البَتْرُ بفتحٍ فسكونٍ : القَطْعُ قبلَ الإتمام كذا في اللِّسَانِ والأساسِ . وهو قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوِه مُستأْصِلاً وقيل : هو استئصالُ الشَّيْءِ قَطْعاً وقيل : كلُّ قَطْعٍ : بَتْرٌ . وسيفٌ باترٌ : قاطعٌ وكذلك بَتَّارٌ ككَتَّانٍ وبُتَارٌ وكغُرَابٍ وبَتُورٌ كصَبُور . والباتِرُ : السَّيفُ القاطِعُ . والأبْتَرُ : المقطوعُ الذَّنَبِ مِن أيِّ مَوضِعٍ كان من جميعِ الدَّوابِّ . بَتَرَه يَبْتُره بَتْراً مِن حَدِّ كتَب فبَتِرَ كفَرِحَ يَبْتَرُ بَتَراً . الذي في اللِّسَان : وقد أبْتَرَه فبَتَرَ وذَنَبٌ أبْتَرُ
الأَبْتَرُ : حَيَّةٌ خَبِيثةٌ . وفي الدُّرِّ النَّثِير مختصر نهايةِ ابنِ الأثير للجَلال : أنَّ الأبْتَرَ : هو القَصِيرُ الذَّنَبِ من الحَيَّات . وقال النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ : هو صِنْفٌ أزرقُ مقطوعُ الذَّنَبِ لا تَنْظُرُ إليه حامِلٌ إلا ألْقَتْ ما في بَطْنِهَا . وفي التَّهْذِيب : الأبْتَرُ من الحَيَّات : الذي يُقال له الشَّيْطَانُ قَصِيرُ الذَّنَبِ لا يَراه أحَدٌ إلا فَرَّ منه ولا تُبْصِرُه حامِلٌ إلا أسقطَتْ وإنّمَا سُمِّيَ بذلك لِقِصَرِ ذَنَبِه كأنّه بُتِرَ منه . الأبْتَرُ : البيتُ الرابعُ من المُثَمَّنِ في عَرُوض المُتَقَارِبِ كقوله :
خَلِيلَيَّ عُوجَا على رَسْمِ دارٍ ... خَلَتْ مِن سُلَيْمَى ومِن مَيَّهْ . والثاني من المُسَدَّسِ كقوله :
تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئِسْ ... فما يُقْضَ يَأْتِيكا . فقوَلُه : يَهْ مِن مَيَّهْ وكا من يأْتِيكا كلاهما فلْ وغنما حُكْمُهما فَعُولُن فحُذِفَتْ لن فبَقِيَ فعو ثم حُذِفَت الواوُ وأُسْكِنَت العَيْنُ فَبَقَي فلْ . وسَمَّى قُطْرُبٌ البيتَ الرابعَ مِن المَدِيد وهو قولُه :
إنّمَا الذَّلْفاءُ ياقوتَةٌ ... أُخْرِجَتْ مِن كِيسِ دِهْقانِ . سَمَّاه أبْتَرَ قال أبو إسحاق : وغَلِطَ قُطْرُبٌ إنما الأبتَرُ في المُتَقَارِب فأمَّا هذا الذي سَمّاه قُطْرُبٌ الأبْتَرَ فإنّمَا هو المَقْطُوعُ وهو مذكورٌ في موضِعِه كذا في اللِّسان وقال شيخُنَا : وظاهرُ قولِ المصنِّفِ أو نَصّ في أنّ الأبترَ من صفاتِ البيتِ وليس كذلك بل هو من صفاتِ الضَّرْب فهو أحدُ ضُرُوب المتقاربِ أو المَدِيد على ما عُرِفَ في العَرُوض والبَتْرُ ضَبطوه بالفتحِ وبالتَّحْرِيكِ وقالوا : هو في اصطلاحِهِم اجتماعُ القَطْعِ والحَذْفِ في الجُزءِ الأخِيرِ من المتقارب والمَديد فإذا دَخَلَ البَتْرُ في فَعُولنْ في المتقارب حُذِفَ سَبَبُه الخَفِيفُ وهو لن وحُذِفَتْ الواوُ مِن فعو وسُكِّنَتْ عَيْنُه فيَصِيرُ فع وإذا دخلَ البَتْر في فاعلاتن في المَدِيد حُذِفَ سَبَبُه الخفيفُ أيضاً وهو تن وحُذِفتْ ألفُ وتده وسُكِّنت لامُه فيصير فاعل . هذا مذهبُ أهلِ العَرُوضِ قاطِبَةً والزَّجّاجُ وَحدَه وافقَهم في المُتَقَارِب ؛ لأنّ فعولن فيه يصيرُ فع فيبقَى فيه أقلُّه وأمّا في المَدِيد فيصيرُ فاعلاتن إلى فاعل فيبقَى أكثرُه فلا ينبغي أن يُسَمَّى أبترَ بل يقال فيه : محذوفٌ مقطوعٌ والمصنِّف كأنَّه جَرَى على مذهب الزَّجّاج في خُصُوصِ التَّسْمِيَة وإنْ لم يُبَيِّن معنى البَتْرِ والأبترِ ولا أظهرَ المرادَ منه فكلامُه فيه نَظَرٌ مِن جِهاتٍ
الأبْتَرُ : المُعْدِمُ . الأبْتَرُ : الذي لا عَقِبَ له وبه فُسِّر قولُه تعالى : " إنَّ شانِئكَ هو الأبْتَرُ " نَزَلَتْ في العاصِي بن وائِل وكان دَخَلَ على النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلّم وهو جالس فقال : هذا الأبْتَرُ فقال الله عَزَّ وجَلَّ إنَّ شانِئَكَ يا محمدُ هو الأبترُ أي المُنْقَطِعُ العَقِبِ وجائزٌ أن يكونَ هو المنقطِعُ عنه كل ُّخيرٍ وهذا نقلَه الصاغانيُّوفي حديث ابنِ عَبّاسٍ قال : لمّا قَدِمَ ابنُ الأشْرفِ مكةَ قالتْ له قريشٌ : أنتَ حَبْرُ أهلِ المدينةِ وسَيِّدُهم قال : نعم قالوا : ألا تَرى هذا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ من قومِه يزعمُ أنّه خيرٌ منّا ونحن أهْلُ الحَجِيجِ وأهلُ السِّدانة وأهلُ السِّقايةِ قال : أنتم خيرٌ منه فأُنزِلَتْ : " إنَّ شَانِئَكَ هو الأبْتَرُ " وأُنْزِلتْ : " ألَمْ تَرَ إلى الَّذينَ أوتُوا نَصِيباً مِن الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بالجبْتِ والطَّاغُوت ويَقُولُونَ للَّذِينَ كَفَرُوا هؤلاءِ أهْدَى مِن الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً "
قال ابنُ الأثِير : الأبْتَرُ : المُنْبَتِرُ الذي لا وَلَدَ له . قيل : لم يكن يومئذٍ وُلِدَ له قال : وفيه نَظَرٌ لأنَّه وُلِدَ له قبلَ البَعْثِ والوَحْي إلا أن يكونَ أراد لم يَعْشِ له وَلَدٌ ذَكَرٌ
الأبْتَرُ : الخاسِرُ . الأبْتَرُ : ما لا عُرْوَةَ له من المَزَاد والدِّلاءِ
الأبْتَرُ : كلُّ أمْرٍ مُنقطِعٍ من الخَيْرِ أثَرُه وفي الحديث : " كلُّ أمْرٍ ذِي بالٍ لا يُبْدَأُ فيه بحَمْدِ اللهِ فهو أبْتَرُ " أي أقْطَعُ
الأبتر : العيْرُ والعَبْدُ وهما الأبْتَرانِ ؛ سُمِّيَا أبْتَرْيِن لقِلَّةِ خيرِهما ونقلَه الجوهريُّ عن ابن السِّكِّيت . ومن سَجَعَات الأساس : لَيْتَه أعارَنا أبْتَرَيْهِ وما هم إلا كالحُمُرِ البُتْرِ
الأبْتَر : لَقَبُ المُغِيرَةِ بنِ سَعْدٍ والبُتْرِيَّةُ من الزَّنْدِيَّةِ بالضَّمّ تُنْسَبُ إليه وضبطَه الحافظُ بالفَتْح
وأبْتَرَ الرجلُ : أعْطَى ومَنَعَ نقلَهما ابنُ الأعرابيِّ ضِدٌّ . أبْتَرَ إذا صَلَّى الضُّحَى حينَ تُقَضِّبُ الشَّمْسُ أيّ يَمتدُّ شُعَاعُها ويَخْرُج كالقُضْبانِ كذا في التَّهْذِيب وفي حديثِ عليٍّ كَرَّم اللهُ وجهه وسُئلَ عن صلاةِ الأضْحى أو الضُّحَى فقال : " حِين تَبْسِطُ الشمسُ على وَجْهِ الأرضِ وتَرتفِعُ . وأبْتَرَ الرَّجلُ : صلَّى الضُّحَى مِن ذلك كذا في النِّهاية . أبْتَرَ اللهُ الرَّجُلَ : جَعَلَه أَبْتَرَ مَقْطُوعَ العَقِبِ
والأُباتِرُ كعُلابِطٍ : القَصِيرُ ؛ كأنَّه بُتِرَ عن التَّمَامِ . قيل : هو مَن لا نَسْلَ له . الأُباتِرُ أيضاً : مَنْ يَبْتُرُ كيَنْصُرُ رَحِمَه ويَقطعُها كالباتِر كما في الأساس قال عبادَةُ بنُ طَهْفَة المازِنُّي يهجوُ أبا حِصْنٍ السُّلَمِيّ :
شَدِيدُ إكاءِ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ ... على قَطْعِ ذِي القُرْبَى أحَذُّ أُباتِرُ وفَسَّره ابنُ الأعرَابيِّ فقال : أي يُسرِعُ في بَتْرِ ما بينَه وبينَ صَدِيقهِ
والبَتْرَاءُ : الحُجًّةُ الماضِيةُ النّافِذَةُ عن ثعلبٍ ووَهِمَ شيخُنَا حيثُ فَسَّره بالحَدِيدَةِ قال : وتَجْرِي على لسان العامَّةِ فيُطلِقُونها على السِّكِّين القَصِيرةِ ويقال : ضَرْباءُ بَتْرَاءُ
والبَتْرَاءُ : ع بقُربِه مسجدٌ لرسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم بطريقِ تَبُوكَ . من ذَنَبِ الكَواكبِ ذَكَرَه ابنُ إسحاق . البَتْرَاءُ من الخُطَبِ : ما لم يُذْكَر اسمُ اللهِ فيه ولم يُصَلَّ على النّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومنه خَطَبَ زيادٌ خُطبتَه البَتْراءَ . في الأساس : طَلَعَتِ البُتَيْرَاءُ : الشَّمْسُ أوّلَ النهارِ قبلَ أن يَقْوَى ضَوْؤُهَا ويَغْلِبَ وكأنَّهَا سُمِّيَتْ به مُصَغَّرةً لتَقاصُرِ شُعَاعِها عن بُلُوغِ تَمامِ الإضاءَةِ والإشراقِ وقِلَّتِه . وتَقَدَّم حديثُ عليٍّ وفيه الشّاهِدُ وذكَره الهَرَوِيُّ والخَطّابِيُّ والسُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض
والانْبِتَارُ : الانْقِطاعُ يقال : بَتَرَه بَتْراً فانْبَتَر وتَبَتَّرَ . الانْبتارُ : العَدْوُ . عن ابن الأعرَابيِّ : البَتْرَةُ بفتحٍ فسكونٍ : الأتَانُ تصغيرُهَا بُتَيْرَةٌ
بُتْرانُ كعُثْمَانَ : ع لبني عامر بنِ صَعْصَعَةَ وقيل : جَبَلٌ وأنشد أبو زِياد :
وأشْرَفْتُ مِن بُتْرَانَ أنْظُرُ هل أرَى ... خَيالاً للَيْلَى رَيْتُه ويَرَانيَا وبُتْرٌ بالضّمّ فالسُّكُون : أحْبُلْ بالحاءِ المُهْمَلَة جمعُ حَبْلٍ من الرَّمْلِ في الشَّقِيق مُطِلاتٌ على زُبَالةَ . قال القَتَّال الكِلابِيُّ :
" عَفَا النَّجْبُ بَعْدِي فالعَرِيشانِ فالبُتْرُفَبُرْقُ نِعَاجٍ مِن أُمَيْمَةَ فالحِجْرُوقيل البُتْرُ أكثَرُ من سبعةِ فَرَاسِخَ وطولُه أكثرُ من عشرينَ فَرْسَخاً وفيه حِبالٌ كثيرةٌ من بلادِ عَمْروِ بنِ كِلاب . بُتْر : ع بالأنْدَلُسِ منه أبو محمّدٍ مَسْلَمَةُ بنُ محمّدٍ الأندلسيّ رَوَى عنه يُوسفُ بن عبد اللهِ بنِ عبد البَرِّ الأندلسيُّ
وبَتْرِيرُ بالفتح وضَبَطَه الصغانيُّ بالكسر : حِصْنٌ من عَمَلِ مُرْسِيَةَ بالأنْدَلُسِ ذَكَره ياقُوت في المعجم . بَتِيرَةُ كسَفِينَة : ابن الحارثِ بنِ فِهْرٍ في قُرَيْش قالَه ابنُ حَبِيب
أبو مَهْدِيٍّ عبدُ اللهِ بنُ بُتْرِي بالضّمّ ساكنةَ الآخرِ أندلسيٌّ رَوَى عن ابن قاسمٍ القَلْعِيِّ وعنه هِشامُ بنُ سعيد الخير الكاتبُ وكذا أبو محمّدٍ مَسْلَمَةُ بنُ محمّدِ بنِ البُتْرِي : مُحَدِّثانِ وهو أندلسيٌّ أيضاً من مشايخِ ابن عبد البَرّ مَرَّ ذِكْرُه قريباً
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المَبْتُورَةُ : التي قُطِع ذَنَبُهَا ومنه حديثُ الضَّحَايَا : " نَهَى عن كلِّ مَبْتُورَةٍ " . وفي حديث آخَرَ : " نَهَى عن البُتَيْرَاءِ " ؛ هو أنْ يُوتِرَ بركعةٍ واحدةٍ وقيل : هو الذي شَرَعَ في ركعتَيْن فأتَمَّ الأولَى وقَطَعَ الثّانيةَ وفي حديث سَعْدٍ : " أنّه أوْتَرَ بركعةٍ فأَنْكَرَ عليه ابنُ مسعودٍ وقال : ما هذه البتراءُ " . وفي الحديث : " كان لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دِرْعٌ يُقَال لها البَتْرَاءُ " ؛ سُمِّيَتْ بذلك لِقِصَرِهَا . والتَّبَتُّرُ : الانقطاعُ . وتَبَتَّرَ لَحْمُه : انْمَازَ
والأُباتِرُ بالضّمّ : مَوضعٌ قال الرّاعِي :
تَرَكْنَ رِجَالَ العُنْظُوَانِ تَنُوبُهُمْ ... ضِباعٌ خِفَافٌ من وراءِ الأُباتِرِ والبَتِّيرُ بفتح فتشديدِ تاءٍ فوقيَّةٍ فسكونِ ياءٍ تحتيَّةِ : قريةٌ بالشّام وإليه نُسِبَ شيخُ مشايخِنا أبو محمّدٍ صالحٌ كان ممَّن رَأَى الخَضِرَ عليه السلامُ وصافَحَه . والبَتُّورُ كتَنُّورٍ : مِن أعلامِهم . والبَتْراءُ : قريةٌ بمصر
وأُباتِر كعُلابِط : أوديةٌ أو هِضابٌ نَجْدِيَّةٌ في ديارِ غَنِيٍّ وقيل : بل هي ثمانيةٌ والأولُ أثْبَتُ . وأبْتَرُ كأحمدَ : صُقْعٌ شاميٌّ . وبُتَيْرَةُ بالضّمّ : لَقَبُ الحارثِ بنِ مالكِ بنِ نَهْدٍ بطنٌ قاله ابنُ حَبِيب . وبَتَرُونُ محرَّكَةً : قريةٌ بجُبَيْلٍ مِن عَمَلِ طَرَابلس الشامِ منها أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ مفرحِ بنِ عبدِ الله بن مُضَر بنِ قيس رَوَى له أبو سعد المالِينيُّ هكذا ذَكَره أئِمَّةُ الأنسابِ وفي معجم ياقوت : بَثَرُون بالثَّاءِ المثلَّثَة
الوَِتْر بالكسر لغة أهلِ نَجْد ويفتح وهي لغةُ الحجاز : الفَرْد قرأ حمزة والكسائيّ : " والشَّفْع والوتْر " بالكسر وقرأ عاصم ونافع وابنُ كَثير وأبو عمروٍ وابنُ عامر : والوَتْر بالفتح وهما لُغتان معروفتان وقال اللِّحْيانيّ : أهل الحجاز يُسمُّون الفَردَ الوَتْر وأهلُ نَجْد يكسرون الواو وهي صَلاةُ الوِتْرِ والوِتْرِ لأهل الحجاز والكسر لتميم أو ما لم يَتَشَفَّع من العَدَد . ورُوي عن ابن عبّاس أنّه قال : الوتْر آدَمُ عليه السلام وشُفِعَ بزوجته . وقيل : الشَّفْع : يوم النَّحْر والوتْر : يوم عَرَفَةَ . وقيل : الأعداد كلّها شَفْعٌ ووتْرٌ كَثُرَت أو قلّتْ . وقيل : الوتْر الله الواحدُ والشَّفْع : جميعُ الخَلْق خُلقوا أَزْوَاجاً . الوتْر : وادٍ باليَمامة ظاهرُه أنّه بالكسر ورأيتُه في التكملة مضبوطاً بالضمّ ومُجوّداً . وفي مختصر البُلدان : أنّه جبلٌ على الطريق بينَ اليمن إلى مكّة . وفي معجم ياقوت : الوُتْر بالضمّ : من أَوْدِية اليمامة خَلْفَ العِرْض ممّا يلي الصَّبا وعلى شَفيرِه المَوضِع المعروف بالبادية والمُحرَّقة وفيه نَخلٌ ورُكيٌّ قال الأعشى :
شاقَتْكَ من قَتْلَةَ أطْلالُها ... بالشَّطِّ فالوَتْرِ إلى حاجِرِ وقرأْت في نسخة مقروءةٍ على ابن دُرَيْد من شعر الأعشى : الوِتْر . بكسر الواو وكذلك قَرَأْتُه في كتاب الحفصيّ وقال : شَطُّ الوِتْر وهو مكان مَنْزِل عُبَيْد بن ثَعْلَبة وفيه الحِصْن المعروف بمُعْنق وهو الذي تَحصَّن فيه عُبَيْد بن ثَعْلَبة . الوِتْرُ : الذَّحْلُ عامَّةً أو الظُّلْمُ فيه . قال اللّحْيانيّ : يَفْتَحون فيقولون : وَتْر وتميم وأهلُ نَجْدٍ يَكسرون فيقولون : وِتْر . وقال ابن السِّكِّيت : قال يونُس : أهلُ العاليَةِ يقولون الوِتْرُ في العدد والوَتْر في الذَّحْل قال : وتميمٌ تقول وِتْرٌ بالكسر في العَدَدِ والذَّحْلِ سواءً . وقال الجَوْهَرِيّ : الوِتْر بالكسر : الفَرْدُ والوَتْر بالفتح : الذَّحْل هذه لغة أهل العالِيَة فأمّا لغة أهل الحجاز فبالضدِّ منهم وأمّا تَميمٌ فبالكسر فيهما كالتِّرَةِ كعِدَة والوَتيرة ومنه قولُ أمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم :
حامي الحقيقةِ ماجِدٌ ... يَسْمُو إلى طَلَبِ الوَتِيرَهْوقد وَتَرَه يَتِرُه وَتْرَاً ووِتْراً وتِرَةً هذا في الوَتْرِ الذَّحْل ؛ وأمّا في الوِتْر العَدد فلا يقال إلاّ أَوْتَر يُوتِر . في المُحكَم : وَتَرَ القومَ يَتِرُهم وَتْرَاً : جعلَ شَفْعَهم وِتْراً قال عَطاءٌ : كان القومُ وَتْرَاً فَشَفَعْتُهم وكانوا شَفْعَاً فَوَتَرْتُهم كَأَوْتَرْتُهم ومنه الحديث : " إذا اسْتَجْمَرْت فأَوْتِر " أي اجعل الحجارةَ التي تَستنجي بها فَرْدَاً . وَتَرَ الرجلَ : أَفْزَعه عن الفَرَّاء كلّ من أَدْرَكهُ بمَكْروهٍ فقد وَتَرَه . وَوَتَرَهُ مالَهُ وحقَّه : نَقَصَهُ إيّاه وهو مَجاز وفي التنزيل : " وَلَنْ يَتِرَكُم أَعْمَالَكُم " أي لن يَنْقُصكم من ثوابكم شيئاً . وقال الجَوْهَرِيّ : أي لن يَنْتَقِصَكُم في أعمالكم كما تقول : دخلتُ البيتَ وأنت تريد : في البيت وأحدُ القَولين قريبٌ من الآخر . وفي الحديث : " مَن فاتَتْه صلاةُ العَصْرِ فكأنّما وُتِرَ أهلَه ومالَه " أي نُقص أهلَه ومالَه وبَقِيَ فَرْدَاً يقال : وَتَرْتُه إذا نَقَصَته فكأنّك جَعَلْته وِتْراً بعد أن كان كثيراً . وقيل : هو من الوَتْر : الجِناية التي يَجنيها الرجلُ على غيره من قَتْل أو نَهْبٍ أو سَبْيٍ فشَبَّه ما يلحق مَن فاتتْه صلاةٌ بمن قُتل حَميمُه أو سُلِب أهلَه ومالَه . ويُروى بنصْب الأهل ورَفعِه . فَمَنَ نَصَبَ جَعَلَه مَفْعُولاً ثانياً لوُتِرَ وأضمر فيهما مفعولاً لم يسمِّ فاعله عائداً إلى الذي فاتته الصَّلاة ومَن رَفَعَ لم يُضمر وأقامَ الأهلَ مُقامَ ما لم يُسَمَّ فاعلُه لأنّهم المصابون المأخوذون فمن رَدَّ النّقصَ إلى الرجُل نَصَبَهما ومن رَدَّه إلى الأهل والمال رَفَعَهما . وفي حديث آخر : " مَن جَلَسَ مَجْلِساً لم يُذكَر الله فيه كان عليه تِرَةً " أي نَقْصَاً والهاءُ فيه عوضٌ عن الواو المحذوفة وقيل : أراد بها هنا التَّبِعةَ . والتَّواتُر : التَّتابُع : تَتابُع الأشياء أو مع فَتَرَاتٍ وبينها فَجَوَاتٌ . وقال اللّحيانيّ : تواتَرَتْ الإبلُ والقَطا وكلُّ شيءٍ إذا جاء بعضُه في إثر بعضٍ ولم تجئْ مُصْطَفَّةً . وقال حُمَيْد بن ثَوْر :
قَرينةُ سَبْعٍ إنْ تَواتَرْن مَرَّةً ... ضَرَبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنوبُ وليست المُتواتِرَةُ كالمُتدارِكَة والمُتتابِعَة . وقال مَرّةً : المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكة والمُتتابِعة . وقال مَرَّةً : المُتواتِر : الشيءُ يكون هُنَيْهةً ثمّ يجيءُ الآخرُ فإذا تتابَعت فَلَيْستْ مُتواترةً إنما هي مُتدارِكَة ومُتتابعة على ما تقدّم . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : تَرَىَ يَتْري إذا تَراخي في العمل فعَمِل شيئاً بعد شيءٍ . وقال الأصمعيُّ : واتَرْتُ الخَبرَ : أَتْبَعتُ وبين الخَبَرَيْن هُنَيْهةٌ . وقال غيرُه : المُواتَرَة : المُتابَعة وأصلُ هذا كلّه من الوَتْر وهو الفَرْد وهو أنِّي جَعَلْتُ كلَّ واحدٍ بعد صاحبِه فَرْدَاً فَرْدَاً . والخَبرُ المُتَواتِرُ : أن يُحَدِّثَه واحدٌ بعد واحدٍ وكذلك خَبرُ الواحدِ مثلُ المُتواتر . والمُتَواتِرُ : كلُّ قافيةٍ فيها حرفٌ مُتحرِّكٌ بَيْنَ حرفَيْن ساكنَيْن كمَفاعيلُنْ وفاعِلاتُنْ وفَعلاتُنْ ومَفْعولُنْ وفَعْلُن وفَلْ إذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فِلْ وإيّاه عنى أبو الأسود بقوله :
وقافِيَةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها ... كسَرْدٍ الصَّناع ليس فيها تَواتُرُو أَوْتَرَ بَيْنَ أَخْبَارِه وكتُبِه وواتَرَه هكذا في النسخ وصوابه واتَرَها مُواتَرَةً ووِتاراً بالكسر : تابَعَ من غيرِ توَقُّف ولا فُتور . والمُواتَرَة بين كلّ كِتابَيْن فَتْرَةٌ قليلة أو لا تكون المُواتَرَةُ بين الأشياءِ إلاّ إذا وَقَعَتْ فيها فَتْرَةٌ وإلاّ فهي مُدارَكة ومُواصَلِة وأصلُ ذلك كلّه من الوِتْر ومُواتَرَةُ الصَّوْم : أن تَصومَ يَوْمَاً وتُفطِرَ يوماً أو يَوْمَيْن وتأتي به وِتْراً وِتْراً قال : ولا يُراد به المُواصَلة لأنّه مأخوذٌ من الوِتْر الذي هو الفَرْد ومنه حديثُ أبي هُرَيْرة : " لا بَأْسَ أنْ يُواتِرَ قَضاءَ رَمَضَان " أي يُفَرِّقَه فيصومَ يوماً ويُفطِرَ يوماً ولا يَلْزَمه التتابُعُ فيه فيقضيه وِتْراً وِتْراً . وكذلك مُواتَرَةُ الكتب يقال : واتَرْتُ الكُتبَ فَتَوَاتَرَتْ أي جاءَت بعضُها في إثْر بعضٍ وِتْراً وِتْراً من غير أن تَنْقَطِع . وفي حديث الدُّعاء : أَلِّفْ جَمْعَهُم وواتِرْ بينَ مِيَرِهم . أي لا تَقْطَع المِيرَة عنهم واجْعَلْها تَصِل إليهم مرَّةً بعد مرَّةٍ . يقال : جاءوا تَتْرَى ويُنَوَّن وأصلُها وَتْرَى : مُتواتِرين . في الصّحاح تَتْرَى فيها لغتان تُنَوَّن ولا تُنَوَّن مثل عَلْقَى فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَها في المَعرفة جَعَلَ أَلِفَها أَلِفَ تَأْنِيث وهو أَجْوَد وأصلُها وَتْرَى من الوِتْر وهو الفَرْد . وتَتْرَى أي واحداً بعد واحدٍ . ومَن نَوَّنَها جَعَلَها مُلحَقَةً انتهى . وفي المحكم : التاءُ مبدلةٌ من الواو قال : وليس هذا البدلُ قياساً إنّما هو في أشياء معلومةٍ ثمّ قال : ومن العرب من يُنَوِّنُها فيجعل ألَفها للإلْحاق بمنزلةِ أَرْطَى ومِعْزى ومنهم من لا يصرف يجعل أَلِفَها للتأنيث بمنزلة ألفِ سَكْرَى وغَضْبَى . وفي التهذيب : قراَ أبو عمرو وابنُ كَثير : تَتْرَى منوَّنةً وَوَقَفا بالألف . وقرأ سائرُ القُرّاء تَتْرَى غير منوّنة . قال الفَرَّاء : وأكثرُ العرب على تَرْكِ تَنْوِينِ تَتْرَى لأنها بمنزلة تَقْوَى ومنهم من نوَّن فيها وجعلها أَلِفَاً كأَلِف الإعراب . وقال محمد بن سلام : سألتُ يونسَ عن قَوْلُهُ تَعالى : " ثم أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرَى " قال : متَقَطِّعةً مُتفوِتَةً . وجاءَت الخيلُ تَتْرَى إذا جاءَت مُتقَطِّعةً وكذلك الأنْبياءُ بيم كلِّ نبيَّيْن دهرٌ طويلٌ . والوَتيرَةُ : الطريقةُ قال ثعلب : هي من التَّواتُر أي التَّتابُع وفي الحديث : " فلم يَزَلْ على وَتِيرَةٍ واحدةٍ حتى مات " أي على طريقةٍ واحدةٍ مُطَّرِدَةٍ يدوم عليها . وقال أبو عُبَيْدة : الوَتيرَةُ : المُداوَمَةُ على الشيءِ وهو مأخوذٌ من التَّواتُر والتّتابُع . أو الوَتيرَةُ من الأرض : طريقٌ تُلاصِقُ الجبلَ وتَطَّرِد . قيل : الوَتيرَةُ : الفَترةُ في الأمر . يقال : ما في عمَلِه وَتيرَةٌ . وسَيْرٌ ليسَت فيه وَتيرَةٌ : أي فُتور . الوَتيرَة : الغَمِيزَة ؛ والتَّواني والوَتيرَة : الحَبْسُ والإبْطاء . وَتِيرَةُ الأنف : حِجابُ ما بين المَنْخَرَيْن من مُقَدَّم الأنف دونَ الغُرْضوف ويقال للحاجز الذي بين المَنْخرَيْن : غُرْضوف والمَنْخران : خَرْقَا الأنف . الوَتيرَة : غُرَيْضيفٌ في أعلى الأُذُن وفي اللسان والتكملة : في جَوْفِ الأُذُن يأخُذ من أعلى الصِّماخ قبل الفَرْع قاله أبو زيد . الوَتيرَة : جُلَيْدةٌ بين السَّبَّابَة والإبْهام . ووَتيرَةُ اليَد : ما بين الأصابع . وقال اللِّحيانيّ : ما بين كلِّ إصْبَعَيْن ولم يَخُصَّ اليدَ دونَ الرِّجْل . الوَتيرَة : ما يُوَتَّرُ بالأعمِدةِ من البيت كالوَتَرَة مُحرَّكةً في الأربعة الأخيرة الأخيرةُ عن الصَّاغانِيّ . الوَتيرَة : حَلْقَةٌ يُتَعلَّم عليها الطَّعْن ؛ وقيل : هي حَلْقَة تُحَلِّق على طرفِ قَناة يُتعلَّم عليها الرميُ تكون من وَتَرٍ ومن خَيْط . وقال اللِّحْيانيّ : الوَتيرَة : التي يُتعلَّم الطعنُ عليها ولم يَخُصَّ الحَلْقة . وقال الجَوْهَرِيّ : الوَتيرَة حلقةٌ من عَقَبٍ يُتعلَّم فيها الطعنُ وهي الدَّريئَةُ أيضاً . قال الشاعر يصف فرساً :
تُباري قُرْحَةً مثل ال ... وَتيرَةِ لم تكنْ مَغْدَاالمَغْد : النَّتْف أي لم تكن مَمَغَودة . الوَتيرَة : قطعةٌ تَسْتَدِقُّ وتَطَّرِدُ وتَغلُظُ من الأرض وقال الأصمعيّ : الوَتيرَة من الأرض ولم يَحُدَّها . وقال الجَوْهَرِيّ : الوَتيرةُ من الأرض : الطريقة ربما شُبِّه القبرُ بها والجمع الوَتائر . قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ يصف ضَبُعاً نَبَشَت قَبْرَاً :
فَذاحَتْ بالوَتائرِ ثمَّ بَدَّتْ ... يَدَيْها عندَ جانِبها تَهيلُ ذاحَتْ يعني نَبَشَتْ عن قَبْرِ قَتيلٍ . وقال الجَوْهَرِيّ : ذاحَتْ : أي مَشَتْ . وقال ابنُ بَرِّيّ : ذاحتْ : مَرّت مَرَّاً سريعاً قال : والوَتائر : جمع وَتيرَةٍ : الطريقةُ من الأرض قال : وهذا تفسير الأصمعيّ وقال أبو عمرو الشَّيْبانيّ : الوَتائر هنا : ما بَيْنَ أصابِعِ الضَّبُع يريد أنّها فَرَّجَت بين أصابعها . ومعنى بَدَّت يَدَيْها أي فَرَّقَت بين أصابع يَدَيْها . فَحَذَف المُضافَ . وتَهيل : تَحْثُو التراب قيل : الوَتيرة : الأرضُ البيضاء . والوَتيرَة : الوردةُ الحمراءُ أو البيضاءُ ومنَ المَجاز : الوَتيرَة : غُرَّةُ الفرَسِ المُستَديرَة الصغيرةُ فإذا طالتْ فهي الشّاذِحة قال الزَّمَخْشَرِيّ : شُبِّهت بالوردة البيضاء . وقال أبو منصور : شُبِّهت بالحَلْقة التي يُتَعَلَّم عليها الطَّعن . قال أبو حنيفة : الوَتيرَة : نَوْرُ الوَرْد . الوَتيرَة : ماءٌ بأسفل مَكَّةَ لخُزاعةَ والذي رأيته في التكملة : هو الوَتير بغير هاءٍ وزاد : وبعضُ أصحاب الحديث يقولونه بالنُّون . قلتُ : ومثله في معجم ياقوت قال : وربما قاله بعضُ المُحَدِّثين : الوَتين بالنون في قول عَمْرِو بن سالم الخُزاعيِّ يُخاطبُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم :
وَنَقَضوا مِيثاقَكَ المُؤَكَّدا ... وَزَعَموا أنّ لَسْتَ تَدْعُو أَحَدَا
وهمْ أَذَلُّ وأَقَلُّ عَدَدَا ... همْ بَيَّتونا بالوَتيرِ هُجَّدا وبه كانت الوَقعةُ بين كِنانةَ وخُزاعةَ في سنة سبعٍ من الهجرة . الوَتيرَة محرّكةً : حَرْفُ المَنْخَر وقيل : صِلَةُ ما بين المَنخرَيْن وفي حديث زيد : " في الوَتَرَة ثُلثُ الدِّيَّةِ " والمُرادُ بها وَتَرَةُ الأنفِ . الوَتَرَة من الذَّكَر : العِرْقُ الذي في باطِنِ الحَشَفَة . وفي الصّحاح : في باطنِ الكَمَرَة وهو جُلَيْدةٌ وقال اللّحيانيّ : وهو الذي بين الذَّكَر والأُنْثَيَيْن . الوَتَرَة : العَصَبَةُ التي تضمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الفرَس . وقال الأصمعيّ : حِتارُ كلِّ شيءٍ : وَتَرَةٌ وهو ما استدار من حروفه كحِتارِ الظُّفُرِ والمُنْخُلِ والدُّبُرِ وما أَشْبَهه . الوَتَرَة : عَصَبَةٌ تحت اللِّسان . الوَتَرَة : عَقَبَةُ المَتْنِ . وقال اللِّحيانيّ : الوَتَرَة : ما بَيْنَ الأرنبةِ والسَّبَلةِ . والوَتَرَة : مَجْرَى السَّهْمِ من القَوسِ العربيّة عنها يَزِلّ السهمُ إذا أراد الرامي أن يَرْمِي جَمْعُ الكلِّ وَتَرٌ بغير هاءٍ . والوَتَرُ محرَّكةً واحدُ أوتارِ القوس . وقال ابنُ سِيدَه هو شِرْعَةُ القَوسِ ومُعَلَّقُها ج : أَوْتَارٌ . وأَوْتَرها : جعلَ لها وَتَرَاً ووَتَّرَها تَوْتِيراً : شَدَّ وَتَرَها وكذلك وَتَرَها وَتْرَاً بالتخفيف . وقال اللِّحيانيّ : وَتَّرها وأَوْتَرها : شَدَّ وَتَرَها . قال ابنُ سِيدَه : قال بعضُهم : وَتَرَها يَتِرُها تِرَةً : عَلَّق عليها وَتَرَها . وَتَوَتَّرَ العَصَبُ والعُنُقُ هكذا في النسخ الموجودة وصوابُه : والعِرْقُ : اشتَدَّ أي فصار مثل الوَتر وهو مَجاز . ومنه فرَسٌ مُوَتَّرُ الأَنْساءِ إذا كان فيها شَنَجٌ كأنَّها وُتِّرَتْ توتيراً . كما في الأساس . والوَتير كأَمير : ع قال أسامةُ الهُذَليّ :
وَلَمْ يَدَعوا بينَ عَرْضِ الوَتِي ... رِ وبينَ المَناقِبِ إلاّ الذِّئابايقول : تَحَمَّلوا عن البلدِ فَتَرَكوا الذِّئابَ بعدَهم . وأَوْتَرَ : صلَّى الوِتْرَ وهو أنْ يُصلِّي مَثْنَى مَثْنَى ثم يصلّي في آخرِها رَكعةً مُفردةً ويُضيفها إلى ما قبلها من الرَّكعات وفي الحديث : " إنَّ الهَ وِتْرٌ يحبُّ الوِتْرَ فَأَوْتِروا يا أهلَ القرآن " وقد أَوْتَرَ صلاتَه . وقال اللّحيانيّ : أَوْتَرَ في الصلاة . فعدّاه بفي . أَوْتَرَ الشيءَ : أَفَذَّه أي جَعَلَه فَذَّاً أي وِتْراً . أو وَتَرَ الصلاةَ وأَوْتَرها ووتَّرَها بمعنىً واحد . وناقةٌ مُواتِرَةٌ : تَضَعُ إحدى رُكبتَيْها أوّلاً في البُروك ثم تضعُ الأُخرى ولا تضَعُهما معاً فيَشُقَّ على الرّاكبِ . وقال الأصمعيّ : المُواتِرَةُ من النُّوق هي التي لا تَرْفَعُ يداً حتى تَسْتَمْكِن من الأُخرى وإذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إحدى يَدَيْها فإذا اطمأنَّت وَضَعَت الأُخرى فإذا اطمأنَّت وَضَعَتْهُما جميعاً ثمّ تضَع وَرِكَيْها قليلاً قليلاً وفي كتاب هشامٍ إلى عاملِه : أن أَصِبْ لي ناقةً مُواتِرَةً . قالوا : هي التي تضعُ قَوائِمَها بالأرضِ وِتْراً وَتْراً عند البُروك ولا تزُجُّ نَفْسَها زَجَّاً فيَشُقَّ على راكبِها ؛ وكان بهشامٍ فَتْقٌ . والوَتَران محرّكةً : د وفي التكملة : موضع ببلاد هُذَيْل والنون مكسورةٌ كما ضَبَطَه الصَّاغانِيّ قال أبو جندبٍ الهُذَليّ :
فلا والله أَقْرَبُ بَطْنَ ضِيمٍ ... ولا الوَتَرَيْنِ ما نَطَقَ الحَمَامُ وممّا يدلُّ على أن النون مكسورةٌ قولُ أبي بُثَيْنةَ الباهليّ :
جَلَبْناهم على الوَتَرَيْن شَدّاً ... على أسْتاهِهمْ وَشَلٌ غَزيرُ أراد بالوَشَلِ السَّلْح . والوَتار كسَحَاب هكذا في النسخ وهو غلط وصوابُه الوَتائر كما في الأصول الصحيحة : ع بين مكَّة والطائف في شعر عمر بن أبي ربيعة قال :
لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إلينا بوَجْهِها ... مَساكِنَ ما بين الوَتائرِ والنَّقْعِوالوَتيرُ كأَمير : ما بينَ عَرَفَةَ إلى أدام وبه قُسِّر قَوْلُ أسامةَ الهُذَليّ السابق . والمَوْتُور : من قُتِل له قتيلٌ فلم يُدرِك بدَمِه ومنه حديث محمد بن مَسْلَمة : " أنّا المَوْتور الثائرُ " أي صاحبُ الوَتْر الطالب بالثَّأْر . والمَوْتور المفعول وتقول منه : وَتَرَه يَتِرَه تِرَةً ووَتْرَاً إذا قَتَلَ حَميمَه فَأَفْرده منه . والوُتْرَةُ بالضمّ : ة بحَوْرانَ من عملِ دمشق بها مسجدٌ ذَكروا أنّ موسى بن عِمْران عليه السلامُ سكنَ ذلك المَوضع وبه مَوْضِعُ عَصاه في الحَجَر هكذا ذَكَرَه ياقوت ولكنّه ضَبَطَ الوَتْر بالكسر فلينظرْ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الوَتْرُ من أسماءِ اللهُ تعالى وهو الفَذُّ الفَرْدُ جلَّ جَلالُه . ويقال : وَتَرْتُ فلاناً إذا أَصَبْته بوَتْرٍ وأَوْتَرْتُه : أوجدته ذلك ومنه حديث الشُّورى : " لا تَعْمِدوا السيوفَ عن أعدائكم فتُوتِروا ثَأْرَكم " قال الأَزْهَرِيّ : الثأرُ هنا العَدوُّ لأنّه مَوْضِعُ الثأْرِ والمعنى : لا تُوجِدوا عَدوَّكم الوَتْرَ في أنفسكم . ويروى بالمُوَحَّدة وقد تقدّم في موضعه . والوَتيرَة : المُداوَمة على العمل . وَوَتَرةُ الفَخِذِ : عَصَبَةٌ بين أسفلِ الفَخذ وبين الصَّفَن . والوَتَرَة من الفرَس : ما بين الأرنبةِ وأَعْلَى الجَحْفَلَة . والوَتَرَتان : هَنَتَان كأنّهما حَلْقَتان في أُذُنيِ الفرَسِ . وقيل : الوَتَران : العَصَبَتانِ بين رؤوسِ العُرْقوبَيْن إلى المَأْبِضَيْن وهما الوَتَرَتان أيضاً . والوَتَرُ محرّكةً : جبلٌ لهُذَيْل على طريق القادمِ من اليمنِ إلى مكّة به ضَيْعَةٌ يقال لها المَطْهَر لقومٍ من بني كِنانة . وَوَتَرٌ أيضاً : مَوضعٌ فيه نُخَيْلات من نَواحي اليَمامة عن الحفصيّ وهو غير الذي ذَكَرَه المُصنِّف . وفي المثَل : إنْباضٌ قبل التَّوْتير . يُضرَب في استِعجالِ الأمرِ قبل بلوغِ إناه . وامرأةٌ وَتَرِيَّة محرَّكةً : صُلبَةٌ . جاءَ في شعر ساعدةَ بن جُؤَيَّة . والوِتار بالكسر : جَمْع وَتَرِ القَوسِ عن الفَرَّاء نقله الصَّاغانِيّ . والوَتَّارُ كشَدَّاد : لقبُ علاءِ الدِّين عليّ بن أبي العلاء القَوَّاس الأديب حدّث عن عمر الكَرْمانيّ . تذنيب : اختُلف في حديث : " قَلِّدوا الخَيلَ ولا تُقَلِّدوها الأَوْتار " فقيل : جَمْع وِتْر بالكسر : وهي الجِنَاية قال ابنُ شُمَيْل : معناه لا تَطْلُبوا عليها الأوتارَ والذُّحول التي وُتِرْتُم عليها في الجاهلية . وقال أبو عُبَيْد : وعندي في تفسير هذا الحديث غيرُ ما ذُكِر هو أشبَهُ بالصّواب سمعتُ محمد بن الحسن يقول : معنى الأوْتارِ هنا أَوْتَار القِسيّ فَتَخْتَنِق فقال : لا تُقَلِّدوها . ورُوي عن جابرٍ : " أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم أَمَرَ بقَطعِ الأَوْتارِ من أَعْنَاقِ الخَيل " . قال أبو عُبَيْد : وَبَلَغني أنّ مالكَ بن أنس قال : كانوا يُقَلِّدونها أَوْتَارَ القِسيّ لئلاّ تُصيبَها العَينُ فَأَمَرهم بقَطعها يُعْلِمُهُم أنّ الأوتارَ لا تَرُدّ من أمرِ الله شيئاً . قال : وهذا شبيهٌ بما كَرِهَ من التّمائم ومنه الحديث : " مَن عَقَدَ لِحْيَتَه أو تَقَلَّدَ وَتَرَاً " وكانوا يَزْعُمون أنّ التَّقَلُّدَ بالأوتار يَرُدّ العَينَ ويدْفَعُ عنهم المَكارِه فنُهوا عن ذلك . والله أعلم