الحِبْرُ الذي
يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر
( * قوله « وموضعه المحبرة بالكسر » عبارة المصباح وفيها ثلاث لغات أجودها فتح
الميم والباء والثانية ضم الباء والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء )
في الجَمالِ والبَهاء وسأَل عبدالله بن سلام كعباً
الحِبْرُ الذي
يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر
( * قوله « وموضعه المحبرة بالكسر » عبارة المصباح وفيها ثلاث لغات أجودها فتح
الميم والباء والثانية ضم الباء والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء )
في الجَمالِ والبَهاء وسأَل عبدالله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال هو الرجل
الصالح وجمعه أَحْبَارٌ وحُبُورٌ قال كعب بن مالك لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها
الحُبُورُ كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ وكل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو
شعر أَو غير ذلك فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ وكان يقال لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ في
الجاهلية مُحَبِّرٌ لتحسينه الشِّعْرَ وهو مأْخوذ من التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ
والمَنْطِقِ وتحبير الخط والشِّعرِ وغيرهما تحسينه الليث حَبَّرْتُ الشِّعْر
والكلامَ حَسَّنْتُه وفي حديث أَبي موسى لو علمت أَنك تسمع لقراءتي لحَبَّرْتُها
لك تَحْبِيراً يريد تحسين الصوت وحَبَّرتُ الشيء تَحْبِيراً إِذا حَسَّنْتَه قال
أَبو عبيد وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن الفقهاء قد اختلفوا فيهم فبعضهم يقول
حَبْرٌ وبعضهم يقول حِبْرٌ وقال الفراء إِنما هو حِبْرٌ بالكسر وهو أَفصح لأَنه
يجمع على أَفْعالٍ دون فَعْلٍ ويقال ذلك للعالم وإِنما قيل كعب الحِبْرِ لمكان هذا
الحِبْرِ الذي يكتب به وذلك أَنه كان صاحب كتب قال وقال الأَصمعي لا أَدري أَهو
الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم قال أَبو عبيد والذي عندي أَنه الحَبر بالفتح
ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه قال وهكذا يرويه المحدّثون كلهم
بالفتح وكان أَبو الهيثم يقول واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ لا غير وينكر الحِبْرَ وقال
ابن الأَعرابي حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم ومثله بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ الجوهري
الحِبْرُ والحَبْرُ واحد أَحبار اليهود وبالكسر أَفصح ورجل حِبْرٌ نِبْرٌ وقال
الشماخ كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيمينه بِتَيْماءَ حَبْرٌ ثم عَرِّضَ أَسْطُرَا
رواه الرواة بالفتح لا غير قال أَبو عبيد هو الحبر بالفتح ومعناه العالم بتحبير
الكلام وفي الحديث سميت سُورةَ المائدة وسُورَةَ الأَحبار لقوله تعالى فيها يحكم
بها النبيون الذي أَسلموا للذين هادوا والربانيون والأَحْبَارُ وهم العلماء جمع
حِبْرٍ وحَبْر بالكسر والفتح وكان يقال لابن عباس الحَبْرُ والبَحْرُ لعلمه وفي
شعر جرير إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ لا يَقْرآنِ بِسُورَةِ
الأَحْبَارِ أَي لا يَفِيانِ بالعهود يعني قوله تعالى يا أَيها الذين آمنوا
أَوْفُوا بالعُقُودِ والتَّحْبِيرُ حُسْنُ الخط وأَنشد الفرّاء فيما روى سلمة عنه
كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ يَوْماً يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ ابن سيده
وكعب الحِبْرِ كأَنه من تحبير العلم وتحسينه وسَهْمٌ مُحَبَّر حَسَنُ البَرْي
والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ كل ذلك الحُسْنُ والبهاء وفي الحديث
يخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه وسِبْرُه أَي لونه وهيئته وقيل هيئته
وسَحْنَاؤُه من قولهم جاءت الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ وقيل هو
الجمال والبهاء وأَثَرُ النِّعْمَةِ ويقال فلان حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ
والسِّبْرِ إِذا كان جيملاً حسن الهيئة قال ابن أَحمر وذكر زماناً لَبِسْنا
حِبْرَه حتى اقْتُضِينَا لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا أَي لبسنا جماله وهيئته ويقال
فلان حسن الحَبْر والسَّبْرِ بالفتح أَيضاً قال أَبو عبيد وهو عندي بالحَبْرِ
أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه حَبْراً إِذا حسنته والأَوّل اسم وقال ابن
الأَعرابي رجل حَسَنُ الحِبْر والسِّبْر أَي حسن البشرة أَبو عمرو الحِبْرُ من
الناس الداهية وكذلك السِّبْرُ والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور كله
السُّرور قال العجاج الحمدُ للهِ الذي أَعْطى الحَبَرْ ويروى الشَّبَرْ مِن قولهم
حَبَرَني هذا الأَمْرُ حَبْراً أَي سرني وقد حرك الباء فيهما وأَصله التسكين ومنه
الحَابُورُ وهو مجلس الفُسَّاق وأَحْبَرَني الأَمرُ سَرَّني والحَبْرُ والحَبْرَةُ
النِّعْمَةُ وقد حُبِرَ حَبْراً ورجل يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ من الحُبُورِ أَبو عمرو
اليَحْبُورُ الناعم من الرجال وجمعه اليَحابِيرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ وهي النعمة
وحَبَرَه يَحْبُره بالضم حَبْراً وحَبْرَةً فهو مَحْبُور وفي التنزيل العزيز فهم
في رَوْضَةٍ يُحْبَرُون أَي يُسَرُّونَ وقال الليث يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ
ويكرمون قال الزجاج قيل إِن الحَبْرَةَ ههنا السماع في الجنة وقال الحَبْرَةُ في
اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ مُحَسَّنَةٍ وقال الأَزهري الحَبْرَةُ في اللغة
النَّعمَةُ التامة وفي الحديث في ذكر أَهل الجنة فرأَى ما فيها من الحَبْرَة
والسرور الحَبْرَةُ بالفتح النِّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ وكذلك الحُبُورُ ومنه حديث
عبدالله آل عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَةَ أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ والسرور
وقال الزجاج في قوله تعالى أَنتم وأَزواجكم تُحْبَرُون معناه تكرمون إِكراماً
يبالغ فيه والحَبْرَة المبالغة فيما وُصِفَ بجميل هذا نص قوله وشَيْءٌ حِبرٌ ناعمٌ
قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ كُلَّ فَنٍّ
ناعِمٍ منه حَبِرْ وثوب حَبِيرٌ جديد ناعم قال الشماخ يصف قوساً كريمة على أَهلها
إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ حَبِيراً وَلَمْ تُدْرَجْ عليها
المَعَاوِزُ والجمع كالواحد والحَبِيرُ السحاب وقيل الحَبِيرُ من السحاب الذي ترى
فيه كالتَّثْمِيرِ من كثرة مائه قال الرِّياشي وأَما الحَبِيرُ بمعنى السحاب فلا
أَعرفه قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلي تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الخَبِي
رَلَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا فهو بالخاء وسيأْتي ذكره في مكانه والحِبَرَةُ
والحَبَرَةُ ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّر والجمع حِبَرٌ وحِبَرات الليث بُرُودٌ
حِبَرةٌ ضرب من البرود اليمانية يقال بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة مثل عِنَبَةٍ
على الوصف والإِضافة وبُرُود حِبَرَةٌ قال وليس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شيئاً معلوماً
إِنما هو وَشْيٌ كقولك قَوْب قِرْمِزٌ والقِرْمِزُ صِبْغُهُ وفي الحديث أَن النبي
صلى الله عليه وسلم لما خَطَبَ خديجة رضي الله عنها وأَجابته استأْذنت أَباها في
أَن تتزوجه وهو ثَمِلٌ فأَذن لها في ذلك وقال هو الفحْلُ لا يُقْرَعُ أَنفُهُ
فنحرت بعيراً وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ بُرْداً أَحْمَرَ فلما صحا من
سكره قال ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ وهذا العَقِيرُ ؟ أَراد بالحبير البرد
الذي كسته وبالعبير الخَلُوقَ الذي خَلَّقَتْهُ وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان
عُقِرَ ساقُه والحبير من البرود ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً وفي حديث أَبي ذر
الحمد لله الذي أَطعمنا الحَمِير وأَلبسنا الحبير وفي حديث أَبي هريرة حين لا
أَلْبَسُ الحَبيرَ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَثَلُ الحواميم في القرآن
كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ في الثياب والحِبْرُ بالكسر الوَشْيُ عن ابن الأَعرابي
والحِبْرُ والحَبَرُ الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ
وهو الحَبَارُ والحِبار الجوهري والحَبارُ الأَثَرُ قال الراجز لا تَمْلإِ
الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فيها أَلا تَرى حِبَارَ مَنْ يَسْقِيها ؟ وقال حميد الأَرقط
لم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ والجمعُ
حَبَاراتٌ ولا يُكَسِّرُ وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده وبجلده أَثرت فيه وحُبِرَ
جِلْدُه حَبْراً إِذا بقيت للجرح آثار بعد البُرْء والحِبَارُ والحِبْرُ أَثر
الشيء الأَزهري رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغيث جِلْدَه فصار له آثار في جلده
ويقال به حُبُورٌ أَي آثار وقد أَحْبَرَ به أَي ترك به أَثراً وأَنشد لمُصَبِّحِ
بن منظور الأَسَدِي وكان قد حلق شعر رأْس امرأَته فرفعته إِلى الوالي فجلده
واعتقله وكان له حمار وجُبَّة فدفعهما للوالي فَسَرَّحَهُ لَقَدْ أَشْمَتَتْ بي
أَهْلَ فَيْدٍ وغادَرَتْ بِجِسْمِيَ حِبْراً بِنْتُ مَصَّانَ بادِيَا وما فَعَلتْ
بي ذاك حَتَّى تَرَكْتُها تُقَلِّبُ رَأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِيَا وأَفْلَتَني
منها حِماري وَجُبَّتي جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا وثوبٌ حَبِيرٌ أَي
جديد والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ كل ذلك
صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان قال الشاعر تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا
أُشُرٍ كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا قال شمر أَوّله الحَبْرُ وهي
صفرة فإِذا اخْضَرَّ فهو القَلَحُ فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ
فهو الحَفَرُ والحَفْرُ الجوهري الحِبِرَة بكسر الحاء والباء القَلَح في الأَسنان
والجمع بطرح الهاء في القياس وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ بتشديد الراء وقد
حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ وقيل الحبْرُ
الوسخ على الأَسنان وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ وقيل أَي برئ
وبقيت له آثار والحَبِيرُ اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير والخاء أَعلى هذا قول
ابن سيده الجوهري الحَبِيرُ لُغامُ البعير وقال الأَزهري عن الليث الحَبِيرُ من
زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير ثم قال الأَزهري صحف الليث هذا الحرف
قال وصوابه الخبير بالخاء لِزَبَدِ أَفواه الإِبل وقال هكذا قال أَبو عبيد وروى
الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال الخبير الزَّبَدُ بالخاء وأَرض مِحْبَارٌ سريعة
النبات حَسَنَتُهُ كثيرة الكلإِ قال لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ وطُرُقٌ
يُبْنَى بِهَا المَنارُ ابن شميل الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ
التي ببطون الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها فتلك المَحابِيرُ وقد حَبِرَت الأَرض
بكسر الباء وأَحْبَرَتْ والحَبَارُ هيئة الرجل عن اللحياني حكاه عن أَبي صَفْوانَ
وبه فسر قوله أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها قال ابن سيده وقيل حَبَارُ هنا اسم
ناقة قال ولا يعجبني والحُبْرَةُ السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع
ويُخْرَطُ منها الآنية والحُبَارَى ذكر الخَرَبِ وقال ابن سيده الحُبَارَى طائر
والجمع حُبَارَيات
( * عبارة المصباح الحبارى طائر معروف وهو على شكل الأوزة برأسه وبطنه غبرة ولون
ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً والجمع حبابير وحباريات على لفظه أَيضاً )
وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين قال سيبويه
ولم يكسر على حَِبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها وبين فَعْلاء
وفَعَالَةٍ وأَخواتها الجوهري الحُبَارَى طائر يقع على الذكر والأُنثى واحدها
وجمعها سواء وفي المثل كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَهُ حتى الحُبَارَى لأَنها يضرب بها
المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب ولدها وتعلمه الطيران وأَلفه ليست للتأْنيث
( * قوله « وألفه ليست للتأنيث » قال الدميري في حياة الحيوان بعد أَن ساق عبارة
الجوهري هذه قلت وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني ولو لم تكن له لانصرفت اه
ومثله في القاموس قال شارحه ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير والجواب
عنه عسير ) ولا للإِلحاق وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من نفس الكلمة لا
تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن والحبْرِيرُ والحُبْرور والحَبَرْبَرُ
والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ وَلَدُ الحُبَارَى وقول أَبي بردة بازٌ جَرِيءٌ على
الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ قال ابن سيده قيل
في تفسيره هو جمع الحُبَارَى والقياس يردّه إِلا أَن يكون اسماً للجمع الأَزهري
وللعرب فيها أَمثال جمة منها قولهم أَذْرَقُ من حُبَارَى وأَسْلَحُ من حُبَارَى
لأَنها ترمي الصقر بسَلْحها إِذا أَراغها ليصيدها فتلوث ريشه بِلَثَقِ سَلْحِها
ويقال إِن ذلك يشتد على الصقر لمنعه إِياه من الطيران ومن أَمثالهم في الحبارى
أَمْوَقُ من الحُبَارَى ذلك انها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضة له
ليتعلم منها الطيران ومنه المثل السائر في العرب كل شيء يحب ولده حتى الحبارى
ويَذِفُّ عَنَدَهُ وورد ذلك في حديث عثمان رضي الله عنه ومعنى قولهم يذف عَنَدَهُ
أَي تطير عَنَدَهُ أَي تعارضه بالطيران ولا طيران له لضعف خوافيه وقوائمه وقال ابن
الأَثير خص الحبارى بالذكر في قوله حتى الحبارى لأَنها يضرب بها المثل في الحُمْق
فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان وقال الأَصمعي
فلان يعاند فلاناً أَي يفعل فعله ويباريه ومن أَمثالهم في الحبارى فلانٌ ميت
كَمَدَ الحُبارَى وذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطير أَيام التَّحْسير وذلك أَن تلقي
الريش ثم يبطئ نبات ريشها فإِذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمداً ومنه
قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي يَزِيدٌ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى إِذا طُعِنَتْ
أُمَيَّةُ أَوْ يُلِمُّ أَي يموت أَو يقرب من الموت قال الأَزهري والحبارى لا يشرب
الماء ويبيض في الرمال النائية قال وكنا إِذا ظعنا نسير في جبال الدهناء فربما
التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأَربع إِلى الثماني وهي تبيض أَربع بيضات
ويضرب لونها إِلى الزرقة وطعمها أَلذ من طعم بيض الدجاج وبيض النعام قال والنعام
أَيضاً لا ترد الماء ولا تشربه إِذا وجدته وفي حديث أَنس إِن الحبارى لتموت
هُزالاً بذنب بني آدم يعني أَن الله تعالى يحبس عنها القطر بشؤم ذنوبهم وإِنما
خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطير نُجْعَةً فربما تذبح بالبصرة فتوجد في حوصلتها
الحبة الخضراء وبين البصرة وبين منابتها مسيرة أَيام كثيرة واليَحبُورُ طائر
ويُحابِرُ أَبو مُرَاد ثم سميت القبيلة يحابر قال وقد أَمَّنَتْني بَعْدَ ذاك
يُحابِرٌ بما كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا وحِبِرٌّ بتشديد الراء اسم بلد
وكذلك حِبْرٌ وحِبْرِيرٌ جبل معروف وما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَي شيئاً لا يستعمل
إِلا في النفي التمثيل لسيبويه والتفسير للسيرافي وما أَغنى فلانٌ عني حَبَرْبَراً
أَي شيئاً وقال ابن أَحمر الباهلي أَمانِيُّ لا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا وما
على رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي ما على رأْسه شعرة وحكى سيبويه ما أَصاب منه
حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً ولا حَوَرْوَراً أَي ما أَصاب منه شيئاً ويقال ما في
الذي تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَي شيء أَبو سعيد يقال ما له حَبَرْبَرٌ ولا
حَوَرْوَرٌ وقال الأَصمعي ما أَصبت منه حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت
منه شيئاً وقال أَبو عمرو ما فيه حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ وهو أَن يخبرك بشيء
فتقول ما فيه حَبَنْبَرٌ ويقال للآنية التي يجعل فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان أَو
من قَوارِير مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كما يقال مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة
ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ الجوهري موضع الحِبْرِ الذي يكتب به
المِحْبَرَة بالكسر وحِبِرٌّ موضع معروف في البادية وأَنشد شمر عجز بيت فَقَفا
حِبِرّ الأَزهري في الخماسي الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ وقال هذه ثلاثية
الأَصل أُلحقت بالخماسي لتكرير بعض حروفها والمُحَبَّرُ فرس ضرار بن الأَزوَرِ
الأَسَدِيِّ أَبو عمرو الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير
معنى
في قاموس معاجم
الحَوْرُ الرجوع
عن الشيء وإِلى الشيء حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً
رجع عنه وإِليه وقول العجاج في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أَراد في بئر لا
حُؤُورٍ فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون الثانية بعدها قال الأَزهري
الحَوْرُ الرجوع
عن الشيء وإِلى الشيء حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً
رجع عنه وإِليه وقول العجاج في بِئْرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ أَراد في بئر لا
حُؤُورٍ فأَسكن الواو الأُولى وحذفها لسكونها وسكون الثانية بعدها قال الأَزهري
ولا صلة في قوله قال الفرّاء لا قائمة في هذا البيت صحيحة أَراد في بئر ماء لا
يُحِيرُ عليه شيئاً الجوهري حارَ يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رجع وفي الحديث من دعا
رجلاً بالكفر وليس كذلك حارَ عليه أَي رجع إِليه ما نسب إِليه ومنه حديث عائشة
فَغَسلْتها ثم أَجْفقتها ثم أَحَرْتها إِليه ومنه حديث بعض السلف لو عَيَّرْتُ
رجلاً بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بي داؤه أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه وكل شيء
تغير من حال إِلى حال فقد حارَ يَحُور حَوْراً قال لبيد وما المَرْءُ إِلاَّ
كالشِّهابِ وضَوْئِهِ يِحُورُ رَماداً بعد إِذْ هو ساطِعُ وحارَتِ الغُصَّةُ
تَحُورُ انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها وأَحارَها صاحِبُها قال جرير
ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا
يُحِيرُها وأَنشد الأَزهري وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لا أُحِيرُها أَبو عمرو
الحَوْرُ التَّحَيُّرُ والحَوْرُ الرجوع يقال حارَ بعدما كارَ والحَوْرُ النقصان
بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال وفي الحديث نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد
الكَوْرِ معناه من النقصان بعد الزيادة وقيل معناه من فساد أُمورنا بعد صلاحها
وأَصله من نقض العمامة بعد لفها مأْخوذ من كَوْرِ العمامة إِذا انقض لَيُّها وبعضه
يقرب من بعض وكذلك الحُورُ بالضم وفي رواية بعد الكَوْن قال أَبو عبيد سئل عاصم عن
هذا فقال أَلم تسمع إِلى قولهم حارَ بعدما كان ؟ يقول إِنه كان على حالة جميلة
فحار عن ذلك أَي رجع قال الزجاج وقيل معناه نعوذ بالله من الرُّجُوعِ والخُروج عن
الجماعة بعد الكَوْرِ معناه بعد أَن كنا في الكَوْرِ أَي في الجماعة يقال كارَ
عِمامَتَهُ على رأْسه إِذا لَفَّها وحارَ عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها وفي المثل
حَوْرٌ في مَحَارَةٍ معناه نقصان في نقصان ورجوع في رجوع يضرب للرجل إِذا كان
أَمره يُدْبِرُ والمَحارُ المرجع قال الشاعر نحن بنو عامِر بْنِ ذُبْيانَ والنَّا
سُ كهَامٌ مَحارُهُمْ للقُبُورْ وقال سُبَيْعُ بن الخَطِيم وكان بنو صُبْح أَغاروا
على إِبله فاستغاث بزيد الفوارس الضَّبِّيّ فانتزعها منهم فقال يمدحه لولا الإِلهُ
ولولا مَجْدُ طالِبِها لَلَهْوَجُوها كما نالوا مِن الْعِيرِ واسْتَعْجَلُوا عَنْ
خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا والذَّمُّ يَبْقَى وزادُ القَوْمِ في حُورِ
اللَّهْوَجَة أَن لا يُبالغ في إِنضاج اللحم أَي أَكلوا لحمها من قبل أَن ينضج
وابتلعوه وقوله والذم يبقى وزاد القوم في حور يريد الأَكْلُ يذهب والذم يبقى ابن
الأَعرابي فلان حَوْرٌ في مَحارَةٍ قال هكذا سمعته بفتح الحاء يضرب مثلاً للشيء
الذي لا يصلح أَو كان صالحاً ففسد والمَحارة المكان الذي يَحُور أَو يُحارُ فيه
والباطل في حُورٍ أَي في نقص ورجوع وإِنك لفي حُورٍ وبُورٍ أَي في غير صنعة ولا
إِجادة ابن هانئ يقال عند تأْكيد المَرْزِئَةِ عليه بِقِلَّةِ النماء ما يَحُور
فلان وما يَبُورُ وذهب فلان في الحَوَارِ والبَوَارِ بفتح الأَول وذهب في الحُورِ
والبُورِ أَي في النقصان والفساد ورجل حائر بائر وقد حارَ وبارَ والحُورُ الهلاك
وكل ذلك في النقصان والرجوع والحَوْرُ ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن
تكويرها وكلَّمته فما رَجَعَ إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً
ومَحُورَة بضم الحاء بوزن مَشُورَة أَي جواباً وأَحارَ عليه جوابه ردَّه وأَحَرْتُ
له جواباً وما أَحارَ بكلمة والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ تقول سمعت
حَوِيرَهما وحِوَارَهما والمُحاوَرَة المجاوبة والتَّحاوُرُ التجاوب وتقول كلَّمته
فما أَحار إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا
حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً واستحاره أَي استنطقه وفي حديث علي كرم الله وجهه
يرجع إِليكما ابنا كما بِحَوْرِ ما بَعَثْتُما بِه أَي بجواب ذلك يقال كلَّمته فما
رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جواباً وقيل أَراد به الخيبة والإِخْفَاقَ وأَصل
الحَوْرِ الرجوع إِلى النقص ومنه حديث عُبادة يُوشِك أَن يُرَى الرجُل من ثَبَجِ
المسلمين قُرَّاء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأَعاده وأَبْدَأَه لا
يَحُورُ فيكم إِلا كما يَحُور صاحبُ الحمار الميت أَي لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع
بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه وفي حديث سَطِيحٍ فلم يُحِرْ
جواباً أَي لم يرجع ولم يَرُدَّ وهم يَتَحاوَرُون أَي يتراجعون الكلام
والمُحاوَرَةُ مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة وقد حاوره والمَحُورَةُ من
المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ وأَنشد لِحاجَةِ ذي
بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ وما جاءتني عنه
مَحُورَة أَي ما رجع إِليَّ عنه خبر وإِنه لضعيف الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ وقوله
وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَِوارَهُ على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ
مُجْمِدِ ويروى حَوِيرَه إِنما يعني بحواره وحويره خروجَ القِدْحِ من النار أَي
نظرت الفَلَجَ والفَوْزَ واسْتَحار الدارَ اسْتَنْطَقَهَا من الحِوَارِ الذي هو
الرجوع عن ابن الأَعرابي أَبو عمرو الأَحْوَرُ العقل وما يعيش فلانٌ بأَحْوَرَ أَي
ما يعيش بعقل يرجع إِليه قال هُدْبَةُ ونسبه ابن سيده لابن أَحمر وما أَنْسَ مِ
الأَشْياءِ لا أَنْسَ قَوْلَها لجارَتِها ما إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا أَراد من
الأَشياء وحكى ثعلب اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الذي أَنت فيه والحَوَرُ أَن
يَشْتَدَّ بياضُ العين وسَوادُ سَوادِها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضَّ ما
حواليها وقيل الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد
ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ قال الأَزهري لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ
عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ قال الكميت ودامتْ قُدُورُك للسَّاعِيَيْ ن في
المَحْلِ غَرْغَرَةً واحْوِرارَا أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ
وبالاحورار بياضَ الإِهالة والشحم وقيل الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين
الظباء والبقر وليس في بني آدم حَوَرٌ وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن
شبهن بالظباء والبقر وقال كراع الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله
وإِنما يكون هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في
البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر وقال الأَصمعي لا أَدري ما
الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ وهو أَحْوَرُ وامرأَة حَوْراءُ
بينة الحَوَرِ وعَيْنٌ حَوْراءٌ والجمع حُورٌ ويقال احْوَرَّتْ عينه احْوِرَاراً
فأَما قوله عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير فعلى الإِتباع لعِينٍ
والحَوْراءُ البيضاء لا يقصد بذلك حَوَر عينها والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار
حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن قَشَفِ الأَعراب بنظافتهن قال فقلتُ إِنَّ
الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ إِذا تَفَتَّلْنَ من تَحْتِ الجَلابِيبِ يعني النساء
وقال أَبو جِلْدَةَ فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا ولا تَبْكِنا
إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ بكَيْنَ إِلينا خفيةً أَنْ تُبِيحَها رِماحُ
النَّصَارَى والسُّيُوفُ الجوارِحُ جعل أَهل الشأْم نصارى لأَنها تلي الروم وهي
بلادها والحَوارِيَّاتُ من النساء النَّقِيَّاتُ الأَلوان والجلود لبياضهن ومن هذا
قيل لصاحب الحُوَّارَى مُحَوَّرٌ وقول العجاج بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ يعني
الأَعين النقيات البياض الشديدات سواد الحَدَقِ وفي حديث صفة الجنة إِن في الجنة
لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ والتَّحْوِيرُ التببيض والحَوارِيُّونَ
القَصَّارُونَ لتبييضهم لأَنهم كانوا قصارين ثم غلب حتى صار كل ناصر وكل حميم
حَوارِيّاً وقال بعضهم الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا
لَهُمْ وقال الزجاج الحواريون خُلْصَانُ الأَنبياء عليهم السلام وصفوتهم قال
والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرُ ابن عمتي وحَوارِيَّ من
أُمَّتِي أَي خاصتي من أَصحابي وناصري قال وأَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
حواريون وتأْويل الحواريين في اللغة الذين أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كل عيب وكذلك
الحُواَّرَى من الدقيق سمي به لأَنه يُنَقَّى من لُباب البُرِّ قال وتأْويله في
الناس الذي قد روجع في اختِياره مرة بعد مرة فوجد نَقِيّاً من العيوب قال وأَصل التَّحْوِيرِ
في اللغة من حارَ يَحُورُ وهو الرجوع والتَّحْوِيرُ الترجيع قال فهذا تأْويله
والله أَعلم ابن سيده وكلُّ مُبالِغٍ في نُصْرَةِ آخر حوَارِيٌّ وخص بعضهم به
أَنصار الأَنبياء عليهم السلام وقوله أَنشده ابن دريد بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ
القَطْرِ ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ يعني
الحَوارِيِّ الزُّبَيرَ وعنى بابنه عَبْدَ اللهِو بْنَ الزبير وقيل لأَصحاب عيسى
عليه السلام الحواريون للبياض لأَنهم كانوا قَصَّارين والحَوارِيُّ البَيَّاضُ
وهذا أَصل قوله صلى الله عليه وسلم في الزبير حَوارِيَّ من أُمَّتي وهذا كان بدأَه
لأَنهم كانوا خلصاء عيسى وأَنصاره وأَصله من التحوير التبييض وإِنما سموا حواريين
لأَنهم كانوا يغسلون الثياب أَي يُحَوِّرُونَها وهو التبييض ومنه الخُبْزُ
الحُوَّارَى ومنه قولهم امرأَة حَوارِيَّةٌ إِذا كانت بيضاء قال فلما كان عيسى بن
مريم على نبينا وعليه السلام نصره هؤلاء الحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قيل
لناصر نبيه حَوارِيُّ إِذا بالغ في نُصْرَتِه تشبيهاً بأُولئك والحَوارِيُّونَ
الأَنصار وهم خاصة أَصحابه وروى شمر أَنه قال الحَوارِيُّ الناصح وأَصله الشيء
الخالص وكل شيء خَلَصَ لَوْنُه فهو حَوارِيٌّ والأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم وقول
الكميت ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها
حِينَ غَرْغَرَا يريد بياض زَبَدِ القِدْرِ والمرضوفة القدر التي أُنضجت
بالرَّضْفِ وهي الحجارة المحماة بالنار ولم تؤْن أَي لم تحبس والاحْوِرَارُ
الابْيِضاضُ وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ قال أَبو المهوش
الأَسدي يا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ
المُحْوَرَّهْ ؟ يعني المُبْيَضَّةَ قال ابن بري وورد ترخيم وَرْدَة وهي امرأَته
وكانت تنهاه عن إِضاعة ماله ونحر إِبله فقال ذلك الأَزهري في الخماسي
الحَوَرْوَرَةُ البيضاء قال هو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرار بعض حروفها
والحَوَرُ خشبة يقال لها البَيْضاءُ والحُوَّارَى الدقيق الأَبيض وهو لباب الدقيق
وأَجوده وأَخلصه الجوهري الحُوَّارَى بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة ما حُوِّرَ
من الطعام أَي بُيّصَ وهذا دقيق حُوَّارَى وقد حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه
فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ وعجين مُحَوَّر وهو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا
والأَحْوَرِيُّ الأَبيض الناعم من أَهل القرى قال عُتَيْبَةُ بن مِرْدَاسٍ المعروفُ
بأَبي فَسْوَةَ تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ منها بِمِشْفَرٍ خَرِيعٍ كَسِبْتِ
الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ والحَوُْر البَقَرُ لبياضها وجمعه أَحْوارٌ أَنشد ثعلب
للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل إِنَّا بُلِينَ بها ولا الأَحْوارُ والحَوَرُ الجلودُ
البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل منها الأَسْفَاطُ وقيل السُّلْفَةُ وقيل الحَوَرُ
الأَديم المصبوغ بحمرة وقال أَبو حنيفة هي الجلود الحُمْرُ التي ليست
بِقَرَظِيَّةٍ والجمع أَحْوَارٌ وقد حَوَّرَهُ وخُفَّ مُحَوَّرٌ بطانته بِحَوَرٍّ
وقال الشاعر فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ كأَنَّما قُدَّ في
أَثْوابِه الحَوَرُ الجوهري الحَوَرُ جلود حمر يُغَشَّى بها السِّلالُ الواحدةُ
حَوَرَةٌ قال العجاج يصف مخالف البازي بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ كأَنَّما
يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ وفي كتابه لِوَفْدِ هَمْدَانَ لهم من الصدقة
الثِّلْبُ والنَّابُ والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ قال ابن الأَثير
منسوب إِلى الحَوَرَِ وهي جلود تتخذ من جلود الضأْن وقيل هو ما دبغ من الجلود بغير
القَرَظِ وهو أَحد ما جاء على أَصله ولم يُعَلَّ كما أُعلَّ ناب والحُوَارُ
والحِوَارُ الأَخيرة رديئة عند يعقوب ولد الناقة من حين يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل
فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل وقيل هو حُوَارٌ ساعةَ تضعه أُمه خاصة والجمع
أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما قال سيبويه وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما
وَفَّقُوا بين فُعالٍ وفَعِيلٍ قال وقد قالوا حُورَانٌ وله نظير سمعت العرب تقول
رُقاقٌ ورِقاقٌ والأُنثى بالهاء عن ابن الأَعرابي وفي التهذيب الحُوَارُ الفصيل
أَوَّلَ ما ينتج وقال بعض العرب اللهم أَحِرْ رِباعَنا أَي اجعل رباعنا حِيراناً
وقوله أَلا تَخافُونَ يوماً قَدْ أَظَلَّكُمُ فيه حُوَارٌ بِأَيْدِي الناسِ
مَجْرُورُ ؟ فسره ابن الأَعرابي فقال هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة
ثمود على ثمود والمِحْوَرُ الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ وهي
أَيضاً الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ قال الزجاج قال بعضهم قيل له مِحْوَرٌ
للدَّوَرَانِ لأَنه يرجع إِلى المكان الذي زال عنه وقيل إِنما قيل له مِحْوَرٌ
لأَنه بدورانه ينصقل حتى يبيض ويقال للرجل إِذا اضطرب أَمره قد قَلِقَتْ مَحاوِرُه
وقوله أَنشده ثعلب يا مَيُّ ما لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا
ضَرائِرِي ؟ يقول اضطربت عليّ أُموري فكنى عنها بالمحاور والحديدة التي تدور عليها
البكرة يقال لها مِحْورٌ الجوهري المِحْوَرُ العُودُ الذي تدور عليه البكرة وربما
كان من حديد والمِحْوَرُ الهَنَةُ والحديدة التي يدور فيها لِسانُ الإِبْزِيمِ في
طرف المِنْطَقَةِ وغيرها والمِحْوَرُ عُودُ الخَبَّازِ والمِحْوَرُ الخشبة التي
يبسط بها العجين يُحَوّرُ بها الخبز تَحْوِيراً قال الأَزهري سمي مِحْوَراً
لدورانه على العجين تشبيهاً بمحور البكرة واستدارته وحَوَّرَ الخُبْزَةَ
تَحْوِيراً هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في المَلَّةِ وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة
حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها والكَيَّةُ يقال لها الحَوْراءُ سميت
بذلك لأَن موضعها يبيضُّ ويقال حَوِّرْ عينَ بعيرك أَي حَجَّرْ حولها بِكَيٍّ
وحَوَّرَ عين البعير أَدار حولها مِيسَماً وفي الحديث أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ
زُرَارَةَ على عاتقه حَوْراءَ وفي رواية وجد وجعاً في رقبته فَحَوَّرَهُ رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم بحديدة الحَوْراءُ كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ وهي من حارَ يَحُورُ
إِذا رجع وحَوَّرَه كواه كَيَّةً فأَدارها وفي الحديث أَنه لما أُخْبِرَ بقتل أَبي
جهل قال إِن عهدي به وفي ركبتيه حَوْراءُ فانظروا ذلك فنطروا فَرَأَوْهُ يعني
أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بها وإِنه لذو حَوِيرٍ أَي عداوة ومُضَادَّةٍ عن كراع وبعض
العرب يسمي النجم الذي يقال له المُشْتَري الأَحْوَرَ والحَوَرُ أَحد النجوم
الثلاثة التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ وقيل هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق
بالنعش والمَحارَةُ الخُطُّ والنَّاحِيَةُ والمَحارَةُ الصَّدَفَةُ أَو نحوها من
العظم والجمع مَحاوِرُ ومَحارٌ قال السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكَةِ كأَنَّ قَوَائِمَ
النِّخَّامِ لَمَّا تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلاً مَحارُ أَي كأَنها صدف تمرّ على كل
شيء وذكر الأَزهري هذه الترجمة أَيضاً في باب محر وسنذكرها أَيضاً هناك
والمَحارَةُ مرجع الكتف ومَحَارَةُ الحَنَكِ فُوَيْقَ موضع تَحْنيك البَيْطار
والمَحارَةُ باطن الحنك والمَحارَةُ مَنْسِمُ البعير كلاهما عن أَبي العَمَيْثَلِ
الأَعرابي التهذيب المَحارَةُ النقصان والمَحارَةُ الرجوع والمَحارَةُ الصَّدَفة
والحَوْرَةُ النُّقْصانُ والحَوْرَةُ الرَّجْعَةُ والحُورُ الاسم من قولك طَحَنَتِ
الطاحنةُ فما أَحارتْ شيئاً أَي ما رَدَّتْ شيئاً من الدقيق والحُورُ الهَلَكَةُ
قال الراجز في بِئْرٍ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ قال أَبو عبيدة أَي في بئر حُورٍ
ولا زَيادَةٌ وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ والحائر
الراجع من حال كان عليها إِلى حال دونها والبائر الهالك ويقال حَوَّرَ الله فلاناً
أَي خيبه ورَجَعَهُ إِلى النقص والحَوَر بفتح الواو نبت عن كراع ولم يُحَلِّه
وحَوْرانُ بالفتح موضع بالشام وما أَصبت منه حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شيئاً
وحَوَّارُونَ مدينة بالشام قال الراعي ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ
تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ وحَوْرِيتُ موضع قال ابن جني دخلت على أَبي
عَلِيٍّ فحين رآني قال أَين أَنت ؟ أَنا أَطلبك قلت وما هو ؟ قال ما تقول في
حَوْرِيتٍ ؟ فخضنا فيه فرأَيناه خارجاً عن الكتاب وصَانَعَ أَبو علي عنه فقال ليس
من لغة ابني نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْلَ به لذلك قال وأَقرب ما ينسب إِليه أَن يكون
فَعْلِيتاً لقربه من فِعْلِيتٍ وفِعْلِيتٌ موجود