البُهْرُ بالضمِّ : ما اتَّسَعَ من الأَرض . البُهْرُ : شَرُّ الوادِي وخَيْرُه هكذا في النُّسَخ بالشِّين المعجَمَة والصّواب : سِرُّ الوادِي بالسِّين أي سَرارَتُه كما في الأُصول المُصَحَّحَةِ كالبُهْرَةِ فيهما وفي اللسان : والبُهْرَة : الأرضُ السَّهْلَةُ وقيل : هي الأرضَ الواسعةُ بين الأجْبُلِ
البُهْرُ : البَلَدُ أو وَسَطَه ويقال : مِن أيِّ بُهْرٍ أَنتَ ؟ أي مِن أيِّ بَلَدٍ ؟ من المَجاز : البُهْرُ : انْقِطَاعُ النَّفَسِ من الإِعياءِ وبالفَتْح مصدر بَهَرَه الحِمْلُ يَبْهَرُ بَهْراً
وقد انْبَهَرَ وابْتَهرَ أي تَتَابَعَ نَفَسُهُ . يقال : بُهِرَ الرجلُ كعُنِيَ إذا عَدَا حتى غَلَبَهُ البُهْرُ وهو الرَّبْوُ فهو مَبْهُور وبَهيرٌ وفي الحديث : " وَقَعَ عليه البُهْرُ " هو بالضَّمِّ : ما يَعْتَرِي الإنْسانَ عند السَّعْيِ الشديدِ والعَدْوِ من النَّهِيج وتَتَابُعِ النَّفَسِ ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ " أنَّه أصابَه قُطْعٌ أو بُهْرٌ " . وبَهَرَه : عالَجَه حتى انْبَهَرَ
من المَجَاز : البَهْرُ : الإضاءَةُ كالبُهُورِ بالضمِّ وفي حديث عليٍّ رضيَ اللهُ عَنْه : " قال له عَبْدُ خَيْرٍ : أُصَلَّي الضُّحَى إذا بَزَغَتِ الشمسُ ؟ قال : لا حتى تَبْهَرَ البُتَيْرَاءُ " أي يَسْتَبِينَ ضَوْءُها
من المَجاز : البَهْرُ : الغَلَبَةُ بَهَرَه يَبْهَرُه بَهْراً : قَهَرَه وعَلاه وغَلَبَه . وَبَهَرَتْ فلانةُ النِّسَاءَ : غَلَبَتْهُنََّّ حُسْناً وقال ذو الرُّمَّةِ يمدحُ عُمَرَ بنَ هُبَيْرَةَ :
" ما زِلْتَ في دَرَجَاتِ الأمْرِ مُرْتَقِياًتَنْمِى وتَسْمُو بكَ الفُرْعانُ مِن مُضَرَا
حتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أحَدٍ ... إلاّ على أكْمَهٍ لا يَعْرِفُ القَمَرَا . أي عَلَوْتَ كلَّ مَن يُفَاخِرُكَ فظَهرتَ عليه . وفي الحديث : " صلاةُ الضُّحَى إذا بَهَرَت الشمسُ الأرضَ " أي غَلَبَها نُورُها وضَوءُها
عن ابن الأَعرابيِّ : البَهْرُ : المَلْءُ . البَهْرُ : البُعْدُ . والبَهْرُ : المُبَاعَدَةُ مِن الخَيْر
البَهْرُ : الحُبُّ هكذا في النُّسَخ والذي نُقِلَ عن ابن الأَعرابيّ أنه قال : والبَهْرُ : الخَيْبَةُ . والبَهْرُُ الفَخْرُ وأَنشدَ بيتَ عُمَرَ بنِ أبي ربيعةَ ولعلّ ما ذَكَره المصنِّفُ تَصْحِيفٌ فلْيُنْظَرْ وبيتُ عُمَرَ ابنِ أَبي ربيعةَ الذي أشار إليه هو قولُه :
" ثُمَّ قالوا : تُحِبُّها قُلتُ : بَهْراً ... عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ . وقيل : معنَى بَهْراً في هذا البيت : جَمّاً وقيل : عَجَباً قال أبو العبّاس : يجوزُ أن كلَّ ما قاله ابنُ الأعرابيِّ في وُجُوهِ البَهْرِ أنْ يكونَ معنىً لما قال عُمَرُ وأحسنُها العَجَبُ
البَهْرُ : الكَرْبُ المُعْتَرِي للبَعيرِ عند الرَّكْضِ أو للإنسان إذا كُلِّفَ فوق الجَهْد
البَهْرُ : القَذْفُ والبُهتانُ يقال : بَهَرَها ببُهتانٍ إذا قَذَفَها به . البَهْرُ : التَّكْلِيفُ فوقَ الطّاقَةِ يقال : بَهَرَه إذا قَطَعَ بُهْرَه وذلك إذا قَطَعَ نَفَسَه بضَرْب أو خَنْق أو ما كان قالَه ابن شُمَيْلٍ وأنشدَ :
إنَّ البَخِيلَ إذا سَأَلْتَ بَهَرْتَه ... وتَرَى الكَرِيمَ يَرَاحُ كالمُخْتَالِ . البَهْرُ : العَجَبُ وبَهْراً له أي عَجَباً قاله ابن الأعرابيِّ وبه فَسَّر أبو العَبّاس الزَّجّاجُ بيتَ عُمَرَ بنِ أبي ربيعةَ المتقدِّم ذِكْرُه وأنشدَ ابنُ شُمَيْلٍ بيتَ ابنِ مَيَّادَةَ :
ألاَ يا لَقَوْمِي إذْ يَبِيعُون مُهْجَتِي ... بجارِيَةٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَهَا بَهْرَا . أي تَعْساً وغَلَبَةً هكذا فَسَّرَه غيرُ واحدٍ قال سِيبوَيْه : لا فِعْلَ لقولِهم : بَهْراً له في حَدّ الدُّعَاءِ وإنما نُصِبَ على توهَّمِ الفِعلِ وهو مّما يَنْتَصِبُ على إضمار الفِعْلِ غيرِ المُسْتَعْمَلِ إظهارُه
من المَجاز : بَهَرَ القَمَرُ كمَنَعَ النُّحُومَ بُهُوراً : بَهَرَها بضَوْئِه قال :
غَمَّ النُّجُومَ ضَوْءُه حِينَ بَهَرْ ... فَغَمرَ النَّجْمَ الذي كانَ ازْدَهَرْ . يقال : قَمَرٌ باهِرٌ إذا عَلاَ وغَلَبَ ضَوءُه ضَوءَ الكواكبِ
بَهَرَ فلانٌ إذا بَرَعَ وفَاق نُظراءَه وأنشدُوا قولَ ذي الرُّمَّةِ :
" حتَّى بَهَرْتَ فما تَخْفَى على أحدٍ . أي بَرَعْتَ وعَلَوْتَ
يقال : فلانٌ شديدُ الأبْهَرِ أي الظَّهْرِ . الأبْهَرُ أيضاً : عِرْقٌ فيه و يقال : هو وَرِيدُ العُنُق وبعضُهم يَجعلُه عِرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْبِ والقَلْبِ . قلت : وهو قولُ أَبي عُبَيْد وتمامُه : فإذا انقطعَ لم تكنْ معه حَياةٌ . قيل : الأبْهَرُ : الأَكْحَلُ وهما الأَبْهَرانِ يَخرُجَان من القلْب ثم يَتَشَعَّبُ منهما سائرُ الشَّرايين ورُوِى من النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال : " ما زالتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَاوِدُنِي فهذا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي " . وفي الأَساس : ومن المَجاز : وما زل يُراجِعُه الألَمُ حتى قَطَعَ أبْهَرَه أي أهْلَكَه انتهى
وأَجمعُ من ذلك قولُ ابنِ الأثِير فإنّه قال : الأبْهَرُ عِرْقٌ مَنْشَؤُه مِن الرَّأْس ويَمْتَدُّ إلى القَدمِ وله شَرايِينُ تتَّصِلُ بأَكثرِ الأطرافِ والبَدَنِ فالذي في الرأْس منهُ يُسَمَّى النَّأْمَة ومنه قولُهم : أسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه أي أماتَه ويَمتدُّ إلى الحَلْق فيُسَمَّى فيه الوَرِيدَ ويمتدُّ إلى الصَّدْر فيُسَمَّى الأبْهَرَ ويمتدُّ إلى الظَّهْر فيُسَمَّى الوَتِينَ والفُؤادُ معلَّقٌ به ويمتدُّ إلى الفَخِذ فيُسَمَّى النَّسَا ويمتدُّ إلى السّاق فيُسَمَّى الصّافِنَ والهمزةُ في الأبْهَر زائدةٌ انتهى
وأنشدَ الأصمعيُّ لابن مُقْبِلٍ :
ولِلْفُؤادِ وَجِيبٌ تَحتَ أَبْهَرهِ ... لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ . الأَبْهَرُ : الجانِبُ الأقْصَرُ مِن الرِّيش . والأَباهِرُ مِن رِيشِ الطّائِر : ما يَلِي الكُلَى أوّلُها القَوادِمُ ثم الخَوافِي ثم الأباهِرُ ثم الكُلَى وقال الِّلحيانِيُّ : يُقَالِ لأرْبَعِ رِيشَاتٍ مِن مُقَدَّم الجَنَاحِ : القَوادِمُ ولأربعِ يَلِيهنَّ : المَنَاكِبُ ولأربعٍ بعدَ المَناكِبِ : الخَوافِي ولأربعٍ بعد الخَوافِي : الأباهِرُ
قيل : الأبْهَرُ : ظَهْرُ سِيَةِ القَوْسِ أو الأَبْهَرُ من القَوْسِ ما بينَ طائِفِها والكُلْيَةِ . وفي حديث عليٍّ رضيَ اللهُ عنه : " فيُلْقَى بالفَضاءِ مُنقطِعاً أَبْهَرَاه " . قال الأصمعيّ : في القَوْس كَبْدُها وهو ما بين طَرَفَي العِلاَقَةِ ثم الكُلْيَةُ تِلِي ذلك ثم الأبْهَرُ يَلِي ذلك ثم الطّائِفُ ثم السِّيَةُ وهو ما عُطِفَ من طَرَفَيْهَا . الأبْهَرُ : الطَّيِّبُ من الأرض السَّهْلُ منها لاَ يَعْلُوه السَّيْلُ ومنهم مَن قَيَّدَه بما بين الأَجْبُلِ . الأبْهَرُ : الضَّرِيعُ اليابِسُ نقلَه الصَّغانيّ . أبْهَرُ بلا لامٍ : مُعَرَّبُ آبْ هَرْ أي ماءُ الرَّحْى : د عظيمٌ بينَ قَزْوِينَ وزَنْجَانَ منها إلى قَزْوِينَ اثنا عَشَرَ فَرْسَخاً ومنها إلى زَنْجَانَ خمسةَ عشرَ فَرْسَخاً ذَكَره ابنُ خُرْدَاذْبَه
أبْهَرُ : بُلَيْدَةٌ بنواحِي أصْبَهَانَ ذَكَرَه أبو سَعيدٍ المالِينيُّ ونُسِبَ إليها أبو بكرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ صالحٍ التَمِيمِيُّ الفَقِيهُ المُقرِي تُوُفِّيَ سنةَ 375 ، ونُسِبَ إليها أيضاً أبو بكرٍ محمّدُ بنُ أحمدَ بنِ الحَسَنِ بنِ ماجَه الأبْهَرِيُّ طال عُمرُه وأَكْثَرُوا عنه الحديث تُوُفِّيَ سَنةَ 481
أَبْهَرُ : جبلٌ بالحِجاز . وبَهْرَاءُ : قَبِيلةُ : من اليَمن قال كُراع : وقد يُقْصَرُ قال ابنِ سِيدَه : لا أَعْلَمُ أحداً حَكَى فيه القَصْرَ إلاّ هو وإنّمَا المعْرُوفُ فيه المدُّ أنشد ثعلبٌ :
وقد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيُوفَنَا ... سُيُوفُ النِّصارَى لا يَلِيقُ بها الدَّمُوالنِّسْبَةُ بَهْرَانِيٌّ مثْلُ بَحْرانِيّ على غيرِ قياسٍ والنُّونُ فيه بَدَلٌ من الهَمْز قال ابن سِيدَه : حَكاه سِيبَوَيْهِ . وبَهْراوِيٌّ على القِياسِ قال ابن جِنيِّ : مِن حُذّاقِ أصحابِنا مَن يذهبُ إلى أن النُّونَ في بَهْرَانِيٍّ إنّمَا هي بَدَلٌ من الواو التي تُبْدَلُ مِن هَمْزةِ التَّأْنِيثِ في النَّسَب وأن الأصلَ بَهْرَاوِيٌّ وأن النُّونَ هناك بَدَلٌ من هذه الواو كما أُبْدِلَتِ الواوُ من النُّون في قولك : مِن وافِد وإن وقفتَ وقفت ونحو ذلك وكيفَ تَصَرَّفَتِ الحالُ فالنُّون بَدَلٌ من الهمزة قال : وإنَّما ذَهَبَ مَنِ ذَهَب إلى هذا لأنه لم يَرَ النُّونَ أُبْدِلَتْ مِن الهَمْزة في غيرِ هذا وكانَ يَحْتَجُّ في قولهم : إنَّ نُونَ فَعْلاَنَ بدلٌ من همزة فَعْلاء فنقول : ليس غَرَضُهُم هنا البدلَ الذي هو نحوُ قولِهم في ذِئْبٍ : ذِيبٌ وفي جُؤْنَةَ : جُونَةُ إنّمَا يريدون أنّ النُّونَ تُعاقِبُ في هذا الموضع الهمزةَ كما تُعاقِبُ لامُ المعرفةِ التنوينَ أَي لا تجتَمِعُ معه فلمّا لم تُجامِعْه قيل : إنها بدلٌ منه وكذلك النونُ والهمزةُ قال : وهذا مذهبٌ ليس بقَصْدٍ
والبَهَارُ كسَحَابٍ : نَبْتٌ طَيّبُ الرِّيحِ قال الجوهريُّ : وهو العَرَارُ الذي يقال له : عَيْنُ البَقَرِ وهو بَهارُ البَرِّ وهو نَبْتٌ جَعْدٌ له فقُاّحَةٌ صفراءُ يَنبتُ أيّامَ الرَّبِيع يقال لها : العَرَارَةُ وقال الأصمعيُّ : العَرارُ : بَهَارُ البَرِّ وقال الأزهريُّ : العَرَارَةُ : الحَنْوَةُ قال : وأُرَى البَهارَ فارسيَّةً
البَهَارُ : كلُّ شيْءٍ حَسَن مُنِيرٍ . البَهَارُ : لَبَبُ الفَرَسِ عن ابن الأعرابيِّ و الصحيحُ أنه البَيَاضُ فيه أي في الَّلبَبِ والذي في الأُمَّهاتِ اللُّغَوِيَّةِ : هو البياضُ في لَبَانِ الفَرَسِ فلْيُنْظَرْ
البَهَارُ : ة بِمَرْوَ ويقال لها : بَهارِينُ أيضاً منها : رُقَادُ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ وَرْقاءُ بنُ إبراهيمَ المحدِّثُ مات سَنَة سِتٍّ وأَربعينَ ومائتين هكذا ضَبَطَه الحافظُ
البُهَارُ بالضمِّ : الصَّنَمُ . البُهَارُ بالضمِّ : الصَّنَمُ . البُهَارُ : الخُطَّافُ وهو الذي تَدْعُوه العَامَّةُ : عُصْفُورَ الجَنَّةِ . البُهَارُ : حُوتٌ أبيضُ . البُهَارُ : القُطْنُ المَحْلُوجُ وهذه عن الصّغَانيِّ
البُهَارُ : شَيْءٌ يُوزَنُ به وهو ثلاثُمِائَةِ رِطْلٍ قالَه الفَرّاءُ وابنُ الأَعرابيِّ
ورْوِيَ عن عَمْرِو بنِ العَاصِ أنه قال : " إنّ ابنَ الصَّعْبَة يَعْنِي طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ الله تَرَكَ مِائَةَ بُهَارٍ في كلِّ بُهَارٍ ثَلاَثَةُ قَناطِيرِ ذَهَبٍ وفضَّةٍ " فجَعَلَه وِعَاءً . قال أبو عُبَيْدٍ : بُهَارٌ أحْسَبُها كلمةً غيرَ عَرَبيَّةٍ وأُراها قِبْطِيَّةً . أو أرْبَعُمِائةِ رِطْلٍ أو ستُّمَائَةِ رِطْلٍ عن أبِي عُمْرٍو أو أَلْفُ رِطْلٍ . البُهَارُ : مَتَاعُ البَحْرِ . قيل : هو العِدْلُ يُحْمَلُ على البَعِير فيه أرْبَعُمِائَةِ رِطْلٍ بِلُغَةِ أهلِ الشّامِ . ونَقَلَ الأَزهريُّ عن الفَرّاءِ وابنِ الأعرابيِّ قولَهما : إنّ البُهارَ ثلاثُمائَةِ رِطْلٍ
وقال ابنْ الأعرابيِّ : والمُجَلَّدُ سِتُّمَائَةِ رِطْلٍ قال الأزهريُّ : وهذا يَدُل على أنَّ البُهَارَ عربيٌّ صحيحٌ وقال بُرَيْقٌ الهُذَلِيُّ يصفُ سَحاباً :
بِمُرْتَجِزٍ كانَّ على ذُرَاهُ ... رِكَابُ الشّامِ يَحْمِلْنَ البُهَارَا . قال القُتَيْبِيُّ : كيف يَخْلُفُ في كلِّ ثلاثمائة رِطْلٍ ثلاثَةَ قَنَاطِيرَ ولكنّ البُهَارَ الحِمْلُ وأنشدَ بيتَ الهُذَلِيِّ وقال الأصمعيُّ في قوله : " يَحْمِلْنَ البُهَارَا : " يَحْمِلْنَ الأحْمَالَ مِن مَتَاعِ البَيْتِ قال : وأرادَ أنّه تَرَكَ مَائةَ حِمْلٍ قال : مقدارُ الحِمْلِ منها ثلاثةُ قناطيرَ قال : والقِنطارُ مائةُ رِطْلٍ فكان كلُّ حِمْلٍ منها ثلاثمائة رِطْلٍ . البُهَارُ : إناءٌ كالإِبْرِيقِ وأنشدَ :
" على العَلْياءِ كُوبٌ أو بُهَارُقال الأزهريُّ : لا أعرِفُ البُهارَ بهذا المعنَى . والبَهِيرَةُ من النِّسَاءِ : السَّيِّدَةُ الشَّرِيفَةُ ويقال : هي بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ . البَهِيرَةُ : الصَّغِيرَةُ الخَلْقِ الضَّعِيفَةُ وقال اللَّيْثُ : امرأَةٌ بَهِيرَةٌ وهي القَصِيرةُ الذَّلِيلَةُ الخِلْقَةِ ويقال : هي الضَّعِيفَةُ المَشْي قال الأزهريُّ : وهذا خَطَأٌ والذي أرادَ اللَّيْثُ البُهْتُرَةُ بمعنَى القَصِيرَةِ وأَما البَهِيرةُ من النساءِ فهي السَّيدةُ الشَّريْفَةُ
وأبْهَرَ الرجلُ : جاءَ بالعَجَبِ . أَبْهَرَ إذا اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ كلاهما عن ابن الأعرابيّ
أَبْهَرَ إذا احْتَرَقَ مِن حَرِّ بُهْرَةِ النَّهارِ وفي الحديث : " فلمَّا أبْهَرَ القومُ احترقُوا " أي صاروا في بُهْرَةِ النَّهَاِر أي وَسَطِه . وتعبير المصنِّفِ لا يخلُو عن رَكَاكَةٍ ولو قال : وأبْهَرَ : صار في بُهْرَةِ النَّهَارِ كان أحسنَ . وأَبْهَرَ إذا تَلَوَّنَ في أخْلاقِه : دَماثَةً مَرَّةً وخبُثْاً أُخْرَى
أَبْهَرَ إذا تَزَوَّجَ بَهِيرةً مَهِيرَةً كلاهما عن الصَّغانيّ . وابْتَهَرَ الرَّجلُ : ادَّعَى كَذِباً قال الشاعر :
" وما بِي إنْ مَدَحْتُهُم ابْتِهارُ . وأنشدَ عَجُوزٌ مِن بَنِي دارِمٍ لشيخ من الحَيِّ في قَعِيدَتِه :
ولا يَنَامُ الضَّيْفُ من حِذارِهَا ... وقَوْلِهَا الباطِلِ وابْتِهَارِهَا . قالوا : الابْتِهارُ : قولُ الكَذِبِ والحِلِفُ عليه . وفي المُحكَم : الابْتِهَارُ : أنْ تَرْمِىَ المرأَةَ بنفسِك وأنت كاذبٌ . ابْتَهَرَ : قال : فَجَرْتُ ولم يَفْجُرْ وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه : " أنَّهُ رُفِعَ إليه غُلامٌ ابْتَهَرَ جارِيَةً في شِعْرِه فلم يُوجَدْ أنْبَتَ فدَرَأ عنه الحَدَّ " . قال : الابْتِهارُ أن تَقذِفَهَا بنفسِك فتقول : فَعَلْتُ بها كاذِباً فإن كان صادقاً قد فَعَلَ فهو الابْتِيَارُ على قَلْبِ الهاءِ ياءً قال الكُمَيت :
قَبِيحٌ لِمِثْلِي نَعْتُ الفَتَا ... ةِ إمّا ابْتِهاراً وإِمّا ابْتِيارَا . قيل : ابْتَهَرَ إذا رَماه بما فيه وابْتَأَرَ إذا رَماه بما ليس فيه . وفي حديث العَوّام : " الابتهارُ بالذَّنْبِ أعظمُ مِن رُكُوبِه " . وهو أن يقولَ فعلتُ ولم يَفعل لأنه لم يَدَّعِه لنفسِه إلا وهو لو قَدَرَ فَعَلَ فهو كفاعِلِه بالنِّيَّةِ وزادَ عليه بقبحه وهَتْكِ سِتْرِه وتَبْحْبُحِه بذَنْبٍ لم يَفْعَلْه
يقال : ابْتَهَرَ في الدُّعَاءِ إذا تَحَوَّب وجَهَدَ وكذلك يقال : ابْتَهَلَ في الدُّعاءِ وهذا مّما جُعِلَتِ الّلامُ فيه راءً . أو ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ إذا كان يَدْعُو كلَّ ساعة ولا يَسْكُتُ عنه قالَه خالدُ بنُ جَنْبَةَ وقال خالدُ بنُ جَنْبَةََ : ابْتَهَرَ في الدُّعاء إذا كان لا يُفَرّطُ عن ذلك ولا يَثْجُو قال : لا يَثْجُو : لا يَسْكُتُ عنه . ابْتَهَرَ : نامَ على ما خَيَّلَ وفي التَّكْمِلَة : على مَا خَيَّلتْ . ابْتَهَرَ لفلانٍ وفيه أي في فلانٍ إذا لم يَدَعْ جَهْداً مّما له أو عليهن نقله الصغانيّ . وابْتَهَرَ إذا بالَغَ في شَيْءٍ ولم يَدَعْ جهداً . يقال : ابْتُهِرَ فلانٌ بفُلانةَ بالضمِّ أي مَبْنِياً للمجهول : شُهِرَ بها . وتَبَهَّرَ الإناءُ : امتلأَ
قال أَبو كَبِير الهُذَلِيُّ :
مُتَبَهِّراتٍ بالسِّجالِ مِلاؤُهَا ... يَخْرُجْنَ مِن لَجفٍ لها مُتَلَقِّمِ . من المَجاز : تَبَهَّرَتِ السَّحابةُ إذا أَضاءَتْ قال رجلٌ من الأعراب وقد كَبِرَ وكان في داخِلِ بيتِه فمَرِّتْ سحابةٌ : كيف تراها يا بُنَيّ ؟ فقال : أراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ . نَكَّبَتْ : عَدَلَتْوباهَرَ مُبَاهَرَةً وبِهَاراً : فاخَرَ . وباهَرَ صاحِبَه فبَهَره : طاوَلَه . وانْبَهَرَ السَّيْفُ : انْكَسَرَ نِصْفَيْنِ مأْخوذٌ من البُهْرَةِ : الوَسَطِ . وابْهَارَّ النَّهَارُ وذلك حين ترْتفع الشمسُ . وابْهَارَّ الليلُ ابْهِيراراً إذا انْتَصَفَ قاله الأصمعيُّ مأْخوذٌ من بُهْرَةِ الشَّيْءِ وهو وَسَطُه . أو ابْهَارَّ الليلُ : تَرَاكَبَتْ ظُلْمَتُه . أو ابْهارَّ : ذَهَبَتْ عَامَّتُه وأكثرُه أو بَقِيَ نحوٌ مِن ثُلُثِه وهما قولٌ واحدٌ فإنه إذا ذهبتْ عامَّتهُ وأَكثرُه فلا يَبْقَى إلاّ نحوُ ثُلُثِه ف أوْ هُنَا ليس للتَّردِيد كما لا يَخْفَى . وقال أبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ : ابْهِيرارُ الليلِ : طلوعُ نُجُومِه إذا تَتامَّتْ واستنارَتْ لأنَّ الليلَ إذا أقبلَ أقبلتْ فَحْمَتُه وإذا استنارتِ النُّجُومُ ذهبتْ تلك الفَحْمَةُ وبكلِّ ما ذُكِرَ فُسِّرَ الحديثُ : " أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم سارَ حتى ابْهارَّ الليلُ "
والباهِراتُ : السُّفُنُ سُمِّيَتْ بذلك لِشَقِّها الماءَ وغلبَتِها عليه . والبَاهِرُ : عِرْقٌ يَنْفُذُ شَواةَ الرَّأسِ إلى اليافُوخِ مِن الدِّماغ نقلَه الصَّغانيُّ . والبَهْوَرُ كجَرْوَلٍ : الأَسَدُ نقلَه الصغانيُّ لَغَلَبَتِه . وبُهْرَةُ بالضمِّ : ع بنواحِي المدينةِ على ساكِنها أفضلُ الصلاةِ والسلام . وبُهْرَةُ : ع باليَمَامَةِ عن الصّغانيِّ . البُهْرَةُ مِن اللِّيْلِ و مِن الوادِي ومن الفَرَسِ والرَّحْلِ والحَلْقَةِ : وَسَطُه وتقدَّم بُهْرَةُ الوادِي : سَرَارَتُه وخَيْرُه . والبَهيرُ كعثيرٍ كذا وَقَع ضَبْطُه في نُسَخِ الكتابِ والصَّواب كأمِيرٍ : الثَّقِيلَةُ الأَرادف التي إذا مَشَتْ انْبَهَرَتْ والذي في التَّهْذِيب : ويُقال للمرأَة إذا ثَقُلَ أرادفُها فإذا مَشَتْ وَقَعَ عليها البُهْرُ والرَّبْوُ : بَهِيرٌ ومنه قولُ الأَعشى :
إذا ما تَأَيَّا تُرِيدُ القِيَامَ ... تَهادَى كما قد رَأَيْتَ البَهِيرَا . ومّما يُستدرَك عليه : البِهَارُ : بالكسر : المفاخَرةُ . وابْهارّ علينا اللَّيْلُ أي طالَ . وليلةُ البُهَرِ : السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ وهي اللَّيالِي التي يَغْلِبُ فيها ضَوْءُ القمرِ النُّحُومَ وهي كظُلَمٍ جَمْع ظُلْمَةٍ ويقال بضمٍّ فسكونٍ جمع باهِرٍ . ويقال لِلَّيَالِي البِيضِ : بُهْرٌ . وقال شَمِرٌ : البَهْرُ هو الهَلاكُ
والعربُ تقولُ : الأزواجُ ثلاثةٌ : زَوْجُ مَهْرٍ وزَوْجُ بَهْرٍ وزَوْجُ دَهْرٍ فأمَّا زَوْجُ مَهْرٍ فرجلٌ لا شَرَفَ له فهو يُسْنِي المَهْرَ لِيُرْغَبَ فيه وأَما زوجُ بَهْر فالشَّرْيفُ وإنْ قلَّ مالُه تَتَزَوَّجَه المرأَةُ لِتَفْخَرَ به وزَوْجُ دَهْرٍ كُفْؤُها . وقيل في تَفْسِيرهم : يبْهَرُ العُيُونَ لِحُسْنِه أو يُعدُّ لنَوائِبِ الدَّهْرِ أو يُؤْخَذُ منه المَهْرُ . ويقال : رأيتُ فلاناً بَهْرَةً أي جَهْرَةً عَلانِيَةً وأنشدَ :
وكمْ مِن شُجَاعٍ بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً ... يَمُوتُ على ظَهْرِ الفِرَاشِ ويَهْرَمُ . والأَبْهَرُ : فَرَسُ أبي الحَكَمِ القَيْنيِّ وبهارةُ : جَدُّ أبي نَصْرٍ أَحمد بن الحسين بن عليّ بن بهارةَ البَكْرَاباذِيّ الجُرجانيّ المحدّث وأبو الحسنِ محمّد بنُ عُمَرَ بنِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحَسَن بن بَهَرٍ البَقّال محركة الأصْبَهَانِيُّ ذَكَره ابنُ نُقْطَةَ . وبهرُ بنُ سعدِ بنِ الحارث جدُّ سالمِ بنِ وابِصَةَ الأَسَدِيّ . وأُمُّ بهرٍ بنتُ ربيعةَ بنِ سعدِ بن عِجْل . وعبدُ السلام بنُ الحسنِ بنِ نصر بن بهارٍ المُقَيِّر عن ابن ناصر . وبَهَار : امرأَةٌ كان يُشَبِّبُ بها المُؤَمّل بن أُمَيْل الشاعرُ النَّصْريّ . وأبو البَهارِ محمّدُ بنُ القاسمِ الثَقَفِيُّ كان يُعْجب بالبَهارِ فكُنِيَ به . قالَه المَرْزُبانِيُّ
وبِهَار ككِتَابٍ : مدينةٌ عظيمةٌ بالهند
هَرَّهُ يَهُرُّه بالضمّ ويَهِرُّه بالكسر هَرَّاً وهَرِيراً : كَرِهَه قال المُفضّل بنُ المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة :
ومَن هَرَّ أطرافَ القَنا خَشْيَةَ الرَّدى ... فليسَ لمَجدٍ صالحٍ بكَسوبِ وقال الجَوْهَرِيّ : الهِرُّ : الاسمُ من قَوْلِك : هَرَرْتُه أَهِرُّه هَرَّاً . هَرَّ الكلبُ إليه يَهِرُّ بالكسر هَريراً وهِرَّةً وهو أي هَريرُ الكلبِ : صَوْتُه وهو دون نُباحِه من قِلّةِ صَبْرِه على البَرد . قال القُطَامِيّ يصفُ شِدّةَ البَرد :
أرى الحقَّ لا يَعْيَا عليَّ سبيلُه ... إذا ضافَني لَيْلاً مع القُرِّ ضائِفُ
إذا كَبَّدَ النَّجمُ السماءَ بشَتْوَة ... على حينِ هَرَّ الكلبُ والثلْجُ خاشِفُ
قال ابنُ سِيدَه : وبالهَريرِ شُبِّه نظَرُ بعضِ الكُماةِ إلى بعضِ في الحرب وفي الحديث : " أنّ الكلبَ يَهِرّ من وراءِ أَهْلِه " يعني أنّ الشجاعةَ غَريزةٌ في الإنسان فهو يَلْقَى الحروبَ ويُقاتِل طَبْعَاً وحَمِيَّةً لا حِسْبَةً فضربُ الكلبَ مثلاً إذ كان من طَبْعِه أن يَهِرَّ دون أَهْلِه ويَذُبّ عنهم . يقال : هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَريراً فهو هارٌّ وهَرَّارٌ إذا نَبَحَ وَكَشَرَ عن أَنْيَابِه وفي حديث شُرَيْح : لا أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّار أي إذا قَتَلَ الرجلُ كلبَ آخَرَ لا أُوجِب عليه شيئاً إذا كان نَبّاحاً لأنّه يؤذي بنُباحه . وهَرَّهُ البردُ يَهِرُّه هَرَّاً : صَوَّتَهُ كأَهَرَّه إهْراراً هَرَّت القَوسُ هَريراً : صوَّتَتْ عن أبي حنيفة وأنشد :
مُطِلٌّ بمُنْحاةٍ لها في شِمالِه ... هَريرٌ إذا ما حَرَّكَتْه أنامِلُهْ منَ المَجاز : هرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمى والشوكُ هَرَّاً : يَبِسَ فاجْتَنبْتَه الرّاعيَةُ كأنّه يَهِرّ في وُجوهِها قاله الزَّمَخْشَرِيّ وقيل : هَرَّ إذا اشتدَّ يُبسُه وَتَنَفَّشَ فصارَ كأظفارِ الهِرِّ وأنيابِه قال :
رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى ... إذا ما هَرَّ وامْتَنعَ المَذاقا هَرَّ يَهِرُّ هَرَّاً : أكلَ هَرورَ العِنَب وهو ما تناثَرَ من حَبِّه كما سيأتي قريباً . هَرَّ بسَلْحِه وهَكَّ به : رمى به عن ابْن الأَعْرابِيّ . وهَرَّ يَهَرُّ بالفتح إذا ساءَ خُلُقُه عن ابْن الأَعْرابِيّ . والهِرّ بالكسر : السِّنَّوْر ج : هِرَرَةٌ كقِرَدةٍ وقِرْد وهي هِرَّةٌ ج : هِرَرٌ كقِرَبٍ وقِرْبَة وقد جاء ذِكرُها في حديث الإفك : " حتى هَجَرَتْني الهِرَّة " راجع حياة الحَيَوانِ للدَّمِيريّ . الهِرُّ : سَوْقُ الغنَم والبِرُّ : دُعاؤُها قاله يونس وبه فُسِّر قولهم : لا يَعْرِف هِرَّاً من بِرٍّ أو الهِرُّ : دُعاؤُها والبِرُّ : سَوْقُها ؛ وقال ابْن الأَعْرابِيّ : الهِرُّ دُعاءُ الغنَمِ إلى العلَف والبِرُّ : دُعاؤُها إلى الماء . وهِرُّ : اسمُ امرأة قال الشاعر :
" أَصَحَوْتَ اليومَ أم شاقَتْكَ هِرّ والهُرَار بالضمّ : داءٌ كالوَرَمِ بين جِلدِ الإبلِ ولَحمِها قال غَيْلانُ بن حُرَيْث :
فإلاّ يكُنْ فيها هُرارٌ فإنّني ... بسِلٍّ يُمانِيها إلى الحَولِ خائفُ أي خائفٌ سِلاّ والباءُ زائدة . والبعيرُ مَهْرُورٌ : أصابه الهُرار وناقةٌ مَهْرُورة كذلك وقيل : هو داءٌ يَأْخُذها فَتَسْلَحُ عنه أو هو سَلْحُ الإبل من أيِّ داءٍ كان . قال الكسائيّ والأُمويّ : من أَدْوَاءِ الإبلِ الهُرار وهو استِطلاقُ بُطونِها وقد هُرَّت هَرَّاً وهُرَاراً وهَرَّ سَلْحُه وأَرَّ : استَطْلَقَ حتى مات وهَرَّه هو وأَرَّه : أَطْلَقه من بَطْنِه الهَمزةُ في كلّ ذلك بدلٌ من الهاءِ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : به هُرار إذا اسْتطلَقَ بَطْنُه حتى يموت . منَ المَجاز : طَلَعَ الهَرّاران وهما نَجْمَان . وقال الزَّمَخْشَرِيّ وابنُ سِيدَه : هما النَّسْرُ الوقِعُ وقَلبُ العَقرَب وأنشد الثاني لشُبَيْل بن عَزْرَة الضُّبَعيّ :
وساقَ الفَجرُ هَرَّارَيْه حتى ... بَدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ وقد يُفرَد في الشِّعرِ قال أبو النَّجم يصف امرأةً :
" وَسْنَى سَخونٌ مَطْلَعَ الهَرّارِ وقال الزَّمَخْشَرِيّ : إنّما سُمِّيا بذلك لأنّ هريرَ الشتاءِ عند طُلوعِهما . قال الصَّاغانِيّ : وهما الكانُونان وهما شَيْبَانُ ومِلْحان . والهَرّار كشَدّاد : فرَسُ مُعاوية بنِ عُبادة نقله الصَّاغانِيّ . والهرُّ بالفتح : ضَرْبٌ من زَجْرِ الإبلِ . هِرّ بالكسر : د وموضع قال :
فواللهِ لا أَنْسَى بلاءً لَقِيتُه ... بصَحراءِ هِرٍّ ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا قلت : وهو بلدٌ بالعجم ويُسمّى الآن بإيرانشهر . هُرّ بالضمّ : قُفٌّ باليَمامة . قال ياقوت : يجوز أن يكون منقولاً من الفِعل لم يُسمَّ فاعلُه ثم استُعمِل اسماً . الهُرُّ : الكثيرُ من الماءِ واللبَن وهو الذي إذا جرى سَمِعْتَ له هَرْ هَرْ وهو حكايةُ جَرْيِهِ كالهُرْهورِ والهَرْهارِ والهُراهِر كعُلابِط . وقال الأَزْهَرِيّ : والهُرْهور : الكثيرُ من الماءِ واللبَن إذا حَلَبْته سَمِعْتَ له هَرْهَرةً وقال :سَلْمٌ ترى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا ... إذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَراو سَمِعْت له هَرْهَرةً أي صَوْتَاً عند الحَلْب . والهَرْهار : الرجلُ الضَّحَّاكُ في الباطل وقد هَرْهَر هَرْهَرةً . الهَرْهار : اللحمُ الغَثُّ نَقَلَه الصَّاغانِيّ . الهرْهارُ : الأسد سُمِّي به لهَرْهَرَتِه وهي تَرْدِيد زَئيرِه وهي التي تُسمّى الغَرْغَرَة كالهُرِّ والهُراهِر بضمِّهما . وقال النَّضرُ بن شُمَيْل : الهِرْهِرُ كزِبْرِجٍ : الناقةُ يَلْفِظ رحِمُها الماءَ كِبَراً فلا تَلْقُح . والجمع الهَراهِر وقال غيرُه : هي الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أيضاً وقال ابن السِّكِّيت : يقال للناقةِ الهَرِمَةِ : هِرْهِرٌ . والهُرْهور بالضمّ : ضَرْبٌ من السُّفُن . والهُرْهور : ما تَناثَرَ من حَبِّ عنقودِ العِنَب . زاد الأَزْهَرِيّ : في أصلِ الكَرْم كالهرورِ . مُقتضى إطلاقه أن يكون كصَبور وقد ضَبَطَه الصَّاغانِيّ بالضمّ وزاد : والهُرورة كلّ ذلك عن الأصمعيّ قال : هو ما تَساقَط من الكَرْم من عِنَبِه الرَّديءِ قال : وقال أَعرابيّ : مَرَرْتُ على جَفْنَةٍ وقد تحرَّكتْ سُروغُها بقُطوفها فَسَقَطت أَهْرَارُها فَأَكَلْتُ هُرْهورَةً فما وَقَعَتْ ولا طارَتْ . قال الأصمعيّ : الجَفْنة : الكَرْمَة والسُّروغ : جمع سَرْغٍ بالغين معجمة : قُضبان الكَرْم . والقُطوف : العناقيد . قال : ويقال لما لا يَنْفَع : ما وَقَعَ ولا طارَ . وهَرَّ يَهُرُّ إذا أَكَلَ الهَرور وقد تقدّم في أوّل المادة وهذا موضع ذِكره . الهُرْهور : الهَرِمَةُ من الشاءِ كالهِرْهِر بالكسر نقله الصَّاغانِيّ والذي صرّح به ابن السِّكِّيت أنّ الهِرْهِرَ : الهَرِمَةُ من النُّوق كما سَبَقَت الإشارةُ إليه ولكنّ الصَّاغانِيّ قال في آخرِ كلامِه : وكذلك النّاقةُ فَجَمَع بين القولَيْن والمصنِّف قلّده فقصّر فيه فتأَمَّلْ . الهُرْهور : الماءُ الكثيرُ إذا جرى سَمِعْتَ له هَرْ هَرْ وهو حكايةُ جَرْيِه وهذا بعينِه قد تقدّم قريباً عند ذِكرِ الهُرّ بالضمّ فهو تَكْرَار مع ما قَبْلَه وفي تخصيصه الماءَ هنا دونَ اللبَن نَظَرٌ قَوِيٌّ وكذلك الاقتِصار هنا على الهُرْهور دون الهُرّ وهما واحد وقد يضْطَرّ المصنّف إلى مثل هذا كثيراً في كلامه من غيرِ نَظَرٍ ولا تأَمُّل فيذكُرُ المادّةَ في مَوْضِع ثم يعيدُها إمّا بذِكر عِلّتِها أو بزيادةِ نَظائرِها في موضع وهو مخالفٌ لما اشترطه على نَفْسِه من الاختصار البالغ في كتابه فتأمّل وكُن من المُنْصفين . وَهَرْهَرَ بالغنَم : دَعاها إلى الماءِ فقال لها هَرْ هَرْ . وقال يعقوب : هَرْهَرَ بالضَّأْن خَصَّها دونَ المَعزِ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : الهَرْهَرةُ : دُعاءُ الغنَم إلى العلَف وقال غيرُه : الهَرْهَرَة : دُعاء الإبلِ إلى الماء ففي كلام المصنِّف قُصورٌ لا يخفى أو هَرْهَرَ بها : أَوْرَدَها الماءَ كأَهرَّ بها إهْراراً وهذه عن الصَّاغانِيّ . هَرْهَرَ الشيءَ : حرَّكَه لغة في مَرْمَره قال الجَوْهَرِيّ : هذا الحرفُ نقلتُه من كتاب الاعْتِقاب لأبي تراب من غير سماع فرحم الله الجَوْهَرِيّ ما أَكْثَرَ ضَبْطَه وإتْقانِه . هَرْهَرَ الرجلُ : تعدَّى نقله الصَّاغانِيّ . والهَرْهرَةُ حِكايةُ صَوت الهِنْد كالغَرْغَرَة يَحكي به بعضَ أَصوات الهِند والسِّنْد في الحَرْب وفي بعض الأُصول : عند الحرب . الهَرْهَرَة : صَوْتُ الضَّأْن خَصَّها يعقوب دون المَعزِ وقد هَرْهَرَ بها وقد تقدّم . الهَرْهَرَة : زَئيرُ الأَسدِ وهي الغَرْغَرَة أَيضاً وبه سُمِّيَ هَرْهاراً وقد تقدّم . الهَرْهَرَة : الضَّحكُ في الباطل ورَجُلٌ هَرْهارٌ وقد تقدّم . والهِرْهِيرُ بالكسْر : سَمَكٌ . والهِرْهِير : جِنسٌ من أَخبث الحيّات قيل إنه مركَّب من السُّلحفاة وبين أَسودَ سالخٍ ينام ستَّةَ أَشهُرٍ ثمَّ يتحرَّك وقالوا لا يسلَمُ سَلِيمُه وفيه جِناس الاشتقاق وفي بعض النُّسخ : لَديغُه . وهَرُورٌ كصَبور : حِصْنٌ من أَعمال المَوصل شماليَّها بينهما ثلاثون فَرسخاً وهو من أَعمال الهَكَّارِيَّة بينه وبين العِماديّة ثلاثةُ أَميالٍ ومنه مَعْدِنُ المُوميَا والحَديد . هَرورٌ ع وهو حِصْنٌ من عملِ إرْبِلَ في جبالها من جهة الشَّمال . وعبد الرّحمن بن صخْر الدَّوْسِيّ الصحابيّ المشهور اختُلِف في سبب تكْنِيَتِه بأَبي هُرَيْرَة فقيل : لأَنّه رأَى النَّبيُّ صلىالله تعالى عليه وسلم قي كُمِّه هِرَّةً فقال : يا أَبا هُرَيْرَةَ . فاشتهر به قال السُّهَيْلِيّ : كَنَّاه لِهِرَّةٍ رآها معه وروى ابن عساكر بسنده عن أَبي إسحاق قال : حدَّثني بعض أّصحابي عن أَبي هُرَيْرَة قال : إنَّما كَنَانِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم بأَبي هريرة لأَني كنتُ أَرْعى غَنَماً فوجدْتُ أَولادَ هِرَّةٍ وَحْشِيَّةٍ فجعلتُها في كُمِّي فلمّا رُحْتُ عليه سمِع أَصواتَ هِرَّةٍ فقال : ما هذا ؟ فقلتُ : أَولادُ هِرَّةٍ وجدتُها . قال : فأَنتَ أَبو هُرَيْرَةَ . فلَزِمَتْني بعدُ قال ابن عبد البَرّ : هذا هو الأَشْبَهُ عندي . وفي بعض الروايات ما يدلّ على أَنَّه كُنِي بها في الجاهليَّة . وفي صحيح البُخاريّ : أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم قال له يا أَبا هِرّ . واختُلِف في اسمه على نَيِّف وثلاثين قولاً وقوله في اسمه أَي مع اسم أَبيه فقيل : يزيد بن عرقة ذكره أَبو أَحمد وسعد بن الحارث وسعيد بن الحارث وسَكَنُ بن صَخْر وسُكَيْن بن دَوْمَة ذكرها ابن عبد البرّ . وسُكَيْن بن صَخْر وسُكَيْن بن عامِر وسُكَين بن عَمْرو وسُكَيْن بن دَوْمَة وسُكَيْن بن ملّ وسُكَيْن بن هانئ وعامر بن عبد شمس واختاره أَبو مُسْهر . وعامر بن عُمَيْر وعامر بن غَنْم وعامر بن عمير وعامر بن عبد نهْم وعبدُ الله بن عامر وعبد الله بن عائذ وعبد الله بن عَمرو وعَبْد الله بن عبد شمس وعَبْد الله بن عبد العُزَّى وعبد الرّحمن بن صخْر وعبد الرحمن بن عمرو وعبد الرحمن بن غَنْم وعبد بن عبد غَنْم وعبد شمس بن صَخْر وعبد شمس بن عامر وعبد شمس بن عبد عَمرو وعبد عَمرو بن عبد غنْم . رواه ابن الجارود بسَنَدِه وعبد نعم بن عامر . ذكره ابن الجوْزيّ وعبد نِهْم بن عامر وعبد نِهْم بن عُتبَة وعُبيد بن عامر وعمرو بن عامر وعَمرو بن عبد غَنْم وصحّحه الفلاس وعُمَيْر بن عامر فهذه خمسة وثلاثون قولاً وأَمّا ما ذُكر في اسمه خاصّةً دون أَبيه فخمسة أَقوال : جُرْثُوم وقيل : عبد تَيْم وقيل : عبد يا لِيْل وقيل : عبد العُزَّى وقيل : كُرْدُوس وصحَّح الأَخيرَ الفلاَّسُ . هذه الأَقوال من تاريخ ابن عساكر ومن كتابي الكُنى للحاكم وابن الجارود وقيل : اسمه عبد الله واختاره الحافظ الدّمياطيّ وقيل : اسمه عبد شمس وصَحَّحه يحيى بن مَعِين والأَصحُّ من هذه الأَقوال كلّها عبد الرحمن بن صخْر كما قاله الحاكم والنَّوَوِيّ وصحَّحه البخاريّ وقال الشيخ تقي الدين القُشَيْرِيّ : الذي عند أَكثر أَصحاب الحديث المُتأَخِرين في الاستعمال أَنَّ اسمه عبد الرحمن بن صخر . من المَجاز قولُهم لا يعرِفُ هِرّاً من بِرٍّ وفي بعض الأُصول : ما يَعرفُ تقدّم في ب ر ر وأَحسَن ما قيل في تفسيره : ما يعرِفُ مَنْ يَهِرُّه أَي يكرهه ممّن يبَرّه . ورأْسُ هِرٍّ : ع بأَرض فارس بالساحل يُرابَطُ فيه . وهُرَيْرَةُ من أَعلامِهِنَّ أَي النِّساء . وهُريرَة : ع آخر الدَّهْناءِ ويُفهَم من كلام الصَّاغانِيّ أَنَّ آخر الدَّهْناءِ هو المُسَمَّى بهُرَيْرَة ولم يقيّد موضعاً ومثله كلام الحفصيّ فالصَّواب عدم ذكر المَوْضع . وهِرَّانُ بالكسْر : حِصْنٌ بذَمارَِ من حصون اليَمن ومَعاقِلها . ويومُ الهَرِيرِ كأَمير : من أَيّامهم المَعروفة وكان بين بَكر بن وائلٍ وبين بني تميم وهو من الأَيّام القديمة قُتِلَ فيه الحارث بن بَيْبَةَ المُجاشِعيّ سيِّدُ تَميم قتَلَه قيسُ بنُ سِباع من فُرسان بَكْر بن وائل فقال شاعرُهم : له تعالى عليه وسلم قي كُمِّه هِرَّةً فقال : يا أَبا هُرَيْرَةَ . فاشتهر به قال السُّهَيْلِيّ : كَنَّاه لِهِرَّةٍ رآها معه وروى ابن عساكر بسنده عن أَبي إسحاق قال : حدَّثني بعض أّصحابي عن أَبي هُرَيْرَة قال : إنَّما كَنَانِي النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم بأَبي هريرة لأَني كنتُ أَرْعى غَنَماً فوجدْتُ أَولادَ هِرَّةٍ وَحْشِيَّةٍ فجعلتُها في كُمِّي فلمّا رُحْتُ عليه سمِع أَصواتَ هِرَّةٍ فقال : ما هذا ؟ فقلتُ : أَولادُ هِرَّةٍ وجدتُها . قال : فأَنتَ أَبو هُرَيْرَةَ . فلَزِمَتْني بعدُ قال ابن عبد البَرّ : هذا هو الأَشْبَهُ عندي . وفي بعض الروايات ما يدلّ على أَنَّه كُنِي بها في الجاهليَّة . وفي صحيح البُخاريّ : أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم قال له يا أَبا هِرّ . واختُلِف في اسمه على نَيِّف وثلاثين قولاً وقوله في اسمه أَي مع اسم أَبيه فقيل : يزيد بن عرقة ذكره أَبو أَحمد وسعد بن الحارث وسعيد بن الحارث وسَكَنُ بن صَخْر وسُكَيْن بن دَوْمَة ذكرها ابن عبد البرّ . وسُكَيْن بن صَخْر وسُكَيْن بن عامِر وسُكَين بن عَمْرو وسُكَيْن بن دَوْمَة وسُكَيْن بن ملّ وسُكَيْن بن هانئ وعامر بن عبد شمس واختاره أَبو مُسْهر . وعامر بن عُمَيْر وعامر بن غَنْم وعامر بن عمير وعامر بن عبد نهْم وعبدُ الله بن عامر وعبد الله بن عائذ وعبد الله بن عَمرو وعَبْد الله بن عبد شمس وعَبْد الله بن عبد العُزَّى وعبد الرّحمن بن صخْر وعبد الرحمن بن عمرو وعبد الرحمن بن غَنْم وعبد بن عبد غَنْم وعبد شمس بن صَخْر وعبد شمس بن عامر وعبد شمس بن عبد عَمرو وعبد عَمرو بن عبد غنْم . رواه ابن الجارود بسَنَدِه وعبد نعم بن عامر . ذكره ابن الجوْزيّ وعبد نِهْم بن عامر وعبد نِهْم بن عُتبَة وعُبيد بن عامر وعمرو بن عامر وعَمرو بن عبد غَنْم وصحّحه الفلاس وعُمَيْر بن عامر فهذه خمسة وثلاثون قولاً وأَمّا ما ذُكر في اسمه خاصّةً دون أَبيه فخمسة أَقوال : جُرْثُوم وقيل : عبد تَيْم وقيل : عبد يا لِيْل وقيل : عبد العُزَّى وقيل : كُرْدُوس وصحَّح الأَخيرَ الفلاَّسُ . هذه الأَقوال من تاريخ ابن عساكر ومن كتابي الكُنى للحاكم وابن الجارود وقيل : اسمه عبد الله واختاره الحافظ الدّمياطيّ وقيل : اسمه عبد شمس وصَحَّحه يحيى بن مَعِين والأَصحُّ من هذه الأَقوال كلّها عبد الرحمن بن صخْر كما قاله الحاكم والنَّوَوِيّ وصحَّحه البخاريّ وقال الشيخ تقي الدين القُشَيْرِيّ : الذي عند أَكثر أَصحاب الحديث المُتأَخِرين في الاستعمال أَنَّ اسمه عبد الرحمن بن صخر . من المَجاز قولُهم لا يعرِفُ هِرّاً من بِرٍّ وفي بعض الأُصول : ما يَعرفُ تقدّم في ب ر ر وأَحسَن ما قيل في تفسيره : ما يعرِفُ مَنْ يَهِرُّه أَي يكرهه ممّن يبَرّه . ورأْسُ هِرٍّ : ع بأَرض فارس بالساحل يُرابَطُ فيه . وهُرَيْرَةُ من أَعلامِهِنَّ أَي النِّساء . وهُريرَة : ع آخر الدَّهْناءِ ويُفهَم من كلام الصَّاغانِيّ أَنَّ آخر الدَّهْناءِ هو المُسَمَّى بهُرَيْرَة ولم يقيّد موضعاً ومثله كلام الحفصيّ فالصَّواب عدم ذكر المَوْضع . وهِرَّانُ بالكسْر : حِصْنٌ بذَمارَِ من حصون اليَمن ومَعاقِلها . ويومُ الهَرِيرِ كأَمير : من أَيّامهم المَعروفة وكان بين بَكر بن وائلٍ وبين بني تميم وهو من الأَيّام القديمة قُتِلَ فيه الحارث بن بَيْبَةَ المُجاشِعيّ سيِّدُ تَميم قتَلَه قيسُ بنُ سِباع من فُرسان بَكْر بن وائل فقال شاعرُهم :وعَمْرو وابنُ بَيْبَةَ كان منهم ... وحاجب فاسْتَكانَ على الصَّغار و منَ المَجاز : هارَهُ يُهارُّه إذا هَرَّ في وَجْهه كما يَهِرُّ الكَلْبُ ومنه حديث أَبي الأَسود : المَرأَةُ التي تُهَارُّ زَوْجَها . قال سيبويه في الكتاب : في المَثَل : شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ يُضْرَبُ في ظهور أَمارات الشَّرِّ ومَخايِلِه وإنَّما احتِيجَ في هذا الموضع إلى التَّوكيد من حيث كان أَمْراً مُهِمّاً وذلك لمّا سمع قائله هَرِيراً أَي هَريرَ كَلْبٍ فأَضاف منه وأَشْفَقَ لاستماعه أَن يكون من طارقِ شَرٍّ فقال ذلك تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُسْتَمِعِه وليس هذا في نفسِه كأَنْ يَطْرُقَه ضَيْفٌ أَو مُسْتَرْشِد فلمّا عناه وأَهمَّه أَكَّدَ الإخْبارَ عنه وأَخرجه مُخْرَجَ الإغْلاظِ به أَي ما أَهَرَّ ذا نابٍ إلاّ شَرٌّ أَي أَنَّ الكلامَ عائدٌ إلى معنى النَّفْيِ وإنَّما كان المعنى هذا لأَنَّ الخَبَرِيَّةَ عليه أَقْوى أَلا تَرى أَنَّكَ لو قلتَ : أَهَرَّ ذا نابٍ شُرٌّ لكنتَ على طَرَفٍ من الإخبار غير مؤكَّدٍ فإذا قلت : ما أَهَرَّ ذا نابٍ إلاّ شَرٌّ كان أَوْكَدَ أَلا تَرى أَنَّ قولك : ما قام إلاّ زيدٌ أَوْكَدُ من قولك : قام زيدٌ ولهذا حَسُنَ الابتداءُ بالنَّكِرَة لأَنَّه في معنى ما تقدّم . وبسطَه في المُخْتَصر والمطوّل والإيضاح وشُروحِها وحَواشيها وفيما ذكرناه كِفايةٌ . ومما يستدرك عليه : هَرَّ فلانٌ الحَرْبَ هَريراً أَي كَرِهَها وهو مَجاز وكذا هَرَّ الكأْس وهو مَجاز أَيضاً وقال عَنترَةُ في الحَرب :
حَلَفْنا لهُم والخَيْلُ تَرْدِي بنا مَعاً ... نُزايِلُكُمْ حَتّى تَهِرُّوا العَوالِيا وفلانٌ هَرَّه الناسُ إذا كَرِهوا ناحِيتَه وهو مَجاز أَيضاً قال الأَعشى :
أَرى الناسَ هَرُّوني وشُهِّرَ مَدْخَلي ... ففي كُلِّ مَمْشىً أَرْصَدَ الناسُ عَقْرَبا والهَرَّار كَشَدَّاد : الكَلْبُ إذا كَشَّر عن أَنيابه . وقد يطلق الهَرير على صوت غير الكلب ومنه الحديث : " إنِّي سمعتُ هَريراً كهَرير الرَّحَى " أَي صوتَ دَوَرانها . وفي حديث خُزيمة : وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَهِرُّ بعضها في وجه بعضٍ من الجَهْد . والهِرُّ بالكسْر : العُقوق وبه فسَّر الفَزارِيُّ المثلَ المَذكور وقال ابن الأَعرابيّ : الهِرُّ : الخُصُومة وبه فَسَّر المثَل وقال أَيضاً : لا يَعْرِفُ هارا من بارَا لو كُتِبَتْ له . وقال أَبو عُبَيد : ما يَعرفُ الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرة . والتَّهَرْهُرُ : صوت الرِّيح تهَرْهَرَت وهَرْهَرَت واحدٌ ذكره الأَزْهَرِيّ في ترجمة عقر قال وأَنشد المُؤَرِّجُ :
وصِرْت مملوكاً بقاعٍ قَرْقَرِ ... يَجري عليْك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ
يالك من قُبَّرَةٍ وقُنْبُرِ ... كُنْت على الأَيّام في تَعَقُّرِوهَرَّ في وجه السائلِ إذا تَجَهَّمَه وهو مَجاز وهَرَّ الشتاءُ وللشتاءِ هَريرٌ كما قالوا : كَلِبَ الشِّتاءُ والبَرْدُ وهو مَجاز . ويقال : هَلَكَ من لا هَرَّارَ له كشَدّاد أَي لا سفيه له يَهِرٌّ عنه عَدُوَّه وهو مَجاز . وهَرَّت الإبلُ : أَكْثَرَت من أَكلِ الحَمْض عن ابن القطّاع . ومِمَّن تَكَنَّى بأَبي هُريرةَ جماعةٌ من المحَدِّثين فمنهم أَبو هريرةَ مِسْكِينُ بن دِينارٍ الخَيّاط عن مُجاهدٍ وعنه وَكِيع . وأَبو هُريرةَ عُرَيْف بن دِرْهم الحَمَّال التَّيْميّ . وأَبو هريرة عبد القُدُّوس يَروي عن الحسَن والجَريريّ . وأَبو هريرَةَ بيَّاعٌ السَّابِرِيّ . وأَبو هُريرة محمد بن فِراس الصُّوفيّ هؤلاء الخمسة في كتاب الكُنى لابن الجارود وأَبو هُريرَة عُبيد الله بن هُبَيرة عنه ابن لَهِيعَة وأَبو هُريرةَ وهْبُ الله بن رِزْق كان يسكن الحَمراءَ وهذان من كتاب ابنِ يونس . قلت : وأَبو هريرة عبد الملك بن عبد الرحمن القَلانِسيّ رَوَى عنه أَبو الفتح الخَوَرْنَقِيّ شيخٌ لابن السّمعانيّ . وأَبو عليّ الحَسَنُ بن الحُسَيْن الشافعِيّ عُرف بابن أَبي هُريرة عن ابن سُرَيْج وشرح مختصر المُزَنِيّ مات سنة 345 ، وبنو أَبي هُرَيْرَة بَطْنٌ من بني الحَسَن في وادي سُرْدَرٍ من اليَمَن يقال إنَّهم من ذُرِّيَّة الشريف يَحيى الهادي بن الحُسَيْن بن القاسم الرَّسِّيّ المدفون بجامع صَعْدَة . والهُرارُ كغُرابٍ : مَوضِعٌ في طرف الصَّمّان عن الصَّاغانِيّ . قلْت : هو في ديار بني تميم وقيل : هو قُفٌّ باليَمامَة قال النَّمِرُ :
هل تَذْكُرينَ جُزِيتِ أَفْضَلَ صالِحٍ ... أَيّامَنا بمُلَيْحَةِ فهُرارِها كذا في المعجم . وهُرَيْر بن عبد الرَّحمن بن رافِع بن خَديج كزُبَيْر عن أَبيه عن جَدِّه ووَلَداه رِفاعَة وعبد الله حَدَّثا . وهَرَّار كشَدّاد في بني ضَبة . وليلةُ الهَريرِ كأَمير . من ليالي صِفِّين قُتِلَ فيها ما يقرُبُ من سبعين أَلْفَ قتيلٍ ومِمَّن قُتِل حَيّان بن هَوْذَة النَّخْعِيّ وكان صاحب راية عليٍّ رضي الله عنه . وأَخوه بَكْر ذَكرَه ابنُ العَديم في تاريخ حلب