البَرْدُ ضدُّ
الحرّ والبُرودة نقيض الحرارة بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد
وبَرُودٌ وبِرادٌ وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه جعله بارداً قال ابن
سيده فأَما من قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر عافَتِ الماءَ في الشتاء فقلنا
بَرِّديه
البَرْدُ ضدُّ
الحرّ والبُرودة نقيض الحرارة بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد
وبَرُودٌ وبِرادٌ وقد بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه جعله بارداً قال ابن
سيده فأَما من قال بَرَّدَه سَخَّنه لقول الشاعر عافَتِ الماءَ في الشتاء فقلنا
بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا فغالط إِنما هو بَلْ رِدِيه فأَدغم على أَن قُطْرباً قد
قاله الجوهري بَرُدَ الشيءُ بالضم وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته تبريداً
ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة قال مالك بن الريب وكانت المنية قد حضرته
فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه في الركاب فلا يركبهَا
أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه ويحزن أَولياءه فقال وعَطِّلْ
قَلُوصي في الركاب فإِنها سَتَبْرُدُ أَكباداً وتُبْكِي بَواكيا والبَرود بفتح
الباء البارد قال الشاعر فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى بَرُودُ الثَّنايا
واضحُ الثغر أَشْنَبُ وبَرَدَه يَبْرُدُه خلطه بالثلج وغيره وقد جاء في الشعر
وأَبْرَدَه جاء به بارداً وأَبْرَدَ له سقاهُ بارداً وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه
تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه ويقال اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي ويقال سقيته
فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً وسقيته شربةً بَرَدْت بها فوؤَادَه من
البَرود وأَنشد ابن الأَعرابي إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا بَرَدُوا
غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها وفي الحديث إِذا
أَبصر أَحدكم امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه قال ابن الأَثير
هكذا جاء في كتاب مسلم بالباء الموحدة من البَرْد فإِن صحت الرواية فمعناه أَن
إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي تسكنه وتجعله
بارداً والمشهور في غيره يردّ بالياء من الرد أَي يعكسه وفي حديث عمر أَنه شرب
النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر ويُقال جدّ في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر وفي
الحديث لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي قال له من أَنت ؟ قال أَنا بريدة قال لأَبي
بكر بَرَدَ أَمرنا وصلح
( * قوله « برد أمرنا وصلح » كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم وهو المناسب
للأسلمي فانه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الفأل من اللفظ ) أَي سهل وفي حديث أُم
زرع بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة وفعول يستوي فيه الذكر والأُنثى والبَرَّادة
إِناء يُبْرِد الماء بني على أَبْرَد قال الليث البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد
عليها الماء قال الأَزهري ولا أَدري هي من كلام العرب أَم كلام المولدين
وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر بَرْدُهما والإِبْرِدَةُ بَرْدٌ في الجوف والبَرَدَةُ
التخمة وفي حديث ابن مسعود كل داء أَصله البَرَدة وكله من البَرْد البَرَدة
بالتحريك التخمة وثقل الطعام على المعدة وقيل سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة
تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ ولا تُنْضِجُه وفي الحديث إِن البطيخ يقطع
الإِبردة الإِبردة بكسر الهمزة والراء علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة
تُفَتِّر عن الجماع وهمزتها زائدة ورجل به إِبْرِدَةٌ وهو تقطِير البول ولا ينبسط
إِلى النساء وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به
كبدك قال الراجز لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ فَخَلِّياها والسِّجالَ
تَبْتَرِدْ مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ وابْتَرَد الماءَ صَبَّه على
رأَسه بارداً قال إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء
القوم أَبْتَرِدُ هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ فمَنْ لِحَرٍّ على
الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ ؟ وتَبَرَّدَ فيه استنقع والبَرُودُ ما ابْتُرِدَ به
والبَرُودُ من الشراب ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ وأَنشد ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ
والإِنسان يتبرّد بالماء يغتسل به وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن قال الأَصمعي قلت
لأَعرابي ما يحملكم على نومة الضحى ؟ قال إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في
الشتاء والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً الظل والفيء سميا بذلك لبردهما قال الشماخ
بن ضرار إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ خُدودُ جَوازِئٍ بالرملِ عِينِ
سيأْتي في ترجمة جزأَ
( * وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري )
وقول أَبي صخر الهذلي فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى ولَتْها نَجاءَ
الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء
أَو اللذين هما الغداة والعشيّ وقيل البردان العصران وكذلك الأَبردان وقيل هما
الغداة والعشي وقيل ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ وفي الحديث
أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم قال ابن الأَثير الإِبراد انكسار
الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ وقيل معناه صلوها في أَوّل
وقتها من بَرْدِ النهار وهو أَوّله وأَبرد القومُ دخلوا في آخر النهار وقولهم
أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ ويقال جئناك
مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ الحر وقال محمد بن كعب الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس
قال والركب في السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا قال ابن أَحمر في
مَوْكبٍ زَحِلِ الهواجِر مُبْرِد قال الأَزهري لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ
الذي قاله صحيح من كلام العرب وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون
فإِذا زالت الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم
أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت القُرِّ
آخر القيظ وفي الحديث من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة البردانِ والأَبْرَدانِ
الغداةُ والعشيّ ومنه حديث ابن الزبير كان يسير بنا الأَبْرَدَيْنِ وحديثه الآخر
مع فَضالة بن شريك وسِرْ بها البَرْدَيْن وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً
وبَرَدَ علينا أَصابنا برده وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه هنيئته قال نصيب فيا
لَكَ ذا وُدٍّ ويا لَكِ ليلةً بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه وأَما قوله لا
بارد ولا كريم فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه قال وعيش بارد هنيء طيب قال
قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ يَزِينُها شبابٌ ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ أَي طاب لها
عيشها قال ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها ونعيمها قال ابن شميل
إِذا قال وابَرْدَهُ
( * قوله « قال ابن شميل إِذا قال وابرده إلخ » كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا
أن يقال ويقول وابرده على الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ ) على الفؤاد إِذا
أَصاب شيئاً هنيئاً وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول
إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى ويقول الرجل من العرب إِنها
لباردة اليوم فيقول له الآخر ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى ابن الأَعرابي
الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها والباردة الغنيمة الحاصلة بغير تعب ومنه
قول النبي صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا
ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا مشقة وكل محبوب عندهم بارد وقيل معناه الغنيمة
الثابتة المستقرة من قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت ومنه حديث عمر وَدِدْتُ
أَنه بَرَدَ لنا عملُنا ابن الأَعرابي يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ وبَرَّدَهُ
والمبرود خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة يقال بَرَدْتُ الخبز
بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته واسم ذلك الخبز المبلول البَرُودُ والمبرود
والبَرَدُ سحاب كالجَمَد سمي بذلك لشدة برده وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ ذو قُرٍّ
وبردٍ قال يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد
برِدْ وقال كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع
البَرَد على المَعْزاء وهي حجارة صلبة وسحابة بَرِدَةٌ على النسب ذات بَرْدٍ ولم
يقولوا بَرْداء الأَزهري أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد
والبَرَدُ حبُّ الغمام تقول منه بَرُدَتِ الأَرض وبُرِدَ القوم أَصابهم البَرَدُ
وأَرض مبرودة كذلك وقال أَبو حنيفة شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها الأَزهري
وأَما قوله عز وجل وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب به ففيه قولان
أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ والثاني وينزل من السماء
من جبال فيها بَرَداً ومن صلة وقول الساجع وصِلِّياناً بَرِدَا أَي ذو برودة
والبَرْد النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها وفي التنزيل العزيز لا
يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً قال العَرْجي فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ
وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا قال ثعلب البرد هنا الريق وقيل النقاخ
الماء العذب والبرد النوم الأَزهري في قوله تعالى لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً
روي عن ابن عباس قال لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب قال وقال بعضهم لا
يذوقون فيها برداً يريد نوماً وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه وإِن العطشان لينام
فَيَبْرُدُ بالنوم وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم بارِزٌ ناجِذاه قَدْ
بَرَدَ المَوْ تُ على مُصطلاه أَيَّ برود قال أَبو الهيثم بَرَدَ الموتُ على
مُصْطلاه أَي ثبت عليه وبَرَدَ لي عليه من الحق كذا أَي ثبت ومصطلاه يداه ورجلاه
ووجهه وكل ما برز منه فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً فاصطلى النار ليسخنه
وناجذاه السنَّان اللتان تليان النابين وقولهم ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى مات
وأَما قولهم لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت وأَنشد اليومُ يومٌ
باردٌ سَمومه قال وأَصله من النوم والقرار ويقال بَرَدَ أَي نام وقول الشاعر
أَنشده ابن الأَعرابي أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا حُبّاً سَخَاخِينَ وحبّاً باردا
قال سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي وسَمُوم بارد أَي ثابت لا
يزول وأَنشد أَبو عبيدة اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه
وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً مات وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم حرارة الروح
وفي حديث عمر فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات وبَرَدَ السيفُ نَبا وبَرَدَ
يبرُدُ بَرْداً ضعف وفتر عن هزال أَو مرض وأَبْرَده الشيءُ فتَّره وأَضعفه وأَنشد
بن الأَعرابي الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي ابن بُزُرج
البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء يقال به بُرادٌ وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت
قوائمه والبَرْد تبرِيد العين والبَرود كُحل يُبَرِّد العين والبَرُود كل ما
بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ وهو الكحل وبَرَدَ عينَه مخففاً بالكُحل
وبالبَرُود يَبْرُدُها بَرْداً كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها وبَرَدت عينُه كذلك
واسم الكحل البَرُودُ والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ وفي حديث
الأَسود أَنه كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم البَرُود بالفتح كحل فيه أَشياء
باردة وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ بَرُود وبَرَدَ عليه حقٌّ وجب ولزم وبرد لي عليه
كذا وكذا أَي ثبت ويقال ما بَرَدَ لك على فلان وكذلك ما ذَابَ لكَ عليه أَي ما ثبت
ووجب ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت قال اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه مَنْ عجز
اليومَ فلا تلومُه أَي حره ثابت وقال أَوس بن حُجر أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ
أَخُصُّه وكان ابنَ عمٍّ نُصْحُه لِيَ بارِدُ وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا
يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي
أَثبتوا عليك وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي
يقال لا تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه وفي الحديث لا
تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه
والبَرِيدُ فرسخان وقيل ما بين كل منزلين بَرِيد والبَريدُ الرسل على دوابِّ
البريد والجمع بُرُد وبَرَدَ بَرِيداً أَرسله وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم
قال إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم البَرِيد الرسول
وإِبرادُه إِرساله قال الراجز رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا وقال بعض العرب
الحُمَّى بَرِيد الموتِ أَراد أَنها رسول الموت تنذر به وسِكَكُ البرِيد كل سكة منها
اثنا عشر ميلاً وفي الحديث لا تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ وهي
ستة عشر فرسخاً والفرسخ ثلاثة أَميال والميل أَربعة آلاف ذراع والسفر الذي يجوز
فيه القصر أَربعة برد وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق
مكة وقيل لدابة البريد بَريدٌ لسيره في البريد قال الشاعر إِنِّي أَنُصُّ العيسَ
حتى كأَنَّني عليها بأَجْوازِ الفلاةِ بَرِيدا وقال ابن الأَعرابي كل ما بين
المنزلتين فهو بَرِيد وفي الحديث لا أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي
لا أَحبس الرسل الواردين عليّ قال الزمخشري البُرْدُ ساكناً يعني جمعَ بَرِيد وهو
الرسول فيخفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد قال
والبَرِيد كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد وأَصلها « بريده دم » أَي محذوف
الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت وخففت ثم سمي
الرسول الذي يركبه بريداً والمسافة التي بين السكتين بريداً والسكة موضع كان يسكنه
الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط وكان يرتب في كل سكة بغال وبُعد ما
بين السكتين فرسخان وقيل أَربعة الجوهري البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد
وقال امرؤ القيس على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ
من خيلِ بَرْبَرَا وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي فدتْك
عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها أَي سيرها في
البرِيد وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير فهو مُبْرِدٌ والرسول بَرِيد ويقال
للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام الأَسد والبُرْدُ من الثيابِ قال ابن سيده
البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم به الوشي والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ
والبُرْدَة كساء يلتحف به وقيل إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب فهي بُرْدَة وفي
حديث ابن عمر أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قصيرة قال شمر رأَيت
أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف قد اتَّزَر به فقلت ما تسميه
؟ قال بُرْدة قال الأَزهري وجمعها بُرَد وهي الشملة المخططة قال الليث البُرْدُ
معروف من بُرُود العَصْب والوَشْي قال وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر
تلبسه الأَعراب وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني من
قَبْلِ بُرْدٍ كنتُ هامَهْ فهو اسم عبد وشريت أَي بعت وقولهم هما في بُرْدة
أَخْمَاسٍ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان
كأَنهما في بُرَدة والجمع بُرَد على غير ذلك قال أَبو ذؤيب فسَمعَتْ نَبْأَةً منه
فآسَدَها كأَنَّهُنَّ لَدَى إِنْسَائِهِ البُرَد يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف
الثور مثل البُرَدِ وقول يزيد بن المفرّغ مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا طِوالَ
الدهرِ نَشْتَمِل البِرادا قال ابن سيده يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ
وبِرام وأَن يكون جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ وثوب بَرُودٌ ليس فيه زِئبِرٌ وثوب
بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا لَيِّناً من الثياب وثوب أَبْرَدُ فيه لُمَعُ
سوادٍ وبياض يمانية وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب جناحاه قال ذو الرمة كأَنَّ
رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وقال
الكميت يهجو بارقاً تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ ولم يَطِرْ لنا بارِقٌ بَخْ
للوَعيدِ وللرَّهْبِ وأُم عوف كنية الجراد وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة
وقال أَبو عبيد هي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً وهي
إِبْرِدَةُ يَمِيني وقال أَبو عبيد هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كان لك معلوماً
وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه سحله والبُرادة السُّحالة
وفي الصحاح والبُرادة ما سقط منه والمِبْرَدُ ما بُرِدَ به وهو السُّوهانُ
بالفارسية والبَرْدُ النحت يقال بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً
إِذا نحتها والبُرْدِيُّ بالضم من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ عن أَبي حنيفة وقيل
البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف وفي الحديث أَنه أَمر أَن يؤْخذ
البُرْدِيُّ في الصدقة وهو بالضم نوع من جيد التمر والبَرْدِيُّ بالفتح نبت معروف
واحدته بَرْدِيَّةٌ قال الأَعشى كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَري فِ ساقَ
الرِّصافُ إِليه غَديرا وفي المحكم كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَري فِ قد
خالَطَ الماءُ منها السَّريرا وقال في المحكم السرير ساقُ البَرْدي وقيل قُطْنُهُ
وذكر ابن برّيّ عجز هذا البيت إِذا خالط الماء منها السُّرورا وفسره فقال الغِيل
بكسر الغين الغيضة وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر والغريف نبت معروف قال
والسرور جمع سُرّ وهو باطن البَرْدِيَّةِ والأَبارِدُ النُّمورُ واحدها أَبرد يقال
للنَّمِرِ الأُنثى أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ وبَرَدَى نهر بدمشق قال حسان يَسْقُونَ
مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ بَرَدَى تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ أَي ماء
بَرَدَى والبَرَدانِ بالتحريك موضع قال ابن مَيَّادة ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ
تَغْتَسِلْ تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ وبَرَدَيَّا موضع أَيضاً وقيل نهر وقيل
هو نهر دمشق والأَعرف أَنه بَرَدَى كما تقدم والأُبَيْرِد لقب شاعر من بني يربوع
الجوهري وقول الشاعر بالمرهفات البوارد قال يعني السيوف وهي القواتل قال ابن برّي
صدر البيت وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ
رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما صورته قال
هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها زوجته قال وصوابه
وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ قال وإِنما
وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره في الصحاح فقلده في ذلك
ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في السهو قال محمد بن المكرّم القاضي
شمس الدين بن خلكان رحمه الله من الأَدب حيث هو وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن
برّي هذا النقد وخطأَه في اتباعه الجوهري ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات
والأَبيات مشهورة والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من
العلماء وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها ماذا
شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ ودِمْنَةٍ كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ ؟ بلغت الرشيد
فقال لمن هذه ؟ فقيل لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم فقال الرشيد ما منعه أَن يكون
ببابنا ؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة
وخف وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير سراويل فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة ويقام له
وظيفة فكان الطعام إِذا جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله
وإِذا كان وقت النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله وأُخْبِرَ
الرشِيدُ بأَمره فطرده فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته
وقالت هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى ضياعاً
وأَنت كما ترى فقال تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ
طِرْفٍ وتالدِ رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا مُقَلَّدةً أَعناقُها
بالقلائد أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ من العَيْش أَو ما نال يحْيَى بنُ
خالدِ ؟ وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ ؟
دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ
فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ بِمُسْتَوْدَعاتٍ في بُطونِ الأَساوِدِ
معنى
في قاموس معاجم
الرَّوْدُ مصدر
فعل الرائد والرائد الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ والجمع رُوَّاد
مثل زائر وزُوَّار وفي حديث عليّ عليه السلام في صفة الصحابة رضوان الله عليهم
أَجمعين يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من
الرَّوْدُ مصدر
فعل الرائد والرائد الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ والجمع رُوَّاد
مثل زائر وزُوَّار وفي حديث عليّ عليه السلام في صفة الصحابة رضوان الله عليهم
أَجمعين يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من
عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ
ومساقط الغيث ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ديارتها
أَي تطلب الناس إِليها وفي حديث وفد عبد القيس إِنَّا قوم رادَةٌ وهو جمع رائد
كحاكة وحائك أَي نرود الخير والدين لأَهلنا وفي شعر هذيل رادَهم رائدهم
( * قوله « والريوند » في القاموس والروند كسجل يعني بكسر ففتح فسكون والاطباء
يزيدونها الفاً فيقولون راوند ) ونحو هذا كثير في لغتها فإِما أَن يكون فاعلاً
ذهبت عينه وإِما أَن يكون فَعَلاً إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على
النسَب لا على الفعل قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً فباتَ بِجَمْعٍ ثم
تمَّ إِلى مِنًى فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل أَي طالباً وقد راد أَهله
منزلاً وكلأً وراد لهم رَوْداً وارتاد واستراد وفي حديث معقل بن يسار وأُخته
فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد وارتاد لهم يرتاد ورجل رادٌ بمعنى رائد
وهو فَعَل بالتحريك بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط ويقال بعثنا رائداً يرود لنا
الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله قال وجاءَ في
الشعر بعثوا رادهم أَي رائدهم ومن أَمثالهم الرائدُ لا يَكْذب أَهَله يضرب مثلاً
للذي لا يكذب إِذا حدّث وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم
وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه ويقال راد
أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً ومنه الحديث إِذا
أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً
لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه والرائد الذي لا منزل له وفي الحديث الحمى
رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم
قومه ومنه حديث المولد أُعيذُك بالواحد من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي
يتقدم بمكروه وقولهم فلان مُسترادٌ لمثله وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها
يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته وقيل معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها واللام زائدة
وأَنشد ابن الأَعرابي ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه وضرباً للَيْلى لا يُرى
مِثلُه ضربا ورادَ الدارَ يَرُودُها سأَلها قال يصف الدار وقفت فيها رائداً
أَرُودُها ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ رَعَتْ قال أَبو ذؤيب
وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ وتسريحُ ورُدْتُها
أَنا وأَردتها والروائدُ المختلفة من الدواب وقيل الروائدُ منها التي ترعى من
بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط التهذيب والروائد من الدواب التي ترتع
ومنه قول الشاعر كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها ورائدُ العين عُوَّارُها الذي
يَرُودُ فيها ويقال رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد الثور
الوحشي سمي بالمصدر قال ابن مقبل يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنه فتًى فارسيٌّ
في سراويلِ رامح وقال أَبو حنيفة رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى
مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها والموضه مَرادٌ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي
يُذهَبُ فيه ويُجاء قال جندل والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قس ومَراداً
لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي موضعاً يحشر فيه الخلق وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ
وإِن ضُمَّت الميم فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق ويقال رادَ يَرودُ
إِذا جاء وذهب ولم يطمئن ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه
وبات رائدَ الوساد وأَنشد تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه
( * قوله « تقول له لما رأت جمع رحله » كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس والذي في
الأساس لما رأت خمع رجله بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله )
أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها ؟ دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها وامرأَة
رادٌ ورَوادٌ بالتخفيف غير مهموز ورَو ود الأَخيرة عن أَبي علي طوّافة في بيوت
جاراتها وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً فهي رادَة إِذا أَكثرت
الاختلاف إِلى بيوت جاراتها الأَصمعي الرادَة من النساء غير مهموز التي تَرودُ
وتطوف والرَّأَدة بالهمز السريعة الشباب مذكور في موضعه ورادت الريحُ تَرودُ
رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً جالت وفي التهذيث إِذا تحركت ونَسَمَتْ تَنْسِمِ
نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً وأَراد الشيءَ شاءَه قال ثعلب الإِرادَة تكون
مَحَبَّة وغير محبة فأَما قوله إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ فَحَسْبُكَ ما
تزيدُ إِلى الكلام فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى
الكلام ومثله قول كثير أُريدُ لأَنسى ذِكرَها فكأَنما تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ
سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى قال ابن سيده وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي
قصدي بهذا لك وقوله عز وجل فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه أَي أَقامه
الخَضِرُ وقال يريد والإِرادة إِنما تكون من الحيوان والجدارُ لا يريد إِرادَة
حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المريدين فوصف الجدار
بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة ومثل هذا كثير في اللغة والشعر قال الراعي في
مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وقال آخر
يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ
ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة وأَراده على الشيء كأَداره والرَّودُ
والرُّؤْدُ المُهْلَة في الشيء وقالوا رُؤَيْداً أَي مَهلاً قال ابن سيده هذه
حكاية أَهل اللغة وأَما سيبويه فهو عنده اسم للفعل وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه
ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل قال
الجَموحُ الظَّفَرِيُّ تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها كأَنها ثَمِلٌ
يَمِشي على رُودِ وتصغيره رُوَيد أَبو عبيد عن أَصحابه تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول
منه أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق وقال امرُؤ القيس جَوَادُ
المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج قال ابن بري
صواب إِنشاده جوادَ بالنصب لأَن صدرَه وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً والجَواد هنا
الفرس السريعة والمَحَثَّة من الحث يقول إِذا استحثثتها في السير أَو رفقت بها
أَعطتك ما يرضيك من فعلها وقولهم الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون
لا يُشَعر به والإِرواد الإِمهال ولذلك قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً
التي بمعنى أَرْوِدْ فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد وهذا حكم هذا الضرب
من التحقير قال ابن سيده وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ
غير أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد
وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود وأَنشد بيت الجموح الظفري كأَنها
ثَمِلٌ يمشي على رُود قال وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت
إِرواد بدليل أَرود وقالوا رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً وإِنما هي للخطاب
ودليل ذلك قولهم أَرَأَيتك زيداً أَبو من ؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت
أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام قال سيبويه وسمعنا من العرب من يقول
والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ يريد أَرْوِدِ الشعر كقول
القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع الشعر قال الأَزهري فقد تبين أَن رُويد
في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول رُويدَ زيداً وإِنما يقول أَرود زيداً وأَنشد
رُويدٍ عَلِيًّا جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم إِلينا ولكن وُدُّهم مُتَماينُ قال رواه
ابن كيسان « ولكن بعضهم مُتيامِنُ » وفسره أَنه ذاهب إِلى اليمن قال وهذا أَحب
إِليّ من متماين قال ابن سيده ومن العرب من يقول رويد زيد كقوله غَدْرَ الحي
وضَرْبَ الرِّقاب قال وعلى هذا أَجازوا رُويدك نفسك زيداً قال سيبويه وقد يكون
رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً
يجعلونه حالاً له وصف كلامه واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير
قال الأَزهري ومن ذلك قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً ومن ذلك قول الرجل
يعالج الشيء إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً قال فهذا على وجه الحال إِلا أَن
يظهر الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال قال واعلم أَن رويداً تلحقها
الكاف وهي في موضع أَفعِلْ وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً فهذه الكاف التي
أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم ورويد
غير مضاف إِليها وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال
وتفسير رويد مهلاً وتفسير رويدك أَمهِلْ لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى
أَفعِل دون غيره وإِنما حركت الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر وهو
مصغر أَرْوَدَ يُرْوِد وله أَربعة أَوجه اسم للفعل وصفة وحال ومصدر فالاسم نحو
قولك رويد عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه والصفة نحو قولك ساروا سيراً
رُويداً والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها
والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة كقوله تعالى فضرب الرقاب وفي حديث
أَنْجَشَةَ رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق وقال الأَزهري عند
قوله فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً قال وإِنما أُلحقت المخصوص
لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع والذكر والأُنثى فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف
التباس من يُعْنى ممن لا يُعْنى وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه
لا يعنى غيره وقد يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً وهذا كقولك
النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين قال وقال الليث
إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين وأَنشد رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ
جِيادَنا كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُه قال ابن سيده وقال بعض أَهل اللغة وقد
يكون رويداً للوعيد كقوله رُويدَ بني شيبانَ بعضَ وَعيدِكم تُلاقوا غداً خَيْلي
على سَفَوانِ فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل وإِنما
قال رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول كقولك رويد زيدٍ وكأَنه أَمر
غيرهم بإِمهالهم فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب ويجوز أَن يكون
بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم ومعنى الأَمر ههنا التأْهير والتقليل منه
ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان البدل لأَن موضع بني شيبان نصب على هذا
يتجه إِعراب البيت قال وأَما معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال
لأَنه يتوعدهم باللقاء ويتوعدونه بمثله قال الأَزهري وإِذا أَردت برُويد المهلة
والإِرواد في الشيء فانصب ونوّن تقول امش رويداً قال وتقول العرب أَروِدْ في معنى
رويداً المنصوبة قال ابن كيسان في باب رويداً كأَنّ رويداً من الأَضداد تقول
رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه وإِذا أَرادوا ارفق به وأَمسكه قالوا رويداً
زيداً أَيضاً قال وتَيْدَ زيداً بمعناها قال ويجوز إِضافتها إِلى زيد لأَنهما
مصدران كقوله تعالى فضرب الرقاب وفي حديث علي إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون
إِليه هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار
الذي يجرون إِليه والميم زائدة التهذيب والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد
والإِرادة وأَراد الشيء أَحبه وعُنِيَ به والاسم الرِّيدُ وفي حديث عبد الله إِن
الشيطان يريد ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد يقال أَراد يريد إِرادة
والريدة الاسم من الإِرادة قال ابن سيده فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم هَرَدْتُ
الشيء أَهَريدُه هِرادةً فإِنما هو على البدل قال سيبويه أُريد لأَن تفعل معناه
إِرادتي لذلك كقوله تعالى وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ أَوَّلَ المسلمين الجوهري وغيره
والإِرادة المشيئة وأَصله الواو كقولك راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا إِلا أَن
الواو سكنت فنقلت حركتها إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء
وسقطت في المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره قال الليث
وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه إِذا حاول كل واحد من
صاحبه الوطء والجماع ومنه قوله تعالى تراود فتاها عن نفسه فجعل الفعل لها
وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه وفي حديث أَبي هريرة حيث
يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه ومنه حديث الإسراء
قال له موسى صلى الله عليهما وسلم قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك
فتركوه وراودْته عن الأَمر وعليه داريته والرائد العُود الذي يقبض عليه الطاحن
إِذا أَداره قال ابن سيده والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى ورائدُ الرحى
مَقْبِضُها والرائد يد الرحى والمِرْوَدُ الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ
البكرة إِذا كان من حديد وفي حديث ماعز كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ
المِرْوَدُ بكسر الميم الميل الذي يكتحل به والميم زائدة والمِرْوَدُ أَيضاً
المَفْصِل والمِرْوَدُ الوَتِدُ قال داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا يَجتذِبُ الأَرِيَّ
بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد ويقال ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب ويقال ريح رادة إِذا
كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب وريح رائدة مثل رادة وكذلك رُواد قال جرير أَصَعْصَعَ
إِن أُمَّكَ بعد ليلي رُوادُ الليلِ مُطْلَقَةُ الكِمام وكذلك امرأَة رواد ورَادة
ورائدة