الحجْرُ مُثَلَّثَةً : المَنْعُ مِن التَّصَرُّفِ . وحَجَرَ عليه القاضِي يَحْجُرُ حَجْراً إِذا مَنَعَه مِن التَّصَرُّفِ في مالِه وفي حديث عائشةَ وابنِ الزُّبَيْرِ : لقد هَمَمْتُ أَن أَحْجُر عليها " أَي أَمنَعَ قال ابن الأَثِير : ومنه حَجْرُ القاضِي على الصَّغِيرِ والسَّفِيهِ إِذا مَنَعَهُما من التصرُّفِ في مالهما والضَّمَّةُ والكسرةُ فيه لُغَتَانِ كالحُجْرانِ بالضمِّ والكسرِ
قال ابن سِيدَه : حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً وحُجْراناً وحِجْراناً . مَنَعَ منه
ولا حُجْرَ عنه لا مَنْعَ ولا دَفْعَ . الحَجْرُ : بالفتحِ والكسرِ : حِضْنُ الإِنسانِ . صَرَّحَ باللُّغَتَيْن الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس وابن سِيدَه في المُحْكَم جَمْعُه حُجُور . وفي سُورة النِّساءِ : " في حُجُورِكُم مِن نِسَائكُم " وفي حديث عائشةَ رضي اللُه عنها : " هي اليتيمةُ تكونُ في حَجْرِ وَلِيِّها "
الحجْرُ بالضمِّ والكسرِ والفتحِ : الحَرَامُ والكسرُ أَفْصَحُ " وحَرْثٌ حِجْرٌ " أَي حَرامٌ قُرِئَ بهنّ . ويقولُون : حِجْراً مَحْجُوراً أَي حَراماً مُحَرَّماً كالمَحْجرِ والحاجُورِ . قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر الهلالِيُّ :
فَهَمْتُ أَنْ أَغْشَى إِليهَا مَحْجِراً ... ولَمِثْلُهَا يُغْشَى إِليه المَحْجِرُ . يقول : لَمِثْلُها يُؤْتَى إِليه الحَرَامُ . ورَوَى الأَزهريُّ عن الصَّيْدَاوِيِّ أَنه سَمِعَ عبويه يقولُ : المَحْجَرُ بفتحِ الجيمِ : الحُرْمَةُ وأنشد يقول :
" وهَمَمْتُ أَن أَغْشَى إِليها مَحْجَراً . وقال سِيبويهِ : ويقولُ الرجلُ للرجلِ : أَتفعلُ كذا وكذا يا فلانُ فيقول : حَجْراً أي ستْراً وبراءَةً من هذا الأمرِ وهو راجعٌ إلى معنَى التَّحْرِيمِ والحُرْمةِ قال اللَّيْث : كان الرجلُ في الجاهليَّة يَلْقَى الرجلَ يَخافهُ في الشَّهر الحرامِ فيقول : حُجْراً محْجُوراً أَي حَرامٌ مُحرَّم عليكَ في هذا الشهر فلا يَبْدؤُه منه شَرٌّ . قال : فإِذا كان يوم القِيامةِ رَأَى المشرِكون ملائكةَ العذابِ فقالوا : " حِجْراً محجُورا " وظَنُّوا أَن ذلك يَنفعُهم كفِعْلِهم في الدنيا وأَنشد :
حتَّى دَعونا بأَرْحامٍ لنا سلَفَتْ ... وقال قائِلُهُم : إِنِّي بحاجُورِ . يَعنِي بمعَاذ يقول : أَنا مُتَمسِّكٌ بما يُعِيذُني منكَ ويَحْجُركَ عنِّي . قال : وعلى قياسه العاثُورُ وهو المَتْلَفٌ . قال الأَزهريُّ : أَمّا ما قاله اللَّيْث من تفسير قوله تعالى : " ويَقولُون حِجْراً محْجُوراً " إنه من قول المُشرِكين للملائكة يومَ القيامةِ فإِن أَهلَ التفسيرِ الذي يُعْتَمَدُون مثل ابنِ عبّاس وأَصحابِه فَسَّرُوه على غير ما فَسَّره اللَّيثُ قال ابن عبّاس : هذا كلُّه مِن قول الملائكةِ قالوا للمُشْرِكين : " حِجْراً محْجُورا " أَي حُجِرَتْ عليكم البُشْرَى فلا تُبَشَّرُون بخَير . ورُوِيَ عن أَبي حاتمٍ في قوله تعالى : " ويقولُون حِجْراً " تَمّ الكلامُ . قال الحَسَنُ : هذا من قول المُجْرِمين فقال اللهُ : مَحْجوراً " عليهم أَن يُعاذُوا كما كانوا يُعاذُون في الدنيا فحَجَرَ اللهُ عليهم ذلك يومَ القِيامَةِ . قال أَبو حاتمٍ : وقال أَحمدُ اللُّؤْلُئِيّ : بَلَغَنِي عن ابن عَبّاس أَنه قال : هذا كلُّه من قول الملائكة . قال الأَزهريُّ : وهذا أَشْبَهُ بنَظْمِ القرآنِ المُنَزَّلِ بِلسانِ العرب وأَحْرَى أَن يكون قوله تعالى : " حِجْراً مَحْجُورا كلاماً واحداً لا كلامَيْن مع إضمار كلامٍ لا دليلَ عليه
الحَجْرُ بالفتح : نَقَا الرَّمْلِ . الحَجْرُ : مَحْجِرُ العَيْنِ وهو ما دارَ بها وشاهِدُه قولُ الأَخْطَلِ الآتِي في المُسْتَدركات . حَجْر بلا لام : قَصَبةٌ باليمامةِ مُذَكَّر مصروف وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرفُ كامرأَةٍ اسمُها سَهْل . وقيل : هي سُوقُها وفي المراصد : مدِينَتُها وأُمُّ قُراها وأَصلها لِحنِيفَةَ ولكلِّ قوم فيها خِطَّة كالبصْرةِ والكُوفَةِ . حَجْر : ع بِديار بنِي عُقَيْلٍ يقال له : حَجْرُ الرّاشِدِ وهو قَرْن ظَلِيلٌ أَسفلُه كالعمُودِ وأَعلاه مُنْتَشِرٌ . حَجْرٌ : وادٍ بينَ بلادِ عُذْرةَ وغَطفَانَحَجْر : ة لبنِي سُلَيْمٍ يقال لها : حَجْرُ بنِي سُلَيْمٍ ويُكْسرُ في هذه . حَجْرٌ : جَبلٌ أَيضاً ببلاد غَطَفَانَ . حَجْرٌ : ع باليَمن وهو غير حُجْرٌ بالضمّ . وسيأتي . حَجْرٌ : ع به وَقْعةٌ بين دَوْسٍ وكِنَانةَ . حَجْرٌ : جَمْعُ حَجْرَةٍ للنّاحشية كجَمْرٍ وجَمْرةٍ كالحَجَرَات محرَّكةً على القياس والحَوَاحِرِ فيما أنشده ثعلبٌ :
" سَقَانَا فلم تَهْجَا مِن الجُوعِ نَقْرَةًسَمَاراً كإِبْطِ الذِّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهُ . قال ابن سِيدَه : ولم يُفَسِّره وعندي أَنه جَمعُ حَجْرةٍ التي هي الناحيةُ على غير قياسٍ وله نظائرُ . وحَجْرَتَا العَسْكَرِ : ناحِيَتاه من المَيْمَنَةِ والمَيْسَرَةِ وقال :
إِذا اجْتمَعُوا فَضَضْنَا حَجْرَتيْهمْ ... ونَجْمَعُهمْ إِذَا كانوا بَدَادِ . وفي الحديث : للنِّساءِ حَجْرَتَا الطَّرِيقِ أَي ناحِيَتاه . وحَجْرَةُ القَومِ : ناحيةُ دارِهم . وفي المثل : فلانٌ يَرْعَى وَسَطاً ويَرْبِضُ حَجْرَةً أي ناحيةً وقال ابن بَرِّيّ يُضْرَبُ في الرَّجل يكونُ وَسَطَ القَومِ إِذا كانوا في خَيْر وإِذا صاروا إلى شَرٍّ تَرَكَهم ورَبَضَ ناحيةً قال : ويقال إن هذا المَثَلَ لَعيْلانَ بنِ مُضَرَ . وفي حديث أَبي الدَّرْدَاء : " رأَيتُ رجلاً يَسيرُ حَجْرَةً " أَي ناحية مُنْفَرِداً وفي حديث عليٍّ رضيَ اللهُ عنه : الحُكْمُ لله : " ودَعْ عنْكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَرَاتِه
مَثَلٌ يُضْرَبُ في مَن ذَهَبَ مِن ماله شيءٌ ثم ذَهَبَ بعده ما هو أَجَلُّ منه وهو صَدْرُ بيتٍ لامرئِ القَيْسِ :
فدَعْ عَنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِه ... ولكنْ حَدِيثاً ما حَدِيثُ الرَّوَاحِلِ . أَي دَع النَّهْبَ الذي نُهِبَ مِن نَوَاحِيك وحَدِّثْنِي حديثَ الرَّواحلِ وَهي الإِبْلُ التي ذَهبْتَ بها ما فَعَلت
حَجْرٌ : ثلاثُ قَبَائِلَ : الأُولَى : حَجْرُ ذِي رُعَيْنٍ وفي بعض نُسَخِ الأَنسابِ : حَجْرُ رُعَيْن بحذْف ذي أَبُو القَبِيلَةِ واسمُ ذي رُعَيْنٍ يَرِيمُ بنُ يَزِيدَ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ ابنِ عبد شمسِ بنِ وائلِ بنِ الغَوْثِ بنِ قَطَنِ بنِ عَرِيب بنِ زُهَيْرِ بنِ أَنمى بنِ الهَمَيْسَعِ بنِ حِمْيَرَ منهم عبّاسُ بنُ خُلَيْد التّابِعِيُّ يَرْوِي عن عبد اللهِ بنِ عُمَرَ وأَبي الدَّرْدَاءِ وعنه أَبو هانِئٍ حُمَيْدُ بنُ هانئٍ قال أَبو زُرْعَةَ : ثِقَةٌ . وعُقَيْلُ بنُ باقِلٍ الحَجْري حَجْرُ رُعَيْنٍ . وقَيْسُ بنُ أَبي يَزِيدَ الحَجْرِيُّ العارِضُ كان على عَرْض الجُيُوشِ بمصرَ . وهِشَامُ ابنُ أَبي خليفةَ محمّدِ بنِ قُرَّةَ بنِ محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ الحَجْرِيُّ المِصْرِيُّ رَوَى عنه أُسامةُ بنُ إِساف وذُرِّيَّتُه منهم : أبو قُرَّةَ محمّدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ هِشَامٍ الحَجْرِيُّ يَرْوِي عنه عبدُ الغَنِيِّ بنُ سعيدٍ المِصْريُّ . ومِن حَجْرِ رُعَيْنٍ : سعيدُ بنُ أَبي سعيدٍ الحَجْرِيُّ وإِسماعيلُ بنُ سُفْيَانَ الأَعْمَى . وأَبو زُرْعَةَ وَهْبُ اللهِ بنُ راشد المؤذِّنُ البَصْرِيُّ وسيأْتي في كلام المصنِّف . والثانية : حَجْرُ حِمْيَرَ منها : مُخْتَارٌ الحَجْرِيُ رَوَى عنه صالحُ بنُ أَبي عَرِيب الحَضْرَمِيُّ . ومُعَاوِيَةُ بنُ نَهِيكٍ الحَجْرِيُّ رَوَى عنه نُعَيْمٌ الرُّعَيْنِيُّ وهما مِن حَجْرِ حِمْيَرَ هكذا ذَكَرَه ابنُ الأَثِير وغيرُه والصَّوَابُ أَن حَجْرَ حِمْيَرَ عَيْنُ حَجْرِ رُعَيْنٍ سِيَاقُ النَّسَبِ يَدُلُّ على ذلك . قالَه البُلْبيَسِيُّ
ومِن حَجْرِ الأَزْدِ وهي الثالثةُ وهو حَجْرُ بنُ عِمْرَانَ بنِ عَمْرِو مُزَيْقِيَا بنِ عامرٍ ماءِ السماء بنِ حارثةَ بنِ امرئِ القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مازِنِ بن الأَزْدِ : الحافِظَانِ الجَلِيلان العَظِيمانِ عبدُ الغَنِيِّ بنُ سعيدٍ الأَزْدِيُّ المِصْرِيُّ وآلُ بيتِه والإِمام أَبو جَعْفَرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ سلاَمَةَ الطَّحَاوِيُّ الفَقِيهُ الحَنَفِيُّ عِدادُه في حَجْرِ الأَزْدِ قاله أَبو سعيدِ بنِ يُونُسَ وكان ثِقَةً نَبِيلاً فَقِيهاً عالماً لم يَخْلُفْ مثلُه وُلِدَ سنةَ 239 ، وتُوُفِّي سنة 321ومِن حَجْر الأَزْدِ : أَبو عُثْمَانَ سعيدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ الأَزْدِيُّ الحَجْرِيُّ ثم العامِرِيُّ رَوَى عَنْه أَبو جعفَرٍ الطَّحَاوِيُّ وولَدُه عليُّ بنُ سعيدِ بنِ بِشْرٍ حَدَّثَ عنه أَبو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ
الحِجْرُ بالكسر : العَقْلُ واللُّبُّ لإِمساكِه ومَنْعِه وإِحاطتِه بالتَّمْييزِ وفي الكتاب العَزيز : " هل في ذلك قَسَمٌ لذِي حِجْرٍ " . الحِجْرُ : حِجْرُ الكَعْبَةِ قال الأَزْهَرِيُّ : هو حَطِيمُ مكةَ كأَنَّه حُجْرَةٌ ممّا يَلِي المَثْعَبَ مِن البَيت وفي الصّحاح : هو ما حَوَاه الحَطيمُ المُدَارُ بالكعبةِ شَرَّفَهَا اللُه تعَالى ونَصَّ الصّحاح : بالبَيْت مِن وسَقَطَتْ مِن نَصِّ الصّحاحِ جانب الشَّمالِ . وَكُلُّ ما حَجَرْتَه مِن حائطٍ فهو حِجْرٌ . وأَدْرِي لأَيِّ شيْءٍ عَدَلَ عن عِبارَة الصّحاح مع أَنها أَخْضَرُ . وقال ابنُ الأَثِير : هو الحائطُ المُسْتَدِيرُ إلى جانِب الكعبةِ الغَربيِّ
الحِجْرُ : دِيَارُ ثَمُودَ ناحيةَ الشّامِ عنْد وادي القُرَى أَو بلادُهم قيل : لا فَرْقَ بينهما لأَن دِيَارَهم في بلادهم وقيل : بل بينهما فَرْقٌ وهم قومُ صالحٍ عليه السّلامُ وجاءَ ذِكْرُه في الحديث كثيراً . وفي الكتاب العزيز : " ولَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجْرِ المُرْسَلِينَ " . وفي المَرَاصِد : الحِجْرُ : اسمُ دارِ ثَمُودَ بوادِي القُرَى بين المدينةِ والشَّامِ وكانت مَساكِن ثَمودَ وهي بُيوتٌ مَنحوتَةٌ في الجِبَال مثْل المَغَاوِر وكلُّ جَبَلٍ منْقَطِعٌ عن الآخَرِ يُطَاف حولَهَا وقد نُقِرَ فيها بيوتٌ تَقِلُّ وَتَكْثُرُ على قدْر الجِبَالِ التي تُنقَرُ فيها وهي بُيوتٌ في غايةٍ الحسْنِ فيها بيوتٌ وطَبَقَاتٌ مَحْكَمَةُ الصَّتْعَةِ وفي وَسَطها البِئْرُ التي كانت تَرِدُهَا النّاقَةُ
قال شيخنَا : ونَقَل الشهاب الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة أَثنَاءَ بَرَاءَة : الحِجْر : بالكسر ويُفْتح : بلادُ ثَمود عن بعض التَّفاسِير ولا أَدْري ما صِحَّة الفتْحِ . الحِجْر : الأُنْثَى مِن الخيْل ول يقولوا بالهاء لأَنه اسمٌ لا يَشْرَكهَا فيه المذكَّرُ وهو لَحْنٌ . وفي التَّكْمِلَةِ بعد ذِكْرِه أَحْجَارَ الخَيْلِ : ولا يَكَادون يُفْرِدُون الواحدةَ وأَمّا قَوْل العامَّة للواحِدَة حِجْرَة بالهاءِ فمُسْتَرْذَلٌ . انتهى
وقد صَحَّحَه غيرُ واحدٍ . قال الشِّهَابُ في شَرْح الشِّفَاءِ : إِن كلامَ المصنِّفِ ليس بصَوَابٍ وإِنْ سَبَقَه به غيرُه فقد وَردَ في الحديث وصَحَّحَه القَزْوِينِيُّ في مثلّثاته وإِليه ذَهَبَ شَيْخُنَا المَقْدِسِيُّ في حَواشِيه
قال شيخنَا : القَزْوِينِيُّ ليس مِمَّن يُرَدُّ به كلام جَمَاهِيرِ أَئِمَّةِ اللغةِ والمَقْدِسيُّ لم يَتَعَرَّضْ لهذه المادَّةِ في حَوَاشِيه ولا لفَصْلِ الحاءِ بأَجْمَعِه ولعَلَّه سَها في كلام غيرِه
قال : والحديث الذي أَشار إِليه فقد قال القَسْطلانِيُّ في شرْح البُخاريّ حين تَكَلَّم على الحِجْرِ أُنْثَى الخَيْلِ وإِنكارِ أَهلِ اللغةِ الحِجْرَة بالهاءِ : لكن رَوَى ابنُ عَديٍّ في الكامل مِن حديث عَمْرِو بنِ شُعَيبٍ عن أَبيه عن جَدِّه مَرْفوعاً : " ليس في حِجْرَةٍ ولا بَغْلةٍ زَكَاةٌ " . قال شيخُنَا : وقد يُقَال إِن إِلحاقَ الهاءِ هنا لمُشَاكَلَة بَغْلةٍ وهو بابٌ واسعٌ . ج حُجُورٌ وحُجُورَةٌ وأَحْجَارٌ
في الأساس : يقال : هذه حِجْرٌ مُنْجِبَةٌ مِن حُجُورٍ مُنْجِباتٍ وهي الرَّمَكَةُ كما قِيل :
إِذا خَرِسَ الفَحْلُ وَسْطَ الحُجُورِ ... وصاحَ الكِلاَبُ وعُقَّ الوَلَدْ . معناه أَن الفَحْلَ الحِصانَ إِذا عَايَنَ الجَيْشَ وبَوارِقَ السُّيُوفِ لم يَلْتَفِتْ جِهَةَ الحُجُورِ ونَبَحَتِ الكلابُ أَرْبابَهَا لتغيُّر هيآتِها وعَقَّتِ الأُمّهَاتُ أَوْلادَهُنَّ وشَغلهُنَّ الرُّعْبُ عنهم
الحِجْرُ : القَرَابَةُ وبه فُسِّر قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
فأَخْفيْتُ ما بِي مِن صَدِيقِي وإِنّه ... لذُو نَسبٍ دانٍ إِليّ وذو حِجرِالحِجْر : ما بَيْنَ يَدَيْك مِن ثوْبِك ويفْتحُ كما في التَّهْذِيب . من المَجَازِ : الحِجْر مِن الرَّجلِ والمرأَةِ : فَرْجُهما وعبَّر بعضٌ بالمَتاعِ والفتح أَعلَى . الحِجْر : ة لبَنِي سُليْمٍ بالْقُرْب من قَلَهِّى وذي رَوْلان . ويُفْتَحُ فيهما أَي في القَرْيَة والفَرْج والصَّوابُ : فيها أَي في الثَّلاثة كما عَرَفْت
يقال : نَشَأَ فُلانٌ في حِجْرِه بالكسر وحَجْرِه بالفتح أَي في حِفْظِه وسَتْرِه . وقال الأَزهريُّ : يقال : هم في حَجْرِ فلانٍ أي في كَنَفِه ومنعَتِه ومَنْعِه كلُّه واحدٌ قاله أَبو زيْد
ووَهْبُ بنُ راشِدٍ الحِجْرِيُّ بالكسر مِصْرِيٌّ والذي قاله السَّمْعانِيُّ إِنه أَبو زُرْعة وَهْبُ اللهِ بنُ راشدٍ المُؤذِّن الحَجرِيّ المِصْرِيُّ مِن حَجْرِ رُعَيْنٍ عن ثَوْرِ بنِ يَزِيدَ الأُبُلِّيِّ وحَيْوَةَ بنِ شُرَيْحٍ وغيرِهما رَوَى عنه أَبو الرَّدّاد عبدُ اللهِ بنُ عبد السّلام بنِ الرَّبِيعِ والرَّبيعُ بنُ سُلَيْمَانَ وغيرُهما . الحَجَرُ بالتَّحْرِيك : الصَّخْرَةُ كالأُحْجُرِّ كأُرْدُنّ نقلَه الفَرّاءُ عن العرب وأَنشد :
" يَرْمِينِيَ الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ . قال : ومثلُه هو أُكْبُرُّهم وفَرَسٌ أُطْمُرٌّ وأُتْرُجٌّ يُشَدِّدُون آخِرَ الحَرْفِ . ج في القِلَّة أَحْجَارٌ أَحْجُرٌ و في الكَثْرَة حِجَارةٌ وحِجَارٌ وهو نادِر قاله الجوهريّ . ورُوِيَ عن أَبي الهَيثمِ أَنه قال : العرَبُ تُدْخِلُ الهاءَ في كلِّ جَمْعِ على فِعالٍ أَو فُعُولٍ وإِنما زادوا هذه الهاءَ فيها لأَنه إِذا سُكِتَ عليه اجتمعَ فيه عند السَّكْتِ ساكِنانِ أَحدُهما الأَلفُ التي آخر حرفٍ في فِعالٍ والثاني آخِرُ فِعال المَسْكُوت عليه وفقالوا : عِظَامٌ وعِظَامَةٌ ونِفارٌ ونِفَارَةٌ وقالوا : فِحَالَةٌ وحِبالَةٌ وذِكارَةٌ وذُكُورَةٌ وفُحُولَةٌ وحُمُولَةٌ . وَأَرْضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرَةٌ : كَثِيرَتُهُ أَي الحَجَرِ
الحَجَرانِ : الفِضّةَ والذَّهَبُ . ويقال للرّجل إِذا كَثُرَ مالُه وعَدَدُه : قد انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه وقد ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عَدَدُه . رُبما كُنِيَ بِالحَجَرِ عن الرَّمْل حَكاه ابنُ الأّعْرَابِيِّ وبذلك فُسِّر قولُه :
" عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رِمِيمُ . قال : أَراد عَشِيَّةَ رَمْل الكِنَاسِ ورَمْلُ الكِنَاسِ : مِن بِلادِ عبدِ اللهِ بنِ كِلاب . والحَجَرُ الأَسْوَدُ الأَسْعَدُ كَرَّمَه اللُه تعالَى م أَي معروفٌ وهو حَجَرُ البَيتِ حَرَسَه اللُه تعالَى ورُبَّمَا أَفْرَدُوه إِعظاماً فقالوا : الحَجَرُ ومِن ذلك قولُ عُمَرَ رضيَ اللُه عنه : " واللهِ إِنكَ لَحَجَرٌ ولولا أَنِّي رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللُه عليه وسلّم يفعل كذا ما فعلْتُ " . فأَمَّا قولُ الفَرَزْدَق :
وإِذا ذَكَرْتَ أَبَاكَ أَو أَيّامَه ... أَخْزاكَ حَيثُ تُقَبَّلُ الأَحْجَارُ . فإِنه جَعَل كلَّ ناحِيَةٍ منه حَجَراً أَلاَ تَرَى أَنكَ لو مَسِسْتُ كلّ ناحيةٍ منه لَجازَ أَن تقولَ : مَسِسْتُ الحَجَرَ . الحَجَرُ : د عَظِيمٌ على جَبَلٍ بالأَنْدَلُسِ ومنه : محمّدُ بنُ يَحْيَى المحدِّثُ الحَجَرِيُّ الكِنْدِيُّ الكُوفيُّ عن عبد اللهِ بن الأَحْلَجِ وعنه عَتِيقُ بنُ أَحمدَ الجُرْجانِيُّ وإِبراهيمُ بنُ دُرُسْتَوَيْهِ الشِّيرازِيُّ . الحَجَرُ : ع آخَرُ . وحَجَرُ الذَّهَبِ : مَحَلَّةٌ بدِمَشْقَ داخِلَها وفيها المدرسةُ الخاتُونِيَّةُ . وَحَجَرُ شُغْلانَ بإِعجام الغَيْن وإِهمالِها : حِصْنٌ قُرْبَ أَنْطَاكِيَةَ بجَبل اللُّكَامِ
الحُجُرُ بضَمَّتَيْنِ : ما يُحِيطُ بالظُّفُرِ من اللَّحْم . الحُجَرُ كصُرَدٍ : جمْعُ الحُجْرَةِ للغُرْفَةِ وَزْناً ومَعْنَىً . الحُجْرَةُ : حَظِيرَةُ الإِبلِ ومنه حُجْرَةُ الدّارِ كالحُجُرَاتِ بضَمَّتَيْنِ والحُجرَاتِ بفتحِ الجيمِ وسكونِها ثلاثُ لغاتٍ الأَخيرَةُ عن الزَّمَخْشَرِيِّ . وقال شيخُنَا : هذا ليس مّما انْفَرَدَ به الزَّمَخْشَرِيُّ حتى يحتاجَ إلى قَصْرهِ في عَزْوِه عليه بل هو قولٌ للجمهور بل ادَّعى بعضٌ في مثله القِيَاسَ فما هذا القُصُورُ ؟
والحاجِرُ : الأَرضُ المُرْتَفِعَةُ ووَسَطُها مُنْخَفِضٌ كالمَحْجِرِ كمَجْلِسفي الصّحاح : الحاجِرُ : مَا يُمْسِك الماءَ مِن شَفَةِ الوادِي وزاد ابن سِيدَه : ويُحِيطُ به كالحاجُورِ وهو فاعُولٌ من الحَجْر وهو المَنْع
الحاجِرُ : مَنْبِتُ الرِّمْثِ ومُجْتَمَعُه ومُسْتَدارُه كذا في المُحْكَم . والحاجِر أَيضاً : الجَدْرُ الذي يُمْسِكُ الماءَ بين الدِّيار لاستدارِتِهِ . وفي التَّهْذِيب : الحاجِرُ مِن مَسَايِلِ المِيَاهِ ومَنابتِ العُشْبِ : ما استدارَ به سَنَدٌ أَو نَهْرٌ مرتفعٌ . ج حُجْرَانٌ مثلُ حائرٍ وحُورانٌ وشابٍّ وشُبَّان . قال رُؤْبَةُ :
" حتى إِذا ما هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ . منه سُمِّيَ مَنْزلٌ للحاجِّ بالبادِيَة حاجِراً . وعبارةُ الأزهريِّ : ومِن هذا قِيل لهذا المنزِلِ الذي في طريق مكةَ : حاجِرٌ . وفي الأَساس : وفلانٌ مِن أَهل الحاجِرِ وهو مكانٌ بطريق مكةَ
وقال أبو حنيفةَ : الحاجِرُ : كَرْمٌ مِئْناثٌ وهو مُطْمَأَنٌّ له حُرُوفٌ مُشَرِفَةٌ تَحْبِسُ عليه الماءَ وبذلك سُمِّيَ حاجِراً . قلتُ : والحاجِرُ : مَوضِعٌ بالقُرْبِ من زَبِيدَ سمعْتُ فيه سُنَنَ النَّسَائِيِّ على شيخِنَا الإِمام أَبي محمّدٍ عبدِ الخالقِ بنِ أَبي بكرٍ النَّمَرِيِّ رَحِمه اللهُ تعالَى
والحاجِرُ : موضعٌ بالجِيزَةِ من مصرَ وقد رأَيتُه . والحُجْرِيُّ ككُرْدِيٍّ ويُكْسَرُ الحَقُّ والحُرْمَةُ والخُصُوصِيَّةُ . وحُجرٌ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْن مثلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ قال حَسّانُ بنُ ثابت :
مَنْ يَغُرُّ الدَّهْرُ أَو يَأْمَنُه ... مِن قَتِيلٍ بعدَ عَمْروٍ وحُجُرْ . والِدُ امْرِئ القَيْسِ الشاعِرِ المشهورِ فَحْلِ الشُّعَرَاءِ و حُجْرٌ أَيضاً جَدُّه الأَعْلَى وهو امْرُؤُ القَيْسِ بنُ حُجْرٍ بنِ الحارِثِ بنِ حُجْرٍ آكِلِ المُرَارِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ ثَوْرٍ وهو كِنْدَةُ . وحُجْرُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ الحارِثِ بن أَبي شَمِرٍ الغَسَّانيُّ وإِيّاه عَنَى حسّانُ
حُجْرُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ وائلٍ الحَضْرَمِيُّ الكِنْدِيُّ والدُ وائلٍ أبي هُنَيْدَةَ مَلِكِ حَضْرَمَوتَ وقد حَدَّثَ مِن وَلَدِه عَلْقَمَةُ وعبدُ الجَبّارِ ابْنا وائِلِ بنِ حُجْرِ بنِ ربيعَةَ بنِ وائلٍ
حُجْرُ بنُ عَدِيِّ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ جَبَلةَ الكِنْدِيُّ ويقال له : حُجْرُ الخَيْرِ وأَبوه عَدِيٌّ هو المُلَقَّبُ بالأَدْبَرِ لأَنَّه طُعِنَ في أَلْيَتَيْهِ مُوَلِّياً وقال أَبو عَمْرو : الأَدْبَرُ هو ابنُ عَدِيٍّ وقد وَهِمَ . وحُجْرُ بنُ النُّعْمَانِ الحارثيُّ له وِفَادةٌ وهو والِدُ الصَّلْتِ . وحُجْرُ بنُ يَزِيدَ بنِ سَلَمَةَ الكِنْدِيُّ ويقال له : حُجْرُ الشَّرِّ للفَرْقِ بينه وبين حُجْرِ الخَيْرِ وهو أَحَدُ الشُّهُودِ بين الحَكَمَيْنِ وَلاَّهُ مُعاويةُ إِرْمِينِيَةَ : صَحَابِيُّون . وحُجْرُ بنُ يَزِيدَ بنِ مَعْدِي كَرِبَ الكِنْدِيُّ صاحِبُ مِرْبَاعِ بَنِي هِنْدٍ اختُلِفَ في صُحْبَتِه والصَّوابُ أَنَّ لأَخِيه أَبي الأَسْوَدِ صُحْبَةً
حُجْرُ بنُ العَنْبَسِ وقيل : ابنُ قَيْسٍ أَبو العَنْبَسِ وقيل : أبو السَّكْنِ الكُوفِيُّ تابِعِيٌّ أَدْرَكَ الجاهليَّةَ ولا رُؤْيَةَ له شَهِدَ الجَمَلَ وصِفِّين رَوَى عنه سَلَمَةُ بنُ كُهَيْل وموسى بنُ قَيْسٍٍ الحَضْرَمِيُّ أَوْرَدَه أَبو موسَى . حُجْرُ : ة باليَمَن مِن مَخَالِيف بَدْرٍ منها : يَحْيَى بنُ المُنْدِرِ عن شَرِيك وعنه ابنُه أَحمدُ وعن أَحمدَ أَبو سعيدِ بنُ الأَعرابيِّ . ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ جابِرٍ شَيخٌ لعبد الغنيِّ بنِ سَعِيد . وأَحمدُ بنُ عليٍّ الهُذَلِيُّ الشاعرُ الحُجْرِيُّ وغيرُهم . ومِن شِعر الهُذَلِيِّ هذا :
" ذَكَرْتُ والدَّمْعُ يومَ البَيْنِ يَنْسَجِمُولَوْعَةُ الوَجْدِ في الأَحْشَاءِ تَضْطَرِمُ . وبالتَّحْرِيك : والدُ أَوْسٍ الصَّحابِيِّ الأَسْلَمِيِّ وقيل : أَوْس بن عبد اللهِ بنِ حَجَرٍ وقيل : أَبو أَوْسٍ تَمِيمُ بنُ حَجَرِ وقيل : أَبو تَمِيم كان يَنْزِلُ العَرْجَ . ذَكَره ابنُ ما كُولاَ عن الطَّبَرِيِّ لم يَرْوِ شيئاًحَجَرٌ : والدُ أَوْسٍ الجَاهِلِيِّ الشاعِرِ التَّمِيِميِِّ . حَجَرٌ : والِدُ أَنسٍ المُحَدِّثُ هكذا في النُّسَخ وهو غَلَطٌّ مَنْشَؤُه سِياقُ عبارةِ مُشْتَبِه النَّسَبِ لشيخِه ونَصُّها : وبفتحتَيْن أَيُّوبُ بنُ حَجَرٍ الأَيْلِيُّ ومحمّدُ بنُ يَحْيَى بنِ أبي حَجَرٍ رَوَيَا وأَنَسُ بنُ حَجَرٍ مُخْتَلَفٌ فيه . هكذا نَصُّه وعلى الهامش بإِزاءِ قوله : وأَنَس : وأَوْس وعليه صحّ بخطِّ الحافظِ بن رافعٍ وهكذا هو في التَّبْصيرِ للحافظ ولم يَذكر أَنَسَ بن حَجَرٍ إِنَّمَا هو أَوْسُ بنُ حَجَر . أو هما أي والدُ الشّاعِرِ والمحدِّث بالفتح والصَّوابُ في والدِ أَوْس الصَّحابِيِّ التحريكُ على اختلاف . قال الحافظُ : وصَحَّحَ ابنُ ماكُولاَ أَنه بالضمِّ وأَنه أَوْسُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حُجْرٍ حديثُه عند وَلَدِه . وذو الحَجَرَيْنِ الأَزْدِيُّ إِنما لُقِّبَ به لأن ابنتَه كانت تَدُقُّ النَّوَى لإِبله بحَجَرٍ والشَّعِيرَ لأَهلها بحَجَر آخَرَ
مِن المَجَاز : يقال : رُمِىَ فلانٌ بحَجَرِ الأَرضِ أَي رُمِىَ بداهِيَةٍ مِن الرِّجال . وفي حديث الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ : أَنّه قال لعليٍّ حين سَمَّى مُعَاوِيَةُ أَحَدَ الحَكَمَيْنِ عَمْرَو بنَ العاصِ : " إِنّكَ قد رُمِيتَ بحَجَر الأَرضِ فاجْعَلْ معه ابنَ عَبّاس فإِنه لا يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلاَ حَلَّها " أَي بِدَاهِيَةٍ عظيمةٍ تَثْبُتُ ثُبُوتَ الحَجَرِ في الأَرض . كذا في اللِّسَان . وفي الأَساس : رُمِيَ فلانٌ بحَجَرٍ إِذا قُرِنَ بمثْلِه
الحَجُورُ كصَبُورِ ويُرْوَى بالضمّ أَيضاً : ع ببلاد بَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ وراءَ عُمَانَ قال الفَرَزْدَقُ :
لو كنْتَ تَدْرِي ما بِرَمْلِ مُقَيِّدٍ ... فقُرَى عُمَانَ إلى ذَواتِ حَجُورِ . رُوِيَ بالوَجْهَيِن : بفتحِ الحاءِ وضَمِّها . الحَجُورُ : ع باليمن وهو صُقْعٌ كبيرٌ تُنْسَبُ إِليه قَبيلةٌ باليمن وهم حَجُورُ بنُ أَسْلَمَ بنِ عَلْيَانَ بن زَيْدِ بنِ جُشَمَ بنِ حاشِدٍ منهم : أَبو عثْمَانَ يَزِيدُ بنُ سعيدٍ الحَجُورِيُّ حدَّثَ عن أَبيه . والحَجُّورَةُ مُشَدَّدةً والحاجُورةُ : لُعْبَةٌ لهم تَخُطُّ الصِّبْيَانُ خَطّاً مُدَوَّراً ويَقِفُ فيه صَبِيٌّ ويُحِيطُون به ليأْخذوه مِن الخَطِّ عن ابن دريد لكن رأَيتُ بخطِّ الصغانيِّ : الحَجُورَة مخفَّفَةً . والمحْجرُ كمَجْلسٍ ومِنْبَرٍ : الحَدِيقةُ . والمَحَاجِرُ : الحدائقُ قال لَبِيد :
بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ ... تَرْوِي المَحَاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ . وفي التهذيب : المِحْجَرُ : المَرْعَى المُنْخَفِضُ وفي الأَساس : المَوْضِعُ فيه رِعْيٌ كثيرٌ وماءٌ
المَحْجِرُ مِن العَيْن : ما دارَ بها وبَدَا مِن البُرْقُعِ من جميع العَيْن أَو هو ما يَظْهَرُ مِن نِقابها أَي المرأَة قاله الجوهريُّ . وقال الأزهريُّ : المَحْجِرُ : العَيْنُ ومَحْجِرُ العين : ما يَبْدُو من النِّقاب وقال مَرَّةً : المَحْجرُ من الوَجْه : حيثُ يَقَعُ عليه النِّقَابُ قال : وما بَدَا لكَ من النِّقاب مَحْجِرٌ وأَنشدَ :
" وكأَنَّ مَحْجِرَها سِرَاجٌ مُوقَدُ . وقيل : هو ما دَار بالعَيْن مِن العَظْم الذي في أَسْفَلِ الجَفْنِ كلُّ ذلك بفَتْح الميمِ وكسرِ الجيمِ وَفَتْحِها
قيل : المَحْجِرُ والمِحْجَرُ : عِمَامَتُه أَي الرَّجلِ إِذا اعْتَمَّ . المَحْجِرُ أَيضاً : ما حولَ القَرْيَةِ ومنه : مَحَاجِرُ أَقْيَالِ اليَمنِ أَي مُلُوكِهَا . وهي الأَحْمَاءُ : كان لكلِّ واحدٍ منهم حِمىً لا يَرعاه غيرُه . وفي التَّهْذِيبِ : مَحْجِرُ القَيْل من أَقْيالِ اليمَنِ : حَوْزَتُه وناحِيَتُه التي لا يَدخُل عليه فيها غيرُه
يقال : اسْتَحْجَرَ الرجلُ : اتَّخَذَ حُجْرَةً لنفسِه كتَحَجَّرَ واحْتَجَرَ . وفي الحديث : أَنَّه احْتَجَرَ حُجَيْرَةً بخَصَفَة أو حَصِير " . أبو القاسم مُظَفَّرُ بنُ عبدِ اللهِ بن بَكرِ بن مُقَاتلِ الحُجَرِيُّ كجُهَنِيٍّ محدِّثٌ يَرْوِي عن عبدِ اللهِ بنِ المُعْتَزِّ شيئاً من شِعْره سَمِعَ منه أَبو العَلاَءِ الواسِطيُّ المُقْرِئُ بواسِطَوالأَحجارُ : بُطُونٌ مِن بني تَمِيمٍ قال ابن سِيدَه : سُمٌّوا بذلك لأَن أَسماءَهَم جَنْدَلٌ وجَرْوَلٌ وصَخْرٌ وإيّاهم عَنَى الشاعِرُ بقوله :
" وكُلُّ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجَارَا . يَعْنِي أُمَّه . وقيل : هي المَنْجَنِيقُ . ومُحَجّرٌ كمُعَظَّمٍ ومُحَدِّث الثاني قولُ الأَصمعيِّ : ماءٌ أو اسمُ ع بِعَيْنِه . قال ابن بَرِّيٍّ : وشاهِدُه قَولُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ :
فذُوقُوا كما ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ ... مِن الغَيْظِ في أَكبادِنَا والتَّحَوُّبِ . قال ابنُ مَنْظُورٍ : وحَكَى ابنُ برِّيٍّ هنا حكايَةً لطيفةً عن ابن خالَوَيْهِ وقال حَدَّثَنِي أبو عَمروٍ الزّاهِدُ عن ثعلبٍ عن عًمَرَ بنِ شَبَّةَ قال : قال الجارُودُ وهو القارئُ : " وما يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنفسَهم " : غَسَّلتُ ابناً للحَجّاج ثم انصرفْتُ إلى شيخ كان الحَجّاجُ قَتَلَ ابْنَه فقلتُ له : مات ابنُ الحَجّاجِ فلو رأَيتَ جَزَعَه عليه فقال :
" فذُوقُوا كمَا ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرٍ . البيت . وأَحْجَارٌ : فَرَسُ هَمّامِ بنِ مُرَّةَ الشَّيْبَانيِّ سُمِّيَتْ باسم الجَمْع . وأَحْجَارُ الخَيْلِ : ما اتُّخِذَ منها للنَّسْل لا يَكادُون يُفْرِدُون لها الواحِدَ . قال الأَزهريُّ : بل يقال هذه حِجْرٌ من أَحجارِ خَيْلي يُرِيدُ بالحِجْر : الفَرَسَ الأُنْثَى خاصَّةً جَعَلُوهَا كالمُحَرَّمَةِ الرَّحِمِ إِلاَّ على حِصَانٍ كريمٍ
وأَحْجَارُ المِرَاءِ : مَوضِعٌ بقُبَاءَ خارِجَ المدينةِ المشرَّفةِ على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلام . وفي الحديث : " أَنه كان يَلْقَى جِبْرِيلَ عليه السّلامُ بأَحْجَارِ المِراءِ " قال مُجاهدٌ : وهي قُبَاءُ
في حديث الفِتَنِ : " عندَ أَحْجارِ الزَّيتِ " هو ع داخلَ المدينَةِ المشرَّفَة على ساكِنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ ولا يَخْفَى ما في مُقَابَلَةِ الدّاخِل مع الخارج من حُسْنِ التَّقَابًل
قلْتُ : وبه قُتِلَ الإِمامُ محمّدٌ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ ويُقَال له : قَتِيلُ أَحْجَارِ الزَّيْتِ . والحُجَيْرَاتُ كأنه جمْعُ حُجَيْرَةٍ تَصْغِير حًجْرَة وهي الموضعً المًنْفَرِدُ كذا في النُّسَخ وفي التكملة : الحُجَيْرِيّاتُ : مَوْضعُ به كان مَنْزِلٌ لأَوْسِ بنِ مَغْرَاءَ السَّعْدِيِّ . والحُنْجُورُ بالضمّ : السَّفَطً الصغيرُ وقارُورَةٌ صغيرةٌ للذَّرِيرَةِ وأَنشدَ ابن الأَعرابيِّ :
لو كانَ خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ ... حُنْجُورُه وحُقُّه وسَفَطُهْ . الأَصلُ فيهما الحُلْقُومُ كالحَنْجَرَةِ والنونُ زائةٌ والحَنَاجِرُ جَمْعه بالفتح أَيضاً وإِنما أَطْلَقَ اعتماداً على الشُّهْرَة . وفي التنزيل العزيز : " إِذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ " أَي الحلاَقِم
الحُنْجُورُ : د في نواحِي الرُّومِ ويقال : حُنْجُر كقُنْفُذ ويقال بجِيمَيْن ويقال بالخاءِ . وحَجَّرَ القَمَرُ تَحْجِيراً : اسْتَدارَ بخطٍّ دَقِيقٍ وفي بعض الأُصول الجَيِّدَة : رَقِيقٍ بالراءِ مِن غير أَن يَغْلُظَ . أَو تَحَجَّرَ القَمَرُ إِذا صارَ هكذا في النُّسَخ وفي بعض منها : صارتْ حولَه دارَةٌ في الغَيْمِ
حَجَّرَ البَعِيرُ : وُسِمَ حولَ عَيْنَيْه بمِيسَمٍ مُسْتَدِيرٍ . وقد حَجَّرَ عَيْنَها وحَوْلَها : حَلَّقَ لا يُصِيُبَها
وتَحَجَّرَ عليه : ضَيَّقَ وحَرَّمَ وفي الحديث : " لقَد تَحَجَّرْتَ واسِعاً " أَي ضَيَّقْتَ ما وَسَّعَه اللهُ وخَصَصتَ به نفْسَك دُونَ غَيرِك . وقد حجَرَةُ وحَجَّرَه . واستْحَجْرَ فلانٌ بكلامِي أَي اجْتَرَأَ عليه . قال ابن الأَثِير : احْتَجَرَ الأَرضَ وحَجَرَها : ضَرَبَ عليها مَنَاراً أَو أَعْلَمَ عَلَماً في حُدودِهَا للحِيَازَةِ يَمْنَعُها به عن الغَيْر
احْتَجرَ اللَّوْحَ : وَضَعَه في حِجْره . يقال : احْتَجَرَ به فلانٌ إِذا الْتَجَأ واستعَاذَ ومنه الحديث : " اللّهُمَّ إِنِّي أَحْتَجِرُ بك منه " أَي أَلْتَجِئُ إِليكَ وأَسْتَعِيذُ بك كاحْتَجَأَفي النوادر : احْتَجَرتِ الإِبلُ : تَشَدَّدَتْ بُطُونُها وحجرت واحْتَجَزَتْ بالزاي لغةٌ فيه . وقد أَمْسَتْ مُحْتَجِرَةً وذلك إِذا كَرِشَ المالُ ولم يَبْلُغ نِصْفَ البِطْنَةِ ولم يَبْلُغِ الشِّبَعَ كُلَّه فإِذا بَلَع نِصْفَ البِطْنَةِ لم يُقَلْ فإِذا رَجَعَ بعد سُوءِ حالٍ وعَجَفٍ فقد اجْرَوَّشَ . وناسٌ مُجْرَوِّشُون . ووادِي الحِجَارَةِ : د بثُغُورِ الأَنْدَلُسِ منه : أَبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ حَبُّونَ الحِجَارِيُّ الأَنْدَلِسيُّ شاعرٌ إِمامٌ في الحديث بَصِيرٌ بِعِلَلِه حافِظٌ لطُرُقِه لم يكن بالأَنْدَلُسِ قَبلَه أَبْصَرُ منه عن ابن وَضّاح وعنه قاسِمُ بنُ أَصْبَغَ ذَكَرَه الرشاطيُّ . وذَكَر السَّمْعَانيُّ منه : سعيدُ بنُ مَسْلَمَةَ المحدِّثُ وابنُه أَحمدُ بنُ سعيدٍ المحدِّثُ وحَفْصُ بنُ عُمَرَ ومحمّدُ بنُ عَزْرة وإِسماعيلُ بنُ أَحمدَ الحِجارِيُّون الأَنْدَلُسِيُّون : مُحدِّثون . وحَجْورٌ كقَسْوَرٍ : اسمٌ
حَجّار ككَتّان وفي بعض النُّسَخِ ككِتَابٍ ابنُ أَبْجَرَ بن جابرٍ العِجْلِيُّ أَحَدُ حُكّامِهم وأَبْجَرُ هذا هو الذي قال : أَكْثِرْ مِن الصَّدِيق فإنك على العَدُوِّ قادرٌ لمّا أَوْصَى وَلَدَه حَجّاراً كما جَزَمَ به ابن الكَلْبِيِّ . وذَكَرَ ابنُ حِبّانَ : حَجّارَ بن أَبْجَرَ الكُوفِيِّ وقال فيه : يَرْوِي عن عليٍّ ومُعَاوِيَةَ عِدادُه في أَهل الكُوفِة رَوَى عنه سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ فلا أَدْري هو هذا أَم غيره فلْيُنْظَرْ
وحُجَيْر كزُبَيْرٍ بنُ الرَّبِيع العُذْرِيُّ البَصْرِيُّ يقال : هو أَبو السَّوّار ثِقَةٌ من الثالثة . وهِشَامُ بنُ حُجَيْرٍ المَكِّيُّ مِن رجال الصَّحِيحَيْن وقد ضَعَّفَه ابنُ مَعِينٍ وأَحمدُ محدِّثانِ . وحُجَيْرُ بنُ عبدِ اللهِ الكِنْدِيُّ تابعِيٌّ . حُجَيْرُ بنُ رِئابِ بنِ حَبِيبَ بنِ سُواءَةَ بنِ عامرٍ بنِ صَعْصَعَةَ بنِ مُعَاويَةَ بنِ بَكْر جَدٌّ لجابرِ بنِ سَمُرَةَ الصَّحابِيِّ رضيَ اللهُ عنه
وممّا يُستدرَك عليه : أَهْلُ الحَجَر والمَدَر أَي أَهْلُ البوادِي الذين يَسْكُنُون مواضع الأَحجارِ والرِّمالِ وأَهلُ المَدَرِ : أَهلُ البِلاَدِ وقد جاءَ ذِكْرُه في حديث الجَسّاسَةِ والدَّجّالِ . وفي آخَرَ : " وللعِاهرِ الحَجَرُ " قيل : أي الخَيْبَةُ والحِرْمَانُ كقَولك : ما لكَ عِنْدِي شيءٌ غيرُ التُّرَابِ وما بِيَدِكَ غيرُ الحَجَرِ . وذَهَبَ قومٌ إلى أَنه كَنَي به عن الرَّجْمِ . قال ابن الأَثِير : وليس كذلك لأَنه ليس كلُّ زانٍ يُرْجَم
واسْتَحْجَرَ الطِّين : صار حَجَراً كما تقول : اسْتَنْوَقَ الجمَلُ لاَ يَتَكَلَّمُون بهما إلاّ مَزِيدَيْن ولهما نَظائِرُ . وفي الأَساس : اسْتَحْجَر الطِّينُ وتَحَجَّرَ : صَلُبَ كالحَجَرِ . والعربُ تقول عند الأَمْرِ تُنْكِرُه : حُجْراً له بالضمّ أي دَفْعاً وهو استعاذَةٌ من الأَمرِ ومنه قولُ الرّاجز :
قالتْ وفيها حَيْدةٌ وذُعْرُ ... عَوْذٌ بِرَبِّي منكمُ وحُجْرُ . والمُحَنْجِرُ : الأَسَدُ نقلَه الصّغانيُّ . وأَنتَ في حَجْرتِي أَي مَنَعَتِي . والحِجَارُ بالكسْر : حائِطُ الحُجْرَةِ ومنه الحديث : " مَن نام على ظَهْرِ بَيْتٍ ليس عليه حِجارٌ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ " أَي لكَوْنهِ يَحْجُرُ الإِنسانَ النّائِمَ . ويَمْنَعُه من الوُقُوعِ والسُّقُوطِ . ويُرْوَى : حِجَاب بالباءِ
والحِجْرُ : قَلْعَتَانِ باليَمَن : إِحداهما بظَفَارِ والثّانيةُ بحَرّانَ . وحَجُور كصَبُورٍ : موضعٌ باليَمَن . وقيل : قُرْبَ زَبِيدَ موضعٌ يُسَمى حَجُورَى . وحَجْرَةُ : موضعٌ باليَمَن . والحَنَاجِرُ : بَلَدٌ . والحُنْجُورُ : دُوَيْبَّةٌ وليس بثَبت . والحَجّار : مِن رُوَاةِ البُخارِيِّ هو أحمدُ بنُ أبي النعم الصالِحِيُّ مشهورٌ
ومِحْجَر : كمِنْبَرٍ : قريةٌ جاءَ ذِكْرُهَا في حديث وائلِ بنِ حُجْر وقال ابن الأثِير : هي بالنون قال : وهي حَظَائرُ حَولَ النخل وسيأْتي . وقال الطِّرِمّاحُ يصفُ الخمْرَ :
فلما فُتَّ عنها الطِّينُ فاحَت ... وصَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرَانِ صافِ . استعار الحُجْرَان للخَمْر لأنها جَوْهَرٌ سَيّال كالماءِوفي التَّهذِيب : وقيل لبعضهم : أيُّ الإِبلِ أَبْقَى على السَّنَة ؟ فقال : ابْنةُ لَبُون قيل : لِمَهْ ؟ قال : لأنها تَرْعَى مَحْجِراً وتَترُكُ وَسَطاً . قال : وقال بعضُهم : المَحْجِرُ هنا الناحيةُ . وقال الأخطل :
ويُصْبِحُ كالخُفّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَه ... فقُبِّحَ مِن وَجْهٍ لَئِيمٍ ومِن حَجْر . فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَاِبّيِّ فقال : أَراد مَحْجِرَ العَيْنِ . وقال آخَرُ :
" وجارَةُ البيتِ لها حُجْرِيُّ . معناه : لها خاصَّةً دونَ غيرها
وفي حديث سَعْدِ بنِ مُعاذ : " لمّا تَحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَرَ " أي اجتمع والْتَأَمَ وقَرُبَ بعضُه من بعض . والحُجَرِيَّةُ بضمٍّ ففتْحٍ : قَريةٌ بالجَنَد منها : يَحْيَى بنُ عبد العَليم بنِ أبي بكْر الحُجَريُّ أَخَذَ عن ابن أبي مَيْسَرَةَ . ومحمّدُ بنُ عليٍّ بن أحمدَ الحُجَري الأَصبحيُّ دَرَّسَ بتَعِزَّ ومات سنة 719 . وفي الحديث : " إذا نَشَأت حَجْريَّةٌ ثمّ تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ " منسوبٌ إلى الحَجْرَ : قَصَبَةِ اليَمَامَةِ أو إلى حَجْرَةِ القَوْمِ : ناحِيَتِهم قالَه ابن الأَثِيرِ . وقال الرّاعِي ووَصَفَ صائِداً :
تَوَخَّى حَيثُ قال القَلْبُ منه ... بِحَجْرِيٍّ تَرَى فيه اضْطِمارَا . عَنَى نَصْلاً مَنْسُوباً إلى حَجْر . وقال أبو حنيفَة : وحَدائِدُ حَجْرٍ : مُقَدَّمَةٌ في الجَوْدَة وقال زُهَيْر :
" لِمَنْ الدِّيارُ بقُنَّةِ الحَجْرِ . هو موضعٌ ولم يعرفه أبو عَمروٍ في الأمكنة وقال آخرُ :
أَعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذِي التَّمايُلِ ... حَجْرِيَّةً خِيضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ . عَنَى قَوْساً أو نَبْلاً منسوباً إلى حَجْر . وانْتَشَرَتْ حَجْرَتُه : كَثُرَ مالُه . وفي الحديث : " أنه كان له حَصِيرٌ يَبْسُطه بالنَّهَارِ ويَحْجُرُه باللَّيْل " وفي رواية : يَحْتَجِرُه أي يَجْعَله لنفْسِه دون غيرِه . وفي صِفَة الدَّجّال : " مَطْمُوس العَيْن ليستْ بِنَاتِئَةٍ ولا حَجْراءََ " . قال ابن الأثِير : قال الهَرَوِيُّ : إن كانت هذه اللَّفْظَةُ محفوظةً فمعناه : ليست بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةَ قال : وقد رُوِيَتْ : حَجْراءَ بتقديم الجيم وهو مذكورٌ في موضعه . وأبو حُجَيْرِ : جَدُّ خالدِ بنِ عبد الرحمن السَّرِيِّ الرّواي عن أبي الجَماهِر وعنه النَّسائِيُّ . وقالوا : فلانٌ حَجَرُ الأرضِ أي فَرْدٌ لا نَظِيرَ له ونحُوه قولُهم : فلانٌ رَجلُ الدَّهرِ . وحَجرٌ : لَقَبُ جَدَّ إِمامِ الأَئِمَّةِ الحُفّاظِ : شِهَابِ الدِّين أَبي الفَضْلِ أَحمدَ بنِ عليِّ بنِ محمّدَ بن محمّدَ بنَ عليِّ بنَ محمودَ بنَ أحمدَ العَسْقَلانيِّ الكِنَانيِّ المِصْرِيِّ عُرِفَ جَدُّه بابنِ حَجرٍ وبابن البَزّاز وقَرِيبُه الإمامُ المحدِّثُ شَعبانُ بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ أبو الطَّيِّبِ وأُمُّ الكِرَامِ أنُس زوجةُ ابن حَجَر محدِّثون وهم بَيتُ حديثٍ وفِقْهٍ وأما الحافظُ أبو الفَضْلِ فهو مَحْضُ مِنَّةٍ من الله تعالَى على مصرَ خاصَّة وعلى مَن سواهم عامّة وترجمتُه أُلِّفَتْ في مُجَلَّدٍ كبيرٍ وبَلَغَ في هذا الشأْنِ ما لم يَبْلُغْهُ غيرُه في عَصْره بل ومَن قبلَه وكان بعضٌ يُوَازيه بالدَّار قُطْنِيِّ وقد انتفعْتُ بكُتبه وكان أَوّلُ فُتُوحِي في الفنِّ على مؤلَّفاته وحَبَّبَ اللهُ إليَّ كلامَه وأمالِيَه فجمعتُ منها شيئاً كثيراً فجزاه اللهُ عنّا كلَّ خَيرٍ وأَسْكَنَه بُحبُوحَ الفَرَادِيسِ من غير ضَيْرٍ . ووالدُه نُورُ الدِّين عليٌّ مِمَّن سمِعَ من ابن سَيِّدِ الناسِ وكان يَحفظ الحاوِيَ الصَّغِيرَ وجَدُّه قُطْبُ الدِّين أبو القاسِم محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليٍّ مِمَّن أجازَ له أبو الفَضْلِ بنُ عَساكِرَ وابنُ القَوّاسِ وتوفي سنة 741 . وعمَّه فَخْرُ الدِّين عُثمانُ بنُ عليٍّ تَفقَّه عليه ابنُ الكُوَيْك والسِّراجُ الدَّمَنْهُوريُّ وتُوفِّي سنة 714 ، تَرْجَمَه العَفِيفُ المَطَرِيُّ ووُلِدَ الحافِظُ أبو الفَضْل في 22 شعبان سنة 773 وتوفي في 28 ذي الحجّة سنة 852 على الصحيحوأما الشِّهاب أحمدُ بنُ عليِّ بنِ حَجَرٍ الهَيْثَمِيُّ المصريُّ الفقيهُ نَزِيلُ مكّةَ فإنه إنما لُقِّب به جَدُّه لصَمَمٍٍ أَصابَه مِن كِبَرِ سِنَّه كما رأَيتُه في مُعْجَمه الذي أَلَّفَه في شيوخه
وبنو حَجَرٍ : قبيلةٌ باليَمَن . والمَحْجَر : بالفتح : مَحَلَّةُ بمصرَ . وأبو سَعْدٍ محمّدُ بنُ عليٍّ الحَجَرِيُّ محرَّكَةً يُعْرَفُ بسنك انداز مُحَدِّث مقرئُ . وأبو المَكَارِمِ المُبَارَكُ بنُ أَحمدَ الحَجَرِيُّ عُرِفض بابن الحَجَرِ من أهل بغدادَ محدِّث . وحُجْر بضمّ فسكون ابن عبدِ ابنِ مَعِيصِ بنِ عامرِ بنِ لُؤيّ : جدُّ ابنِ أمِّ مَكْتومٍ الصَّحَابِيّ . وفي كِنْدَة : حُجْرُ بن وَهْبِ بنِ رَبِيعَة بنُ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِين منهم : جَبَلَةُ بنُ أَبي كُرَيْبِ بنِ قَيْس بن حُجْر له وِفَادةٌ ومنهم : الأَجلح الكِنْدِيُّ وهو يَحْيَى بن عبدِ اللهِ بن مُعَاوِيَة بنِ حَسَّان الفقِيهُ ومنهم : عَمْرو بن أَبي قُرَّةَ الحُجْرِيّ قاضي الكُوفة . وحَجْرٌ القَرِدُ بنُ الحارثِ الوَلاّدة بن عَمرِو بنِ معَاوِية بنِ الحارِثِ بنِ معَاوِية بنِ ثورٍ ومعنَى القَرِد : الكثيرُ العَطاءِ والوَلاّدة : كثيرُ الوَلدِ وهو جَدُّ المُلُوكِ الذين لَعَنَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّم وهم مِخْوَس ومِشْرَحٌ وأَبْضَعَةُ وجَمْدٌ بَنُو مَعْدِي كَرِبَ بنِ وَكِيعَةَ بنِ شُرَحْبِيلِ بنِ معَاوِيَةَ بنِ حَجْرٍ . وحُجُور بالضمّ : مَوضعٌ جاءَ ذِكْرُه في الشعر . وذاتُ حَجُور بالفتح : مَوضعٌ آخرَ . وأَبْرَقَا حُجْرٍ : جَبلانِ على طَريقِِ حاجّ البَصرةِ بين جدِيلة وفَلْجَةَ وكان حُجْرٌ أبو امْرِئِ القَيْسِ يَنْزِلهما وهناك قَتَلَه بنو أسَدِ . وحَنْجَرُ بالحاءِ والنونِ كجَعْفَر : أرضٌ بالجَزِيرَةِ لبني عامرٍ وهي مِن قِنَّسْرِينَ سُمِّيَتْ لتَجَمُّعِ القبائلِ بها واغتِصاصِها
وفي كتاب الجَوْهَرِ المَكْنُونِ للشَّرِيف النَّسّابة : ولَخْمٍ حجْرُ بن جَزِيلَة بن لَخْم إِليه يَرجع كل حجْرِي لَخْميّ ومنهم : ذُعْر بن حجْرٍ وَوَلَدُه مالكٌ الذي اسْتَخْرَجَ يوسفَ الصِّدِّيَق مِن الجُبِّ
الحَوْرُ : الرُّجُوعُ عَن الشَّيْءِ وإِلى الشَّيْءِ كالمَحَار والمَحَارِةِ والحُؤُورِ بالضَّمّ في هذه وقد تُسَكَّن وَاوُهَا الأَولىَ وتُحْذَف لسُكُونها وسُكُون الثَّانيَةِ بَعْدَهَا في ضَرُورَة الشَّعْر كما قال العَجَّاج :
" في بِئْر لا حُورٍ سَرَى ولا شَعَرْ
" بأَفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْح جَشَرْ أَرادَ : لا حُؤُورٍ . وفي الحَدِيث " مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْر ولَيْسَ كَذلك حَارَ عَلَيْه " أَي رَجَع إِليه ما نَسَب إِليه . وكلُّ شَيْءٍ تَغَّيَرَ منْ حَال إِلىَ حالٍ فقد حَارَ يَحْور حَوْراً . قال لَبيد :
وما المَرءُ إِلا كالشَّهَاب وضَوْئه ... يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
الحَوْرُ : النُّقْصَانُ بعد الزِّيَادة لأَنَّه رُجُوعٌ منْ حَالٍ إِلى حال . الحَوْرُ : ما تَحْتَ الكَوْرِ من العِمَامَة . يقال : حارَ بعد ما كَارَ لأَنّه رُجوع عن تَكْويرِهَا . ومنه الحَديث : " نَعُوذُ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر " معناه من النّقصان بعد الزِّيادة . وقيل مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا وأَصْلُه من نَقْض العِمَامَة بعد لَفِّهَا مأْخُوذ من كَوْر العمَامة إِذا انتَقَض لَيُّهَا وبَعْضُه يَقربُ من بعض . وكَذلك الحُورُ بالضّمّ وفي روايَة : " بعد الكَوْن " بالنون . قال أبوعُبيْد : سُئل عاصمٌ عن هذا فقال : أَلَمْ تَسْمع إِلى قَوْلهم : حارَ بَعْد ما كَانَ
يقول : إِنَّه كَانَ على حالةٍ جَمِيلة فَخَارَ عن ذلك أَي رَجَع قال الزَّجَّاج : وقيل مَعْنَاه نَعُوذ بالله من الرُّجُوع والخُرُوج عن الجَمَاعَة بعد الكَوْر معناه بعد أَنْ كُنَّا في الكَوْر أَي في الجَمَاعَة . يقال كارَ عِمَامَتَه على رَأْسِه إِذا لَفَّهَا . عن أَبي عَمْرو : الحَوْر : التَّحَيُّر . و الحَوْرُ : القَعْرُ والعُمْقُ من ذلك قولُهم هو بَعِيدُ الحَوْر . أَي بَعِيد القَعْر أَي عَاقِلٌ مُتَعَمِّق . الحُورُ بالضَّمِّ . الهَلاَكُ والنَّقْصُ قال سُبَيْع بنُ الخَطِيم يَمْدَح زَيد الفَوارسِ الضَّبّيّ :
" واستَعْجَلُوا عَنْ خَفيف المَضْغ فازْدَرَدُواوالذَّمُّ يَبْقَى وَزادُ القَومِ في حُورِ . أَي في نَقْص وذَهَاب . يُريدُ : الأَكْلُ يذَهبُ والذّمُّ يَبْقَى : الحُورُ : جَمْعُ أَحْوَرَ وَحَوْراءِ . يقال : رَجُل أَحْوَرُ وامرأَةٌ حَوْراءُ . الحَوَرُ بالتَّحْريك : أَنْ يَشْتَدَّ بَياضُ بَيَاضِ العَيْن وسَوادُ سَوَادِها وتَسْتَديرَ حَدَقَتُهَا وتَرِقَّ جُفُونُها ويَبْيَضَّ ما حَوَالَيْهَا أَو الحَورَ : شدَّةُ بَيَاضِهَا وشدَّةُ سَوَادِهَا في شدَّة بَيَاض الجَسَد ولا تكُونُ الأَدْمَاءُ حَوْراءَ . قال الأَزْهَريّ : لا تُسَمَّى حَوْراءَ حَتَّى يكون مع حَوَرِ عَيْنَيْهَا بَيْضَاءَ لَوْنِ الجَسَد . أَو الحَورَ : اسْوِدَادُ العَيْنِ كُلِّهَا مثْلَ أَعْيُن الظِّباءِ والبَقَر . ولا يَكُون الحَور بهذا المَعْنَى في بَنِي آدمَ وإِنَّمَا قيل للنِّساءِ حُورُ العِين لأَنَّهُنَّ شُبِّهن بالظِّباءِ والبقَر
وقال كُرَاع : الحَوَرُ : أَن يَكُونَ البَيَاضُ مُحْدِقاً بالسَّوادِ كُلِّه وإِنِّما يَكُون هذا في البَقَر والظِّبَاءِ بَلْ يُسْتَعَار لَهَا أَي لبَني آدَمَ وهذا إِنَّمَا حكَاه أَبُو عُبيْد في البَرَجِ غَيْر أَنّه لم يَقُل إِنَّمَا يَكُونُ في الظِّباءِ والبَقَر . وقال الأَصمَعِيّ : لا أَدرِي ما الحَورَ في العَيْن . وقد حَوِر الرَّجل كفَرِحَ حَوَراً واحْوَرَّ احْوِرَاراً : ويقال : احْوَرَّت عَيْنُه احْوِرَاراً . وفي الصحاح : الحَوَر : جُلُودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بهَا السِّلاَالُ الواحدَة حَوَرَةٌ . قال العَجَّاج يَصف مَخَالِبُ البَازي :
بحَجَبَاتٍ يتَثَقَّبْنَ البُهَرْ ... كأَنَّمَا يَمْزِقْن باللَّحْم الحَوَرْ ج حُورانٌ بالضَّمّ . ومْنهُ حديثُ كتابه صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم لوَفْد هَمْدَانَ " لَهُمْ من الصَّدَقة الثِّلْب والنَّابُ والفَصيل والفارضُ والكَبْشُ الحَوَرى " قال ابنُ الأَثير : مَنْسُوب إِلى الحَورَ وقيل هو ما دُبغَ من الجُلُود بغيْر القَرَظ وهو أَحَدُ ما جَاءَ على أَصْلِه ولم يُعَلَّ كما أُعِلِّ نَابٌ . ونَقَل شَيْخُنَا عن مجمع الغرائب ومَنْبع العَجَائب للعَلاَّمَة الكَاشْغَريّ أَن المُرَادَ بالكَبْش الحَوَريّ هُنَا المَكْوِيّ كَيّةَ الحَوْرَاءِ نِسْبَة عَلَى غَير قياس وقيل سُمِّيَت لبَيَاضهَا وقيل غَيْر ذلكالحَوَر : خَشَبَةٌ يُقالُ لَهَا البَيْضَاءُ لبَياضهَا ومَدَارُ هذا التَّرْكيب على مَعْنَى البَيَاض كما صَرَّح به الصَّاغانيّ . الحَوَر : الكَوْكَبُ الثَّالث من بَنَات نَعْشٍ الصُّغْرَى اللاَّصق بالنَّعْش وشُرحَ في قود - فراجعْه فإنَّه مَرَّ الكَلاَمُ عليه مُسْتَوْفىً . الحَوَر : الأّديمُ المَصْبوغُ بحُمْرَة . وقيل : الحَوَر : الجُلودُ البيضُ الرِّقَاق تُعمَل منها الأَسْفَاطُ . وقال أبو حَنِيفة : هي الجُلودُ الحُمْر التي لَيْسَت بقَرظيَّة والجَمْع أحْوارٌ . وقد حَوَّرَه . وخُفٌ مُحَوَّرٌ كمُعَظَّم : بطَانَتُه منْه أي من الحَوَر . قال الشاعر :
فظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَه عَلَقٌ ... كأنَّمَا قُدَّ في أثْوَابه الحَوَرُ الحَوَر : البَقَرُ لبَياضهَا ج أحْوَارٌ . كقَدَر وأقْدَار وأنشد ثَعْلَب :
للهِ دَرُّ مَنَازل ومَنَازل ... أنَّي بُلينَ بهاؤُلاَ الأَحوارِ الحَوَر : نَبْتٌ عن كُراع ولم يُحَلِّه . الحَوَر : شَيْءٌ يُتَّخَذُ منَ الرَّصَاص المُحْرَق تَطْلِي به الْمَرْأةُ وَجْهَهَا للزِّينَة . والأَحْوَرُ : كَوْكَبٌ أو هُوَ النَّجْم الَّذي يُقال لَه المُشْتَرِي . عن أبي عَمْروٍ : الأَحْوَرُ : العَقْلُ وهو مَجَازٌ . وما يَعيشُ فُلانٌ بأحْوَرَ أي ما يَعيشُ بعَقْل يَرْجِعُ إليه . وفي الأَساس : بعَقْل صَافٍ كالطَّرْف الأَحْوَر النّاصِع البَيَاضِ والسَّوَاد . قال هُدْبَةُ ونَسَبَه ابْنُ سِيده لابنِ أحْمَر :
وما أنْسَ مِلأَشْيَاءِ لا أنْسَ قَوْلَهَا ... لجارَتِهَا ما إنْ يَعيشُ بأحْوَرَا أرادَ : مِنَ الأَشْيَاءِ . الأَحْوَرُ : ع باليَمَن . والأَحْوَرِيّ : الأَبيضُ النَّاعِمُ من أهْلِ القُرَى . قال عُتَيْبَةُ بن مِرداسٍ المَعروف بابن فَسوَة :
تَكُفُّ شَبَا الأَنْيَاب منها بمِشْفَرٍ ... خَرِيعٍ كسِبتِ الأَحْوَرِيّ المُخَصَّرِ والحَوَارِيَّاتُ : نِسَاءُ الأَمْصارِ هكذا تُسَمِّيهن الأَعرابُ لبَيَاضهنّ وتَبَاعُدهِنّ عَنْ قَشَف الأعراب بنَظَافَتِهِنّ قال :
فقُلْتُ إنَّ الحَوَارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ ... إذَا تَفَتَّلْنَ من تَحْت الجَلالببِ يَعْنِي النِّساء . والحَوَارِيَات منَ النِّسَاءِ : النَّقِيَّاتُ والأاْوَانِ والجُلُودِ لبَيَاضهنّ ومن هذه قيلَ لصَاحب الحُوَّارَى مُحَوِّر . وقال العَجَّاج :
" بأَعْيُنٍ مُحَوَّرَاتٍ حُورِ يَعْنِي الأَعْيُنَ النّقيّاتِ البَيَاضِ الشَّديدَاتِ سوَادِ الحَدَقِ . وفسّر الزَّمَخْشَريّ في آل عمْرَان الحَوَارِيَّات بالحَضَرِيّاتِ . وفي الأساس بالبِيض وكلاَهُمَا مُتَقَاربَان كما لا يَخْفَى ولا تَعْريضَ في كَلاَم المُصَنِّف والجَوْهَريّ كما زعمه بَعْضُ الشُّيوخ . والحَوَارِيُّ : النَّاصر مُطْلَقاً أو المُبَالِغُ في النُّصْرَة والوَزير والخَليل والخالصُ . كما في التَّوْشيح أو نَاصرُ الأَنْبيَاءِ عَلَيْهم السَّلام هكَذَا خَصَّه بَعضُهم . الحَوَارِيُّ : القَصَّارُ لتَحْويره أي لتَبْيضه
الحَوَارِيُّ : الحَمِيمُ والنَّاصحُ . وقال بَعْضُهم : الحَوَارِيَّون : صَفْوةُ الأَنْبيَاءِ الَّذين قد خَلَصُوا لهم . وقال الزَّجّاج : الحَوَارِيُّون : خُلْصَانُ الأنْبياءِ عَلَيْهم السَّلام وصَفْوَتُهُم . قال : والدَّليلُ على ذلك قولُ النَّبيّ صَلَى الله عَلَيْه وسلّمْ : " الزُّبَيْر ابنُ عَمَّتي وحَواريَّ من أُمتي " أي خاصَّتي من أصْحابي ونَاصري . قال : وأصْحابُ النَّبيّ صَلَّى الله عليه وسلّم حَوَارِيُّون . وتأْويل الحوَارِيين في اللغة : الَّذين أُخلِصُوا ونُقُّوا من كُلِّ عَيْب وكذلك الحُوَّارى من الدَّقيق سُمِّيَ به لأنَّه يُنَقَّى من لُباب البُرِّ قال : وتأْويلُه في النَّاس : الّذي قد رُوجِع في اخْتياره مَرَّةً بَعْدَ أخْرَى فوُجِد نَقيَّاً من العُيُوب . قال : وأصْل التَّحْوير في اللُّغَة . من حارَ يَحُورُ وهو الرُّجُوع . والتَّحْوير : التَّرْجيع . قال فهذا تأْويلُه والله أعلَموفي المُحْكَم : وقيل لأصْحاب عيسى عَلَيْه السَّلامُ : الحوارِيُّون للبَيَاض لأَنَّهم كانوا قَصَّارِين . والحَوَارِيُّ : البَياضُ وهذا أصْل قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم في الزُّبَيْر : " حوَارِيَّ منْ أُمَّتي " وهذا كان بدْأَه لأنَّهُم كَانُوا خُلصاءَ عيسَى عَلَيْه السَّلامُ وأنْصَارَه وإنَّمَا سُمُّوا حَوَارِيين لأَنَّهُم كانُوا يَغْسِلُون الثِّيَابَ أي يُحَوِّرُونَهَا وهو التَّبْييضُ . ومنه قَوْلُهم : امرأةٌ حَوارِيَّة أي بيْضَاءُ قال : فَلَمَّا كان عِيسَى علَيْه السَّلامُ نصَرَه هؤُلاَءِ الحواريُّون وكانوا أنْصاره دُون النَّاسِ قيل لِناصِر نَبِيِّه حوَارِيٌّ إذا بالَغَ في نُصْرَته تشْبِيهاً بأْولئك
ورَوَى شَمِرٌ أنَّه قال : الحَوَارِيُّ : النَّاصِحُ وأصلُه الشْيءُ الخالِصُ وكُلُّ شَيْءٍ خَلَصَ لَوْنُه فهو حَوَارِيٌّ : الحُوَّارَى . بضَمِّ الحَاءِ وشَدِّ الواو وفَتْح الرَّاءِ : الدَّقيق وأجْودُه وأخْلَصُه وهو المَرْخُوف . الحُوَّارَى : كُلُّ ما حُوِّرَ أي بُيِّضَ من طَعَامٍ وقد حُوِّر الدَّقيقُ وحَوَّرْتُه فاحْوَرَّ أي ابْيَضَّ . وعَجينٌ مُحَوَّر هو الذي مُسِحَ وَجْهُه بالمَاءِ حتى صَفَا . وحَوَّارُونَ بفَتْح الحَاءِ مُشَدَّدَةَ الوَاو : د بالشَّام قال الرَّاعي :
ظَللْنَا بحَوَّارِينَ في مُشْمَخِرَّةٍ ... تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ وضبطه السَّمْعَانيّ بضَمّ ففَتْح من غَيْر تَشْدِيد وقال : مِنْ بلاَد البَحْرَين . قال : والمَشْهُورُ بها زيَادُ حُوَارِين . لأَنَّه كان افْتَتَحها وهو زيَادُ ابْنُ عَمْرو بن المُنْذِر بن عَصَرَ وأخوهُ خِلاس بن عَمْرو كان فقيها مِنْ أصحابِ عَلّي رَضي الله عنه . والحَوْرَاءُ : الكَيَّةُ المُدَوَّرَةُ منْ حارَ يَحُور إذا رَجَع . وحَوَّرَه كَوَاه فأدَارَها وإنَّمَا سُمِّيَت الكَيَّةُ بالحوْرَاءِ لأنَّ مَوْضِعَهَا يَبْيَضّ . وفي الحَديث " أنَّه كَوَى أسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتِقه حَوْرَاءَ " وفي حَديثٍ آخَرَ " أنَّه لما أُخبِرَ بقتْل أبي جَهْل قال إنَّ عَهْدِي به وفي رُكْبَتَيْه حَوْرَاءُ فانْظُرُوا ذلك . فَنَظَروا فرأوْهُ " يَعْنِي أثَرَ كَيَّة كُوِيَ بها . الحَوْرَاءُ : ع قُرْبَ المَدينَة المُشَرَّفَة على ساكنها أفْضَلُ الصّلاة والسَّلام وهو مَرْفَأُ سُفُنِ مِصْر قَديماً ومَمَرُّ حاجِّها الآن وقد ذَكَرها أصْحابُ الرِّحَل
الحَوْرَاءُ : مَاءٌ لِبَنِي نَبْهَانَ مُرُّ الطَّعْم . وأبو الحَوْرَاءِ : رَبيعَةُ بنُ شَيبانَ السَّعْديّ رَاوِي حَديثِ القُنُوت عن الحَسَن بْن عَليّ قال " علَّمَني أبي أو جَدِّي رَسولُ الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم أن أقولُ في قُنوت الْوتْر : اللّهُمَّ اهْدِني فِيمَن هَدَيْتَ وعافني فيمَنْ عافَيْت وتَوَلَّني فيْمَن تَولَّيت وباركْ لي فيْمَا أعطيْتَ وقِنِي شَرَّ ما قَضَيْت إنّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عَليْك إنّه لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت تَبارَكْتَ وتَعَالَيْت " قلت : وهو حَديث مَحْفُوظ من حَدِيث أبي إسحاقَ السَّبيعيّ عن بُريَد بن أبِي مرْيمَ عن أبي الحَوْرَاءِ حَسَنٌ من رِوايَة حَمْزةَ بْن حَبيبٍ الزَّيَات عنه . وهو فَرْدٌ . والمَحَارَةُ : المَكَانُ الَّذي يَحُور أو يُحَارُ فيه . المَحَارَةُ : جَوْفُ الأُذُنِ الظَّاهرُ المُتَقَعِّرُ وهو ما حَوْلَ الصِّمَاخ المُتَّسع وقيل : مَحَارَةُ الأُذن : صَدَفَتُهَا وقيل : هي ما أحَاطَ بسُمُوم الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَيْهما . المحَارَةُ : مَرْجِعُ الكَتفِ وقيل : هي النُّقْرة الَّتي في كُعْبُرَةِ الكتِفِ
المَحَارَةُ : الصَّدَفَةُ ونحْوُها مِنَ العَظْم والجمْع مَحَارٌ . قال السُّليْكُ :
كأَنَّ قَوَائمَ النَّحَّامِ لَمَّا ... تَوَلَّى صُحْبَتي أُصُلاً مًحَارُأي كأَنَّهَا صَدَفٌ تَمُرّ على كُلِّ شيْءٍ . وفي حديثِ ابنُ سِيرينَ في غُسْل المَيت : " يُؤْخَذ شَيْءٌ من سِدْر فيُجْعَل في مَحَارَةٍ أو سُكُرُّجة " . قال ابنُ الأثير : المَحَارَةُ والحائر : الّذي يَجْتَمِع فيه المَاءُ . وأصْلُ المَحارَةِ الصَّدَفةُ والميم زائدَة . قُلتُ : وذَكَره الأزهَريّ في مَحر وسيأْتي الكَلاَمُ عليه هُنالك إن شاءَ الله تَعالى . المَحَارَةُ : شِبْهُ الهَوْدَج والعَامَّة يُشَدِّدُون ويُجْمَع بالألف والتاءِ . المَحضارَةُ : مَنْسِمُ البَعِير وهو ما بَيْنَ النَّسْر إلَى السُّنْبُك عن أبي العَمَيْثَل الأَعْرَابيّ . المَحَارَةُ : الخُطُّ والنَّاحيَةُ
والأحْوِرَارُ : الابْيِضَاضُ واحْوَرَّتِ المَحَاجِرُ : ابيَضَّت . أبُو العَبَّاس أحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بن أبي الحَوَارَي الدِّمَشْقِيّ كسَكَارَى أي بالفتح هكذا ضبطه بعضُ الحُفَّاظ . وقال الحافِظُ ابن حَجَر : هو كالحَوَارِيّ واحِدِ الحَوَارِيِّين على الأصحّ يرْوِى عن وكِيع بنِ الجرَّاح الكُتُب وصَحِب أبَا سُلَيْمَان الدّارانِيّ وحفَظ عنه الرَّقائِق وَرَوَى عنه أبُو زُرْعة وأبُو حاتِم الرَّازِيّان وذكَره يَحْيى بنُ مُعِين فقال : أهلُ الشَّامِ يُمْطَرُون به تُوفِّي سنة 246 . وكسُمَّانَي أي بضَمِّ السِّين وتَءديد الميم كما ادَّعى بعضٌ أنَّه رآه كذلك بخَطّ المُصَنِّف هنا وفي خَرَط قال شَيْخُنا : ويُنَافيه أنَّه وَزَنَه في سمنبحُبَارَى وهو المَعْرُوف فتَأَمَّل أبو القاسِم الحُوَّارَى الزَّاهِدَان م أي مَعروفان . ويقال فيهما بالتَّخْفِيف والضّمّ فلا فائدَة في التَّكْرار والتَّنَوُّع قالَه شِيْخُنا . قلت : ما نَقَلَه شَيْخَنا من التَّخْفِيف والضَّمّ فيهما فلم أرَ أحَداً من الأئِمّة تَعرَّضَ لَه وإنَّما اخْتَلَفوا في الأوَل فمِنْه ثم مَنْ ضَبَطه كسُكَارَى وعلى الأصَحِّ أنه على واحد الحَوَارِيين كما تَقَدَّم قَريباً . وأمَّا الثَّاني فبالإتّفاق بضّمِّ الحَاءِ وتَشْديد الوَاو فلم يَتَنَوَّع المُصَنِّف كما زَعَمَه شيْخُنا فتَأمَّل . والحُوَارُ بالضَّمّ وقدْ يُكْسر الأخيرَة ردية عند يَعْقُوب : وَلَدُ النَّاقة سَاعَةَ تَضَعُه أمُّه خاصَّةً . أو منْ حِين يُوضَع إلى أنْ يُفْطَم ويُفْصَلَ عَنْ أُمِّه فإذا فُصِلَ عن أمه فهو فَصيل . ج أَحْوِرَةٌ وحِيرَانٌ فيهما . قال سيبَوَيْه : وَفَّقُوا بين فُعَالٍ وفِعَال كما وَقَّفُوا بَيْنَ فُعَال وفَعِيل . قال : قد قَالُوا حُورَانٌ وله نَظيرٌ سَمِعْنا العَرَبَ تَقُولُ : رُقَاقٌ ورِقَاقٌ والأُنْثَى بالهاءِ عن ابن الأَعرابيّ
وفي التَّهْذيب : الحُوَارُ : الفَصيل أَوَّلَ ما يُنْتَج . وقال بعضُ العَرَب : اللّهُمَّ أَحِرْ رِبَاعَنَا . أَي اجْعَلْ رِبَاعَنَا حِيرَاناً . وقولُه :
أَلاَ تَخَافُونَ يَوْماً قَدْ أَظَلَّكُمُ ... فيه حُوارٌ بأَيْدي النَّاس مَجْرُورُ . فَسَّره ابنُ الأَعْرَابيّ فقال : هو يَوْمٌ مشؤومٌ عَلَيْكُم كشُؤْم حُوارِ نَاقَةِ ثَمُودَ على ثَمودَ . وأَنْشَدَ الزَّمَخْشَريّ في الأَسَاس :
مَسِيخٌ مَليخٌ كلَحْم الحُوارِ ... فلا أَنْتَ حُلْوٌ ولا أَنْتَ مُرّ . والمُحَاوَرَةُ والمَحْوَرَةُ بفَتْح فسُكون في الثَّاني . وهذه عن اللَّيْث وأَنْشَد :
بحَاجَةِ ذي بَثٍّ ومَحْوَرَةٍ لهُ ... كَفَى رَجْعُهَا من قَصَّةِ المُتَكَلِّمِ والمَحُورَةُ بضَمِّ الحَاءِ كالمَشُورة من المُشَاوَرَةِ : الجَوَابُ كالحَوِير كأَمِير والحَوَار بالفتح ويُكْسَر والحِيرَةُ بالكَسْر والحُوَيْرَة بالتَّصْغِير . يقال : كَلَّمْتُه فما رَجَعَ إِلىّ حَوَاراً وحِوَاراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَةً أَي جَواباً . والاْسمُ من المُحَاوَرَة الحَوِيرُ تقول : سَمعْتُ حَوِيرَ هما وحِوَارَهُمَا . وفي حَديث سَطيح " فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً " أَي لم يَرْجع ولم يَرُدَّ . وما جاءَتْني عنه مَحُورَةٌ بضَمّ الحَاءِ أَي ما رَجَعَ إِلىَّ عنه خَبَرٌ . وإِنه لضَعِيفُ الحِوارَ أَي المُحَاوَرَةالمُحَاوَرَةُ : المُجَاوبَةَ ومُرَاجَعَةُ النُطْق والكَلاَم في المُخَاطَبَة وقد حَاوَره وتَحَاوَرُوا : تَرَاجعُوا الكَلاَمَ بَيْنَهُم وهم يَتَراوَحُونَ ويَتَحَاوَرُونَ . والمِحْوَر كمِنْبَر : الحَدِيَدةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ الخُطَّاف والبَكَرَةِ . وقال الجَوْهرِيُّ : هو العُودُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْه البَكَرَة وربما كَانَ مِنْ حَدِيد هو أَيضاً خَشَبَةٌ تَجْمَع المَحَالَة . قال الزَّجّاج : قال بَعْضُهم : قيل له مِحْوَر للدَّوَرَانِ لأَنَّه يَرْجِعُ إِلى المَكَان الّذِي زَالَ عنْهُ وقيل إِنَّمَا قيل له مِحْوَر لأَنَّه بدَوَرانِه يَنْصَقِل حَتَّى يَبْيضَّ . المِحْوَر : هَنَةٌ وهي حَدِيدة يَدُورُ فِيهَا لِسَانُ الإِبْزِيمِ في طَرَفِ المِنْطَقَةِ وغَيْرِهَا
المحْوَرُ : المِكْوَاةُ وهي الحَدِيدَةُ يُكْوَى بِهَا . المِحْوَرُ : عُودُ الخَبَّازِ . وخَشبَةٌ يُبْسَطُ بِهَا العَجِينُ يُحَوَّر بها الخُبْزُ تَحْوِيراً . وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحَوِيراً : هَيَّأَهَا وأَدَارَهَا بالمِحْوَر ليَضَعَهَا في المَلَّةِ سُممِّيَ مِحْوَراً لدَوَرَانِه على العجِين تَشْبِيهاً بِمِحْورَ البَكَرة واستِدَارته كذا في التَّهْذِيب . حَوَّرَ عَيْنَ البَعِيرِ تَحْوِيراً : أَدارَ حَوْلَهَا مِيسَماً وحَجَّرَه بكَيٍّ وذلِك من داءٍ يُصِيبُها وتِلْك الكَيَّةُ الحَوْرَاءُ . والحَوِيرُ كأَميِر : العَداوَةُ والمُضَارَّةُ هكذا بالرَّاءِ والصواب المُضَادَّة بالدال عن كُرَاع يقال : ما أَصَبْتُ منه حَوْراً بفتح فَسُكُون وفي بعض النُّسخ بالتَّحْرِيك وحَورْراً كسَفَرْجَل أَي شَيْئاً . وحَوْرِيتُ بالفَتْح : ع قال ابنُ جِنِّي : دَخَلَتُ على أَبي عَلِيٍّ . فحِينَ رآنِي قال : أَينَ أَنْتَ ؟ أَنا أَطلُبك قلْت : وما هُو ؟ قال : ما تَقُول في حَوْرِيت فخُضْنا فِيه فرأَيناهُ خَارجِاً عن الكِتاب وصانَعَ أَبُو عَليٍّ عنه فقال : ليس من لُغَة ابنيْ نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْل بِه لِذلِك قال : وأَقرب ما يُنْسَب إِليْه أَن يَكُون فَعْلِتاً لقُرْبِه من فِعْلِيتٍ وفِعلِيتٌ موْجودٌ . والحَائِرُ : المَهْزُولُ كأَنهَّ من الحَوْر وهو التَّغَيُّر من حالٍ إِلى حالٍ والنُّقصان . الحائِر : الوَدَكُ ومنه قولهم : مَرَقة مُتَحَيِّرة إِذا كانت كَثِيرةَ الإِهالَة والدَّسَمِ وعلى هذا ذِكْرُه في اليائِيِّ أَنْسَبُ كالَّذِي ذِكْرُه في اليائِيِّ أَنْسَبُ كالَّذِي بَعْده . الحائِرُ : ع بالعِرَاقِ فِيهِ مَشْهَدُ الإِمام المَظْلُومِ الشَّهيدِ أَبي عَبْدِ الله الحُسَيْن بْن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضِىَ اللهُ عَنْهُم سُمِّيَ لتَحَيُّرِ الماءِ فيه . ومنه نَصْرُ الله بْنُ مُحَمِّدٍ الكُوفِيّ سَمِع أَبَا الحَسَن بنَ غَيرَةَ . الإِمامُ النَّسَّابَة عَبْدُ الحَمِيد بْنُ الشِّيخ النَّسَّابة جَلالِ الدين فَخَّار بن مَعَد بن الشريف النَّسَّابة شمْس الدين فَخّار بْنِ أَحْمَد بْنِ محمد أَبي الغَنَائِم بن مُحَمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَيْن بن مُحَمَّد الحُسَيْنِيّ المُوسَويّ الحائِرِيانِ ووَلَدُ الأَخِيرِ هذا عَلَمُ الدِّينِ عَلِيّ ابنُ عَبْد الحَمِيد الرَّضِيّ المُرْتَضَى النَّسَّابَة إِمامُ النَّسَب في العِراق كان مُقِيماً بالمَشْهَد . ومات بهَرَاةِ خُرَاسَانَ وهو عُمْدَتُنا في فنِّ النَّسَب وأَسانِيدُنا مُتَّصِلَة إِليه . قال الحافِظُ ابنُ حَجَر : والثاني من مَشْيَخَة أَبِي العَلاءِ الفَرَضِيّ . قال : وممَّن يَنْتَسِب إِلى الحَائِرِ الشّرِيفُ أَبُو الغَنَائِم مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الفَتْح العلَوِيّ الحائِرِيّ ذَكَرَه مَنْصُورٌ . والحائرةُ : الشَّاةُ والمَرْأَةُ لا تَشِبَّانِ أَبداً ومن الحَوْرِ بِمَعْنَى النُّقْصَانِ والتَّغَيُّرِ مِنْ حالٍ إِلى حال . يقال : مَاهُو إِلاَّ حائِرَةٌ مِنَ الحَوَائِر أَي مَهْزُولَةٌ لا خَيْرَ فِيهِ . عن ابن هَانِئٍ : يُقَالُ عند تَأْكِيدِ المَرْزِئَة عليه بِقِلَّةِ النَّماءِ : ما يحُورُ فلانٌ وَما يَبُورُ أَي ما يَنْمُو وَما يَزْكُو وأَصْلُه من الحَوْر وهو الهَلاَكُ والفَسَادُ والنَّقصُالحَوْرَةُ : الرُّجُوعُ . حَوْرَةُ : ة بَيْن الرَّقَّةِ وباَلِسَ ومِنْهَا صَالِحٌ الحَوْرِيُّ حَدَّث عن أَبي المُهَاجِر سَالِم ابنِ عَبْدِ الله الكِلابِيّ الرَّقِّيّ . وعنه عَمْرو بن عُثَمانَ الكِلابِيّ الرَّقِّيّ . ذَكَره مُحَمَّدُ بنُ سعِيدٍ الحَرَّانِيّ في تاريخ الرّقّة . حَوْرَةُ : وَادٍ بالقَبَلِيَّة
وحَوْرِيُّ بكَسْرِ الراءِ هكذا هو مَضْبوطٌ عِنْدَنَا وضَبَطَه بَعضُهم كسَكْرَي : ةمن دُجَيْلٍ منها الحَسَن ابنُ مُسْلِم الفَارِسيّ الحَوْرِيّ كان من قَرْية الفارِسِيَّة ثم من حَوْرِيّ رَوَى عن أَبي البَدْرِ الكَرْخِيّ وسُلَيْمُ بْنُ عِيسَى الزَّاهِدَانِ الأَخير صاحِب كَرامَات صَحِب أَبا الحَسَن القَزْوِينِيّ وحَكَى عَنْه
قلت : وفَاتَه عبدُ الكَرِيم بن أَبِي عَبْد الله بْنِ مُسلم الحَوْرِيُّ الفارسيُّ ومن هذه القَرْية قال ابنُ نُقْطَة . سَمِع مَعِي الكَثِيرَ . وحَوْرَانُ بالفَتْح : كُوَرةٌ عَظِمية بِدِمَشْقَ وقَصَبَتُها بُصْرَى . ومنها تُحَصَّلُ غَلاَّتُ أهْلِهَا وطَعَامُهم . وقد نُسِبَ إلَيْهَا إبراهِيمُ بنُ أيُّوبَ الشَّامِيّ . وأبُو الطَّيَّبِ محمدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ سُلَيْمانَ وغيرُهما
حَوْرَانُ : مَاءٌ بِنَجْدٍ بَيْنَ اليَمَامَةِ ومَكَّةَ . حَوْرَانُ : ع بِبَاديَةِ السَّمَاوَةِ قَرِيبٌ مِنْ هِيتَ : وهو خَرابٌ . والحَوْرَانُ بالفَتْح : جِلْدُ الفِيلِ . وباطِنُ جِلْدِه : الحِرْصِيَانُ كِلاهُمَا عن ابن الأعرابيّ . وعَبْدُ الرَّحْمن بْنُ شَمَاشَةَ بْنِ ذِئْبِ بْنِ أَحْورَ : تَابِعِيٌّ من بَنِي مَهْرةَ رَوَىَ عن زَيْدِ بْنِ ثَابِت وعُقْبةَ ابنِ عَامر وعدِادُه في أَهْل مِصْر روى عَنْه يَزِيدُ بنُ حَبِيب . من أَمْثَالِهِم : " فُلاَنٌ حَورٌ في مَحَارَة " حَور بالضَّمِّ والفَتْحِ أَي نُقْصَانٌ في نُقْصان وُرُجُوع مَثَلٌ يُضْرَب لمَنْ هُو في إِدْبَار . والمَحَارَة كالحَورِ : النُّقْصان والرُّجُوع أَو لِمَنْ لاَ يَصْلُح . قال ابنُ الأَعرابِيّ : فُلانٌ حَوْرٌ في مَحارَة . هكذا سمِعْتُه بفَتْح الحاءِ . يُضرَب مَثَلاً للشَّيْءِ الَّذِي لا يَصْلُح أَو لمَنْ كَانَ صَالِحاً ففَسَدَ هذا آخِر كَلامِه . وحُورُ بْنُ خَارِجة بالضَّمّ : رجُل مِنْ طَيِّئ . قولهم طَحَنَتْ الطَّاحِنَةُ فَمَا أَحَارَتْ شَيْئاً أَي ما رَدَّتْ شَيْئاً مِنَ الدَّقِيق والاسْمُ منه الحُورُ أَيضاً أَي بالضَّمِّ وَهُوَ أَيضاً الهَلَكَة . قال الرَّاجِزُ :
" في بِئِرِ لاحُورٍ وما شَعَرْ قال أَبُو عُبْيدة : أَي في بِئْرِ حُورٍ ولا زِيادةٌ . من المَجازِ : قَلِقَتْ محَاوِرُه أَي اضْطَرَب أَمْرُه . وفي الأَساسِ : اضْطَرَبَت أَحوَالُه . وأَنشد ثَعْلَب :
يا مَيُّ مَالِي قَلِقَتْ مَحَاوِرِي ... وصَارَ أَشْبَاهَ الفَعَا ضَرَائِرِي . أَي اضْطَربَتْ عَلَىَّ أُمُوري فكَنَى عنها بالمَحَاوِر . وقال الزَّمَخْشَريّ : استُعِير من حَالِ مِحْورَ البَكَرة إِذَا املاَسَّ واتَّسَع الخَرْقُ فاضْطَرَبَ . وعَقْرَبُ الحِيرَانِ : عَقْرَبُ الشِّتَاءِ لأنَّهَا تَضُرُّ بالحُوَارِ ولَدِ النَّاقَةِ فالحِيْرانُ إذاً جَمْعُ حُوَارٍ . في التَّهْذِيب في الخُمَاسِيّ : الحَوَرْوَرَةُ : المَرْأةُ البَيْضَاءُ قال : وهو ثلاثيُّ الأَصلِ أُلحِقَ بالخُمَاسِيّ لتَكْرارِ بَعْضِ حُرُوفِها
وأحَارَتِ النَّاقَةُ : صارتْ ذَاتَ حُوَارٍ وهو وَلَدُها سَاعَةَ تَضَعُه . وما أحَارَ إلَىَّ جَوَاباً : ما رَدَّ وكذا ما أحَارَ بكَلِمَة . وحَوَّرَهُ تَحْوِيراً : رَجَعَه عن الزّجَّاج . وحَوَّرَه أيضاً : بَيَّضه . وحَوَّرَهُ : دَوَّرَه وقد تَقَّدمَ . حَوَّرَ اللهُ فُلاناً : خَيَّبَه ورَجَعَه إلى النَّقص . واحوَرَّ الجِسْمُ احْوِرَاراً : ابْيَضَّ وكذلك الخُبْزُ وغَيْرُه . احوَرَّتْ عيْنُه : صارتْ حَورَاءَ بيِّنَةَ الحَوَرِ : ولم يَدْرِ الأصمَعِيُّ ما الحَوَر في العَيْن كما تقدَّم : والجَفْنَةُ المُحْوَرَّةُ : المُبْيَضَّةُ بالسَّنامِ . قال أبو المُهَوّش الأَسَدِيّ :
" يا وَرْدُ إنّي سَأمُوتُ مَرَّهْ
" فمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْيَعْنِي المُبْيَضَّةَ . قال ابن بَرِّيّ : ووَرْدُ تَرْخِيمُ وَرْدَةَ وهي امرأتُه وكانت تَنْهاه عن إضاعَةِ مَاله ونَحْرِ إبلِه . واسْتَحَارَهُ : اسْتَنْطَقَه . قال ابنُ الأعرابيّ : اسْتَحَارَ الدَّارَ : استَنْطَقَها من الحَوْرِ الذي هو الرُّجُوع . وقَاعُ المُسْتَحِيرَة : د قال مالِك ابنُ خَالِدٍ الخُنَاعِيُّ :
ويَمَّمْتُ قاع المُسْتَحِيرَةِ إنَّني ... بأَنْ يَتَلاحَوْا آخِرَ اليَوْمِ آرِبُ وقد أعاده المُصَنِّف في اليائِيّ أيْضاً وهُمَا واحِدٌ . والتَّحَاوُرُ : التَّجَاوُبُ ولو أوْرَدَه عند قَوْله : وتَحَاوَرُوا : تَرَاجَعُوا كان أَلْيَقَ كما لا يَخْفَى . وإنّه في حُورٍ وبُورٍ بضَمِّهمَا أي في غَيْرِ صَنْعَةٍ ولا إتَاوَة هكذا في النُّسَخ . وفي اللِّسان ولا إجادَة بدل إتَاوَة أوْ : في ضَلاَل مأْخوذٌ من النَّقْصِ والرُّجُوع . وحُرْتُ الثَّوبَ أحُورُه حَوْراً : غَسَلْتُه وبَيَّضْتُه فهو ثَوْب مَحُورٌ والمعروفُ التَّحْوِيرُ كما تقدَّم . ومما يُسْتَدْرَك عليه : حارَتِ الغُصَّة تَحُوراً : انحدَرَت كأنَّها رَجَعت من مَوْضِعها وأحارَها صَاحِبُها . قال جَرِير :
ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصةِ الخُصَى ... يُلَجْلِجُ مِنّي مُضْغَةً لا يُحِيرُها وأنشد الأَزْهَريّ :
" وتِلْكَ لعمْرِي غُصَّةٌ لا أُحيِرُها والباطِل في حُور : أي في نَقْص ورُجُوع . وذَهَب فُلانٌ في الحَوَارِ والبَوارِ منصوباً الأوَّل : وذهب في الحُورِ والبُور أي في النُّقْصَانِ والفَسادِ . ورجُلٌ حَائِرٌ بائِر . وقد حَارَ وبَارَ . والحُورُ : الهَلاكُ . والحَوَار والحِوَار والحَوْر الجَوَابُ . ومنه حَدِيثُ عَليّ رَضِيَ اللهُ عَنْه " يَرْجِع إلَيْكُما ابْناكُما بحَوْرِ ما بَعَثْتُمَا بِه " أي بِجَواب ذلِك . والحِوَارُ والحَويرُ : خُرُوجُ القِدْح مِنَ النَّارِ . قال الشَاعر :
وأصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظرْتُ حَوَارَهُ ... على النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ ويُرْوَى حَوِيرَه أي نَظَرْتُ الفَلَجَ والفَوْزَ . وحكى ثعْلب : اقْضِ مَحُورَتَك أي الأَمرَ الذّي أنتَ فيه . والحَوْراءُ : البَيْضَاءُ لا يُقْصَد بذلك حَوَرٌ عَيْنِها . والمُحَوِّر : صاحبُ الحُوَّارَى . ومُحْوَرُّ القِدْرِ : بَياضُ زَبَدِها . قال الكُمَيْت :
ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخ طَاهِياً ... عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرَا والمَرْضُوفَةُ : القِدْر التي أُنْضِجَت بالحِجَارَةِ المُحْمَاةِ بالنَّارِ . ولم تُؤْنِ : لم تَحْبِس . وحَوَّرْت خَواصِرَ الإبِل وهو أن يَأْخُذَ خِثْيَها فيَضْرِب به خَواصِرَها . وفُلانٌ سَرِيعُ الإحارةِ أي سَرِيعُ اللَّقْم والإحارَةُ في الأصْل : رَدُّ الجَوابِ قالَه المَيْدَانِيّ
والمَحَارَةُ : ما تَحْتَ الإطار . والمَحَارَةُ : الحَنَكُ وما خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أعْلى الفَمِ . وقال أبو العمَيْثَل : باطِنُ الحَنكِ . والمَحَارَةُ : مَنْفَذُ النَّفَسِ إلى الخَياشِيم . والمَحَارَةُ : نُقْرَةُ الوَرِكِ . والمَحَارَتانِ رَأْسَا الوَرِكِ المُسْتَدِيرَانِ اللَّذانِ يَدُورُ فيهما رُءُوس الفَخِذَين . والمَحَارُ بغَيْر هاءٍ من الإنْسَان : الحَنَكُ . ومن الدَّابَّة . حَيْث يُحَنِّك البَيْطَارُ . وقال ابنُ الأعْرَابِيّ : مَحَارَةُ الفَرسِ أعْلَى فَمِه مِنْ بَاطِنٍ . وأحرت البعير نحرته وهذا من الأساسِ . وحَوْرانُ اسمُ امرأةٍ : قال الشاعر :
إذا سَلَكَت حَوْرَانُ من رَمْل عالِج ... فَقُولاَ لها لَيْسَ الطرِيقُ كذلِكِ وحَوْرَان : لَقبُ بَعْضِهم . وحُورٌ . بالضَّمّ لَقَبُ أحْمدَ بنِ الخَلِيل رَوَى عن الأصْمَعيّ . ولقَبُ أحْمَد بن محمد بْنِ المُغَلّس . وحُورُ بنُ أسْلَم في أجدادِ يَحْيَى بنِ عَطَاءِ المِصْرِيُ الحَافِظ
وعن ابن شُمَيْل : يَقُولُ الرَّجُل لِصَاحِبِه : واللهِ ما تَحُور ولا تَحُولُ أي ما تَزْدَاد خَيْراً . وقال ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأعرابِيّ مِثْلَهوحُوَار كغُراب : صُقْع بهَجَر . وكرُمّان : جُبَيل . وعبدُ القُدُّوس بن حَوَارِيّ الأَزدِيّ من أَهْلِ البَصْرة يَرْوِي عن يُونُسَ بنِ عُبَيْد . رَوَى عنه العِراقِيُّون وحَوارِيّ بنُ زِيادٍ تابِعِيّ . وحور : موضع بالحجاز . وماءٌ لقُضاعةَ بالشَّام . والحَوَاريّ بنُ حِطّان بن المُعَلَّى التَّنُوخِيّ : أَبو قَبِيلة بمعَرَّة النُعمانِ من رِجال الدَّهْر . ومن وَلده أَبُو بِشْر الحَوَاري بنُ محمدِ بنِ عِليّ بنِ مُحَمد ابنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمدَ بنِ الحَوَارِيّ التَّنُوخِيُّ عَمِيدُ المَعَرَّة . ذكره ابن العَديم في تاريخ حلب