معنى `اعراب جملة زار محمد طبيب الاسنان` في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
العُرْبُ
والعَرَبُ جِيْلٌ من الناس معروف خِلافُ العَجَم وهما واحدٌ مثل العُجْمِ والعَجَم
مؤنث وتصغيره بغير هاء نادر الجوهري العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ قال أبو الهِنْدِيّ
واسمه عَبْدُالمؤمن ابن عبدالقُدُوس
فأَمَّا البَهَطُ وحِيتَانُكُم ... فما زِلْتُ
العُرْبُ
والعَرَبُ جِيْلٌ من الناس معروف خِلافُ العَجَم وهما واحدٌ مثل العُجْمِ والعَجَم
مؤنث وتصغيره بغير هاء نادر الجوهري العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ قال أبو الهِنْدِيّ
واسمه عَبْدُالمؤمن ابن عبدالقُدُوس
فأَمَّا البَهَطُ وحِيتَانُكُم ... فما زِلْتُ فيها كثيرَ السَّقَمْ
وقد نِلْتُ منها كما نِلْتُمُ ... فلَمْ أرَ فيها كَضَبٍّ هَرِمْ
وما في البُيُوضِ كبَيْضِ الدَّجاج ... وبَيْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ
ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْ ... بِ لا تَشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ
صَغَّرهم تعظيماً كما قال أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ
والعَرَبُ العارِبة هم الخُلَّصُ منهم وأُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به كقولك لَيلٌ
لائِلٌ تقول عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ صُرَحاءُ ومُتَعَرِّبةُ ومُسْتَعْرِبةٌ
دُخَلاءُ ليسوا بخُلَّصٍ والعربي منسوب إلى العرب وإن لم يكن بدوياً والأعرابي
البدوي وهم الأعراب والأعاريب جمع الأعراب وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب وقيل ليس
الأعراب جمعاً لعرب كما كان الأنباط جمعاً لنبطٍ وإنما العرب اسم جنس والنسب إلى
الأعراب أعرابي قال سيبويه إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي لأنه لا واحد له
على هذا المعنى ألا ترى أنك تقول العرب فلا يكون على هذا المعنى ؟ فهذا يقويه
وعربي بين العروبة والعروبية وهما من المصادر التي لا أفعال لها وحكى الأزهري رجل
عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتاً وإن لم يكن فصيحاً وجمعه العرب كما يقال رجل
مجوسي ويهودي والجمع بحذف ياء النسبة اليهود والمجوس ورجل معرب إذا كان فصيحاً وإن
كان عجمي النسب ورجل أعرابي بالألف إذا كان بدوياً صاحب نجعة وانتواء وارتياد
للكلإ وتتبع لمساقط الغيث وسواء كان من العرب أو من مواليهم ويجمع الأعرابي على
الأعراب والأعاريب والأعرابي إذا قيل له يا عربي فرح بذلك وهش له والعربي إذا قيل له
يا أعرابي غضب له فمن نزل البادية أو جاور البادين وظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم
فهم أعراب ومن نزل بلاد الريف واستوطن مدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى
العرب فهم عرب وإن لم يكونوا فصحاء وقول اللّه عز وجل قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا
قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا فهؤلاء قوم من بوادي العرب
قدموا على النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة طمعاً في الصدقات لا رغبة في الإسلام
فسماهم اللّه تعالى العرب ومثلْهم الذين ذكرهم اللّه في سورة التوبة فقال
الأَعْرابُ أَشدّ كُفراً ونِفاقاً الآية قال الأزهري والذي لا يفرق بين العربي
والأعراب والعربي والأعرابي ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية وهو لا
يميز بين العرب والأعراب ولا يجوز أن يقال للمهاجرين [ ص 587 ] والأنصار أعراب
إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية وسكنوا المدن سواء منهم الناشئ بالبدو
ثم استوطن القرى والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو
بعد هجرتهم واقتنوا نعماً ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة قيل قد
تعربوا أي صاروا أعراباً بعدما كانوا عرباً وفي الحديث تمثل في خطبته مهاجر ليس
بأعرابي جعل المهاجر ضد الأعرابي قال والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا
يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة والعرب هذا الجيل لا واحد له من لفظه
وسواء أقام بالبادية والمدن والنسبة إليهما أعرابيٌّ وعربيٌّ وفي الحديث ثلاث ( 1
)
( 1 قوله « وفي الحديث ثلاث الخ » كذا بالأصل والذي في النهاية وقيل ثلاث إلخ ) من
الكبائر منها التعرب بعد الهجرة هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب بعد أن
كان مهاجراً وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) عذب العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ
كُلُّ مُسْتَسَاغٍ والعَذْبُ عذر يعدونه كالمرتد ومنه حديث ابن الأكوع لما قتل
عثمان خرج إلى الربذة وأقام بها ثم إنه دخل على الحجاج يوماً فقال له يا ابن
الأكوع ارتددت على عقبك وتعربت قال ويروى بالزاي وسنذكره في موضعه قال والعرب أهل
الأمصار والأعراب منهم سكان البادية خاصة وتعرب أي تشبه بالعرب وتعرب بعد هجرته أي
صار أعرابياً والعربية هي هذه اللغة واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً فقال
بعضهم أول من أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان وهو أبو اليمن كلهم وهم
العرب العاربة ونشأ إسمعيل ابن إبراهيم عليهما السلام معهم فتكلم بلسانهم فهو
وأولاده العرب المستعربة وقيل إن أولاد إسمعيل نشؤوا بعربة وهي من تهامة فنسبوا
إلى بلدهم وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال خمسة أنبياء من العرب وهم
محمد وإسمعيل وشعيب وصالح وهود صلوات اللّه عليهم وهذا يدل على أن لسان العرب قديم
وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب فكان شعيب وقومه بأرض مدين وكان
صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من
رمال اليمن وكانوا أهل عمدٍ وكان إسمعيل ابن إبراهيم والنبي المصطفى محمد صلى
اللّه عليهم وسلم من سكان الحرم وكل من سكن بلاد العرب وجزريتها ونطق بلسان أهلها
فهم عرب يمنهم ومعدهم قال الأزهري والأقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم
العربات وقال إسحق ابن الفرج عربة باحة العرب وباحة دار أبي الفصاحة إسمعيل ابن
إبراهيم عليهما السلام وفيها يقول قائلهم
وعربة أرض ما يحل حرامها ... من الناس إلا اللوذعي الحلاحل
يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم أحلت له مكة ساعة من نهارٍ ثم هي حرام إلى يوم
القيامة قال واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكنها وأنشد قول الآخر
ورجت باحة العربات رجا ... ترقرق في مناكبها الدماءُ
[ ص 588 ] قال وأقامت قريش بعربة فتنخت بها وانتشر سائر العرب في جزيرتها فنسبوا
كلهم إلى عربة لأن أباهم إسمعيل صلى اللّه عليه وسلم بها نشأ وربل أولاده فيها
فكثروا فلما لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت قريش بها وروي عن أبي بكر الصديق
رضي اللّه عنه أنه قال قريش هم أوسط العرب في العرب داراً وأحسنه جواراً وأعربه
ألسنة وقال قتادة كانت قريش تجتبي أي تختار أفضل لغات العرب حتى صار أفضل لغاتها
لغتها فنزل القرآن بها قال الأزهري وجعل اللّه عز وجل القرآن المنزل على النبي
المرسل محمد صلى اللّه عليه وسلم عربياً لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم
وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب في باديتها وقراها
العربية وجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم عربياً لأنه من صريح العرب ولو أن قوماً
من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها وتناءوا معهم فيها
سموا عرباً ولم يسموا أعراباً وتقول رجل عربي اللسان إذا كان فصيحاً وقال الليث
يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان قال والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد
فاستعربوا قال الأزهري المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب فتكلموا
بلسانهم وحكوا هيئاتهم وليسوا بصرحاء فيهم وقال الليث تعربوا مثل استعربوا قال
الأزهري ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية بعدما كان مقيماً بالحضر فيلحق بالأعراب
ويكون التعرب المقام بالبادية ومنه قول الشاعر
تعرب آبائي فهلا وقاهم ... من الموت رملاً وزرود
يقول أقام آبائي بالبادية ولم يحضروا القرى وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه
قال الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح وفي حديث آخر الثيب يعرب عنها لسانها والبكر
تستأمر في نفسها وقال أبو عبيد هذا الحرف جاء في الحديث يعرب بالتخفيف وقال الفراء
إنما هو يعرب بالتشديد يقال عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم واحتججت لهم وقيل إن
أعرب بمعنى عرب وقال الأزهري الإعراب والتعريب معناهما واحد وهو الإبانة يقال أعرب
عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح وأعرب عن الرجل بين عنه وعرب عنه تكلم بحجته وحكى
ابن الأثير عن ابن قتيبة الصواب يعرب عنها بالتخفيف وإنما سمي الإعراب إعراباً
لتبيينه وإيضاحه قال وكلا القولين لغتان متساويتان بمعنى الإبانة والإيضاح ومنه
الحديث الآخر فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه ومنه حديث التيمي كانوا يستحبون أن
يلقنوا الصبي حين يعرب أن يقول لا إله إلا اللّه سبع مرات أي حين ينطق ويتكلم وفي
حديث السقيفة أعربهم أحساباً أي أبينهم وأوضحهم ويقال أعرب عما في ضميرك أي أبن
ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام أعرب وقال أبو زيد الأنصاري يقال أعرب
الأعجمي إعراباً وتعرب تعرباً واستعرب استعراباً كل ذلك للأغتم دون [ ص 589 ]
الصبي قال وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما يقول أول ما يتكلم وأفصح الأغتم
إفصاحاً مثله ويقال للعربي أفصح لي أي أبن لي كلامك وأعرب الكلام وأعرب به بينه
أنشد أبو زياد
وإني لأكني عن قذوربغيرها ... وأعرب أحياناً بها فأصارح
وعربه كأعربه وأعرب بحجته أي أفصح بها ولم يتقِّ أحداً قال الكميت وجدنا لكم في آل
حمِ آية ... تأولها منا تقيٌّ معربُ
هكذا أنشده سيبويه كَمُكَلِّمٍ وأورد الأزهري هذا البيت « تقي ومعرب » وقال تقي
يتوقى إظهاره حذر أن يناله مكروه من أعدائكم ومعرب أي مفصح بالحقِّ لا يتوقاهم
وقال الجوهري معربٌ مفصحٌ بالتفصيل وتقيٌّ ساكتٌ عنهُ للتقيّة قال الأزهري والخطاب
في هذا لبني هاشم حين ظهروا على بني أمية والآية قوله عز وجل قل لا أسألكم عليه
أجراً إلا المودة في القربى وعرب منطقه أي هذبه من اللحن والإعراب الذي هو النحو
إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب ويقال
عربت له الكلام تعريباً وأعربت له إعراباً إذا بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة
وعرب الرجل ( 1 )
( 1 قوله « وعرب الرجل إلخ » بضم الراء كفصح وزناً ومعنى وقوله وعرب إذا فصح بعد
لكنة بابه فرح كما هو مضبوط بالأصول وصرح به في المصباح )
يعرب عرباً وعروباً عن ثعلب وعروبة وعرابة وعروبية كفصح وعرب إذا فصح بعد لكنة في
لسانه ورجل عريب معرب وعرّبه علمه العربية وفي حديث الحسن أنه قال له البتّيُّ ما
تقول في رجل رعف في الصلاة ؟ فقال الحسن إن هذا يعرب الناس وهو يقول رعف أي يعلمهم
العربية ويلحن إنما هو رعف وتعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها
تقول عربته العرب وأعربته أيضاً وأعرب الأغتم وعرب لسانه بالضم عروبة أي صار
عربياً وتعرب واستعرب أفصح قا ل الشاعر
ماذا لقينا من المستعربين ومن ... قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا
وأعرب الرجل أي ولد له ولد عربي اللون وفي الحديث لا تنقشوا في خواتمكم عربياً أي لا
تنقشوا فيها محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأنه كان نقش خاتم النبي صلى
اللّه عليه وسلم ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه لا تنقشوا في خواتمكم العربية وكان
ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن وعربية الفرس عتقه وسلامته من الهجنة وأعرب
صهل فعرف عتقه بصهيله والإعراب معرفتك بالفرس العربي من الهجين إذا صهل وخيل عراب
معربة قال الكسائي والمعرب من الخيل الذي ليس فيه عرق هجين والأنثى معربة وإبل
عراب كذلك وقد قالوا خيل أعرب وإبل أَعربٌ قال
ما كان إلا طلقُ الإهماد ... وكرنا بالأعرب الجياد
[ ص 590 ]
حتى تحاجزن عن الرواد ... تحاجز الري ولم تكاد
حول الإخبار إلى المخاطبة ولو أراد الإخبار فاتزن له لقال ولم تكد وفي حديث سطيح
تقود خيلاً عراباً أي عربية منسوبة إلى العرب وفرقوا بين الخيل والناس فقالوا في
الناس عرب وأعراب وفي الخيل عراب والإبل العراب والخيل العراب خلاف البخاتي
والبراذين وأعرب الرجل ملك خيلاً عراباً أو إبلاً عراباً أو اكتسبها فهو معرب قال
الجعدي
ويصهل في مثل جوف الطويّ ... صهيلاً تبين للمعرب
يقول إذا سمع صهيله من له خيل عراب عرف أنه عربي والتعريب أن يتخذ فرساً عربياً
ورجل معربٌ معه فرسٌ عربيٌّ وفرسٌ معربٌ خلصتْ عربيتهُ وعرّب الفرسَ بزَّغَهُ وذلك
أنْ تنسفَ أسفلَ حافرهُ ومعناهُ أنهُ قدْ بانَ بذلك ما كان خفيّاً من أمرهِ
لظهورهِ إلى مرآةِ العينِ بعد ما كان مستوراً وبذلك تُعرفُ حالهُ أصلبٌ هو أم
رِخْوٌ وصحيح هو أم سقيم قال الأزهريُّ والتعريبُ تعريبُ الفرسِ وهو أن يكوى على
أشاعر حافره في مواضعَ ثمَّ يُبزَغُ بمَبْزِغٍ بَزْغَاً رفيقاً لا يؤثر في عصبه
ليشتدّ أشعره وعرب الدابة بزغها على أشاعرها ثم كواها والإعراب والتعريب الفحش
والتعريب والإعراب والإعرابة والعرابة بالفتح والكسر ما قبح من الكلام وأعرب الرجل
تكلم بالفحش وقال ابن عباس في قوله تعالى فلا رفث ولا فسوق هو العرابة في كلام
العرب قال والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريب وهو ما قبح من الكلام يقال منه عربت
وأعربت ومنه حديث عطاء أنه كره الإعراب للمحرم وهو الإفحاش في القول والرفث ويقال
أراد به الإيضاح والتصريح بالهجر من الكلام وفي حديث ابن الزبير لا تحل العرابة
للمحرم وفي الحديث أن رجلاً من المشركين كان يسب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال
له رجل من المسلمين واللّه لتكفنَّ عن شتمه أو لأرحلنَّك بسيفي هذا فلم يزدد إلا
استعراضاً فحمل عليه فضربه وتعاوى عليه المشركون فقتلوه الإستعراب الإفحاش في
القول وقال رؤبة يصف نساء جمعن العفاف عند الغرباء والإعراب عند الأزواج وهو ما
يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع فقال والعرب في عفافة وإعراب وهذا كقولهم خير
النساء المتبذلة لزوجها الخفرة في قومها وعرب عليه قبح قوله وفعله وغيره عليه ورده
عليه والإعراب كالتعريب والإعراب ردك الرجل عن القبيح وعرب عليه منعه وأما حديث
عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أنْ لا
تعربوا عليه فليس من التعريب الذي جاء في الخبر وإنما هو من قولك عربت على الرجل
قوله إذا قبحت عليه وقال الأصمعي وأبو زيد في قوله أن لا تعربوا عليه معناه أن لا
تفسدوا عليه كلامه [ ص 591 ] وتقبحوه ومنه قول أوس ابن حجر
ومثل ابن عثمٍ إنْ ذحولٌ تذكرت ... وقتلى تياس عن
صلاح تعرب ويروى يعرب يعني أن هؤلاء الذين قتلوا منا ولم نثئر بهم ولم نقتل الثأر
إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا عنها والصلاح المصالحة ابن الأعرابي
التعريب التبيين والإيضاح في قوله الثيب تعرب عن نفسها أي ما يمنعكم أن تصرحوا له
بالإنكار والرد عليه ولا تستأثروا قال والتعريب المنع والإنكار في قوله أن لا
تعربوا أي لا تمنعوا وكذلك قوله عن صلاح تعرب أي تمنع وقيل الفحش والتقبيح من عرب
الجرح مصعب أبو عمار
معنى
في قاموس معاجم
الجَمَل
الذَّكَر من الإِبل قيل إِنما يكون جَمَلاً إِذا أَرْبَعَ وقيل إِذا أَجذع وقيل
إِذا بزَل وقيل إِذا أَثْنَى قال نحن بنو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل الموت أَحلى
عندنا من العسل الليث الجَمَل يستحق هذا الاسم إِذا بَزَل وقال شمر البَكْر
والبَكْرة بمنزلة
الجَمَل
الذَّكَر من الإِبل قيل إِنما يكون جَمَلاً إِذا أَرْبَعَ وقيل إِذا أَجذع وقيل
إِذا بزَل وقيل إِذا أَثْنَى قال نحن بنو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل الموت أَحلى
عندنا من العسل الليث الجَمَل يستحق هذا الاسم إِذا بَزَل وقال شمر البَكْر
والبَكْرة بمنزلة الغلام والجارية والجَمَل والناقة بمنزلة الرجل والمرأَة وفي
التنزيل العزيز حتى يَلِج الجَمَل في سَمِّ الخِياط قال الفراء الجَمَل هو زوج
الناقة وقد ذكر عن ابن عباس أَنه قرأَ الجُمَّل بتشديد الميم يعني الحِبَال
المجموعة وروي عن أَبي طالب أَنه قال رواه القراء الجُمَّل بتشديد الميم قال ونحن
نظن أَنه أَراد التخفيف قال أَبو طالب وهذا لأَن الأَسماء إِنما تأْتي على فَعَل
مخفف والجماعة تجيء على فُعَّل مثل صُوَّم وقُوَّم وقال أَبو الهيثم قرأَ أَبو
عمرو والحسن وهي قراءة ابن مسعود حتى يلج الجُمَل مثل النُّغَر في التقدير وحكي عن
ابن عباس الجُمَّل بالتثقيل والتخفيف أَيضاً فأَما الجُمَل بالتخفيف فهو الحَبْل
الغليظ وكذلك الجُمَّل مشدد قال ابن جني هو الجُمَل على مثال نُغَر والجُمْل على
مثال قُفْل والجُمُل على مثال طُنُب والجَمَل على مثال مَثَل قال ابن بري وعليه
فسر قوله حتى يلج الجَمَل في سَمِّ الخياط فأَما الجُمْل فجمع جَمَل كأَسَد وأُسْد
والجُمُل الجماعة من الناس وحكي عن عبد الله وأُبَيٍّ حتى يلج الجُمَّل الأَزهري وأَما
قوله تعالى جِمَالات صُفْر فإِن الفراء قال قرأَ عبد الله وأَصحابه جِمَالة وروي
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَنه قرأَ جِمَالات قال وهو أَحَبُّ إِليَّ لأَن
الجِمَال أَكثر من الجِمَالة في كلام العرب وهو يجوز كما يقال حَجَر وحِجَارة
وذَكَر وذِكَارة إِلاّ أَن الأَول أَكثر فإِذا قلت جِمالات فواحدها جِمَال مثل ما
قالوا رِجَال ورِجَالات وبُيُوت وبُيُوتات وقد يجوز أَن يكون واحد الجِمَالات
جِمَالة وقد حكي عن بعض القراء جُمَالات برفع الجيم فقد يكون من الشيء المجمل
ويكون الجُمَالات جمعاً من جمع الجِمال كما قالوا الرَّخْل والرُّخال قال الأَزهري
وروي عن ابن عباس أَنه قال الجِمَالات حِبَال السُّفن يجمع بعضها إِلى بعض حتى
تكون كأَوساط الرجال وقال مجاهد جِمَالات حِبال الجُسور وقال الزجاج من قَرأَ
جِمَالات فهو جمع جِمالة وهو القَلْس من قُلوس سُفُن البحر أَو كالقَلْس من قُلوس
الجُسور وقرئت جِمالة صُفْر على هذا المعنى وفي حديث مجاهد أَنه قرأَ حتى يلج
الجُمَّل بضم الجيم وتشديد الميم قَلْس السفينة قال الأَزهري كأَن الحَبْل الغليظ
سمي جِمَالة لأَنها قُوىً كثيرة جُمِعت فأُجْمِلَت جُمْلة ولعل الجُمْلة اشتقت من
جُمْلة الحَبْل ابن الأَعرابي الجامِل الجِمَال غيره الجامِل قَطِيع من الإِبل
معها رُعْيانها وأَربابها كالبَقَر والباقِر قال الحطيئة فإِن تكُ ذا مالٍ كثيرٍ
فإِنَّهم لهم جامِل ما يَهْدأُ الليلَ سامِرُه الجامل جماعة من الإِبل تقع على
الذكور والإِناث فإِذا قلت الجِمَال والجِمَالة ففي الذكور خاصة وأَراد بقوله
سامره الرِّعاء لا ينامون لكثرتهم وفي المثل اتَّخَذَ الليلَ جَمَلاً يضرب لمن
يعمل بالليل عمله من قراءة أَو صلاة أَو غير ذلك وفي حديث ابن الزبير كان يسير بنا
الأَبْرَدَيْن ويتخذ الليل جَمَلاً يقال للرجل إِذا سَرَى ليلته جَمْعاء أَو
أَحياها بصلاة أَو غيرها من العبادات اتَّخَذَ الليل جَمَلاً كأَنه رَكِبه ولم ينم
فيه وفي حديث عاصم لقد أَدركت أَقواماً يتخذون هذا الليل جَمَلاً يشربون
النَّبِيذَ ويلبسون المُعَصْفَر منهم زِرُّ بن حُبَيْش وأَبو وائل قال أَبو الهيثم
قال أَعرابي الجامِل الحَيّ العظيم وأَنكر أَن يكون الجامل الجِمَال وأَنشد وجامل
حَوْم يَرُوح عَكَرهُ إِذا دنا من جُنْحِ ليل مَقْصِرهُ يُقَرْقِر الهَدْرَ ولا
يُجَرْجِرُه قال ولم يصنع الأَعرابي شيئاً في إِنكاره أَن الجامل الجِمَال قال
الأَزهري وأَما قول طرفة وجاملٍ خَوَّعَ مِن نِيبِه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً
والسَّفيح فإِنه دل على أَن الجامل يجمع الجِمَال والنُّوق لأَن النِّيب إِناث
واحدتها ناب ومن أَمثال العرب اتَّخَذَ الليل جَمَلاً إِذا سَرَى الليل كله واتخذ
الليل جَمَلاً إِذا ركبه في حاجته وهو على المثل وقوله إِني لِمَنْ أَنْكَرَني
ابنْ اليَثْرِبي قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي إِنما أَراد رجلاً كان من
أَصحاب عائشة واَّصل ذلك أَن عائشة غَزَت عَلِيّاً على جَمَل فلما هزم أَصحابها
ثبت منهم قوم يَحْمُون الجَمَل الذي كانت عليه وجَمَل أَبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ وهو
جَمَل بن سعد العشيرة منهم هند بن عمرو الجَمَليُّ وكان مع علي عليه السلام
فَقُتِل وقال قاتله قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي قال ابن بري هو لعمرو بن
يثربي الضَّبِّي وكان فارس بني ضَبَّة يوم الجَمَل قتله عمار بن ياسر في ذلك اليوم
وتمام رجزه قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي وابْناً لصُوحانَ على دين علي
وحكى ابن بري والجُمَالة الخيل وأَنشد والأُدْم فيه يَعْتَرِكْ نَ بجَوِّه عَرْكَ
الجُمَاله ابن سيده وقد أَوقعوا الجَمَل على الناقة فقالوا شربت لبن جَمَلي وهذا
نادر قال ولا أُحِقُّه والجَمْع أَجْمال وجِمَال وجُمْل وجِمَالات وجِمالة
وجَمَائل قال ذو الرمة وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائل بعدما تَقَوَّبَ عن
غِرْبانِ أَوْراكها الخَطْرُ وفي الحديث هَمَّ الناس بنَحْر بعض جَمَائلهم هي جمع
جَمَل وقيل جمع جِمَالة وجِمَالة جمع جَمَل كرِسالة ورَسائل ابن سيده وقيل
الجَمَالة الطائفة من الجِمَال وقيل هي القطعة من النوق لا جَمَل فيها وكذلك
الجَمَالة والجُمَالة عن ابن الأَعرابي قال ابن السكيت يقال للإِبل إِذا كانت
ذُكورة ولم يكن فيها أُنثى هذه جِمالة بني فلان وقرئ كأَنه جِمَالة صُفْر
والجامِلُ اسم للجمع كالباقر والكالِب وقالوا الجَمّال والجَمّالة كما قالوا
الحَمّار والحَمّارة والخَيَّالة ورَجُل جامِل ذو جَمَل وأَجْمَل القومُ إِذا
كثُرت جِمالهم والجَمَّالة أَصحاب الجِمال مثل الخَيّالة والحَمّارة قال عبد مناف
بن رِبْع الهذلي حتى إِذا أَسْلكوهم في قُتَائدة شَلاًّ كما تَطْرُد الجَمّالةُ
الشُّرُدا واسْتَجْمَل البَعِيرُ أَي صار جَمَلاً واسْتَقْرَم بَكْر فلان أَي صار
قَرْماً وفي الحديث لكل أُناس في جَمَلهم خُبْر ويروى جُمَيْلهم على التصغير يريد
صاحبهم قال ابن الأَثير هو مثل يُضْرب في معرفة كل قوم بصاحبهم يعني أَن
المُسَوَّد يُسَوَّد لمعنى وأَن قومه لم يُسَوِّدوه إِلا لمعرفتهم بشأْنه ويروى
لكل أُناس في بَعِيرهم خُبْر فاستعار البعير والجَمَل للصاحب وفي حديث عائشة
وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلي ؟ تريد زوجها أَي أَحبسه عن إِتيان النساء غيري
فكَنَتْ بالجَمَل عن الزَّوج لأَنه زوج الناقة وجَمَّلَ الجَمَلَ عَزَله عن
الطَّرُوقة وناقة جُمَالية وَثيقة تشبه الجَمَل في خِلْقتها وشدَّتها وعِظَمها قال
الأَعشى جُمَالِيَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا وقول
هميان وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيٍّ عَضِه قَرِيبَة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه كأَنما
يُزْهَم عِرْقا أَبْيَضِه
( * قوله « كأنما يزهم » تقدم في ترجمة بيض ييجع بدل يزهم )
يُزْهَم يُجْعل فيهما الزَّهَم أَراد كل جُمَاليَّة فحَمَل على لفظ كُلّ وذكَّر
وقيل الأَصل في هذا تشبيه الناقة بالجمل فلما شاع ذلك واطَّرد صار كأَنه أَصل في
بابه حتى عادوا فشَبَّهوا الجَمَل بالناقة في ذلك وهذا كقول ذي الرمة ورَمْلٍ
كأَوْراك النِّساءِ قَطَعْتُه إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ وهذا من حملهم
الأَصل على الفرع فيما كان الفرع أَفاده من الأَصل ونظائره كثيرة والعرب تفعل هذا
كثيراً أَعني أَنها إِذا شبهت شيئاً بشيء مكَّنَتْ ذلك الشبه لهما وعَمَّت به وجه
الحال بينهما أَلا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأَعربوه تمموا ذلك
المعنى بينهما بأَن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأَعملوه ؟ ورجل جُمَاليٌّ بالضم
والياء مشددة ضَخْم الأَعضاء تامُّ الخَلْق على التشبيه بالجَمَل لعظمه وفي حديث
فضالة كيف أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ على المَنابر يَقْضون بالهَوَى ويَقْتلون
بالغَضَب الجُمَلاءُ الضِّخَام الخَلْق كأَنه جمع جَمِيل وفي حديث الملاعنة فإِن
جاءَت به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً فهو لفلان الجُمَاليّ بالتشديد الضَّخم
الأَعضاء التامُّ الأَوصال وقوله أَنشده أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي إِنَّ لنا من
مالنا جِمَالا من خير ما تَحْوِي الرجالُ مالا يُنْتَجْن كل شَتْوَة أَجْمالا
إِنما عَنى بالجَمَل هنا النَّخل شبهها بالجَمَل في طولِها وضِخَمها وإِتَائها ابن
الأَعرابي الجَمَل الكُبَع قال الأَزهري أَراد بالجَمَل والكُبَع سمكة بَحريَّة
تدعى الجَمَل قال رؤْبة واعْتَلَجتْ جِماله ولُخْمُه قال أَبو عمرو الجَمَل سمكة
تكون في البحر ولا تكون في العَذْب قال واللُّخْمُ الكَوْسَجُ يقال إِنه يأْكل
الناس ابن سيده وجَمَل البحر سمكة من سمكه قيل طوله ثلاثون ذراعاً قال العجاج
كجَمَل البحر إِذا خاض حَسَر وفي حديث أَبي عبيدة أَنه أَذن في جَمَل البحر قيل هو
سمكة ضخمة شبيهة بالجَمَل يقال لها جَمَل البحر والجُمَيل والجُمْلانة
والجُمَيلانة طائر من الدخاخيل قال سيبويه الجُمَيل البُلْبل لا يتكلم به إِلاَّ
مصغَّراً فإِذا جمعوا قالوا جِمْلان الجوهري جُمَيل طائر جاءَ مصغراً والجمع
جِمْلان مثل كُعَيْت وكِعْتان والجَمَال مصدر الجَمِيل والفعل جَمُل وقوله عز وجل
ولكم فيها جَمَال حين تُريحون وحين تسرحون أَي بهاء وحسن ابن سيده الجَمَال الحسن
يكون في الفعل والخَلْق وقد جَمُل الرجُل بالضم جَمَالاً فهو جَمِيل وجُمَال
بالتخفيف هذه عن اللحياني وجُمَّال الأَخيرة لا تُكَسَّر والجُمَّال بالضم
والتشديد أَجمل من الجَمِيل وجَمَّله أَي زَيَّنه والتَّجَمُّل تَكَلُّف الجَمِيل
أَبو زيد جَمَّل افيفي ُ عليك تَجْميلاً إِذا دعوت له أَن يجعله افيفي جَمِيلاً حَسَناً
وامرأَة جَمْلاء وجَميلة وهو أَحد ما جاءَ من فَعْلاء لا أَفْعَل لها قال
وَهَبْتُه من أَمَةٍ سوداء ليست بِحَسْناء ولا جَمْلاء وقال الشاعر فهي جَمْلاء
كَبدْرٍ طالع بَذَّتِ الخَلْق جميعاً بالجَمَال وفي حديث الإِسراءِ ثم عَرَضَتْ له
امرأَة حَسْناء جَمْلاء أَي جَمِيلة مليحة ولا أَفعل لها من لفظها كدِيمة هَطْلاء
وفي الحديث جاءَ بناقة حَسْناء جَمْلاء قال ابن الأَثير والجَمَال يقع على
الصُّوَر والمعاني ومنه الحديث إِن الله جَمِيل يحب الجَمَال أَي حَسَن الأَفعال
كامل الأَوصاف وقوله أَنشده ثعلب لعبيد الله بن عتبة وما الحَقُّ أَن تَهْوَى
فتُشْعَفَ بالذي هَوِيتَ إِذا ما كان ليس بأَجْمَل قال ابن سيده يجوز أَن يكون
أَجمل فيه بمعنى جَمِيل وقد يجوز أَن يكون أَراد ليس بأَجمل من غيره كما قالوا
الله أَكبر يريدون من كل شيء والمُجاملة المُعاملة بالجَمِيل الفراء المُجَامِل الذي
يقدر على جوابك فيتركه إِبقاءً على مَوَدَّتك والمُجَامِل الذي لا يقدر على جوابك
فيتركه ويَحْقد عليك إِلى وقت مّا وقول أَبي ذؤَيب جَمَالَك أَيُّها القلبُ
القَرِيحُ سَتَلْقَى مَنْ تُحبُّ فتَسْتَريحُ يريد الزم تَجَمُّلَك وحياءَك ولا
تَجْزَع جَزَعاً قبيحاً وجامَل الرجلَ مُجامَلة لم يُصْفِه الإِخاءَ وماسَحَه
بالجَمِيل وقال اللحياني اجْمُل إِن كنت جامِلاً فإِذا ذهبوا إِلى الحال قالوا
إِنه لجَمِيل وجَمَالَك أَن لا تفعل كذا وكذا أَي لا تفعله والزم الأَمر الأَجْمَل
وقول الهذلي أَنشده ابن الأَعرابي أَخُو الحَرْب أَمّا صادِراً فَوَسِيقُه جَمِيل
وأَمَّا واراداً فمُغَامِس قال ابن سيده معنى قول جَمِيل هنا أَنه إِذا اطَّرد
وسيقة لم يُسْرع بها ولكن يَتَّئد ثِقَةً منه ببأْسه وقيل أَيضاً وَسِيقُه جَمِيل
أَي أَنه لا يطلب الإِبل فتكون له وَسِيقة إِنما وسيقته الرجال يطلبهم ليَسْبِيَهم
فيجلُبهم وَسَائق وأَجْمَلْت الصَّنِيعة عند فلان وأَجْمَل في صنيعه وأَجْمَل في
طلب الشيء اتَّأَد واعتدل فلم يُفْرِط قال الرِّزق مقسوم فأَجْمِلْ في الطَّلَب
وقد أَجْمَلْت في الطلب وجَمَّلْت الشيءَ تجميلاً وجَمَّرْته تجميراً إِذا أَطلت
حبسه ويقال للشحم المُذَاب جَمِيل قال أَبو خراش نُقابِلُ جُوعَهم بمُكَلَّلاتٍ من
الفُرْنيِّ يَرْعَبُها الجَمِيل وجَمَل الشيءَ جَمَعَه والجَمِيل الشَّحم يُذَاب
ثم يُجْمَل أَي يُجْمَّع وقيل الجَمِيل الشحم يذاب فكُلما قَطَر وُكِّفَ على
الخُبْزِ ثم أُعِيد وقد جَمَله يَجْمُله جَمْلاً وأَجمله أَذابه واستخرج دُهْنه
وجَمَل أَفصح من أَجْمَلَ وفي الحديث لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم الشحوم
فَجَملوها وباعوها وأَكلوا أَثمانها وفي الحديث يأْتوننا بالسِّقَاء يَجْمُلون فيه
الوَدَك قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية ويروى بالحاء المهملة وعند الأَكثر
يجعلون فيه الودك واجْتَمَل كاشْتَوَى وتَجَمَّل أَكل الجَمِيل وهو الشحم المُذاب
وقالت امرأَة من العرب لابنتها تَجَمَّلي وتَعَفَّفِي أَي كُلي الجَمِيل واشربي
العُفَافَةَ وهو باقي اللبن في الضَّرْع على تحويل التضعيف والجَمُول المرأَة التي
تُذيب الشحم وقالت امرأَة لرجل تدعو عليه جَمَلك الله أَي أَذابك كما يُذاب الشحم
فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر إِذ قالت النَثُّول للجَمُولِ يا
ابْنة شَحْمٍ في المَرِيءِ بُولي فإِنه فسر الجَمُول بأَنه الشحمة المُذابة أَي
قالت هذه المرأَة لأُختها أَبشري بهذه الشَّحمة المَجْمولة التي تذوب في حَلْقك
قال ابن سيده وهذا التفسير ليس بقويّ وإِذا تُؤُمِّل كان مستحيلاً وقال مرَّة
الجَمُول المرأَة السمينة والنَّثُول المرأَة المهزولة والجَمِيل الإِهالة
المُذابة واسم ذلك الذائب الجُمَالة والاجْتِمال الادِّهَان به والاجْتِمال أَيضاً
أَن تشوي لحماً فكلما وَكَفَتْ إِهَالته اسْتَوْدَقْتَه على خُبْز ثم أَعدته
الفراء جَمَلْت الشحم أَجْمُله جَمْلاً واجْتَملته إِذا أَذَبْته ويقال أَجْمَلته
وجَمَلْت أَجود واجْتمل الرجُل قال لبيد فاشْتَوَى لَيْلة رِيحٍ واجْتَمَل
والجُمْلة واحدة الجُمَل والجُمْلة جماعي الشيء وأَجْمَل الشيءَ جَمَعه عن تفرقة
وأَجْمَل له الحساب كذلك والجُمْلة جماعة كل شيء بكماله من الحساب وغيره يقال
أَجْمَلت له الحساب والكلام قال الله تعالى لولا أُنزل عليه القرآن جُمْلة واحدة
وقد أَجْمَلت الحساب إِذا رددته إِلى الجُمْلة وفي حديث القَدَر كتاب فيه أَسماء
أَهل الجنة والنار أُجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص وأَجْمَلت الحساب إِذا
جمعت آحاده وكملت أَفراده أَي أُحْصوا وجُمِعوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص وحساب
الجُمَّل بتشديد الميم الحروفُ المقطعة على أَبجد قال ابن دريد لا أَحسبه عربيّاً
وقال بعضهم هو حساب الجُمَل بالتخفيف قال ابن سيده ولست منه على ثِقَة وجُمْل
وجَوْمَل اسم امرأَة وجَمَال اسم بنت أَبي مُسافر وجَمِيل وجُمَيْل اسمان
والجَمَّالان من شعراء العرب حكاه ابن الأَعرابي وقال أَحدهما إِسْلامي وهو
الجَمَّال بن سَلَمة العبدي والآخر جاهلي لم ينسبه إِلى أَب وجَمَّال اسم موضع قال
النابغة الجعدي حَتَّى عَلِمْنا ولولا نحن قد عَلِمُوا حَلَّت شَلِيلاً عَذَاراهم
وجَمَّالا
معنى
في قاموس معاجم
الحمد نقيض الذم
ويقال حَمدْتُه على فعله ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة وفي التنزيل العزيز الحمد
لله رب العالمين وأَما قول العرب بدأْت بالحمدُ لله فإِنما هو على الحكاية أَي
بدأْت بقول الحمدُ لله رب العالمين وقد قرئ الحمدَ لله على المصدر والحمدِ لله على
الحمد نقيض الذم
ويقال حَمدْتُه على فعله ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة وفي التنزيل العزيز الحمد
لله رب العالمين وأَما قول العرب بدأْت بالحمدُ لله فإِنما هو على الحكاية أَي
بدأْت بقول الحمدُ لله رب العالمين وقد قرئ الحمدَ لله على المصدر والحمدِ لله على
الإِتباع والحمدُ لله على الإِتباع قال الفراء اجتمع القراء على رفع الحمدُ لله
فأَما أَهل البدو فمنهم من يقول الحمدَ لله بنصب الدال ومنهم من يقول الحمدِ لله
بخفض الدال ومنهم من يقول الحمدُ لُلَّه فيرفع الدال واللام وروي عن ابن العباس
أَنه قال الرفع هو القراءَة لأَنه المأْثور وهو الاختيار في العربية وقال النحويون
من نصب من الأَعراب الحمد لله فعلى المصدر أَحْمَدُ الحمدَ لله وأَما من قرأَ
الحمدِ لله فإِن الفراء قال هذه كلمة كثرت على الأَلسن حتى صارت كالاسم الواحد
فثقل عليهم ضمة بعدها كسرة فأَتبعوا الكسرةَ للكسرة قال وقال الزجاج لا يلتفت إِلى
هذه اللغة ولا يعبأُ بها وكذلك من قرأَ الحمدُ لُلَّه في غير القرآن فهي لغة رديئة
قال ثعلب الحمد يكون عن يد وعن غير يد والشكر لا يكون إِلا عن يد وسيأْتي ذكره
وقال اللحياني الحمد الشكر فلم يفرق بينهما الأَخفش الحمد لله الشكر لله قال والحمد
لله الثناء قال الأَزهري الشكر لا يكون إِلا ثناء ليد أَوليتها والحمد قد يكون
شكراً للصنيعة ويكون ابتداء للثناء على الرجل فحمدُ الله الثناءُ عليه ويكون شكراً
لنعمه التي شملت الكل والحمد أَعم من الشكر وقد حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً
ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً نادرٌ فهو محمود وحميد والأُنثى حميدة أَدخلوا
فيها الهاء وإِن كان في المعنى مفعولاً تشبيهاً لها برشيدة شبهوا ما هو في معنى
مفعول بما هو بمعنى فاعل لتقارب المعنيين والحميد من صفات الله تعالى وتقدس بمعنى
المحمود على كل حال وهو من الأَسماء الحسنى فعيل بمعنى محمود قال محمد بن المكرم
هذه اللفظة في الأُصول فعيل بمعنى مفعول ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع
الإِيمان فعدلت عنها وقلت حميد بمعنى محمود وإِن كان المعنى واحداً لكن التفاصح في
التفعيل هنا لا يطابق محض التنزيه والتقديس لله عز وجل والحمد والشكر متقاربان
والحمد أَعمهما لأَنك تحمد الإِنسان على صفاته الذاتية وعلى عطائه ولا تشكره على
صفاته ومنه الحديث الحمد رأْس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده كما أَن كلمة
الإِخلاص رأْس الإِيمان وإِنما كان رأْس الشكر لأَن فيه إِظهار النعمة والإِشادة
بها ولأَنه أَعم منه فهو شكر وزيادة وفي حديث الدعاء سبحانك اللهم وبحمدك أَي
وبحمدك أَبتدئ وقيل وبحمدك سبحت وقد تحذف الواو وتكون الواو للتسبب أَو للملابسة
أَي التسبيح مسبب بالحمد أَو ملابس له ورجل حُمَدَةٌ كثير الحمد ورجل حَمَّادٌ
مثله ويقال فلان يتحمد الناس بجوده أَي يريهم أَنه محمود ومن أَمثالهم من أَنفق
ماله على نفسه فلا يَتَحَمَّد به إِلى الناس المعنى أَنه لا يُحْمَدُ على إِحسانه
إِلى نفسه إِنما يحمد على إِحسانه إِلى الناس وحَمَدَه وحَمِدَهُ وأَحمده وجده
محموداً يقال أَتينا فلاناً فأَحمدناه وأَذممناه أَي وجدناه محموداً أَو مذموماً
ويقال أَتيت موضع كذا فأَحمدته أَي صادفته محموداً موافقاً وذلك إِذا رضيت سكناه
أَو مرعاه وأَحْمَدَ الأَرضَ صادفها حميدة فهذه اللغة الفصيحة وقد يقال حمدها وقال
بعضهم أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رضي فعله ومذهبه ولم ينشره سيبويه حَمِدَه جزاه وقضى
حقه وأَحْمَدَه استبان أَنه مستحق للحمد ابن الأَعرابي رجل حَمْد وامرأَة حَمْدْ
وحَمْدة محمودان ومنزل حَمْد وأَنشد وكانت من الزوجات يُؤْمَنُ غَيْبُها وتَرْتادُ
فيها العين مُنْتَجَعاً حَمْدا ومنزلة حَمْد عن اللحياني وأَحْمَد الرجلُ صار
أَمره إِلى الحمد وأَحمدته وجدته محموداً قال الأَعشى وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ
بالأَمس صِرْمَة لها غُدَاداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَق وأَحْمَد أَمرَه صار عنده
محموداً وطعام لَيْسَت مَحْمِدة
( * قوله « وطعام ليست محمدة إلخ » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست
عنده محمدة أي لا يحمده آكله وهو بكسر الميم الثانية ) أَي لا يحمد والتحميد حمدك
الله عز وجل مرة بعد مرة الأَزهري التحميد كثرة حمد الله سبحانه بالمحامد الحسنة
والتحميد أَبلغ من الحمد وإِنه لَحَمَّاد لله ومحمد هذا الاسم منه كأَنه حُمدَ مرة
بعد أُخرى وأَحْمَد إِليك الله أَشكره عندك وقوله طافت به فَتَحامَدَتْ رُكْبانه
أَي حُمد بعضهم عند بعض الأَزهري وقول العرب أَحْمَد إِليك اللَّهَ أَي أَحمد معك
اللَّهَ وقال غيره أَشكر إِليك أَياديَه ونعمه وقال بعضهم أَشكر إِليك نعمه
وأُحدثك بها هل تَحْمد لهذا الأَمر أَي ترضاه ؟ قال الخليل معنى قولهم في الكتب
احمد إِليك الله أَي احمد معك الله كقول الشاعر ولَوْحَيْ ذراعين في بِرْكَة إِلى
جُؤجُؤٍ رَهِل المنكب يريد مع بركة إِلى جؤجؤ أَي مع جؤجؤ وفي كتابه عليه السلام
أَما بعد فإِني أَحمد إِليك الله أَي أَحمده معك فأَقام إِلى مُقام مع وقيل معناه
أَحمد إِليك نعمة الله عز وجل بتحديثك إِياها وفي الحديث لواء الحمد بيدي يوم
القيامة يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهرته به على رؤوس الخلق والعرب تضع
اللواء في موضع الشهرة ومنه الحديث وابعثه المقام المحمود الذي يحمده فيه جميع
الخلق لتعجيل الحساب والإِراحة من طول الوقوف وقيل هو الشفاعة وفلان يَتَحَمَّد
عليّ أَي يمتن ورجل حُمَدة مثل هُمَزة يكثر حمد الأَشياء ويقول فيها أَكثر مما
فيها ابن شميل في حديث ابن عباس أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل أَي أَرضاه لكم
وأتقدم فيه إِليكم أَقام إِلى مقام اللام الزائدة كقوله تعالى بأَن ربك أَوحى لها
أَي إِليها وفي النوادر حَمِدت على فلان حَمْداً وضَمِدت له ضَمَداً إِذا غضبت
وكذلك أَرِمْت أَرَماً وقول المصلي سبحانك اللهم وبحمدك المعنى وبحمدك أَبتدئ
وكذلك الجالب للباء في بسم الله الابتداء كأَنك قلت بدأْت بسم الله ولم تحتج إِلى
ذكر بدأْت لأَن الحال أَنبأَت أَنك مبتدئ وقولهم حَمادِ لفلان أَي حمداً له وشكراً
وإِنما بني على الكسر لأَنه معدول عن المصدر وحُماداك أَن تفعل كذا وكذا أَي غايتك
وقصاراك وقال اللحياني حُماداكَ أَن تفعل ذلك وحَمْدُك أَي مبلغ جهدك وقيل معناه
قُصاراك وحُماداك أَن تَنْجُو منه رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وغايتك وحُمادي أَن
أَفعل ذاك أَي غايتي وقُصارايَ عن ابن الأَعرابي الأَصمعي حنانك أَن تفعل ذلك
ومثله حُماداك وقالت أُم سلمة حُمادَياتُ النساء غَضُّ الطرف وقَصْر الوهادة معناه
غاية ما يحمد منهن هذا وقيل غُناماك بمعنى حُماداك وعُناناك مثله ومحمد وأَحمد من
أَسماء سيدنا المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمت محمداً وأَحمد وحامداً
وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً والمحمَّد الذي كثرت خصاله المحمودة قال
الأَعشى إِليك أَبَيتَ اللعنَ كان كَلالُها إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد
قال ابن بري ومن سمي في الجاهلية بمحمد سبعة الأَول محمد بن سفيان بن مجاشع
التميمي وهو الجد الذي يرجع إِليه الفرزدق همام بن غالب والأَقرع بن حابس وبنو
عقال والثاني محمد بن عتوارة الليثي الكناني والثالث محمد بن أُحَيْحة بن الجُلاح
الأَوسي أَحد بني جَحْجَبَى والرابع محمد بن حُمران بن مالك الجعفي المعروف
بالشُّوَيْعِر لقب بذلك لقول امرئ القيس فيه وقد كان طلب منه أَن يبيعه فرساً
فأَبى فقال بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَيْن بَكَّيْتُهنّ حَريما
وحريم هذا اسم رجل وقال الشويعر مخاطباً لامرئ القيس أَتتني أُمور فكذبْتها وقد
نُمِيَتْ ليَ عاماً فعاما بأَنّ امرأَ القيسِ أَمسى كئيبا على أَلَهٍ ما يذوقُ
الطَّعاما لعمرُ أَبيكَ الذي لا يُهانُ لقد كان عِرْضُك مني حراما وقالوا هَجَوْتَ
ولم أَهْجُه وهِلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مراما ؟ وليس هذا هو الشويعر الحنفي وأَما
الشويعر الحنفي فاسمه هانئ بن توبة الشيباني وسمي الشويعر لقوله هذا البيت وإِنّ
الذي يُمْسِي ودنياهُ هَمُّه لَمُسْتَمسِكٌ منها بِحَبْلِ غُرور وأَنشد له أَبو
العباس ثعلب يُحيّي الناسُ كلَّ غنيّ قوم ويُبْخَلُ بالسلام على الفقير ويوسَع
للغنّي إِذا رأَوه ويُحْبَى بالتحية كالأَمير والخامس محمد بن مسلمة الأَنصاري
أَخو بني حارثة والسادس محمد بن خزاعي بن علقمة والسابع محمد بن حرماز بن مالك
التميمي العمري وقولهم في المثل العَود أَحمد أَي أَكثر حمداً قال الشاعر فلم
تَجْرِ إِلا جئت في الخير سابقاً ولا عدت إِلا أَنت في العود أَحمد وحَمَدَة النار
بالتحريك صوت التهابها كَحَدمتها الفراء للنار حَمَدة ويوم مُحْتَمِد ومُحْتَدِم
شديد الحرّ واحْتَمَد الحرُّ قَلْب احتَدَم ومحمود اسم الفيل المذكور في القرآن
ويَحْمَد أَبو بطن من الأَزد واليَحامِدُ جَمْعٌ قبيلة يقال لها يَحْمد وقبيلة
يقال لها اليُحْمِد هذه عبارة عن السيرافي قال ابن سيده والذي عندي أَن اليحامد في
معنى اليَحْمَديين واليُحْمِديين فكان يجب أَن تلحقه الهاء عوضاً من ياءَي النسب
كالمهالبة ولكنه شذ أَو جعل كل واحد منهم يَحمد أَو يُحمد وركبوا هذا الاسم فقالوا
حَمْدَوَيْه وتعليل ذلك مذكور في عمرويه
معنى
في قاموس معاجم
الطِّبُّ علاجُ
الجسم والنَّفسِ رجل طَبٌّ وطَبِيبٌ عالم بالطِّبِّ تقول ما كنتَ طَبيباً ولقد
طَبِبْتَ بالكَسر ( 1 )
( 1 قوله بالكسر زاد في القاموس الفتح )
والمُتَطَبِّبُ الذي يَتعاطى عِلم الطِّبِّ والطَّبُّ والطُّبُّ لغتان في الطِّبِّ
وقد طَبَّ يَطُ
الطِّبُّ علاجُ
الجسم والنَّفسِ رجل طَبٌّ وطَبِيبٌ عالم بالطِّبِّ تقول ما كنتَ طَبيباً ولقد
طَبِبْتَ بالكَسر ( 1 )
( 1 قوله بالكسر زاد في القاموس الفتح )
والمُتَطَبِّبُ الذي يَتعاطى عِلم الطِّبِّ والطَّبُّ والطُّبُّ لغتان في الطِّبِّ
وقد طَبَّ يَطُبُّ ويَطِبُّ وتَطَبَّبَ وقالوا تَطَبَّبَ له سأَل له الأَطِبَّاءَ
وجمعُ القليل أَطِبَّةٌ والكثير أَطِبَّاء وقالوا إِن كنتَ ذا طِبٍّ وطُبٍّ وطَبٍّ
فطُِبَّ لعَيْنِك ابن السكيت إِن كنتَ ذا طِبٍّ فَطِبَّ لنَفسِكَ أَي ابْدأْ أَوَّلاً
بإِصلاح نفسكَ وسمعتُ الكِلابيّ يقول اعْمَلْ في هذا عَمَلَ مَن طَبَّ لمن حَبَّ
الأَحمر من أَمثالهم في التَّنَوُّق في الحاجة وتحْسينها اصْنَعْه صَنْعَة من
طَبَّ لمن حَبَّ أَي صَنْعَة حاذِقٍ لمن يُحِبُّه وجاء رجل إِلى النبي صلى اللّه
عليه وسلم فرأَى بين كتِفَيْه خاتم النُّبُوَّة فقال إِنْ أَذِنْتَ لي عالجتُها
فإِني طبيبٌ فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم طَبيبُها الذي خَلَقَها معناه
العالمُ بها خالقُها الذي خَلَقها لا أَنت وجاءَ يَسْتَطِبُّ لوجَعه أَي
يَسْتَوصِفُ الدواءَ أَيُّها يَصْلُح لدائه والطِّبُّ الرِّفْقُ والطَّبِيبُ
الرفيق قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ يصف جملاً وليس للمَرّار الحَنظلي
يَدِينُ لِمَزْرورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقةٍ ... من الشِّبْهِ سَوّاها برفْقٍ طَبيبُها
ومعنى يَدِينُ يُطيع والمَزرورُ الزِّمامُ المربوطُ بالبُرَة وهو معنى قوله حَلْقة
من الشِّبْه وهو الصُّفْر أَي يُطيع هذه الناقةَ زِمامُها المربوطُ إِلى بُرَةِ
أَنفِها والطَّبُّ والطَّبيبُ الحاذق من الرجال الماهرُ بعلمه أَنشد ثعلب في صفة
غِراسةِ نَخْلٍ جاءتْ على غَرْسِ طَبيبٍ ماهِرِ [ ص 554 ] وقد قيل إِن اشتقاقَ
الطبيب منه وليس بقويٍّ وكلُّ حاذقٍ بعمَله طبيبٌ عند العرب ورجل طَبٌّ بالفتح أَي
عالم يقال فلان طَبٌّ بكذا أَي عالم به وفي حديث سَلْمان وأَبي الدرداء بلغني أَنك
جُعِلْتَ طَبيباً الطَّبيبُ في الأَصل الحاذقُ بالأُمور العارف بها وبه سمي الطبيب
الذي يُعالج المَرْضى وكُنِيَ به ههنا عن القضاء والحُكْمِ بين الخصوم لأَن منزلة
القاضي من الخصوم بمنزلة الطبيب من إِصلاح البَدَن والمُتَطَبِّبُ الذي يُعاني
الطِّبَّ ولا يعرفه معرفة جيدة وفَحْلٌ طَبٌّ ماهِرٌ حاذِقٌ بالضِّراب يعرفُ
اللاقِح من الحائل والضَّبْعَة من المَبْسورةِ ويَعرفُ نَقْصَ الولد في الرحم
ويَكْرُفُ ثم يعودُ ويَضْرِبُ وفي حديث الشَّعْبي وَوصَفَ معاوية فقال كان
كالجَمَلِ الطَّبِّ يعني الحاذقَ بالضِّرابِ وقيل الطَّبُّ من الإِبل الذي لا
يَضَعُ خُفَّه إِلا حيثُ يُبْصِرُ فاستعار أَحدَ هذين المعنيين لأَفْعاله وخِلاله
وفي المثل أَرْسِلْه طَبّاً ولا تُرْسِلْهُ طاطاً وبعضهم يَرْويه أَرْسِلْه طاباً
وبعير طَبٌّ يتعاهدُ موضع خُفِّه أَينَ يَطَأُ به والطِّبُّ والطُّبُّ السِّحْر
قال ابن الأَسْلَت
أَلا مَن مُبْلِغٌ حسّانَ عَنِّي ... أَطُِبٌّ كانَ دَاؤُكَ أَم جُنونُ ؟
ورواه سيبويه أَسِحْرٌ كان طِبُّكَ ؟ وقد طُبَّ الرجلُ والمَطْبوبُ المَسْحورُ قال
أَبو عبيدة إِنما سمي السِّحْرُ طُبّاً على التَّفاؤُلِ بالبُرْءِ قال ابن سيده
والذي عندي أَنه الحِذْقُ وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه احْتَجَمَ
بقَرْنٍ حين طُبَّ قال أَبو عبيد طُبَّ أَي سُحِرَ يقال منه رجُل مَطْبوبٌ أَي
مَسْحور كَنَوْا بالطِّبِّ عن السِّحْر تَفاؤُلاً بالبُرءِ كما كَنَوْا عن
اللَّديغ فقالوا سليمٌ وعن المَفازة وهي مَهْلكة فقالوا مَفازة تَفاؤُلاً بالفَوز
والسَّلامة قال وأَصلُ الطَّبِّ الحِذْق بالأَشياءِ والمهارةُ بها يقال رجل طَبٌّ
وطَبِيبٌ إِذا كان كذلك وإِن كان في غير علاج المرض قال عنترة
إِن تُغْدِفي دوني القِناعَ فإِنَّني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم
وقال علقمة
فإِن تَسْأَلوني بالنساءِ فإِنَّني ... بَصيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ
وفي الحديث فلعل طَبّاً أَصابَه أَي سِحراً وفي حديث آخر إِنه
مَطْبوبٌ وما ذاكَ بِطِبِّي أَي بدهْري وعادتي وشأْني
والطِّبُّ الطَّويَّة والشهوة والإِرادة قال
إِنْ يَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ فإِن البَ ... ينَ أَنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمالِ
وقول فَرْوةَ بنِ مُسَيْكٍ المُرادِي
فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاّبونَ قِدْماً ... وإِنْ نُغْلَبْ فغَيرُ مُغَلَّبِينا
فما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن ... مَنايانا ودَوْلةُ آخَرينا
كذاك الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ ... تَكُرُّ صُروفُه حِيناً فحينا
[ ص 555 ] يجوز أَن يكون معناه ما دَهْرُنا وشأْنُنا وعادَتُنا وأَن يكون معناه شهوتُنا
ومعنى هذا الشعر إِن كانت هَمْدانُ ظَهرت علينا في يوم الرَّدْم فغلبتنا فغير
مُغَلَّبين والمُغَلَّبُ الذي يُغْلَبُ مِراراً أَي لم نُغْلَبْ إِلا مرة واحدة
والطِّبَّةُ والطِّبابة والطَّبيبة الطريقةُ المستطيلة من الثوب والرمل والسحاب
وشُعاعِ الشمسِ والجمع طِبابٌ وطِبَبٌ قال ذو الرمة يصف الثور
حتى إِذا مالَها في الجُدْرِ وانحَدَرَتْ ... شمسُ النهارِ شُعاعاً بَيْنَها
طِبَبُ
الأَصمعي الخَِبَّة والطِّبَّة والخَبيبة والطِّبابَةُ كل هذا طرائق في رَمْل
وسحابٍ والطِّبَّةُ الشُّقَّةُ المستطيلة من الثوب والجمع الطِّبَبُ وكذلك طِبَبُ
شُعاع الشمس وهي الطرائق التي تُرَى فيها إِذا طَلَعَت وهي الطِّباب أَيضاً
والطُّبَّة الجِلْدةُ المستطيلة أَو المربعة أَو المستديرة في المَزادة
والسُّفْرَة والدَّلْو ونحوها والطِّبابةُ الجِلْدة التي تُجْعَل على طَرَفَي
الجِلْدِ في القِرْبة والسِّقاءِ والإِداوة إِذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِيٍّ
وفي الصحاح الجِلدةُ التي تُغَطَّى بها الخُرَزُ وهي معترضة مَثْنِيَّةٌ
كالإِصْبَع على موضِع الخَرْزِ الأَصمعي الطِّبابةُ التي تُجْعَل على مُلْتَقَى
طَرَفَي الجِلدِ إِذا خُرِزَ في أَسفلِ القِربة والسِّقاءِ والإِداوة أَبو زيد
فإِذا كان الجِلدُ في أَسافل هذه الأَشياء مَثْنِيّاً ثم خُرِزَ عليه فهو عِراقٌ
وإِذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِيٍّ فهو طِبابٌ وطَبيبُ السِّقاءِ رُقْعَتُه
وقال الليث الطِّبابة من الخُرَزِ السَّيرُ بين الخُرْزَتَين والطُّبَّةُ السَّيرُ
الذي يكون أَسفلَ القرْبة وهي تَقارُبُ الخُرَز ابن سيده والطِّبابة سَير عريض
تَقَعُ الكُتَب والخُرَزُ فيه والجمع طِبابٌ قال جرير
بَلى فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَير نَزْرٍ ... كما عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبابا
وقد طَبَّ الخَرْزَ يَطُبُّه طَبّاً وكذلك طَبَّ السِّقاءَ وطَبَّبَهُ شُدِّد
للكثرة قال الكُمَيتُ يصف قَطاً
أَو الناطِقات الصادقات إِذا غَدَتْ ... بأَسْقِيَةٍ لم يَفْرِهِنَّ المُطَّبِّبُ
ابن سيده وربما سميت القِطْعةُ التي تُخْرَزُ على حرف الدلو أَو حاشية السُّفْرة
طُبَّة والجمع طُبَبٌ وطِبابٌ والتطبيب أَن يُعَلَّقَ السِّقاءُ في عَمود البيت ثم
يُمْخَضَ قال الأَزهري لم أَسمع التَّطبيبَ بهذا المعنى لغير الليث وأَحْسِبُه
التَّطْنِيبَ كما يُطَنَّبُ البيتُ ويقال طَبَّبْتُ الديباجَ تَطْبيباً إِذا
أَدْخَلْتَ بَنِيقةً تُوسِعُهُ بها وطِبابةُ السماء وطِبابُها طُرَّتُها المستطيلة
قال مالك بن خالد الهذلي
أَرَتْهُ من الجَرْباءِ في كلِّ مَوطِنٍ ... طِباباً فَمَثْواه النَّهارَ
المَراكِدُ ( 1 )
( 1 قوله « أرته من الجرباء إلخ » أنشده في جرب وركد غير أنه قال هناك يصف حماراً
طردته الخيل تبعاً للصحاح وهو مخالف لما نقله هنا عن الأزهري )
يصف حمار وحش خافَ الطِّرادَ فَلَجأَ إِلى جَبل
[ ص 556 ] فصار في بعضِ شِعابه فهو يَرَى أُفُقَ السماءِ مُسْتَطِيلاً قال
الأَزهري وذلك أَن الأُتُنَ أَلجأَت المِسْحَلَ إِلى مَضِيقٍ في الجبل لا يَرَى
فيه إِلا طُرَّةً من السماء والطِّبابَةُ من السماء طَريقُه وطُرَّتهُ وقال الآخر
وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إِلا طِبابَةً ... كَتُرْسِ المُرامي مُسْتَكِنّاً
جُنوبُها
فالحِمارُ رأَى السماء مُستطيلة لأَنه في شِعْب والرجل رآها مستديرة لأَنه في
السجن وقال أَبو حنيفة الطِّبَّة والطَّبيبةُ والطِّبابةُ المستطيلُ الضَّيِّقُ من
الأَرض الكثيرُ النبات والطَّبْطَبَةُ صَوْتُ تَلاطُمِ السيل وقيل هو صوت الماء
إِذا اضْطَرَب واصْطَكَّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد
كأَنَّ صَوْتَ الماءِ في أَمْعائها ... طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلى جِوائها
عدّاه بإِلى لأَنَّ فيه معنى تَشَكَّى المِيث وطَبْطَبَ الماءَ إِذا حركه الليث
طَبْطَبَ الوادي طَبْطَبَةً إِذا سالَ بالماءِ وسمعت لصوته طَباطِبَ
والطَّبْطَبَةُ شيءٌ عَريض يُضْرَبُ بعضُه ببعض الصحاح الطَّبْطَبَة صوتُ الماءِ
ونحوه وقد تَطَبْطَبَ قال
إِذا طَحَنَتْ دُرْنِيَّةٌ لِعيالِها ... تَطَبْطَبَ ثَدْياها فَطار طَحِينُها
والطَّبْطابَةُ خَشَبَةٌ عَريضَةٌ يُلْعَبُ بها بالكُرَة وفي التهذيب يَلْعَبُ
الفارسُ بها بالكُرَة ابن هانئ يقال قَرُبَ طِبٌّ ويقال قَرُبَ طِبّاً كقولك
نِعْمَ رَجلاً وهذا مَثَلٌ يقال للرجل يَسْأَلُ عن الأَمر الذي قد قَرُبَ منه وذلك
أَن رجلاً قَعَدَ بين رِجْلي امرأَةٍ فقال لها أَبِكر أَم ثَيِّب ؟ فقالت له
قَرُبَ طِبٌّ
معنى
في قاموس معاجم
السِّنُّ واحدة
الأَسنان ابن سيده السِّنُّ الضِّرْسُ أُنْثَى ومن الأَبَدِيّاتِ لا آتِيكَ سِنَّ
الحِسْلِ أَي أَبداً وفي المحكم أَي ما بقيت سِنُّه يعني ولد الضَّبِّ وسِنُّه لا
تسقط أَبداً وقول أَبي جَرْوَلٍ الجُشَمِيّ واسمه هِنْدٌ رَثَى رجلاً قتل من أَهل
السِّنُّ واحدة
الأَسنان ابن سيده السِّنُّ الضِّرْسُ أُنْثَى ومن الأَبَدِيّاتِ لا آتِيكَ سِنَّ
الحِسْلِ أَي أَبداً وفي المحكم أَي ما بقيت سِنُّه يعني ولد الضَّبِّ وسِنُّه لا
تسقط أَبداً وقول أَبي جَرْوَلٍ الجُشَمِيّ واسمه هِنْدٌ رَثَى رجلاً قتل من أَهل
العالية فحكم أَولياؤُه في ديته فأَخذوها كلها إِبلاً ثُنْياناً فقال في وصف إِبل
أُخذت في الدية فجاءتْ كسِنِّ الظَّبْيِ لم أَرَ مِثْلَها سَنَاءَ قَتِيلٍ أَو
حَلُوبَةَ جائِعِ مُضاعَفَةً شُمَّ الحَوَارِكِ والذُّرَى عِظامَ مَقِيلِ الرأْسِ
جُرْدَ المَذارِعِ كسِنِّ الظَّبْيِ أَي هي ثُنْيانٌ لأَن الثَّنِيَّ هو الذي
يُلقي ثَنِيَّتَه والظَّبْيُ لا تَنْبُتُ له ثَنِيَّة قط فهو ثَنِيٌّ أَبداً وحكى
اللحياني عن المفضل لا آتيك سِنِي حِسْلٍ قال وزعموا أَن الضب يعيش ثلثمائة سنة
وهو أَطول دابة في الأَرض عمراً والجمع أَسْنانٌ وأَسِنَّةٌ الأَخيرة نادرة مثل
قِنٍّ وأَقْنانٍ وأَقِنَّة وفي الحديث إذا سافرتم في خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّكُبَ
أَسِنَّتَها وإذا سافرتم في الجدب فاسْتَنْجُوا وحكى الأَزهري في التهذيب عن أَبي
عبيد أَنه قال لا أَعرف الأَسِنَّة إلاَّ جَمْع سِنان للرمح فإِن كان الحديث
محفوظاً فكأَنها جمع الأَسْنان يقال لما تأْكله الإِبل وترعاه من العُشْب سِنٌّ
وجمع أَسْنان أَسِنَّة يقال سِنّ وأَسْنان من المَرْعَى ثم أَسِنَّة جمع الجمع
وقال أَبو سعيد الأَسِنَّة جمع السِّنان لا جمع الأَسنان قال والعرب تقول الحَمْضُ
يَسُنُّ الإِبلَ على الخُلَّةِ أَي يقوِّيها كما يقوِّي السِّنُّ حدَّ السكين
فالحَمْضُ سِنانٌ لها على رعي الخُلَّة وذلك أَنها تَصْدُق الأَكلَ بعد الحَمْضِ
وكذلك الرِّكابُ إذا سُنَّت في المَرْتَع عند إِراحة السَّفْرِ ونُزُولهم وذلك
إِذا أَصابت سِنّاً من الرِّعْيِ يكون ذلك سِناناً على السير ويُجْمَع السِّنَانُ
أَسِنَّةً قال وهو وجه العربية قال ومعنى يَسُنُّها أَي يقوِّيها على الخُلَّة
والسِّنانُ الاسم من يَسُنُّ وهو القُوَّة قال أَبو منصور ذهب أَبو سعيد مذهباً
حسناً فيما فسر قال والذي قاله أَبو عبيد عندي صحيح بيِّن
( * قوله « صحيح بين » الذي بنسخة التهذيب التي بأيدينا أصح وأبين ) وروي عن
الفراء السِّنُّ الأكل الشديد قال أَبو منصور وسمعت غير واحد من العرب يقول أَصابت
الإِبلُ اليومَ سِنّاً من الرَّعِْي إذا مَشَقَتْ منه مَشْقاً صالحاً ويجمع
السِّنّ بهذا المعنى أَسْناناً ثم يجمع الأَسْنانُ أَسِنَّةً كما يقال كِنٌّ
وأَكنانٌ ثم أَكِنَّة جمع الجمع فهذا صحيح من جهة العربية ويقويه حديث جابر بن
عبدالله أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سِرْتم في الخِصْب فأَمْكِنوا
الرِّكابَ أَسْنانَها قال أَبو منصور وهذا اللفظ يدل على صحة ما قال أَبو عبيد في
الأَسِنَّة إنها جمع الأَسْنان والأَسْنان جمع السِّنِّ وهو الأَكل والرَّعْي وحكى
اللحياني في جمعه أُسُنّاً وهو نادر أَيضاً وقال الزمخشري معنى قوله أَعطوا
الرُّكُبَ أَسِنَّتَها أَعطوها ما تمتنع به من النحر لأَن صاحبها إذا أَحسن
رَعْيَها سَمِنت وحَسُنت في عينه فيبخل بها من أَن تُنْحَر فشبه ذلك بالأَسِنَّة
في وقوع الامتناع بها هذا على أَن المراد بالأَسنَّة جمع سِنَانٍ وإن أُريد بها
جمع سِنٍّ فالمعنى أَمْكنوها من الرَّعي ومنه الحديث أَعْطُوا السِّنَّ حظَّها من
السّنِّ أَي أَعطوا ذوات السِّنِّ حظها من السِّنِّ وهو الرِّعْيُ وفي حديث جابر
فأَمْكِنُوا الرِّكابَ أَسْناناً أَي تَرْعَى أَسْناناً ويقال هذه سِنٌّ وهي مؤنثة
وتصغيرها سُنَيْنة وتجمع أُسُنّاً وأَسْناناً وقال القَنَاني يقال له بُنَيٌّ
سَنِينَةُ ابْنِك ابن السكيت يقال هو أَشبه شيء به سُنَّة وأُمَّةً فالسُّنَّة
الصُّورة والوجه والأُمَّةُ القامة والحديدة التي تحرث بها الأَرض يقال لها
السِّنَّة والسِّكَّة وجمعها السِّنَنُ والسِّكَكُ ويقال للفُؤُوس أَيضاً
السِّنَنُ وسِنُّ القلم موضع البَرْيِ منه يقال أَطِلْ سِنَّ قلمك وسَمِّنْها
وحَرِّفْ قَطَّتَك وأَيْمِنْها وسَنَنْتُ الرجل سَنّاً عَضَضْتُه بأَسناني كما
تقول ضَرَسْتُه وسَنَنْتُ الرجلَ أَسُنُّه سَنّاً كسرت أَسنانه وسِنُّ المِنْجَل
شُعْبَة تحزيزه والسِّنُّ من الثُّوم حبة من رأْسه على التشبيه يقال سِنَّةٌ من
ثُوم أَي حبَّة من رأْس الثوم وسِنَّة من ثومٍ فِصَّةٌ منه وقد يعبر بالسِّنّ عن
العُمُر قال والسِّنُّ من العمر أُنْثى تكون في الناس وغيرهم قال الأَعور
الشَّنِّيُّ يصف بعيراً قَرَّبْتُ مثلَ العَلَم المُبَنَّى لا فانِيَ السِّنِّ وقد
أَسَنّا أَراد وقد أَسنَّ بعضَ الإِسنان غير أَن سِنَّه لم تَفْنَ بعدُ وذلك أَشدّ
ما يكون البعير أَعني إذا اجتمع وتمّ ولهذا قال أَبو جهل بن هشام ما تِنْكِرُ
الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي ؟ بازِلُ عامَيْنِ حَديثُ سِنِّي
( * قوله « بازل عامين إلخ » كذا برفع بازل في جميع الأصول كالتهذيب والتكملة
والنهاية وبإضافة حديث سني إلا في نسخة من النهاية ضبط حديث بالتنوين مع الرفع وفي
أخرى كالجماعة ) إِنما عَنى شدَّته واحْتناكه وإنما قال سِنّي لأَنه أَراد أَنه
مُحْتَنِك ولم يذهب في السِّنّ وجمعها أَسْنان لا غير وفي النهاية لابن الأَثير
قال في حديث علي عليه السلام بازل عامين حديثُ سِنِّي قال أَي إِني شاب حَدَثٌ في
العُمر كبير قوي في العقل والعلم وفي حديث عثمان وجاوزتُ أَسْنانَ أَهل بيتي أَي
أَعمارهم يقال فلان سِنُّ فلان إذا كان مثله في السِّنِّ وفي حديث ابن ذِي يَزَنَ
لأُوطِئَنَّ أَسْنانَ العرب كَعْبَه يريد ذوي أَسنانهم وهم الأَكابر والأَشراف
وأَسَنَّ الرجلُ كَبِرَ وفي المحكم كَبِرَتْ سِنُّه يُسِنُّ إِسْناناً فهو مُسِنٌّ
وهذا أَسَنُّ من هذا أَي أَكبر سِنّاً منه عربية صحيحة قال ثعلب حدّثني موسى بن
عيسى بن أَبي جَهْمَة الليثي وأَدركته أَسَنَّ أَهل البلد وبعير مُسِنّ والجمع
مَسانُّ ثقيلة ويقال أَسَنَّ إذا نبتت سِنُّه التي يصير بها مُسِنَّاً من الدواب
وفي حديث معاذ قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأَمرني أَن آخذ
من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً ومن كل أَربعين مُسِنَّةً والبقرَةُ والشاةُ يقع
عليهما اسم المُسِنّ إذا أَثْنَتا فإِذا سقطت ثَنِيَّتُهما بعد طلوعها فقد
أَسَنَّتْ وليس معنى إِسْنانها كِبَرَها كالرجل ولكن معناه طُلوع ثَنِيَّتها
وتُثْني البقرةُ في السنة الثالثة وكذلك المِعْزَى تُثْني في الثالثة ثم تكون
رَباعِيَة في الرابعة ثم سِدْساً في الخامسة ثم سَالِغاً في السادسة وكذلك البقر
في جميع ذلك وروى مالك عن نافع عن ابن عمر أَنه قال يُتَّقَى من الضحايا التي لم
تُسْنَنْ بفتح النون الأُولى وفسره التي لم تَنْبُتْ أَسنانها كأَنها لم تُعْطَ
أَسْناناً كقولك لم يُلْبَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ
سَمْناً وكذلك يقال سُنَّتِ البَدَنة إذا نبتت أَسنانها وسَنَّها الله وقول
الأَعشى بحِقَّتِها رُبِطَتْ في اللَّجِي نِ حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ أَي
نَبت وصار سِنّاً قال هذا كله قول القتيبي قال وقد وَهِمَ في الرواية والتفسير
لأَنه روى الحديث لم تُسْنَنْ بفتح النون الأُولى وإنما حفظه عن مُحَدِّث لم
يَضْبِطْه وأَهل الثَّبْتِ والضَّبْطِ رووه لم تُسْنِنْ بكسر النون قال وهو الصواب
في العربية والمعنى لم تُسِنُّ فأَظهر التضعيف لسكون النون الأَخيرة كما يقال لم
يُجْلِلْ وإِنما أَراد ابن عمر أَنه لا يُضَحَّى بأُضحية لم تُثْنِ أَي لم تصر
ثَنِيَّة وإذا أَثْنَتْ فقد أَسَنَّتْ وعلى هذا قول الفقهاء وأَدنى الأَسْنان
الإِثْناءُ وهو أَن تنبت ثَنِيَّتاها وأَقصاها في الإِبل البُزُول وفي البقر
والغنم السُّلُوغ قال والدليل على صحة ما ذكرنا ما روي عن جَبَلة ابن سُحَيْم قال
سأَل رجل ابن عمر فقال أَأُضَحِّي بالجَدَعِ ؟ فقال ضَحّ بالثَّنِيِّ فصاعداً فهذا
يفسر لك أَن معنى قوله يُتَّقَى من الضحايا التي لم تُسْنِنْ أَراد به الإِثْناءَ
قال وأَما خطأ القُتَيْبيّ من الجهة الأُخرى فقوله سُنِّنَتِ البدنة إذا نبتت
أَسْنانُها وسَنَّها الله غيرُ صحيح ولا يقوله ذو المعرفة بكلام العرب وقوله لم
يُلْبَنْ ولم يُسْمَنْ أَي لم يُعْطَ لَبَناً وسَْناً خطأٌ أَيضاً إنما معناهما لم
يُطْعَمْ سمناً ولم يُسْقَ لبناً والمَسَانُّ من الإِبل خلافُ الأَفْتاءِ وأَسَنَّ
سَدِيسُ الناقة أَي نبت وذلك في السنة الثانية وأَنشد بيت الأَعشى بِحِقَّتِها
رُبِطَت في اللَّجِي نِ حتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّ يقول قيمَ عليها منذ كانتِ
حِقَّةً إلى أَن أَسْدَسَتْ في إِطعامها وإِكرامها وقال القُلاخُ بِحِقِّه رُبِّطَ
في خَبْطِ اللُّجُنْ يُقْفَى به حتى السَّدِيسُ قد أَسَنّ وأَسَنَّها اللهُ أَي
أَنْبَتها وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه أَنه خطب فذكر الربا فقال إن فيه
أَبواباً لا تَخْفى على أَحدٍ منها السَّلَمُ في السِّنِّ يعني الرقيقَ والدوابَّ
وغيرهما من الحيوان أَراد ذوات السِّنّ وسِنُّ الجارحة مؤَنثة ثم استعيرت للعُمُر
استدلالاً بها على طوله وقصره وبقيت على التأْنيث وسِنُّ الرجل وسَنينُه
وسَنينَتُه لِدَتُه يقال هو سِنُّه وتِنُّه وحِتْنُه إذا كان قِرْنَه في السِّنّ
وسَنَّ الشيءَ يَسُنُّه سَنّاً فهو مَسْنون وسَنين وسَنَّته أَحَدَّه وصَقَله ابن
الأَعرابي السَّنّ مصدر سَنَّ الحديدَ سَنّاً وسَنَّ للقوم سُنَّةً وسَنَناً
وسَنَّ عليه الدِّرْعَ يَسُنُّها سَنّاً إذا صَبَّها وسَنَّ الإِبلَ يسُنُّها
سَنّاً إذا أَحْسَن رِعْيَتها حتى كأَنه صقلها والسَّنَنُ اسْتِنان الإِبل والخيل
ويقال تَنَحَّ عن سَننِ الخيل وسَنَّنَ المَنْطِقَ حَسَّنه فكأَنه صقَله وزينه قال
العجاج دَعْ ذا وبَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجاً
والمِسَنُّ والسِّنانُ الحجَر الذي يُسَنُّ به أَو يُسنُّ عليه وفي الصحاح حجَر
يُحدَّد به قال امرؤُ القيس يُباري شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ كَصَفْحِ
السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ قال ومثله للراعي وبيضٍ كسَتْهنَّ الأَسِنَّةُ
هَفْوَةً يُداوى بها الصادُ الذي في النّواظِرِ وأَراد بالصادِ الصَّيَدَ وأَصله
في الإِبل داء يُصيبها في رؤوسها وأَعينها ومثله للبيد يَطْرُدُ الزُّجَّ يُباري
ظِلَّهُ بأَسِيلٍ كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ والزُّجُّ جمع أَزَجَّ وأَراد النعامَ
والأَزَجُّ البعيد الخَطو يقال ظليم أَزجُّ ونعامة زَجَّاء والسِّنانُ سِنانُ
الرمح وجمعه أَسِنَّة ابن سيده سِنانُ الرمح حديدته لصَقالتها ومَلاستها وسَنَّنَه
رَكَّبَ فيه السِّنان وأَسَنْت المرحَ جعلت له سِناناً وهو رُمح مُسَنٌّ وسَنَنْتُ
السِّنانَ أَسُنُّه سَنّاً فهو مَسنون إذا أَحدَدْته على المِسنِّ بغير أَلف
وسَنَنتُ فلاناً بالرمح إذا طعنته به وسَنَّه يَسُنُّه سَنّاً طعنه بالسِّنان
وسَنَّنَ إليه الرمح تسْنيناً وَجَّهه إليه وسَننْت السكين أَحددته وسَنَّ
أَضراسَه سَنّاً سَوَّكها كأَنه صَقَلها واسْتَنَّ استاك والسَّنُونُ ما استَكْتَ
به والسَّنين ما يَسقُط من الحجر إذا حككته والسَّنُونُ ما تَسْتنُّ به من دواء
مؤَلف لتقوية الأَسنان وتَطريتها وفي حديث السواك أَنه كان يَستنُّ بعودٍ من أَراك
الإستِنان استعمالُ السواك وهو افتِعال من الإسْنان أَي يُمِرُّه عليها ومنه حديث
الجمعة وأَن يَدَّهِن ويَسْتنَّ وفي حديث عائشة رضي الله عنها في وفاة سيدنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأَخذتُ الجَريدة فسَننْتُه بها أَي سَوَّكته بها ابن
السكيت سَنَّ الرجلُ إبله إذا أَحسن رِعْيتها والقيامَ عليها حتى كأَنه صقلها قال
النابغة نُبِّئْتُ حِصْناً وحَيّاً من بني أَسَدٍ قاموا فقالوا حِمانا غيرُ
مقْروبِ ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عنهم وغَرَّهُمُ سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ
وتَعْزيبِ
( * قوله « وتعزيب » التعزيب بالعين المهملة والزاي المعجمة أن يبيت الرجل بماشيته
كما في الصحاح وغيره في المرعى لا يريحها إلى أهلها ) يقول يا معشر مَعَدٍّ لا
يغُرَّنكم عزُّكم وأَنَّ أَصغر رجل منكم يرعى إِبله كيف شاء فإِن الحرث ابن حِصْن
الغَسّاني قد عَتب عليكم وعلى حِصْن بن حُذيفة فلا تأْمنوا سَطوَته وقال المؤرّج سَنُّوا
المالَ إذا أَرسلوه في الرِّعْي ابن سيده سَنَّ الإِبلَ يَسُنُّها سَنّاً إذا
رعاها فأَسْمنها والسُّنّة الوجه لصَقالتِه ومَلاسته وقيل هو حُرُّ الوجه وقيل
دائرته وقيل الصُّورة وقيل الجبهة والجبينان وكله من الصَّقالة والأَسالة ووجه
مَسْنون مَخروطٌ أَسيلٌ كأَنه قد سُنَّ عنه اللحم وفي الصحاح رجل مَسْنون المصقول
من سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إذا أَمررته على المِسنِّ ورجل مسنون الوجه حَسَنُه
سهْله عن اللحياني وسُنَّة الوجه دوائره وسُنَّةُ الوجه صُورته قال ذو الرمة تُريك
سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ مَلساءَ ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ ومثله للأَعشى
كَريماً شَمائِلُه من بني مُعاويةَ الأَكْرَمِينَ السُّنَنْ وأَنشد ثعلب بَيْضاءُ
في المِرْآةِ سُنَّتُها في البيت تحتَ مَواضعِ اللّمْسِ وفي الحديث أَنه حَضَّ على
الصدقة فقام رجل قبيح السُّنَّة السُّنَّةُ الصورة وما أَقبل عليك من الوجه وقيل
سُنّة الخدّ صفحته والمَسْنونُ المُصوَّر وقد سَنَنْتُه أَسُنُّه سَنّاً إذا
صوّرته والمَسْنون المُمَلَّس وحكي أَن يَزيد بن معاوية قال لأَبيه أَلا ترى إلى
عبد الرحمن بن حسان يُشَبّبُ بابنتك ؟ فقال معاوية ما قال ؟ فقال قال هي زَهْراءُ
مثلُ لُؤلؤةِ الغَوْ وَاص مِيزَتْ من جوهرٍ مكنونِ فقال معاوية صدق فقال يزيد إنه
يقول وإذا ما نَسَبْتَها لم تَجِدْها في سَناءٍ من المَكارم دُونِ قال وصدق قال
فأَين قوله ثم خاصَرْتُها إلى القُبَّةِ الخَضْ راءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسنونِ
قال معاوية كذب قال ابن بري وتُرْوَى هذه الأَبيات لأَبي دهبل وهي في شعره يقولها
في رَمْلةَ بنت معاوية وأَول القصيد طالَ لَيْلي وبِتُّ كالمَحْزونِ ومَلِلْتُ
الثَّواءَ بالماطِرُونِ منها عن يَساري إذا دخَلتُ من البا ب وإن كنتُ خارجاً عن
يَميني فلذاكَ اغْترَبْتُ في الشَّأْم حتى ظَنَّ أَهلي مُرَجَّماتِ الظُّنونِ منها
تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوج والنَّدْ دَ صلاةً لها على الكانُونِ منها
قُبَّةٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها عندَ حدِّ الشِّتاءِ في قَيْطُونِ القَيْطُون
المُخْدَع وهو بيت في بيت ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا نَ قَرينٌ مُفارِقاً لقَرِينِ
فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّق للبَي نِ بُكاءَ الحَزينِ إِثرَ الحَزِينِ فاسْأَلي
عن تَذَكُّري واطِّبا ئيَ لا تَأْبَيْ إنْ هُمُ عَذَلُوني اطِّبائي دُعائي ويروى
واكْتِئابي وسُنَّةُ الله أَحكامه وأَمره ونهيه هذه عن اللحياني وسَنَّها الله
للناس بَيَّنها وسَنَّ الله سُنَّة أَي بَيَّن طريقاً قويماً قال الله تعالى
سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا من قبلُ نَصَبَ سنة الله على إرادة الفعل أَي سَنَّ
الله ذلك في الذين نافقوا الأَنبياءَ وأَرْجَفُوا بهم أَن يُقْتَلُوا أَين
ثُقِفُوا أَي وُجِدُوا والسُّنَّة السيرة حسنة كانت أَو قبيحة قال خالد بن عُتْبة
الهذلي فلا تَجْزَعَنْ من سِيرةٍ أَنتَ سِرْتَها فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً من
يَسِيرُها وفي التنزيل العزيز وما مَنَعَ الناسَ أَن يُؤمنوا إذا جاءهم الهُدى
ويستغفروا رَبَّهم إلاَّ أَن تأْتيهم سُنَّةُ الأَوَّلين قال الزجاج سُنَّةُ الأَوَّلين
أَنهم عاينوا العذاب فطلب المشركون أَن قالوا اللهم إن كان هذا هو الحَقَّ من عندك
فأَمْطِرْ علينا حجارةً من السماء وسَنَنْتُها سَنّاً واسْتَنَنْتُها سِرْتُها
وسَنَنْتُ لكم سُنَّةً فاتبعوها وفي الحديث من سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً فله أَجْرُها
وأَجْرُ من عَمِلَ بها ومن سَنَّ سُنَّةً سيّئَةً يريد من عملها ليُقْتَدَى به
فيها وكل من ابتدأَ أَمراً عمل به قوم بعده قيل هو الذي سَنَّه قال نُصَيْبٌ كأَني
سَنَنتُ الحُبَّ أَوَّلَ عاشِقٍ من الناسِ إِذ أَحْبَبْتُ من بَيْنِهم وَحْدِي
( * قوله « إذ أحببت إلخ » كذا في الأصل وفي بعض الأمهات أو بدل إذ ) وقد تكرر في
الحديث ذكر السُّنَّة وما تصرف منها والأَصل فيه الطريقة والسِّيرَة وإذا
أُطْلِقَت في الشرع فإِنما يراد بها ما أَمَرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم
ونَهى عنه ونَدَب إليه قولاً وفعلاً مما لم يَنْطق به الكتابُ العزيز ولهذا يقال
في أَدلة الشرع الكتابُ والسُّنَّةُ أَي القرآن والحديث وفي الحديث إِنما أُنَسَّى
لأِسُنَّ أَي إنما أُدْفَعُ إلى النِّسْيانُ لأَسُوقَ الناسَ بالهداية إلى الطريق
المستقيم وأُبَيِّنَ لهم ما يحتاجون أَن يفعلوا إذا عَرَضَ لهم النسيانُ قال ويجوز
أَن يكون من سَنَنْتُ الإِبلَ إذا أَحْسنت رِعْيتَها والقيام عليها وفي الحديث
أَنه نزل المُحَصَّبَ ولم يَسُنَّهُ أَي لم يجعله سُنَّة يعمل بها قال وقد يَفْعل
الشيء لسبب خاص فلا يعمّ غيره وقد يَفْعل لمعنى فيزول ذلك المعنى ويبقى الفعل على
حاله مُتَّبَعاً كقَصْرِ الصلاة في السفر للخوف ثم استمرّ القصر مع عدم الخوف ومنه
حديث ابن عباس رَمَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وليس بسُنَّة أَي أَنه لم
يَسُنَّ فِعْلَه لكافة الأُمّة ولكن لسبب خاص وهو أَن يُرِيَ المشركين قوّة
أَصحابه وهذا مذهب ابن عباس وغيره يرى أَن الرَّمَلَ في طواف القدوم سنَّة وفي
حديث مُحَلِّمِ ابن جَثَّامة اسْنُنِ اليومَ وغَيِّرْ غداً أَي اعْمَلْ بسُنَّتك
التي سَنَنْتها في القِصاصِ ثم بعد ذلك إذا شئت أَن تغير فغير أَي تغير ما سَننْتَ
وقيل تُغَيِّر من أَخذ الغِيَر وهي الدية وفي الحديث إن أَكبر الكبائر أَن تُقاتل
أَهل صَفْقَتِك وتُبَدِّلَ سُنَّتَك أَراد بتبديل السُّنة أَن يرجع أَعرابيّاً بعد
هجرته وفي حديث المجوس سُنُّوا بهم سُنَّة أَهل الكتاب أَي خذوهم على طريقتهم
وأَجْرُوهم في قبول الجزية مُجْراهم وفي الحديث لا يُنْقَضُ عَهْدُهم عن سُنَّةِ
ماحِلٍ أَي لا ينقض بسَعْيِ ساع بالنميمة والإِفساد كما يقال لا أُفْسِدُ ما بيني
وبينك بمذاهب الأَشرار وطُرُقهم في الفساد والسُّنَّة الطريقة والسَّنن أَيضاً وفي
الحديث أَلا رجلٌ يَرُدُّ عَنَّا من سَنَنِ هؤلاء التهذيب السُّنَّةُ الطريقة
المحمودة المستقيمة ولذلك قيل فلان من أَهل السُّنَّة معناه من أَهل الطريقة
المستقيمة المحمودة وهي مأْخوذة من السَّنَنِ وهو الطريق ويقال للخَطّ الأَسود على
مَتْنِ الحمار سُنَّة والسُّنَّة الطبيعة وبه فسر بعضهم قول الأَعشى كَرِيمٌ
شَمَائِلُه من بَنِي مُعاويةَ الأَكْرَمينَ السُّنَنْ وامْضِ على سَنَنِك أَي
وَجْهك وقَصْدك وللطريق سَنَنٌ أَيضاً وسَنَنُ الطريق وسُنَنُه وسِنَنُه وسُنُنُه
نَهْجُه يقال خَدَعَك سَنَنُ الطريق وسُنَّتُه والسُّنَّة أَيضاً سُنَّة الوجه
وقال اللحياني تَرَك فلانٌ لك سَنَنَ الطريق وسُنَنَه وسِنَنَه أَي جِهَتَه قال
ابن سيده ولا أَعرف سِنَناً عن غير اللحياني شمر السُّنَّة في الأَصل سُنَّة
الطريق وهو طريق سَنَّه أَوائل الناس فصارَ مَسْلَكاً لمن بعدهم وسَنَّ فلانٌ
طريقاً من الخير يَسُنُّه إِذا ابتدأَ أَمراً من البِرِّ لم يعرفه قومُه
فاسْتَسَنُّوا به وسَلَكُوه وهو سَنِين ويقال سَنَّ الطريقَ سَنّاً وسَنَناً
فالسَّنُّ المصدر والسَّنَنُ الاسم بمعنى المَسْنون ويقال تَنَحَّ عن سَنَنِ
الطريق وسُنَنه وسِنَنِه ثلاث لغات قال أَبو عبيد سَنَنُ الطريق وسُنُنُه
مَحَجَّتُه وتَنَحَّ عن سَنَنِ الجبل أَي عن وجهه الجوهري السَّنَنُ الطريقة يقال
استقام فلان على سَنَنٍ واحد ويقال امْضِ على سَنَنِك وسُنَنِك أَي على وجهك
والمُسَنْسَِنُ الطريق المسلوك وفي التهذيب طريق يُسْلَكُ وتَسَنَّنَ الرجلُ في
عَدْوِه واسْتَنَّ مضى على وجهه وقول جرير ظَلِلْنا بمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَننا
لَدى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الريحِ صائِم عنى بمُسْتَنِّها موضعَ جَرْي السَّرابِ
وقيل موضع اشتداد حرها كأَنها تَسْتَنُّ فيه عَدْواً وقد يجوز أَن يكون
( * قوله « وقد يجوز أن يكون إلخ » نص عبارة المحكم وقد يجوز أن يعني مجرى الريح )
مَخْرَجَ الريح قال ابن سيده وهو عندي أَحسن إلاَّ أَن الأَول قول المتقدِّمين
والاسم منه السَّنَنُ أَبو زيد اسْتَنَّت الدابةُ على وجه الأَرض واسْتَنَّ دَمُ
الطعنة إذا جاءت دُفْعةٌ منها قال أَبو كبير الهذلي مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوِّ
مُرِشَّة تَنْفي الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وَطَعَنه طَعْنةً فجاء منها سَنَنٌ
يَدْفَعُ كلَّ شيءٍ إذا خرج الدمُ بحَمْوَتِه وقول الأََعشى وقد نَطْعُنُ الفَرْجَ
يومَ اللِّقا ءِ بالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولى السَّنَنْ قال شمر يريدُ أُولى القومِ
الذين يُسرعون إلى القتال والسَّنَنُ القصد ابن شميل سَنَنُ الرجل قَصْدُهُ
وهِمَّتهُ واسْتَنَّ السَّرابُ اضطرب وسَنَّ الإِبلَ سَنّاً ساقها سَوْقاً سريعاً
وقيل السَّنُّ السير الشديد والسَّنَنُ الذي يُلِحُّ في عَدْوِه وإِقْباله
وإِدْباره وجاء سَنَنٌ من الخيل أَي شَوْطٌ وجاءت الرياحُ سَنائِنَ إذا جاءت على
وجه واحد وطريقة واحدة لا تختلف ويقال جاء من الخيل والإِبل سَنَنٌ ما يُرَدُّ
وجْهُه ويقال اسْنُنْ قُرونَ فرسك أَي بُدَّهُ حتى يَسِيلَ عَرَقهُ فيَضْمُرَ وقد
سُنَّ له قَرْنٌ وقُرون وهي الدُّفَعُ من العَرَق وقال زهير ابن أَبي سُلْمى
نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ تُسَنُّ على سَنابِكِها القُرونُ والسَّنينة
الريح قال مالك بن خالد
( * قوله « قال مالك بن خالد إلخ » سقط الشعر من الأصل بعد قوله الرياح كما هو في
التهذيب
أبين الديان غير بيض كأنها ... فصول رجاع زفزفتها السنائن )
الخُنَعِيُّ في السَّنَائن الرِّياحِ واحدتها سَنِينةٌ والرِّجَاعُ
جمع الرَّجْعِ وهو ماءُ السماء في الغَدير وفي النوادر ريح نَسْناسة وسَنْسانَةٌ
باردة وقد نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إذا هَبَّتْ هُبُوباً بارداً ويقول نَسْناسٌ من
دُخان وسَنْسانٌ يريد دخان نار وبَنى القومبيوتهم على سَنَنٍ واحد أَي على مثال
واحد وسَنَّ الطينَ طَيَّنَ به فَخَّاراً أَو اتخذه منه والمَسْنون المُصَوَّرُ
والمَسْنون المُنْتِن وقوله تعالى من حَمَأٍ مَسْنُونٍ قال أَبو عمرو أَي متغير
منتن وقال أَبو الهيثم سُنَّ الماءُ فهو مَسْنُون أَي تغير وقال الزجاج مَسْنون
مَصْبوب على سُنَّةِ الطريق قال الأَخفش وإنما يتغير إذا أَقام بغير ماء جار قال
ويدلك على صحة قوله أَن مسنون اسم مفعول جارٍ على سُنَّ وليس بمعروف وقال بعضهم
مسنون طَوَّلَهُ جعله طويلاً مستوياً يقال رجل مَسنون الوجه أَي حسن الوجه طويله
وقال ابن عباس هو الرَّطْبُ ويقال المُنْتِنُ وقال أَبو عبيدة المَسنونُ المَصبوب
ويقال المسنون المَصْبوب على صورة وقال الوجه المَسنون سمِّي مَسنوناً لأَنه
كالمخروط الفراء سمي المِسَنُّ مِسَنّاً لأَن الحديد يُسَنُّ عليه أَي يُحَكُّ
عليه ويقال للذي يسيل عند الحك سَنِينٌ قال ولا يكون ذلك السائل إلا مُنْتِناً
وقال في قوله من حمَأٍ مَسنون يقال المحكوك ويقال هو المتغير كأَنه أُخذ من
سَنَنْتُ الحجر على الحجَر والذي يخرج بينهما يقال له السَّنِينُ والله أََعلم بما
أَراد وقوله في حديث بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ وكان زوجها سُنَّ في بئر أَي تغير
وأَنْتنَ من قوله تعالى من حمَأٍ مسنون أَي متغير وقيل أَراد بسُنَّ أَسِنَ بوزن
سَمِعَ وهو أَن يَدُورَ رأْسه من ريح كريهة شمها ويغشى عليه وسَنَّتِ العينُ
الدمعَ تَسُنُّه سَنّاً صبته واسْتَنَّتْ هي انصب دمعها وسَنَّ عليه الماءَ صَبَّه
وقيل أَرسله إرسالاً ليناً وسَنَّ عليه الدرعَ يَسُنُّها سَنّاً كذلك إذا صبها
عليه ولا يقال شَنَّ ويقال شَنَّ عليهم الغارةَ إذا فرّقها وقد شَنَّ الماءَ على
شرابه أَي فرَّقه عليه وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبَّه عليه صبّاً سَهْلاً
الجوهري سَنَنْتُ الماءَ على وجهي أَي أَرسلته إِرسالاً من غير تفريق فإِذا فرّقته
بالصب قلت بالشين المعجمة وفي حديث بول الأَعرابي في المسجد فدعا بدلوٍ من ماء
فسَنَّه عليه أَي صبه والسَّنُّ الصبُّ في سُهولة ويروى بالشين المعجمة وسيأْتي
ذكره ومنه حديث الخمر سُنَّها في البَطْحاء وفي حديث ابن عمر كان يَسُنُّ الماءَ
على وجهه ولا يَشُنُّه أَي كان يصبه ولا يفرّقه عليه وسَنَنْتُ الترابَ صببته على
وجه الأَرض صبّاً سهلاً حتى صار كالمُسَنّاة وفي حديث عمرو بن العاص عند موته
فسُنُّوا عليَّ الترابَ سَنّاً أَي ضعوه وضعاً سهلاً وسُنَّت الأَرض فهي مَسنونة
وسَنِينٌ إذا أُكل نباتها قال الطِّرِمّاحُ بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الريحُ فيه
حَنِينَ الجُِلْبِ في البلدِ السَّنِينِ يعني المَحْلَ وأَسْنان المنْجَل أُشَرُهُ
والسَّنُونُ والسَّنِينة رِمالٌ مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض وقيل هي كهيئة
الحِبال من الرمل التهذيب والسَّنائن رمال مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض واحدتها
سَنِينة قال الطرماح وأَرْطاةِ حِقْفٍ بين كِسْرَيْ سَنائن وروى المؤرِّج
السِّنانُ الذِّبّانُ وأَنشد أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةً وما بَيْنَ
عَيْنَيهِ وَنِيمُ سِنانِ ؟ قال تأْزِيزاً ما رَمَتْه القدْر إذا فارت وسَانَّ
البعيرُ الناقةَ يُسانُّها مُسانَّةً وسِناناً عارضها للتَّنَوُّخ وذلك أَن
يَطْرُدَها حتى تبرك وفي الصحاح إذا طَرَدَها حتى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها قال ابن
مقبل يصف ناقته وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأَنها فَنِيقٌ ثَناها عن سِنانٍ
فأَرْقَلا يقول سانَّ ناقتَه ثم انتهى إلى العَدْوِ الشديد فأَرْقَلَ وهو أَن
يرتفع عن الذَّمِيلِ ويروى هذا البيت أَيضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِيِّ وقال
الأَسدِيُّ يصف فحلاً للبَكَراتِ العِيطِ منها ضاهِدا طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً
وعاضِدَا ذارعاً يقال ذَرَعَ له إذا وَضَعَ يده تحت عنقِه ثم خَنَقه والعاضِدُ
الذي يأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ يقول يُطاوعه السِّنانُ كيف شاء ويقال
سَنَّ الفَحْلُ الناقة يَسُنُّها إذا كبَّها على وجهها قال فاندَفَعَتْ تأْفِرُ
واسْتَقْفاها فسَنَّها للوَجْهِ أَو دَرْباها أَي دفعها قال ابن بري المُسانَّةُ
أَن يَبْتَسِرَ الفحلُ الناقةَ قَهْراً قال مالك بن الرَّيْبِ وأَنت إِذا ما كنتَ
فاعِلَ هذه سِنَاناً فما يُلْقَى لِحَيْنك مَصْرَعُ أَي فاعلَ هذه قهراً
وابْتِساراً وقال آخر كالفَحْل أَرْقَلَ بعد طُولِ سِنَانِ ويقال سَانَّ الفحلُ
الناقَةَ يُسانُّها إذا كَدَمَها وتَسانَّتِ الفُحُولِ إذا تَكادَمت وسَنَنْتُ
الناقةَ سَيَّرتُها سيراً شديداً ووقع فلان في سِنِّ رأْسِهِ أَي في عَدَدِ شعره
من الخير والشر وقيل فيما شاء واحْتَكَم قال أَبو زيد وقد يُفَسَّرُ سنُّ رأْسه
عَدَدُ شعره من الخير وقال أَبو الهيثم وقع فلان في سِنِّ رأْسِه وفي سِيِّ رأْسه
وسَواءِ رأْسِه بمعنى واحد وروى أَبو عبيد هذا الحرف في الأَمثال في سِنِّ رأْسه
ورواه في المؤلَّف في سِيِّ رأْسه قال الأَزهري والصواب بالياء أَي فيما سَاوَى
رَأْسَه من الخِصْبِ والسِّنُّ الثور الوحشي قال الراجز حَنَّتْ حَنِيناً كثُؤَاجِ
السّنِّ في قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنِّ الليث السَّنَّةُ اسم الدُّبَّة أَو
الفَهْدَةِ قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في الصادِقِ في حديثه وخبره صَدَقَني سِنَّ
بَكْرِه ويقوله الإِنسانُ على نفسه وإن كان ضارّاً له قال الأَصمعي أَصله أَن
رجلاً ساوَمَ رجلاً ببَكْرٍ أَراد شراءَه فسأَل البائعَ عن سِنِّه فأَخبره بالحق
فقال المشتري صَدَقَني سِنَّ بكره فذهب مثلاً وهذا المثل يروى عن علي بن أَبي طالب
كرم الله وجهه أَنه تكلم به في الكوفة ومن أَمثالهم اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى
القَرْعَى يضرب مثلاً للرجل يُدْخِلُ نفسه في قوم ليس منهم والقَرْعى من الفِصَال
التي أَصابها قَرَعٌ وهو بَثْرٌ فإِذا اسْتَنَّتِ الفصال الصِّحَاحُ مَرَحاً
نَزَتِ القَرْعَى نَزْوَها تَشَبَّهُ بها وقد أَضعفها القَرَعُ عن النَّزَوانِ
واسْتَنَّ الفَرَسُ قَمَصَ واسْتَنَّ الفرسُ في المِضْمارِ إذا جرى فين نَشاطه على
سَنَنه في جهة واحدة والاسْتنانُ النَّشَاطُ ومنه المثل المذكور اسْتَنَّتِ
الفِصَالُ حتى القَرْعى وقيل اسْتَنَّتِ الفِصال أَي سَمِنَتْ وصَارَتْ جُلُودها
كالمَسَانِّ قال والأَول أَصح وفي حديث الخيل اسْتَنَّت شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ
اسْتَنَّ الفَرَسُ يَسْتَنُّ اسْتِناناً أَي عدا لَمَرحه ونَشاطه شَوْطاً أَو
شوطين ولا راكِبَ عليه ومنه الحديث إنّ فرس المُجاهِد ليَسْتَنُّ في طِوَله وفي
حديث عمر رضي الله عنه رأَيت أَباه يَسْتَنُّ بسَيْفِه كما يَسْتَنُّ الجملُ أَي
يَمْرَحُ ويَخْطُرُ به والسِّنُّ والسِّنْسِنُ والسِّنْسِنَةُ حَرْفُ فَقْرةِ
الظهر وقيل السَّنَاسِنُ رؤوس أَطراف عظام الصدر وهي مُشَاش الزَّوْرِ وقيل هي
أَطراف الضلوع التي في الصدر ابن الأَعرابي السَّنَاسِنُ والشَّنَاشِنُ العِظامُ
وقال الجَرَنْفَشُ كيف تَرَى الغزْوة أَبْقَتْ مِنِّي سَناسِناً كحَلَقِ المِجَنِّ
أَبو عمرو وغيره السَّنَاسِنُ رؤوس المَحالِ وحُروفُ فقَارِ الظهر واحدها سِنْسِنٌ
قال رؤبة يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ قال الأَزهري ولحمُ سَناسِنِ
البعير من أَطيب اللُّحْمَانِ لأَنها تكون بين شَطَّي السَّنَام ولحمُها يكون
أَشْمَطَ طَيّباً وقيل هي من الفرس جَوانِحُه الشاخِصَةُ شبه الضلوع ثم تنقطع دون
الضلوع وسُنْسُنُ اسم أَعجمي يسمي به السَّوَادِيُّونَ والسُّنَّةُ ضرب من تمر
المدينة معروفة