رَوَّأَ على الهمز اقتصر في الصحيح . وتبعه أَكثر شُرَّاحه قال ابن دُرُستويه في شرحه : أَصل رَوَّأْتُ الهمز وتَرْكُ الهمزِ فيه جائزٌ قاله شيخنا وفي لسان العرب : قالوا رَوَّأَ فهمزوه على غيرِ قياسٍ كما قالوا : حَلأْتُ السَّويقَ وإِنَّما هو من الحَلْواءِ ورَوَّى لغةٌ . قلت : وقد ذكره المُؤَلِّف كغيره في المعتلّ في الأَمرِ تَرْوِئَةً على إلحاق فِعْل المهموز بفعْل المعتلّ كزكَّى تزكِيةً وكثيراً ما عاملا المهموز معاملَةَ المعتلِّ وتَرْويئاً على القياس : نظرَ فيه وتعقَّبَهُ كذا في سائر النُّسخ الموجودة بأَيدينا وهكذا في لسان العرب وغيره ومعناه أَي ردَّد فيه فِكْرَه ثانياً لا ما قاله شيخنا : إنَّه طَلَبَ العَوْرَةَ وتَتَبَّعَ العَثْرَةَ بقرينة المقامِ وحيث إنَّها ثَبتتْ في الأُمَّهات كيف يُقال فيها إنَّها زيادةٌ غير معروفةٍ أو إنَّها مُضِرَّةٌ كما لا يخفى ولم يعجَلْ بجَوابٍ بل تأَنَّى فيه والاسمُ الرَّويئَةُ بالهمز على الأَصل وقيل : هي الرَّوِيَّةُ كذا في الصحاح جَرَتْ في كلامهم غير مهموزةٍ كذا في الفَصيح . والرَّاءُ حرفٌ من حروف التَّهَجِّي ورَيَّأْتُ راءً كتَبْتها وشَجَرٌ سُهْلِيٌّ له ثمرٌ أَبيضُ وقيل : هو شجرٌ أَغبرُ له ثمرٌ أَحمرُ واحدته راءةٌ بهاءٍ وتَصغيرها رُوَيْئَةٌ وقال أَبو حنيفة : الرَّاءةُ لا تكون أَطولَ ولا أَعرضَ من قَدْرِ الإنسان جالساً قال : وعن بعض أَعراب عمَّان أَنه قال : الرَّاءةُ : شُجَيْرة ترتفعُ على ساقٍ ثمَّ يرتفع لها ورقٌ مُدَوَّرٌ أَحْرَش قال : وقال غيره : هي شُجيرة جبليَّة كأَنَّها عِظْلِمَةٌ ولها زهرةٌ بيضاءُ لينة كأَنَّها قُطْنٌ . وأَرْوَأَ المكانُ : كثُرَ به الرَّاءُ عن أَبِي زيد حكى ذلك أَبو عليٍّ الفارسيُّ وقال شيخنا : قالوا : هي نوعٌ من شجرِ الطَّلْحِ وهي الشجرةُ التي نبَتَتْ على الغارِ الذي كانَ فيه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكر رضي الله عنه قاله السُّهَيْلي وغيره قالوا : وهي لها زهرٌ أَبيضُ شِبْهُ القُطْنِ يُحشى به المَخَادُّ كالرِّيش خِفَّةً وليناً كما في كتاب النَّبات قال الشاعر :
تَرَى وَدَكَ السَّدِيفِ على لِحاهُمْ ... كمِثْلِ الرَّاءِ لَبَّدَهُ الصَّقيعُ ونقله شُرَّاح الشِّفاءِ وفي المواهب أَنَّها أُم غَيْلانَ وسبقه إليه ابنُ هشام وتَعَقَّبوه وقال في النور : هذه الشجرةُ التي وصفها أَبو حنيفة غالبُ ظنِّي أَنَّها العُشَر كذا رأَيتُها بأَرض البِركَةِ خارجَ القاهرَةِ وهي تنفَتِقُ عن مثل قطْن يُشبه الرِّيشَ في الخِفَّة ورأَيت من يجعله في اللُّحُفِ في القاهرة . قلت : ليس هو العُشَر كما زعم بل شجرٌ يُشبهه انتهى . قلت : وما ذكره شيخُنا هو الصحيح فإنَّ الرَّاءَ غيرُ العُشَر وقد رأَيتُ كليهما باليَمن ومن ثَمَرِ كلٍّ منهما تُحشى المَخَادُّ والوسائدُ إِلاَّ أنَّ العُشَر ثمرُه يبدو صغيراً ثمَّ يكبَرُ حتَّى يكون كالباذنْجانة ثمَّ ينفتق عن شِبه قطنٍ وثمرُ الرَّاءِ ليس كذلك والعُشَر لا يوجد بأَرضِ مصرَ كما هو معلومٌ عندهم وهما من خواصِّ أَرض الحجاز وقال أَبو الهيثم : الرَّاءُ : زَبَدُ البحرِ وأَنشد :
كأَنَّ بنَحْرِها وبِمِشْفَرَيْها ... ومَخْلِجِ أَنْفِها راءً ومَظَّا والمظُّ : دمُ الأَخَوَيْنِ وهو دمُ الغَزال وعُصارَةُ عُروقِ الأَرْطَى وهي حُمْرٌ وقيل : هو رُمَّان البَرِّ وسيأْتي