الإِبْطُ بالكَسْرِ وأَطلَقه المُصَنِّفُ لشُهْرَتِه وهو في غير باطِنِ المَنْكِبِ غيرُ مَشْهورٍ فلا يُفيد الإِطْلاقُ وهو : مَا رَقَّ من الرَّمْل وقيل : هو أَسفَلُ حَبْلِ الرَّمْل ومَسْقَطُه وقيل : مُنْقَطَعُ مُعْظَمِه . ويُقَالُ : هَبَطَ بإِبْطِ الرَّمْلِ وهُو مَجَازٌ . والإِبْطُ أَيْضاً : ة باليَمامَةِ من ناحيَةِ الوَشْمِ لبَنِي امْرئ القَيْسِ . والإِبْطُ : إِبْطُ الرجُلِ والدَّوابِّ قالَ ابنُ سِيدَه : هو باطنُ المَنْكِبِ وقيل : باطنُ الجَنَاحِ كما في الصّحاح والمِصباح وتُكسرُ الباءُ لُغَة فيُلْحَقُ بإِبِلٍ . وقولهم : لا ثاني له أَي عَلَى جِهَةِ الأَصالَةِ فلا يُنافي أَن له أَمْثالاً بالإِتْباع كهذا وأَلفاظٌ كثيرَة قالَهُ شَيْخُنَا . وهو مُذكَّرٌ وَقَدْ يُؤنَّث قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ والتَّذكير أَعْلى وحكى الفَرَّاءُ عن بعض العَرَبِ : فرفَع السَّوْطَ حتَّى بَرَقتْ إِبْطُه وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ يَصِفُ جَمَلاً :
" كأَنَّ هِرًّا في خَوَاءِ إِبْطِهْ
" لَيْسَ بمُنْهَكِّ البُرُوكِ فِرْشِطِهْ والجمع : آباطٌ قالَ رُؤْبَةُ :
" ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ
" والمَاءُ نضَّاحٌ من الآبَاطِ وقال ذُو الرُّمَّة :
وحَوْمانَةٍ وَرْقاءَ يَجْري سَرَابُها ... بمُنْسَحَّةِ الآباطِ حُدْبٍ ظُهُورُها أَي يرفَعُ سرابُها إِبِلاً مُنْسَحَّةَ الآباطِ ويُروى بمَسْفوحَة . وفسَّر ابن فارسٍ الآباطَ في البَيْت بآباطِ الرَّملِ كما في العُبَاب . وتَأَبَّطَهُ : وَضَعَه تَحْتَهُ أَي تَحْتَ إِبْطِه وفي الصّحاح : جَعَلَه وقال إبراهيمُ بنُ هَرْمَةَ :
جَثَمَتْ ضِبابُ ضَغِينَتي من صَدْرِهِ ... بَيْنَ النِّيَاطِ وحَبْلِهِ المُتَأَبَّطِ ومِنْهُ تَأَبَّطَ شَرًّا : لَقَبُ ثابِت بنِ جابر بنِ سُفْيانَ بنِ عَديِّ بن كَعْبِ بن حَرْب بن تَيْمِ بنِ سَعدِ بنِ فَهْمِ بنِ عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ الفَهْمِيّ المُضَرِيِّ أَحَد رَآبيلِ العَرَبِ جمع رِئْبالٍ وهو الَّذي ولدَتْهُ أُمُّه وَحْدَه كما سَيَأْتِي من مضرَ بن نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ ؛ لأَنَّ قَيْسَ عَيْلانَ هو ابنُ مُضَرَ وإِنَّما لُقِّبَ به لأَنَّه رَأَتْهُ أَمُّه وَقَدْ تَأَبَّطَ جَفِيرَ سِهامٍ وأَخَذَ قَوْساً فقالت له أُمُّه : هذا تَأَبَّطَ شَرًّا . قالَهُ أَبو حاتم سَهْلُ بنُ محمَّدٍ السِّجِسْتانِيُّ ونصُّه : وَقَدْ وَضع جَفِيرَ سِهامِه تَحْتَ إِبْطِه وأَخذَ القوسَ . والمَآلُ واحدٌ . أَو تَأَبَّطَ سِكِّيناً فأَتى نادِيَهُم فوَجَأَ بَعْضَهُم فسُمِّي به لذلك . وفي الصّحاح : زَعَموا كانَ لا يُفارِقُه السَّيْفُ . وفي العُبَاب : قتلتْهُ هُذَيْلٌ قالَ ابنُ الكَلْبيِّ : قَالَتْ أُختُه ترْثيه :
" نِعْمَ الفَتَى غَادَرْتُمُ بِرَخْمانْ
" بثَابِت بنِ جَابِرِ بنِ سُفْيَانْ
وفي كِتاب مَقاتِل الفُرسانِ : قَالَتْ أُمُّه تَرْثيه ومثلٌه في أَشعارِ هُذيلٍ . وفي الصّحاح : تقول : جاءَني تَأَبَّطَ شَرًّا ومَرَرْتُ بتَأَبَّطَ شَرًّا تَدَعُه عَلَى لفظِه ؛ لأنَّكَ تنقُلُه من فعلٍ إِلَى اسمٍ وإِنَّما سَمَّيتَ بالفعلِ مع الفاعلِ جميعاً رَجُلاً فوجَبَ أَن تَحكِيَه ولا تُغَيِّرَه وكَذلِكَ كلُّ جُملةٍ يُسَمَّى بها مِثْلُ : بَرَقَ نَحْرُه وذَرَّى حَبًّا . وإِنْ أَردتَ أَن تُثَنِّي أَو تَجمعَ قلْت : جاءَني ذَوَا تَأَبَّطَ شرًّا وذَوُو تَأَبَّطَ شَرًّا أَو تقول : كِلاهُما وكُلُّهم ونحوَ ذلك . ولا يُصَغَّرُ ولا يُرَخَّمُ . وعِبَارَة الصّحاح : ولا يجوزُ تَصْغيرُه ولا تَرْخيمُه والنِّسبَةُ إِلَيْه تَأَبَّطِيٌّ تنسُب إِلَى الصَّدْر . وفي اللّسَان : قالَ سِيبَوَيْه : ومن العربِ من يُفردُ فيقول : تَأَبَّطَ أَقْبَلَ قالَ ابنُ سِيدَه : ولهذا أَلْزَمَنا سِيبَوَيْه في الحِكايَةِ الإِضافَةَ إِلَى الصَّدْرِ وقول مُلَيْحٍ الهذليّ :
" ونَحْنُ قَتَلْنا مُقْبِلاً غيرَ مُدْبِرٍتَأَبَّطَ مَا تَرْهَقْ بِنا الحَرْبُ تَرْهَقِ أَرادَ : تَأَبَّطَ شَرًّا فحذف المَفْعول للعِلْم به
وأَبَطَهُ الله تعالى وهَبَطَهُ ووَبَطَهُ بمعنًى واحدٍ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . قُلْتُ : وهو قَوْلُ ابن الأَعْرَابِيّ كما نَقَلَهُ عنه الأّزْهَرِيّ في و ب ط . والتَّأَبُّطُ : الاضْطِباعُ وهو أَن يُدخِلَ الثَّوبَ وفي الصّحاح : رِداءهُ من تَحْتِ يَدِهِ اليُمْنى وليسَ في الصّحاح لفْظَةُ من وفي العُبَاب : تَحْتَ إِبْطِه الأَيْمَنِ فيُلْقِيَهُ عَلَى مَنْكِبِه . وفي الصّحاح : عَلَى عاتِقِه الأَيْسَرِ وكانَ أَبو هُرَيْرَةَ رِدْيَتُه التَّأَبُّطُ . ويُقَالُ : جَعَلْتُه أَي السَّيفَ إِباطِي بالكَسْرِ أَي يَلِي إِبْطي . ويُقَالُ : السَّيْفُ إِباطٌ لي أَي تَحْتَ إِبْطي . وفي الأَساس : يُقَالُ : السَّيْفُ عِطافي وإِباطي أَي مَا أَجعله عَلَى عِطْفِي وتحتَ إِبْطي ومِنْهُ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ يَصِفُ ماءً وَرَدَه كذا في الدِّيوان ويُروى لتَأَبَّطَ شَرًّا :
شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْت عَنْهُ ... وأَبْيَضُ صارِمٌ ذَكَرٌ إِباطِي أَي تَحْتَ إِبْطي . وروَى ابنُ حَبيب : بأَبيَضَ صارِمٍ . قُلْتُ : ويُروى أَيْضاً : وعَضْبٌ صارِمٌ . وقال السُّكَّريُّ : نَسَبَهُ إِلَى إِبْطه أَرادَ إِباطِيَّ يعني نفسَه ثمَّ خَفَّف . قُلْتُ : وقال ابنُ السِّيرافِيّ : أَصلُه إِباطِيٌّ فخَفَّف ياءَ النَّسَبِ وعلى هذا يَكُونُ صِفَةً لصارِمٍ . وائْتَبَطَ : اطْمَأَنَّ واسْتَوَى قالَهُ ابنُ عبَّادٍ . وائْتَبَطَ النَّفْسُ . ثقُلَت وخَثَرَتْ عنه أَيْضاً . واسْتَأْبَطَ فُلانٌ إِذا حفرَ حُفْرَةً ضيَّقَ رَأْسَها ووسَّعَ أَسْفَلَها كما في الصّحاح وأَنْشَدَ للرَّاجزِ وهو عَطِيَّةُ بنُ عاصِمٍ :
" يَحْفِرُ نَاموساً له مُسْتَأْبِطَا
" ناحِيَةً ولا يَحُلُّ وَسَطَا وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : يُقَالُ للشُّؤْمِ : إِبْطُ الشِّمَالِ . وذُو الإِبْطِ : رَجُلٌ من رِجالاتِ هُذَيْلٍ قالَهُ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيّ لبَنِي نُفاثَةَ :
" أَيْنَ الفَتَى أُسامَةُ بنُ لُعْطِ
" هَلاّ تَقُومُ أَنْتَ أَو ذُو الإِبْطِ
" لَوْ أَنَّهُ ذُو عِزَّةٍ ومَقْطِ
" لَمَنَعَ الجِيرانَ بَعْضَ الهَمْطِ وإِباطٌ ككِتابٍ : موضِعٌ . وأُبَيْطٌ كزُبَيْرٍ : من مِياهِ بَطْنِ الرُّمَّةِ . وإِبْطُ الجَبَلِ : سَفْحُه . وضَرَبَ آباطَ المَفازَةِ وهو مجازٌ . ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : تقول : ضَرَبَ آباطَ الأُمورِ ومَغَابِنَها واسْتَشَفَّ ضَمائِرَها وبَوَاطِنَها . وتَأَبَّطَ فُلانٌ فُلاناً إِذا جَعَلَه تَحْتَ كَنَفِه . والمُتَأَبِّطُ : كالمُتَشَبِّثِ