الكَبْدُ بالفتح مع السكون مُخَفّف من الكَبِد كالفَخْذِ والفَخِذ . والكسر مع السكون وهو أَيضاً مُخَفَّف من الذي بَعْدَه كالكِذْبِ والكَذِب اللُّغَة المستعملة المشهورةُ الكَبِدُ كَكَتف وبه صَدَّرَ الجوهَريُّ والفَيُّوميُّ وسائرُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ . بل أَغْفَلاَ اللُّغَةَ الأُولَى وإِنما ذكَرَه صاحبُ الِّلسَانِ فكان ينبغِي للمصنّف أَن يُقَدِّم الُّلغَةَ الفُصْحَى المَشْهُورةَ على غَيْرِهَا أَي مَعْرُوفَة وهي من السَّحْر في الجانب الأَيْمَن لَحْمَةٌ سَودَاءُ أُنْثَى وقد تُذَكَّر قال ذلك الفرّاءُ وغيرُهُ . قال ابنُ سيده : وقال اللِّحْيَانيُّ : هي مُؤَنَّثَةٌ فقط . أَكبَادٌ وكُبُودٌ قَلِيلاً تقول : هو يأْكُلُ كُبُودَ الدَّجَاج وأَكْبَادَهَا . وكَبَدَهَ يَكْبُدُهُ من حَدِّ : ضَرَبَ كبده يكبده من حد نصر ضرب وفي الأَفعال لابن القطّاع : أَصابَ كَبِدَه . وقال أَبو زيد : كَبَدْتُه أَكْبِدُهُ وكَلَيْتُه أَكْليه إِذا أَصَبْتَ كَبِدَه وكُلْيَتَه . كَبَدَه يَكْبِدُهُ كَبْداً : قَصَدَه كَتَكَبَّدَه . كَبَدَ البَرْدُ القَوْمَ : شَقَّ عليهم وَضيَّقَ وفي حديث بِلالٍ : أَذَّنْتُ في ليلة باردةٍ فلمْ يأْتِ أَحَدٌ فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ : مَالَهمْ يا بِلاَلُ ؟ قلت : كَبَدَهم البَرْدُ أَي شَقَّ عليهم وضَيَّقَ من الكَبَدِ وهي الشّدَّة والضِّيقُ أَو أَصابَ أَكْبَادَهم وذلك أَشَّدُ مَا يَكُون مِن البَرْدِ لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحَرَارَةِ والدَّمِ ولا يَخْلُص إِليها إِلاَّ أَشَدُّ البَرْدِ . قلت : وتَمَام الحَدِيث في البصائر فَلَقَد رَأَيْتُهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى يريد أَنه دَعَا لَهُم حَتَّى احْتَاجُوا إِلى التَّرَوُّحِ . والكُبَاد كغُرَابٍ : وَجَعُ الكَبِدِ أَو داءٌ قال كُرَاع : ولا يُعْرَف دَاءٌ اشْتُقَ من اسْمِ العُضْوِ إِلاَّ الكُبَادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ مِن النَّكَفِ والقُلاَبُ مِنَ القَلْبِ . وفي الحديث الكُبَادُ مِنَ العَبِّ وهو شُرْبُ الماءِ من غير مَصٍّ . كَبِدَ كَفَرِحَ كَبَداً : أَلِمَ من وَجَعِها . كُبِدَ كعُنِيَ كُبَاداً : شَكَاهَا أَي كَبِدَه فهو مَكْبُودٌ . ربّمَا سُمِّيَ الجَوْفُ بِكَمَالِه كَبِداً حكاه ابن سِيده عن كُراع أنه ذَكرَه في المُنَجَّد وأَنشد :
إِذَا شَاءَ مِنْهُمْ نَاشِىءٌ مَدَّ كَفَّهُ ... إِلَى كَبِدٍ مَلْسَاءِ أَوْ كَفَلٍ نَهْدِ
وإِذَا عَلِمْتَ ذلك فقولُ شيخِنَا : قلتُ هو مستدرك لأَنه المَعْرُوف أَوَّلَ المادَّةَ فهو غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسَبْقٌ قلَمٍ واضِحٌ ليسَ بِسَدِيدٍ ولَيتَ شِعْرِي كيف لمْ يَر فَرْقاً بين الَّلحْمَةِ السوداءِ وبين الجَوْفِ بِكمالِه ولكنَّها عَصَبِيَّةٌ ظاهِرَةٌ والله يُسَامِح الجَمِيعَ بِمَنِّه وكَرَمِه . الكَبِدُ : وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه وفي الحديث في كَبِدِ جَبَلٍ أَي في جَوْفِه مِنْ كَهْفٍ أَو شِعْب . وفي حديث موسى والخَضِرِ عليهما وعلى نَبِيِّنا الصلاة والسلامُ : فوَجَدْتُه عَلَى كَبِدِ البَحْرِ أَي على أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شاطِئهِ . وانْتَزَعَ سَهْماً فوضَعَه في كَبِدِ القِرْطَاسِ . ودَارُه كَبِدُ نَجْدٍ : وَسَطُها كُلُّ ذلك مَجازٌ من المَجاز : الكَبِدُ مِنَ القَوْسِ : ما بَيْنَ طَرَفَيْ عِلاَقَتِهَا . وفي التهذيب : هو فُوَيْقَ مَقْبِضِها حيثُ يَقَع السهم يقال ضع السهم على كبد القَوْسِ وهي ما بَيْنَ طَرَفَيْ مَقْبِضِها ومَجْرَى السَّهْمِ منها . قال الأَصْمعيُّ : في القَوْسِ كَبِدُهَا وهو ما بين طَرَفَيِ العِلاَقَةِ ثمّ الكَلْيَةُ تَلِي ذلك ثم الأَبْهَرُ يَلِي ذلك ثمّ الطَّائِفُ ثمّ السِّيَةُ وهو ما عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا أَو قَدْرُ ذِرَاعٍ من مَقْبِضِهَا وقيل : كَبِدَاهَا : مَعْقِدَا سَيْرِ عِلاَقَتِهَا . كَبِدٌ جَبَلٌ أَحْمَرُ لِبَني كِلاَبٍ قال الراعي :
غَدَا وَمِنْ عَالِجٍ خَدٌّ يُعَالِجُهُ ... عَنِ الشِّمَالِ وعَنْ شَرْقِيِّة كَبِدُ وفي مُعْجَم البَكْرِيّ أَنَّه هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ بالمَضْجَع مِن دِيَارِ كِلاَبٍ من المجاز : الكَبِدُ : الجَنْبُ وفي الحديث فوَضَع يَدَه عَلَى كَبِدِي وإِنما وضَعَها على جَنْبِه مِنَ الظَّاهِر وقيل : أَي ظاهِر جَنْبِي مّما يَلِي الكَبِدَ . وفي الأَساس : ووَضَع يَدَه عَلَى كَبِده : على ما يُقَابِلُ الكَبِدَ مِن جَنْبِه الأَيْسَرِ . الكَبِدُ لَقَبُ أَبي زيد عَبْدِ الحَمِيد بن الوَلِيد بن المُغِيرة مَوْلَى أَشْجَع المُحَدِّث روَى عن مَالِكِ والهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ . وكان أَخْبَارِيًّا عَلاَّمةً قال ابن يُونس : سُمِّيَ كَبِداً لِثِقَلِهِودَارَةُ كَبِدٍ لبني كِلاَبٍ لأَبي بَكْرِ ابن كِلابٍ وهي الهَضْبَة الحَمْرَاءُ المذكورة . وكَبِدُ الوِهَاد : بِسَمَاوَة كَلْبِ وضبطه الصاغانِيُّ بكسر الكافِ وسكون الباءِ . وكَبِدُ قُنَّةَ موضع لِغَنِيِّ بن أَعْصُرٍ . وكَبِدُ الحَصَاةِ لَقُب شاعِر . الكَبَدُ بالتحريك : عِظَمُ البَطْنِ من أَعْلاَه . كَبَدُ كُلِّ شَيْءٍ : عِظَمُ وَسَطِه وغِلَظُه كَبِدَ كَبَداً وهو أَكْبَدُ . الكَبَدُ : الهَوَاءُ وقال اللِّحْيَانيُّ : هوالهَوَاءُ واللُّوحُ والسُّكَاكُ والكَبَدُ . الكَبَدُ : الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ وهو مَجازٌ وبه فُسِّر قولُه تعالى : " لَقَد خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدِ " وقال الفّرَاءُ : يقول : خَلَقْنَاه مُنْتَصِباً مُعْتَدِلاً . ويقال : في كَبَدٍ أَي أَنه خُلِقَ يُعَالِجُ ويكابِدُ أَمْرَ الدُّنْيا وأَمْرَ الآخِرَةِ وقيل : خُلق مُنْتَصِباً يَمْشِي على رِجْلَيْه وغيرُه مِن سائرِ الحَيَوَانِ غيرُ مُنتصِبٍ وقيل : في كَبَدٍ : خُلِقَ في بَطْنِ أُمِّه ورَأْسُه قِبَلَ رَأْسِها فإِذا أَرَادَتِ الوِلاَدَةَ انْقَلَبَ الوَلَدُ إِلى أَسْفَل قال المُنْذِرِيّ : سمعت أبا طالب يقول الكبد الاستواءُ والاستِقَامَةُ . وقال الزَّجَّاجُ : هذا جَوابُ القَسَمِ المَعْنَى أُقْسِمُ بهذه الأَشياءِ لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسانَ فِي كَبَد يُكَابِدُ أَمْرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ . الكَبَدُ : وَسَطُ الرَّمْلِ وَوَسَطُ السَّمَاءِ ومُعْظَمُهَا كالكُبَيْدَاءِ والكُبَيْدَاةِ هكذا بالهاءِ المُدَوَّرَة كما في سائر النُّسخ والصواب بالمُطَوَّلَة كما في الصحاح وغيره والكَبْدَاءِ والكَبْدِ بفتح فسكون فيهما كذا هو مضبوط والصواب والكَبِد ككَتِف وفي الصحاح وكُبَيْدَاتُ السماءِ كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جَمَعوا . وكَبِدُ السماءِ : وسَطها الذي تقوم فيه الشمسُ عند الزّوالِ فيقال عند انْحِطاطها : زالَتْ ومَالَتْ . قلت : وقولهم : بَلَغَتْ كَبِدَ السَّمَاءِ وكُبَيْدَاتِ السماءِ مَجَازٌ كما في الأَساس . وقال الليث : كَبِدُ السماءِ : ما استقْبَلكَ مِن وَسَطِها يقال : حَلَّق الطائرُ حتى صار في كَبِدِ السماءِ وكُبَيْدَاءِ السماءِ إِذا صَغَّرُوا جعَلوها كالنَّعْتِ وكذلك يقولون في سُوَيْدَاءِ القَلْبِ قال : وهما نادِرَتانِ حُفِظَتا عن العرب هكذا . قلت : وكلام الأَئمَّة صَريحٌ في أَنّ كَبِد الرّمل وكَبِد السماءِ ككَتِفٍ وهذا خلافُ ما مشَى عليه المُصنّف فلينظر ذلك مع تأّمُّلٍ وأَشار إِليه شيخنا كذلك في شرحه وذَهبَ إِلى ما أَشَرْتُ إِليه وتَوقَّف في كونِ كَبدِ السماءِ مُحَرَّكة اللّهم إِلاّ أَن يجعل قوله فيما بعِد : والكَبِد بفتح فكسر كما لا يخفَى والله أَعلم ثم رأَيتُ الصاغَانيَّ ذكَرَ في تكملته أَن كَبَدَ السماءِ بالتحريك لغةٌ في كسْرِ الباءِ . وتَكَبَّدَتِ الشَّمْسُ : صَارَتْ في كُبَيْدَائِها . وفي الصحاح : في كَبِدِهَا كَكَبَّدَتْ تَكْبِيداً . في التهذيب : كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ أَي تَوسَّطَها . تَكَبَّدَ الأَمْرَ : قَصَدَهُ ومنه قولُه :
" يَرُومُ البِلادَ أَيَّهَا يَتَكَبَّدُ من المَجاز تَكبَّدَ اللَّبْنُ وغيرُه من الشَّراب : غَلُظَ وخَثُرَ اللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ : الذي يَخْثُر حتَّى يَصيرَ كأَنَّه كَبِدٌ يَترَجْرَجُ . وسُودُ الأَكبادِ : الأَعْدَاءُ قال الأَعشى :
فَمَا أُجْشِمْتُ مِنْ إِتْيَانِ قَوْمٍ ... هُمُ الأَعْدَاءُ فالأَكْبَادُ سُودُ يَذِهبون حتى اسْوَدَّت كما يُقَال لهم صُهْبُ السِّبَالِ وإِن لم يَكُونوا كذلك والكَبِدُ مَعْدِنُ العَدَاوَةِ . والكَبْدَاءُ : رَحَى اليَدِ وهي التي تُدَارُ باليَدِ سُمِّيَت كَبْدَاءَ لما في إِدَارَتِها مِن المَشَقَّةِ قال :
بُدِّلْتُ مِنْ وَصْلِ الغَوَانِي البِيضِ ... كَبْدَاءِ مِلْحَاحاً عَلَى الرَّمِيضِ
" تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ يَعْنِي رَحَى اليَدِ أَي في يَدِ رَجُلٍ قَبِيضِ اليَدِ خَفِيفِها . وقال الآخر وهو راجزُ بني قَيْسٍ :
" بِئْسَ الغِذَاءُ لِلْغُلامِ الشَّاحِبِ
" كَبْدَاءُ حُطَّتْ مِنْ ذُرَا كَوَاكِبِ
" أَدَارَهَا النَّقَّاشُ كُلَّ جَانِبِيَعْنِي رَحَّى . والكَوَاكِبُ : جِبَالٌ طِوَالٌ . الكَبْدَاءُ : القَوْسُ يَمْلأُ الكَفَّ مَقْبِضُها وهو مَجاز وقيل : قَوْسٌ كَبْدَاءُ : غَلِيظَةُ الكَبِدِ شَدِيدَتُها . وفي الأَساس : قَوْسٌ كَبْدَاءُ : يَملأُ عِجْسُها الكَفَّ الكَبْدَاءُ : المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الوَسَطِ البَطِيئةُ السَّيْر وقيل : امرأَةٌ كَبْدَاءُ بَيِّنةُ الكَبَدِ بالتحريك . والرَّجُلُ اَكْبَدُ وهو الضَّخْمُ الوَسَطِ ولا يكون إِلاَّ بَطِيءَ السَّيْرِ . الكَبْدَاءُ : الرَّمْلَةُ العَظيمةُ الوَسَطِ وناقَةٌ كَبْدَاءُ كذلك قال ذو الرُّمَّة :
" سِوَى وَطْأَةٍ دَهْمَاءَ مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍثَنَى أُخْتَهَا عَنْ غَرْزِ كَبْدَاءَ ضَامِرِ من المَجاز كابَدَهُ مُكَابَدَةً وكِبَاداً الأَخير بالكسر : قَاسَاهُ والاسم الكابِدُ كالكاهِل والغارِب قال ابنُ سِيده : أَعْنِي به أَنَّه غيرُ جارٍ على الفِعْلِ قال العَجَّاج :
وَلَيْلَةٍ مِنَ الليالِي مَرَّةِ ... بِكَابِدٍ كَابَدْتُها وَجَرَّتِ أَي طَالَتْ . وقال الليثُ : الرجُلُ يُكَابِد اللَّيلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه . ويقالن كابَدْتُ ظُلْمَةَ هذه اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدةً وهو مَجاز . والأَكْبَدُ : طائرٌ . الأَكْبَدُ : مَنْ نَهَضَ مَوْضِعُ كَبِدِهِ وفي اللسان : هو الزائدُ مَوْضِعِ الكَبِدِ قال رُؤبةُ يَصِف جَمَلاً مُنْتَفِخَ الأَقْرَابِ :
" أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا والكَبْدَةُ بالفتح فالسكون قولهم : فُلانٌ تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبلِ أَي يُرْحَلُ إِليه في طَلَبِ العِلْمِ وغَيْرِه . ومما يستدرك عليه : أُمُّ وَجَعِ الكَبِدِ : بَقْلَةٌ مِن دِقِّ البَقْلِ يُحِبُّها الضَّاْنُ لها زَهْرَةٌ غَبْراءُ في بُرْعُومَةٍ مُدَوَّرةٍ لها وَرَقٌ صغيرٌ جِدًّا أَغبَرُ سُمِّيَتْ أُمَّ وَجَعِ الكَبدِ لأَنها شِفاءٌ من وَجَعِ الكَبِدِ . نقله ابنُ سيده عن أَبي حنيفة . وكَبِدُ الأَرْضِ : ما في مَعادنِها من الذَهَبِ والفِضَّةِ ونحوِ ذلك قال ابنُ سيده : أُرَاه على التَّشبِيه والجَمْعُ كالجَمْعِ . وفي حديثِ مَرفوعٍ وتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاذَ كَبِدها أَي تُلْقِي ماخُبِىءَ في بَطْنها من الكُنُوزِ والمَعَادنِ فَاسْتَعَارَ لها الكَبِدَ . وفي حديث الخَنْدَق فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ هي القِطَعَة الصُّلْبَةُ من الأَرض والمعروف كَدْيَةٌ باليَاءِ قاله ابنُ الأَثير . والكَبَدُ : الاسْتواءُ والاستقامةُ . وتَكَبَّد الفَلاةَ إِذا قَصَدَ وَسَطَها ومُعْظَمَها . وكَابِدٌ في قولِ العجاج مَوْضِعٌ بِشِقِّ بَنِي تَميم . وأَكْبَادُ اسمُ أَرْضٍ قال أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيَ :
" لَعَلَّ الهَوَى إِنْ أَنْتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاًبأَكْبَادَ مُرْتَدًّا عَلَيْكَ عَقَابِلُهْ والكَبَّاجُ ككَتَّانٍ : نوعٌ من اللَّيْمُونِ . الكَبُود كصَبُورٍ : قَبِيلَةٌ باليمن . وكَبِنْدَةُ بفتح الكاف وكسر الموحّدة وسكون النون : من قُرَى نَسَفَ منها أَبو إِسحاق إِبراهيمُ بن الأَشْرسِ الضَّبِّيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بن سَلاَّمٍ وغيرِه
بَدَّدَه تَبْدِيداً : فَرَّقَه فتَبَدّدَ : تَفرَّقَ . يُقال : شَمْلٌ مُبَدَّد . وتَبَدَّدَ القَومُ : تَفرَّقُوا . وبَدَّه يَبُدُّه بَدّاً : فَرَّقه . وبَدَّدَ زَيدٌ : أَعيَا أَو نَعِسَ وهو قاعدٌ لا يَرْقُد نقله الصاغَابيّ . وجَاءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ بَدَادِ وذَهب القَومُ بَدَادِ بَدَادِ أَي واحداً واحداً مَبنيّ على الكسْر لأَنّه معدولٌ عن المصدر وهو البَدَدُ . قال حسّان بن ثابت وكان عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ المدينة فرَكِبَ في طَلبه ناسٌ من الأَنصار منهم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ فرَدُّوا السَّرْحَ وقُتِلَ رَجلٌ من بني فَزارةَ يقال له الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ جَدُّ عبدِ اللّه بن مَسْعَدةَ فقال حسّان :
هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا ... سَلْمٌ غَداةَ فَوارِسِ المِقْدَادِ
كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَحْفَلاً ... لَجِباً فشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ
وقال الجوهريّ : وإِنّمَا بُنيَ للعَدْل والتأْنِيث والصِّفة فلمّا مُنِعَ بعلَّتَيْن بْنِيَ بثلاثٍ لأَنّه ليس بعد المنع من الصرْف إِلاّ منع الإِعراب . وحكَى اللِّحْيَانيّ : جاءَت الخَيلُ بدادِ بدادِ يَا هذا وبَدَادَ بَدَادَ وبَدَدَ بَدَدَ مبنيّان على الفتح الأَخير كخَمسةَ عَشرَ وبَدَداً بَدَداً على المصدر أَي متفرِّقَةً . وفي اللِّسان : واحداً بعد واحدٍ . قال شيخنا : وكلُّها مبنيّة ما عدا الأَخيرَ وكلُّهَا في مَحلّ نصْبٍ على الحاليّة سوى الأَخيرِ فإِنّه منصوبُ الَّلفظِ أَيضاً . وبَدَّ رِجْلَيه في المِقْطَرة : فَرَّقَهُمَا . وكلُّ من فَرَّجَ رِجْلَيْه فقد بَدَّهُمَا . ويقال ذَهَبُوا عَبَادِيدَ تَبَادِيدَ هكذا بالمثنّاة الفوقيّة في نُسختنا وفي بعضها بالياءِ التحتية على ما في اللِّسانِ وأَبادِيدَ أَي فرَقاً مُتَبدِّدينَ ورَجلٌ أَبَدُّ : مُتَبَاعِدُ اليَدَيْنِ عن الجَنبَين أَو هو العَظِيمُ الخَلْقِ المُتَبَاعِدُ بعضُه مِن بَعضِ وقد بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً . وقيل : هو المتباعِدُ ما بينَ الفَخِذَيْن مع كثرَةِ لَحمٍ وقيل : عريض ما بينَ المَنْكِبَيْنِ . وقد بَدِدَتْ كَفَرِحَتُ بَدَداً محرّكَةً وعن ابن السِّكِّيت : البَدَدُ في الناس : تَبَاعُدُ ما بينَ الفَخذَيْن من كَثرةِ لحْمِهما تقول منه : بَدِدْتَ يا رجُلُ بالكسْر فأَنت أَبَدُّ . وبَقَرَةٌ بَدّاءُ . والبَدُّ بالفتح : التَّعَب . وَبَدَّدَ : تَعِبَ وأَعْيَا وكَلَّ عن ابن الأَعرابيّ . وأَنشد
" لما رَأَيْتُ مِحْجَماً قد بَدَّدا
" وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنَا فاسْتَورَدَا
" دَعْوتُ عَوْنِي وأَخَذْتُ المَسَدَا والبِدّ بالكسر : المِثْل وهما بِدّانِ . والبِدّ أَيضاً : النَّظِير كالبَدِيدَةِ يقال : ما أَنتَ لي ببَدِيدٍ فتكلِّمَني . والبُدُّ بالضَّم : البَعُوضُ هكذا في نُسختنا وهو خَطأُ والصَّوَابُ العِوَضُ كما في اللِّسان والصّحاح وغيرهما من الأُمّهَات . وقال ابن دُريد : البُدّ الصَّنَمُ نفْسُه الّذي يُعبَد لا أَصْل له فارسيٌّ معَرَّبُ بُتْ . ج بِدَدَةٌ كقِرَدَةٍ وأَبْدَادٌ كخُرْجٍ وأَخراجٍ وقيل : البُدّ : بَيْتُ الصَّنَمِ والتصاويرِ وهو أَيضاً مُعرّب ولو قال والصَّنَم أَو بَيْته مُعَرَّب كان أَخصَرَ . والبُدُّ أَيضاً : النَِّيب من كلِّ شيْءٍ كالبِدَاد بالكسر والبُدَادِ والبُدَّةِ هما بالضّمّ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابيّ . وروى بَيت النَّمِر بن تَوْلَب :
" فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رقيباً جانحاًقال ابن سيده : والمعروف بُدْأَتَهَا وجمْع البُدّة بُدَدٌ وجمْع البِدَاد بِدَدٌ كلّ ذلك عن ابن الأَعرابيّ . وخُطِّىء الجوهريُّ في كَسرِهَا . قال الصّغانيّ : البُدَّةُ بالضَّمّ : النَّصيب عن ابن الأَعرابيّ بالكسر خطأٌ ذَكرَه أَبو عمرٍو في ياقوتة العقم . ونصُّ عبارة الجوهريّ والبِدَّةُ بالكسر : القُوّة والبِدّة أَيضاً النَّصِيب قلت وفي الدُّعاءِ الَّلهمَّ أَحصِهِمْ عَدَداً واقتُلْهم بدَداً قال ابن الأَثير : يُروَى بكسر الباءِ جمع بِدَّةَ وهي الحِصَّة والنصيب أَي اقتُلْهم حِصَصاً مُقسّمة لكلِّ واحدٍ حصّتُه ونَصِيبه . قولهم لابُدَّ اليومَ من قَضَاءِ حاجَتي أَي لا فِرَاقَ منه عن أَبي عَمرٍو . وقِيلَ : لا بدَّ منه : لا مَحَالَةَ منه . وقال الزّمخشريّ : أَي لا عِوَضَ ومعناه أَمرٌ لازمٌ لا تمكِن مُفارقتُه ولا يُوجَد بَدلٌ منه ولا عِوَضٌ يقوم مَقامَه . قال شيخنا : قالوا : ولا يُستعمَل إِلاَّ في النَّفْيِ واستعمالُه في الإِثبات مُوَلَّد . وبدَادُ السَّرْجِ والقَتَبِ مُقتضَى اصطلاحه أَن يكون بالفتح والذي ضبطه الجوهَرِيُّ بالكسر وبَدِيدُهما ذلك المَحشُّو الّذي تحتَهما وهو خَريطتان تُحشَيانِ فتجعلها تحْت الأَحناءِ لئلاّ يُدْبِرَ الخَشَبُ الفَرَسَ أَو البعيرَ . وقال أَبو منصور البِدَدانِ في القَتَبِ شِبْهُ مِخْلاَتَيْن تحْشَيَانِ وتُشدَّانِ بالخُيوط إِلى ظَلِفَاتِ القَتَب وأَحْنَائه . والجمْع بَدَائدُ وأَبِدَّةٌ تقول : بَدَّ قضتَبَه يَبُدّه . وقالَ غيره : البِدَادُ : بِطَانَةٌ تُحْشَى وتُجْعَل تحتَ القَتَبِ وِقايةً لبعيرٍ أَن لا يُصيبَ ظَهْرَه القَتَبُ ومن الشِّقّ الآخرِ مثلُه وهما مُحيطانِ مع القَتب . وبِدَادُ السَّرْجِ مُشتقٌّ من قَولك : بَدّ الرَّجلُ رِجْلَيْه إِذا فرَّجَ ما بينهما كذا في الصّحاح . والبَدِيدُ كُأَمِيرٍ : الخُرْجُ بضمّ الخاءِ وسكون الراءِ هكذا في نُسختنا والّذي في الصّحاح : والبَدِيِدَانِ الجُرجان هكذا كما تَراه بجيمين والبَدِيدة : المَفَازةُ الواسعَةُ . والبِدَاد : بالكسر لِبْدٌ يُشَدُّ مَبدُوداً على الدّابَّة الدَّبِرَةِ . وبُدَّ عن دُبُرِهَا أَي شُقَّ . والبِدَادُ والبِدَادَة بكسرهما والفتحُ لُغة في الأَوّل وبهما رُوِيَ قَول القُطَاميّ :
فَثَمَّ كَفَيْناهُ البِدَادَ ولم نَكنْ ... لنُنْكِدَه عَمّا يَضِنُّ به الصَّدْرُوالمُبَادّة في السّفَر : أَنْ يُخرِجَ كلُّ إِنسان شيئاً من النَّفقة ثمّ يُجْمَع فيُبْقُونَه هكذا في نسختنا وهو خطأٌ والصّواب فيُنْفِقونه بَيْنَهُمْ . وعن ابن الأَعرابيّ : البِدَاد أَن يُبِدّ المالَ القَوْمُ فيُقسَم بينهم وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعامَ والاسمُ البُدّة والبِدَادُ جمْعهما بُدَد وبُدُد . وبَايَعَهُ بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً وفي بعضٍ : مُبادَدَة وبِدَاداً ككِتَاب كلاهما : بَاعَهُ مُعَارَضَةً أَي عَارَضهُ بالبَيْع وهو من قَولك : هذا بِدُّه وبَدِيده أَي مِثله . وبَدَّهُ أَي بَدَّ صاحبَه عن الشْيءِ : أَبعَدَه وكَفَّه وأَنا أَبُدُّ بك عن ذلك الأَمرِ أَي أَدْفعه عنك . وبدَّ الشْيءَ يَبُدُّه بَدّاً : تَجافَى به . وقال ابن سيده : البَادُّ : باطِنُ الفَخِذ وقيل : هو ما يلي السَّرْجَ من فَخذِ الفارسِ وقيل : هو ما بين الرِّجلَين ومنه قول الدّهناءِ بِنت مِسْحَلٍ : إِني لأُرخِي له بادِّي قال ابنُ الأَعرابيّ : سُمِّيَ بادّاً لأَنّ السَّرْجَ بَدَّهما أَي فَرَّقهما فهو على هذا فاعلٌ في معنى مفعولٍ وقد يكون على النَّسبِ . وقال ابن الكلبيّ : كان دريدُ بن الصِّمّة قد بَرِصَ بَادّاهُ من كثرةِ ركوبه الخيلَ أَعراءً . وبادّاه : ما يَلِي السَّرجَ من فَخذيْه . وقال القُتَيبيّ : يقال لذلك الموضعِ من الفَرس بادٌّ . والبَدَّاغءُ من النساءِ : الضَّخْمَةُ الإِسْكَتَيْنِ المتباعدةُ الشُّفْرَيْن وقيل : هي المرأَةُ الكثيرةُ لَحمِ الفَخذَين . ويقال : بيني وبينَك بُدَّةٌ . البُدَّةُ بالضّمّ : الغاية والمُدّة . وقال الفرَّاءُ : طَيْرٌ أَبادِيدُ وفي بعض نُسخِ الصّحاح المصحَّحة : يباديد بالتحتية وتَبَادِيدُ بالمثناة الفوقيّة أَي متفرِّقة كذا في النُّسخ وفي الصّحاح : متفرّق ونصُّ عبارةِ الفرّاءِ : أَي مَفترق . وتَصحَّفَ على الجوهريّ فقال : طيرٌ يَبادِيد . وأَنشد :
كأَنّما أَهلُ حجْرٍ يَنظرون مَتَى ... يَرَوْنَنِي خارِجاً طَيْرٌ يَبَادِيدُ برفع يباديد على أَنّه صفة طير وكذا رواه يعقوب . قال أَبو سهْل الهَرويّ : وقرأْته بخطّ الأَزهريّ في كِتابه كما رواه الجوهريّ بالرّفع وبالباءِ وإِنما هو طَير اليَنَاديدِ بالنون والإِضافة . وفي إِصلاح المنطق في باب ما يقال الياءِ والهمزة يقال أَعْصُرُ ويَعْصُر وأَلَمْلَم وَيلَمْلم وطَيرٌ يَنادِيدُ : متفرِّقة بالنون . ومن أَقوى الدلائل أَنَّ القَافية مكسورة ودعَوى الإِقواءِ على ما زعَم شيخُنَا غير مُسلَّم . وقبله :
ونحْنُ في عُصبةِ عَضَّ الحَديدُ بهم ... من مُشْتَكِ كَبْلَه منهمْ ومَصفود كأَنّمَا أَهل حجْر الخ . والبيت لعُطَارِد بن قَرّانَ الحنظليّ أَحد اللّصوص . وقوله أَي الجوهريّ في إِنشاد قَول الرّاجز وهو أَبو نُخيلةَ السَّعدي . من كُلِّ ذاتِ طائِفٍ وزُؤْدِ أَلدُّ يَمشِي مِشْيَةَ الأَبَدِّ غلطٌ والصَّواب :
" بَدّاءُ تَمشِي مِشْيةَ الأَبَدِّ لأَنّه في صِفَة امرأَةِ . وبعده :
" وَخْداً وتَخْوِيداً إِذا لمْ تَخْدِيوالطائف : الجُنون : والزُّؤْد : الفزَعُ . وقد سبقه إِلى ذلك ابن بَرّيّ وأَبو سهْل الهَرَويّ والصغانيّ . ويقال : لَقِيَ فُلانٌ وفُلانٌ فُلاناً فابْتَدَّاهُ بالضَّرب ابتداداً إِذا أَخَذَاه من جانِبَيْهِ أَو أَتَيَاه من ناحِيَتَيْه . والسَّبُعانِ يَبتَدّانِ الرَّجلَ إِذا اَتَيَاه من جانِبَيْهِ . والرَّضِيعَانِ التَوْأَمَانِ يَبتَدَّان أُمَّهُمَا يَرضِع هذا من ثَدْيٍ وهذا من ثَدْيٍ . ويقال : لو أَنَّهُمَا لَقِياه بخَلاَءٍ فابتَدَّاه لمَا أَطاقاه ويقال : لَمَا أَطاقَه أَحدُهما . وهي المبادّة ولا تقل ابتدَّهَا ابنُهَا ولكن ابتدَّها ابنَاها . ويقال : مالَه به بَدَدٌ ولا بَدّةٌ بالفَتْح ويروَى بالكسر أَيضاً أَي ماله به طَاقَةٌ ولا قُوّة . والبَدِيدَةُ كذا في النُّسخ كسَفِنَة والصَّوَاب البَدْبَدَة بموحَّدتين مفتوحَتين كما هو بخطّ الصّغانيّ : الدَّاهِيَةُ يقال : أَتانَا ببَدْبَدَةٍ . والأَبَدُّ : الحائكُ لتَباعُدِ ما بينَ فَخْيه . والأَبدُّ بَيِّنُ البَدَدِ : الفَرَسُ بَعِيدُ ما تَبْينَ اليَدَين وقيل : هو الّذي في يَديه تَباعُدٌ عن جَنَبْيه وهو البَدَدُ . وبَعيرٌ أَبَدُّ وهو الّذي في يَديْه فَتَلٌ . وقال أَبو مالكٍ : الأَبَدّ : الواسعُ الصَّدْرِ . والأَبَدُّ الزَّنِيمُ : الأَسَدُ وَصَفوه بالأَبَدّ لتباعُدٍ في يديه وبالزَّنيم لانفراده . وتبدّدُوا الشّيْءَ : اقتسَمُوه بِدَداً بالكسر أَي حِصَصاً جمع البِدّة بالكسر وهو النّصيب والقِسْم قاله ابن الأَعرابيّ . وقد أَنكرَ شيخنا ذلك على الجوهريّ كما سبَقَ . وفي حديث عِكْرِمة فتَبَدَّدُوهُ بينَهُم أَي اقتَسموه حِصَصاً على السَّواءِ . وتَبدَّدَ الحَلْيُ صَدْرَ الجاريةِ : أَخَذَه كُلَّه . وفي الأَساس : أَخذَ بجَانِبَيْهِ . قال ابنُ الخطيم :
كأَنّ لَبّاتِها تَبَدَّدَهَا ... هَزْليَ جَرادٍ أَجْوافُه جُلُفُ وبَدْبَدْ أَي بَخْ بَخْ نقلَه الصَّاغَانيّ . والقوم تَبادُّوا . وقولهم : لَقُوا بَدَادَهم بالفتح كلاهما بمعنًى واحدٍ أَي أَخَذُوا أَقْرَانَهُم ولَقِيَهم قَومٌ أَبْدَادُهم أَي أَعدادُهم لكلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ . ويقال : يا قومُ بَدَادِ بدَادِ مَرّتَيْن كقطَام أَي ليأْخُذْ كلُّ رَجلٍ قِرْنَه . قال الجوهَرِيّ : وإِنمَّمَا بُنِيَ هذا على الكسر لأَنّه اسمٌ لفِعْل الأَمر وهو مَبنيّ . ويقال إِنّما كُسر لاجتماع الساكنَين لأَنّه واقعٌ مَوْقِعَ الأَمرِ, واسْتَبَدَّ فُلانٌ به أَي تَفَرَّدَ به دونَ غَيره . كذا في بعض نُسخ الصحاح وفي أَكثرها انفرَدَ به وقد جاءَ ذلك في حديثِ عليٍّ رضي اللّه عنه . والبَدَادُ كسَحابٍ : المُبارَزةُ . والعرب تقول : لو كانَ البَدَادُ لما أَطَاقُونا أَي لو بارَزْنَاهم رَجُلٌ رَجُلٌ . وفي بعض الأُمّهاتِ رجُلٌ لرجُلٍ . وفي حديث يَومِ حُنين إِنّ سيِّدنَا رسولَ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم أَبَدَّ يدَه - أَي مَدَّهَا إِلى الأَرْض - فأَخَذَ قَبضَةً . والرَّجلُ إِذا رأَى ما يَسْتَنْكِرُه فأَدامَ النظرَ إِليه يقال : أَبَدَّ فُلانٌ نَظَره إِذا مَدَّه وأَبدَدْتُه بَصَرِي . وفي الحديث كان يُبِدُّ ضَبْعَيْه في السُّجُود أَي يَمدُّهما ويُجافِيهما ويُقال للمصلِّي : أَبِدَّ ضَبْعَيْك . وأَبَدَّ العَطَاءَ بَيْنَهم أَي أَعطَى كُلاًّ منهم بُدَّتَه بالضّمّ ويروَى بالكسر كما للزَّمخشريّ أَي نَصيبه على حِدَة ولم يَجْمَعْ بين اثنَين بسكون ذلك في الطَّعَام والمالِ وكلِّ شيْءٍ . قال أَبو ذُؤيب يَصف الكِلابَ والثَّورَ :
فأَبَدَّهنَّ حُتُوفَهنّ فهاربٌ ... بذَمائِه أَو باركٌ مُتجَعْجعُ قيل : إِنه يَصِف صَيّاداً فَرّقَ سِهامَه في حُمرِ الوَحْشِ . وقيل : أَي أَعْطَى هذا حتَّى عَمَّهم . وقال أَبو عُبيد : الإِبداد في الهِبَة : أَن تَعطيَ واحداً واحداً . والقِرَان : أَن تَعطيَ اثنينِ اثنين . وقال رجلٌ من العرب : إِنّ لي صِرْمَةً أُبِدّ منْهَا وأَقرُن . وقال الأَصمَعِيّ : يقالَ أَبِدَّ هذا الجزورَ في الحيِّ فأَعطِ كلَّ إِنسانٍ بِدَّتَه أَي نَصيبه . وقَولُ عُمرَ بن أَبي ربَيعةَ :
" أُمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالمينَاقيل : معناه أَمقسِّم أَنت سُؤالَكَ على النّاسِ واحداً واحداً حَّتى تَعمَّهم . وقيل : معناه : أَمُلزمٌ أَنت سؤَالَك النّاسَ ؟ من قَولك : مالَكَ منه بُدٌّ . والبَدَد محرَّكَةً : الحاجَةُ . وبَدْبَدٌ كفَدْفَد : ع بل هو ماءٌ في طَرَفِ أَبانَ الأَبيضِ الشَّمَاليّ . قال كُثَيِّر :
إِذَا أَصبَحَتْ بالَحِبْس في أَهْلِ قَرْيةٍ ... وأَصْبَحَ أَهلِي بين شَطْبٍ فَبَدْبَدِ وبُدَيْد كزُبَيرٍ : جَدُّ جِلِّزة بكسر الجيم واللام المشدّدة وفي بعض النُّسخ بالحاء بدل الجيم وهو الصواب . وهو ابن مَكروه اليَشْكُرِيّ والد الحارثِ وعَمرٍ والشاعِرَين . ومما يستدرك عليه : كَتِفٌ بَدّاءُ : عَريضةٌ مُتباعدةُ الأَقطارِ . وامرأَةٌ : مُتَبَدِّدةٌ مَهزولةٌ بعضها من بعض . واستبدَّ بأَمِيرِه : غَلَبَ عليه فلا يَسْمَع إِلاّ منه . وفي حديث أُمِّ سَلَمةَ أَنَّ مَسَاكِينَ سَأَلُوها فقالَتْ : يا جارِيَةُ أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةَ تَمْرَةٌ أَي فَرِّقي فيهم وأَعطيهم . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
بَلِّغْ بنِي عَجَبٍ وبَلِّغْ مأْرِباً ... قَولاً يُبِدُّهُم وقَولاً يَجْمعُ فسَّره فقال : يُبِدُّهم : يُفرِّق القَوْلَ فيهم . قال ابن سِيده : ولا أَعرف في الكلام أَبْدَدْتُه : فَرَّقْتُه . وتَبادَّ القَومُ : مَرُّوا اثنين اثنيْنِ يَبُدُّ كُلُّ واحدٍ منهما صاحبَه . وعن ابن الأَعرابيّ : البِدَاد والعِدَاد : المُناهدة . وبَدَّدَ الرَّجلُ إِذا أَخرَجَ نَهْدَه . ويقال : أَضعَفَ فُلانٌ على فُلان بَدَّ الحَصَى أَي زاد عليه عَدَدَ الحَصَى . ومنه قول الكُميت :
مَنْ قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ ... في الجُودِ بَدَّ الحَصَى قيلَتْ له أَجَلُ ويقال : بَدّدَ فُلانٌ تَبديداً إِذا نَعسَ وهو قاعد لا يَرْقد . وفلاةٌ بَدْبَدٌ : لا اَحدَ فيها . وتَبَادُّوا : تَبَارَزُوا . ومن المَجاز : استَبدَّ الأَمرُ بفُلانٍ : غلَبَ عليه فلم يَقدِر أَن يَضبطه