قَصا عنه
قَصْواً وقُصُوًّا وقَصاً وقَصاء وقَصِيَ بَعُدَ وقَصا المَكانُ يَقْصُو قُصُوّاً
بَعُدَ والقَصِيُّ والقاصي العبد والجمع أَقْصاء فيهما كشاهدٍ وأَشْهاد ونصِير
وأَنصار قال غَيْلان الرَّبَعِي كأَنَّما صَوْتَ حَفِيفِ المَعْزاء مَعْزُولِ
شَذَّان حَصاها الأَقْصاء صَوْتُ نَشِيشِ اللحمِ عند الغَلاَّء وكلُّ شيء تَنَحَّى
عن شيء فقد قَصا يَقْصُو قُصُوًّا فهو قاصٍ والأَرض قاصِيةٌ وقَصِيَّةٌ وقَصَوْت
عن القوم تباعدت ويقال فلان بالمَكان الأَقْصَى والناحية القُصْوى والقُصْيا بالضم
فيهما وفي الحديث المسلمون تَتَكافَأُ دِماؤهم يَسْعَى بذِمَّتِهِم أَدْناهم
ويُرَدُّ عليهم أقصاهم أَي أَبْعَدُهم وذلك في الغَزْو إِذا دخل العسكر أَرض الحرب
فَوَجَّه الإِمامُ منه السرايا فما غَنِمَتْ من شيء أَخذَت منه ما سَمَّى لها
ورَدَّ ما بقي على العسكر لأَنهم وإِن لم يشهدوا الغنيمة رِدْءٌ للسَّرايا وظهْرٌ
يَرْجِعون إِليهم والقُصْوَى والقُصْيا الغاية البعيدة قلبت فيه الواو ياء لأَن
فُعْلَى إِذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبدلت واوه ياء كما أُبدلت الواو مكان
الياء في فَعْلى فأَدخلوها عليها في فُعْلى ليَتَكافآ في التغيير قال ابن سيده هذا
قول سيبويه قال وزدته أَنا بياناً قال وقد قالوا القُصْوَى فأَجروها على الأَصل
لأَنها قد تكون صفة بالأَلف واللام وفي التنزيل إِذ أَنتم بالعُدْوَة الدُّنيا وهم
بالعُدوة القصوى قال الفراء الدنيا مما يَلي المدينة والقُصوى مما يَلي مكة قال
ابن السكيت ما كان من النعوت مثل العُلْيا والدُّنيا فإِنه يأْتي بضم أَوَّله
وبالياء لأَنهم يستثقلون الواو مع ضمة أَوّله فليس فيه اختلاف إِلا أَن أَهل
الحجاز قالوا القُصْوَى فأَظهروا الواو وهو نادر وأَخرجوه على القياس إِذ سكن ما
قبل الواو وتميم وغيرهم يقولون القُصْيا وقال ثعلب القُصْوَى والقُصْيا طَرف
الوادي فالقُصْوَى على قول ثعلب من قوله تعالى بالعُدْوة القُصْوَى بدل والقاصِي
والقاصِيةُ والقَصِيُّ والقَصِيَّةُ من الناس والمواضع المُتَنَحِّي البعيدُ
والقُصْوَى والأَقْصَى كالأَكْبر والكُبرى وفي الحديث أَن الشيطان ذِئبُ الإِنسانِ
يأْخُذُ القاصِيةَ والشَّاذَّةَ القاصِيَةُ المُنْفَرِدة عن القطيع البعيدة منه
يريد أَن الشيطان يتسلط على الخارج من الجماعة وأَهل السَّنة وأَقْصى الرجلَ
يُقْصِيه باعَدَه وهَلُمَّ أُقاصِكَ يعني أَيُّنا أَبْعَدُ من الشرّ وقاصَيْتُه
فقَصَوته وقاصاني فقَصَوْته والقَصا فِناء الدار يمد ويقصر وحُطْني القَصا أَي
تباعَدْ عني قال بشر بن أَبي خازم فَحاطُونا القَصا ولقَدْ رَأَوْنا قريباً حيث
يُسْتَمَعُ السِّرارُ والقَصا يمد ويقصر ويروى فحاطُونا القَصاءَ وقد رأَوْنا
ومعنى حاطُونا القصاء أَي تباعَدوا عنا وهم حولنا وما كنا بالبعد منهم لو أَرادوا
أَن يَدْنُوا منَّا وتوجيه ما ذكره ابن السكيت من كتاب النجو أَن يكون القَصاء
بالمد مصدر قَصا يَقْصو قَصاءً مثل بَدا يَبْدُو بَداءً وأَما القصا بالقصر فهو
مصدر قصِيَ عن جِوارِنا قَصاً إِذا بعد ويقال أَيضاً قَصِيَ الشيءُ قَصاً وقَصاءً
والقَصا النسَبُ البعيد مقصور والقَصا الناحيةُ والقَصاةُ البُعْد
( * قوله « والقصاة البعد » كذا في الأصل ولم نجده في غيره ولعله القصاء )
والناحية وكذلك القَصا يقال قَصِيَ فلان عن جوارنا بالكسر يَقْصى قَصاً
وأَقْصَيْته أَنا فهو مُقْصًى ولا تقل مَقْصِيٌّ وقال الكسائي لأَحُوطَنَّك القَصا
ولأَغْزُوَنَّك القَصا كلاهما بالقصر أَي أَدَعُك فلا أَقْرَبُك التهذيب يقال
حاطَهم القَصا مقصور يعني كان في طُرَّتِهم لا يأْتِيهم وحاطَهم القَصا أَي حاطَهم
من بعيد وهو يَتَبَصَّرهم ويَتَحَرَّزُ منهم ويقال ذهبت قَصا فلان أَي ناحِيَته
وكنت منه في قاصِيَتِه أَي ناحِيته ويقال هَلُمَّ أُقاصِك أَيُّنا أَبعد من الشرّ
ويقال نزلنا مَنزلاً لا تُقْصِيه الإِبل أَي لا تَبْلُغ أَقصاه وتَقَصَّيت الأَمر
واسْتَقْصَيتُه واسْتَقْصى فلان في المسأَلة وتَقَصَّى بمعنى قال اللحياني وحكى
القَناني قَصَّيْت أَظفاري بالتشديد بمعنى قَصَصْت فقال الكسائي أَظنه أَراد أَخَذ
من قاصيتها ولم يحمله الكسائي على مُحوّل التضعيف كما حمله أَبو عبيد عن ابن قَنان
وقد ذكر في حرف الصاد أَنه من مُحوّل التضعيف وقيل يقال إِن وُلدَ لكِ ابن فقَصِّي
أُذنيه أَي احْذفِي منهما قال ابن بري الأَمر من قَصَّى قَصٍّ وللمؤنث قَصِّي كما
تقول خَلِّ عنها وخَلِّي والقَصا حَذْفٌ في طرَف أُذن الناقة والشاة مقصور يكتب
بالأَلف وهو أَن يُقْطع منه شيء قليل وقدقَصاها قَصْواً وقَصَّاها يقال قَصَوْت
البعير فهو مَقْصُوّ إِذا قطَعْت من طرف أُذنه وكذلك الشاة عن أَبي زيد وناقة
قَصْواء مَقْصُوَّة وكذلك الشاة ورجل مَقْصُوّ وأَقْصى وأَنكر بعضهم أَقصى وقال
اللحياني بعير أَقْصى ومُقَصَّى ومَقْصُوّ وناقة قَصْواء ومُقَصَّاةٌ ومَقْصُوَّةٌ
مقطوعة طرف الأُذن وقال الأَحمر المُقَصَّاة من الإِبل التي شُق من أُذنها شيء ثم
ترك معلقاً التهذيب الليث وغيره القَصْوُ قطع أُذن البعير يقال ناقة قَصْواء وبعير
مَقْصُوّ هكذا يتكلمون به قال وكان القياس أَن يقولوا بعير أَقصى فلم يقولوا قال
الجوهري ولا يقال جمل أَقصى وإِنما يقال مَقْصُوٌّ ومُقَصًّى تركوا فيه القياس
ولأَن أَفعل الذي أُنثاه على فَعْلاء إِنما يكون من باب فَعِلَ يَفْعَل وهذا إِنما
يقال فيه قصَوْت البعير وقَصْواء بائنة عن بابه ومثله امرأَة حَسناء ولا يقال رجل
أَحْسَن قال ابن بري قوله تركوا فيها القياس يعني قوله ناقة قَصْواء وكان القياس
مَقْصُوَّة وقياس الناقة أَن يقال قَصَوْتها فهي مَقْصُوَّة ويقال قَصَوْت الجمل
فهو مَقْصُوّ وقياس الناقة أَن يقال قصوتها فهي مقصوَّة وكان لرسول الله صلى الله
عليه وسلم ناقة تسمى قَصْواء ولم تكن مقطوعة الأُذن وفي الحديث أَنه خطب على ناقَتِه
القَصْواء وهو لقب ناقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والقَصْواء التي
قُطِع طرَف أُذنها وكل ما قُطع من الأُذن فهو جَدْعٌ فإِذا بلغ الرُّبُع فهو
قَصْوٌ فإِذا جاوزه فهو غَضْبٌ فإِذا استُؤصِلت فهو صَلْم ولم تكن ناقة سيدنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم قَصْواء وإِنما كان هذا لقباً لها وقيل كانت مقطوعة
الأُذن وقد جاء في الحديث أَنه كان له ناقة تسمى العَضْباء وناقة تسمى الجَدْعاء
وفي حديث آخر صلماءَ وفي رواية أُخرى مخَضْرَمةً هذا كله في الأُذن ويحتمل أَن
تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة ويحتمل أَن يكون الجميع صفة ناقة واحدة فسماها كل
منهم بما تخيّل فيها ويؤيد ذلك ما روي في حديث علي كرم الله وجهه حين بعثه رسول
الله صلى الله عليه وسلم يبلغ أَهل مكة سُورة براءة فرواه ابن عباس رضي الله عنه
أَنه ركب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القَصْواء وفي رواية جابر العَضْباء
وفي رواية غيرهما الجَدْعاء فهذا يصرح أَن الثلاثة صفة ناقة واحدة لأَن القضية
واحدة وقد روي عن أَنس أَنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة
جَدْعاء وليست بالعَضباء وفي إِسناده مقال وفي حديث الهجرة أَن أَبا بكر رضي الله
عنه قال إِن عندي ناقتين فأَعْطَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إِحداهما وهي
الجَدْعاء والقَصِيَّةُ من الإِبل الكريمة المُوَدَّعة التي لا تُجْهَد في حَلَب
ولا حَمْلٍ والقَصايا خِيارُ الإِبل واحدتها قَصِيَّة ولا تُركب وهي مُتَّدِعة
وأَنشد ابن الأَعرابي تَذُود القَصايا عن سَراة كأَنها جَماهيرُ تَحْتَ
المُدْجِناتِ الهَواضِبِ وإِذا حُمِدت إِبل الرجل قيل فيها قَصايا يثق بها أَي
فيها بقية إِذا اشتدّالدهر وقيل القَصِيَّة من الإِبل رُذالتها وأَقْصى الرجلُ
إِذا اقتنى القَواصي من الإِبل وهي النهاية في الغَزارة والنَّجابة ومعناه أَن صاحب
الإِبل إِذا جاء المُصَدِّق أَقصاها ضِنّاً بها وأَقْصى إِذا حفظ قصا العسكر
وقَصاءه وهو ما حول العسكر وفي حديث وَحْشِيٍّ قاتل حَمْزة عليه السلام كنتُ إِذا
رأَيته في الطريق تَقَصَّيْتها أَي صرت في أَقْصاها وهو غايتها والقَصْوُ البعد
والأَقْصى الأَبعد وقوله واخْتَلَس الفَحْلُ منها وهي قاصِيةٌ شيئاً فقد ضَمِنَتْه
وهو مَحْقُورُ فسره ابن الأَعرابي فقال معنى قوله قاصية هو أَن يتبعها الفحل
فيضربها فَتَلْقَح في أَوَّل كَوْمة فجعل الكَوْم للإِبل وإِنما هو للفرس
وقُصْوانُ موضع قال جرير نُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصَةِ الخُصَى بِقُصْوانَ في
مُسْتَكْلِئِينَ بِطانِ ابن الأَعرابي يقال للفحل هو يَحْبُو قَصا الإِبل إِذا
حَفِظها من الانتشار ويقال تَقَصّاهم أَي طَلَبهم واحداً واحداً وقُصَيٌّ مصغر اسم
رجل والنسبة إِليه قُصَوي بحذف إِحدى الياءَين وتقلب الأُخرى أَلفاً ثم تقلب واواً
عما قلبت في عَدَوِيّ وأُمَوِيٍّ
معنى
في قاموس معاجم
قَصَّ الشعر
والصوف والظفر يقُصُّه قَصّاً وقَصّصَه وقَصّاه على التحويل قَطعَه وقُصاصةُ الشعر
ما قُصّ منه هذه عن اللحياني وطائر مَقْصُوص الجناح وقُصَاصُ الشعر بالضم
وقَصَاصُه وقِصاصُه والضم أَعلى نهايةُ منبته ومُنْقَطعه على الرأْس في وسطه وقيل
قُصاصُ ا
قَصَّ الشعر
والصوف والظفر يقُصُّه قَصّاً وقَصّصَه وقَصّاه على التحويل قَطعَه وقُصاصةُ الشعر
ما قُصّ منه هذه عن اللحياني وطائر مَقْصُوص الجناح وقُصَاصُ الشعر بالضم
وقَصَاصُه وقِصاصُه والضم أَعلى نهايةُ منبته ومُنْقَطعه على الرأْس في وسطه وقيل
قُصاصُ الشعر حدُّ القفا وقيل هو حيث تنتهي نبْتتُه من مُقدَّمه ومؤخَّره وقيل قُصاص
الشعر نهايةُ منبته من مُقدَّم الرأْس ويقال هو ما استدار به كله من خلف وأَمام
وما حواليه ويقال قُصاصَة الشعر قال الأَصمعي يقال ضربَه على قُصاصِ شعره ومقَصّ
ومقاصّ وفي حديث جابر أَن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يسجد على قِصاص
الشعر وهو بالفتح والكسر منتهى شعر الرأْس حيث يؤخذ بالمِقَصّ وقد اقْتَصَّ
وتَقَصّصَ وتقَصّى والاسم القُصّةُ والقُصّة من الفرس شعر الناصية وقيل ما
أَقْبَلَ من الناصية على الوجه والقُصّةُ بالضم شعرُ الناصية قال عدي بن زيد يصف
فرساً له قصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَي ه والعيْنُ تُبْصِرُ ما في الظُّلَمْ وفي حديث
سَلْمان ورأَيته مُقَصَّصاً هو الذي له جُمّة وكل خُصْلة من الشعر قُصّة وفي حديث
أَنس وأَنتَ يومئذ غُلامٌ ولك قَرْنانِ أَو قُصّتانِ ومنه حديث معاوية تنَاوَلَ
قُصّةً من شعر كانت في يد حَرَسِيّ والقُصّة تتخذها المرأَة في مقدمِ رأْسها تقصُّ
ناحيتَيْها عدا جَبِينها والقَصُّ أَخذ الشعر بالمِقَصّ وأَصل القَصِّ القَطْعُ
يقال قصَصْت ما بينهما أَي قطعت والمِقَصُّ ما قصَصْت به أَي قطعت قال أَبو منصور
القِصاص في الجِراح مأْخوذ من هذا إِذا اقْتُصَّ له منه بِجِرحِه مثلَ جَرْحِه
إِيّاه أَو قتْله به الليث القَصُّ فعل القاصّ إِذا قَصَّ القِصَصَ والقصّة معروفة
ويقال في رأْسه قِصّةٌ يعني الجملة من الكلام ونحوُه قوله تعالى نحن نَقُصُّ عليك
أَحسنَ القصص أَي نُبَيّن لك أَحسن البيان والقاصّ الذي يأْتي بالقِصّة من فَصِّها
ويقال قَصَصْت الشيء إِذا تتبّعْت أَثره شيئاً بعد شيء ومنه قوله تعالى وقالت
لأُخْته قُصّيه أَي اتّبِعي أَثَرَه ويجوز بالسين قسَسْت قَسّاً والقُصّةُ
الخُصْلة من الشعر وقُصَّة المرأَة ناصيتها والجمع من ذلك كله قُصَصٌ وقِصاصٌ
وقَصُّ الشاة وقَصَصُها ما قُصَّ من صوفها وشعرٌ قَصِيصٌ مقصوصٌ وقَصَّ النسّاجُ
الثوبَ قطَع هُدْبَه وهو من ذلك والقُصاصَة ما قُصَّ من الهُدْب والشعر والمِقَصُّ
المِقْراض وهما مِقَصَّانِ والمِقَصَّان ما يَقُصّ به الشعر ولا يفرد هذا قول أَهل
اللغة قال ابن سيده وقد حكاه سيبويه مفرداً في باب ما يُعْتَمل به وقصَّه يقُصُّه
قطَعَ أَطراف أُذُنيه عن ابن الأَعرابي قال وُلدَ لِمَرْأَةٍ مِقْلاتٍ فقيل لها
قُصِّيه فهو أَحْرى أَن يَعِيشَ لكِ أَي خُذي من أَطراف أُذنيه ففعلَتْ فعاش وفي
الحديث قَصَّ اللّهُ بها خطاياه أَي نقَصَ وأَخَذ والقَصُّ والقَصَصُ والقَصْقَصُ
الصدر من كل شيء وقيل هو وسطه وقيل هو عَظْمُه وفي المثل هو أَلْزَقُ بك من شعرات
قَصِّك وقَصَصِك والقَصُّ رأْسُ الصدر يقال له بالفارسية سَرِسينه يقال للشاة
وغيرها الليث القص هو المُشاشُ المغروزُ فيه أَطرافُ شراسِيف الأَضلاع في وسط
الصدر قال الأَصمعي يقال في مثل هو أَلْزَمُ لك من شُعَيْراتِ قَصِّك وذلك أَنها
كلما جُزَّتْ نبتت وأَنشد هو وغيره كم تمَشَّشْتَ من قَصٍّ وانْفَحَةٍ جاءت إِليك
بذاك الأَضْؤُنُ السُّودُ وفي حديث صَفْوانَ بن مُحْرز أَنه كان إِذا قرأَ
وسيَعْلَمُ الذين ظَلَموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبون بَكى حتى نقول قد انْدَقَّ
قَصَصُ زَوْرِه وهو منبت شعره على صدره ويقال له القصَصُ والقَصُّ وفي حديث المبعث
أَتاني آت فقدَّ من قَصِّي إِلى شِعْرتي القصُّ والقَصَصُ عظْمُ الصدر المغروزُ
فيه شَراسِيفُ الأَضلاع في وسطه وفي حديث عطاء كَرِه أَن تُذْبَحَ الشاةُ من
قَصِّها واللّه أَعلم والقِصّة الخبر وهو القَصَصُ وقصّ عليّ خبَره يقُصُّه قَصّاً
وقَصَصاً أَوْرَدَه والقَصَصُ الخبرُ المَقْصوص بالفتح وضع موضع المصدر حتى صار
أَغْلَبَ عليه والقِصَص بكسر القاف جمع القِصّة التي تكتب وفي حديث غَسْل دَمِ
الحيض فتقُصُّه بريقها أَي تعَضُّ موضعه من الثوب بأَسْنانها وريقها ليذهب أَثره
كأَنه من القَصّ القطع أَو تتبُّع الأَثر ومنه الحديث فجاء واقْتصّ أَثَرَ الدم
وتقَصّصَ كلامَه حَفِظَه وتقَصّصَ الخبر تتبّعه والقِصّة الأَمرُ والحديثُ
واقْتَصَصْت الحديث رَوَيْته على وجهه وقَصَّ عليه الخبَرَ قصصاً وفي حديث الرؤيا
لا تقُصَّها إِلا على وادٍّ يقال قَصَصْت الرؤيا على فلان إِذا أَخبرته بها
أَقُصُّها قَصّاً والقَصُّ البيان والقَصَصُ بالفتح الاسم والقاصُّ الذي يأْتي
بالقِصّة على وجهها كأَنه يَتَتَبّع معانيَها وأَلفاظَها وفي الحديث لا يقصُّ إِلا
أَميرٌ أَو مأْمورٌ أَو مُخْتال أَي لا ينبغي ذلك إِلا لأَمير يَعظُ الناس ويخبرهم
بما مضى ليعتبروا وأَما مأْمورٌ بذلك فيكون حكمُه حكمَ الأَمير ولا يَقُصّ مكتسباً
أَو يكون القاصّ مختالاً يفعل ذلك تكبراً على الناس أَو مُرائياً يُرائي الناس
بقوله وعملِه لا يكون وعظُه وكلامه حقيقة وقيل أَراد الخطبة لأَن الأُمَراء كانوا
يَلونها في الأَول ويَعظون الناس فيها ويَقُصّون عليهم أَخبار الأُمم السالفة وفي
الحديث القاصُّ يَنْتظر المَقْتَ لما يَعْرِضُ في قِصَصِه من الزيادة والنقصان
ومنه الحديث أَنّ بَني إِسرائيل لما قَصُّوا هَلَكوا وفي رواية لما هلكوا قَصُّوا
أَي اتكَلوا على القول وتركوا العمل فكان ذلك سببَ هلاكهم أَو العكس لما هلكوا
بترك العمل أَخْلَدُوا إِلى القَصَص وقَصَّ آثارَهم يَقُصُّها قَصّاً وقَصَصاً
وتَقَصّصَها تتبّعها بالليل وقيل هو تتبع الأَثر أَيَّ وقت كان قال تعالى فارتدّا
على آثارهما قَصصاً وكذلك اقْتَصَّ أَثره وتَقَصّصَ ومعنى فارتدّا على آثارهما
قَصَصاً أَي رَجَعا من الطريق الذي سلكاه يَقُصّان الأَثر أَي يتّبعانه وقال أُمية
بن أَبي الصلت قالت لأُخْتٍ له قُصِّيهِ عن جُنُبٍ وكيف يَقْفُو بلا سَهْلٍ ولا
جَدَدِ ؟ قال الأَزهري القصُّ اتِّباع الأَثر ويقال خرج فلان قَصَصاً في أَثر فلان
وقَصّاً وذلك إِذا اقْتَصَّ أَثره وقيل القاصُّ يَقُصُّ القَصَصَ لإِتْباعه خبراً
بعد خبر وسَوْقِه الكلامَ سوقاً وقال أَبو زيد تقَصّصْت الكلامَ حَفِظته
والقَصِيصَةُ البعيرُ أَو الدابةُ يُتَّبع بها الأَثرُ والقَصيصة الزامِلةُ
الضعيفة يحمل عليها المتاع والطعام لضعفها والقَصيصةُ شجرة تنبت في أَصلها
الكَمأَةُ ويتخذ منها الغِسْل والجمع قَصائِصُ وقَصِيصٌ قال الأَعشى فقلت ولم
أَمْلِكْ أَبَكْرُ بن وائلٍ متى كُنْتَ فَقْعاً نابتاً بقَصائِصا ؟ وأَنشد ابن بري
لامرئ القيس تَصَيَّفَها حتى إِذا لم يَسُغ لها حَلِيّ بأَعْلى حائلٍ وقَصِيص
وأَنشد لعدي بن زيد يَجْنِي له الكَمْأَةَ رِبْعِيّة بالخَبْءِ تَنْدَى في أُصُولِ
القَصِيص وقال مُهاصِر النهشلي جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَوِيصِ من مُجْتَنى
الإِجْرِدِ والقَصِيصِ ويروى جنيتها من منبِتٍ عَوِيصِ من مَنبت الإِجرد والقصيص
وقد أَقَصَّت الأَرضُ أَي أَنْبَتَتْه قال أَبو حنيفة زعم بعض الناس أَنه إِنما
سمي قَصيصاً لدلالته على الكمأَة كما يُقْتَصّ الأَثر قال ولم أَسمعه يريد أَنه لم
يسمعه من ثقة الليث القَصِيص نبت ينبت في أُصول الكمأَة وقد يجعل غِسْلاً للرأْس
كالخِطْمِيّ وقال القَصِيصة نبت يخرج إِلى جانب الكمأَة وأَقَصّت الفرسُ وهي
مُقِصّ من خيل مَقاصَّ عظُم ولدها في بطنها وقيل هي مُقِصّ حتى تَلْقَح ثم مُعِقٌّ
حتى يَبْدو حملها ثم نَتُوج وقيل هي التي امتنعت ثم لَقِحت وقيل أَقَصّت الفرس فهي
مُقِصٌّ إِذا حملت والإِقْصاصُ من الحُمُر في أَول حملها والإِعْقاق آخره وأَقَصّت
الفرس والشاة وهي مُقِصٌّ استبان ولدُها أَو حملُها قال الأَزهري لم أَسمعه في
الشاء لغير الليث ابن الأَعرابي لَقِحت الناقة وحملت الشاة وأَقَصّت الفرس
والأَتان في أَول حملها وأَعَقَّت في آخره إِذا استبان حملها وضرَبه حتى أَقَصَّ
على الموت أَي أَشْرف وأَقْصَصْته على الموت أَي أَدْنَتْه قال الفراء قَصَّه من
الموت وأَقَصَّه بمعنى أَي دنا منه وكان يقول ضربه حتى أَقَصَّه الموت الأَصمعي
ضربه ضرباً أَقصَّه من الموت أَي أَدناه من الموت حتى أَشرف عليه وقال فإِن
يَفْخَرْ عليك بها أَميرٌ فقد أَقْصَصْت أُمَّك بالهُزال أَي أَدنيتها من الموت
وأَقَصَّته شَعُوبٌ إِقْصاصاً أَشرف عليها ثم نجا والقِصاصُ والقِصاصاءُ
والقُصاصاءُ القَوَدُ وهو القتل بالقتل أَو الجرح بالجرح والتَّقاصُّ التناصفُ في
القِصَاص قال فَرُمْنا القِصَاصَ وكان التقا صُّ حُكماً وعَدْلاً على المُسْلِمينا
قال ابن سيده قوله التقاص شاذ لأَنه جمع بين الساكنين في الشعر ولذلك رواه بعضهم
وكان القصاصُ ولا نظير له إلا بيت واحد أَنشده الأَخفش ولولا خِداشٌ أَخَذْتُ دوا
بَّ سَعْدٍ ولم أُعْطِه ما عليها قال أَبو إِسحق أَحسَب هذا البيت إِن كان صحيحاً
فهو ولولا خداش أَخذت دوابِ ب سعدٍ ولم أُعْطِه ما عليها لأَن إِظهار التضعيف جائز
في الشعر أَو أَخذت رواحل سعد وتقاصَّ القومُ إِذا قاصَّ كل واحد منهم صاحبَه في
حساب أَو غيره والاقْتِصاصُ أَخْذُ القِصاصِ والإِقْصاصُ أَن يُؤْخَذ لك القِصاصُ
وقد أَقَصَّه وأَقَصَّ الأَمير فُلاناً من فلان إِذا اقْتَصَّ له منه فجرحه مثل
جرحه أَو قتَلَه قوَداً واسْتَقَصَّه سأَله أَن يُقِصَّه منه الليث القِصاصُ
والتَّقاصُّ في الجراحات شيءٌ بشيء وقد اقْتَصَّ من فلان وقد أَقْصَصْت فلاناً من
فلان أَقِصّه إِقْصاصاً وأَمْثَلْت منه إِمْثالاً فاقتَصَّ منه وامْتَثَل
والاسْتِقْصاص أَن يَطْلُب أَن يُقَصَّ ممن جرحه وفي حديث عمر رضي اللّه عنه رأَيت
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يُقِصّ من نفسه يقال أَقَصَّه الحاكم يُقِصّه
إِذا مكَّنَه من أَخذ القِصاص وهو أَن يفعل به مثل فعله من قتل أَو قطع أَو ضرب
أَو جرح والقِصَاصُ الاسم ومنه حديث عمر رأَيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
أُتِيَ بشَارِبٍ فقال لمُطيع بن الأَسود اضرِبْه الحَدَّ فرآه عمرُ وهو يَضْرِبُه
ضرباً شديداً فقال قتلت الرجل كم ضَرَبْتَه ؟ قال سِتِّينَ فقال عُمر أَقِصّ منه
بِعِشْرِين أَي اجعل شدة الضرب الذي ضرَبْتَه قِصاصاً بالعشرين الباقية وعوضاً
عنها وحكى بعضهم قُوصَّ زيد ما عليه ولم يفسره قال ابن سيده وعندي أَنه في معنى
حوسِبَ بما عليه إِلا أَنه عُدِّيَ بغير حرف لأَن فيه معنى أُغْرِمَ ونحوه
والقَصّةُ والقِصّة والقَصُّ الجَصُّ لغة حجازية وقيل الحجارة من الجَصِّ وقد
قَصّصَ دارَه أَي جَصّصَها ومدينة مُقَصَّصة مَطْليّة بالقَصّ وكذلك قبر مُقَصَّصٌ
وفي الحديث نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن تَقْصِيص القُبور وهو بناؤها
بالقَصّة والتَّقْصِيصُ هو التجْصِيص وذلك أَن الجَصّ يقال له القَصّة يقال قصّصْت
البيتَ وغيره أَي جَصّصْته وفي حديث زينب يا قَصّةً على مَلْحودَةٍ شَبَّهت
أَجسامَهم بالقبور المتخذة من الجَصّ وأَنفُسَهم بجِيَف الموتى التي تشتمل عليها
القبورُ والقَصّة القطنة أَو الخرقةُ البيضاء التي تحْتَشي بها المرأَة عند الحيض
وفي حديث الحائض لا تَغْتَسِلِنَّ حتى تَرَيْنَ القَصّة البَيْضاءَ يعني بها ما
تقدم أَو حتى تخرج القطنة أَو الخرقة التي تحتشي بها المرأَة الحائض كأَنها قَصّة
بيضاء لا يُخالِطُها صُفْرة ولا تَرِيّةٌ وقيل إِن القَصّة كالخيط الأَبيض تخرج بعد
انقطاع الدم كله وأَما التَّريّة فهو الخَفِيّ وهو أَقل من الصفرة وقيل هو الشيء
الخفي اليسير من الصفرة والكُدْرة تراها المرأَة بعد الاغتسال من الحيض فأَما ما
كان من أَيام الحيض فهو حَيض وليس بِتَرِيّة ووزنها تَفْعِلة قال ابن سيده والذي
عندي أَنه إِنما أَراد ماء أَبيض من مَصَالة الحيض في آخره شبّهَه بالجَصّ وأَنّتَ
لأَنه ذهب إِلى الطائفة كما حكاه سيبويه من قولهم لبَنة وعَسَلة والقَصّاص لغة في
القَصّ اسم كالجيَّار وما يَقِصُّ في يده شيء أَي ما يَبْرُدُ ولا يثبت عن ابن
الأَعرابي وأَنشد لأُمِّكَ وَيْلةٌ وعليك أُخْرى فلا شاةٌ تَقِصّ ولا بَعِيرُ
والقَصَاصُ ضرب من الحمض قال أَبو حنيفة القَصاصُ شجر باليمن تَجْرُسُه النحل
فيقال لعسلها عَسَلُ قَصَاصٍ واحدته قَصَاصةٌ وقَصْقَصَ الشيء كَسَره والقُصْقُصُ
والقُصْقُصة بالضم والقُصَاقِصُ من الرجال الغليظُ الشديد مع قِصَر وأَسد قُصْقُصٌ
وقُصْقُصةٌ وقُصاقِصٌ عظيم الخلق شديد قال قُصْقُصة قُصاقِص مُصَدَّرُ له صَلاً
وعَضَلٌ مُنَقَّرُ وقال ابن الأَعرابي هو من أَسمائه الجوهري وأَسد قَصْقاصٌ
بالفتح وهو نعت له في صوته والقَصْقاصُ من أسماء الأَسد وقيل هو نعت له في صوته
الليث القَصْقاصُ نعت من صوت الأَسد في لغة والقَصْقاصُ أَيضاً نَعْتُ الحية
الخبيثة قال ولم يجئ بناء على وزن فَعْلال غيره إِنما حَدُّ أَبْنِيةِ المُضاعَفِ
على وزن فُعْلُل أَو فُعْلول أَو فِعْلِل أَو فِعْلِيل مع كل مقصور ممدود منه قال
وجاءت خمس كلمات شواذ وهي ضُلَضِلة وزُلزِل وقَصْقاص والقلنقل والزِّلزال وهو
أَعمّها لأَن مصدر الرباعي يحتمل أَن يبنى كله على فِعْلال وليس بمطرد وكل نَعْتٍ
رُباعِيٍّ فإِن الشُّعَراء يَبْنُونه على فُعالِل مثل قُصَاقِص كقول القائل في وصف
بيت مُصَوَّرٍ بأَنواع التَّصاوير فيه الغُواةُ مُصَوَّرو ن فحاجِلٌ منهم وراقِصْ
والفِيلُ يرْتكبُ الرِّدَا ف عليه والأَسد القُصاقِصْ التهذيب أَما ما قاله الليث
في القُصَاقِص بمعنى صوت الأَسد ونعت الحيّة الخبيثة فإِني لم أَجِدْه لغير الليث
قال وهو شاذٌ إِن صَحَّ وروي عن أَبي مالك أَسد قُصاقِصٌ ومُصَامِصٌ وفُرافِصٌ
شديد ورجل قُصَاقِصٌ فُرافِصٌ يُشَبَّه بالأَسد وجمل قُصاقِصٌ أَي عظيمٌ وحيَّة
قَصْقاصٌ خبيث والقَصْقاصُ ضرْبٌ من الحمض قال أَبو حنيفة هو ضعيف دَقِيق أَصفر
اللون وقُصاقِصا الوَرِكَين أَعلاهما وقُصاقِصَةُ موضع قال وقال أَبو عمرو
القَصقاص أُشْنان الشَّأْم وفي حديث أَبي بكر خَرَجَ زمَنَ الرِّدّة إِلى ذي
القَصّةِ هي بالفتح موضع قريب من المدينة كان به حصىً بَعَثَ إِليه رسول اللّه
صلّى اللّه عليه وسلّم محمدَ بن مَسْلمة وله ذكر في حديث الردة