البَعْلُ : الأرضُ المُرتفِعة التي لا تُمْطَرُ في السَّنَةِ إلاَّ مَرَّةً واحِدةً قال سَلامَةُ بن جَنْدَل :
إذا ما عَلَوْنا ظَهْرَ بَعْلٍ كأنَّما ... على الهامِ مِنَّا قَيضُ بَيضٍ مُفَلَّقِِ قِيل في تفسيره : في أرضٍ مُرتفعةٍ لا يُصيبُها سَيحٌ ولا سَيْلٌ . ويُروَى : نَعْلٍ بالنّون وهذه الروايةُ أكثرُ . وقال الراغِبُ : قِيل للأرض المُسْتعلِية على غيرِها : بَعْلٌ تَشبِيهاً بالبَعْل مِن الرِّجال . وكلُّ نَخْلٍ وشَجَرٍ وَزَرْعٍ لا يُسقَى بَعْلٌ . وفي العُباب : البَعْلُ مِن النَّخْل : الذي يَشْرَبُ بعُرُوقِه فيستَغْني عن السَّقْي . أو البَعْلُ والعِذْيُ واحِدٌ : وهو ما سَقَتْه السَّماءُ قاله أبو عمرٍو . وقال الأصمَعِيّ : العِذْيُ : ما سَقتْه السماءُ والبَعْلُ : ما شَرِب بعُروقِه مِن غيرِ سَقْيٍ ولا سماءٍ ومنه الحديث : " ما شَرِبَ مِنه بَعْلاً فَفِيه العشْرُ " أي النَّخْلُ النابِتُ في أرضٍ تَقْرُب مادَّةُ مائِها فهو يَجْتزِئ " بذلك عن المَطَرِ والسَّقْيِ وإيّاه عَنى النابِغةُ الذُّبْيانيُّ بقوله :
مِن الشارباتِ الماءَ بالقاعِ تَسْتَقِى ... بأعجازِها قَبْل استِقاءِ الحَناجِرِ وقال الراغِبُ : يُقال لِما عَظُم حتّى شَرِب بعُروقِه : بَعْلٌ ؛ لاستِعْلائه . وقد اسْتَبْعَل المَكانُ : صار مُسْتَعْلِياً . البَعْلُ : ما أُعْطِيَ مِن الإِتاوَةِ على سَقْيِ النَّخْلِ . البَعْلُ : الذَّكَرُ مِن النَّخْلِ وهو مَجازٌ شُبِّه بالبَعْلِ مِن الرجال ومنه الحديث : " إنّ لَنا الضَّاحِيَةَ مِن البَعْلِ " وقال عبدُ الله بن رَواحَةَ رضي اللّه عنه يُخاطبُ ناقتَه :
هُنالِكَ لا أُبالِي نَخْلَ بَعْلٍ ... ولا سَقْيٍ وإن عَظُمَ الإِتاءُ
وقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم : " العَجْوَةُ شِفاءٌ مِن السَّمِّ ونَزَل بَعْلُها مِن الجَنّة " قال الأزهريُّ : أراد ببَعْلِها : قَسْبَها الراسِخَ عُروقُه في الماء لا يُسْقَى بنَضْحٍ ولا غيرِه ويَجيءُ ثَمَرُه سُحّاً قَعْقاعاً أي صَوّاتاً . بَعْلٌ : اسمُ صَنَمٍ كان مِن ذَهَبٍ لقَومِ إلياسَ عليه السّلامُ هذا هو الصَّوابُ ومثلُه في نُسَخ الصِّحاح ويُؤيِّده قولُه تعالَى : " وِإنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرسَلِينَ . إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُوَنَ أَتَدْعُوَن بَعْلاً وتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ " وفي نُسخةِ شَيخِنا : لِقَومِ يُونُسَ عليه السّلامُ ومِثلُه في كِتاب المُجَرَّد لِكُراع . وقال مُجاهِدٌ في تفسير الآية : أي أَتدْعُون إلهاً سِوى اللَّهِ . وقال الراغِبُ : وسَمَّي العَرَبُ مَعْبُودَهم الذي يَتقرَّبون به إلى اللّه : بَعْلاً ؛ لاعتقادِهم الاستِعلاءَ فيه . قيل : بَعْلٌ : مَلِكٌ مِن المُلُوكِ عن ابن الأعرابيّ . من المَجاز : البَعْلُ رَبُّ الشيء ومالِكُه ومِنه : بَعْلُ الدارِ والدابَّةِ تُصُوِّرَ فيه مَعْنَى الاستِعلاء يُقال : أتانا بَعْلُ هذه الدابَّةِ : أي المُستَعْلِي عليها . من المَجازِ : البَعْلُ : الثِّقَلُ قال الراغِبُ : ولَمّا كان وَطْأةُ العالِي على المُستَعْلَى مُستثقَلَةٌ في النَّفْس قِيل : أصبحَ فلانٌ بَعْلاً على أهلِه : أي ثَقِيلاً لعُلُوِّه عليهم وفي العُباب : أي صار كَلاً وعِيالاً . و البَعْلُ : الزَّوْجُ قال اللّه تعالَى : " هذا بَعْلِي شَيخاً " . ج : بِعالٌ بالكسرِ وبُعُولَةٌ وبُعُولٌ بضمِّهما كفَحْلٍ وفُحُولَةٍ وفُحُولٍ قال اللّه تعالى : " وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَق بِرَدِّهِنَّ " . ويُقال : النِّساءُ ما يَعُولُهُنّ إلاَّ بُعُولَتُهُنَّ . والأنْثَى : بَعْل وبَعْلَةٌ كما قالوا : زَوْجٌ وزَوجَةٌ . وبَعَلَ الرجُلُ كمَنَع بُعُولَةً بالضمّ : صار بَعْلاً قال :
" يا رُبَّ بَعْلٍ ساءَ ما كانَ بَعَلْ وكذلك : بَعَلَت المرأةُ بُعُولَةً ؛ إذا صارتْ ذاتَ بَعْلٍ . كاسْتَبعَلَ فهو بَعْلٌ ومُستَبعَلٌ . بَعَلَ عليه : إذا أبي ومنه حديثُ الشُّورَى : " فمَنْ بَعَلَ عليكُم أمْرَكُم فاقْتُلوه " أي أبى وخالَفَ . وتَبَعَّلَتِ المرأةُ : أطاعَتْ بَعْلَها ومنه الحديثُ : " نَعَم إذا أحْسَنْتُنَّ تَبَعُّلَ أزواجِكُنَّ وطَلَبْتُنَّ مَرْضاتَهُم " وفي حديث آخَرَ : " وجِهادُ المرأةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ " . أو تَبَعَّلَتْ : إذا تَزَيَّنَتْ له بُنيَ مِن لفظِ البَعْلِ : البِعالُ بالكسر وهو كِنايةٌ عن الجِماعِ ومُلاعبةِ الرجل أهلَه كالتَّباعُلِ والمُباعَلَة يُقال : هو يُباعِلُها : أي يُلاعِبُها وبينَهما مُباعَلَةٌ ومُلاعَبَةٌ وهما يَتباعلان . وفي الحديث : " أَيّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكل وشُرْبٍ وبِعالٍ " رواه أبو عبيد وقال الحُطَيْئةُ :
وكَم مِن حَصانٍ ذاتِ بَعْلٍ تَركتُها ... إذا اللَّيلُ أَدْجَى لم تَجِدْ مَن تُباعِلُهْوباعَلَتِ المرأةُ : اتَّخَذتْ بَعْلاً وليس المُفاعَلَةُ فيه حَقِيقيَّةً . باعَلَ القَومُ : تَزوَّج بعضُهم بعضاً . و من المَجاز : باعَلَ فُلانٌ فُلاناً : إذا جالَسَهُ تُصُوِّر فيه مَعْنَى المُلاعَبَةِ . تُصُوِّر مِن البَعْلِ الذي هو النَّخْلُ قِيامُه في مَكانِه فقِيل : بَعِلَ فُلانٌ بأَمْرِه كفَرِح : إذا دَ هِشَ وفَرِقَ وبَرِمَ وعَيِىَ وثَبَت مَكانَه ثُبُوتَ النَّخْلِ في مَقَرِّه فلم يَدْرِ ما يَصْنَعُ فهو بَعِلٌ كَكَتِفٍ وذلك كقولهم : ما هو إلّا شَجَرٌ فيمَن لا يَبْرَحُ . والبَعِلَةُ كفَرِحةٍ مِن النِّساء : التي لا تُحْسِنُ لُبسَ الثِّيابِ ولا إصلاحَ شَأنِ النَّفْسِ وهي البَلْهاءُ . بَعَال كسَحابٍ : أرضٌ لِبَني غِفار قُربَ عُسْفانَ . بُعالُ كغُرابٍ : جَبَلٌ بإِرْمِينِيَةَ وقال ابنُ عبّاد : جَبَلٌ بالقُصَيبَة . وشَرَفُ البَعْلِ : جَبَلٌ بطَريقِ حاجِّ الشأمِ نقَله الصاغانيُّ . وبَعْلَبَكُّ : د بالشَّام والقولُ فيه كالقَوْلِ في سامِّ أَبْرَصَ وقد ذكِر في الصاد كما في الصِّحاح . قال ابنُ بَرِّيّ : سامُّ أَبْرَصَ اسمٌ مُضافٌ غير مُركَّبٍ عندَ النّحويِّين . قولُ المُصنِّف : ذُكِر في ب - ك - ك إحالةٌ باطِلَةٌ فإنَّه لم يذكره هناك أشار له شيخُنا . قال : وقد ذَكروا أن بَعْلَ اسمُ صَنَمٍ بَكّ اسمُ صاحب هذه البلدة والنِّسبة إليها : البَعْلِيُّ
ومما يستدرك عليه : البَعْلُ : مَن تلزَمُك طاعتُه مِن أبٍ وأُمٍّ ونحوِهما وبه فُسِّر الحديثُ : " هل لكَ مِن بَعْلٍ ؟ قال : نَعَم قال : فانْطَلِقْ فجاهِدْ فإنّ لكَ فيه مُجاهَداً حَسَناً " . وقِيل : البَعْلُ هنا : العِيالُ ومَن تلزمُه نَفَقَتُه ويجوز أن يكونَ مُخفَّفاً مِن بَعِلٍ وهو العاجِزُ الذي لا يَهْتَدِي لأمرِه مِن بَعِلَ بالأمر . والبَعْلِيّ : الرجلُ الكثيرُ المالِ الذي يَعْلَى الناسَ بماله وبه فُسِّر الحديثُ : " فما زال وارِثُه بَعْلِيّاً حتّى مات " . وقال الخَطّابِيّ : لست أدرى ما صِحَّةُ هذا ولا أَراه شيئاً إلاَّ أن يكونَ نِسبةً إلى بَعْلِ النَّخْلِ يريد أنه قد اقْتَنَى نَخْلاً كثيراً مِن بَعْلِ النَّخْل . قال : والبَعْلُ أيضاً : الرئيسُ والبَعْلُ : المالِكُ فعلى هذا يكون قوله : بَعْلِيّاً أي رئيساً متملِّكاً . قال : وفيه وجهٌ آخَرُ وهو أشْبَهُ بالكلام : وهو أن يكون بِ عَلْياءَ على وزن فَعْلاء مِن العَلاء قال الأصمَعِيّ : وهو مَثَلٌ يُقال : ما زال منها بِعَلْيَاء : إذا فَعل الرجُلُ الفَعْلةَ فَيَشْرُفُ بها ويَرتفِعُ قَدْرُه . وقال ابنُ عبّادٍ : البَعِل ككَتِفٍ : البَطِرُ . وامرأةٌ حَسَنةُ الابتِعال : إذا كانت حَسنةَ الطاعةِ لزوجِها . واسْتَبعَلَ النَّخْل : صار بَعْلاً وعَظُمَ
التَّبْلُ كالضَّرْبِ : العَداوَةُ في القَلْب ج : تُبُولٌ تقول : لم يَزَلْ إضمارُ التُّبُول سَبَبَ إظهارِ الخُبُول وتَبابيلُ نادِرٌ . التَّبلُ : التِّرَةُ الذَّحْل يقال : بَينَهُم تُبُولٌ وذُحُولٌ . التَّبْلُ الإِسْقامُ يقال : تَبَلَهُ الحُبُّ : أي أَسْقَمه كالإِتْبالِ وتَبَلَهُ : ذَهَب بعَقْلِه وهَيَّمَهُ . مِن المَجاز : تَبَلَ الدَّهْرُ القَومَ : رَماهُم بصُرُوفِه وأَفْناهُم فهو تابِلٌ . تَبَلَتِ المرأةُ فُؤادَ الرَّجُل : أصابَتْه بِتَبْلٍ فهو مَتْبُولٌ قال كَعبُ بن زُهَير رضي اللّه تعالى عنه :
بانَتْ سُعادُ فَقلْبِي اليَوْمَ مَتْبُولُ ... مُتَيَّمٌ إِثْرَها لم يُفْدَ مَكْبُولُ
ورَوى الأصْمَعِيُّ : لم يجْزَ . تَبَلَ القِدْرَ : جَعَل فيه هكذا في النُّسَخ والصّوابُ : فيها التابِلَ كتَبَّلَها بالتشديد وتَوْبَلَها وهذه عن أبي عُبيد في المُصَنَّف وتابَلَها وهذه عن ابنِ عَبّاد في المُحِيط . والتَّابِلُ كصاحبٍ وهاجَرَ وجَوْهَرٍ الأخيرة عن ابن الأعرابيِّ والثانية قد تُهْمَز عن ابن جِنِّي : أَبْزارُ الطَّعام ج : تَوابِلُ والتَّبَّالُ كشَدَّادٍ صاحِبُها . وتُوبالُ النُّحاسِ والحَديدِ بالضّمّ : ما تَساقَطَ منه عندَ الطَّرْق ومِثْقالٌ منه بماء العَسَلِ شُرباً يُسهِلُ البَلْغَمَ بقُوَّةٍ . وتَبالَةُ كسَحابَةٍ : د باليَمن خِصْبَةٌ وكان استُعْمِلَ عليها الحَجَّاجُ مِن طَرَف عبدِ الملك بن مَروان فأتاها فاستَحْقَرها فلم يدخُلْها فقِيل : أَهْوَنُ مِن تَبالَةَ علَى الحَجَّاج وضُرِب به المَثَلُ . وقِيل : إنه قال للدَّلِيل لَمّا قَرُب منها : أين هي ؟ قال : تَستُرها عنك الأَكَمَةُ فقال أَهْوِنْ علي بعَمَلٍ تَستُره عنِّي الأَكَمَةُ ورجَع من مكانِه . وفي مَثَلٍ آخر : ما حَلَلْتَ تَبالَةَ لِتَحْرِمَ الأضيافَ : أي إن اللَّهَ لم يُخَوِّلْك هذه النِّعمةَ إلَّا لتَجُودَ على الناس . ويُرْوَى : لم تَحُلِّى تَبالَةَ لتَحْرِمِي قال لَبِيدٌ رضي اللّه تعالى عنه :
فالضَّيفُ والجارُ الجَنِيبُ كأنما ... هَبَطا تَبالَةَ مُخْصِباً أَهْضامَها تُبَل كُزَفَرَ : وادٍ على أميالٍ يَسِيرةٍ من الكوفة في قَصْر بني مُقاتِل أعلاه يَتَّصل بسَماوَةِ كَلْبٍ قاله نصر وقال لَبيدٌ رضي الله تعالى عنه :
كُلَّ يَوْمٍ مَنَعُوا جامِلَهُمْ ... ومُرِنّاتٍ كآرامِ تُبَلْ تُبَّلُ كسُكَّرٍ : د مِن نَواحِي عَزاز من عَمَلِ حَلَبَ منه أحمدُ بن إسماعيل التُّبَّلِيُّ الحَلبيُّ حدَّث عن ابن رَواحَةَ . وكَفْرُ تَبِيلٍ كأمِيرٍ : ع بين الرَّقَّةِ وبالِسَ في شَرقِيّ الفُرات قاله نَصْر
ومما يستدرك عليه : المَتْبُولُ : الذي يُحِبُّ ولا يُعْطَى حاجَتَه . وأَتْبَلَه الدَّهْرُ مِثلُ تَبَلَه قال الأعْشَى :
أَأَنْ رأتْ رَجُلاً أَعْشَى أَضَرَّ بِه ... رَيْبُ المَنُونِ ودَهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ أي يَذْهَب بالأهل والوَلَد . ومن المَجاز : قَزَّحَ كلامَه وتَوْبَلَهُ . وتُبَل كصُرَدٍ : اسمُ مدينةِ تَبالَةَ فيما قِيل قاله نصر . ومَحَلَّةُ مَتْبُول : قريةٌ بالبُحَيرة منها القُطْبُ بُرهان الدِّين إبراهيم المَتْبُولِيّ أحدُ شيوخ سيِّدي عليٍّ الخَوَّاص تُوفي بِسُدُودَ من أرض فِلَسطِينَ ومُتَعَبَّدُه في بِرْكة الحاجِّ مشهورٌ . ومن ولده الإمامُ الحافظ شِهابُ الدِّين أحمد بن محمد المَتْبُولِيُّ أخذ عن السُّيوطِيّ وابنِ حَجَر المَكِّيّ وشَرَح الجامِعَ الصَّغير