الرَّقْوةُ
دِعْصٌ من رَمْلٍ ابن سيده الرَّقْوةُ والرَّقْوُ فُوَيْقَ الدِّعْصِ من الرمل
وأَكثرُ ما يكون إلى جوانب الأَودية قال يصف ظبية وخِشْفها لها أُمُّ مُوَقَّفة
وَكُوبٌ بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَرِيرُ
( * قوله وكنى بالكوب هكذا في الأصل ولم ي
الرَّقْوةُ
دِعْصٌ من رَمْلٍ ابن سيده الرَّقْوةُ والرَّقْوُ فُوَيْقَ الدِّعْصِ من الرمل
وأَكثرُ ما يكون إلى جوانب الأَودية قال يصف ظبية وخِشْفها لها أُمُّ مُوَقَّفة
وَكُوبٌ بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَرِيرُ
( * قوله وكنى بالكوب هكذا في الأصل ولم يرد في البيت وإنما ورد وَكُوب )
أَراد لها أُمُّ مرتَعها البَريرُ وكنى بالكُوب عن القلب وغيرهِ والمُوَقَّفة التي
في ذِراعَيْها بياضٌ والوَكُوبُ التي واكَبَتْ ولدَها ولازَمَتْه وقال آخر مِن
البِيضِ مِبْهاجٌ كأَنَّ ضَجِيعَها يَبِيتُ إلى رَقْوٍ من الرَّمْلِ مُصْعب ابن
الأَعرابي الرَّقْوة القُمْزَة من التراب تَجْتَمِع على شَفِير الوادي وجمعها
الرُّقا ورَقِيَ إلى الشيءِ رُقِيّاً ورُقُوّاً وارْتَقى يَرْتَقي وتَرَقَّى صَعِد
ورَقَّى غيرهَ أَنشد سيبويه للأَعشى لئنْ كُنت في جُبٍّ ثمانين قامَةً ورُقِّيت
أَسْبابَ السماء بسُلَّم ورَقِىَ فلانٌ في الجبل يَرْقَى رُقِيّاً إذا صَعَّدَ
ويقال هذا جبَل لا مَرْقىً فيه ولا مُرْتَقىً ويقال ما زال فلانٌ يتَرقَّى به الأَمرُ
حتى بَلَغ غايتَه ورَقِيتُ في السُّلَّم رَقْياً ورُقِيّاً إذا صَعِدْتَ
وارتَقَيْت مثلُه أَنشد ابن بري أَنتَ الذي كلَّفْتَني رَقْيَ الدَّرَجْ على
الكَلالِ والمَشِيبِ والعَرَجْ وفي التنزيل لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ وفي حديث
اسْتِراقِ السَّمْعِ ولكنَّهم يُرَقُّونَ فيه أَي يتَزَيَّدُون فيه يقال رَقَّى
فلان على الباطل إذا تقَوَّلَ ما لم يكن وزاد فيه وهو من الرُّقِيّ الصُّعُودِ
والارتفاعِ ورَقَّى شُدِّد للتعدية إلى المفعول وحقيقة المعنى أنهم يرتفعون إلى
الباطل ويدَّعون فوق ما يسمعون وفي الحديث كنتُ رَقَّاءً على الجبال أي صَعَّاداً
عليها وفعَّال للمبالغة والمَرْقاة والمِرْقاة الدرجة واحدة من مَراقي الدرَج
ونظيره مَسْقاةٌ ومِسْقاة ومَثْناةٌ ومِثْناة للحَبْل ومَبْناةٌ ومِبْناة للعَيْبة
أَو النِّطَع بالفتج والكسر قال الجوهري من كسَرَها شبَّهها بالآلة التي يعمل بها
ومن فَتَح قال هذا موضع يفعل فيه فجعَله بفتح الميم مخالفاً عن يعقوب وترقَّى في
العِلْم أَي رَقِيَ فيه دَرَجة درجة ورَقَّى عليه كلاماً تَرْقِيةً أَي رفَع
والرُّقيْة العُوذة معروفة قال رؤْبة فما تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانها ولا
رُقْيةٍ إلا بها رَقَياني والجمع رُقىً وتقول اسْتَرْقَيْتُه فرَقاني رُقيْة فهو
راقٍ وقد رَقَاه رَقْياً ورُقِيّاً ورجلٌ رَقَّاءٌ صاحبُ رُقىً يقال رَقَى الراقي
رُقْيةً ورُقِيّاً إذا عَوَّذَ ونَفَثَ في عُوذَتِه والمَرْقِيُّ يَسْتَرْقي وهم
الراقُونَ قال النابغة تَناذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سَمِّها وقول الراجز لقد
عَلِمْت والأَجَلِّ الباقي أَنْ لَنْ يَرُدَّ القَدَرَ الرواقي قال ابن سيده كأَنه
جمَع امرأَةً راقيةً أَو رجُلاً راقيةٌ بالهاء للمبالغة وفي الحديث ما كنَّا
نأْبُنُه برُقْىة قال ابن الأَثير الرُّقْية العُوذة التي يُرْقى بها صاحبُ الآفةِ
كالحُمَّى والصَّرَع وغير ذلك من الآفات وقد جاء في بعض الأَحاديث جوازُها وفي
بعضِها النَّهْيُ عنها فمنَ الجواز قوله اسْتَرْقُوا لهَا فإنَّ بها النَّظْرَة
أَي اطْلُبوا لها من يَرْقِيها ومن النهي عنها قوله لا يَسْتَرْقُون ولا
يَكْتَوُون والأَحاديث في القسمين كثيرة قال ووجه الجمع بينها أَن الرُّقَى يُكره
منها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أَسماء الله تعالى وصفاتهِ وكلامه في كتُبه
المنزلة وأَن يعْتَقدَ أَن الرُّقْيا نافعة لا مَحالَة فيتَّكلَ عليها وإياها
أَراد بقوله ما توَكَّلَ مَنِ اسْتَرْقَى ولايُكره منها ما كان في خلاف ذلك
كالتعوّذ بالقرآن وأسماء الله تعالى والرُّقَى المَرْوِيَّةِ ولذلك قال للذي رَقَى
بالقرآن وأَخَذَ عليه أَجْراً مَن أَخَذ برُقْية باطِلٍ فقد أَخَذْت برُقْية حَقٍّ
وكقوله في حديثج ابر أَنه عليه السلام قال اعْرِضُوها عليَّ فعرَضْناها فقال لا
بأْس بها إنما هي مواثِيقُ كأَنه خاف أَن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به
ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية وما كان بغير اللسان العربي مما لا يعرف له ترجمة
ولا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله وأَما قوله لا رُقْىةَ إلا من عَيْنٍ أَو
حُمَةٍ فمعناه لا رُقْية أولى وأَنفعُ وهذا كما قيل لا فَتىً إلا عليٌّ وقد أَمَر
عليه الصلاة والسلام غير واحد من أَصحابه بالرُّقْيةِ وسَمِعَ بجماعة يَرْقُونَ
فلم يُنْكِرْ عليهم قال وأَما الحديث الآخر في صفة أَهل الجنة الذي يدخلونها بغير
حساب وهم الذين لا يَسْتَرقُونَ ولا يَكْتَوُون وعلى ربهم يتوكلون فهذا من صفة
الأَولياء المعرضين عن أَسباب الدنيا الذين لا يلتفتون إلى شيء من علائقها وتلك
درجةُ الخَواصِّ لا يَبْلُغها غيرُهم جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه فأَما
العوامُّ فَمُرَخَّصٌ لهم في التداوي والمُعالجات ومن صبر على البلاء وانتظر
الفرجَ من الله بالدعاء كان من جملة الخواص والأَولياء ومن لم يصبر رخص له في
الرقية والعلاج والدواء أَلا ترى أَن الصدّيق رضي الله عنه لما تصدق بجميع ماله لم
ينكر عليه علماً منه بيقينه وصبره ؟ ولما أَتاه الرجل بمثل بيضة الحمامة من الذهب
وقال لا أَملك غيره ضربه به بحيث لو أَصابه عَقَره وقال فيه ما قال وقولُهم ارْقَ
على ظَلْعِكَ أَي امْشِ واصْعد بقدر ما تطيق ولا تَحْمِلْ على نفسك ما لا تطيقه
وقيل ارْقَ على ظَلْعِكَ أَي الْزَمْه وارْبَعْ عليه ويقال للرجل ارْقَ على
ظَلْعِكَ أَي أَصِْلحْ أوَّلاً أمرَكَ فيقول قد رَقِيتُ بكسر القاف رُقِيّاً
ومَرْقَيَا الأَنْفِ حَرْفاه عن ثعلب كأَنه منه ظَنٌّ والمعروف مَرَقَّا الأَنْفِ
أَبو عمرو الرُّقَّى الشحْمة البيضاء النَّقِيَّة تكون في مَرْجِعِ الكَتِف وعليها
أُخْرى مثلُها يقال لها المَأْتاةُ
( * قوله « يقال لها المأتاة » هكذا هو في الأصل والتهذيب ) فكما يَراها الآكِلُ
يأْخُذُها مُسابَقةً قال وفي المثل يَضْرِبُه النِّحْرير للخَوْعَمِ حَسِبْتَنِي
الرُّقىَّ عليها المَأْتاة قال الجوهري والرُّقَيُّ موضع ورُقَيَّة اسم امرأَة
وعبدُ الله بنُ قيسِ الرُّقَيَّات
( * قوله « وعبد الله بن قيس الرقيات » مثله في الجوهري عبد الله مكبراً وقال في
التكملة صوابه عبيد الله مصغراً ) إنما أُضيف قيسٌ إليهن لأَنه تزوج عدَّة نسوة
وافق أَسماؤهن كُلِّهِنَّ رقيَّةَ فنُسب إليهن قال الجوهري هذا قول الأَصمعي وقال
غيره إنه كانت له عدَّةُ جدّات أَسماؤهن كُلِّهنّ رُقَيَّة ويقال إنما أُضيف
إليهنّ لأَنه كان يُشَبِّبُ بعدّة نساء يُسَمِّيْن رُقَيَّة
معنى
في قاموس معاجم
الرَّقِيقُ نقيض
الغَلِيظ والثَّخِينِ والرِّقَّةُ ضدُّ الغِلَظ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ
ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى رَقيقةٌ ورُقاقةٌ قال من ناقةٍ خَوَّارةٍ
رَقِيقهْ تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ
ح
الرَّقِيقُ نقيض
الغَلِيظ والثَّخِينِ والرِّقَّةُ ضدُّ الغِلَظ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ
ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى رَقيقةٌ ورُقاقةٌ قال من ناقةٍ خَوَّارةٍ
رَقِيقهْ تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ
حتى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف وتَرِقَّ ويتسع مَجرى مُخِّها ويَطِيب لحمها ويكر
مُخُّها كل ذلك عن ابن الأَعرابي والجمع رِقاق ورَقائق وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه
جعله رقيقاً واسْترقَّ الشيءُ نقيض استغلظَ ويقال مال مُترقْرِقُ السِّمَن ومترقرق
الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِّء له تراه قد دَنا من ذلك الرَّمْدُ
الهَلاكُ ومنه عامُ الرَّمادةِ والرِّقُّ الشيء الرَّقيقُ ويقال للأَرض اللينة
رِقٌّ عن الأَصمعي ورَقَّ جِلد العِنب لَطُفَ وأَرَقَّ العنبُ رَقَّ جلده وكثر
ماؤُه وخص أَبو حنيفة به العنب الأَبيض ومُسْتَرَقُّ الشيء ما رَقَّ منه ورَقِيقُ
الأَنف مُسْتَرَقُّه حيث لانَ من جانبه قال سالَ فقد سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ أَي
سال مُخاطُه وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْري مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ لم
يُسْتَمَلْ ذو رَقِيقَيْها على وَلَدِ قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ يقول ذهب طولاً
وعَرْضاً وقوله لم يُسْتَمل ذو رقيقيْها على ولد فتَشُمَّه ومَرَقَّا الأَنْفِ
كَرَقيقَيْه ورواه ابن الأَعرابي مرة بالتخفيف وهو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من
الرِّقة كما بَيَّنَّا الأَصمعي رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما وأَنشد ساطٍ
إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى ندى في موضع نصب ومَراقُّ البطن أَسفله وما حوله مما
اسْتَرَقَّ منه ولا واحد لها التهذيب والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق
أَسفل من السُّرَّةِ ومَراقُّ الإبِلِ أَرْفاغُها وفي حديث عائشة قالت كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه فغَسلها
ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه فإِذا أَنْقاها أَهْوى بيده إِلى
الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء أَراد بمراقِّه ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه
ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى عن جميعها بالمَراقِّ وهو جمع
المَرَقِّ قال الهروي واحدها مَرَقٌّ وقال الجوهري لا واحد لها وفي الحديث أَنه
اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ وليَ هو ذلك بنفْسه واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في
الأَرض فقال أَرض رَقيقة وعيش رَقيق الحَواشي ناعِم والرَّقَقُ رِقَّة الطعام وفي
ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ وقد أَرَقَّ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال يقال ما
في ماله رَقَقٌ أَي قلة والرَّقَقُ الضَّعْفُ ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف ومنه قول
الشاعر لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا والرِّقَّةُ مصدر الرقيق عامٌّ
في كل شيء حتى يقال فلان رَقيقُ الدِّين وفي حديث اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه
مالٌ رَقيقٌ قال القتيبي يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن
وشِدَّة البَرْد وهم يضربون المثل فيقولون أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء وفي حديث
عائشة رضي الله عنها أَن أَبا بكر رضي الله عنه رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن ومنه
الحديث أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل للمَوْعِظة والمراد
بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة وتَرَقَّقته الجارية فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي
ضَعُف صبره قال ابن هَرْمة دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه فَرَقَّ ولا خَلالةَ
للرَّقِيقِ ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة أَين شَبابُكَ
وجَلَدُكَ ؟ فقال مَن طال أَمَدُه وكثر ولدُه ورَقَّ عدَده ذهب جَلَدُه قوله رَقَّ
عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها فكان ذلك الأَقل عنده
رَقِيقاً والرَّقَقُ ضَعْفُ العِظام وأَنشد حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها
إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ
لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي
لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها لِينٌ وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ
( * قوله « لها » كذا بالأصل وصوب ابن بري كما في مادة مسح لنا )
ويقال رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ وأَرَقَّ فلان إِذا رَقَّتْ حالُه
وقلَّ ماله وفي حديث عثمان رضي الله عنه كَبِرَتْ سِنِّي ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت
والرِّقَّةُ الرحمة ورقَقْت له أَرِقُّ رحِمْتُه ورَقَّ وجهُه استحيا أَنشد ابن
الأَعرابي إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ وهَكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ
عُيُونُها لم ترِقّ عيونها أَي لم تَستَحْيِ والرَّقاق بالفتح الأَرض السَّهلةُ
المُنبسِطة المُستوِِية الليِّنةُ الترابِ تحت صلابة قصره رؤبة بن العجاج في قوله
كأَنَّها وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ من ذَرْوِها شِبْراقُ شَدٍّ ذي عَمَقْ
( * قوله « تهاوى بالرقق » كذا في الأصل وهو في الصحاح أيضاً بواو في تهاوى وقافين
في الرقق والذي سيأتي للمؤلف في مادتي شبرق ومعق تهادى في الرفق بدال بدل الواو
وفاء بدل القاف وضبطت الرفق بضم ففتح في المادتين )
الأصمعي الرَّقاقُ الأَرض اللينة من غير رمل وأَنشد كأَنَّها بين الرَّقاقِ
والخَمَرْ إِذا تَبارَيْنَ شَآبِيبُ مَطَرْ وقال الراجز ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ
الجراثِمِ أَي يَذْرُو في الرَّقاقِ ويثب في الجَراثِيمِ من الرمل وأَنشد ابن بري
لإِبراهيم بن عِمران الأَنصاري رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ ولَحْمها زِيَمٌ
والبَطْنُ مَقْبُوبُ والرُّقاقُ بالضم الخبز المنبسط الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ
يقال خُبْز رُقاق ورَقِيق تقول عندي غلام يَخْبِز الغليظ والرقيق فإِن قلت يخبز
الجَرْدَقَ قلت والرُّقاق لأَنهما اسمان والرُّقاقة الواحدة وقيل الرُّقاق
المُرَقَّق وفي الحديث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ هو الأَرْغِفة الواسعة
الرَّقِيقة يقال رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال والرُّقُّ الماءُ الرَّقيق في البحر
أَو في الوادي لا غُزْرَ له والرَّقُّ الصحيفة البيضاء غيره الرَّق بالفتح ما
يُكتب فيه وهو جِلْد رَقِيق ومنه قوله تعالى في رَقٍّ مَنْشُور أَي في صُحُفٍ وقال
الفراء الرَّقُّ الصحائف التي تُخرج إِلى بني آدم يوم القيامة فآخِذٌ كتابَه
بيمينه وآخذ كتابه بشماله قال الأَزهري وما قاله الفراء يدل على أَنَّ المكتوب
يسمى رَقّاً أَيضاً وقوله وكِتابٍ مَسْطور الكتاب ههنا ما أُثْبِت على بني آدم من
أَعمالهم والرَّقَّةُ كلّ أَرض إِلى جَنب وادٍ ينبسط عليها الماء أَيَّام المَدِّ
ثم يَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون مَكْرُمةً للنبات والجمع رِقاقٌ أَبو حاتم
الرَّقَّة الأَرض التي نَضَب عنها الماء والرَّقَّةُ البيضاء معروفة منه
والرَّقَّةُ اسم بلد والرَّقُّ ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح والرَّق
العظيم من السَّلاحِف وجمعه رُقُوق وفي الحديث كان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَّ
فيأْكلونه قال الحَربي هو دُوَيْبة مائية لها أَربع قوائم وأَظفار وأَسنان تُظهرها
وتُغيِّبها والرِّقُّ بالكسر المِلك والعُبودِيَّةُ ورَقَّ صار في رِقٍّ وفي
الحديث عن علي عليه السلام قال يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى فيما رَقَّ
منه وفي الحديث يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما
أَدَّى دِيةَ الحُرِّ ومعناه أَن المكاتَب إِذا جني عليه جِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ
كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من كتابته دِيةَ
حُرٍّ ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دِيةَ عبدٍ كأَن كاتَب على أَلف
وقِيمتُه مائة ثم قُتِل وقد أَدَّى خمسمائة فلورثته خمسة آلاف نصفُ دية حُرّ
ولسيده خمسون نصف قيمته وهذا الحديث خَرّجه أَبو داود في السنن عن ابن عباس وهو
مذهب النخعي ويروى عن عليّ شيء منه وأَجمع الفقهاء على أَنّ المُكاتَب عبد ما
بَقِي عليه دِرْهم وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ ورَقيقٌ وجمع الرَّقيق أَرِقَّاء وقال
اللحياني أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة من إِماء رقائقَ فقط وقيل الرقيق اسم للجمع
واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ أَدخله في الرِّقِّ واسْترقَّ مملوكَه وأَرَقَّه وهو
نقيض أَعْتقَه والرَّقيقُ المملوك واحد وجمع فَعِيل بمعنى مفعول وقد يُطلق على
الجماعة كالرَّفيق تقول منه رَقَّ العبدَ وأَرَقَّه واسْترقَّه الليث الرِّقُّ
العُبودة والرَّقيق العبد ولا يؤخذ منه على بناء الاسم وقد رَقَّ فلان أَي صار
عبداً أَبو العباس سمي العبيد رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويَذِلُّون
ويَخْضَعون وسميت السُّوق سوقاً لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها والسَّوْقُ مصدر
والسُّوقُ اسم وفي حديث عُمر فلم يبق أَحد من المسلمين إِلا له فيها حَظٌّ وحَقٌّ
إِلاّ بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم أَي عبيدكم قيل أَراد به عبيداً مخصوصين
وذلك أَنّ عمر رضي الله عنه كان يُعطي ثلاثة مَماليك لبني غفار شهدوا بَدْراً لكل
واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم فأَراد بهذا الاستثناء هؤلاء الثلاثة وقيل
أَراد جميع المماليك وإِنما استثنى من جملة المسلمين بعضاً من كل فكان ذلك منصرفاً
إلى جنس المماليك وقد يوضع البعض موضع الكل حتى قيل إِنه من الأَضداد والرِّقُّ
أَيضاً الشيء الرَّقيق ويقال للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ عن الأَصمعي والرِّقُّ ورَق
الشجر وروى بيت جُبَيها الأَشجعي نَفى الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ والرِّقُّ
نبات له عُود وشَوْك وورَق أَبيض ورَقْرَقْت الثوب بالطِّيب أَجْريته فيه قال
الأَعشى وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُو س بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيه العَبِيرا
ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالدَّسَم آدَمَه به وقيل كثَّره ورَقْراقُ السحاب ما ذهَب
منه وجاء والرَّقراقُ تَرْقْرُق السَّراب وكل شيء له بَصيص وتلأْلُؤ فهو رَقْراق
قال العجاج ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِِ رَقْرقان
ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك والمَسْجُور ههنا المُوقد من شدَّة الحَرّ وفي
الحديث أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ قال أَبو عبيد يعني تَدُور تجيء وتذهب وهي
كناية عن ظُهور حركتها عند طلوعها فإِنها تُرى لها حركةٌ مُتَخَيَّلة بسبب قُربها
من الأُفُق وأَبْخِرته المُعْتَرِضة بينها وبين الأَبصار بخلاف ما إِذا علَتْ
وارتفعت وسراب رَقْراقٌ ورَقرقانٌ ذو بَصيصٍ وتَرَقرَقَ جرَى جَرْياً سَهلاً
وترَقْرق الشيءُ تلأْلأ أَي جاء وذهبَ ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب وكذلك
الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق وسيفٌ رُقارِقٌ برّاق وثوب رُقارِق رَقيق وجارية
رَقْراقة كأَنّ الماء يجري في وجهها وجارية رَقْراقةُ البشَرة برّاقة البياضِ
وترَقْرقَت عينه دَمَعت ورَقْرَقَها هو ورَقْراقُ الدمع ما ترَقْرقَ منه قال
الشاعر فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ
انْهِلالُها ورَقْرقَ الخمرَ مَزَجَها وتَرْقِيقُ الكلام تحسينه وفي المثل عن
صَبُوحٍ تُرَقِّقُ يقول تُرَقِّق كلامك وتُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح قاله رجل لضيف
له غَبَقَه فرقّق الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه وروي هذا المثل عن الشعبي أَنه قال لرجل
سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال حَرُمت عليه امرأَته أَعن صَبوح تُرَقِّق ؟
قال أَبو عبيد اتَّهمه بما هو أَفْحش من القُبلة وهذا مثل للعرب يقال لمن يُظهر
شيئاً وهو يريد غيره كأَنه أَراد أَن يقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل وأَصله
أَن رجلاً نزل بقوم فبات عندهم فجعل يُرقّق كلامه ويقول إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت
فعلت كذا يريد إِيجاب الصَّبُوح عليهم فقال بعضهم أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي تُعرّض
بالصَّبُوح وحقيقته أَنّ الغَرض الذي يَقْصِده كأَنّ عليه ما يستُره فيريد أَن
يجعله رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ على ما وَراءه وكأَنَّ الشعبي اتَّهم السائل
وتوهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما يَتْبَعُها فغَلّظ عليه الأَمرَ وفي الحديث وتجيء
فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها وترقَّقْتَ
له إِذا رَقَّ له قلبُك والرَّقاقُ السَّيْر السَّهل قال ذو الرمة باقٍ على
الأَيْنِ يُعْطي إِن رَفَقْتَ به مَعْجاً رَقاقاً وإِن تَخْرُقْ به يَخِدِ أَبو
عبيدة فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفيفاً وبه رَقَقٌ وحِضْنا الرجل رَقيقاه وقال
مُزاحِم أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ كأَنه شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ
النَّصْلِ