التُّوَلَةُ كهُمَزَةٍ : السِّحْرُ أو شِبهُه الأَخِيرُ عن الخَلِيل . وخَرَزَةٌ تُحَبِّبُ معها المَرأةُ إلى زَوجِها عن الأصمَعِيّ . وقال ابنُ فارِس : هو شيءٌ تَجعله المرأةُ في عُنُقِها تَتَحسَّنُ به عندَ زَوْجِها كالتِّوَلَة كعِنَبَة فيهما وبهما رُوِىَ حديثُ ابنِ مَسعُودٍ رضي اللّه عنه : " إنّ التَّمائِمَ والرُّقَى والتُّوَلَةَ مِن الشِّركِ " التُّوَلَةُ : الدَّاهِيَةُ المُنْكَرَةُ كالدُّوَلَة عن الفَرّاء كالتَّوْلَة بالفتح والضمّ وكذلك الدُّولَةُ بالضّم ج : تُولَاتٌ ودُولات بالضم . وفي الحديث : " إن أبا جَهْلٍ لَمّا رَأَى الدَّبْرَةَ قال : إنّ اللَّهَ قد أراد بقُرَيشٍ التُّوَلَةَ " . والتاءُ مُبدلةٌ من دال كما قال سِيبَوَيه في تاء تَرَبُوتٍ للنّاقَةِ المُرْتاضة : إنها بَدَلٌ مِن دال مدرب . واشتقاق الدُّولَة مِن تَداوُلِ الأيّامِ ظاهِرٌ . قال ابنُ الأعرابي : تالَ يَتُولُ : إذا عالَجَ التُّوَلَةَ أي السِّحْرَ . قال غيره : التَّالُ : صِغارُ النَّخْلِ وفُسْلانُها واحِدَتُها : تالَةٌ . ومحمّدُ بنُ أحمدَ بنِ تَوْلَةَ مُحدِّثٌ رَوى عنه سُليمانُ بن إبراهيم الأَصْبَهانيُّ الحافِظ . قال أبو صاعِدٍ : تَوِيلَةٌ مِن النّاسِ كسَفِينةٍ : أي جَماعَةٌ جاءت مِن بُيوتٍ وصِبيانٍ ومالٍ . وعبدُ اللَّهِ بنُ تَوْلَى كسَكْرَى وقال ابنُ أبي حاتِمٍ : بَولَى بالمُوحَّدة كما في العُباب تابِعِيٌّ عن عُثمانَ بنِ عَفّانَ وعنه عبدُ الرحمن بن إسحاق إن كان سَمِع منه قاله ابنُ حِبَّان . وتَوِيلٌ كأمِيرٍ : جَدُّ حَنْظَلَة بنِ صَفْوانَ وأخيه بِشْرِ بن صَفْوانَ من أمراء مِصْرَ . وكزُبَيرٍ : قَيسُ بنُ تُوَيْلٍ نَقلَه الصاغانيُّ . قال أبو عَمْرو : التَّاوِيلَةُ : نَبتٌ يَنْبُت في أَلْوِيَةِ الرَّمْل . يُقال : جاء بِدُولاهُ وتُولاهُ عن أبي مالِكٍ ودُولاتِه وتُولاتِه بضَمَّتيْن : أي بالدَّواهِي
ومما يستدرك عليه : إنّ فُلاناً لَذو تُولاتٍ : إذا كان ذا لطفٍ وتَأَتٍّ حتى كأنه يَسحَرُ صاحِبَه عن ابن الأعرابي . وقال أبو عمرو : تُلْتُ بِه : إذا مُنِيتَ ودُهِيتَ به وأنشَد :
" تُلْتُ بِساقٍ صادِقِ المَرِيسِ ت - ي - ل
بَتَلَهُ يَبتُلُه ويَبتِلُه من حَدَّىْ نصر وضرب بَتْلاً : قَطَعه كبَتَّله تَبتِيلاً فانْبتَلَ الشيء . وتَبتَّلَ : انقطع مثل انْبَتَّ قال أبو كَبِير الهُذَلِي :
" أقْسمْتُ لا أسْأَدَها بَعْدِى رَجُلْ
" إلاَّ امرَأً أُمِرَّ شَزْراً فاعْتَدَلْ
" مُحَنَّبَ الساقَين مَحْبُوكَ الإطِلْ
" كأنه تَيسُ ظِباءٍ مُنْبَتِلْ
وشاهِدُ التَبتُّلِ قولُه تعالَى : " وَتَبَتَّلْ إِلَيهِ تَبتِيلاً " قال الأزهريُّ : معناه : انْقَطِعْ إليه . بَتَلَ الشيء بَتْلاً : مَيَّزَه عن غَيرِه وأبانَهُ منه . والبَتُولُ كصَبُورٍ : المُنْقَطِعةُ عنِ الرجالِ التي لا شَهْوَةَ لها فيهم . سُمِّيَتْ مَريمُ العَذراءُ البتُولَ رضي اللّه تعالَى عنها لانقطاعِها من الأزواج قاله الزَّمَخْشَرِيُّ . كالبَتِيلِ كأمِيرٍ وفي التهذيب : لِتَركِها التَّزْوِيجَ . لُقِّبَتْ فاطمةُ بنتُ سيّدِ المرسلِين عليهما الصلاة والسلام وعلى ذُرِّيتها : بالبتُولِ تشبيهاً بها في المَنْزِلَة عند اللّه تعالى قاله الزمخشري . وقال ثَعْلَبٌ : لانقطاعِها عن نِساءِ زمانِها عن نِساءِ الأُمَّةِ فَضْلاً ودِيناً وحَسَباً وعَفافاً وهي سيِّدةُ نساءِ العالَمين وأُمُّ أولادِه صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنها وعنهم . وقد أفرَدَ العُلماءُ في الأحادِيث الوارِدة في فَضْلِها كِتاباً مُستقِلاً منهم شيخُنا العارِف باللّه تعالى السيِّد عبدُ الله بن إبراهيم بن حسن الحُسَيني الطّائِفيُّ فإنّه ألف في ذلكَ رِسالةً وقَرَأْتُها عليه بالطائف في سنة 1166 . قيل : البتُولُ مِن النِّساء : المُنْقَطِعةُ عن الدُّنيا إلى اللّهِ تَعالَى وبه لُقِّبَتْ فاطمةُ أيضاً رضي اللّهُ تعالَى عنها . البَتُولُ : الفَسِيلَةُ مِن النَّخلة المُنْقطِعةُ عن أُمِّها المُستَغْنِيةُ بنفسها كالبتيلِ والبتِيلةِ فيهما أي في الفَسِيلةِ والمُنْقَطعةُ عن الدُّنيا عن ابن عَبّاد . والمُبْتِلَةُ كمُحْسِنَةٍ : أمّها يستوي فيه الواحِدُ والجمعُ كما في المُحْكَم . وقد انْبَتَلَتْ الفَسِيلةُ مِن أُمِّها وتَبتَّلَتْ واسْتَبتَلَتْ : انْقَطَعَتْ . وصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ : مُنْقَطِعةٌ عن صاحبِها . وفي العُباب : مُنْقَطِعةٌ مِن جميعِ المالِ إلى سبيلِ اللّهِ تعالَى . وعَطاءٌ بَتْلٌ : مُنْقَطِعٌ إمّا أن يُرِيدَ الغايةَ أي إنه لا يُشْبِهُه عَطاءٌ أو يُريدُ : أنه مُنْقَطِعٌ لا يُعْطَى بعدَه عطاءٌ وتَبتَّلَ إلى اللّهِ تعالَى وبَتَّلَ تَبتِيلاً : انْقَطَع إليه كما فَسَّر الأزهريُّ به الآيةَ . وقيل : بَتَّلَ : أَخْلَصَ مِن رِياءٍ وسُمْعةٍ . وقال ابنُ عَرفةَ : تَبتَّلْ إليه : انْفَرِدْ له في طاعتِه وأفرِدْها له . أو تَبتَّلَ : تَركَ النِّكاحَ وزَهِدَ فيه . ومنه حديثُ سعدٍ رضي الله عنه : " رَدّ رسول اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم التبتّلَ على عثمان بن مظعون رضي اللّه عنه ولو أَذِنَ لاخْتَصينا " يعني الانقطاعَ عن النّساء وتركَ النِّكاح ثم استُعِيرَ للانقطاعِ إلى اللّه عزّ وجلّ ومنه الحديث : " لا رَهْبانِيَّةَ ولا تَبتُّلَ في الإسلام " . المُبتَّلَةُ كمُعَظَّمةٍ : الجَمِيلَةُ مِن النِّساء كأنها بُتِّلَ حُسْنُها على أعضائها : أي قُطِّعَ . قِيل : هي التي تَمَّ خَلْقُها لم يَركَبْ بَعْضُ لَحْمِها بَعْضاً فهو لذلك مُنْمازٌ . أو هي التي في أَعْضائِها اسْتِرسالٌ كأَنَّ اللَّحْمَ بُتِّلَ عنها عن اللِّحيانيّ . وقيل : مُبَتَّلَةُ الخَلْقِ : مُنْقطِعةُ الخَلْقِ عن النِّساء لها عليهن فَضْلٌ . وقال ابنُ الأعرابي : هي الحَسَنةُ الخَلْقِ لا يَقْصرُ شيءٌ عن شيءٍ لا تكون حسنةَ العَينِ سَمجَةَ الأنْفِ ولا حَسنةَ الأنفِ سَمجَةَ العينِ ولكن تكون تامةً . وجَمَلٌ مُبَتَّلٌ كذلك ولا يُوصَفُ به الرَّجُلُ كما في الصِّحاح . البَتِيلُ كأمِيرٍ : المَسِيلُ عن ابن عَبّادٍ زاد غيرُه : في أسْفَلِ الوادِي ج : بُتُلٌ ككُتُبٍ . البَتِيلُ مِن الشَّجَرِ : المُتَدَلِّي كَبائِسُهُ . بَتِيل : جَبَلٌ باليَمامةِ فارِدٌ في فَضاءٍ سُمِّيَ بذلك لانقطاعهِ عن غيرِه قاله ابنُ درَيْد . وقال غيرُه : بَتِيلٌ : جَبَلٌ بنَجْد مُنْقطعٌ عن الجبال . وقيل : جَبَلٌ أحْمَرُ يُناوِحُ دَمْخاً مِن ورائه في ديار كِلاب . قال الحارِثيُّ : بَتِيلٌ : وادٍ لِبَني ذُبْيَانَ وأيضاً : حَجَرُ بِناءٍ هناك عادِيٌّ مُرتفِعٌ مربَّعُ الأسْفَل مُحَدَّدُ الأعلَى يرتفع نحوَ ثمانين ذِراعاً قال مَوْهوب بن رُشَيد :
مُقِيمٌ ما أقامَ ذُرَى سُواجٍ ... وما بَقِيَ الأَخارِجُ والبَتِيلُ وقال سَلَمةُ بن الخُرشُب الأنمارِيّ :فإنّ بني ذُبْيانَ حيثُ عَهِدتُهُمْ ... بِجِزْعِ البتِيلِ بينَ بادٍ وحاضِرِ وقال أبو زِياد الكِلابيُ : وفي دُماخ وهي بلاد بني عمرو بن كلاب بَتِيلٌ وأنشد : لَعَمْرِي لقد هامَ الفُؤادُ لَجاجَةً بقَطَّاعة الأعْناقِ أُمِّ خَلِيلِ
فمِنْ أجْلِها أحببتُ عَوْناً وجابِراً ... وأحْبَبتُ وِرْدَ الماءِ دُونَ بَتِيلِ وفي عِبارَة المصنِّفِ قُصُورٌ لا يَخْفَى . بَتِيلَةُ كسَفِينةٍ : ماءٌ قُربَ بَتِيلٍ المذكورِ وهو لِبَني عَمْرِو بنِ رَبِيعَةَ بن عبدِ اللّه رِواءٌ ببَطْنِ المَرَةِ عن ابنِ دُرَيْد . وفي كتاب نَصْر : بَتِيلَةُ : قَلِيبٌ عندَ بَتِيلٍ في دِيار بني كِلاب وقال ذِرْوَةُ بن حَجَفَةَ الكِلابي :
شَهِدَ البَتِيلُ علَى البَتِيلَةِ أنَّها ... زَوْراءُ قانِيَةٌ علَى الأَوْرادِ
مَنَعَ البَتِيلَةَ لا يَجوزُ بمائِها ... قُمْرٌ يَثورُ جِحاشُها بِسَرادِ البَتِيلَةُ : العَجُزُ في بعضِ اللغات لانقطاعِه عن الظَّهْرِ . وكُلُّ عُضْوٍ مُكْتَنِزٍ بلَحمهِ مُنْمازٌ : بَتِيلَةٌ والجمعُ بَتائِلُ . وأنشَد اللَّيث :
" إذا المُؤُونُ مَدَّتِ البَتائِلا وعُمْرَةٌ بَتْلاءُ : ليس معها غيرُها وقد بَتَّلَها : أوْجَبَها وَحْدَها كما في الأساس . يُقال : مَرَّ علَى بَتِيلَةٍ وبَتْلَاءَ مِن رَأْيِه : أي عَزِيمةٍ لا تُرَدُّ عن ابنِ عَبّاد
ومِمّا يُستَدْرَكُ عليه : قولُهم : طَلَّقها بَتَّةً بَتْلَةً وهو تأكيدٌ لها . ورجُلٌ أبْتَلُ : بَعِيدُ ما بينَ المَنْكِبَيْن . وقولُ المُتَنخّل الهُذَلِي :
ذلِكَ ما دِينُكَ إذ جُنِّبَتْ ... أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ قال ابنُ حَبِيب : المُبْتِلُ : المُنفَرِد . وقال غيرُه : هو واحِدُ المُبْتِلَة وهو الذي بان فَسِيلُه مِنه . وقِيل : الذي تَدلَّتْ كَبائِسُه . ويُروَى : المُنْبِلِ وهو الذي نَبَل بُسرُه وأَرْطَب . وفي الحديث : " بَتَّلَ العُمْرَي " أي أوْجَبَها . العُمْرَي : أن يَقُولَ : أعْمَرتُ لكَ دارِي أن تسكُنَها إلى آخِرِ عُمْرِي . والتَّبَتُّلُ : التَّفرّدُ . وخَصْرٌ مُبَتَّلٌ وبَتِيلٌ . ومِن سَجَعاتِ الأساس : لها ثَغْرٌ مُرَتَّل وخَصْرٌ مُبتَّل . والبَتْلَة مِن النَّخْل : الوَدِيَّة . والبَتْلُ : الحَقُّ يُقال : بَتْلاً : أي حَقّاً . وحَلَفَ يَمِيناً بَتْلَةً : أي قَطَعها . وتَبَتَّلت المرأةُ : إذا تَزيَّنتْ وتحسَّنتْ . وعَزِيمةٌ مُنْبَتِلَةٌ : لا تُرَدُّ . وانْبتَل في سَيرِه : جَدَّ ومَضَى
النَّبْتَل كَجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان وقال ابْن دُرَيْدٍ : هو الصُّلبُ الشديد . نَبْتَلٌ : ع بأرضِ الشام وأيضاً : جبلٌ في ديارِ طَيِّئٍ قربَ أَجَأ قاله نَصْر . نَبْتَلٌ : علَمٌ وعَبْد الله بنُ نَبْتَلِ بنِ الحارث : كان مُنافقاً على عهدِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلم هكذا هو في العُباب والذي حقّقه الحافظُ في التبصير أنّ الذي كان منافقاً هو نَبْتَلُ بنُ الحارث وأمّا ولَدُه عَبْد الله فله ذِكرٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أبو حازمٍ نَبْتَلٌ روى عنه إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ وغيره . وَنَبْتَلٌ : رجلٌ له خبَرٌ وإيّاه عنى جَريرٌ بقولِه في هِجاءِ الفرَزْدق :
" ما باتَ يَفْزعُ في الوَليدَةِ نَبْتَلُ نتل