معنى عتاق الطير في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الطَّيَرانُ
حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً
وطَيْرورة عن اللحياني وكراع وابن قتيبة وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه يُعَدى
بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر الصحاح وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى
والطَّيرُ معر
الطَّيَرانُ
حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً
وطَيْرورة عن اللحياني وكراع وابن قتيبة وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه يُعَدى
بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر الصحاح وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى
والطَّيرُ معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ مؤنث والواحد طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ
وهي قليلة التهذيب وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى فاَّما قوله أَنشده الفارسي هُمُ
أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ
فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ قال ونحنُ كَشَفْنا عن
مُعاوِيةَ التي هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنى بالفرْخ الدماغَ
كما قلنا وقوله مُْنَقْنِق إِقراطاً من القول ومثله قولُ ابن مقبل كأَنَّ نَزْوَ
فِراخِ الهَامِ بَيْنهُمُ نَزْوُ القُلاتِ زَهاها قالُ قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ
كَثيرةُ الطَّيْرِ فأَما قوله تعالى إِنِّي أَخْلُقُ لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ
الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو
جِرْماً وقوله فأَنفخ فيه الهاء عائدة إِلى الطَّيْرِ ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة
لوجهين أَحدهما أَن الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في
الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه وإِنما يقع
النَّفْخُ في الجَوْهَر قال وجميع هذا قول الفارسي قال وقد يجوز أَن يكون الطائرُ
اسماً للجَمْع كالجامل والباقر وجمعُ الطائر أَطْيارٌ وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما
يُكَسَّرُ عليه مثلُه فأَما الطُّيُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ وقد
تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو اسمٌ للجَمع وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد قال
ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ وقرئ فيكون طَيْراً
بإِذْنِ الله وقال ثعلب الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم ثم
انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور قال الأَزهري وهو ثِقَةٌ
الجوهري الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ
مثل فَرْخ وأَفْراخ وفي الحديث الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ
قال كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ يَجْرِي فهو طائرٌ مَجازاً أَرادَ على رِجْل
قَدَرٍ جار وقضاءٍ ماضٍ من خيرٍ أَو شرٍّ وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها أَي أَنها
إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها وقَعَتْ
على ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل وفي رواية أُخرى الرُّؤْيا على
رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى تُعَبِّر يُرِيد
أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا يستَقِرُّ في أَكثر
أَحوالِه فكيف ما يكون على رِجْلِه ؟ وفي حديث أَبي بكر والنسّابة فمنكم شَيْبةُ
الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي
سيِّدِنا رسول الله « صلى الله عليه وسلم » مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس
الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ وفي حديث أَبي ذَرٍّ تَرَكَنَا رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم وما طائر يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ يعني أَنه
استوفى بَيانَ الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ فضَرَبَ
ذلك مَثَلاً وقيل أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى بَيَّن لهم أَحكامَ
الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ وما الذي يفْدِي منه
المُحْرِمُ إِذا أَصابه وأَشْباه ذلك ولم يُرِدْ أَن في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك
عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ
الجاهلية وقوله عز وجل ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه قال ابن جني هو من التطوع
المُشَامِ للتوكيد لأَنه قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ وقد
يجوز أَن يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً وذلك أَنه قد قالوا طارُوا عَلاهُنَّ
فَشُكْ عَلاها وقال العنبري طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا ومن أَبيات الكتاب
وطِرْتُ بمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح فقوله
تعالى ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه على هذا مُفِيدٌ أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه
بالطائر ذي الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ والتَّطايُرُ
التَّفَرُّقُ والذهابُ ومنه حديث عائشة رضي الله عنها سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن
الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي
كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ وفي حديث عُرْوة حتى
تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً وفي حديث ابن مسعود
فَقَدْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي
ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ والاسْتِطارَةُ
والتَّطايُرُ التفرُّقُ والذهابُ وفي حديث علي كرّم الله تعالى وجهه فأَطَرْتُ
الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن قال ابن الأَثير
وقيل الهمزة أَصلية وقد تقدم وتطايَرَ الشيءُ طارَ وتفرَّقَ ويقال للقوم إِذا
كانوا هادئينَ ساكِنينَ كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع
إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه وقال
الجوهري كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ إِذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ وأَصله أَن الغُراب
يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة فلا يُحَرِّكُ
البعيرُ رأْسَه لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير
قولهم هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه ويقال أُطِيرَ الغُرابُ فهو مُطارٌ قال
النابغة ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ في المَجْدِ ليس غرابُها بمُطارِ وفلان
ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه حتى كأَنه لو وَقَعَ عليه
طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ وذلك أَن الإِنسان لو وقع عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى
حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن ومنه قول بعض أَصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم إِنّا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي
كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ
ذلك الطَّيْرِ والطَّيْرُ الاسمُ من التَّطَيّر ومنه قولهم لا طَيْرَ إِلاَّ
طَيْرُ اللهِ كما يقال لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله وأَنشد الأَصمعي قال أَنشدناه
الأَحْمر تَعَلَّمْ أَنه لا طَيرَ إِلاَّ على مُتَطيِّرٍ وهو الثُّبورُ بلى شَيءٌ
يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ أَحايِيناً وباطلُه كَثِيرُ وفي صفة الصحابة رضوان الله
عليهم كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ وصَفَهم بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم
طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ وفي فلان طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ قال الكميت
وحِلْمُك عِزٌّ إِذا ما حَلُمْت وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ ومنه قولهم ازجُرْ
أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك والطائرُ ما تيمَّنْتَ به أَو
تَشاءَمْت وأَصله في ذي الجناح وقالوا للشيء يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه
طائرُ اللهِ لا طائرُك فرَفَعُوه على إِرادة هذا طائرُ الله وفيه معنى الدعاء وإِن
شئت نَصَبْتَ أَيضاً وقال ابن الأَنباري معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك
وما تَتخوّفُه وقال اللحياني يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا طَيرَك
وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك قال يقولون هذا كلَّه إِذا
تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله وقيل بنصبهما على
معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك قال والمصدرُ منه الطِّيَرَة وجَرَى
له الطائرُ بأَمرِ كذا وجاء في الشر قال الله عز وجل أَلا إِنَّما طائرُهم عند
الله المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة
لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا وقال بعضهم طائرُهم حَظُّهم قال الأَعشى جَرَتْ
لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم وقال أَبو ذؤيب زَجَرْت لهم طَيْرَ الشمالِ فإِن
تَكُن هَواكَ الذي تَهْوى يُصِبْك اجْتِنابُها وقد تَطَيَّر به والاسم الطيَرَةُ
والطِّيْرَةُ والطُّورةُ وقال أَبو عبيد الطائرُ عند العرب الحَظُّ وهو الذي تسميه
العرب البَخْتَ وقال الفراء الطائرُ معناه عندهم العمَلُ وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه
الذي قُلِّدَه وقيل رِزْقُه والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر وفي حديث أُمّ
العَلاء الأَنصارية اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل
نَصِيبنا منهم عثمانُ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح معناه أَن الرجُلين
كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه وطائرُ
الإِنسانِ ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له ومنه الحديث بالمَيْمونِ
طائِرُه أَي بالمُبارَكِ حَظُّه ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ
والبارِحِ وقوله عز وجل وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه قيل حَظُّه
وقيل عَمَلُه وقال المفسرون ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ
خيراً فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر أَن لكل امرئ
الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه وإِنما قيل للحظِّ من الخير
والشرّ طائرٌ لقول العرب جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر على طريق الفَأْلِ
والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً فخاطَبَهُم اللهُ بما
يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه بالطائر يَلْزَمُه وقرئ
طائرَه وطَيْرَه والمعنى فيهما قيل عملُه خيرُه وشرُّه وقيل شَقاؤه وسَعادتُه قال
أَبو منصور والأَصل في هذا كله أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل
خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته وعَلِم
المُطِيعَ منهم والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى
بسعادة من عَلِمَه مُطِيعاً وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما
هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه فذلك قولُه عز وجل وكلَّ إِنسان أَلْزَمْناه طائرَه
أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر وعِلْمُ الشَّهادةِ عند
كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب والحجةُ تَلْزَمهُم بالذي يعملون وهو غيرُ مُخالف
لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم والعرب تقول أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ
القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه ومنه قول لبيد
يذكرُ ميراثَ أَخيه بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه تَطيرُ عَدائِد
الأَشْراكِ شَفْعاً ووَتْراً والزَّعامةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ الأَنْصباءُ
واحدُها شِرْكٌ وقوله شفعاً ووتراً أَي قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ
وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَولاده وقوله عز وجل في قصة ثمود
وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ عليه السلام قالوا اطَّيَّرنا بك
وبِمَنْ معك قال طائركم عند الله معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله وقيل معنى
قولهم اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا وهو في الأَصل تَطَيَّرنا فأَجابَهم الله تعالى
فقال طائرُكُم مَعَكم أَي شُؤْمُكم معَكم وهو كُفْرُهم وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ
وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها والتَّطَيُّرُ
بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا أَثارُوها فسمّوا
الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه على
لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم بها باطِلَةٌ وقال لا عَدْوَى ولا
طِيَرَةَ ولا هامةَ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ
وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ
على بُرْئِه كأَن سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم وهو عَليل فأَوْهَمَه سلامَتَه
من عِلّته وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته والطِّيَرَةُ
مُضادّةٌ للفَأْلِ وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت
النبي صلى الله عليه وسلم الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى
عنها والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ الجوهري
تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء والاسم منه الطِّيَرَةُ بكسر الطاء وفتح الياء مثال
العِنَبةِ وقد تُسَكَّنُ الياءُ وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء وفي
الحديث أَنه كان يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ قال ابن الأَثير وهو مصدرُ
تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً قال ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما قال
وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ والطَّيْرِ وغيرهما
وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه ونهى عنه وأَخْبَر
أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ ومنه الحديث ثلاثة لا
يَسْلَم منها أَحَدٌ الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظنُّ قيل فما نصْنعُ ؟ قال إِذا
تَطَيَّرْتَ فامْضِ وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ وقوله
تعالى قالوا اطَّيّرْنا بِك وبِمَنْ معَك أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في
الطاء واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها وفي الحديث الطِّيَرَةُ شِرْكٌ
وما مِنّا إِلاَّ ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل قال ابن الأَثير هكذا جاء
الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ
إِلى قَلْبه الكراهةُ فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم السامع وهذا كحديثه الآخر
ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى بن زكَرِيّا فأَظْهَر المستثنى وقيل
إِن قولَه وما منّا إِلا من قول ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث وإِنما جَعَل
الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو
تدفع عنهم ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك وقولُه
ولكن الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إِذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل
على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه به وفي
الحديث أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم جمع طِيرَة ويقال للرجل
الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ وفرس مُطارٌ حديدُ الفُؤاد
ماضٍ والتَّطايُر والاسْتِطارةُ التفرُّق واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر في
الهواء وغُبار طيّار ومُسْتَطِير مُنْتَشر وصُبْحٌ مُسْتَطِير ساطِعٌ منتشر وكذلك
البَرْق والشَّيْب والشرُّ وفي التنزيل العزيز ويَخافُون يوماً كان شَرُّه
مُسْتَطِيراً واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إِذا انتشر في الأُفُق ضَوءَهُ فهو
مُسْتَطِير وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ
والجماعَ وبه تحلّ صلاة الفجر وهو الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه
العزيز وأَما الفجر المستطيل باللام فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب
السِّرْحان وهو الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً وهو الصبح الكاذب عند
العرب وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير هو الذي انتشر ضوءه
واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل وفي حديث بني قريظة وهانَ على سَراةِ بني
لُؤَيٍّ حَرِيقٌ بالبُوَيْرةِ مُسْتَطِيرُ أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها
ويقال للرجل إِذا ثارَ غضبُه ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه وقد
اسْتطارَ البِلى في الثوب والصَّدْعُ في الزُّجاجة تَبَيّن في أَجزائهما
واسْتَطارَت الزُّجاجةُ تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها واسْتطارَ
الحائطُ انْصدَع من أَوله إِلى آخره واسْتطارَ فيه الشَّقّ ارتفع ويقال اسْتطارَ
فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً وأَنشد إِذا اسْتُطِيرَتْ من
جُفون الأَغْمادْ فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ في
الحائط إِذا انتشر فيه واسْتطارَ البَرْقُ إِذا انتشر في أُفُقِ السماء يقال
اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً فهو مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ وقال عنترة متى
ما تَلْقَني فَرْدَينِ تَرْجُفْ رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا واسْتُطِير
الفرسُ فهو مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ وقول عدي كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ
غادِيةٍ لما تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا قيل أَراد مُسْتَطاراً فحذف
التاء كما قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت وتَطايَرَ الشيءُ طال وفي الحديث خُذْ ما
تَطايَرَ من شَعرِك وفي رواية من شَعرِ رأْسِك أَي طال وتفرق واسْتُطِير الشيءُ
أَي طُيِّر قال الراجز إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا وكلبٌ مُسْتَطِير كما
يقال فَحْلٌ هائِجٌ ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ وبئر
مَطارةٌ واسعةُ الغَمِ قال الشاعر كأَنّ حَفِيفَها إِذ بَرّكوها هُوِيّ الرِّيحِ
في جَفْرٍ مَطارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ أَلْقَحها كلَّها وقيل إِنما ذلك إِذا
أَعْجَلت اللَّقَحَ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت باللِّقاح
وقد طارَتْ بآذانها إِذا لَقِحَتْ وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل فهي ضامِنٌ
ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح وأَنشد طَيّرها
تعَلُّقُ الإِلْقاح في الهَيْجِ قبل كلَبِ الرِّياحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا
ومَطارِ ومُطارٌ كلاهما موضع واختار ابن حمزة مُطاراً بضم الميم وهكذا أَنشد هذا
البيت حتى إِذا كان على مُطار والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار وسنذكر ذلك في مطر
وقال أَبو حنيفة مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف والمُسْطارُ من الخمر
أَصله مُسْتَطار في قول بعضهم وتَطايَرَ السحابُ في السماء إِذا عَمّها
والمُطَيَّرُ ضَرْبٌ من البُرود وقول العُجَير السلولي إِذا ما مَشَتْ نادى بما في
ثِيابها ذَكِيٌّ الشَّذا والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ قال أَبو حنيفة المُطَيَّر هنا
ضربٌ من صنعته وذهب ابن جني إِلى أَن المُطَيَّر العود فإِذا كان كذلك كان بدلاً
من المَنْدليِّ لأَن المندلي العُود الهندي أَيضاً وقيل هو مقلوب عن المُطَرَّى
قال ابن سيده ولا يُعْجِبني وقيل المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر قال ابن بري
المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود قال ابن هَرْمَة
أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى إِذا نِمْنا أَلمَّ بنا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ
إِذ طَرَقَتْكَ باتوا بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قِمَارا وقِمار أَيضاً موضع
بالهند يجلب منه العُود وطارَ الشعر طالَ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي طِيرِي
بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ طِيرِي أَي
اعْلَقي به ومِخْراق كريم لم تنله الزعانف أَي النساء الزعانف أَي لم يَتزوّج
لئيمةً قط سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِيم الحيّة والطائرُ فرس
قتادة بن جرير وذو المَطارة جبل وقوله في الحديث رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في
سبيل الله يَطِير على مَتْنِه أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ وفي
حديث وابِصَة فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى جهة يَهواها
وتعلّق بها والمَطارُ موضع الطيَرانِ
معنى
في قاموس معاجم
العِتْقُ خلاف
الرِّق وهو الحرية وكذلك العَتاقُ بالفتح والعَتاقةُ عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ
عِتْقاً وعَتْقاً وعَتاقاً وعَتاقَةً فهو عَتيقٌ وعاتِقٌ وجمعه عُتَقاء
وأَعْتَقْتُه أَنا فهو مُعْتَقٌ وعَتيقٌ والجمع كالجمع وأَمَةٌ عَتيقٌ وعَتيقَةٌ
في إِماءٍ عَتائ
العِتْقُ خلاف
الرِّق وهو الحرية وكذلك العَتاقُ بالفتح والعَتاقةُ عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ
عِتْقاً وعَتْقاً وعَتاقاً وعَتاقَةً فهو عَتيقٌ وعاتِقٌ وجمعه عُتَقاء
وأَعْتَقْتُه أَنا فهو مُعْتَقٌ وعَتيقٌ والجمع كالجمع وأَمَةٌ عَتيقٌ وعَتيقَةٌ
في إِماءٍ عَتائِق وفي الحديث لن يَجْزي ولدٌ والده إِلاَّ أَن يجده مملوكاً
فيشتريه فيَعْتِقَه قال ابن الأَثير وقوله فيَعْتِقَه ليس معناه استئناف العِتْقِ
فيه بعد الشراء لأَن الإجماع منعقد أَن الأَب يَعْتقُ على الابن إِذا ملكه في
الحال وإِنما معناه أَنه إِذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه فلما كان الشِّراءُ سبباً
لعَتقِه أُضيف العِتقُ إِليه وإِنما كان هذا جَزاء له لأَن العِتْقَ أَفضل ما
يُنْعِم به أَحدٌ على أَحد إِذ خلصه بذلك من الرقِّ وجَبَر به النقص الذي له وتكمل
له أَحكام الأَحرار في جميع التصرفات وفلان مَولى عَتاقَةٍ ومَوْلىً عَتيقٌ
ومَوْلاةٌ عتيقةٌ ومَوالٍ عُتَقاء ونساء عَتائق وذلك إِِذا أُعْتِقْنَ وحلف
بالعَتاقِ أَي الإِعْتاق وعَتيقٌ اسم الصدِّيق رضي الله عنه قيل سمي بذلك لأَن
الله تبارك وتعالى أَعْتَقَه من النار واسمه عبد الله بن عثمان روت عائشة أَن أَبا
بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أَبا بكر أَنت عَتيقُ الله من النار
فمِنْ يومئذ سُمِّي عَتيقاً وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه أَنه سمي عَتيقاً
لأَنه أُعْتِقَ من النار سماه به النبي صلى الله عليه وسلم وقيل كان يقال له
عَتيقٌ لجماله وعَتَقَتْ عليه يمينٌ تَعْتِقُ سبقت وتقدمت وكذلك عَتُقَتْ بالضم أَي
قَدُمت ووجبت كأَنه حفظها فلم يحنث وعَتَقَتْ منِّي يمين أَي سبقت وأَنشد لأَوس بن
حجر عليّ أَليَّةٌ عَتَقَتْ قديماً فليس لها وإِن طُلِبَتْ مَرامُ أَي لزمتني وقيل
أَي ليس لها حيلة وإِن طُلِبَتْ أَبو زيد أَعْتَقَ يمينَه أَي ليس لها كفارة
وعَتَقَت الفرسُ تَعْتِقُ وعَتُقتِ عِتْقاً سبقت الخيل فَنَجَتْ وفرس عاتِقٌ سابق
ورجل مِعْتاقُ الوَسيقَة إِذا طَرَدَ طَريدةً سبق بها وقيل سَبَقَ بها وأَنجاها
قال أَبو المثلم يرثي صخراً حامِي الحَقيقَةِ نسَّالُ الوَدِيقة مِعْ تاقُ
الوَسيقَةِ لا نِكْسٌ ولا واني قال ولا يقال مِعْناق والعاتِقُ الناهض من فِراخ
القطا قال أَبو عبيد ونرى أَنه من السبق على أَنه يَعْتقُ أَي يسبق يقال هذا فرخ
قطاة عاتِقٌ إِذا كان قد اسْتَقَلّ وطار وعِتاقُ الطير الجوارح منها
والأَرْحَبِيَّاتُ العِتاقُ النجائب منها وقيل العاتِقُ من الطير فوق الناهض وهو
في أَول ما يَتَحَسَّرُ ريشه الأَول وينبت له ريش جُلْذِيّ أَي شديد وقيل العاتِقُ
من الحمام ما لم يُسِنّ ويَسْتَحْكِم والجمع عُتَّق وجارية عاتِقٌ شابة وقيل
العاتِقُ البكر التي لم تَبِنْ عن أَهلها وقيل هي التي بين التي أَدركت وبين التي
عَنَسَتْ والعاتِقُ الجارية التي قد أَدركت وبلغت فخُدِّرَتْ في بيت أَهلها ولم
تتزوج سمّيت بذلك لأنها عَتَقَتْ عن خدمة أَبويها ولم يملكها زوج بعدُ قال الفارسي
وليس بقوي قال الشاعر أَقِيدي دَماً يا أُمَّ عمرو هَرَقْتِه بكفَّيْك يوم الستر
إِذ أَنْتِ عاتِقُ وقيل العاتِقُ الجارية التي قد بلغت أَن تَدَرَّعَ وعَتَقَتْ من
الصِّبا والاستعانة بها في مِهْنَةِ أَهلها سمِّيت عاتِقاً بها والجمع في ذلك كله
عَواتِق قال زهير بن مسعود الضبي ولم تَثِقِ العَواتِقُ من غٍيورٍ بغَيْرَتِه
وخَلَّيْنَ الحِجالا وفي الحديث خرجب أُم كلثوم بنت عقبة وهي عاتِقٌ قبل هجرتها
قال ابن الأَثير العاتِقُ الشابة أَول ما تُدْرِكُ وقيل هي التي لم تَبِنْ من
والديها ولم تتزوج وقد أَدركت وشَبَّت ويجمع على العُتَّقِ ومنه حديث أُم عطية
أُمِرْنا أَن نخرج في العيدين الحُيَّض والعُتَّق وفي رواية العَواتِق يقال
عَتَقَتِ الجارية فهي عاتِقٌ مثل حاضَتْ فهي حائضٌ وكل شيء بلغ إِناهُ فقد عَتَقَ
والعَتقُ الكريم الرَّائعُ من كل شيء والخيارُ من كل شيء التمر والماء والبازي
والشَّحْم والعِتْقُ الكَرَمُ يقال ما أَبْيَنَ العِتْقَ في وجه فلان يعني الكرم
والعِتْقُ الجمال وفرس عَتقٌ رائع كريم بَيِّن العِتْقِ وقد عَتُقَ عَتاقَةً
والاسم العِتْقُ والجمع العِتاقُ وامرأَة عَتِيقةٌ جميلة كريمة وقوله هِجانُ
المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ من الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائقِ
يعني حَسَن البنائق جميلها والعُتُقُ الشجر التي يتخذ منها القسيّ العربية عن أَبي
حنيفة قال يراد به كَرَمُ القوس لا العِتْق الذي هو القِدَم وقال مُرَّة عن أَبي
زياد العِتْق الشجر التي تعمل منها القِسِيُّ قال كذا بلغني عن أَبي زياد والذي
نعرفه العُتُق والعَتيقُ فحل من النخل معروف لا تَنْفُضُ نخلته وعَتيقُ الطير
البازي قال لبيد فانْتَضَلْنا وابنُ سَلْمى قاعدٌ كعَتيقِ الطير يُغْضى ويُحَلّ
ابن سلمى النعمان وإِنما ذكر مقامته مع الربيع بين يدي النعمان ابن الأَعرابي كلُّ
شيء بلغ النهاية في جودةٍ أَو رداءة أَو حسن أَو قبح فهو عَتيقٌ وجمعه عَتُقٌ
والعاتِقةُ من القوس مثل العاتِكَةِ وهي التي قَدُمت واحْمَرّت والعَتيقُ القديم
من كل شيء حتى قالوا رجل عَتيقٌ أَي قديم وفي الحديث عليكم بالأَمر العَتيقِ أَي
القديم الأَول ويجمع على عِتاقٍ كشريف وشِرافٍ ومنه حديث ابن مسعود إِنهنَّ من
العِتاقِ الأُوَلِوهنِّ من تلادي أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السور اللاتي أُنْزِلت
أَولاً بمكة وأَنها من أَول ما تعلَّمه من ا لقرآن وقد عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً
أَي قَدُم وصار عَتيقاً وكذلك عَتَقَ يَعْتُقُ مثل دَخَل يدخُل فهو عاتِقٌ ودنانير
عُتُقٌ وعتَّقْتُه أَنا تَعْتيقاً وفي التنزيل ولْيَطَّوَّفوا بالبيت العَتيقِ وفي
حديث ابن الزبير أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إِنما سَمَّى الله
البيتَالعَتيقَ لأَن الله أَعْتَقَه من الجبابرة فلم يَظْهر عليه جَبَّار قط
والبيت العَتيقُ بمكة لقدمه لأَنه أَول بيت وضع للناس قال الحسن هو البيت القديم
دليله قوله تعالى إن أَول بيت وُضِعَ للناس للَّذِي بِبَكَّة مباركاً وقيل لأَنه
أُعْتِقَ من الغرق أَيام الطوفان دليله قوله تعالى وإُذْ بوَّأْنا لإِبراهيم مكان
البيت وهذا دليل على أَن البيت رُفِع وبقي مكانُه وقيل إِنه أُعْتِقَ من الجبابرة
ولم يَدَّعِهِ منهم أُحد وقيل سمي عَتيقاً لأَنه لم يملكه أَحد والأَول أَولى وقال
بعض حُذَّاق اللغويين العِتْقُ للمَوَات كالخمر والتمر والقِدَمُ للمَوَات
والحيوانِ جميعاً وخمر عَتِيقةٌ قديمة حُبست زماناً في ظرفها فأَما قول الأَعشى
وكأَنَّ الخَمْر العَتيقَ من الإِسْ فَنْطِ مَمْزوجةٌ بماءٍ زُلالٍ فإِنه قد
يُوَِجَّه على تذكير الخمر فإِما أَن يكون تذكير الخمر معروفاً وإِما أَن يكون
وَجهَّهَا على إِرادة الشراب ومثله كثير أَعني الحمل على المعنى قال أَبو حنيفة
وإِن شئت جعلت فَعيلاً هنا في معنى مفعول كما تقول عينٌ كحيلٌ فتكون الخمر مؤنثة
على اللغة المشهورة ويقال لجَيَّدِ الشراب عاتقٌ والعاتِقُ الخمر القديمة قال حسان
كالمِسْكِ تَخْلِطُه بماء سَحابةٍ أَو عاتِقٍ كدم الذَّبيحِ مُدَامِ وقد عَتَقَت
الخمرُ وعَتَّقَها والمُعَتَّقَةُ من أَسماء الطِّلاء والخمر قال الأَعشى وسَبيئَة
مما تُعَتِّقُ بابِلٌ كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها والمُعَتَّقَةُ الخمر
التي عَتِّقَتْ زماناً حتى عَتُقَتْ والعاتِقُ كالعَتِيقَةِ وقيل هي التي لم
يَفُضَّ أَحدٌ ختامها كالجارية العاتِقِ وقيل هي لم تُفْتَضَّ قال لبيد أُغْلي
السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ أَو جَونةٍ قُدِحَت وفُضَّ خِتامُها وبَكْرَةٌ
عَتيقَةٌ إِذا كانت نجيبة كريمة وقال أَعرابي لا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حتى
تَسْلم من القَرْحة والعُرَّة فإِذا منهما فقد عَتُقَتْ وثبتت ويروى نبتت وعَتُقت
قدُمت وكل ذلك عن ابن الأَعرابي وقال ثعلب قد عَتَقَتْ بالفتح تَعْتِق عِتْقاً أَي
نَجَتْ فسبقت وأعْتقها صاحبها أَي أََعجلها وأَنجاها وعَتَق السمن وعَتْق يعني
قَدُم عن اللحياني والعَتيقُ الماء وقيل الطِّلاء والخمر وقيل اللبن وعَتَّقَ
بِفِيه يُعَتِّقُ إِذا بَزَمَ وعض والعِتْقُ صلاح المال وعَتَقَ المال عِتْقاً صلح
وعَتَقَه وأَعْتَقه فَعَتَق أَصلحه فصلح وعَتُقَ فلان بعد استعلاج يَعْتُق فهو
عَتيقٌ رقَّ وصار عَتيقاً وهو رقة الجلد أَي رَقَّت بَشَرته بعد الغلظ والجفاء
وعَتَقَ التمر وغيره وعَتُقَ فهو عَتيقٌ رقَّ جلده وعَتُقَ يَعْتُق إِذا صار
قديماً وقال أَبو حنيفة العَتيقُ اسم للتمر عَلَم وأَنشد قول عنترة كَذَب العَتيقُ
وماءُ شَنّ باردٌ إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهبي قيل إِنه أَراد بالعَتيق
التمر الذي قد عَتُق خاطب امرأَته حين عاتبته على إِيثار فرسه بأَلبان إِبله فقال
لها عَلَيك بالتمر والماء البارد وذَرِي اللبن لفرسي الذي أَحميك على ظهره وقال هو
الماء نفسه وهذه الأَبيات قيل إِنها لعنترة وقال ابن خالويه إِنها لخُزَز بن
لَوْذَان السدوسي وهي كَذَب العتيقُ وماء شنّ باردٌ إِن كنت سائِلَتي غَبوقاً
فاذهبي لا تُنْكِري فرسي وما أَطعمْتُه فيكونَ لونُكِ مثلَ لون الأَجْرَبِ إِني
لأَخْشَى أَن تَقول حَليلَتي هذا غُبار ساطعٌ فَتَلَبَّبِ إنِّ الرجالَ لهُمْ
إِليك وسِيلةٌ أَن يأْخذوك تَكَحَّلي وتخَضَّبي ويكون مَرْكَبُكِ القَلوصَ
وظِلَّهُ وابنُ النَّعامَةِ يوم ذلك مَرْكَبي قال والعَتيقُ التمر الشهْريزُ وجمعه
عَتُق والعاتِقُ ما بين المَنْكب والعُنُقِ مذكر وقد أُنث وليس بثبت وزعموا أَن
هذا البيت مصنوع وهو لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةٌ اتِّسَعَ الفَتْقُ على الراتِقِ
لا صُلْحَ بيني فاعْلَموهُ ولا بينكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقي سيفي وما كنَّا بنَجْدٍ
وما قَرْقَر قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ قال ابن بري والعاتِقُ مؤنثة واستشهد بهذه
الأَبيات ونسبها لأبي عامر جدِّ العباس بنِ مِرْداس وقال ومن روى البيت الأَول
اتَّسَعَ الخرقُ على الراقِع فهو لأَنس بن العباس بن مرداس قال اللحياني هو مذكر
لا غير وهما عاتِقانِ والجمع عُتْق وعُتَّق وعواتِقُ ورجل أَمْيَلُ العاتِقِ
معْوَجُّ موضع الرداء والعاتِقُ الزِّقُّ الواسع الجيد وبه فسر بعضهم قول لبيد
أَغْلى السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ وقد تقدم قال الأَزهري جعل العاتِقَ زقاًّ
لما رآه نعتاً للأَدْكن وإِنما أراد بالعاتِقِ جيّدَ الخمر وهو كقوله أَو جَوْنةٍ
قُدِحَتْ وإِنما قدح ما فيها والجَونة الخابية والقَدْح الغَرْف وقال الجوهري هو الزِّقّ
الذي طابت رائحته وقوله بِكُلّ يعني من كل والسِّباء اشتراء الخمر والعاتِقُ
أَيضاً المزادة الواسعة والمُعَتَّقةُ ضرب من العطر وأَبو عَتيقٍ كنية ومنه ابن
أَبي عَتيقٍ هذا الماجِنُ المعروف وإِنما قيل قَنْطرة عَتيقَةٌ بالهاء وقنطرة
جَديدٌ بلا هاء لأَن العَتيقَةَ بمعنى الفاعلة والجديد بمعنى المفعولة ليُفْرَقَ
بين ما له الفعل وبين ما الفعل واقع عليه