُ : نُشُوزٌ من الأرضِ أشباهُ الجِبال كذا في النَّوادِرِ وسيأتي في ك - و - ل . وقال أبو نَصر في قوله : أما تَنْفَكّ تَأْتَكِلُ . أي تأكل لحومَنا وتَغْتابُنا وهو تَفْتَعِلُ من الأكل