البَرْدُ بفتح فسكون : ضِدُّ الحَرّ وهو م معروف . يقال بَرُدَ الشيْءُ كنَصَرَ وكَرُمَ بَرْداً وبُرودةً الأَخير مصدر الباب الثاني . ويقال ماءٌ بَرْدٌ بفتح فسكون وبارِدٌ وَبَرُودٌ كصَبُورٍ صيغَة مبالغة وكذلك بُرَادٌ كغُرَاب ومَبرودٌ على صيغة اسم المفعول فإِنّه من بَرَدَه إِذَا صَيَّرَه بارداً وقد بَرَدَه بَرْداً وبَرَّدَه تَبريداً : جَعَلَه بارداً وفي المصباح : وأَما بَرَدَ بَرْداً من باب قَتَلَ فيُستعمل لازماً ومتعدّياً يقال : بَرَدَ الماءُ وبَرَدْتُه فهو بارِدٌ ومَبرُودٌ وبَرَّدْته بالتثقيل مبالغةٌ انتهى . وفي . الأَساس : فُلانٌ يَشربُ المُبَرَّدَ بالمُبَرَّت : الماءُ البارَد بالطَّبْرزَذِ . قال الجوهريّ : ولا يقال أَبرَدْته إِلاّ في لغة رديئة . أَو بَرَدَه يَبْردُه إِذَا خَلَطَه بالثَّلْج وغيره . وأَبرَدَهُ : جاءَ بهِ بارداً . وأَبرَدَ له : سَقَاهُ بارداً يقال سَقَيته فأَبردْت له إِبراداً إِذا سَقيْته بارداً . والبَرْدُ : النَّوْم ومنه قوله عزّ وجل : " لا يَذُوقون فِيهَا بَرْداً ولا شرَابا " يُريد نَوماً . وإِنّ النَّومَ ليُبَرِّد صاحبَه وإِن العَطْشَانَ ليَنامُ فيَبْدُدُ بالنَّوْم . ورُوي عن ابن عَبّاس رضي اللّه عنهما أَنه قال : أَي بَرْدَ الشَّرَابِ ولا الشَّرَابَ . وأَنشد الأَزهريُّ قَولَ العَرْجيّ :
" وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً ولا بَرْدَا قال ثعلب : البَرْدُ هُنَا : الرِّيقُ . والنُّقَاخ : الماءُ العَذْبُ . والبَرَدُ بِالتَّحْرِيك : حَبُّ الغَمَام . وعبَّرَه اللَّيثُ فقال : مَطَرٌ جامدٌ . والبَرَدُ . ع وضَبطَه البَكريّ بكسر الرّاءِ وقال : هو جَبَلٌ في أَرضِ غَطفانَ يَلِي الجَنَابَ . وسَحَابٌ بَرِدٌ ككَتِفٍ وأَبْرَدُ : ذو قرٍّ وبَرْد . وسَحابَةٌ بَرِدَةٌ على النّسب ولم يقولوا بَرْدَاءَ . وقد بُرِدَ القَومُ كعُنِيَ : أَصابَهم البَرد . والأَرضُ مُبْرَدَة وهذه عن الزّجاج ومَبرُودةٌ : أَصابها البَردُ والبُرْدُ بالضّمّ : ثَوبٌ مُخطَّط وخَصَّ بعضُهُم به الوَشْيَ قاله ابن سيده . ج أَبْرَادٌ وأَبْدُدٌ وبُرُودٌ وبُرَدٌ كصُرَد عن ابن الأَعرابيّ وبِرَادٌ كبُرْمَة وبِرَام أَو كقُرْطٍ وقِرَاطٍ قاله ابن سيده في شرح قول يزيد بن المفرِّغ
" طَوَالَ الدّهْرِ نَشْتَمِل البِرَادَ والبُرْدُ - نَظراً إِلى أَنّه اسمُ جِنءس جمْعيّ - : أَكْسِيَةٌ يُلتَحَفُ بها الواحدة بهاءٍ . وقِيل : إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وله هُدْبٌ فهي بُرْدَة . قال شَمِرٌ : رأَيت أَعرابِيًّا وعليه شِبْهُ مِنديل من صُوف قد اتّزَرَ به فقلْت : ما تُسمِّيه ؟ فقال : بُرْدَة . وقال اللَّيث : البُرْدُ معروف من بُرُودِ العَصْبِ والوَشْيِ . قال : وأَما البُرْدَة فكساءٌ مربَّع أَسْودُ فيه صِغَرٌ تَلْبَسه الأَعرابُ . والبَرَّادَةُ كَجَبَّانةِ : إِناءٌ يُبردُ الماءَ بُني على أَبْرَد . زقال اللَّيْث : البَرّادة كُوَّارَة يُبرَّدُ عليها الماءُ . قلت : ومنه قولهم : باتَتْ كِيزانُهم على البَرَّادَة . وقال الأَزهريّ : لا أَدرِي هي من كلام العرب أَم كلام المُولَّدين . وفي الحديث إِنَّ البِطِّيخ يَقْطِعُ : الإِبْرِدَة وهي بالكسر أَي للهمزة والراءِ : بَرْدٌ في الجَوْفِ ورُطُوبَة غالبتانِ منهما يَفْتُر عن الجِمَاع وهمْزتها زائدة . ويقال رَجُلٌ به إِبْرِدَةٌ وهو تقطيرُ البَوْلِ ولا يَنْبَسِط إِلى النّساءِ . وفي حديث ابن مسعود : كل داءٍ أَصلُه البَرْدة بفتح فَسكون ويُحرَّك : التُّخَمة وإِنّما سُمِّيَت التُّخَمة بَردَةً لأَنّ التُّخَمَة تُبْرِد المعدةَ فلا تَستمرِيء الطَّعَامَ ولا تُنْضِجه . ويقال : ابتَرَدَ الماءَ إِذا صَبَّه عَلَيْه أَي على رأْسه بالرداً . قال :
إِذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ في كَبِدِي ... أَقْبَلْتُ نحْوَ سِقاءِ القَوْم أَبترِدُ
هذا بَردْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه ... فمَنْ لحَرٍّ على الأَحْشاءِ يتَقِدُ أَو ابترَدَه إِذا شَرِبه ليُبَرِّد كَبِدَه به . قال الرّاجِز
" فطالما حَلاّْتُماها تَرِدْ
" فخَلِّيَاها والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ
" مِن حَرّ أَيّامٍ ومِن لَيلٍ وَمِدْ وتَبرَّدَ فيه أَي الماءِ : استَنْقعَ . وابترَدَ : اغتسلَ بالماءِ البارد كتَبرَّدَ . وفي الحديث : مَن صلَّى البَرْدَيْن دَخلَ الجَنّةَ وفي حديث ابن الزُّبير : كان يَسِير بنا الأَبْرَدَين الأَبردَانِ هما الغَدَاةُ والعَشِيّ أَو العَصْرَانِ كالبَرْدَيْنِ بفتح فسكون . والأَبْردَانِ أَيضاً : الظِّلّ والفَيْءُ سُمِّيَا بذلك لبَرْدِهما . قال الشّمّاخ بن ضِرَار :
إِذَا الأَرْطَي تَوسّدَ أَبْرَدَيْه ... خُدُودُ جَوازِيءِ بالرَّملِ عِينِ وأَبْردَ الرّجلُ : دَخلَ في آخِرِ النَّهارِ . ويقال : جِئناك مُبْرِدينَ إِذا جاءُوا وقد باخَ الحَرُّ . وقال محمّد ابن كعْب : الإِبْراد : أَن تَزِيغ الشَّمْسُ . قال : والرَّكْب في السَّفر يقولون إِذا زاغَت الشَّمْسُ : قد أَبرَدْتم فرَوِّحُوا . قال ابنُ أَحمرَ
" في مَوْكِبٍ زَجِلِ الهَواجِرِ مُبْرِدِ قال الأَزهَريّ : لاأَعرِف محمّد ابن كعْب هذا غير أَنَّ الذي قاله صحيحٌ من كلام العرب وذلك أَنّهم يَنزِلُون للَّتغوِير في شِدّة الحَرّ ويَقيلون فإِذا زالت الشّمسُ ثاروا إِلى رِكَابهم فَغَّيروا عليها أَقْتابَها ورِحَالَهَا ونادى مُنَادِيهم : أَلاَ قَدْ أَبْردْتُم فارْكَبُوا . وبَرَدَنا اللَّيْلُ يَبْرُدُنَا بَرْداً . وبَرَدَ علَيْنَا : أَصَابَنَا بَرْدُه ولَيْلَةٌ بارِدةُ العَيْشِ وَبَرْدَتُه : هَنِئةٌ . قال نُصَيب :
فيالَكَ ذا وُدٍّ ويالَك لَيْلَةً ... بَخِلْتِ وكانَتْ بَرْدَةَ العَيشِ ناعِمَهْ وعَيْشٌ بارِدُ : هَنىءٌ طَيِّبٌ . قال :
قَلِيلَةُ لحمِ النَّاظِرَينِ يَزِينُها ... شَبَابٌ ومخفوضٌ من العَيْشِ باردُأَي طَابَ لها عَيْشُهَا . قال : ومثْله قَولُهم : نَسأَلك الجَنَّةَ وَبَرْدَهَا . أَي طِيبَها ونَعِيمَها . ومن المَجاز في حديث عُمرَ فهَبَّرَهُ بالسَّيْفِ حتَّى بَرَدَ : ماتَ قال ابن منظور : وهو صحيحٌ في الاشتقاق لأَنّه عَدِمَ حَرارةَ الرُّوح . وقال شيخُنَا نقلاً عن بعض الشُّيوخ : هو كِنايَةٌ للزُوم انطفاءِ حَرارتِهِ الغَريزيَّة أَو لسُكون حَركَتِه لأَنَّ البَرْدَ استُعْمِلَ بمعنَى السُّكونِ . ومنه أَيضاً : بَرَدَ لي حَقِّي علَى فُلانٍ : وَجَبَ ولَزِمَ وثَبتَ . ولي عليه أَلفٌ بارِدٌ أَي ثابتٌ . ومنه حديث ابن عُمرَ في الصَّحيح وَدِدْتُ أَنّه بَرَدَ لنا عَمُلنا . ومنه أَيضاً : بَرَدُ مُخُّه يَبْرُد بَرْداً هُزِلَ وكذلك العِظِامُ . وجاءَ فُلانٌ بارِداً مُخُّه وباردُ العِظَامِ وحارُّهَا للهَزِيل والسَّمِين . وبَرَدَ الحديدَ بالمِبْرَد ونحْوِه من الجواهر يَبْدُدُه بَرْداً : سَحَلَه . وبَرَدَ العَينَ بالبَرودَ يَبرُدُها بَرْداً : كَحَلَهَا به . وبَرَدَت عَيْنُه : سكَنَ أَلَمُها . والبَرُود : كُحْلٌ يُبَرِّد العَينَ من الحَرّ . وفي حديث الأَسود أَنَّه كان يَكتحِل بالبَرُودِ وهو مُحْرِمٌ . وبَرَدَ الخُبْزَ : صَبَّ عليه الماءَ فبَلَّه فهو بَرُودٌ كصَبُور ومَبرودٌ وهو خُبْز يُبْرَد في الماءِ تُطْعَمُه النساءُ للسّمنة . وبَرَدَ زَيْدٌ يَبْرُدُ بَرْداً ضَعُفَ وفي التكملة ضَعُفَت قَوائمُه كبُرِدَ كعُنِيَ وهذه عن الصّاغَانيّ . وبَرَدَ إِذا فَتَرَ عن هُزَالٍ أَو مَرضٍ - وفي حديثِ عُمرَ أَنّه شَرِِبَ النَّبِيذَ بَعْدَ ما بَرَدَ أَي سَكَن وفَتَر . ويقال : جَد في الأَمرِ ثم بَرَدَ أَي فَتَرَ وفي الحديث لمَّا تلقَّاهُ : بُرَيدَةُ الأَسلميّ قال له : من أَنت ؟ قال ؟ أَنا بُرَيْدَة . قال لأَبي بَكر : بَرَدَ أَمرُنا وصَلَح أَي سَهُلَ - بُرَاداً كغُرَاب وبُرُوداً كقُعُود . قال ابنُ بُزُرْج : البُرَاد : ضَعْفُ القوائمِ من جُوعٍ أَو إِعْيَاءٍ يقال : به بُرَادٌ وقد بَرَدَ فُلانٌ إِذا ضَعُفت قوائمُه . وبَرَّدَهُ أَي الشيْءَ تَبريداً وأَبْرَدَه : فتَّره وأَضْعَفَه وأَنشد ابنُ الأَعرابَيّ :
الأَسودَانِ أَبْردَا عِظامِي ... الماءُ والفَثَّ ذَوَا أَسْقَامِي والبُرَادَة بالضّمّ : السُّحَالة وفي الصّحاح : البُرَادَة : ما سَقَطَ منه . والمِبْرَدُ كمِنْبَرٍ : ما بُرِدَ به وهو السُّهَان بالفارسيَّة . والبَرْدُ : النَّحْتُ يقال : بَرَدْت الخَشبةَ بالمِبْردِ بَرْداً إِذا نَحتُّها . والبَرْدِيُّ بالفتح : نَبَاتٌ وفي نسخة : نَبْتٌ م أَي معروف واحدته بَرْدِيّة . قال الأَعشي :
كبَرْدِيّة الغِيل وَسْطَ الغَرِي ... فِ قد خَالطَ الماءُ منها السَّرِيرَاوفي الحديث أَنَّه : أَمرَ أَن يُؤخَذ البُرْدِيَّ في الصَّدَقة . البُرْديّ بالضَّم : تَمْرٌ جيِّدٌ يُشْبِه البَرْنيَّ عن أَبي حنيفةَ وقيل : هو ضَرْبٌ من تَمر الحجاز . والبُرْدِيّ : لقب محمّد ابنِ أَحمدَ بنِ سَعِيد الجَيَّانيّ الأَندلسيّ للحدِّث نزيل بغدَادَ سمعَ محمّد ابن طَرْخان التُّركيّ والبَرِيد : المرتَّبُ كما في الصّحاح . وفي الحديث : لا أَخِيسُ بالعَهْد ولا أَحْبِس البُرْد أَي لا أَحبِسُ الرُّسُلَ الوَارِدين عليّ . قال الزّمخشريّ : البُرْدُ ساكناً : جمْعُ بَريدٍ وهو الرَّسُول فَخّفف عن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل وإِنّمَا خَفّفه هنا ليُزاوجَ العَهْد . وفي المصباح : ومنه قولُ بعض العرب الحُمَّى بَرِيدُ الموتِ أَي رسولُه . وفي العِناية أَثناءَ سورة النساءِ : سُمِّيَ الرّسولُ بَرِيداً لِرُكُوبه البَريدَ أَو لقَطْعِه البَريدَ وهي المسافَة وهي فَرسَخَانِ . كلٌّ فرْسَخٍ ثلاثةُ أَميالٍ والمِيلُ أَربعةُ آلافِ ذِرَاعس . أَو أَربَعَةُ فَرَاسَخَ وهو اثنَا عَشَرَ مِيلاً . وفي الحديث : " لا تُقصَر الصّلاةُ في أَقلَّ من أَربَعَةِ بُرُدٍ " وهي ستَّةَ عَشرَ فَرسَخاً . وفي كُتب الفقه : السَّفَرُ الّذِي يجوز فيه القَصْرُ أَربعةُ بُرُدٍ وهي ثمانيةٌ وأَربعون مِيلاً بالأَميال الهاشميّة الّتي في طَرِيق مَكّةَ . أَو ما بَيْنَ المَنزْلَينِ . والبَريدُ : الفُرَانِقُ بِضمّ الفاءِ سُمِّيَ به لأَنّه يُنْذِر قُدّامَ الأَسَدِ قيل : هو ابنُ آوَى وقيل غير ذلك وسيأْتي . والبَريد الرُّسُلُ على دَوَابِّ البَرِيدَ والجمْعُ بُرُدٌ . قال الزّمخشريّ في الفائق : البريد كلمة فارسيّة يراد بها في الأَصل البَغْل وأَصلهَا برده دم أَي محذوف الذَّنَب لأَنّ بِغالَ البَريدِ كانت محذوفةَ الأَذنابِ كالعَلاَمَة لها فأْعْرِبت وخُفِّفت ثمّ سُمِّيَ الرَّسولُ الّذي يَركَبه بَريداً والمسافةُ الّتي بين السِّكَّتَين بَريداً . والسِّكّة : مَوضعٌ كان يَسكُنُه الفُيُوجُ المُرَتَّبون من بَيتٍ أَو قبَّة أَو رِباطٍ وكان يُرَتّب في كلّ سِكّةٍ بِغالٌ وبُعْدُ ما بين السِّكّتينِ فَرسخَانِ أَو أَربَعَةٌ . انتهى . ونقله ابن منظور وابن كمال باشا في رسالة المعرّب وقَالَ : وبهذا التّفصيلِ تَبَيَّنَ ما في كلام الجوهَريّ وصاحب القَامُوس من الخَلَل فتَاَمَّلْ . وسِكَّةُ البَرِيد : مَحَلَّةٌ بخُوَارَزْمَ . وقال الذّهَبيّ : بجُرْجَان منها أَبو إِسحاقَ إِبراهِيمُ بنُ محمّد بن إِبراهِيمَ حدَّثَ عن الفَضْل بن محمَّد البَيهقيّ وجماعة . قال الحافظ ابن حَجر وأَبو إِسحاق : هكذا ضَبطَه الأَمِيرُ بالتّحتانيّة والزّاي مات سنة 333 ، ومَنصورُ بن محمّدٍ الكاتبُ أَبو القاسم البَرِيديَّانِ حدث عن عبد اللّه ابن الحسن بن الضَّرَّاب وعنه السِّلَفيّ . وَبَرَدَه وأَبْرَدَه : أَرسَلَه بَرِيداً وزاد في الأَساس : مُستعْجلاً . وفي الحديث أَنه صلّى اللّه عليه وسلّم قال إِذا أَبردْتُم إِليَّ بَرِيداً فاجْعَلُوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسمِ . وقولهم : هُمَا في بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ فسَّره ابنُ الأَعرابيّ فقال : أَي يَفْعلانِ فِعْلاً واحِداً فيشَتبهانِ كأَنَّهما في بُرْدَةٍ . وبَرَدَى بثلاث فَتحاتٍ كجَمَزَي وبَشَكَى . قال جرير :
لا وِرَدْ للقَوْمِ إِن لم يَعْرِفوا بَرَدَى ... إِذَا تَجَوَّبَ عن أَعْنَاقِهَا السَّدَفُنَهْرُ دِمَشْقَ الأَعظمُ قال نِفْطَوَيْه هو بَرَدَى مُمالٌ يكتب باليَاءِ مَخْرَجُه من قَرْيَةٍ يقال قَنْوَا من كُورَة الزَّبْدَانيّ بفتح فسكون على خَمْسَة فَراسِخَ من دمَشقَ مّما يِلي بَعْلبَكّ يَظهر الماءُ من عْيونٍ هناك ثمّ يَصُبُّ إِلى قَرْيَةٍ تُعرف بالفِيجة على فَرْسخَينِ من دِمَشْقَ وتَنضمّ إِليه أَعينٌ أُخرَى ثم يَخرُج الجميعُ إِلى قرية تعرف بحمزَايا فَيَفْتَرق حينئذٍ فيصير أَكثره في بَرَدَى ويَحْمِلُ الباقيَ نَهرُ يزيدَ وهو نهرٌ حفَرَهَ يَزيدُ بن معاوية في لِحْف بعضِ جبَل قاسيُون فإِذا صارَ ماءُ بَرَدَى إِلى قريةٍ يقال لها دُمَّر افترقَ على ثلاثة أَقسام لبَردَى منه نَحو النِّصف ويفترق الباقي نهرَيْن يقال لأَحدهما ثَوْراً في شماليّ بَرَدَى وللآخرِ بانَاس في قِبْليِّه وتمرّ هذه الأَنهارُ الثّلاثُ بالبوادي ثم بالغُوطَة حتّى يَمرّ بَرَدَى بمدِينَة دمشقَ في ظاهرِها فيشقّ ما بينها وبين العُقَيْبَةِ حتى يَصُبَ في بُحَيْرَة المَرْج في شرقيّ دِمَشْق وإِليه تنصب فضَلاتُ أَنهُرِهَا . ويُساوقه من الجهة الشمالية نهر ثَوْرَا وفي شماليّ ثَوْرا نَهْر يزيد إِلى أَن يَنفَصل عن دَمشق وبَساتِينِها ومهما فَضَلَ من ذلك كلِّه صَبَّ في بُحيرة المَرْج . وأَمّا باناس فإِنّه يدخل إِلى وَسط مَدينة دِمشق فيكون منه بعضُ مياه قَنواتِها وقَسَاطِلها وينفصل باقية فيسقى زُروعَهَا من جهة الباب الصغيرِ والشرقيّ . وقد أَكثَرَ الشّعراءُ في وَصْف بَرَدَى في شعهم وحُقّ لهم . فإِنّه بلاشَكٍّ أَنْزَهُ نَهْر في الدُّنْيَا . فَمن ذلك قولُ ذِي القَرْنَيْنِ أَبي المُطاع بنِ حَمْدَان :
سَقَى اللّهُ أَرْضَ الغُوطَتَين وأَهلَهَا ... فلى بجنُوبِ الغوطَتَين شُجونُ
ومَا ذُقْتُ طَعْمَ الماءِ إِلاّ استخفَّني ... إِلَى بَرَدَى والنَّيْرَبَيْنِ حَنِينُ
وقد كانَ شَكّى في الفِراقِ يَرُو عنُى ... فكيفَ يَكون اليَومَ وهْوَ يَقينُ
فواللّهِ ما فارَقْتُكم قالياً لكُمْ ... ولكن ما يُقْضَى فسَوف يكونُ وقال العِماد الكاتب الأَصبهانيّ يذكُر هذه الأَنهارَ من قَصِيدَة :
إِلى نَاسِ بانَاسَ لي صَبْوةٌ ... فلِي الوَجءدُ داعٍ وذكْرِي مُثيرُ
يَزيدُ اشتِيَاقي وَيَنمُو كما ... يَزيد يزيدُ وثَوْرَا يَثُورُ
ومن بَرَدَى بَرْدُ قلبي المشوق ... فها أَنا من حرِّه أَستجيرُ وفي ديوان حسّانَ بن ثابت :
يَسْقُوْنَ مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهمُ ... بَرَدَى يُصَفَّق بالرَّحيقِ السلْسَلِ وسيأْتي في حرف الصاد . وبَرَدَى أَيضاً : جَبَلٌ بالحجَاز في قول النُّعمان بن بَشيرٍ :
" يا عَمْرَ لو كُنْتُ أَرقَى الهَضْبَ من بَرَدَىأَو العُلاَ من ذُرَا نَعْمَانَ أَو جَرَدَا
بما رَقِيتُكِ لا سْتَهوَنْتُ مانِعَها ... فهلْ تَكونِينَ إِلاّ صَخْرَةً صَلَدَا وبَرَدَى أَيضاً : ة بحَلَبَ من ناحيةِ السُّهُولِ . وبَرَدَى أَيضاً : نَهرٌ بطَرَسُوسَ بالثَّغَر . وبَرَدَيَّا بفتح الدَّال وياءٍ مشدَّدة وأَلف وفي كتاب التكملة للخارزنجيّ - بكسر الدّال وهو من أَغلاطه - : بالشَّام أَو نهر . وقال أَحمد بن يحيى في قَول الراعِي النُّميريّ :
" واعتَمَّ مِن بَرَدَيَّا بَينَ أَفْلاجِإِنّه نهرٌ بالشَّأْم والأَعرَف أَنّه بَرَدَى كما تقَدَّم كذا في اللسّان . وتِبْرِدُ بكسرِ التّاءِ المثنّاة الفوقيّة ع وقد أَعَادَهُ المصنف في التاءِ مع الدال أَيضاً وأَما ابن منظور فإِنّه أَوردَه بتقديمِ الباءِ الموحّدة على المثنّاة الفَوقيّة فليُنظر ذلك . وبَرْدٌ بفتح فسكون : جَبَلٌ يُنَاوِحُ رُؤافاً وهما جَبَلانِ مُسْتَديرانِ بينهما فَجْوَةٌ في سَهْلٍ من الأَرْض غير متَّصلة بغير هما من الجِبَال بين تَيْماءَ وجَفْر عَنَزَةَ في قِبليّها . وبَرْدٌ أَيضاً : ماءٌ قُربَ صُفينة من مياهِ بني سُليم ثم لبني الحارث منهم . وبَرْدٌ أَيضاً : ع يمانيّ قال : نصْر : أَحسب أَنّه أَحَدُ أَبْنِيَتهم . وبَرَدُّونَ بفتحتين مشدَّدةَ الدّالِ وسكون الواو : ة بذَمَارِ من أَرض اليمن . وبَرْدَةُ : علمٌ للنَّعْجَة وتُدْعَى للحَلْبِ فيقال بَرْدَه برْدَه . و : ة بنَسَفَ منها عَزيزُ بن سُلَيم بن منصورٍ البَرْدِيُّ المحدِّث قَدِمَ خُرَاسَانَ مع قُتَيْبَةَ بن مُسْلمِ فسَكنَ بَرْدَةَ فنُسِب إِليها . قال الحافظ : هكذا ضبطَه الذّهبيّ والصواب فيه بَزْدَة بالزاي بعد الموحدة وسيأْتي للمصنّف فيما بعدُ وكأَنّه تَبِعَ شَيخَة الذّهبيّ في ذِكْره هنا . وبَرْدَةُ أَيضاً : ة بشيرَازَ . زالبَرَدَةُ بالتّحْرِيك من العَيْن : وَسَطُها نقلَه الصاغَانيّ . وبَرَدَة بنتُ مُوسَى بن يَحَيى كذا في النُّسخ وفي التكملة نَجِيح بدل يَحيى حَدّثت عن أُمِّها بَهيّة وبُرْدَةُ الضَّأْنِ بالضّمّ : ضَرْبٌ من اللَّبَنِ نقله الصاغَانيّ . ومحمّد بن أَحمدَ بن سعيدٍ البُرْدِيّ بالضّمّ الأَنْدلسِيّ الجَيَّانيّ مُحدِّث نَزلَ بغدادَ وسمعَ محمَّدَ بن طَرْخَانَ . وهذا قد تقدّم له قريباً في أَوّل التركيب فهو تكرار . والبُرَدَاءُ ككُرَماءَ : الحُمَّى بالقِرَّة أَي الباردة وتُسمى بالنّافضة . نقلَه الصاغَانيّ . وذو البُرْدَيْن : عامر بن أُحَيمرَ ابنِ بَهدَلةَ بن عَوْفٍ لُقّب بذلك لأَنّ الوُفودَ اجتمعوا عند عَمْرِو بن المنذرِ بن ماءِ السّماءِ فأَخْرَج بُرْدَينِ وقال : لِيْقُمْ أَعزُّ العرب فلْيلْبَسْهُما فقام عامرٌ فقال له : أَنت أَعزُّ العرب ؟ قال : نعم ؛ لأَنّ العزَّ كلَّه في مَعَدّ ثمّ نِزارٍ ثمّ مُضَرَ ثم تميم ثم سَعدٍ ثم كعبٍ فمَن أَنكرَ ذلك فليناظِرْ . فَسكتوا فقال : هذه قَبيلتُك فكيف أَنتَ في نفْسِك وأَهْل بَيتك ؟ فقال : أَنا أَبو عَشرة وأَخو عَشرة وعَمُّ عَشرة . ثم وَضع قَدَمَه على الأَرض وقال : من أَزالَهَا من مَكانها فله مائةٌ من الإِبل . فلم يَقُم إِليه أَحد فأَخذَ البُرْدَين وانصرَف . قاله أَبو منصور الثعالبيّ في المضاف والمنسوب . وذو البُرْدَين أَيضاً : لَقَبُ رَبِيعَة بن رِيَاحٍ الهلاليّ وهو جَوَادٌ م أَي معروف . وثَوبٌ بَرُودٌ كصَبور : مَالَه زِئْبِرٌ عن أَبي عَمرٍو وابن شُميل . وثَوبٌ بَرودٌ إِذا لم يكن دفَيئاً ولا لَيِّناً من الثِّياب . والأُبيرِدُ الحِمْيرِيّ : رجلٌ سارَ إِلى بني سُلَيم فقَتَلوه نقله الصّغانيّ . والأُبيرِد اليَربوعيّ : شاعرٌ أَوردَه الجوهريّ . والأُبيرد بن هَرْثَمَة العُذْريُّ شاعر آخَرُ ويقال فيه أَرْبَدُ بن هَرْثَمَةَ . وهكذا قاله البَدْر العَينيّ في كشْف القِنَاع المدني والباردَة من أَعلامِهنّ أَي النّساءِ نقله الصاغانيّ . وإِبْرَاهِيمُ بن بَرْدَادٍ كصَلْصَالٍ مُحدِّث . وكذا غرفر بن بَرْدَاد الحَضرميّ . وأَما محمّد بنُ بَرْدادٍ الفَرغانيّ فقد حدّثَ عنه الحسنُ بن أَحْمدَ الكاتب هكذا ذَكروهُ قال الحافظ : والصّواب : خَلَف بن محمّد ابن بَرْدَاد . وكذا عند الأَمير . وبَرْدَادُ : ة بسَمَرْقَنْد على ثلاثةِ فَراسِخَ منها يُنسَب إِليها أَبُو سَلَمَةَ النَّضْرُ بن رَسُولٍ البَرْداديّ السَّمَرْقنديّ يَروِي عن أَبي عِيسَى التَّرْمِذِيّ وغيره . وبَرَدَانُ مُحرّكةً : لَقبُ أَبي إِسحَاقَ إِبراهِيمَ بن أَبي النضّر سالمٍ القُرشيِّ التَّيميّ المَدنيّ مولَى عُمرَ بنِ عُبيد اللّه رَوَى عن أَبيه في صحيح البخاريّ . والبَرَدَانُ : عَيْنٌ بالنَّخْلَة الشَّامِيَّة بأَعلاهَا من أَرضِ تِهَامةَ . وقال نصْر : البَرَدَانُ جَبلٌ مُشرِفٌ على وادِي نَخْلَةَ قَرْبَ مَكّةَ وفيها قال ابن مَيّادةَ :ظَلَّتْ برَوْضِ البَرَدَانِ تَغْتَسِلْ ... تَثْرَبُ منها نَهَلاَتٍ وتَعُلْ والبَرَدَانُ أَيضاً : ماءٌ بالسَّمَاوةِ دونَ الجَنَابِ وبَعْدَ الحِنْيِ من جِهةِ العِرَاق . وقال الأَصمعيّ : البَرَدَانُ : ماءٌ بنَجْدٍ لعُقَيل بن عامرٍ بينَهم وبينَ هِلالِ بن عامرٍ . وقال ابن زيادٍ : البَرَدَانُ في أَقْصَى بِلادِ عُقَيْلٍ أَوّل بلاد مَهْرَة . وأَنشد :
" ظَلَّتْ برَوْضِ البَردَانِ تَغتسِلْ والبَرَدَانُ أَيضاً : ماءٌ بالحجاز لبني نَصْر بن مُعاويةَ لبني جُشَمَ فيه شيْءٌ قليلٌ لبطنٍ منهم يقال لهم بنو عُصَيْمة يَزعمون أَنَّهُم من اليمن وأَنهم ناقِلَة في بني جُشَمَ . والبَرَدَانُ : ة ببَغْدَادَ على سبعةِ فَرَاسخَ منها قُرْبَ صَرِيفِينَ وهي من نواحِي دُجَيل وهو تَعريبُ بردادان أَي مَحلّ السَّبْيِ وبَرْدَه بالفارسيّة هو الرّقيق المجلوبُ في أَوّلِ إِخِراجه من بِلادِ الكُفر كذا في كتاب المُوَازنة لِحمزةَ منها أَبو عليّ الحافظُ أَحمدُ بنُ أَبي الحسن محمّد بن أَحمد بنِ محمّد بن الحَسن بن الحُسين ابن عليّ البَرَدَانيّ الحَنبليّ كان فاضلاً وهو شيخُ الإِمام الحافظ أَبي طاهر السِّلَفيّ نزيلِ ثَغرِ الإِسكندرية تُوفِّيَ سَنة 498 . وتُوُفِّيَ والده أَبو الحسن في ذي القعدة سنة 465 . والبَرَدَانُ : ة بالكُوفةِ وكانتْ مَنزلَ وَبرةَ الأَصغر بن رومانس بن مَعقِل بن محَاسن بن عَمْرو بن عبدوُدّ بن عَوف بنِ عُذرةَ بنِ زيدِ الَّلاتِ بنُ رُفيدة بن ثَورِ بن كَلْب بنَ وَبرة ؛ أَخي النُّعمان ابن المنذر لأُمّه فمات ودُفن بهذا الموضع فلذلك يقول مَكحولُ بن حارِثةَ يَرثيه :
لقد تَرَكُوا على البَرَدَانِ قَبْراً ... وَهَمُّوا للتَّفرُّق بانطلاقِ وقال ابن الكلبيّ : مات في طريقه إِلى الشأْم . فيجوز أَن يكون البَرَدَانَ الّذي بالسَّمَاوة . والبَرَدَانُ نَهْرٌ بطَرَسُوس ولا يُعرف في الشأْم مَوضعٌ أَو نَهرٌ يقال له البرَدَانُ غيره فهو الّذي عَنَاه الزّمخشريُّ بقوله حين قيل إِنّ الجَمَد المدقوقَ يَضُرّه :
أَلاّ إِنّ في قَلْبي جَوَى لا يَبُلُّه ... قُوَيْقٌ ولا العاصِي ولا البَرَدَانُقال أَبو الحسن العُمْرَانيّ : وهذه أَسماءُ أَنهار بالشأْم . والبَردَانُ أَيضاً : نَهرٌ آخَرُ بمَرْعَشَ يَسقِي بسَاتِنَهَا وضِيَاعَها مَخرَجُه من أَصْل جَبَلِ مَرْعَشٍ ويُسمَّى هذا الجبَلُ الأَقرعَ . ذكرهما أَحمد بن الطّيِّب السَّرخسيّ . والبَرَدانُ : بِئرٌ بتَبَالةَ باللبادية . والبَرَدَانُ أَيضاً : ع ببلاد نَهْدٍ باليَمَن ولم يَذكره ياقُوت . والبَرَدَانُ أَيضاً : ع باليَمَامَةِ يقال له سَيْحُ البرَدَانِ فيه نَخْلٌ عن ابن أَبي حَفصةَ . والبَرَدَانُ أَيضاً : ماءٌ مِلْحٌ بالحِمَى قال الأَصمعيّ : من جِبال الحِمَى الدُّهْلولُ وماؤُه ثم البَرَدانُ وهو ماءٌ مِلْحٌ كثيرُ النَّخلِ . والأَبْرَدُ : النَّمِرُ ج أَبارِدُ وهي بهاءٍ وهي الخَيثَمةُ أَيضاً نقله الصّاغانيّ . وبَرْدُ الخِيَارِ لَقَبٌ وهو مُضافٌ إِلى الخِيَار نقله الصاغانيّ . ومن المَجاز : وَقعَ بينهما قَدُّ بُرُودِ يُمْنَه بضمّ فسكون إِذا تَخاصمَا وبَلَغَا أَمراً عَظيماً في المخاصَمة حتّى تَشاقَّا ثِيابَهما ؛ لأَنَّ اليُمَن بضمّ ففتْح وهي بُرُودُ اليَمَنِ غاليَةُ الثَّمنِ فهي لا تُقَدّ أَي لا تُشقّ إِلاّ لِعظيمةٍ . وفي التكملة : إِلاّ لأَمرٍ عظيمٍ : وهو مَثلٌ في شِدّة الخًصومة . وبَرْدَانيَّةُ : ة بنواحِي بلَدِ إِسكافَ منه هكذا في نُسختنا والصّواب : منها القُدْوَةُ أَحمدُ بنُ مُهَلْهِلٍ البَرْدَانيّ الحَنبَليّ روَى عن أَبي غَالبٍ الباقِلاَنيّ وغيره . وأَيُّوب بن عبد الرّحيم بن البُرَدِيّ كجُهَنيّ بَعْليٌّ أَي منسوب إِلى بَعْلَبَكّ مُتأَخّر حَدّثَ عن أَبي سَلمانَ ابن الحافظ عبدِ الغَنيّ رَوَيْنَا عن أَصحابه منهم الحافظ الذّهبيّ . وأَوسُ بنُ عبدِ اللّه بن البُرَيْدِيّ نِسْبة إِلى جَدّهِ بُرَيدةَ بنِ الحُصَيْب الصَّحابيّ . وفي بعض النُّسخ : أَوس ابن عبيد اللّه . وسُرْخابُ وفي بعض النُّسخ سِرْحَان البريديّ رَوَى . قال الذَّهبيّ . وهو مجهولٌ لا أَعرفه . وقال الحافظ ابن حجر : بل هو معروفٌ ترجَمه الخطيبُ وضَبطَه بفتح الباءِ وكذا في الإِكمال . وبالضّمّ ذَكرَه ابن نُقطةَ فوَهِمَ فقد ضبطَه الخَطيبُ وابن الجَزريّ وغيرهم بالفتح وهو فقيه شافعيّ مشهور . وبُرْدَةُ وبُرَيْدَةُ وبَرَّادٌ الأَخير ككَتّان أَسماءٌ منهم أَبُو بُرْدَةَ ابنُ نِيَارٍ الصّحابيّ خال البَراءِ بن عازبٍ واسمه هانىء أَو الحارث وأَبو بُرْدةَ الأَصغرُ واسمُه بُرَيد بن عبد اللّه . وأَبو الأَبرَدِ زِيادٌ : تابعيٌّ وهو مولَى بني خَطْمَةَ روَى عن أُسَيد بن ظُهَير وعنه عبد الحميد بن جَعفر ذَكرَه ابن المهندس في الكُنَى . وبَرْدَشِير بفتْحٍ فكسْرِ الشين أَعظم د بكِرْمَانَ مما يَلِي المفازةَ قال حَمزةُ الأَصفهانيّ : هو مُعْرّب أَزْدَشِيرَ ابن باركَان بَانِيهِ وأَهْل كِرْمانَ يُسمّونها كواشير فيها قَلعةٌ حَصينةٌ وكان أَوّل مَن اتَّخذ سُكنَاها أَبو عليّ بن الياس كان ملِكاً بكِرْمَانَ في أَيّام عَضُدِ الدّولةِ بنُ بُوَيه وبينها وبين السِّيرجان مَرحلتانِ وبينها وبين زَرَنْد مَرحلتانِ وشُرْبُهم من الآبار وحولَهَا بَساتينُ تُسْقَى بالقُنِيّ وفيها نَخْلٌ كثيرٌ . وقد نُسِبَ إِليها جَماعَةٌ من المحدِّثين منهم أَبو غانمٍ حمد بن رِضوانَ بن عبيد اللّه بن الحسين الشافعيّ الكِرْمانيّ البَرْدَشِيريّ سَمعَ أَبا الفضل عبد الرحمن بن أَحمد بن الحسن الرّزايّ المقري وأَبا الحسن عليّ بن أَحمد بن محمّد الواحديّ المفسِّر وغيره ومات ببَرْدَشير في صفر سنة 521 . وقال أَبو يَعْلَى محمّد ابن محمد البغداديّ :
كم قَد أَرَدْتُ مَسِيراً ... مِن بَرْدَشِيرَ البَغِيضَهْ
فَرَدَّ عَزْمِيَ عنْها ... هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْكذا في المعجم . وبَرْدَرَايَا بفتح الدال والراء وبين الأَلفين ياءٌ : ع أَظنّه بنَهْرَوَانِ بَغْدَادَ أَي من أَعمالها ولو قدَّم هذا على بَرْدشير كان أَحسن . ومما يستدرك عليه : في حديث أُمِّ زَرْعٍ بَرُودُ الظِّلّ أَي طَيِّب العِشْرةِ وفَعُول يَستوِي فيه الذَّكر والأَنثَى . وإِبْرِدَة الثَّرَى والمطَرِ : بَرْدُهما . وهذا الشْيءُ مَبْرَدَة للبَدَنِ قال الأَصمعيّ : قلْت لأَعرابيّ : ما يَحمِلُكم على نَومَه الضُّحَى ؟ قال : إِنَّها مَبْرَدَةٌ في الصَّيْف مَسْخَنَه في الشِّتاءِ . وعن ابن الأَعرابيّ : البارِدة : الرَّبَاحَة في التِّجارة سَاعةَ يَشتَرِيهَا . والباردة : الغَنِيمةُ الحاصلة بغير تَعَبٍ . وفي الحديث الصَّومُ في الشِّتَاءِ الغَنِمَةُ البَارِدَة هي التي تَجِىءُ عَفْواً من غير أَن يُصْطَلى دُونَها بنَارِ الحَرْب ويُبَاشَرَ حَرُّ القِتَالِ وقيل الثابتة وقيل الطَّيِّبة . وكلُّ مُستطابٍ مَحبوب عندهم باردٌ . وسَحَبَة بَرِدَةٌ على النَّسب : ذاتُ بَرْدٍ ولم يقولوا بَرْدَاء . وقال أَبو حنيفَةَ : شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ : طَرَحَ البَردُ وَرَقَهَا . وقَولُ الساجع
" وصِلِّيَاناً بَرِدَا أَي ذو بُرودةٍ . وقال أَبو الهَيْثم : بَرَدَ المَوتُ على مُصْطَلاه أَي ثَبتَ عليه . ومُصطَلاهُ : يداه ورِجْلاه ووَجْهُه وكلُّ ما بَرزَ منه فبَرَدَ عند مَوتِه وصارَ حَرُّ الرُّوح منه بارداً فاصطَلَى النّارَ ليُسخِّنه . وقولهم لم يَبْرُدْ منه شيْءٌ المعنَى لم يَستقرّ ولم يَثبُتْ وهو مَجاز . وسَمُومٌ بارد أَي ثابتٌ لا يَزول . ومن المَجاز : بَرَدَ في أَيديهم سَلَماً : لا يُفدَى ولا يُطلَق ولا يُطْلَب . والبَرود كَصبورٍ : البارِد . قال الشاعر :
" فبَاتَ ضَجِيعِي في المَنَامِ مَعَ المُنَىبَرُودُ الثّنَايَا واضِحُ الثَّغْرِ أَشْنَبُ ومن المجاز ما أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
أَنَّى اهْتَدَيت لِفِتْيَةٍ نَزَلوا ... بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ جُرْبِ أَي وَضَعوا عنها رِحَالَها لتَبرُدَ ظُهورُهَا . ومن المَجاز أَيضاً في حديث عائشة رضي اللّهُ عَنْهَا : لا تُبَرِّدِي عنه أَي لا تُخَفِّفِي . يقال : لا تُبَرِّدْ عن فُلانٍ معناه إِنْ ظَلَمك فلا تَشْتُمْه فَتنقُصَ من إِثْمه . وفي الحديث : لا تُبَرِّدُوا عن الظَّالم أَي لا تَشتُموه وتَدْعُوا عليه فتُخفِّفوا عنه من عُقُوبَةِ ذَنْبِه . وثَورٌ أَبرَدُ : فيه لُمَعُ سَوادٍ وبياضٍ يمانيَةٌ . وبُرْدَا الجرَادِ والجُنْدَبِ : جَناحَاه قال ذو الرُّمَّة :
كأَنَّ رِجلَيْه رِجْلاَ مُقْطِف عَجِلٍ ... إِذَا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرنيمُ وهي لكَ بَرْدَةُ نَفْسِهَا أَي خَالِصَة . وقال أَبو عُبَيْدٍ : هي لك بَرْدةُ نَفْسِها أَي خالصاً فلم يُؤنِّث خالصاً . وقال أَبو عُبَيْد : هو لي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كانَ لك مَعلوماً . والمُرْهَفَاتُ البَوارِدُ : السُّيُوفُ القَواطِعُ . ومن المجاز : بَرَدَ مَضْجَعُهُ : سافَرَ . ورُعِبَ فَبَرَدَ مكَانَه : دُهِشَ . وبَرَدَ الموتُ عليه : بانَ أَثَرُه . وسَلَبَ الصَّهباءَ بُرْدَتَهَا : جْرْيالَهَا . وجعلَ لسانَه عليهِ مِبْرَداً : آذاه وأَخذَه بِه . واستَبرَدَ عليه لِسَانَه : أَرسلَه عليه كالمِبْرَد كلُّ ذلك مَجاز . وقَولُ الشاعِر :
عافَتِ الماءَ في الشِّتَاءِ فقُلْنا ... بَرِّدِيهِ تُصَادِفيهِ سَخِينَاقال ابن سيده : زَعمَ قُطْرُبٌ أَنَّ برَّدَه بمعنى سَخَّنه فهو إِذاً ضِدّ . وهو غَلَطٌ وإِنّمَا هو : بَلْ رِدْيه . وبابُ البَرِيدِ : أَحدُ أَبوابِ جامعِ دِمَشقَ ذكَرَه في المراصد . وعُمَر بن أَبي بكْر بن عُثمَانَ السبحيّ البَرْدُوِيّ بفتح الموحّدة وضمّ الدال نِسْبة إِلى بَرْدُوَيْه حَدَّثَ عن أَبي بكرٍ محمّدِ بنَ عَبْد العزيز الشّيبَانيّ وغيره وعنه أَبو سعد السِّمْعَانيّ . وأُبَارِدُ بالضّمّ : اسمُ مَوضعٍ ذَكرَه ابن القطّاع في كتاب الأَبنية . والبَرَدَانُ محرَّكةً : مَوضِعٌ للضِّباب قُرْبَ دَارِة جُلْجُلٍ عن ابن دُريد . والبُرْدانِ بالضّمّ : تَثنية بُرْدٍ غَديرانِ بنجْدٍ بينهما حاجزٌ يبقَى ماؤُهما شَهرينِ أَو ثلاثةً ؛ وقيل هما ضَفِيرَتَانِ من رَمْلٍ . ويَومُ البُرْدَيْنِ من أَيام العرب وهو يوم الغَبِيطِ ظَفْرَت فيه بنو يَرْبوع ببنِي شَيبانَ . والبُرْدَين : قَريةٌ بمصر نُسبَ إِليها جماعَةٌ . ويَبرُود فَيْعول : صُقْعٌ بينَ حِمْص ودِمَشق هكذا بخطّ أَبي الفضل . وقال بعضُهم : هو يَفْعول : وبَرَد محرّكَةً : مَوضعٌ في قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ :
إِنّي إِذا حَلَّ أَهلِي من ديارِهمُ ... بَطْنَ العقيقِ وأَمستْ دَارَهَا بَرَدُ وفي أَشعار بني أَسدٍ المعْزوِّ تَصنيفُها إِلى أَبي عَمرٍو الشَّيبانيّ : بَرِد بفتْح ثمّ كسْر في قَول المعترف المالِكيّ :
سائِلُوا عن خَيْلِنا ما فَعلَتْ ... يا بَنِي القَيْنِ عنْ جَنْب بَرِدْ وقال نصْر : بَرِدٌ : جَبلٌ في أَرض غَصَفَانَ وقيل هو ماءٌ لبنِي القَيْن ولعلّهما مَوضعانِ . وأَبو محمّد موسَى بنُ هارونَ بنِ بَشيرٍ البُرْديّ لبُرْدَةٍ لَبِسَها قاله الرُّشَاطِيُّ . وأَبو القَاسم حُبَيش بن سَلْمَانَ بن بُرْدِ بن نجيح مَولَى بني تُجِيب ثم بني أَيْدَعَانَ نُسِب إِلى جَدِّه . وبُرْدٌ : بضمّ فسكون قال النصر : صَرِيمةٌ مِنْ صَرَائمِ رَمْلِ الدَّهْنَاءِ في دِيارِ تَميم كان لهم فيه يَوْمٌ . والبَرُودُ كصَبورٍ فيما بينَ مَلل وبين طَرَف جَبَلِ جُهينةَ . وأَوْدِيةٌ بطَرَفِ حَرّة النّارِ يُقال لهنَّ البَوارِد قاله يعقوب . ومَوضعٌ بين الجُحْفَة ووَدّانَ كذا في المعجم . والبُرَيْدانِ بالضّمّ على لفظة التَّثنيةِ : جَبَلٌ في شِعر الشّمّاخ . وبُرَيْدَةُ مصغّراً : ماءٌ لبَني ضَبِينةَ وهم وَلَدُ جَعْدَةَ بن غَنِيّ بن أَعصُر بن سعد بن قَيسِ عَيْلان . ويَومُ بُريْدةَ من أَيّامهم . وبُرَيدٌ كزُبَيرٍ : ابنُ أَصرَمَ عن عليّ وبُرَيدُ بن أَبي مَريمَ راوي حَديث القُنُوت . وعبدُ اللّهِ بنُ بُرَيدَان بن بُريد البَجليّ . وعِمْرَانُ بن أَيّوبَ بنِ بُريدٍ صَنّفَ في الزُّهْدِ . وبُريدُ بن سُوَيد بن حِطّان شاعرٌ يقال له بُرَيدُ الغوانِي . وبُريدُ بن رَبِيعٍ الكِلابيّ شاعرٌ . وأَبو بُرَيد إِسماعِيل بن مَرزوق بن بُرَيد الكَعبيّ مِصريّ مُرَاديٌّ ثِقةٌ . وعبد اللّه بن محمّد بن مُسْلم البُرْدِيّ بالضّم عن إِسماعيل بن أَبي أُويس . وهاشمُ بنُ البَرِيد كأَمير : مُحدّث . وتَركَ سَيفَه مُبرَّداً كمعُظَّم أَي بارزاً
الرَّوْدُ : الطَّلَبُ مصدرُ رادَ يَرُود كالرِّيادِ بالكسر والارتيادِ والاسترادة ويقالك رادَ أَهلَه يَرْودُهم مَرْعًى أو منزلاً رِيَاداً وارتادَ لهم ارْتِيَاداً . ومنه الحديث : إذا أَرادَ أَحَدُكُمْ أَن يَبُول فلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ أَي يَرتاد مكاناً دَمِثاً ليٍّناً منحدِراً لئلاّ يَرْتدَّ عليه بَوْلُه ويَرْجع عليه رَشاشُه . والرَّوْد : الذهابُ والمجيءُ يقال : رادَ يَرُود إذا جاءَ وذهب ولم يَطْمئنّ . ومالِي أَراك تَرُودُ منذُ اليوم ومصدره الرَّوَدَانُ والمرُرَوَادَةُ والرِّوَادُ والرِيدُ بكسرهما كذا في النُّسخ . وفي التّكملة : الرِّيدةُ . قال والأَصل رِوْدة . والإِرادةُ : المَشِيئةُ وأَرادَ الشَّيْءَ : شاءَهُ . وراوَدْتُه على كذا مُرَاودَةً ورِوَاداً أي أَرَدْته قال ثعلب : الإِرادَةُ تكون محبةً وغير محبة وأَرادَه على الشَّيءِ كأَداره . وأَرَدْتُه بكلِّ رِيدة وهو اسمٌ يُوضع مَوضِع الارتيادِ والإرادة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادَةِ
والفرق بين الطلب والإِرادة : أَن الإِرادة قد تكون مُضمرةً لا ظاهرةً والطَّلب لا يكون إِلا ! ّ لِمَا بَدا بفِعْل أو قول كما في شرح أَمالي القاليّ لأبي عبيد البكريّ . وهل مَحلّ الإِرادة الرأْسُ أو القلبُ ؟ فيه خِلافٌ انظره في التوشيح . وفي اللسان : والإرادة : المَشِيئةُ أَصله الواو لقولك : رَاوَدَه أي أَردَه على أَن يفعل كذا إلا أن الواو سَكنتْ فنُقِلت حَركتُها إلى ما قبلَها فانقَلَبَتْ في الماضي ألفاً وفي المستقبل ياءً وسقَطَتْ في المصدر لمجاوَرتِها الأَلفَ الساكنَةَ وعُوِّض منها الهاء في آخره . والرَّائِدُ : يَدُ الرّحَآ وقال ابن سيده : مَقْبٍضً الطاحِن من الرَّحَى . والرائدُ : المُرْسَلُ في الْتِمَاس النُّجْعَة وطَلبِ الكَلإِ ومساقط الغَيْث والجمعُ : رُوَّادٌ مثل زائر وزُوَّار . وفي حديث عليٍّ في صفة الصحابة رضي الله عنهم يَدْخلُون رُوَّاداً ويخرجون أَدِلَّةً أَي يَدْخُلونَ طالِبينَ للعِلْم مُلْتمَسِينَ للحِلْم من عِندِه ويخرجون أَدِلَّةً هُداةً للناس . ورِيادُ الإبل : اختلافُها في المَرْعَى مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً وقد رَادَت تَرُود . قاله أبو حنيفةَ والموضع من ذلك : مَرَادٌ ومُسْتَرادٌ وقد استَرَادت الدَّوَابُّ : رَعَتْ . وكذلك مَرَادُ الرِّيح وهو المكانُ الذي يُذْهَب فيه ويُجَاءُ قال جَنْدَلٌ :
" والآلُ في كلّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قًسٍّ :
" وَمرَاداً لمَحْشَرِ الخَلْقِ طُرَّا وعن الأَصمعيّ : يقال : امرأَةٌ رادَةٌ بلا هَمْز التي تَرودُ وتَطُوف وبالهمزة : السريعةُ الشَّبَابِ . وقد تقدَّمَ في موضعه وامرأَة رادٌ ورَوَادٌ بالتخفيف غير مهموز ورُوَادةٌ كَثُمامَة ورائِدةٌ ورَؤُدٌ الأَخيرةُ عن أبي عليٍّ : طَوَّافَةٌ في بُيُوت جاراتِها وقد رَادَتْ تَرُود رَوْداً ورَوَدَأناً محركةً فهي رَادَةٌ إذا أَكثَرَت الاختلاف إلى بيوت جاراتها . ورجُلٌ رادٌ أي رائدٌ وقد جاءَ في شعر هُذيل رادَ رادُهم وبَعثوا رادَهم قال أَبو ذُؤَيب يَصف رَجُلاً حاجاً طلَبَ عَسَلاً :
فباتَ بِجَمْع ثُمَّ تَمَّ إلى مِنىً ... فأَصبَحَ راداً يَبتَغِي المزْجَ بالسَّحْل أي طالباً فإما أن يكون فاعلاً ذهَبَتْ عينُه أو أن أصله رَوَدٌ : فعلٌ مُحرّكةً بمعنى فاعلٍ وعلى الأَخير إنما هو على النَّسَب لا على الفعْل . وفي حديث ماعز : كما يَدْخُل المِرْوَدُ في المُكْحُلة . هو بالكسر : المِيلُ الذي يُكْتَحَلُ به . ودار المُهْرُ والبازِي في المِرْوَد وهي حَدِيدةٌ مَشدودةٌ بالرَّسَن تَدُور معه في اللِّجَامِ . والمِرْوَد : مِحْوَرُ البَكْرَةِ إذا كان مِن حَديد . وقولهم : امْشِ على رُودٍ بالضّمّ أَي مَهَلٍ قال الجَمُوحُ الظَّفَرِيّ :
تكادُ لا تَثْلِمُ البَطْحَاءَ وَطْأَتُها ... كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشِي عَلى رُودِ تصغير رُوَيْد : قال أَبو عُبَيْد عن أَصحابه : تكبير رُوَيْد : رَوْدٌ وتقول منه قد أَرْوَدَ في السَّيْر إِرْوَاداً في السَّيْر إِرْوَاداً ومُرْوَداً كمُكْرَمٍ قال امرؤ القَيْس :
وأَعْدَدْت للخَيْرِ وَثَّابةً ... جَوَادَ المَحَثَّةِ والمُرْوَدِومَرْوَداً : بفتح الميم كالمَخْرَج ورُوَيْداً ورُوَيْداءَ الأخير بالمدّ ورُوَيْديَةً الأَخيرتان عن الصاغانيّ إذا رَفَقَ والإِرواد : الإِمهالُ ولذلك قالوا : رُوَيْداً مهلاً بدَلاً من قولهم : إِرواداً التي بمعنى أَرْوِدْ فكأَنه تصغيرُ التّرخيم بطَرْح جميعِ الزوائد . وهذا حُكْم هذا الضربِ من التحقير . وقال ابن سيده : وهذا مذهب سيبويه في رُوَيْد لأنه جعله بَدَلاً من أَرْوِد غير أَن رُوَيْداً أَقرَبُ إلى إرواد منها إلى أَرْوِدْ لأنها اسم مثل إِرواد . وذهب غير سيبويه إلى أن رُوَيداً تصغير رُود . كما تقدم . قال وهذا خطأ لأن رُوداً لم يوضَع مَوضِعَ الفِعْل كما وُضِعَت إِرواد بدليل أَرْوِدْ . وقالوا رُوَيْدَكَ عَمراً أي أَمْهِلْهُ فلم يجعلوا للكاف موضعاً وإنما هي للخطاب . وإِنَّما تَدخله الكافُ إذا كان بمعنَى أَفْعِلْ دون غيره ويكون حينئذ لوجوهٍ أربعة : الأول : أن يكون اسم فِعل تقول رُوَيْدَ زَيداً أَي أَرْوِدْ زَيْداً بمعْنَى أَمْهِله . والثاني : أن يكون صِفةً تقول سارُوا سَيْراً رُوَيْداً قاله سيبويه . والثالث : أن يكون حالاً نحو قولك : سارَ القَومُ رُوَيْداً اتَّصل بالمعرِفَة فصار حالاً لها . قال الأزهريُّ : ومن ذلك قولهُم : ضَعْه رُوَيْداً أَي وَضْعاً رُوَيْداً ومن ذلك قولُ الرَّجلِ يُعالِج الشيءَ رُوَيْداً إنما يريد أن يقول : عِلاجاً رُوَيداً قال : فهذا على وَجْهِ الحال إِلا أن يظهر الموصوفُ به فيكون على الحال وعلى غير الحال . والرابع : أن يكون مَصدراً نحو قولك : رُوَيْدَ عمْرٍو بالإِضافة كقوله تعالى : " فَضَرْبَ الرِّقابِ . ونقل الأزهريُّ عن اللَّيْث : إذا أرَدْت بِرُوَيْدَ : الوعيدَ نَصبتَها بلا تَنوين . وأنشد :
رُوَيْدَ نُصاهِلْ بالعراقِ جِيادَنا ... كأنَّكَ بالضَّحَّاكِ قد قامَ نادِبُهْ قال الأََزهريًّ : وإذا أَردْت برُويد المهلَةَ والإِروادَ في الشيءِ فانْصِب ونَوِّنْ تقولك امْش رُوَيْداً . قال : وتقول العرَبُ : أَرْوِدْ في معنى رُوَيْداً المَنصوبة . قال ابن كَيسان في باب رُوَيداً : كأَنَّ رُوَيْداً من الأَضداد تقول رُوَيْداً إذا أَرادوا : دَعْه وخَلِّه وإذا أَرادوا : ارفُقْ به وأَمْسكْه قالوا : رُوَيْداً زَيْداً . قال : وتَيْدَ زَيْداً بمعناها . ويقال للمذكر : رُوَيْدَكَنِى ولها أي للمؤنث رُوَيْدَكِنِى بكسر الكاف وفي المثنى : رُوَيْدَكُمانِى وفي جمع المذكر : روَيْدَكُموني وفي جم المؤنث رُوَيْدَكُنَّنِي قال الأَزهريُّ عند قوله : فهذه الكافُ التي أُلحقت لتَبْيِينِ المخاطبِ في رُوَيْداً قال : وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رُوَيْداً قد يَقع للواحد وللجَمْع والذّكَر والأُنثى فإنما أُدخل الكاف حيث خِيفَ الْتِبَاسُ من يُعْنَى مِمَّن لا يُعْنَى وإنما حذفت في الأول استغناءً بعلْم المخاطب لأَنه لا يُعْنَى غَيْرُه . وقد يقال : رُوَيْداً لمن لا يُخَأف أَن يَلْتَبِس بمن سِواه توكيداً وهذا كقولهم : النَّجَاءَكَ والوَحَاكَ تكون هذه الكاف عَلَماً للمأْمورين والمَنْهِيين . ورَادت الرِّيحُ تَرُود رَوْداً ورُؤداً وَرَوَدَاناً : جالَتْ وفي التهذيب : تَحَرَّكتْ تَحرُّكاً خَفيفاً . ويقال ريحٌ رَوْدٌ ورُوَاد ورائدَةٌ أَي لَيِّنَةُ الهُبُوب قال جرير :
أَصَعْصَعَ إِنَّ أُمَّكَ بعْدَ لَيْلَى ... رُوَادُ اللَّيْل مُطْلَقَةُ الكِمَامِ وريحُ رَادَةٌ إذا كانت هَوْجاءَ تَجئُ وتَذْهَب ومَرَادُ الرِّيح حيث تَجِيءُ وتَذهَب . وما تُريدُ ويقال فيه ما تُريتُ : مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ إِليها يُنسب أبو منصور الماتُريديّ المُتكلِّم . وقد سَبَقَ في فصل الفوقية . والرِّوَنْدُ الصِّينيُّ كَسِبَحْل : دواءٌ م وهو أَنواعٌ أَربعةٌ أَعلاها الصِّينيّ ودونه الخُرَاسانيّ ويعرف برَاوَنْدِ الدَّوابّ تستعمله البياطرةُ وهو خَشَبٌ أَسودُ مُرَكَّبُ القُوَى إلا أن الغالب عليه الحَرُّ واليُبْس والأَطبَّاءُ يَزيدُونَها أَلفاً فيقولون : رَاوَنْد . والذي في اللسان : الرِّيوَنْدُ الصِّينيّ دَواءٌ باردٌ جيِّد للكَبد وليس بعربيّ مَحْض . وَرَاوَنْدُ : ع أو قرية بقَاشَانَ بنواحي أَصْبهانَ قال رجلٌ من بني أَسد اسمُه نَصرُ بن غالب يَرثي أَوْسَ بن خال وأُنَيْساً :أَلمْ تَعْلَما ما لِيَ برَاوَنْدَ كُلِّها ... ولا بخُزاقٍ من صَديقٍ سِوَاكُما قلت : وهي المشهورة الآن بأَرْوَنْد وأهلُهَا شِيعَةٌ منها أَبو حيَّانَ بن بشْرِ بنِ المُخَارِق الضَّبّيّ الأَسَدى القاضي بأَصبَهان روى عن أَبي يُوسفَ القاضِي وغيرِه ومات سنة 238 ، قاله السّمعاني . قلت : ومنها الإمام المحدث ضياء الدين فضل الله بن علي بن عبيد الله الرَّاوَندي وولدُه الشريفُ العلامةُ على ابنُ فضْلِ الله صاحب كتاب نثْر اللآلى وله عَقِبٌ . وأَما أبو الفضل وأبو الحُسَين أحمد بن يَحْيَى الرَّاوَنْدِيّ فإِنّه من أَهلِ مَرْوِ الرُّوذِ المدينةِ المشهورةِ قاله الصاغانيّ هكذا
ومما يستدرك عليه : إِنا قومٌ رادَةٌ جمعُ رائد كحاكة جمع حائك وقد جاء ذلك في حديث وفْدِ عبد القَيْسِ . وفي حديث مَعْقِل بن يَسار : فاسْتَرادَ لأَمرِ اللهِ أَي رَجَعَ ولانَ وانقادَ . ومن أَمثالهم الرّائدُ لا يَكْذبُ أَهْلَهُ يُضْرَب مثلاً للذي لا يَكْذِب إذا حدَّثَ . والرَّائدُ : الذي لا منزل له . والحُمَّى رائدُ المَوتِ أَي رَسولُه الذي يتقدمه كرائد الكلإ وهو مجاز
ومنه أَيضاً :
" أُعيذك بالواحِد
" مِن شَرِّ كُلِّ حاسِد
" وكُلِّ خَلْقٍ رَائِدِ أي الذي يتقدَّم بمكروه . ومن المجاز : قولهم فلانٌ مُسْترادٌ لمثله وفُلانَةُ مسترادةٌ لمثْلِها أي مِثْلُه ومِِثْلُهَأ يُطْلَب ويَشحُّ به لِنَفَاسَته وقيل : معناه مُسترادُ مِثْلِهِ أَو مِثْلِها واللام زائدة وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ : ولكنَّ دَلاًّ مُسْتراداً لمثلِهِ وضَرْباً لِلَيْلَى لا تَرَى مثلَه ضَرْبَا ورادَ الدَّارَ يَرُودُها : سأَلَها قال يَصِف الدارَ :
" وقَفْتُ فيها رائداً أَرُودُهَا ورادَت الدَّوابُّ رَوْداً وَرَوَدَاناً واسترادَت : رَعَتْ قال أَبو ذُؤَيْب :
وكَأنَ مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً ... حَيْثُ استَرادَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ والروائد : المختلفةُ من الدّوابّ وقيل : الرّوائدُ منها : التي تَرعَى من بَيْنِهَأ وسائِرُهَا مَحبوسٌ عن المَرْتَع أَو مَرْبُوطٌ . وفي التهذيب : والرّوائدُ من الدّوابّ : التي تَرْتَعُ
ورائِدُ العين : عُوَّارُها الذي يَرُود فيها . ويقال : باتَ رائدَ الوِسادِ ورجلٌ رائدُ الوِسَادِ إذا لم يَطمئنَّ عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وأَنشد :
تَقُولُ له لمّا رأَتْ خَمْعَ رِجْلِهِ ... أَهذا رَئِيسُ القَوْمِ رادَ وِسَادُها دعا عليها بأَنْ لا تَنَأم فيطمَئنّ وِسادُها . والرِّيَادُ وذَبُّ الرِّيَادِ : الثَّورُ الوَحشيّ سُمِّيَ بالمصدر قال ابنُ مُقْبل :
يُمَشِّى بها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنَّهُ ... فتًى فارِسِيٌّ في سَرَواِيلَ رامحُوأَرادَهُ إلى الكلام إذا أَلْجَأَه إليه . ومن المجاز : قولُهُ تعالى : فَوجَدَا فيها جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ أَي أَقَامَه الخَضِرُ وقال يريد والإرادة إنما تكون من الحَيَوَأنِ والجِدَارُ لا يريد إِرادةً حقيقية لأن تَهَيُّؤَه للسُّقوطِ قد ظَهَر كما تَظَهَرُ أَفعالُ المُرِيدينَ فوصَفَ الجِدَارَ بالإِرادةِ إذا كانت الصُّورتانِ واحدةً ومثل هذا كثيرٌ في اللُّغَة والشِّعر وفي حديث عَليٍّ : إن لبَنِي أمية مَرْوَداً يَجْرزُون إليه وهو مَفْعَلٌ من الإِرواد الإِمهال كأَنّه شبَّه المُهْلة التي هُمْ فيها بالمِضْمارِ الذي يَجْرُون إليه والميم زائدة . قال ابن سيده : فأَما ما حكاه اللِّحْيانيّ من قولهم : هَرَدْتُ الشْيءَ أهَرِيدُه هِرَادَةً فإنّمَا هُوَ على البَدل . وراوَدَ جارِيَتَه عن نفسها وراودَتْه هي عن نَفْسِه إذا حاولَ كلُّ واحد من صاحِبه الوَطءَ والجِماعَ ومنه قوله تعالى : " تُراوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ " فجعَلَ الفِعْلَ لها . والمُرَاوَدة : المُرَاجَعَةُ والمُرَادَدَةُ . وراوَدْتُه عن الأَمْرِ وعليه : دَارَيْتُه . والمِرْوَد : المَفْصِلُ . والمِرْوَد : الوَتِدُ حكاه السُّهَيْليُّ في الرَّوض . ومن الأَمثال : الدَّهْر أَرْوَدُ مُسْتَبِدٌّ أي لَيِّنُ المعاملةِ غالِبٌ على أَمْرِه . والدَّهْرُ اَرْوَدُ ذُو غَير أي يعمل عمله في سكون لا يُشْعَرُ به . وقولهم : إن كنْت تُرِيدِينني فأنَا لكَ أَرْيَدُ قال الأَخفَشُ : هذا مَثَل وهو مقلوب وأَصله : أَرْوَد . والرائد : الجاسوس : والرُّوَيْدة : قرية بالصعيد . ورَوَّاد وأَبو الرّوَّاد : من الأَعلام . وأَبو سعيد بِشْرُ بن الياس الرِّيوَدي بكسر فسكون ففتح هكذا ضبطه الحافظ حدَّث عن حامد بن شَبِيب وغيره