البَرَكَةُ محرَّكَةً : النَّماءُ والزِّيادَةُ وقال الفَرّاءُ : البَرَكةُ : السَّعادَةُ وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : " رَحْمَةُ اللّهِ وبَرَكاته عَلَيكُم أَهْلَ البَيتِ " لأَنّ مَنْ أَسْعَدَه الله تعالَى بما أَسْعَدَ به النبيَ صلَّى اللّهُ عليه وسَلّمَ فقد نالَ السّعادَةَ المُبَارَكَة الدّائِمَةَ قال الأَزهرِيُّ : وكذلك الذي في التَّشَهّدِ
والتَّبرِيكُ : الدُّعاءُ بها نقله الجَوْهرِيُّ للإِنْسانِ أَو غيرِه يُقال بَرَّكْتُ عليه تَبرِيكاً : أي قُلْتُ له : بارَكَ اللّهُ عليك . وطَعامٌ بَرِيكٌ كأَنّه مُبارَكٌ فيهِ قاله أَبو مالكيِ وقال الرّاغِبُ : ولمّا كانَ الخَيرُ الإِلهي يَصْدُرُ من حيثُ لا يُحَسّ وعلى وجهٍ لا يُحْصَى ولا يُحْصَر قِيل - لكُلِّ ما يُشاهَدُ منه زيادَةٌ غيرُ مَحْسَوسة - : هو مُبارَكٌ وفيه بَرَكَةٌ وِإلى هذه الزّيَادَةِ أشِيرَ بما رُوِى إِنّه لا يَنْقُصُ مالٌ من صَدَقَةٍ . ويُقال : بارَكَ اللّهُ لَكَ وفِيكَ وعَلَيك وبارَكَكَ أي : وضَع فيهِ البَرَكَة
وفي حَدِيث الصَّلاةِ علَى النَّبيِّ صلّى اللّهُ عليه وسَلّم : " وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وعلى آل مُحَمَّد " أي : أَثْبِتْ له و أَدِمْ لَه ما أَعْطَيتَه من التَّشْرِيفِ والكَرامَة قال الأَزْهَرِيُّ : وهو من بَرَكَ البَعِيرُ : إِذا أَناخَ في مَوضِعٍ فلَزِمَه . وقولُه تعالى : " أَنْ بُورِكَ مَنْ في النّارِ " : قال : النّارُ : نُورُ الرَّحْمن والنُّورُ : هو اللّهُ تَبارَكَ وتعالَى ومَنْ حَوْلَها : مُوسَى والملائِكَة ورُوِى عن ابنِ عَبّاسٍ مثلُ ذلك وقالَ الفَرّاءُ : إِنّه في حَرفِ أُبَىَ : أَنْ بُورِكَت النّارُ ومَنْ حَوْلَها قال : والعَرَبُ تقول : بارَكَك اللّهُ وباركَ فيك قال الأَزهرِيُّ : ومَعْنَى بَرَكَة اللّه عُلُوُّه على كلِّ شيء وقال أَبو طالِب بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ :
بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ كما بُو ... رِكَ نَضْحُ الرُّمّانِ والزَّيْتُون وفي حَدِيث الدُّعاءِ : اللهُمّ بارِكْ لَنا في المَوْتِ أي فيما يُؤَدِّينا إِليه المَوْتُ وقول أبي فِرعَون :
" رُبَّ عَجُوزٍ عِرمِسٍ زَبُوِنِ
" سَرِيعَةِ الرَّدِّ على المِسكِينِ
" تَحْسَبُ أَنّ بُورِكاً يَكْفِيني
" إِذا غَدَوْتُ باسِطاً يَمِيني
جَعَلَ بُورِك اسماً وأَعرَبَه ؛ وقولُه تَعالى : " في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ " يعني ليلةَ القَدْرِ لما فِيها من فُيُوضِ الخَيراتِ . وتَبارَكَ اللّهُ أي : تَقَدَّسَ وتَنَزَّهَ وتَعالى وتَعاظَم صِفَةٌ خاصَّةٌ باللّهِ تَعالَى لا تكونُ لغيرِه وسُئلَ أَبُو العَبّاسِ عن تَفْسيرِ " تَبارَكَ اللّهُ " فقال : ارْتَفَع وقال الزَّجّاجُ : تَبارَكَ : تَفاعَلَ من البَرَكَةِ كذلك يَقولُ أَهلُ اللُّغَة . وقال ابنُ الأَنْبارِيّ : تَبارَكَ اللّه أي : يُتَبَرَّكُ باسمِه في كُلِّ أَمرٍ وقال اللّيثُ : في تَفْسِير تَبارَكَ اللّه : تَمجِيدٌ وتَعْظِيمٌ وقال الجَوهرِيُّ : تَبارَكَ اللّه أي : بارَكَ مثل قاتَلَ وتَقاتَلَ إِلاّ أَنَّ فاعَلَ يَتَعَدَّى وتَفاعَلَ لا يَتَعَدَّى . وتَبارَكَ بالشَّيءِ أي : تَفاءَل به عن اللَّيْثِ . وبَرَكَ البَعِيرُ يَبرُكُ بُرُوكاً بالضّمِّ وتَبراكاً بالفتح : اسْتَناخَ كبَرَّكَ قال جَرِيرٌ :
وقد دَمِيَتْ مَواقِعُ رُكْبَتَيها ... من التَّبراكِ لَيسَ من الصَّلاَةِ وأَبْرَكْتُه أَنا فبَرَكَ هو وهو قَلِيلٌ والأَكْثرُ : أَنَخْتُه فاسْتَناخَ
وبَرَكَ بُرُوكاً : ثَبَت وأَقامَ وهو مأْخوذٌ من بَرَك البَعِيرُ إِذا أَلْقَى بَركَه بالأَرضِ أي صَدْرَه
والبَركُ : إِبِلُ أَهْلِ الحِواءِ كُلُّها الّتي تَرُوحُ عليهِم بالِغَةً ما بَلَغَتْ وإنْ كانَتْ ألوفاً قال أبُو ذؤَيب :
كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ تُضارِعٍ ... وشابَةَ بَركٌ من جُذامَ لَبِيجُ أَو البَركُ : جَماعَةُ الإِبِل البارِكَةُ أَو الإِبلُ الكَثِيرَةُ ومنه قولُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ اليَربُوعِيِّ رضي اللّه تَعالَى عنه :
إِذا شارِفٌ مِنْهُنَّ قامَتْ فرَجَّعَتْ ... حَنِيناً فأَبْكَى شَجْوُها البَركَ أَجْمَعَا وقيل البرك : يطلق على جميع ما برك من جميع الجمال والنوق على الماءِ أَو الفَلاةِ من حَرِّ الشَّمْسِ أَو الشِّبَعِ الواحِدُ بَارِكٌ مثل تَجْرٍ وتاجِرٍ وهي بارِكَةٌ بهاءٍ . بُرُوكٌ بالضّمّ هو جَمعُ بَرك . والبَرِكُ : الصَّدْرُ أي صَدْرُ البَعِيرِ هذا هو الأصْلُ فيه كالبِركَة بالكسرِ وفي الصِّحاح : إِذا أَدْخَلتَ عليه الهاءَ كَسَرتَ وقُلتَ : بِركَة قال النّابِغَةُ الجَعْدِيّ رضي اللّهُ تعالَى عنه :
في مِرفَقَيه تَقارُبٌ ولَهُ ... بِركَةُ زَوْرٍ كجَبأَةِ الخَزَمِ ورَجُلٌ مُبتَرِكٌ : مُعْتَمِدٌ على شيءٍ مُلِحٌّ وهو مجازٌ قال :
" وعامُنَا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ
" يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقرضابٌ سِمُهْ
" مبتَرِكٌ لكُلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ وقالَ ابنُ الأَعرابي : رجلٌ بُرَكٌ كصُرَدٍ : بارِكٌ على الشَّيءِ وأَنشَدَ :
بُرَكٌ على جَنْبِ الإِناءِ مُعَوَّدٌ ... أَكْلَ البِدانِ فلَقْمُه مُتَدارِكُ وقال أَبو زَيْدِ : البِركَةُ بالكسر : أَنْ يَذرَّ لَبَنُ النَّاقَة وهي بارِكَةٌ فيُقِيمَها فيَحْلُبَها قال الكُمَيتُ :
وحَلَبْتُ بِركَتَها اللَّبُو ... نَ لَبُونَ جُودِكَ غَيرَ ماضر وقالَ اللَّيْثُ : البركَةُ : ما وَلِيَ الأَرْضَ مِنْ جِلْدِ صَدْرِ البَعِيرِ ونَصُّ العَيْن : من جِلْدِ بَطْنِ البَعِيرِ وما يليه من الصَّدْرِ واشْتِقاقُه من مَبرَكِ البَعِيرِ كالبَركِ بالفَتْحِ . وقال غيرُه البَركُ : كَلْكَلُ البَعِيرِ وصَدْرُه الذي يَدُوكُ به الشيءَ تَحْتَه يُقال : ودَكّ بِبَركِهِ وأَنشَدَ في صِفَةِ الحَربِ وشِدَّتها :
فأَقْعَصَتْهُمِ وحَكَّتْ بركَها بِهِمُ ... وأعْطَت النَّهْبَ هَيّانَ بنَ بَيّانِ وقيل : البِركَةُ : جَمْعُ البَركِ كحِلْيَةٍ وحَلْيٍ . أَو البَركُ للإِنْسانِ والبِركَةُ بالكسرِ لما سواه وفي المُفْرَدات : أَصْلُ البَركِ صَدْرُ البَعِيرِ وإن استُعْمِل في غيرِه يُقالُ له بركَة . أَو البَركُ : باطِنُ الصَّدْرِ وقال يَعْقُوب : وَسَطُ الصَّدْرِ والبِركَةُ : ظاهِرُه وأَنشَدَ يَعْقُوبُ لابنِ الزِّبَعْرَي :
حِينَ حَكَّت بقُباء بَركَها ... واستْحَرَّ القَتْلُ في عَبدِ الأَشَل وشاهِدُ البِركَةِ قولُ أبي دُوادٍ :جُرشُعاً أَعْظَمُه جُفْرَتُه ... ناتِئ البِركَة في غَيرِ بَدَدْ والبِركَةُ : مِثْل الحَوْض يُحْفَر في الأَرْضِ ولا يُجْعَلُ له أَعْضادٌ فوق صَعِيد الأَرض كالبِركِ بالكسر أيضاً وهذه عن اللَّيثِ وأَنْشَد :
وأَنْتِ الّتي كَلَّفْتِني البِركَ شاتِياً ... وأَوْرَدْتِنِيهِ فانْظُرِي أي مَوْرِدِ بِرَكٌ كعِنَب يُقال : سُمِّيَت بذلك لإِقامةِ الماءِ فيها وقال ابنُ الأعرابي : البِركَة تَطْفَحُ مثلُ الزَّلَفِ والزَّلَفُ : وَجْهُ المِرآة قال الأَزهريّ ورأَيتُ العرَبَ يُسَمُّونَ الصّهاريجَ التي سُوِّيَتْ بالآجُرِّ وضُرِّجَتْ بالنُّورَةِ في طَريقِ مَكَّةَ ومناهِلِها بِرَكاً واحِدَتُها بِركَةٌ قال ورُبَّ بِركَةٍ تكونُ أَلْفَ ذِراع وأَقّلَ وأَكْثَرَ وأَمّا الحِياضُ التي تُسَوَّى لماءِ السّماءِ ولا تُطْوَى بالآجُرّ فهي الأصْناعُ واحِدُها صِنْعٌ . والبِركَةُ : نَوْعٌ من البُرُوكِ وفي العُبابِ : اسمٌ للبُرُوكِ مثل الرِّكْبَةِ والجِلْسَةِ يُقال : ما أَحْسَنَ بِركَةَ هذا البَعِيرِ . قالَ ابنُ سِيدَه : و يُسَمُّونَ الشّاة الحَلُوبَة بِركَةً قال غيرُه والاثْنَتانِ بِركَتانِ وبِركاتٌ بالكسرِ . والبِركَةُ أيضاً : مُستَنْقِعُ الماءِ عن ابنِ سِيدَه
قال : والبركَةُ : الحَلْبَةُ من حَلَبِ الغَداةِ وقد تُفْتَحُ قالَ : ولا أَحقُّها
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيَ : البِركَةُ : بُردٌ يَمَنيٌ وأَنْشَدَ لمالِكِ بنِ الرَّيْبِ :
" إِنّا وَجَدْنَا طَرَدَ الهَوامِلِ
" بَيْنَ الرَّسِيسَيْنِ وبَينَ عاقِلِ
" والمَشْيَ في البِركَةِ والمَراجِلِ
" خَيراً من التَّأْنانِ في المَسائِلِ
" وعِدةِ العامِ وعامٍ قابِلِ
" مَلْقُوحَةً في بَطْنِ نابٍ حائِلِ هكذا رَواهُ إِبراهِيمُ الحَربيُ عنه قال الصّاغانيُ : لم أَجِد المَشْطُورَ الثالث - الذي هو موضِع الاسْتِشْهاد - في هذه الأُرْجُوزَة . والبركَةُ بالضمِّ : طائِرٌ مائي صَغِير أَبْيَضُ بُرَكٌ كصُرَدٍ وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ . زاد غيرُه : وأَبْراك وبركان مثل أَصْحابٍ ورُغْفانٍ ويُكْسَر . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ أَبْراكاً وبُركاناً جَمْعُ الجَمْعٍ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لزُهَيرٍ يَصِفُ قَطاةً فرَّتْ من صَقْرٍ إِلى ماءٍ ظاهِرٍ على وَجْهِ الأَرْضِ :
حَتّى اسْتَغاثَتْ بماءٍ لارِشاءَ لَه ... من الأَباطِحِ في حافاتِه البُرَكُ وفَسّر بعضهم هذا البَيتَ فقال : البُرَكُ : الضَّفادِعُ
قالَ الصّاغاني : والحَمالَةُ نفسُها تُسَمّى بركَةً أَو هو رِجالُها الّذِينَ يَسمعَونَ فِيها ويَتَحَمَّلُونَها أَي الحَمالَة قال الشّاعِر :
لقد كانَ في ليلَى عَطاءٌ لبُركَةٍ ... أنَاخَتْ بكُم تَرجُو الرغائبَ والرفْدَا ويُقال : البُركَةُ : الجَماعَةُ من الأَشْرافِ لسَعْيِهم في تَحَمُّلِ الحَمالاتِ وهم الجُمَّةُ أيضاً
والبُركَة : ما يَأْخُذُه الطَّحّانُ على الطَّحْنِ نقَلَه الصّاغاني
وأيضاً : الجَماعَةُ يَسألونَ في الدِّيَةِ وبه فُسِّر أيضاً قولُ الشّاعِر السابِق ويُثَلَّثُ
وبُرْكَةُ الأُرْدُنِّيُّ بالضمِّ من أَهْلِ الشّامِ رَوَى عن مَكْحُولٍ وعنه مُحَمّدُ بنُ مُهاجِرٍ قاله البُخارِيّ وابنُ حِبان . وبَرَكَةُ بنُ الوَلِيدِ أَبُو الوَلِيدِ المُجاشِعِيُ مُحَرَّكَةً : تابِعِيٌ ثِقَةٌ رَوَى عن ابنِ عَبّاسٍ وعنه خالِدٌ الحَذّاءُ قاله ابنُ حِبان . ومن المَجازِ ابْتَرَكُوا في الحَربِ : إِذا جَثَوْا للرُّكَب فاقْتَتَلُوا ابْتِراكاً . وهِيَ البَرُوكاءُ كجَلُولاءَ والبَرَاكاءُ بالفتحِ والضَّمِّ وهو الثَّباتُ في الحَربِ عن ابنِ دُرَيْد . زادَ غيرُه : والجِدُّ قال : وأَصْلُه من البُرُوكِ قال بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ :
ولا يُنْجِى من الغَمَراتِ إِلاَّ ... بَراكاءُ القِتالِ أَو الفِرارُ والبَراكاءُ : ساحَةُ القِتالِ وقالَ الرّاغِبُ : بَراكاءُ الحَربِ وبَرُوكاؤُها للمَكانِ الذي يَلْزَمُه الأَبْطالُ . وابْتَرَكُوا في العَدْوِ أي : أَسْرَعُوا مُجْتَهِدِينَ قال زُهَيرٌ :مَرّاً كِفاتاً إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها ... حَتّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تبتَرِكُ كما في الصِّحاحِ والاسمُ البُرُوكُ بالضَّمِّ قالَ :
" وهنَّ يَعْدُونَ بِنا بُرُوكَا وابْتِراكُ الفَرَسِ : أَنْ يَنْتَحِيَ على أَحَدِ شِقَّيه في عَدْوِه وهو من ذلِكَ . ووابْتَرَكَ الصَّيقَلُ : مَالَ على المِدْوَسِ في أَحَدِ شِقَّيهِ . ومن المَجازِ : ابْتَرَكتِ السَّحابَةُ : إِذا اشْتَدَّ انْهِلالُها وسَحابٌ مُبتَرِكٌ وهو المُعْتَمِدُ الذي يَقْشِرُ وجْهَ الأَرْضِ قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يَصِفُ مَطَراً :
يَنْفي الحَصَى عن جَدِيدِ الأَرْضِ مُبتَرِكاً ... كأَنَّه فاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحِي وابْتَرَكَ السَّحابُ : أَلَحَّ بالمَطَرِ . وابْتَرَكَت السَّماءُ : دامَ مَطَرُها كَبَرَكَتْ وأَبْرَكَتْ قال الصّاغانِي : وابْتَرَكَ أَصَحُّ . ومن المَجازِ : ابْتَرَكَ الرَّجُل في عِرضِه و كذا ابْتَرَكَ عليهِ إِذا تَنَقَّصَه وشَتَمَه واجْتَهَدَ في ذَمِّه . والبَرُوكُ كصَبُورٍ : امْرأَةٌ تَزَوَّجُ ولها ابنٌ كَبِيرٌ بالِغ كما في الصِّحاح
وقالَ ابنُ الأعرابي : البُرُوكُ بالضّمِّ : الخَبِيصُ قال : وقالَ رجل من الأَعْرابِ لامرأَتِه : هل لكِ في البُروكِ ؟ فأَجابَتْه : إِنّ البُرُوكَ عَمَلُ المُلوكِ والاسْمُ منه البَرِيكَةُ كسَفِينَة وعَمَلُه البُرُوكُ وليس هو الرَّبُوكُ وأَوّلُ من عَمِلَ الخَبِيصَ عُثْمانُ رضي اللَّهُ تَعالَى عنه وأَهداها إِلى أَزْواج النَّبيِّ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّم وأَما الربيكةُ فالحَيسُ . أو البَرِيك كأمِيرٍ : الرُّطَبُ يُؤْكل بالزُّبْدِ قاله أَبو عَمرو . والبِراكُ ككتِاب : سَمَكٌ بَحْرِي له مَناقِيرُ سُودٌ . جَمْعُهُما أي : البَرِيكُ والبِراكُ بُرْكٌ بالضّمِّ . ويُقال : بَرَكَ بُرُوكاً : إِذا اجْتَهَدَ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيَ :
" وهَن يَعْدُونَ بِنا بُرُوكَا وقِيل : البُرُوكُ هنا : اسْمٌ من الابْتِراكِ وقد تقَدَّم قَرِيباً . ويُقال في الحَربِ : بَراكِ بَراكِ كقَطامِ : أي ابْرُكُوا نَقَلَهُ الجَوهَرِيّ . والبُرَاكِيَّةُ كغُرابِيَّة : ضربٌ من السُّفُنِ نقَلَه الجوهرِيُّ
والبركانُ بالكسرِ : شَجَرٌ رَمْلِيٌ يَرعاه بَقَرُ الوَحْش كأَنّ وَرَقَهُ وَرَقُ الآسِ وكذلك العَلْقَي قاله أَبو عُبَيدَةَ . أو هو الحَمضُ أَو كُلُّ مما لا يَطُولُ ساقُه من سائِرِ الأشْجارِ . أَو هو نَبتٌ يَنْبُتُ بنَجْدٍ في الرَّمْل ظاهِراً على الأَرْضِ له عُروقٌ دِقاق حَسَن النَّباتِ وهو من خَيرِ الحَمْضِ قال الشّاعِرُ :
بحَيثُ الْتَقَى البِركانُ والحاذُ والغَضَى ... بِبِيشَةَ وارْفَضَّتْ تِلاعاً صُدُورُها أَو هو من دِقِّ النَّبتِ وهو الحَمضُ أَو من دِقِّ الشَّجَرِ قال الراعي :
حَتّى غَدَا خَرِصاً طَلاًّ فَرائِصُه ... يَرعَى شَقائِقَ من عَلْقَى وبِركانِ وعَزاهُ أَبو حَنِيفَةَ للأَخْطَلِ وهو للرّاعِي كما حَقَّقَه الصاغاني الواحِدَةُ بِرْكانَةٌ بهاءٍ أَو البِركانُ جَمعٌ وواحِدُه بُرَكٌ كصُرَدٍ وصِردان . وبُركانُ كعُثْمانَ : أَبو صالِحٍ التّابِعِيُ مَوْلَى عُثْمانَ رضي اللّه تعالَى عنه رَوَى عن أبي هُرَيْرَةَ وعنه أَبو عقيل قاله ابنُ حِبان . ويُقال للكِساءِ الأَسْوَدِ : البَرَّكانُ الِبَرَكانِيُ مشَدَّدَتَيْنِ وبياءِ النّسبةِ في الأخيرِ نَقَلَهُما الفَرّاءُ . وزادَ الجَوْهَريُّ فقال : والبَرنَكانُ كزَعْفَرَانٍ والبَرنَكاني بياءِ النِّسبةِ وأَنْكَرهما الفَرّاءُ وقال ابنُ دُرَيْد : البَرنَكاءُ بالمَدّ يُقال : كِساءٌ بَرنَكانيٌ بزيادَةِ النّونِ عند النِّسبَة قال وليسَ بعَرَبي بَرانِكُ وقد تَكَلَّمَتْ به العَرَبُ . وبرَكُ الغِماد بالكسر ويُفْتَح والغُمادُ بالكسر والضَّمِّ وقد مَرّ ذِكْرُه في الدّالِ : واخْتَلَفُوا في مَكانِه فقِيل : هو باليَمَنِ قاله ابنُ بَرّيّ أَو وراءَ مَكَّةَ بخَمْسِ لَيالٍ بَينَها وبينَ اليَمَنِ مما يَلي البَحْرَ أَو بينَ حَلْي وذَهْبانَ ويُقالُ : هُناك دُفِنَ عبدُ اللَّهِ بن جُدْعانَ التَّيمِيّ وفيه يَقولُ الشّاعِرُ :سَقَى الأَمْطارُ قَبرَ أبي زُهَيرٍ ... إِلى سَقْفٍ إِلى بَركِ الغِمادِ أَو أَقْصَى مَعْمُورِ الأَرْضِ ويُؤَيِّدُه قولُ من قال : إٍنه وادِي بَرَهُوت الذي تحبَسُ في بِئْره أرْواحُ الكُفّارِ كما جاءَ في الحَدِيثِ وفي كِتاب ليس لابنِ خالَوَيْه أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لنَفْسِه :
وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا ... دُ فأَوْلِها كَنَفَ البِعادِ
واجْعَلْ مُقامَكَ أَو مَقَر ... رَكَ جانِبَي بَركِ الغِمادِ
لَستَ ابنَ أُمِّ القاطِنِي ... ن ولا ابْنَ عَمِّ للبِلادِ
وانْظُر إِلى الشّمْسِ الّتِي ... طَلَعَتْ على إِرَمِ وعادِ
هَلْ تُؤْنِسَنَّ بَقِيَّةً ... من حاضِرٍ منهم وبادِ ؟ !
كُلُّ الذَّخائِرِ غَيرَ تَقْ ... وى ذِي الجَلالِ إِلى نَفادِ فقُلْنا : ما بَركُ الغُمادِ ؟ فقال : بُقْعَةٌ من جَهَنَّمَ . وفي كتابِ عِياض : بَركُ الغِماد بفَتْح الباءِ عن الأكْثَرِينَ وقد كَسَرها بعضهم وقال : هو موضِعٌ في أَقاصِي أرْضِ هَجَرَ وأَنْشَدَ ياقُوتُ للرّاجِزِ :
" جارِيَةٌ من أَشْعَرٍ أَوْ عَكِّ
" بينَ غِمادَىْ بَبَّة وبَركِ
" هَفْهافَةُ الأعْلَى رَداحُ الوِرْكِ
" تَرُجو وِرْكاً رَحْرَحانَ الرَكِ
" في قَطَنِ مثلِ مَداكِ الرَهْكِ
" تَجلو بحَمّاوَيْنِ عندَ الضِّحْكِ
" أَبْرَدَ من كافُورَة ومِسْكِ
" كأنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ
" فَأْرَةَ مِسْك ذُبِحَتْ في سُكِّ وقيل : بَرك بالفَتْحِ : في أَقَاصِي هَجَر وهو الذي ذَكَرَه عِياضٌ ويُحَرَّكُ . ووادِي البِركِ بالكسرِ : بَيْنَ مَكَّةَ وزَبِيدَ وهو الذي تقَدَّم بينَ حَلْيِ وذَهْبانَ وهو نِصْفُ الطَّرِيقِ بين حَلْيٍ ومَكَّةَ وإِيّاهُ أَرادَ أَبو دَهْبَل الجمَحِيُّ في قولِه يصفُ ناقَتَه :
وما شَرِبَتْ حتّى ثَنَيتُ زِمامَها ... وخِفْتُ عليها أَنْ تُجَنَّ وتكْلَمَا
فقُلتُ لها : قد بُعْتِ غيرَ ذَمِيمَة ... وأَصْبَحَ وادِي البِركِ غَيثاً مُدَيَّمَا وقِيل : الذي عَنَى به أَبو دَهْبَل في شِعْرِه هو ماءٌ لبني عُقَيل بنَجْدٍ كما في العُبابِ . وبِرك أيضاً : وادِ بالمَجازَةِ لبني قُشَير بأرْضِ اليَمامةِ يَصُبُّ في المَجازَةِ وقيل : هو لهِزّانَ ويَلْتَقِي هو والمَجازَة في مَوضِع يُقال له : أَجَلَى وحَضَوْضَى فأَما بِرك فيَجْرِي في مَهَبِّ الجَنُوبِ ويروى بالفَتْحِ أيضاً . وبِرك أيضاً : مَوْضِعان آخَرانِ أَحَدُهُما بالقربِ من السَّوارِقِيَّةِ كثير النّباتِ من السَّلَمِ والعُرفطِ وبه مِياهٌ والثّاني بِركٌ ونَعام ويُقالُ لهما أيضاً : البِركانِ قال الشّاعِر :
أَلاَ حَبّذَا من حُبِّ عَفْراءَ مُلْتَقَى ... نَعامٍ وبركٍ حَيث يَلْتَقِيانِ وقال نَصْرٌ في كتابِه : هُما البِركان أَهْلُهُما هِزّانُ وجَرم
وبركُ النَّخْلِ وبركُ التِّرياعِ : موضِعانِ آخَرانِ ذَكَرَهُما نَصْرٌ في كِتابِه
وطَرَفُ البِركِ : قُربَ جَبَلِ سَطاع على عَشَرَةِ فَراسِخ من مَكَّةَ
وبهاءٍ : بِركَةُ أُمِّ جَعْفَرٍ زُبَيدَةَ بنتِ جَعْفَرٍ أُمِّ مُحَمَّدٍ الأَمِينِ بطَرِيق مَكَّةَ بَيْنَ المُغِيثَةِ والعُذَيْبِ مَشْهُورةٌ . وبركَةُ الخَيزُرانِ : موضِعٌ بفِلَسطِينَ قربَ الرَّمْلَةِ . وبركَةُ زَلْزَلٍ ببَغْدَادَ بينَ الكَرخِ والصَّراةِ وباب المُحَوَّلِ وسُوَيْقَةِ أبي الوَرْدِ تُنسَب إِلى زَلْزَلٍ غلامٍ لعِيسَى بنِ جَعْفَرِ بن المَنْصُورِ كانَ من الأَجْوادِ يضرِبُ العُودَ جَيداً حَفَر هذه البِركَةَ ووَقَفَها على المُسلِمِينَ ونُسِبَت المَحلّة بأَسْرِها إِلَيها قال نِفْطَوَيْه النَّحْوِيّ :
لو أنَّ زُهَيراً وامْرَأَ القَيسِ أَبْصَرَا ... مَلاحَةَ ما تَحْوِيه بِركَةُ زَلْزَلِ
لَمَا وَصَفا سَلْمَى ولا أُمَّ جُنْدَب ... ولا أَكْثَرَا ذِكْرَى الدَّخُولِ فحَوْمَلوبركَةُ الحَبَشِ : خَلْفَ القَرافَةِ وقفٌ على الأَشْرافِ وكانَت تُعْرَفُ ببركَةِ المَعافرِ وبركَة حِمْيَر ولَيسَت ببِركة للماءِ وِإنّما شُبِّهَت بِها وقدُ تَقَدَّم ذِكْرُها في ح ب ش . وبركَةُ الفِيلِ ويُقال : بركَةُ الأَفْيِلَةِ وهي اليوم في داخِلِ المَدِينَةِ وعليها قُصورٌ ومَبانٍ عَظِيمةٌ لأهْلِها
وبركَةُ رُمَيس كزُبَيرٍ . وبركَةُ جُبِّ عُمَيرَةَ وهي بركَةُ الحاجِّ على ثَلاثِ ساعاتٍ من مِصْرَ كلّها بمِصْرَ . وقد فاتَه منها شَيءٌ كثيرٌ كما سَيَأْتِي في المُستَدْرَكاتِ . وبُرَيْكٌ كزُبَير : باليَمامَةِ
وبُرَيْكٌ : جماعَةٌ مُحَدِّثُونَ . والبُرَيْكانِ : أَخَوانِ من فُرسانِهم قال أَبو عُبَيدَةَ : وهُما بارِكٌ وبُرَيْكٌ فغُلِّبَ بُرَيْكٌ إِمّا للفْظِه أَو لِسنِّه وإِمّا لخِفَّةِ اللّفظِ . ويَوْمُ البُرَيْكَيْنِ : من أَيّامِهم . وبَركُوتُ كصَعْفُوقٍ أي بالفتحِ وهكذا ضَبَطَه ياقوت أيضاً وهو نادِرٌ لما سَبَق : بمِصْرَ يُنْسَب إِليها رياحُ بنُ قَصِيرٍ اللّخْمِي البَركُوتِيّ وأبو الحَسَنِ عليّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحْمن بنِ سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيُ البَركُوتِيُّ المِصْرِيّ رَوَى عن يُونُس بنِ عبدِ الأَعْلَى ماتَ في سنة 329 . والبِرَكُ كعِنَبٍ كأَنَّه جمعُ بِركةِ : سِكَّةٌ بالبَصْرَةِ مَعْروفةٌ نقله ياقوت . والمُبارَكُ : نَهْرٌ بالبَصْرَةِ . وأيضاً : نهرٌ بواسط حَفَرَه خالدُ بن عبدِ اللَّه القَسرِيُّ عليه قَريَةٌ ومَزارِعُ وقال أَبو فِراس :
إِنَّ المُبارَكَ كاسْمِه يُسقَى بهِ ... حَرثُ الطَّعامِ ولاحِقُ الجَبّارِ قاله نَصْر . ومنها أَبُو داودَ سُلَيمانُ بنُ محمّدٍ المُبارَكِي عن أبي شهابٍ الحَنّاط ومحمَّد بنُ يُونُسَ المبارَك عن يَحْيَى بن هاشِمٍ السّمسار وآخرون . والمُبارَكَة : بخُوَارِزْمَ . والمُبارَكِيَّةُ : قَلْعَةٌ بَناها المُبارَكُ التُّركِيُ مَوْلَى بني العَبّاسِ . والمَبرَكُ كمَقْعَدٍ : بتِهامَةَ برَكَ الفيل فيه لمّا قَصَدُوا مكّةَ حَرَسَها اللَّهُ تعالَى نقَلَه الصّاغانيُ . والمَبرَكُ : دارٌ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ بَرَكَتْ بها ناقَةُ النَّبِيِّ صَلّى اللَّهْ عليهِ وسَلّمَ لمّا قَدِمَ إِليها نَقَله أَهلُ السِّيرَة . ومَبرَكانِ بكسر النُّونِ : قال ابنُ حبيب : قربَ المَدِينَةِ المشَرَفة قال كُثَيِّرٌ :
إليكَ ابنَ لَيلَى تَمْتَطِي العِيسَ صُحْبتِي ... ترامَى بِنا مِنْ مَبرَكَيْنِ المَناقِلُ وقال ابنُ السِّكِّيتِ : أَرادَ مَبرَكاً ومُناخاً وهما نَقْبانِ ينحَدِرُ أَحدُهما على يَنْبُعَ بينَ مَصَبَّي يَلْيَل وفيه طريقُ المَدِينَةِ من هناك ومُناخٌ على قَفا الأَشْعَرِ والمَناقِلُ : المَنازِلُ . وتِبراك بالكسرِ : بحذاءِ تِعْشار وقيل : ماءٌ لبني العَنْبَرِ قال ابنُ مُقْبِلٍ :
وحَيًّا على تِبراكَ لم أَرَ مِثْلَهُمْ ... أَخاً قُطِعَتْ منه الحَبائِلُ مُفْرَدَا وقال المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ :
هَلْ عَرَفْتَ الدّارَ أَم أَنْكَرتَها ... بينَ تبراك فشَسَّى عَبَقُر وقالَ جَرِيرٌ :
إِذَا جَلَسَتْ نِساءُ بني نُمَير ... على تِبراكَ خَبَّثَتِ التُّرابَا فلما قالَ جَرِيرٌ هذا القَوْلَ صارَ تِبراك مَسَبَّةً لهم فإِذا قِيلَ لأَحَدِهم أَينَ تَنْزِلُ ؟ قال على ماءةٍ ولا يَقُول على تِبراك . وقال أَبو عَمْرو : بُرَكُ كزُفَرَ : اسمُ ذي الحِجَّةِ من أَسماءِ الشُّهُورِ القَدِيمَةِ ومنه قولُ الشَّاعِرِ :
أَعُلّ عَلَى الهِنْدِيِّ مُهْلاً وكَرَّةً ... لَدَى بُرَكٍ حتى تَدُورَ الدَّوائِرُ والبُرَكُ : لَقَبُ عَوْفِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيعَةَ بنِ قيسِ بنِ ثَعْلَبَةَ . ومن المَجاز : البُرَكُ : الجَبانُ
وأيضاً : الكابُوس وهو النّيدَلانُ كالبارُوكِ فيهِما . ويُقال : بارَكَ عَليه : إِذا واظَبَ عليه قال اللِّحْيانِيُّ : بارَكْتُ على التِّجارَةِ وغيرِها : أي واظَبتُ . وتَبَرَّكَ به أي : تَيَمَّنَ نقَلَه الجوهرِيُّ يقال : هو يُزارُ ويُتَبَرَّكُ به . والبَروَكَةُ كقسوَرَةٍ : القُنْفُذَةُ نقله الصاغاني وأَنشدَ ابنُ بُزُرجَ :
" كأَنَّه يَطْلُبُ شَأوَ البَروَكَهوسيأْتِي في ب ن ك . وقالَ الفَرّاءُ : المُبرِكَةُ كمُحْسِنةِ : اسمُ النّارِ . وقالَ أَبو زَيْد : البُورَكُ بالضمِّ : البُورَقُ الذي يُجْعَلُ في الطَّحِينِ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : ما أَبْرَكَه : جاءَ فعل التَّعَجُّبِ على نِيَّةِ المَفْعُولِ . والمُتَبارِكُ : المُرتَفِعُ عن ثَعْلَبٍ . وحكَى بعضُهُم : تَبارَكْتُ بالثَّعْلَبِ الذي تَبارَكْتَ بهِ . وبَرَّكَت الإِبِلُ تَبرِيكاً : أَناخَتْ قال الراعِي :
وإِن بَرَّكَتْ مِنْها عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَة أَجْلَى العِفاسَ وبَروَعَا وبَرَكَت النَّعامَةُ : جَثَمَت على صَدْرِها . ويُقالُ : فُلانٌ ليسَ له مَبرَكُ جَمَلٍ والجمعُ مَبارِكُ وفي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ : لا تَقْرَبْهُم ؛ فإِنّ على أَبْوابهِم فِتناً كمَبارِكِ الإِبِلِ هو المَوْضِعُ الذي تَبرُكُ فيه أَرادَ أَنّها تُعْدِي كما أنّ الإِبِلَ الصِّحاحَ إِذا أُنِيخَت في مَبارِكِ الجربَى جَرِبَتْ . وابْتَرَكَه ابْتِراكاً : صَرَعَه وجَعَلَه تَحت بَركِه . ومن المجازِ : بَركُ الشِّتاء : صَدْرُه قال الكُمَيْتُ :
واحْتَلَّ بَركُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وباتَ شَيخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ يصفُ شدَّةَ الزّمانِ وجَدْبه ؛ لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنّما يكونُ في الشِّتاءِ ومِن ذلِكَ سُمِّيَ العَقْرَبُ بُرُوكاً وجُثُوماً لأنّ الشتاءَ يَطْلُع بطُلُوعِه . وقال ابنُ فارِس : في أَنْواءِ الجَوْزاءِ نوْءٌ يُقال له : البُرُوك وذلك أَن الجَوْزاءَ لا تَسقُط أَنواؤُها حتّى يكون فِيها يومٌ وليلَةٌ تَبرُكُ الإِبِلُ من شِدَّةِ بَردِه ومَطَرِه . وقال أَبو مالكٍ : طَعامٌ بَرِيكٌ في مَعْنَى مُبارَكٌ فيهِ . وعن ابنِ الأعرابي : البِركَةُ بالكسر : من بُرودِ اليَمَنِ . وقال اللِّحْيانيُ : بارَكْتُ على التِّجارةِ وغيرِها أي : واظَبْتُ
ونُقِل الضَّمُّ في البِركَة لجِنْسٍ من برُود اليَمَن . وبَرَكَ للقِتالِ كضَرَب وعَلِمَ لُغَتان . وذُو بُركانَ بالضم : موضِعٌ قال بِشْرُ بنُ أبي خازم :
تَراهَا إِذا ما الآلُ خَبَّ كأَنَّها ... فَرِيدٌ بذِي بركانَ طاوٍ مُلَمَّعُ وبَرَكَةُ أُمُّ أَيمَنَ : مُولِّدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّم ورضي عنها وحاضِنَتُه . وبركُ بنُ وَبَرَةَ : أَخو كَلْبِ بنِ وَبَرَةَ جاهِليٌّ . وبَركٌ : لَقَبُ زِيادِ بنِ أَبِيهِ لَقَّبَه به أَهلُ الكُوفَةِ
والبُرَكُ بنُ عبدِ اللَّه كصُرَدٍ هو الذي ضَرَبَ مُعاوِيَةَ فَفَلَقَ أَلْيَتَه ليلَةَ مَقْتَلِ عَليِّ رضي الله تعالَى عنه هكذا ضَبَطَه الحافِظُ . وقد سَمَّوْا بُركانَ ومُبارَكاً وبَرَكات . وبَرَكُ الحَجَرِ وبركَةُ العَرَبِ وبَركُ خُزيمَةَ وبَركُ جَعْفَرٍ وبركَةُ السَّبعِ وبركَةُ إِبراهِيمَ وبركَةُ عَطّافٍ : قُرى في الغَربيّة . والبَركُ أيضاً : قَريتان بالمَنُوفِيَّة . وبرَكُ الخِيَمِ وبركَةُ الطِّينِ : من أَعمالِ نَهْيا بالجِيزَةِ
وبركَةُ حَسّان : أَولُ مَنْزِلَةٍ لحاجِّ مِصْر إِذا قامُوا من بِركَةِ الجُبِّ ذكَره شَمْسُ الدينِ بن الظَّهِير الطَّرابُلُسِيُ في مناسِكِه . وكنيه مُبارَك : قرية بمِصر من أَعمالِ البُحَيرَة . وبُرَيْكٌ : كزُبَيرٍ : بلدٌ من أَعمال اليَمامَة ثم من أَعمالِ الخِضْرِمَة ذكره نَصْرٌ . وأَبو الطَّيِّبِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ المُبارَكِ المُبارَكِي : شيخُ الحاكِمِ منسوبٌ إِلى جَدِّه وكذا الحَسَنُ بنُ غالِبِ بنِ عَليِّ بنِ المُبارَك المُبارَكِي : شيخُ قاضِي المارِسْتانِ . وبركَة الضّبعِ : من أَعْمالِ شَلْشَلَمُون بالشَّرقِيّة . وبركَةُ فَيّاض : من أَعْمالِ المَنْصُورة . وبركَةُ الصَّيدِ وبركَة طَمُّويَةَ وبركة بيدِيف : قُرى بالفَيّوم الأَخِيرة وَقفُ الظَّاهِرِ برقُوق
البِرُّ بالكسر : الصِّلَةُ وقد بَرَّ رَحِمَه يَبَرُّ إذا وَصَلَه ورجلٌ بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه وعليه خُرِّجَتْ هذه الآيةُ : " لايَنْهَاكُمُ اللهُ عَن الَّذِينَ لم يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ ولم يُخْرِجُوكُمْ مِن ديَارِكُمْ أنْ تَبَرُّوهُمْ " أي تَصِلُوا أرحامَهم كذا في البَصائر وقولُه عَزَّ وجلَّ : " لن تَنالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا ممّا تُحِبُّون " قال أبو منصورٍ : البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخرِةِ فخَيرُ الدُّنيا مما يُيَسِّرُه اللهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ وخيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ في الجَنَّة جَمَعَ الله لنا بينهما برَحْمَتِه وكَرَمِه وقال شَمِرٌ في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " عليكم بالصِّدْق فإنّه يَهْدِي إلى البِرّ " واختلفَ العلماءُ في تفسير البِرّ فقال بعضُهم : البِرُّ الصَّلاحُ وقال بعضُهم : البِرُّ : الخَيْرُ قال : ولا أعلمُ تفسيراً أجْمَعَ منه لأنه يُحِيط بجميعِ ما قالُوا وقال الزَّجّاجُ في تفسير قولِه تعالَى : " لن تَنالُوا البِرَّ " : قال بعضُهُم : كلُّ ما تُقُرِّبَ به إلى الله عزَّ وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فهو إنفاقٌ
البِرُّ : الاتِّساعُ في الإحسان إلى النّاس وقال شيخُنَا : قال بعضُ أربابِ الاشْتِقَاقِ : إنّ أصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ ومنه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ ثم شاع في الشَّفَقَة والإحسانِ والصِّلَةِ قاله الشِّهَابُ في العناية . قلتُ : وقد سَبَقَه إلى ذلك المُصَنِّفُ في البَصَائِر قال ما نصُّه : ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر وتُصُوِّر منه التوسُّعُّ فاشتُقَّ منه البَرّ أي التوسعُّ في فِعْل الخَيرِ ويُنسَب ذلك تارةً إلى الله تعالَى في نحو : " إنه هو البَرُّ الرَّحِيمُ " وإلى العَبْد تارةً فيقال : بَرَّ العَبْدُ رَبَّه أي تَوَسَّعَ في طاعَتِه فمِنَ الله تعالَى الثَّوابُ ومن العَبِد الطّاعةُ وذلك ضَرْبانِ : ضَرْبٌ في الاعتقاد وضَرْبٌ في الأعمال . وقد اشتملَ عليهما قولُه تعالى : " ليس البِرّ أن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم " الآية وعلى هذا ما رُوِيَ أنه صلَّى الله عليه وسلّم سُئلَ عن البِرّ فتَلا الآية ؛ فإنّ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأعمالِ : الفَرائضِ والنَّوَافلِ . وبِرُّ الوالدَيْنِ : التَّوسُّعُ في الإحسان إليهما
البِرُّ : الحجُّ : عن الصّغانِيِّ . ويُقَال : بَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً وبُرَّ الحَجُّ يُبَرُّ بِرّاً بالكسر بفَتْح الباء وضَمِّهَا فهو مَبْرُورٌ : مَقْبُولٌ
قال الفَرّاءِ : بُرَّحَجُّه فإذا قالوا : أبَرَّ اللهُ حَجَّكَ قالوه بالألف وفي الصحاح : وأبَرَّ اللهُ حَجَّكَ لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ أي قَبِلَه . وقال شَمِرٌ : الحَجُّ المَبْرُورُ : الذي لا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم . وفي حديث أبي هُرَيرةَ قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " الحَجُّ المَبْرُورُ ليس له جزاءٌ إلا الجَنَّةُ " . قال سُفْيانُ : تَفْسِيرُ المَبْرُورِ طِيبُ الكلامِ وإطعامُ الطَّعَامِ وقيل : هو المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ وهو الثَّوَابُ . وقال أبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج : بُرَّ العَمَلُ . أراد عَملَ الحَجِّ دَعا له أن يكونَ مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه فيستوجبُ ذلك الخُرُوجَ من الذنُوب التي اقْتَرَفها . ورُوِيَ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال : " قالوا : يا رسولَ الله ما بِرُّ الحَجِّ ؟ قال : إطعامُ الطَّعَامِ وطِيبُ الكلامِ "
في البَصَائِرِ : ويُستَعْمَلُ الِبُّر في الصِّدْقِ لكَوْنِه بعضَ الخَيرِ يقال : بَرَّ في قَولِه وفي يَمِينه ومنه حديثُ أبي بَكْرٍ : " لم يَخْرُجْ مِن إِلٍّ ولا بِرٍّ " . أي صِدْق
البِرُّ : الطّاعةُ وبه فُسِّرت الآيةُ : " أتأْمُرُونَ النّاسَ بالبِرِّ " وفي حديث الاعتكافِ : " أَلْبِرَّ تُرِدْنَ ؟ " أي الطّاعَةَ والعبادةَ ومنه الحديث : " ليس مِن البِرِّ الصِّيامُ في السَّفَر " . كالتَّبَرُّرِ يُقال : فلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرُه أي يُطِيعُه وهو مَجازٌ . واسمُه أي البِرُّ بَرَّةُ بالفَتْح اسمُ عَلَمٍ بمعنى البِرِّ مَعْرِفةٌ فلذلك لم يُصْرَف لأنّه اجتمعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأْنيثُ وسيُذكَر في فَجَارِ قال النّابِغَة :إنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا ... فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ . في الحديث في بِرِّ الوالِدَيْن : " وهو حَقِّهما وحَقِّ الأقْرَبِينَ مِن الأهْلِ " : ضِدُّ العُقُوقِ وهو الإساءَةُ إليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم كالمَبَرَّةِ . وبَرِرْتُه أي الوالِدَ وبَرَرْتُه أبَرُّه بِرّاً كعَلِمتُه وضَرَبْتُه أي أحسنتُ إليه ووَصَلْتُه
عن ابن الأعرابيِّ : البِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والهِرُّ : دُعَاؤُهَا قاله في المَثَل السَّائرِ : " فلانٌ ما يَعْرِفُ هِراً مِنْ بِرٍّ " . وعَكَسَه يُونُسُ فقال : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والبِرُّ : دُعاؤُها
البِرُّ : الفُؤادُ يقال : هو مُطْمَئِنُّ البِرُّ وأنشدَ ابنُ الأعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ :
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه ... وأجْعَلُ مالِي دُونَه وأُؤامِرُهْ . البِرُّ : وَلَدُ الثَّعْلِب نقلَه الصّغانيُّ . قال بعضُهم في معنى المثلِ السّابقِ : الهِرُّ : السِّنَّوْرُ والبِرُّ : الفَأْرَةُ في بعض اللُّغَاتِ
قيل : هو الجُرَذُ أو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ
البِرُّ بالفَتْح : من الأسْماءِ الحُسْنَى وهو العَطُوفُ على عِبادِهِ ببِرِّه ولُطْفِه قاله ابنُ الأثير
البَرُّ : الصّادقُ . البَرُّ : الكَثِيرُ البِرِّ كالبارّ . وقال ابنُ الأثِيرِ : وإنما جاءَ في أسمائِه تعالَى البَرُّ دُونَ البارِّ قلتُ : وقد فَسَّرُوا قولَه تعالَى : " ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ " وقالوا : أي البارّ . ج أبْرارٌ وَبَرَرَةٌ الأخِيرُ محرَّكَةَ رجلٌ بَرٌّ من قومٍ أبْرَارٍ وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ . والأبرارُ كثيراً ما يُخَصُّ بالأوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد . وفي الحديث " الأئِمَّةُ من قُرَيْشٍ أبْرَارُهَا أُمَراءُ أبْرارِهَا وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا " . قال ابنُ الأثِيرِ : هذا على جِهَة الإخبارِ عنهم لا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم . وفي حديثٍ آخَر : " الماهِرُ بالقُرآنِ مع السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ " . وفي البَصَائرِ : وخُصَّ المَلائِكَةُ بالبَرَرَةِ من حيثُ إنه أبلغُ من الأبرار فإنّه جَمْعُ بَرٍّ والأبرارُ جمعُ بارٍّ وبَرٌّ أبلغُ من بارٍّ كما أن عَدْلاً أبلغُ من عادلٍ
البَرّ : الصِّدْقُ في اليَمِين ويُكسر . بَرَّ في يَميِنه يَبَرُّ إذا صَدَقَه ولم يَحنثْ
وقد بَرِرْتَ بالكسر وبَرَرْتَ بالفَتْحِ وهذه عن الصّغانيِّ . وبَرَّتِ اليَمِينُ تَبَرُّ كيمَلُّ وتَبِرُّ مثلُ يَحِلُّ بِرّاً بالكسر وبَرّاً بالفتح وبُرُوراً بالضّمّ : صَدَقَتْ . وأبرَّهَا هو : أمْضَاها على الصِّدْق
وعن الأحْمر : بَرَرْتُ قَسِمي وبَررْتُ والِدِي وغيرُه لا يقولُ هذا . ورَوى المُنْذرِيُّ عن أبي العَبَّاس في كتاب الفصيح : يقال : صَدَقْتَ وَبررْتُ وكذلك بَرَرْتُ والدي أبِرُّه . وقال أبو زَيْد : بَرَرْتُ في قَسَمِي وأبَرَّ اللهُ قَسَمِي . وقال الأعور الكَلْبِيّ :
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ ... فأَبْرَرْنَا إليهِ مُقَسّمِينا . وقال غيرُه : أبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأحْثَنَه فأمَّا أبَرَّه فمعناه أنه أجَابَه إلى ما أقْسَمَ عليه وأحْنَثَه إذا لم يُجِبْه . وفي الحديث : " بَرَّ اللهُ قَسَمَهُ " وأبَرَّه بِرّاً بالكسر وإبراراً أي صَدَقَه
البَرُّ : ضِدُّ البَحْرِ وفي التَّنْزِيل العزيزِ : " ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ والبَحْرِ " " وحَمَلْنَاهُمْ في البَرِّ والبَحْرِ " " فلمَّا نَجَاهُم إلى البَرِّ " وقال مُجَاهِدٌ في قوله تعالَى : " ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ " : قال : البَرُّ القِفَارُ والبَحْرُ كلُّ قريةٍ فيها ماءٌ
الحافظُ أبو عَمْروٍ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمّدِ بنِ عبد البَرِّ النمريّ عالِمُ الأنْدَلُسِ وفي نُسْخَةِ شيخِنا : حافظُ الأندلسِ قال : قلتُ : بل هو حافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ وهو صاحبُ الاستيعابِ والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها تُوُفِّيَ سنة 463
وبَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الدّاريُّ صَحابيٌّ وكنيتُه أبو هِنْدٍ وهو أخو تَميم وقيل ابنُ عَمِّه وقيل اسمه يَزِيدُ وبخطِّ أبي العَلاءِ القُرْطُبِيِّ : بربروالأدِيبُ أبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ بَرِّيّ بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسيُّ النحويُّ اللغويُّ نَزِيلُ مصر صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح في مُجلَّدات سَمِعَ من أبي صادقٍ المَدينيّ وعنه ابن الجُمَّيزيّ تُوُفِّيَ سنة 582 . وعليُّ بنُ بَرِّيٍّ وهو عليُّ بنُ محمّد بنِ عليّ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ . وأبو الحَسَنِ عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ القَطّان مِن طَبقة عليِّ بن المَدينيّ وحَفيدُه محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ شيخٌ لابن المقرِي . قلتُ : ورَوَى عنه أيضاً ابنُ عَدِيٍّ في الكامل وابنُ أخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيٍّ البَرِّيُّ : محدِّثون
وأبو عبد اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أبي القاسمِ بنِ البَرِّيِّ حَدَّثَ . وأمّا أبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ بنِ موحدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ رَوَى عنه أبو بكرٍ الخَطِيبُ وهو أكبرُ منه والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدِسيُّ وأبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليٍّ القُرَشِيُّ وتُوفيِّ سنة 482 ، وله أخوةٌ منهم : أبو الفَرجِ موحد بن عليّ رَوَى عنه أبو بكرٍ الخَطِيبُ توفي سنة 455 ، وأبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ سَمِعَ منه الخَطيبُ وقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولا وضبط في الكلِّ بالفَتْح وقال ابنُ عساكر بالضّمّ . قلت : وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن عليّ وتوفي سنة 461
أبو مَسْلَمَة عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ ويقال : القاسم الكِنْدِيُّ مولاهم عن سَعيدٍ المَقْبُريّ البُرِّيَّانِ فبالضّمّ إلى بَيْعِ البُرِّ
وفاته : أبو ثُمامَةَ البُرِّيُّ ويقال له : القَمّاحُ عن كَعْبِ بن عجرةَ . ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ عن محمّد ابن المُغِيرَةِ
البُرُّ : بالضّمّ الحِنْطَةُ قال المصنِّف في البَصائر : وتَسْمِيَتُه بذلك لكونِه أوْسعَ مَا يُحتاجُ إليه في الغِذاءِ انتهى . قال المُتنخِّل الهُذليُّ :
لا دَرَّ دَرِّيَ إنْ أطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ . قال ابنُ دُرَيْد : البُرُّ أفصحُ من قولهم : القَمْحُ والحِنْطَةُ واحدتُه بُرَّةٌ قال سِيبَوَيْهِ : ولا يُقَال لصاحبه : بَرّارٌ على ما يَغْلِبُ في هذا النَّحْو لأنّ هذا الضَّرْبَ إنّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ . ج أبْرارٌ قال الجوهريُّ : ومَنَعَ سيبويهِ أنْ يُجْمَع البُرُّ على أبْرارٍ وجَوَّزَه المبَرّد قياساً
البِرُّ بالكسر أبو بكرٍ محمّدٍ بنُ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ البِرِّ اللغويّ والبِرُّ لَقب جَدِّ أبيه عليٍّ التَّمِيميِّ الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ أحد أئِمَّةِ اللِّسَان روَى عن أبي سَعْد المالِينيِّ وكان حيّاً في سنة 469 ، وهو شيخُ أبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ بنِ عليّ بنِ القَطَّاع السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515
أبو نَصْرٍ إبراهيم بنُ الفضلِ البارُّ حافظٌ أصْبهَانيٌّ لكنه كذّابٌ يَقْلِبُ المُتونَ قاله نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ وتُوفِّيَ سنة 530 ، ومنهم مَن قال في نسبته : البَارّ كشَدّاد أي إلى حَفر الآبارِ وهو الصَّوابُ وهكذا ضَبَطه الذَّهِبيُّ في الديوان
عن ابن السِّكِّيت : أبَرَّ فلانُ إذا كان مسافراً ورَكِبَ البَرَّ كما يقال : أبْحرَ إذا رَكِبَ البَحْرَ
أبَرَّ الرجلُ : كَثُرَ وَلَدُه
أبَرَّ القَومُ : كَثُرُوا وكذلك أعَرُّوا فأبَرُّوا في الخَيرِ وأعَرُّوا في الشَّرِّ وسيُذْكَرُ أعَرُّوا في موضِعِه . أبَرَّ عليهم : غَلَبَهم والإبرارُ : الغَلَبَةُ قال طَرَفَةُ :
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ ... ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ . أي يَغْلِبُون . والمُبِرُّ : الغالِب . وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أسَدٍ : أتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ ؟ قال : أعرفُ الجَوادَ المُبِرَّ مِن البَطِئِ المُقْرِفِ . قال : والجَوادُ المُبِرُّ : الذي إذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر ولُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ الذي إذا عَدَا اسْلَهَبَّ وإذا قِيدَ اجْلَعَبَّ وإذا انْتَصَبَ اتْلأبَّويقال : أبَرَّهُ يُبِرُّهُ إذا قَهَرَه بفِعَالٍ أو غيرِه . وقال ابنُ سِيدَه : وأبَرَّ عليهم شَرّاً حَكاه ابنُ الأعرابيِّ وأنشدَ :
إذا كنتُ من حِمّانَ في قَعْرِ دارِهْم ... فلستُ أُبالِي مَنْ أبَرَّ ومَن فَجَرْ . ثم قال : أبَرَّ من قولهم : أبَرَّ عليهم شَرّاً وأبَرَّ وفَجَر واحدٌ فجَمَعَ بينهما
وفي المُحَكْم أيضاً : وإنّه لَمُبِرٌّ بذلك أي ضابِطٌ له . وفي الحديث : " أنَّ رجلاً أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : " إنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أبَرَّ عليهم " أي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم
أبَرَّ الشّاءَ : أصْدَرَها إلى البَرِّ . والبَرِيرُ . كأمِيرٍ : ثَمَرُ الأراكِ عامَّةً والمَرْدُ : غَضُّه والكَبَاثُ نَضِيجُه . وقيل : البَرِيرُ الأوّلُ أي أولُ ما يَظْهَرُ مِن ثَمَرِ الأراكِ وهو حُلْوٌ وقال أبو حَنِيفَةَ : البَرِيرُ : أعظمُ حَبّاً من الكَبَاثِ وأصغرُ عُنقُوداً منه وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ أكبرُ مِن الحِمَّصِ قليلاً وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ . الواحدةُ من جميعِ ذلك بَرِيرَةٌ . وفي حديث طَهْفَةَ : " ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ " أي نَجْنِيه للأكْلِ . وفي آخَرَ : " ما لَنَا طعامٌ إلا البَرِير "
وبرِيرَةُ بنتُ صَفْوانَ مولاةُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنهما : صَحَابيَّةٌ يقال إنّ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوَان سَمِعَ منها . والبَرِّيَّةُ : الصَّحْراءُ نُسِبَتْ إلى البَرِّ رواه ابنُ الأعرابيِّ بالفتح . وقال شَمِرٌ : البَرِّيَّةُ : المَنْسُوبَةُ إلى البَرِّ وهي بَرِّيَّةٌ إذا كانت إلى البَرِّ أقربَ منها إلى الماءِ والجمعُ البَرارِي كالبَرِّيتِ بوزنِ فَعْلِيتٍ عن أبي عُبَيْدٍ وشَمِرِ وابنِ الأعرابيِّ فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ صارتِ الهاءُ تاءً مثل عِفْريت وعِفْرِيَة والجمعُ البَرارِيتُ
البَرِّيَّةُ من الأرَضين بالفتح : ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ رواه ابنُ الأعرابيِّ . والبُرْبُورُ بالضَّمِّ : الجَشِيشُ من البرُ ِّ والجمعُ البَرَابِيرُ . والبَرْبَرةُ : صَوتُ البَرَابِيرُ . والبَرْبَرةُ : صَوتُ المعزِ يقال : بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ إذا نَبَّ
البَرْبَرةُ : كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ باللِّسانِ وقيل الصِّياحُ والتَّخْلِيطُ في الكلام مع غَضَبٍ ونُفُورٍ . وفي حديث عليٍّ كرَّم الله وجهَه " لمّا طَلَبَ إليه أهلُ الطَّائفِ أن يَكْتُبَ لهم الأمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ فامْتَنَعَ قامُوا ولهم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ " وفي حديث أُحُدٍ : " فَأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ "
يقال : بَرْبَرَ الرجلُ إذا هَذَى فهو بَرْبَارٌ كصَلْصالٍ مثل ثَرْثَرَ فهو ثَرْثَارٌ . وقال الفَرّاءُ : البَرْبَرِيُّ : الكثيرُ الكلامِ بلا مَنْفَعَةٍ وقد بَرْبَرَ في كلامهِ بَرْبَرَةً إذا أكْثَرَ
ودَلْوٌ بَرْبَارٌ . لها في الماءِ بَرْبَرَةٌ أي صَوتٌ في الماءِ قال رُؤْبة :
أرْوَى بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْمَاطِ ... إفْراغَ ثَجّاجَيْنِ في الأغْواطِ . هكذا فسّر قوله هذا بما تقدّم نقلَه الصّاغانِيُّ . وَبَرْبرٌ : جِيلٌ من الناس لا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ كما قالَه ابنُ خَلْدُون في التّاريخ وفي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ : إنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ وفي المِصْباح إنّه مُعَرَّبٌ وقيل : إنّهم بَقِيَّةٌ من نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَاليقِ الحِمْيَرِيَّةِ وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ وإنه سَمِعَ لَفْظَهم فقال : ما أكثَرَ بَرْبَرَتَكم فسُمُّوا البَرْبَرَ وقيل غيرُ ذلك . ج البَرابِرَةُ زادُوا الهاءَ فيه إما للعُجْمَةِ وإمّا للنَّسَبِ وهو الصحيحُ . قال الجوهَرِيُّ : وإن شئتَ حَذَفْتَها وهم أي أكثرُ قبائلِهم بالمَغْرِبِ في الجِبال مِن سُوسَ وغيرِهَا متفرِّقَةٌ في أطرافِها وهم زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ وكُتَامةُ ولَوِاتهَ ومديونة وشباته وكانوا كلهم بفِلَسْطِينَ مع جالُوتَ فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا كذا الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَربَرْبَرٌ : أمَّةٌ أُخْرى وبلادُهم بين الحُبُوشِ والزَّنْجِ على ساحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ وهم سُودانٌ جِدّاً ولهم لُغَةٌ بِرَأْسِها لا يَفْهَمُهَا غيرُهم ومَعِيشَتُهم من صَيْدِ الوَحْش وعندهم وُحُوشٌ غريبةٌ لا تُوجَدُ في غيرها كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيلِ ورُبَّما وُجِدَ في سَواحِلِهم العَنْبَرُ وهم الذين يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجالِ ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم وقال الحَسَنُ بنُ أحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ : وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أبْيَنَ مُلْتَحِقَةٌ في البَحْرِ بِعَدَنَ من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إلى ما يُشرقُ عنها وفيما حاذى منها عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ وهي جزيرةُ سُقُوطْرى ممّا يَقْطَعُ من عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ وكلُّهُم من وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ . قال أبو منصورٍ : ولا أدْرِي كيف هذا
وقال البَلاذريّ : حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قال : سأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ صالحٍ عن البَرْبَرِ فقال : هم يَزْعُمُون أنَّهُم مِن وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ وما جَعَلَ اللهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ
وقال أبو المنذر : هم من وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بن عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ والأكثرُ الأشهرُ أنَّهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت وكَانت منازلُهُم فِلَسْطينَ فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقوا إلى المَغْرِب . أو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ : صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ صارُوا إلى البَرْبَرِ أيامَ فَتْحِ والدِهِم أفْرِيقَشَ المَلِكِ ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأصغَر كانوا معه لما قَدِمَ المَغْرِبَ وَبنى أفْرِيقيَّةَ فلما رَجَعَ إلى بلاده تَخَلَّفُوا عنه عُمَّالاً له على تلك البلادِ فبَقُوا إلى الآن وتَنَاسَلُوا
أبو سَعِيدٍ سابِقُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعِرُ المطبوعُ رَوَى عن مَكْحُولٍ وعنه الأوزاعيُّ . ومَيْمُونٌ مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ عن ابنِ سِيرِينَ ومحمَّدُ بنُ موسى بنِ حَمّادٍ حَدَّث عنه أبو عليٍّ الكاتبُ وعبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ ناجِيَةَ الحافظُ والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ الأخِيرُ رَوى عنه أبو القاسم سَهْلُ بنُ إبراهِيمَ البَرْبَرِيُّ البَرْبَرِيُّونَ وكذا أبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ وهانئّ بنُ سَعيد مَوْلى عُثْمَانَ البَرْبَرِيّانِ وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي : مُحَدِّثون الأخِيرُ رَوَى عن مالِكٍ وعنه يحيى ابنُ مُعين
والمُبِرُّ : الضّابِطُ يقال : إنّه لَمُبِرٌّ بذلك أي ضابِطٌ له كذا في المُحْكَم . والبُرَيْرَاءُ كحُمَيْرَاءِ من أسماءِ جِبَال بني سُلَيْم بنِ منصور قال :
إنَّ بأجْرَاعِ البُرَيْرَاءَ فالحِسَى ... فَوَكْزٍ إلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ . والبَرَّةُ : ع قَتَلَ فيه قابيلُ هابيلَ ابْنَيْ آدَمَ عليه السّلامُ نقلَه الصغانيّ
بَرَّةُ بلا لامٍ : اسمُ زَمْزَمَ وفي الحديث : " أتاه آتٍ فقال : احْفِرْ بَرَّةَ " سَمّاهَا بَرَّةَ لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها
بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُختُ أرْوَى والحارثِ . وفي الحديث : " أنَّه غَيَّرَ اسمَ امرأةٍ كانَت تُسَمَّى بَرَّةَ فسمّاهَا زَينَبَ وقال : تُزَكِّي نَفْسَها " كأنَّه كَرِهَ لها ذلك
بَرَّةُ جَدُّ إبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِيعِ شيخِ مُعَاذ بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ وفي سِيَاق الذهبيِّ ما يقتضِي أنّ الربيعَ بنَ برَّةَ الذي يَرْوِي عنه مُعاذِ ليس بوَلَدٍ لإبراهيمَ فإنه ذَكَرَ إبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ وقال عن عبد الرزّاقِ : ثم قال : والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ . فتَأَمَّلْ
بَرَّةُ : قَريتانِ باليَمَامَةِ عُلْيَا وسُفْلَى ويقال لهما : البَرَّتانِ وكانت البَرَّةُ العُلْيَا منزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ ومِن قوله يَتشوَّق إليها :
خَلِيَليِّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فيكما ... على البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرّكائبِوقُولا إذا ما نَوَّه القَوْمُ للقِرَى ... ألا في سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ . وبالضمِّ : بُرَّةُ بن رِئابٍ ويُدْعَي جِحش بنَ رِئاب أيضاً والدُ أُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ الأسَدِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عنها
وفاتَه : بَرَّةُ بنُ عَمْروِ بنِ تَمِيمٍ مِن أولادهِ أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْدِ بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ ذَكَرَه الحافظُ
ومَبَرَّةُ : أكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّريفَةِ دُونَ الجارِ إليها قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
أقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ مَبَرَّةٍ ... فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا . والبُرَّي كقُرَّي : الكلمةُ الطَّيِّبَةُ من البِرِّ وهو اللُّطْفُ والشَّفَقَةُ . والبَرْبارُ بالفتح والمُبَرْبِرُ بالضمِّ : الأَسَدُ لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبهِ
يقال : ابْتَرَّ الرجلُ إذا انتصبَ منفرِداً عن وفي بعض النسَخِ من أصحابِه نقلَه الصّغانيُّ
والمُبَرِّرُ من الضَّأْن كالمُرَمَّدِ وهي التي في ضَرْعِها لُمَعٌ سُودٌ وبيضٌ عند الإقرابِ تشبيهاً بالبَرِيرِ : ثَمَرِ الأراكِ . وسَمَّوْا بَرَّاً وبَرَّةَ بالفتحِ فيهماً وبُرَّةَ بالضّمّ وبَرِبراً كَأَمِيرٍ
يقال أصْلَحُ العَرَبِ هكذا في النُّسَخ والذي في التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ : أَفْصَحُ العَرَبِ أبَرُّهم أي أبْعَدُهُم في البَرِّ والبَدْوِ داراً
وَردَ في كلام سَلْمَانَ رضِيَ اللهُ عنه : مَن أَصْلَحَ جَوّانِيَّه أصلَحَ اللهُ بَرّانِيَّه بالفتح فيهما قالوا : البَرَّانِيُّ : العَلانِيَةُ نِسْبةٌ على غير قياسٍ كما قالوا في صَنْعاءَ : صنْعَانِيٌّ وأصلُه من قولهم : خَرَج فلانٌ برّاً إذا خَرَجَ إلى البَرِّ والصَّحراءِ وليس من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كما في التَّهْذِيب . وفي اللِّسان : والبَرُّ : نَقِيضُ الكِنِّ . قال اللَّيْثُ : والعَربُ تَستعملُه في النَّكِرة تقولُ العَربُ : جلَستُ بَرّاً وخرجتُ بَرّاً . قال أبو منصورٍ : وهذا من كلامِ المُوَلَّدِين وما سمعتهُ من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ والمعنَى : مَن أصْلَحَ سَرِيرَتَه أصلَحَ اللهُ عَلانِيَتَه أُخِذَ مِن الجوِّ والبَرِّ فالجوُّ : كُلُّ بَطْن غامِضٍ والبَرُّ : المَتْنُ الظَّاهِرُ فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إليهما بالألفِ والنُّونِ . وفي الأساس : افْتَتح البابَ البَرّانِيَّ . ويقال : تُريدُ جَوّاً ويُرِيدُ بَرّاً أي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلانِيَةً والبَرّانِيَّة : ة ببُخَاراءَ على خمسةِ فَرَاسِخَ منها ويقال لها : فُورانُ منها أبو المَعَالِي سَهْلُ بنُ أبي سَهْلٍ محمودِ بنِ أبي بكرٍ محمّد بن إسماعيلَ البَرّانِيُّ الفَقِيهُ الشافعيُّ الواعظُ سَمِعَ أباه وغيرَه ورَوَى عنه ابنُه ومات ببُخاراءَ سنة 524 ، قاله أبو سَعْدٍ
والنَّجِيبُ أبو بكرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أبي القاسمِ البَرّانِيُّ : محدِّثٌ سَمِعَ أباه وعنه أبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيَّ مات سنة 542
عن ابن الأعرابيِّ : البَرّابِيرُ : طعامٌ يُتَّخذُ من فَرِيكِ السُّنْبُل والحَلِيبِ . وذلك أنَّ الرّاعِيَ إذا جاعَ يَأْتِي إلى السُّنْبُلِ فيَفْرُكُ منه ما أحَبَّ ويَنْزِعُه من قُنْبُعِه وهو قِشْرُه ثم يَصُبُّ عليه اللَّبَنَ الحَلِيبَ ويُغْلِيه حتى يَنْضَجَ ثم يَجعلُه في إناءٍ واسعٍ ثم يُبَرِّدُه فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ . قال : وهي العَذِيرَةُ وقد اعْتَذَرْنا الوَاحِدُ بُرْبُورٌ وقد ذَكَره المصنِّف قريباً
يقال : بَرَّه كمَدَّه إذا قَهَرَه بِفِعالٍ أو مَقَالٍ كأَبَرَّه والإبرارُ : الغَلَبَةُفي الأمثال : " فُلانٌ لا يَعِرفُ هِرّاً مِن بِرٍّ اي ما يُهِرُّه ممّا يَبِرُّه " أي مَن يَكْرَهُهْ مِمَّنْ يَبِرُّه أو ما يعرفُ القِطَّ من الفَأْرِ وقد تقدَّم أو ما يَعرِفُ دُعاءَ الغَنَمِ من سَوْقِها رواه الجوهريُّ عن ابن الأعرابيِّ . وقال يُونُس : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والبِرُّ : دُعاؤُها أو مايعرفُ دُعاءَهَا إلى الماءِ مِن دُعَائِها إلى العَلَف يُروَي عن ابن الأعرابيِّ أنَّ البِرَّ : دُعَاءُ الغَنَمِ إلى العَلَف . أو ما يَعْرِفُ العُقُوقُ مِن اللُّطْفِ فالهِرُّ : العُقُوقُ والبِرُّ : اللُّطْفُ وهو قَولُ الفَزارِيِّ أو مَا يَعرفُ الكَرَاهِيَةَ من الإكرام فالهِرُّ : الخُصُومَةُ والكراهيَة والبِرُّ : الإكرام أو معناه ما يَعرفُ الهَرْهَرَةَ مِن البَرْبَرَةِ فالهَرْهَرَةُ : صَوتُ الضَّأْنِ والبَرْبَرَةُ : صَوتُ المِعْزَى
والبُرْبُر بالضّمّ : الرجلُ الكثيرُ الأصواتِ كالبَرْبارِ . والبِرْبِرُ بالكسْر : دُعَاءُ الغَنَمِ إلى العَلَف نقلَه الصّغانِيُّ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : البِرُّ بالكسر : التُّقَى وهو في قولِ لَبِيد :
" وما البِرُّ إلا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى . وتَبارُّوا : تَفاعَلُوا مِن البِرِّ وفي كتاب قُرَيْشٍ والأنصارِ : " وإنّ البِرَّ دُونَ الإثْمِ " أي إنّ الوفاءَ بما جَعَلَ على نفْسِه دُونَ الغَدْرِ والنَّكْثِ . ويقال : قد تَبَرَّرْتَ في أمْرِنا أي تَحَرَّجْتَ قال أبو ذُؤَيبٍ :
فقالتْ تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا ... وما كنتَ فِينا حَدِيثاً بِبَرّ . أي تَحَرَّجْتَ في سَبَبِنا وقُرْبِنا
وعن أبي سَعِيد : بَرَّتْ سِلْعَتُه إذا نَفَقَتْ وهو مَجازٌ قال : والأصلُ في ذلك أن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بما حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا تُكَافئه بالغَلاءِ في الثَّمَنِ وهو من قولِ الأعْشَى يَصفُ خَمْراً :
تَخَيَّرَهَا أخُو عَانَاتِ شَهْراً ... ورَجَّى بِرَّها عاماً فعَامَا . وهو بَرٌّ بوالِدِهِ وبارٌّ عن كُرَاع وأنكرَ بَعْضُهُم بارٌّ وفي الحَدِيث : " تَمَسَّحُوا بالأرْض فإنَّها بَرَّةٌ بكم " قال ابن الأثِير : أي مُشْفِقَةٌ عليكم كالوالدةِ البَرَّةِ بأولادِهَا يَعْنِي أنّ منها خَلْقَكم وفيها مَعاشكم وإليها بعدَ الموتِ معادكم . وفي حديث حكيم بن حزامٍ : " أرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ أبْرَرْتُهَا " أي أطلبُ بِهَا البِرَّ والإحسانَ إلى الناس والتَّقرُّبَ إلى الله تعالى . واللهُ يَبَرُّ عِبادَه أي يَرْحَمُهم
وبَرَّةُ بنتُ مُرٍّ وهي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ . ومن الأمثال : " هو أقْصَرُ مِن بُرَّةٍ " . ويقال : أطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ وهو الخُبْز . والبَرّانِيَّةُ بالفتح : قريةٌ بمصر . وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ وبَرَّةُ بنتُ أبي تُجْرَاة العَبدريَّة : صَحابيّتانِ . وأبو البِرِّ بالكسر صَدَقَةُ بن جروانَ البَوّاب المعروفُ بابن البيعِ حَدَّثَ عن أبي الوَقْتِ ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ . والبَرَابِرُ : الجِدَاءُ
كَما مِنْ دراك فاعْلَمَنَّ لنادِمٍ ... وأَرْضَكَ عَينَيهِ الحِمارُ وصَفَّقَا ر ك ك
الرَّكِيكُ كأَمِيرٍ وغُراب وغُرابَةٍ والأَرَكُّ من الرِّجالِ : الفَسلُ الضعِيفُ في عَقْلِه ورَأْيِه وقِيل : الرَكِيكُ هو الضَّعِيفُ ؛ فلم يُقَيَّدْ قال جَمِيل بنُ مَرثَد :
" لا تَكُونَنَّ رَكِيكًا تَنْبَلاَ
" لَعْوًا إِذا لاقَيتَه تَقَهَّلاَ أَو مَنْ لا يَغارُ على أَهْلِهِ وهو الدَّيُّوثُ أَو مَن لا يَهابُه أَهْلُه وكُلُّه من الضَّعْفِ وفي الحَدِيث : أَنّه لَعَنَ الرّكاكَةَ سَمّاه رُكاكَةً على المُبالَغَةِ في وَصْفِه بالرَّكاكَةِ على وَجْهَيْنِ : أَحَدُهما بالبِناءِ لأَنّ فُعالاً أَبلغُ من فَعِيلٍ كقولِكَ طُوالٌ في طَوِيلٍ والثانيةُ إِلْحاقُ الهاءِ للمُبالَغَةِ . وقال أَبو زَيْدٍ : رَجُلٌ رُكاكَةٌ ورَكِيكٌ : إِذا كُنّ النِّساءُ يَستَضْعِفْنَه فلا يَهَبنَه ولا يَغارُ علَيهَنّ وفي الحَدِيث : " إِنّ اللّه يُبغِضُ السُّلْطانَ الركاكَةَ " . أي : الضَّعِيف وهي رُكاكَةٌ ورَكِيكَةٌ رِكاكٌ بالكسرِ
وقد رَكَّ يَرِكُّ رَكاكَةً : ضَعُفَ عَقْلُه ورَأيُه ونَقَصَ . ورَكَّ الشّيء رَقَّ ومنه قَوْلُهُم اقْطَعْهُ منِ حيث رَكَّ والعامَّةُ تَقُولُ : من حيث رَقّ . وقالَ اللّيثُ : رَكَّه كمَدَّهُ رَكًّا : طَرَحَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ قال رُؤْبَةُ :
" ونجنَا مِنْ حَبسِ حاجاتٍ ورَك
" فالذُّخْرُ منها عِنْدَنا والأَجْرُ لَكْ ورَكَّ الذَّنْب في عُنُقِه رَكًّا : أَلْزَمَه إِيّاه . وقالَ اللّيثُ : الرَّكُّ : إِلزامكَ الشّيءَ إِنْسانًا تَقُولُ : رَكَكْتُ هذا الحَقَّ في عُنقِه ورَكَكْتُ الأَغْلالَ في أَعْناقِهِم . وقال ابنُ درَيْدٍ : رَكَّ الشَّيءَ بِيَدِه رَكًّا : إِذا غَمَزَه غَمْزَةً خَفِيفَةً ليَعْرِفَ حَجْمَه
قالَ : وركَّ المَرأَةَ رَكًّا وبَكَّهَا بَكًّا ودَكَّها دَكّا : إِذا جامَعَها فجَهَدَها في الجِماعِ قالَتْ خِرنِقُ بِنْتُ عَبعَبَةَ تَهْجُو عَبدَ عَمْرِو بنِ بِشْرٍ :
أَلاَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عبد عَمْرو ... أَبِالْخِزْياتِ آخَيتَ المُلُوكَا
هُمُ رَكّوكَ للوَرِكَيْنِ رَكًّا ... ولو سَأَلُوكَ أَعْطَيتَ البُرُوكَا واسْتَرَكَّه : اسْتَضْعَفَه قالَ القُطامِي يَصِف أَحْوالَ النّاسِ :
تَراهُمْ يَغْمِزُونَ من اسْتَرَكُّوا ... ويَجْتَنِبون من صَدَقَ المَصاعَا والمُرتَكُّ : من تَراهُ بَلِيغًا وَحْدَه وإذا خاصَمَ عَييَ أي إِذا وَقَعَ في خُصُومَةٍ عَجَزَ . وقد ارْتَكَّ ارْتِكاكًا : ضَعُفَ
وارْتَكَّ في أَمْرِه أي : شَكَّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : المُرتَكُّ من الجِمالِ : الرِّخْوُ المَمْذُوقُ النِّقْيِ . والرَّكْرَكَةُ : الضَّعْفُ في كُلِّ شَيءٍ . والرَكُّ بالفتحِ ويُكْسَرُ وكسَفِينَةٍ : المَطَرُ القَلِيلُ وفي التَّهْذِيب : الضَّعِيفُ أَو هو فَوْقَ الدَّثِّ . وقال ابنُ الأَعْرابِي : أَوّلُ المَطَرِ الرَّشُّ ثم الطَّش ثم البَغْشُ ثم الركُّ بالكَسرِ أَرْكاكٌ ورِكاكٌ زاد الصّاغانيُ ورُكّانٌ وجَمعُ الرَكِيكَةِ ركائِكُ قال الشّاعِرُ :
تَوَضَّحْنَ في قَرنِ الغَزالَةِ بَعْدَمَا ... تَرَشَّفْنَ دِرّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ
وقد أَرَكَّتِ السَّماءُ : جاءَتْ بالرِّكِّ ورَكَّكَتْ وهذه عن ابنِ عَبّادٍ وأَرضٌ مُرَكّ عَلَيها ورَكِيكَةٌ ورِكّ بالكَسرِ وهذه عن ابنِ شُميل : لم يُصِبها مَطَرٌ إِلاّ ضَعِيفٌ . وأَرْضٌ مُرَكَّكَةٌ ورَكِيكَةٌ : أَصابَها رِكٌّ وما بِها مَرتَعٌ إِلاّ قَلِيلٌ وقال ابنُ الأعرابي : قِيلَ لأَعْرابي ما مَطَرُ أَرْضِكَ ؟ فقال : مُرَكِّكَةٌ فيها ضُرُوس وثَرد يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ قال : والثَّردُ : المَطَرُ الضَّعِيفُ . ورَجُلٌ رَكِيكُ العِلْمِ والعَقْلِ أي : قَلِيلُه . وقالَ شَمِرٌ : كلّ شيءٍ قَلِيلٍ دَقِيقٍ من ماءٍ ونَبت وعِلْمٍ فهو رَكِيكٌ . والرَّكّاءُ بالمَدِّ : صَوْتُ الصَّدَى يَرِدُكَ من الجَبَلِ ويُحاكِي ما به نَطَقْتَ . وقال ابنُ عَبّادٍ : ارْتَكَّ : مثلُ ارْتج يُقال : مَرَّ يَرتَكُّ ويَرتج واحِدٌ وقال يَعْقوبُ : إِنّه بَدَل . قال : وارْتَكَّ في أَمْرِه أي : شَكَ . ورَكٌّ : ماءٌ شَرقِيَ سَلْمَى أَحَدِ جَبَلَي طَيِّئ له ذِكْرٌ في سَرِيَّةِ علي رضي الله عنهُ إِلى القلس وفي المَراصِدِ : مَحَلَّةٌ من مَحالِّ سَلْمَى قالَ الشّاعِرُ :
" هذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بِرَكِّ
" الذِّئْبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبكِي وفَكَّ إِدْغامَهُ زُهَيرُ بنُ أبي سُلْمَى ضَرُورَةً فقالَ :
ثُمَّ اسْتَمَرُّوا فقالُوا : إِنَّ مَشْرَبَكُم ... ماءٌ بشَرقي سَلْمَى فَيدُ أَو رَكَكُ قال ابنُ جِنِّيِ في الشَّواذِّ : قال أَبُو عُثْمانَ : قال الأصمَعِيُ : سأَلْتُ أَعْرابِيًّا ونَحْنُ في المَوْضِع الذي ذَكَرَه زُهَير - يعني هذا البَيتَ - فقُلْتُ : هَلْ تَعْرِفُ رَكَكًا ؟ فقال : قدْ كانَ ها هُنا ماء يُسَمَّى رَكّاً فعَلِمْتُ أَن زُهَيرًا احْتاجَ إِليه فحَرَّكَه . والرَّكْراكَةُ : المَرأَةُ العَظِيمَةُ العَجُزِ والفَخِذَيْنِ . وقَوْلُهم في المَثَلِ : شَحْمَةُ الركَّى كرُبَّى وهو الذي يَذُوبُ سَرِيعًا يُضْرَبُ لمَنْ لا يُعِينُك في الحاجاتِ ولا يُغْني عَنْكَ . وسِقاءٌ مَركُوك : قد عُولِجِ وأُصْلِحَ قالَ ابنُ عَبّادٍ : وتَرَكْرُكُه أي السِّقاءَ هو تَمَخُّضُهُ بالزّبْدِ
ومما يستدرك عليه : سَكْرانُ مُرتَكٌّ : إِذا لم يُبَيِّن كَلامَه . وثَوْبٌ رَكِيكُ النَّسجِ : ضَعِيفُه . ووَرَدَ في الحَدِيثِ : أَنَّه يُبغِض الوُلاةَ الرَّكَكَةَ هو جَمْع رَكِيكٍ كضَعِيف وضَعَفَة وَزْناً ومَعْنًى . وقال اللِّحْيانِيّ : أُركَّتِ الأَرْض - عَلَى ما لَم يسَمَّ فاعِلُه - فهي مُرَكَّةٌ : أَصابَها الرِّكاكُ من الأَمْطارِ وكذلك رُكِّكَت فهي مُرَكَّكَةٌ . وقالَ ابنُ شُمَيلٍ : الركُّ بالكَسرِ : المَكانُ المَضْعُوفُ
ورَكَ الأَمْرَ يَرُكه رَكاً : رَدَ بَعضَه على بَعْضٍ . والمَركُوكُ والرَّكِيكُ : المَغْمُوز . وقال ابنُ الأَعْرابِي : يُقالُ : ائَتزَرَ فُلانٌ إزْرَة عَكَّ رَكّ وهُو أَنْ يسبلَ طَرَفي إِزارِه وأَنْشدَ :
" إِزْرَتُه تَجِدْه عَكَّ وَكّا
" مِشْيَتُه في الدّارِ هاكَ رَكّا قال : هاكَ رَكَّ : حكايةٌ لتَبَخْتُرِه . ورَكْرَكَ : إِذا جَبُنَ عن ابنِ الأعرابي . وقال أَبُو عَمْرو : الرُّكَّى على فُعْلَى : العَفَلّقُ الواسِع . والركُّ بالكسرِ : المَهْزُولُ قالَ :
" يا حَبَّذا جارِيَةٌ مِنْ عَكِّ
" تُلَفِّقُ المِرط على مِدَكِّ
" مِثْل كَثِيبِ الرَّمْلِ غَيرَ ركِّ وذَكَرَه الجوهري في ز ك ك قال الصاغانيُ : وهو تَصْحِيفٌ والصوابُ في اللُّغَةِ والرَّجَزِ بالرّاءِ وسَيَأتِي
وقال ابنُ عَبّادٍ : رَكَّ اللَّهُ نَماه أي : غَضَّ اللَّهُ نَماه . والرُّكُوكَةُ بالضَّمِّ : الضَّعْفُ