تَاعَ القَيءُ يَتِيع تَيْعاً بالفَتْحِ وتَيَعاً وتِيَعَاناً مُحَرَّكَتَينِ وكذلِكَ تَوْعاً : خَرَجَ
وتَاعَ الشَّيْءُ كالماءِ ونَحْوهِ يَتِيعُ : سالَ وانْبَسَطَ علَى وَجْهِ الأَرْض تِيْعاً وتَوْعاً الأَخِيرَةُ نادِرَةٌ
وقال الزَّجّاج : تاعَ الشَّيْءُ إِذا ذَابَ . وقالَ ابنُ عَبّاد : تَاعَ تَيَعَاناً وتَيْعاً وتَيَعاً إِذا تاقَ
وتاعَ الطَّرِيقَ يَتِيعُهُ تَيْعاً : قَطَعَهُ . وتاعَ إِلَيْهِ : عَجِلَ ومنه اشْتِقَاقُ التَّيَّعانِ كما يَأْتِي ومِنْهُ تَاعَ إِلَيْهِ : ذَهَبَ . وتَاعَ السَّمْنَ يَتِيعُه تَيْعاً وتَوْعاً : رَفَعَهُ بقِطْعَةِ خُبْزٍ كتَيَّعَهُ
وقالَ ابْنُ شُمَيْلٍ : التَّيْعُ : أَنْ تَأْخُذَ الشَّيْءَ بيَدِكَ . يُقَالُ : تَاعَ به يَتِيعُ تَيْعاً وتَيَّعَ به إِذا أَخَذَهُ بِيَدِهِ وأَنْشَد :
" فأَعْطَيْتُها عُوداً وتِعْتُ بتَمْرةٍوخَيْرُ المَرَاغِي قد عَلِمْنَا قِصارُهَا قالَ : هذا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّه أَكَلَ رَغْوَةً مَعَ صاحِبَةٍ له فقال : أَعْطَيْتُها عُوداً تَأْكُلُ به وتِعْتُ بِتَمْرَةٍ أَيْ أَخَذْتُهَا آكُلُ بِها . والمْرْغاةُ : العُودُ أَو التَّمْرُ أَو الكِسْرَة يُرْتَغَى بها وجَمْعُهَا المَرَاغِي . قال الأَزْهَرِيّ : رَأَيْتُه بخَطِّ أَبِي الهَيْثُمِ . وتِعْتُ بتَمْرَةٍ قالَ : ومِثْلُ ذلِكَ تَيِّعْتُ بها
قالَ : وأَعْطَانِي فُلانٌ دِرْهَماً فتِعْتُ به أَيْ أَخَذْتُه . والتِّيعَةُ بالكَسْرِ : الأَرْبَعُونَ من الغَنَمِ نَقَلَهُ أَبُو عُبَيْدٍ في شَرْحِ حَدِيثِ وائلِ بنِ حُجْرٍ : عَلَى التِّيعَةِ شاةٌ والتِّيمَةُ لصاحِبها ومِنْهُم مَنْ خَصَّهُ بغَنَمِ الصَّدَقَةِ وحَكَى شَمِرٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ قالَ : التِّيعَةُ : لا أَدْرِي ما هي وبَلَغَنا عن الفَرّاءِ أَنَّهُ قال : التِّيعةُ من الشاءِ : القِطْعَةُ التَّي تَجبُ فِيهَا الصَدَقَةُ تَرْعَى حَوْلَ البُيُوتِ أَو التِّيعَةُ : أَدْنَى ما يَجِب مِن الصَّدّقَةِ كالأَرْبَعِينَ فيها شاةٌ وكخَمْسٍ من الإِبِلِ فيها شَاةٌ قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ قالَ : وإِنَّمَا تَيَّع التِّيعَةَ الحَقُّ الَّذِي وَجَبَ للمُصَدِّق فِيهَا لأَنَّهُ لَوْ رامَ أَخْذَ شَيْءٍ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ عَدَدُهَا ما يَجِبُ فِيه التِّيعَةُ لمَنَعَهُ صاحِبُ المالِ فلَمَّا وَجَبَ فيه الحَقُّ تاعَ إِلَيْه المُصَدِّقُ أَيْ عَجِلَ . وتاعَ رَبُّ المالِ إِلى إِعْطَائهِ فجادَ به . قالَ : وأَصْلُه من التَّيْعِ وهو القَيْءُ
وقَال أَبُو عُبَيْدٍ : التِّيعَةُ : اسْمٌ لأَدْنَى ما يَجِبُ فيه الصَّدَقَةُ أَي الزَّكَاةُ مِن الحَيَوَانِ وكَأَنَّهَا الجُمْلَةُ الَّتِي للسُّعَاةِ إِلَيْهَا ذَهَابٌ ونَصُّ أَبِي عُبَيْدٍ : عَلَيْهَا سَبِيلٌ مِنْ تاعَ يَتِيعُ إِذا ذَهَبَ إِلَيْهِ كالخَمْسِ مِنَ الإِبِلِ والأَرْبَعِينَ مِنَ الغَنَمِ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : التّاعَةُ : الكُتْلَةُ من اللِّبَاءِ الثَّخِينَةِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . وفي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : رَجُلٌ تَيِّع ككَيَّسٍ وتِيَّعان مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً وكَذلِكَ تَيِّحٌ وتَيَّحان وتَيِّقٌ وتَيَّقَان أَيْ مُتَسَرِّعُ إِلَى الشَّرِّ أَوْ إِلَى الشَّيْءِ مِنْ قَوْلِهِمْ : تَاعَ إِلَى الشَّيْءِ أَيْ عَجِلَ إلَيْهِ
والأَتْيَعُ : المُتَتايعُ أَي المُتَسَارِعُ في الحُمْقِ أَو الذَّاهِبُ فيه
والأَتْيَعُ من الأَمَاكِنُ : ما يَجْرِي السَّرَابُ عَلَى وَجْهِهِ . وأَتَاعَ الرَّجُلُ إِتاعَةً فهو مُتِيعٌ : قاءَ والْقَيْءُ مُتَاعٌ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للقُطَامِيّ يَذْكُرُ الجَرَاحَاتِ :
وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدِي كُلُوماً ... تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتَاعَاً وأَتاعَ القَيءَ : أَعَادَهُ وكذلِكَ أَتاعَ دَمَهُ فتَاعَ تُيُوعاً . والتَّتَايُعُ : رُكُوبُ الأَمْرِ عَلَى خِلافِ النّاسِ عَن ابْنِ شُمَيْلٍ . وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : التْتَايُع : التِّهَافُتُ في الشَّيْءِ والمُتَايَعَةُ عَلَيْه يُقَالُ للقَوْم : قد تَتَايَعُوا في الشَّيْءِ إِذا تَهَافَتُوا فيه وسارَعُوا إِلَيْه وبه فُسِّرَ الحَدِيثُ : ما يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَايَعُوا في الكَذِبِ كما الفَرَاشُ فِي النّارِ . وقيلَ : هو الإِسْرَاعُ فِي الشَّرِّ ولا يَكُونُ إِلاّ فِي الشَّرِّ كما في الصّحاح . وقال الأَزْهَرِيّ : ولم نَسْمَعِ التَّتَايُعَ فِي الخَيْرِ وقِيلَ : التَّتَايُع في الشَّرِّ كالتَّتَابُعِ في الخَيْرِ ويقال في التَّتَايُعِ : إِنَّهُ اللَّجَاجَةُ وقِيلَ : هو ا لتَّهَافُتُ فيه كما في ا لصّحاح كالتّتَيُّع عن ابنِ عَبّادٍ وهو في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ . يُقَالُ : تَتَيَّع عَلَى فُلانٌ . قالَ : وتَتَايَعَ لِلْقِيَامِ إِذَا اسْتَقَلَّ له وأَنْشَدَ :
فَلهَّفَ أُمَّه لَمَّا رَآهَا ... تَنُوءُ ولا تَتَايَعُ لِلْقِيَامِ واتَّايَعَتِ الرِّيحُ بالوَرَقِ : إِذا ذَهَبَتْ به . قال الأَزْهَرِيّ : وأَصْلُه تَتَايَعَت به . قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَذْكُرُ عَقْرَهُ نَاقَتَهُ وأَنَّهَا كَاسَتْ فخَرَّتْ علَى رَأْسها :
ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لسَاقِها ... فخَرَّتْ كَمَاتَتَّايَعُ الرِّيحُ بالقَفْلِ
لِحَىٍّ جيَاعٍ أَو لِضَيْفٍ مُحَوَّلٍ ... أُبَادِرُ حَمْداً أَنْ يُلَجَّ به قَبْلِي وقال الأَخْفَشُ : تَتَّايَعُ : تَذْهَبُ به . ولا أَسْتَتِيع بمَعْنَى : لا أَسْتَطِيعُ عن ابنِ عَبّادٍ وهِيَ لُغَةٌ أَو لُثْغَةٌ أَو بَدَلٌ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : التَّيْعُ : ما يَسِيلُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ مِن جَمَدٍ ذَائبٍ ونَحْوِهِ
وشَيْءٌ تَائعٌ : مَائعٌ . وتَتَيَّعَ المَاءُ : انْبَسَطَ علَى وَجْهِ الأَرْضِ وتَاعَ السُّنْبُلُ : يَبِسَ بَعْضُهُ وبَعْضُهُ رَطْبٌ . والسَّكْرَانُ يَتَتَايَعُ : يَرْمِي بنَفْسِهِ سَرِيعاً مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ وكَذَا الحَيْرَانُ وقِيلَ : التَّتايُعُ : الوُقُوعُ في الشَّرِّ مِن غَيْرِ فِكْرَةٍ ولا رُوِيَّةٍ . وتَتَايَعَ الجَمَلُ في مَشْيِهِ فِي الحَرِّ إِذا حَرَّكَ أَلْواحَهُ حَتَّى يَكاد يَنْفَكُّ . وتَتَايَعَ القَوْمُ في الأَرْضِ أَيْ تَبَاعُدُوا فِيهَا عَلَى عيٍّ وشِدَّةٍ
وقال الصّاغَانِيّ : التَّرْكِيبُ يَدُلُّ على اضْطِرَابِ الشَّيْءِ وقد شَدَّ عَنْهُ التِّيعَةُ . قُلْتُ : وإِذا تَأَمَّلْتَ في قُوْلِ أَبِي سَعِيدٍ الَّذِي تَقَدَّم فيه عَلِمْتَ أَنَّهُ لا شُذُوذَ
فصل الثاءِ مع العين