الفَرْدُ : نِصْفُ الزَّوْجِ . والفَرْد : المُتَّحِدُ ج : فِرَادٌ بالكسرِ على القياس في جمع فَعْل بالفتح . وعن اللّيثِ : الفَرْدُ في َِفاتِ الله تعالى : " مَن لا نَظِيرَ لهُ " ولا مثل ولا ثاني . قال الأزهري : ولم أَجِدْه في صفات الله تعالى التي وَرَدَت في السُّنَّةِ قال : ولا يُوصَف اللهُ تعالى إلاَّ بما وَصَفَ به نفْسَه أَو وصَفَه به النبي صلى الله عليه وسلم قال : ولا أَدري من أَين جاءَ به الليثُ . والفَرْدُ : الوِتْر وج أَفرادٌ وفُرَادَى على غيرِ قياسٍ كأَنَّه جمع فَرْدَانَ كسَكْرَاى وسُكَرَان . وبعضُهم أَلحقَه بالأَلفاظ الثلاثةِ التي ذكرت في فرخ . والفَرْد : الجانِبُ الواحِدُ من اللَّحْيِ كأَنَّهُ يُتَوَهَّم مُفْرَداً والجمع أَفرادٌ قال ابن سيده : وهو الذي عَنَاه سيبويهِ بقوله : نحو فَرْد وأَفراد ولم يَعْنِ الفَرْد الذي هو ضِدّ الزَّوج لأن ذلك لا يكاد يُجْمَع . والفَرْد من النِّعَألِ : السِّمْطُ التي لم تُخْصَفْ طاقاً على طاقٍ ولم تُطارَقْ وفي الحديث : جاءَ رجلٌ يشكو رجلاً من الأنصارِ شجَّه فقال :
" يا خَيْرَ مَن يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ
" أَوْهَبَهُ لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ أَراد النَّعْلَ التي هي طاقٌ واحدٌ وهم يُمدَحُون بِرِقَّةِ النِّعَال وإِنما يَلْبَسُهَا مُلوكُهم وسادتُهم . أَراد : يا خَيْرَ الأَكابِرِ من العرب لأن لُبْس النِّعَأل لهم دون العَجَم . كذا في اللسان . ويقال : شيءٌ فارِدٌ وفَرْدٌ بفتح فسكون وفردٌ كجَبَلٍ وكَتِفٍ ونَدُسٍ وعُنُقٍ وسَحْبَانَ وحَلِيمٍ وقَبُولٍ : مُتَفَرِّدٌ ويُنْشَد بيتُ النابغة :
" مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مَوْشِيٍٍّ أَكارِعُهُطاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ
بفتح الراءِ وضمها وكسرها مع فتح الفاء وبضمتين وكذلك : ثَوْر فارِدٌ وفَرَدٌ وفَرُدٌ وفَرِدٌ وفَرليد بمعنَى مُنفردٍ . وشَجَرةٌ فارِدٌ وفارِدَةٌ : مُتَنَحِّيَةٌ انفردَت عن سائرِ الأَشجارِ قال المسيب بن عَلَسٍ :
" في ظِلِّ فارِدَةٍ مِنَ السِّدْرِ وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ : انفردَت عن سائر السِّدْرِ . وظَبْيَةٌ فارِدٌ : مُنْفَرِدةٌ انْقَطَعَتْ عن القطِيعِ وناقَةُ فارِدةُ ومِفرَادٌ وفَرُودٌ كصَبُورٍ إذا كانت تَنْفَرِدُ وتَتَنَحَّى في المَرْعَى والمَشْرُوب والذَّكَر فارِدٌ لا غَيْرٌ . وأَفرادُ النُّجومِ وفُرُودُها : التي تَطْلُع في آفاقِ السَّماءِ وهي الدَّرَارِيُّ سُمِّيَت بذلك لتَنَحِّيها وانفرادِهَا من سائِر النُّجومِ . وعن ابن الأَعرابيِّ : فَرَّدَ الرَّجلُ تَفْرِيداً إذا تَفَقَّهَ واعتزَلَ النَّاسَ وخَلاَ لِمُرَاعَاة الأَمْرِ والنَّهْيِ ومنه الحديثُ : طُوبَى للمُفَرِّدِينَ وهي روايةٌ من الحديث المرويِّ عن أَبي هُريرة رضي الله عنه : " أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في طَرِيقِ مكَّةَ على جَبَلٍ يقال له : بُجْدَانُ فقال : سِيرُوا هذا بُجْدَانُ سَبَقَ المُفَرِّدُون قالوا : يا رسول الله ومن المُفَرِّدُون ؟ قال : الذَّاكِرُون الله كثيراً والذاكرات " . هكذا رواه مسلم في صحيحه . ويقال أَيضاً : هم المُهْتَرُون بِذِكْرِ الله تعالى كما جاءَ ذلك في روايةٍ أُخْرَى ونصُّها : قال : الذين أُهْتِرُوا في ذِكرِ الله : يَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أَثقالَهُمْ فيأْتُون يَومَ القِيَامَةِ خِفافاً وهم أَي المُفَرِّدون أَيضاً على قول القُتَيْبِيِّ في تفسير الحديث : الهَرْمَى الذين قد هَلَكَتْ كذا في النسخ وفي بعضها هَلَكَ لِداتُهُمْ بالكسر أَي من الناسِ وذَهَب القَرْنُ الذي كانوا فيه وبَقُوا هم يَذْكُرون اللهَ عَزَّ وجَلَّ . وفي بعض النسخ : هَلَكت لَذَّاتُهم . قال أَبو منصور : وقولُ ابنِ الأعرابي في التَّفْرِيد عندي أَصْوَبُ من قول القُتَيْبِيّ . وراكِبٌ مُفَرِّدٌ : مامَعَهُ غَيْرُ بَعِيرِهِ . وفي الأَساس : بَعَثُوا في حاجَتِهِم راكِباً مُفَرِّداً : لا ثانِيَ مَعَه . وفَردَ بالأَمرِ مثلّثَةَ الرّاءِ الفتحُ هو المشهور قال ابنُ سِيدَه : وأُرى اللِّحْيَانيَّ حكَى الكَسْرَ والضّمَّ . وأَفْرَدَ وانفَرَدَ واستَفْرَدَ إذا تَفَرَّدَ بهِ وقال أَبو زَيْدٍ : فَرَدْتُ بهذا الأَمْرِ أَفرُدُ به فُرُوداً إذا انفَرَدْت به . وقولُهم : جاءُوا فُرَاداً وفِرَاداً بالضم والكسر مع التنوين وفُرادَآ كسُكَارَى وفُرَادَ كثُلاثَ ورُبَاعاَ وفَرَادَ بالفتح غَيْرَ منصرفَيْنِ وفَرْدًَى كسَكْرَى أَي واحِداً بَعْدَ واحِدٍ قال أَبو زَيْدٍ عن الكِلابِيِّين : جِئْتُمونا فُرَادى وهم فُرَادٌ وأَزواجٌ نَوَّنوا قال : وأَما قوله تعالى : " ولَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى " فإِنَّ الفَرَّاءَ قال : فُرَادَى جمعٌ قال : والعرب تقول : قَوْمٌ فُرَادَى وفُرَادَ فلا يُجْرُونها شُبِّهَتْ بثُلاثَ ورُباعَ قال : والوَاحِدُ : فَرَدٌ بالتحريك وفَرِدٌ ككَتِف وفَرِيد كأَمِير وفَرْدَانُ كسَكْرَانَ ولا يَجُوزُ فَرْدٌ في هذا المعنى أَي بفتْح فسكون قال الفرَّاءُ : وأَنشدني بعضُهم :
" تَرَى النُّعَرَاتِ الزُّرْقَ تَحْتَ لَبَانِهِفُرَادَ ومثْنَى أَضْعَفَتْهَا صَوَاهِلُهْوفي بصائر ذوي التمييز للمصنِّف : هو قول تَمِيمِ بن أَبيِّ بن مُقْبل يصف فرساً . ويروى أَيضاً : أُحَأدَ ومَثنَى ثم قال : وجاءَ فَرْدَى مثال سَكْرَى ومنه قِراءَة الأَعرجِ ونافِعٍ وأبي عَمرٍو " ولقد جِئْتُمُونا فَرْدَى " . واسْتَفْرَد فُلاناً : انفَرَدَ بهِ واستَفْرَد الشيءَ : أَخرَجَهُ من بينِ أَصحابِهِ وأَفْرَدَه : جَعَلَهُ فَرْداً . وفي الأَساس : واستَفْردْته فحدَّثْته بشُقورى أَي وَجدتُه فرداً لا ثاني معه ويقال : استطرَدَ للقَوْمِ فلمَّا استَفْرَدَ منهم رجُلاً كَرَّ عليه فجَدَّلَهُ . وفَرْدٌ بفتح فسكون وفِرْدٌ بالكسر وفُرْدٌ بالضم وفَرْدَةُ كتَمْرَة وفَرَدَى كَجَمَزَى وفارِدٌ والفُرُداتُ الأَخير بِضَمَّتَيْنِ كل ذلك أَسماءُ مواضع جاء ذكرُ آخِرهَا في قول عَمْرو بنِ قَميئةَ . وأَما بِفَتْحٍ فسكونٍ فجَبلٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ يقال لهما : الفَرْدَانِ وأَمَّا بالكسر فسكون فمَوْضعٌ عِنْدَ بَطْنِ الإِيادِ من بلاد يَرْبُوع بن حَنْظَلة ثمَّ وَقْعَةٌ . كذا في المعجم . وفارِدٌ : جَبَلٌ بِنَجْدٍ وفَرْدَةُ : جَبَلٌ بالبادِيَةِ ورَمْلَةُ مَعْرُوفَةٌ قال الراعي :
" إِلى ضَوْءِ نارٍ بين فَرْدَةَ والرَّحَى وقيل : موضعٌ بينَ المدينةِ والشامِ انتهى إليه زيدُ بن حارثةَ لما بَعَثَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم لاعتراض عِيرِ قُرَيْش ورُوِيَ قول عَبيدٍ :
فَفَرْدَةٌ فَقَفَا عِبِرٍّ ... ليس بها مِنْهُمُ عَرِيبُ وقد تقدم في : ع - ر - د وقال لبيد :
بِمَشارِقِ الجَبَلَيْنِ أَو بِمُحَجَّرٍ ... فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فرُخَامُها وفَرْدَةُ : جَبَلٌ آخَرُ لِطَيِّئٍ يقال له : فَرْدَةُ الشموس وفَرْدَة ماءٌ لِجَرْمٍ وهناكَ قبرُ زيدِ الخَيْلِ أَو هو بالقاف وسيأْتي وفي قول الشاعر :
لَعَمْرِي لأَعْرَابِيَّةٌ في عَبَاءَةٍ ... تَحُلَّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أَو فَرْدَا فقيل : إِنًّه مُرَخَّم من فَرْدَة رخَّمه في غيرِ النداءِ اضطراراً . وقولهُم : فُلانٌ يُفَصِّل كلامَه تَفْصِيلَ الفَرِيدِ الفَرِيدُ : الشَّذْرُ الذي يَفْصِلُ بين اللُّؤْلُؤِ والذهب ويقال له : الجَاوَرْسَقُ بلسان العجمِ ج : فَرَائِدُ وقيل : الفَرِيد بغير هاءٍ : الجَوْهَرَةُ النَّفِيسَةُ كأَنَّها مُفْرَدَةٌ في نَوْعِها كالفَرِيدَةِ بالهَاءِ والفَرِيدُ أَيضاً : الدُّرُّ إذا نُظِمَ وفُصِّلَ بِغيرِه وفَسَّر العِصَامُ الفَرِيدَة بالدُّرَّةِ الثَّمِينَةِ التي تُحْفَظُ في ظَرْفٍ على حِدَةٍ ولا تُخْلَطُ باللآلئِ لِشَرَفِها . قال شيخُنَا : وهذه القُيُودُ تَفَقُّهاتٌ منه على عَادَاتِه . وبائِعُهَا وصانِعُها : فَرَّادٌ . وقال إبراهيم الحَرْبيّ : الفَرِيدُ جمع لفَرِيدةٍ وهي الشَّذْرُ من فِضَّةٍ كاللُّؤْلُؤ وفَرائدُ الدُّرِّ : كِبَارُها . والفَرِيد أَيضاً المَحَألُ التي انفردَتْ فوَقَعتْ بين آخِرِ المَحَلاتِ الستِّ التي تَلِي دَأْىَ العُنُقِ وبين السِّتِّ التي بين العَجْبِ وبين هذه كالفَرَائِدِ سُمِّيَتْ بِه لانفِرَادِهَا وقيل : الفَرِيدَةُ المَحَالةُ التي تَخْرُج من الصَّهْوَةِ التي تَلِي المَعَاقِمَ وإنما دُعِيَتْ فَرِيدَةً لأَنَّها وَقَعَتْ بينَ فَقَارِ الظَّهْرِ ومَعَاقِمِ العَجُزِ والمَعَاقِمُ : مُلْتَقَى أَطْرَافِ العِظَامِ . والفُرْدُودُ كسُرْسُورٍ كما هو نصُّ التكملة وفي بعض النُّسخ : الفُرُودُ : كَوَاكِبُ زاهِرةٌ مُصْطَفَّةٌ خَلْفَ وفي بعض النُّسخ : حَوْلَ الثُّرَيَّا وهي النَّسَقً أَيضاً قاله ابنُ الأَعرابيِّ . ويقال : الفُرُودُ هذه نُجومٌ حولَ حَضَارِ أَحدِ المُحْلِفَيْنِ أَنشَدَ ثَعْلَبٌ :
أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّهَا ... حَضَارٍ إذا ما أَعْرَضَتْ وفُرُودُهاكذا في اللسان . قلت : وثانِي المُحْلِفَيْنِ الوَزْن وهما كَوكَبانِ يَطْلُعانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ تقول العرب : حَضَارِ والوَزْنُ مُحْلِفَان وذلك أَنَّهما يَطْلُعان قَبْلَه فيَظنُّ الناسُ بكلِّ واحدٍ منهما أَنَّه سُهَيْلٌ فيتَحالفون على ذلك . وفي كتاب أَنواء العرب : ويكونُ مع حَضارِ كواكِبُ صِغارٌ يقالُ لها : الفُرُودُ سُمِّيَتْ بذلك لانفِرادِهَا عنه من جانب . وذَهَبٌ مُفَرِّدٌ كمُعَظَّمٍ مُفَصَّلٌ بالفَرِيدِ . ومن سَجَعَاتِ الأَساس : كَم في تَفَاصِيلِ المُبَرَّد مِن تَفْصِيلٍ فَرِيدٍ ومُفْرَّد : والفِرِنْدَادُ بالكسر : شَجَرٌ قاله ابنُ سيده و : ع به قَبْرُ ذي الرمة الشاعرِ المشهورِ . وقيل : رَمْلَةٌ مُشْرِفَةٌ في بلادِ بَنِي تَميمٍ ويزعمون أَنَّ قَبر ذي الرُّمَّة في ذِرْوَتِهَا قال ذو الرمة :
" ويافِعٌ من فِرِندَادَيْنِ مَلْمُومُ ثَنَّاه ضرورةً . وفي التهذيب : فِرِنْدَادٌ : جبلٌ بناحيِة الدَّهْنَاءِ وبِحِذائِهِ جَبَلٌ آخَرُ ويقال لهما معاً : الفِرِنْدَادَانِ . وأَنشدَ بيتَ ذي الرُّمة ذكَره في الرُّباعيِّ . والفَوَارِدُ من الإِبلِ : التي لا تُشْبِهُهَا فُحُولٌ . ويقال : لَقِيتُه فَرْدَيْنِ أَي لم يكن معَنَا أَحَدٌ وعبارة اللسان لَقِيتُ زيداُ فَرْدَيْنِ إذا لم يكن معكما أَحدٌ . والفَرْدَيْنِ بصيغة التَّثْنِية : قناةٌ . وزيادُ بنُ الفَرْدِ أَو ابنُ أَبي الفَرْدِ ويقال : القرْد بالقاف صَحابِيٌّ لم يَصِحَّ حَدِيثُه . كذا في معجم الصَّحَابَة . وَحفْصٌ الفَرْدُ المِصْرِيُّ أَبو حفصٍ من الجَبْرِيَّةِ مشهورٌ من المتكلِّمين . وكان قد تَلمذَ أَبا يوسف وناظر الشافعي . والفَرْدُ : اسم سَيْفِ عبد اللهِ بنِ رَوَاحَةَ بن ثَعْلَبَةَ الأَنصاريّ أَبي محمد النقيبِ البَدْرٍيِّ رضي الله عنه والفارِدُ من السُّكَّرِ : أَجْوَدُهُ وأَبْيَضُهُ . والفارِد : جَبَلٌ بِنَجْدٍ تقدَّمَ ذكره . والفُرَدَةُ كَهُمَزَةٍ : من يَتْرُك الرُّفْقَة ويَذْهَبُ وَحْدَه . والفُرْدَاتُ بضم الفاءِ وسكون الراءِ : الآكامُ . ويقال : سَيْفٌ فَرْدٌ بفتح فسكون وفَرِدٌ ككَتِفِ وفَرِيدٌ كأَمِيرٍ وفَرَدٌ محرّكَة وفَرْدَدٌ كجعفرٍ وفِرِنْدٌ بالكسر أَي لا نظيرَ له من جَوْدتِه فهو مُنْقَطِعُ القَرِينِ هكذا فَسَّرا بنُ السِّكّيت في قوله :
" طاوِي المَصِيرِ كسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفردِ قال : الفردُ والفُرُدُ بالفتح والضم ولم أَسمع بالفرد إلا في هذا البيت . والذي في الكملة : سيف فَرَدٌ وفَرِيدٌ : ذو فِرِنْد . فتأَمَّلْ ذلك . وأَفْرَدَهُ : عَزَلَهُ . وأَفْرَدَ إليه رَسُولاً : جَهَّزَهُ . وأَفردَت المَرْأَةُ : وضَعَتْ واحدةً هكذا في النُّسْخَة : وفي بعْضها : واحداً فهي مُفْرِدٌ ومُوحِدٌ ومُفِذُّ . وزاد في الأِساس : وأَتْأَمَت إذا وَضَعت اثْنَيْنِ . قال الأَزهريُّ ولا يُقالُ ذلك في الناقَةِ لأَنَّها لا تَلِدُ إِلاَّ واحدِاً وكذا في اللسان . وفَرْدَدُ كجعفر : ة بسمرقند منها أبو إسحاقَ إبراهيمُ بن منصور ابنِ شُرَيْحٍ عن محمد بن أَيوبَ الرازيّ
ومما يستدرك عليه : المُفْرَد : ثَوْرُ الوَحْشِ وفي قصيدة كَعْب :
" تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ شَبَّهَ به النّاقًَةَ . وفي الحديث : لا تُعَدُّ فارِدَتُكم يعني الزائدةَ على الفَرِيضةِ أَي لا تُضَمُّ إلى غَيرِهَا فَتُعَدّ معها وتُحْسَب . وقال الزمخشريُّ في الأِساس : الفاردةُ هنا . هي التي أَفرَدْتَها عن الغَنَمِ تَحْلبُها في بَيْتِك . وفي حديث أَبي بكرٍ : فَمِنْكُمْ المُزْدَلِفُ صاحِبُ العِمَامةِ الفَرْدَةِ إِنما قيل له ذلك لأنه كان إذا رَكِبَ لم يعتمَّ معه غَيْرُه إِجلالاً له . وفي الحديث : لا يَغُلَّ فارِدَتُكم فسره ثعلبٌ فقال : معناه من انفرَدَ منكُم مثل واحدٍ أَو اثنين فأَصاب غَنِيمَةً فلْيَرُدَّها على الجَمَاعَةِ ولا يَغُلَّها أَي لا يَأْخذْها وَحْدَه . واسْتَفْرَدْتُ الشيء إذا أَخذته فَرْداً لا ثانِيَ له ولا مِثْل قل الطِّرِماحُ يذْكُر قِدْحاً من قِدَاحِ المَيْسِرِ :
إذا انْتَحَتْ بالشَّمَألِ بارِحَةً ... جالَ بَرِيحاً واستفرَدَتْهُ يَدُهوالفارِدُ والفَرَدُ : الثَّوْرُ . وعَدَدْتُ الجَوْزَ أَو الدَّرَاهِمَ أَفراداً أَي واحداً واحداً . وفرْدٌ : كَثِيبٌ مُنْفَرِدٌ عن الكُثْبَانِ غَلَبَ عليه ذلك وليس فيه الاَلفُ واللام حتى جُعِلَ ذلك اسماً له كزَيْدٍ ولم يُسمَع فيه الفَرْد . وفي حديثِ الحُدَيْبِيَة : لأُقاتِلَنّهم حتى تَنْفَرِدَ سالِفَتِي أَي حتى أَموت . السالِفةُ : صفحةُ العُنُقِ وكَنَآ بانفِرادِها عن المَوْتِ لأَنَّهَا لا تَنْفَرِدُ عَمَّا يَلِيها إِلا به . واستفرَدَ الغَوَّاصُ الدُّرَّةَ : لم يَجِدْ معَها أُخرَى . كذا في الأَساس . وفُرُودُ النُّجومِ مثل أَفرادِهَا
الوَرْدُ مِنْ كُلِّ شَجَرَةٍ : نَوْرُهَا وقد غَلَبَ على نوعِ الحَوْجَمِ وهو الأَحمرُ المعروف الذي يُشَمُّ واحدته وَرْدَة وفي المصباح أَنه مُعَرَّبٌ . من المجاز الوَرْدُ من الخَيْلِ : بَيْنَ الكُمَيْتِ والأَشْقَرِ سُمِّيَ به لِلَوْنِهِ ويَقرب منه قولُ مُخْتَصر العَيْنِ : ...
الوَرْدُ مِنْ كُلِّ شَجَرَةٍ : نَوْرُهَا وقد غَلَبَ على نوعِ الحَوْجَمِ وهو الأَحمرُ المعروف الذي يُشَمُّ واحدته وَرْدَة وفي المصباح أَنه مُعَرَّبٌ . من المجاز الوَرْدُ من الخَيْلِ : بَيْنَ الكُمَيْتِ والأَشْقَرِ سُمِّيَ به لِلَوْنِهِ ويَقرب منه قولُ مُخْتَصر العَيْنِ : الوُرُودَةُ : حُمْرَةٌ تَضْرِب إِلى صُفْرَةٍ الوَرْدُ : لَوْنٌ أَحْمَرُ يَضْرِب إِلى صُفْرَةٍ حَسَنَةٍ في كُلِّ شْيءٍ فَرَسٌ وَرْدٌ وُرْدٌ بضمّ فسكون مثل جَوْنٍ وجُونٍ ووِرَادٌ بالكسر كما في المحكم ومختصر العين وأَوْرَادٌ هكذا وقَعَ في سائرِ النسخ وهو غيرُ مَعْرُوفٍ والقياس يأْبَاهُ قاله شيخُنَا . قلت : ولم أَجِدْهُ في دَوَاوِين الغَرِيب والأَشْبَه أَن يكون جمع وِرْدٍ بالكَسْر كما سيَأْتي أَو مِثْل فَرْدٍ أَفْرَادٍ وحَمْلٍ وأَحْمَالٍ وفِعْلُه ككَرُمَ يقال : وَرُدَ الفَرَسُ يَوْرُدُ وَرُودَةً أَي صار وَرْداً وفي المحكم : وقد وَرُدَ وُرُودَةً واوْرَادَّ . قلْت : وسيأْتي اوْرَادَّ وقال شيخُنَا : وهو من الغَرَائبِ في الأَلوانِ فإِن الأَكثر فيها الكَسْر كالعَاهاتِ . الوَرْدُ : الجَرِيءُ من الرِّجالِ كالوَارِدِ وهو الجَرِيءُ المُقْبِل على الشيْءِ . الوَرْدُ : الزَّعْفَرَانُ ومنه ثَوْبٌ مُوَرَّدٌ أَي مُزَعْفَرٌ وفي اللسان : قَمِيصٌ مُوَرَّدٌ : صُبِغَ على لَوْنِ الوَرْدِ وهو دُونَ المُضَرَّجِ بلَون الوَرْدِ سُمِّيَ الأَسَدُ وَرْداً . كالمُتَوَرِّدِ . وهو مَجازٌ كما في الأَساس . وَرْدٌ بِلاَ لاَمٍ : حِصْنٌ حِجَارَتُهُ حُمْرٌ قاله ياقوت وفي التكملةِ : حِصْنٌ من حِجَارَةٍ حُمْرٍ وبُلْقٍ . وُرْدٌ : اسمُ شاعِر . من المجاز : أَبو الوَرْدِ : الذَّكْرُ لحُمْرَةِ لوْنِه . أَبو الورْد شاعِرٌ وأَبو الوَرْدِ : اسم كَاتِب المُغِيرَةِ بنش شُعْبَةض والذي في التبصيرِ للحافظ أَن اسْمَه وَرَّادٌ ككَتَّانٍ وكُنْيَتُه أَبو الوَرْدِ أَو أَبو سَعيدٍ كوفِيٌّ من مَوالِي المُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ رَوَى له الجَمَاعَةُ . الوَرْدُ أَسماءُ أَفْرَاس عِدَّة منها فَرَسٌ لِعَدِيِّ بن عَمْرٍ, الطائيّ الأَعرج . أُخرى لِلْهُذَيْلِ بنِ هُبَيْرَةَ وأُخْرَى لمالكِ بن شُرَحْبِيلَ وله يقول الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ :
كُلَّمَا قُلْتُ إِنَّنِي أَلْحَقُ الوَرْ ... دَ تَمَطَّتْ بِهِ سَبُوحٌ ذَنُوبُ اُخْرَى لِحَارِثَةَ بنِ مُشَمِّتٍ العَنبرِيّ كذا في النّسخ والصواب جَارِيَة . أُخْرَى لعامرِ بن الطُّفَيْلِ بن مَالِكٍ وله تَقُول تَميمةُ بنتُ أُهْبَانَ العَبْسِيَّة يومَ الرَّقْمِ :
وَلَوْلاَ نَجَاءُ الوَرْدِ لاَشَيءَ غَيْرُه ... وأَمْرُ الإِلهِ لَيْسَ للهِ غَالِبُ
" إِذاً لَسَكَنْتَ العَامَ نَقْباً ومِنْعجاًبِلاَدَ الأَعَادِي أَوْ بَكَتْكَ الحَبَائبُ وفاتَه اسمُ فَرسِ سَيِّدِنا حَمْزَةَ بن عبدِ المُطَّلبِ رضيَ اللهُ عنه استدركه شيخُنَا . قلت : وهو من بَنَاتِ ذي العُقَّالِ من ولد أَعوجَ وفيه يقول حَمْزة رضي الله عنه :
لَيْسَ عِنْدِي إِلاَّ سِلاَحٌ وَوَرْدٌ ... قَارِحٌ مِنْ بَنَاتِ ذِي العُقَّالِ
أَتَّقِي دُونَه المَنَايَا بِنَفْسِي ... وَهْوُ دُونِي يَغْشَى صُدُورَ العَوَالِي قلت : والوَرْدُ أَيضاً فَرَسُ فَضَالَةَ ابنِ كَلَدَة المالكيِّ وله يقول فَضَالَةُ ابنُ هِنْدِ بن شَرِيكٍ :
فَفَدَى أُمِّي وَمَا قَدْ وَلَدَتْ ... غَيْرَ مَفْقُودٍ فَضَالَ بْنَ كَلَدْ
حَمَلَ الوَرْدَ على أَدْبَارِهِمْ ... كُلَّمَا أَدْرَكَ بالسَّيْفِ جَلَدْ والوَرْدُ أَيضاً فرَسُ أَحْمَرَ بنِ جَنْدَلِ ابن نَهْشَلٍ وله يقول بعضُ بني قَشَيْرٍ يوم رَحْرَحَانَ . راجِعْه في أَنْسَابِ الخَيْلِ لابْنِ الكلبِيّز والوَرْد أَيضاً فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيْسٍ الكِنَانِيّ واسمه خَمِيصَةُ وفرس صَخْرٍ أَخي الخَنْسَاءِ . وفَرسُ الخَيْلِ الطَّائِيِّ قال فيه :
ومَازِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِشِكَّةِ فَارِسٍ ... وبِالْوَرْدِ حَتَّى أَحْرَقُوهُ وبَلَّدَا هذه الثلاثة ذكرَهَا السِّراجُ البَلْقِنِيّ في قَطْرِ السَّيْل وأَيضاً لِكَرْدَمٍ الصُّدَائِيّ وعُصْمٍ قاتلِ شُرْحَبِيلَ المَلِكِ الكِنْدِيّ وحُجَّيةَ بنِ المُضْرَّب وسُمَيْرِ بنِ الحارث الضَّنِّيّ وحَكِيمِ بن قَبِيصَةَ بن ضِرَارٍ الضَّبِيَّ وحَكِيمِ بن قَبِيصَةَ بن ضِرَارٍ الضَّبِّيّ وصَخْرِ بن عَمْرِو بن الحارث بن الشَّرِيد السُّلْمِيّ ومَعْبَدِ بن سَعْنَةَ الضّبِّيّ وخالدِ بن صُرَيْمٍ السُّلَمِيّ وبَدْرِ بن صُرَيْم السُّلَمِيّ وبَدْرِ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّيّ وعَمْرِو بن وَازِعٍ الحَنَفِيّ وقَيْسِ بن ثُمَامَةَ الأَرْحَبِيّ مِنْ هَمْدَانَ والأَسْعَرِ الجُعْفِيّ وأُهْبَان بنِ عَادِيَةَ الأَسْلَمِيّ وعَمْرِو بن ثَعْلَبَةَ العَبْسِيّ ومُهَلْهِل بن رَبِيعَةَ التَّغْلِبيّ . ذكرَهُنَّ الصاغانيُّ . الوِرْد بالكَسْرِ : من أَسماءِ الحُمَّى أَو هو يَوْمُها إِذا أَخذَتْ صاحِبَها الوَقْتَ والثَّانِي هو أصَحُّ الأَقوالِ عن الأَصمعيِّ وعليه اقتَصَرَ الجوهريُّ والفَيّوميُّ وقد وَرَدَتْه الحُمَّى فهو مَوْرُودٌ وقد وُرِدَ على صِيغة ما لم يُسَمَّ فاعلُه وذَا يَوْمُ الوِرْدِ وهو مَجازٌ كما في الأَساس الوِرْدُ : الإِشْرَافُ عَلَى الماءِ وغيرِه دَخَلَه أَو لَمْ يَدْخُلُه وقد وَرَدَ الماءَ وعَلَيْهِ وِرْداً ووُرُوداً وأَنشد ابنُ سِيدَه قول زُهَيْرٍ :
فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُهُ ... وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ معناه : لما بَلَغْنَ الماءَ أَقَمْنَ عليه وكُلُّ مَن أَتَى مَكَاناً مَنْهَلاً أَو غَيْرَه فقد وَرَدَه ومن المَجاز قولُه تَعالى " وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا " فسّره ثعلبٌ فقال : يَرِدُونَهَا مع الكُفَّارِ فيَدْخُلُهَا الكُفَّارُ ولا يَدْخُلُهَا المُسْلِمونَ والدليلُ على ذلك قولُ الله عزّ وجَلَّ " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الحُسْنَى أُولئِكَ عَنْهَا مُعْبَدُونَ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَها " وقال الزَّجّاجُ : وحُجَّتُهم في ذلك قَوِيَّة ونقل عن ابنِ مَسعودٍ والحَسنِ وقَتَادَةَ أَنهم قالوا : إِنّ وُرُودَها ليس دُخولَها . وهو قَوِيٌّ لأَن العربَ تقولُ : ورَدْنَا ماءَ كَذَا ولم يَدْخُلُوه وقال الله عزّ وجَلّ " وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ " وفي اللُّغَةِ : وَرَدْتُ بَلَدَ كَذَا وماءَ كَذَا إِذا أَشْرَفَ عليه دَخَلَه أَو لم يَدْخُلُه قال : فالوُرُودُ بالإِجماع ليس بِدُخُولٍ كالتَّوَرُّدِ والاسْتِرَادِ قال ابنُ سِيدَه : تَوَرَّدَه واسْتَوْرَدَه كوَرَدَه كما قالوا : عَلاَ قِرْنَهُ واسْتَعْلاَهُ . وقال الجوهريُّ : وَرَدَ فُلاَنٌ وُرُوداً : حَضَرَ وأَوْرَدَه غيرُه واسْتَوْرَدَه أَي أَحْضَرَهُ وهُو وارِدٌ من قَومٍ وُرَّادٍ ومن قَوم وَاردِينَ . ووَرَّادٌ ككَتَّانٍ من قوم وَرَّادينَ . من المجاز : قَرَأْتُ وِرْدِي . الوِرْد بالكسر : الجُزْءُ من القرآنِ ويقال : لفُلانٍ كُلَّ ليلةٍ وِرْدٌ مِن القُرآنِ يَقْرَؤُه أَي مِقْدَارٌ مَعلُومٌ إِمَّا سُبْع أَو نِصف السَّبْعِ أَو ما أَشْبَه ذلك قَرَأَ وِرْدَه وحِزْبَه بمعنًى واحِدٍ . والوِرْدُ : القَطِيع من الطَّيْرِ يقال : وَرَدَ الطَّيْرُ المَاءَ وِرْداً وَاَوْرَاداً وأَنشد :
" فَأَوْرَادُ القَطَا سَهْلَ البِطَاحِ وإِنّما سُمِّيَ النَّصِيبُ مِن قِرَاءَة القُرْآنِ وِرْداً مِن هذا . الوِرْدُ : الجَيْش على التَّشْبِيهِ بِقَطِيعِ الطَّيْرِ قال رؤبة :
" كَمْ دَقَّ مِنْ أَعْنَاقِ وِرْدٍ مُكْمَهِ وقولُ جَرِيرٍ أَنشدَه ابنُ حَبِيبٍ :" سَأَحْمَدُ يَرْبُوعاً عَلَى أَنَّ وِرْدَهَاإِذَاذِ يدَلَمْ يُحْبَسْ وإِن ذَادَ حُكِّمَا قال : الوِرْدُ هُنَا : الجَيْشُ شَبَّهه بالوِرْدِ من الإِبل بِعَيْنِها . الوِرْدُ : النَّصِيبُ من الماءِ . وأَوْرَدَه الماءَ : جَعَلَه يَرِدُهُ . الوِرْدُ : القَوْمُ يَرِدُونَ الماءَ وفي التنزيل قوله تعالى " ونَسُوقُ المُجْرِمينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً " قال الزَّجّاج : أَي مُشَاةً عِطَاشاً كالوَارِدَةِ وهم وُرَّادُ الماءِ قال يَصِفُ قَلِيباً :
صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحَى قَلِيباً سُكَّا ... يَطْمُو إِذَا الوِرْدُ عَلَيْهِ الْتَكَّا وكذلك الإِبل :
" وَصُبِّحَ المَاءُ بِوِرْدٍ عَكْنَانْ في المحكم وَارَدَه وأَنشد :
ومُتِّ مِنِّي هَلَلاً إِنَّمَا ... مَوْتُكَ لَوْ وَارَدْتُ وَرَّادِيَهْ والمَوْرِدَةُ : مَأْتَاةُ الماءِ قيل : الجَادَّةُ قال طَرَافَةُ :
" كَأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَيَاتِهَامَوَارِدُ مِنْ خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِ كالوَارِدَةِ وجَمْعُ المَوْرِدَةِ مَوَارِدُ ومنه الحديث اتَّقُوا البَرَازَ في المَوَارِدِ أَي المَجَارِي والطُّرُق إِلى الماءِ وجمْع الوَارِدَة وَارِدَاتٌ ومن المَجاز : استَقَامَتِ الوَارِدَاتُ والمَوَارِدُ يعنِي الطُّرُق وأَصْلُهَا طُرُق الوَارِدِينَ كما في الأَساس . قوله : تعالى " ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ " قال أَهلُ اللغَةِ : الوَرِيد : عِرْقٌ تَحْتَ اللِّسَانِ وهو في العَضُدِ فَلِيقٌ وفي الذِّراع الأَكْحَلُ وفيما تَفَرَّق مِن ظَهْرِ الكَفِّ الأَشاجِعُ وفي بَطْنِ الذِّراعِ الرَّوَاهِشُ ويقال إِنها أَربعةُ عُروقٍ في الرأْسِ فمنها اثنانِ يَنْحَدِرَانِ قُدَّامَ الأُذُنَيْنِ ومنها الوَرِيدَانِ في العُنُقِ وقال أَبو الهيثم : الوَرِيدَانِ تَحْتَ الوَدَجَيْنِ والوَدَجَانِ : عِرْقَانِ غَلِيظَانِ عَن يمينِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ ويَسَارِهَا . قال : والوَرِيدَانِ يَنْبِضَانِ اَبداً مِن الإِنسان وكلُّ عِرْقٍ يَنْبِضُ فهو من الأَوْرِدَة التي فيها مَجْرَى الحياة والوَرِيدُ من العرُوق : ما جَرَى فيه النَّفَسُ ولم يَجْرِ فيه الدَّمُ . وقال أَبو زيد الوَرِيدَانِ عِرْقَانِ في العُنُقِ بَيْنَ الأَوْدَاجِ وَبَيْنَ اللَّبَّتَيْنِ قال الأَزهريُّ : والقولُ في الوَرِيدينِ ما قَالَه أَبو الهَيْثَم أَوْرِدَةٌ ووُرُودٌ . من المَجاز : عَشِيَّةٌ وَرْدَةٌ إِذا احْمَرَّ أُفُقُهَا عند غُرُوبِ الشمْسِ وكذلك عندَ طُلُوعِها وذلك علامةُ الجَدْبِ . وفي اللسان : لَيْلَةٌ وَرْدَةٌ : حَمراءُ الطَّرَفِيْنِ وذلك في الجَدْبِ . من المَجاز : وَقَعَ في َرْدَةٍ وكذا أَلقاه في وَرْدَةٍ أَي هَلَكَةٍ كوَرْطَةٍ والطاءُ أَعْلَى . وعَيْنُ الوَرْدَةِ . رَأْسُ عَيْنٍ . والأَوْرَادُ كأَنَّه جَمْعُ وِرْد : عند حُنَيْنٍ قال :
رَكَضْنَ الخَيْلَ فِيهَا بَيْنَ بُسٍّ ... إِلَى الأَوْرَاجِ تَنْحِطُ بِالنِّهَابِوَوَرْدٌ ووَرَّادٌ ووَرْدَانُ أًسماءٌ . وبَنَاتُ وَرْدَانَ : دَوَابُّ أَي معرُوفَة وهي هذه الخَنَافِسُ . وَأَوْرَدَه : جَعَلضه يَرِدُ الماءَ وفي الصّحاح : وَرَدَ فلانٌ وُرُوداً : حضرَ وأَوْرَدَه غيرَه : أَحْضَرَهُ المَوْرِدَ كاستَوْرَدَه وتَوَرَّدَهُ الأَخير عن ابنِ سِيده . وتَوَرَّدَ : طَلَبَ الوِرْدَ كاسْتَوْرَدَ عن ابنِ سيده . تَورَّدَتِ الخَيْلُ البَلَدَةَ : دَخَلَهَا قَلِيلاً قليلاً قِطْعَةً قِطْعَةً وهو مَجاز وهو غيرُ التَّوَرُّدِ بمعنَى الإِشرافِ دخَلَ أَو لم يَدْخُلْ وقد سَبَق فليسَ بِتَكرارٍ مع ما قَبلَه كما توَهَّمَه بَعْضٌ . ووَرَّدَتِ الشَّجَرَةُ تَوْرِيداً : نَوَّرَتْ أَي خَرَجَ نَوْرُهَا قاله أَبو حَنيفةَ . من المَجازِ : خَدٌّ مُوَرَّدٌ ويقال وَرَّدَت المَرْأَةُ إِذا حَمَّرَتْ خَدَّهَا وعالَجَتْه بِصِبْغِ القُطْنَةِ المَصْبُوغة . والوَارِدُ : السابِقُ وبه فسّر قوله تعالى " فأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ " أَي سَابِقَهمْ والوارِد الشَّجَاعُ الجَرِيءُ المُتَقَدِّم في الأُمورِ قال الصاغانيُّ : يقال ذلك وفيه نَظَرٌ . من المجاز : الوَارِدُ مِن الشَّعْرِ : الطويلُ المُسْتَرْسِل يُقَال شَعَرٌ وَارِدٌ أَي يَرِدُ الكَفَلَ بِطُولِه كما في الأَساس قال طَرَفَةُ :
وَعَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهَا وَارِدٌ ... حَسَنُ النَّبْتِ أَثِيتٌ مُسْبَكِرّ والشَّعرُ مِن المَرْأَةِ يَرِدُ كَفَلَهَا . ووَارِدَةُ : د عن الصاغانيّ . ووَرْدَانُ بالفتح : وَادٍ وقيل : مَوْضِعٌ يُنْسَب إِليه الوادِي . وَرْدَانُ بالفتح : وَادٍ وقيل : مَوْضِعٌ يُنْسَب إِليه الوادِي . وَرْدَانُ مَوْلًى لِرسولِ اللهُ صلى الله تعالى علَيه وسلَّمَ وقَعَ مِنْ عِذْقٍ فماتَ في حَياته صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ وكذَا وَرْدَانُ بن إِسماعِيل التَّمِيمِيُّ له وِفَادَةٌ ووَرْدَانُ بن مُخَرِّم التميميُّ العَنْبَرِيّ أَخو حَيْدَة لهما وِفَادَةٌ . ووَرْدَانُ الجِنِّيُّ له ذِكْرٌ في ليلةِ الجِنّ . وَرْدَانُ مَوْلًى لعَمْرِو بن العاصِ . ولَهُ سُوقُ وَرْدَانَ بمِصْرَ وهي قَرْيَةٌ عامِرةٌ الآنَ . وَوَرْدَانَةُ : ببُخَارَا كذا ضَبطه العِمْرَانِيُّ وَحَقَّقَه قال أَبو سعد : يُنْسَب إِليها إِدْرِيس بن عبد العَزِيز الوَرْدَانِيّ يَروِي عن عيسى بن موسى بن غُنْجَار وعنه ابنه أَبو عمرو . والوَرْدَانِيَّةُ : مَنْسُوبة إِلى رجُل اسمه وَرْدَان . والوَرْدِيَّةُ : مَقْبُرَةٌ بِبَغْدَادَ بعد بابِ أَبْرَز من الجانب الشرقيّ قَرِيبَة من قُرَى الظَّفَرِيَّة . وَوَرْدَةُ اسم أُمّ طَرَفَةَ بن العَبْد الشاعِرِ لَهَا ذِكْرٌ قال طَرَفَةُ :
مَا يَنْظُرُونَ بِحَقِّ وَرْدَةَ فِيكُمُ ... صَغُرَ البَنُونَ ورَهْطُ وَرْدَةَ غُيَّبُ ووَارِدَاتُ جمع وارِدَة : عن يَسار طَرِيقِ مَكَّةَ وأَنت قاصِدُهَا وقال السُّكَّريُّ : الرَّبَائِعُ عن يَسار سَمِيرَاءَ ووَارِدَاتُ عن يَمِينِهَا سَمُرٌ كُلُّها وبذلك سُمِّيَتْ سَمِيرَاءَ . ويَوْمُ وَارِدَاتٍ يَوْمٌ معروفٌ بين بَكْر وَتغْلِب قُتِلَ فيه بُجَيْر بن الحارث ابن عُبَاد بنِ مُرَّة فقال مُهَلْهِل :
أَلَيْلَتَنَا بِذِي حُسُمٍ أَنِيرِي ... وِإِنْ أَنْتِ انْقَضَيْتِ فَلاَ تَحُورِي
فإِنْ يَكُ بِالذَّبَائِبِ طَالَ لَيْلِي ... فَقَدْ أَبْكِي مِنَ اللَّيْلِ القَصِيرِ
فَإِنّي قَدْ تَرَكْتُ بِوَارِدَاتٍ ... بُجَيْراً فِي دَمٍ مِثْلِ العَبِيرِ
هَتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَادٍ ... وبَعْضُ الغَشْمِ أَشْفَى للصُّدُورِ وقال ابنُ مُقْبِل :
ونَحْنُ القَائِدُونَ بِوَارِدَاتٍ ... ضَبَابَ المَوْتِ حَتَّى يَنْجَلِينَا وقال امرُؤُ القَيْس :
سَقَى وَارِدَاتٍ فالقَلِيبَ فَلعْلَعاً ... مُلِثٌّ سِمَاكِيٌّ فهَضْبَةَ أَيْهَبَامن المجاز : أَرْنَبَةٌ وارِدَةٌ إِذا كانَتْ مُقْبِلَةً على السَّبَلَة ويقال : فُلانٌ وَارِدُ الأَرْنَبَةِ أَي طَوِيلُهَا وكلُّ طَوِيلٍ وَارِدٌ . قال الأَزهريُّ : ويقال : ايرَادَّ الفَرسُ يَوْرَادُّ عَلى قِياسِ ادْهَامَّ واكْمَاتَّ : صارَ وَرْداً وأَصلُهَا اوْرَادَّ بالواو صارَت الواوُ ياءً لكسْرةِ ما قَبْلَها ذكَره أَئمَّة التَّصرِيف في الإِبدال . والمُسْتَوْرِدُ بنُ شَدَّاد بن عَمْرٍو القُرَشيّ صَحَابِيٌّ نَزَلَ الكُوفَة ثم مِصْرَ روَى عنه جَماعَةٌ . وفَاتَه : المُسْتَوْرِدُ بن حَبْلاَنَ العَبْدِيّ له ذِكْرٌ في حَدِيثٍ لأَبي أُمَامَة في الفِتَنِ . وكذا المُسْتَوْرِدُ بن سَلاَمَةَ بن عَمْرِو ابن حُسَيْلٍ الفِهْرِيّ قال ابنُ يُونُس : هو صَحَابِيٌّ شهِدَ فَتْحَ مِصْرَ واخْتَطَّ بِهَا تُوفِّيَ بالإِسْكَنْدَرِيَّة سنةَ خَمْسٍ وأَرْبَعِينَ روى عنه عَلِيُّ بن رَبَاح وأَبو عبد الرحمن الحبليّ . وكذا المُسْتَورِدُ بن مِنْهَالِ بن قُنْفُذٍ القُضَاعِيّ له صُحْبَة وهكذا نَسبَه الطّبريّ . والزُّمَاوَرْدُ بالضَّمّ وفي حوَاشِي الكَشَّافِ بالفتح : طَعَامٌ من البَيْضِ واللَّحْمِ مُعَرَّبٌ ومثلُه في شِفَاءِ الغَلِيل . والعَامَّةُ يقولون بَزْمَاوَرْدُ وهو الرِّقاقُ المَلْفُوف باللَّحْمِ قال شيخُنَا : وفي كُتب الأَدَبِ : هو طَعَام يُقَال له : لُقْمَةُ القَاضِي ولُقْمَةُ الخَلِيفَة ويُسَمَّى بخُرَاسَانَ نَوَالَه ويُسَمَّى نَرْجِسَ المائِدة وميسراً ومهنأً . ومما يستدرك عليه : يقال : أَكْلُ الرُّطَبِ مَوْرِدَةٌ . أَي مَحَمَّة عن ثعلَب وقوله تعالى " فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدِّهَانِ " قيل : كَلَوْنِ فَرَسٍ وَرْدَةٍ . والوِرْد بالكسْرك الماءُ الذي يُورَدُ والوِرْدُ : الإِبلُ الوارِدَة قال رُؤْبَة :
" لَوْ دَقَّ وِرْدِي حَوْضَه لَمْ يَنْدَهِ وأَنْشَدَ قول حريرٍ في الماءِ :
" لا وِرْدَ لِلْقَوْمِ إِنْ لَمْ يَعْرِفُوا بَرَدَىإِذَا تَكَشَّفَ عَنْ أَعْنَاقِهَا السَّدّفُ بَرَدَى : نَهْرُ دِمَشْق . والوِرْد : العَطَشُ . والمَوَارِدُ : المَنَاهِلُ . ووَرَدَ مَوْرِداً أَي وُرُداً . والمَوْرِدَةُ : الطّرِيقُ إِلى الماءِ . والوِرْدُ : وَقْتُ يَوْمِ الوِرْدِ بينَ الظِّمْأَيْنِ . والوِرْدُ اسمٌ من وِرْدِ يَوْمِ الوِرْدِ ومَا وَرَدَ منْ جَمَاعَةِ الطَّيْرِ والإِبِل . والوِرْدُ : خِلاَفُ الصَّدَرِ . ويقال : مَالَك تَوَرَّدُني أَي تَقَدَّمُ عَلَيَّ . والمُتَورِّدُ : هو المُتَقَدِّم على قِرْنِه الذي لا يَدْفَعُه شَيءٌ ومنه قيل للأَسَد : مُتَوَرِّدٌ وبه فُسِّر قولُ طَرَفَة :
" كَسِيدِ الغَضَى نَبَّهْتَه المُتَوَرِّدِ المَوْرِدَةُ : المهْلِكَةُ جَمْعُهَا المَوَارِدِ وبه فُسّر حديث أَبي بكرٍ رضي الله عنه : أَخَذَ بِلسانِه وقال : هذا الّذِي أَوْرَدَنِي المَوَارِدَ . وَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الخَبَرَ : قَصَّة وهو مَجاز : والوِرْدُ : الإِبلُ بِعَيْنِها . والوِرْدُ : الجُزْءُ من اللَّيْلِ يكون على الرَّجُل يُصَلِّيه . وشَفَةٌ وَارِدَةٌ ولِثَةٌ وَارِدَةٌ أَي مُسْتَرْسِلَة وهو مَجازٌ والأَصل في ذلك أَن الأَنْفَ إِذا طَالَ يَصِلُ إِلى الماءِ إِذا شَرِبَ بِفِيه . وشَجَرَةٌ وارِدَةُ الأَغْصانِ إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها وهو مَجاز وقال الراعي يَصِف نَخْلاً أَو كَرْماً :
" يُلْفَى نَوَاطِيرُه فِي كُلِّ مَرْقَبَةٍيَرْمُونَ عَنْ وَارِدِ الأَفْنَانِ مُنْصَهِرِ أَي يَرْمُونَ الطَّيْرَ عنه . ورجُلٌ مُنْتَفِخُ الوَرِيدِ إِذا كانَ سَيِّءَ الخُلُقِ غَضوباً . والوَارِدُ : الطريق قال لَبيدٌ :
ثُمَّ أَصْدَرْنَاهُمَا فِي وَارِد ... صَادِرٍ وَهْمٍ صُوَاهُ كالمُثُلْ يقول : أَصْدَرْنا بَعِيرَيْنَا في طَريقٍ صادِرٍ وكذلك المَوْرِدُ قال جرير :
أَميرُ المُؤمنينَ عَلَى صِرَاطٍ ... إِذا أَعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيمِومن المجاز : وَرَدْتُ البَلَدَ وَوَرَدَ عَلَيَّ كِتَابٌ سَرَّني مَوٍرِدُه . وهو حَسنُ الإِيرادِ قالوا : أَوْرَد الشيءَ إِذا ذكَرَه . وهو يَتَوَرَّدُ المَهَالِكَ . ووَردَ عليه اَمْرٌ لَمْ يُطِقْهُ . واسْتَوْرَدَ الضَّلاَلَةَ ووَرَدَهَا وأَوْرَدَه إِيّاهَا . وبين الشاعرَينِ مُوَارَدَةٌ وتَوَارُدٌ ومنه تَوَارُدُ الخَاطِرِ على الخَاطِرِ . ورَجَع مُوَرَّدَ القَذَالِ : مَصْفُوعاً . كلّ ذلك في الأَساس . ووَرْدٌ : بَطْنٌ من جَعْدَة . والإِيرادُ من سَيْرِ الخَيْلِ : مادُون الجَرْيِ . واسْتَوْرَدَنِي فُلانٌ بكذا : ائْتَمَنَنِي به . ووِرْدَةَ الضُّحَى : وِرْدُهَا . وفي حديث الحَسن وابنِ سِيرينَ كانَا يَقْرآنِ القُرْآنَ مِن أَوَّله إِلى آخِرِه ويَكْرهانِ الأَوْرَادَ . معناه أَنهم كانوا قد أَحْدَثُوا أَن جَعَلُوا القرآنَ أَجْزَاءً كُلُّ جُزْءٍ منها فيه سُوَرٌ مُخْتَلِفَةٌ على غَيْر التأْلِيفِ وجَعلُوا السُّورَةَ الطويلةَ مع أُخْرَى دُونَها في الطُّولن ثم يَزِيدونَ كذلك حتى يَتِمَّ الجُزْءُ وكاَنُوا يُسَمُّونَهَا الأَوْرَادَ