الكِداعُ ككِتَابٍ أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وهُوَ جَدٌّ لمعْشَرِ بنِ مالِكِ بنِ عَوْف بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ حَرِيمِ بنِ جُعْفِيٍّ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ و الّذِي قالَهُ اللَّيثُ : إنّ الكِدَاعَ لَقَبٌ لمَعْشَر المَذْكُورِ لا أنَّه جَدٌ له و الّذِي قُتِلَ مع الحُسَيْنِ بن عليٍّ رضي الله عنهما بالطَّفِّ منْ كَرْبلاءَ إنَّمَا هُوَ مِنْ وَلَدِه وهو بَدْرُ بنُ المَعْقلِ بن جَعْونَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حُطَيْطِ بن عُتْبَةَ ابنِ الكِدَاعِ كما في العُبابِ وقد وَهِمَ المُصَنِّف وهَمَاً فاحِشاً عَفَا اللهُ عنه وهو القائِلُ يَوْمَ الطَّفِّ :
" أنا ابنُ جُفْفٍ وأبي الكِدَاعُ
" وفي يَمِيني مُرْهَفٌ قَرّاعُ وزادَ ابنُ الكَلْبِيِّ في جَمْهَرَةِ نَسَبِ جُعْفِيٍّ :
" ومارِنٌ ثَعْلَبُهُ لَمّاعُ وكَدَعَهُ كمَنَعَهُ كَدْعاً : دَفَعَهُ دَفْعاً شَديداً
ومنه : الكُدْعَةُ بالضَّمِّ وهُوَ الذَّلِيلُ المُدَفَّعُ
الدَّعُّ : الدَّفْعُ العَنِيفُ . دَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعّاً أَي دَفَعَهُ . ومنه قَوْلُه تَعَالَى : " فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ " كما في الصّحاح أَي يَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهَاراً : زادَ الزَّمَخْشَرِيّ بجَفْوَةٍ وكَذلِكَ قَوْلُهُ تعالَى : " يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نارِ جَهَنَّم دَعّاً " قَالَ أَبو عُبَيْدٍ : أَيْ يُدْفَعُونَ دَفْعاً عَنِيفاً . وفي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ : إِنَّهُمْ كانُوا لا يُدَعُّونَ عَنْهُ أَيْ لا يُطْرَدُونَ ولا يُدْفَعُون وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
أَلَمْ أَكْفِ أَهْلَك فِقْدانَه ... إِذا القَوْمُ في المَحْلِ دَعُّوا اليَتِمَا وقالَ أَبُو مَنْجوفٍ : الدُّعَاعُ . كغُرَابٍ : النَّخْلُ المُتّفَرِّقُ وبه فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ :
أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ ... فإِذَا ما جُزَّ نَصْطَرِمُهْ
وعَذَارِيكم مُقَلّصَةٌ ... في دُعاعِ النَّخْلِ تَجْتَرِمُهْ وهكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ أَيْضاً وفَسَّرَهُ بمُتَفَرِّق النَّخْلِ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . ورَوَاه المُؤَرِّجُ أَيْضاً هكَذَا وفُسَّرَ الدُّعَاعَ بما بَيْن النَّخْلَتَيْنِ . وقال أَبُو عُبَيدة : ما بَيْنَ النَّخْلَة إِلى النَّخْلة : دُعَاعٌ . قال الأَزْهَرِيّ : ورَوَاهُ بَعْضُهُمْ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ وسَيَأْتِي . والدُّعاعُ : نَمْلٌ سُودٌ بجَنَاحَيْن عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقال غَيْرُه : تُشَاكِلُ الحَبَّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ دُعَاعٌ الوَاحِدَةُ بهَاءٍ . والدُّعَاعُ : حَبُّ شَجَرَةٍ بَرِّيَة مِثْل الفَثِّ قالَ اللَّيْثُ : أَسْوَدُ كالشِّينِيزِ يَأْكُلُه فُقَراءُ البَادِيَةِ إِذا أَجْدَبُوا . وقَوْلُه يُخْتَبَزُ مِنْهُ مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الأَزْهَرِيّ . قَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرٍ في قَصيدَةٍ :
أُجُدٌ كالأَتان لَمْ ترتَعِ الْفَثَّ ... ولم يُنْتَقَلْ عليهَا الدُّعَاعُ قال : هما حَبَّتان برِّيَّتان إِذا جاع البدوي في القحط دقَّهما وعجَنَهما واخْتَبَزهما وأَكلَهُمَا . والأَتَانُ ها هنا : صَخْرَةُ الماءِ . وقال غيره : الدُّعَاعَةُ : عُشْبَةٌ تُطْحَن وتُخْبز وهيَ ذاتُ قُضُبٍ وَوَرَقٍ متَسَطِّحة النِّبْتَة ومنبتُهَا الصحارَى والسَّهْلُ وجنَاتُها حبةٌ سَوْدَاءُ والجَمْع دُعاعٌ
وقال أَبو حَنيفةَ : الدُّعَاعُ : بَقْلَةٌ يخرج فيها حَب يَتَسَطَّحُ على الأَرْض تسطُّحاً لا يَذْهَب صُعُداً فإِذا يَبسَتْ جَمَعَ الناسُ يَابِسَها ثُمَّ دَقُّوهُ ثُمَّ ذَرُّوهُ ثمّ اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ حَبّاً أَسْوَدَ يَمْلَؤُونَ مِنْهُ الغَرَائِرَ . والدَّعَّاع كشَدَّادٍ : جامِعُه كما يُقَالُ : رَجُلٌ فَثَّاثٌ لِمَنْ يَجْمَعُ الفَثَّ
والدَّعَاعُ كسَحَابٍ : عِيَالُ الرَّجُلِ الصِّغارُ عن شَمِر وأَنْشَدَ للطِّرِمّاح :
لم تُعَالِجْ دَمْحَقاً بَائِتاً ... شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعَاعْ قال الأَزْهَرِيّ : الدَّمْحَقُ : اللَّبَنُ البائت والطَّخْف : اللَّبَنُ الحامِضُ . واللَّدْمُ : اللَّعْق
ودُعْ دُعْ بالضَّمِّ : أَمْرٌ بالنَّعِيقِ بالغَنَمِ يُقَالُ ذلِكَ للرّاعِي عن ابنِ الأَعْرَابِيّ يُقَالُ : دَعْدَعَ بِهَا دَعْدَعَةً . ودَاعِ دَاعِ مَبْنِيّاً عَلَى الكَسْرِ : زَجْرٌ لَهَا وقِيلَ : لصِغَارِهَا خاصَّةً أَو دُعَاءٌ لَهَا وقَدْ دَعْدَعَ بِهَا قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وإِنْ شِئْتَ قُلْتَ : دَاعٍ دَاعٍ بالتَّنْوِينِ زادَ غَيْرُه : وإِنْ شِئْت بَنَيْتَ الآخِرَ بالسُّكُونِ . وقالَ أَبو عَمْروٍ : الدَّعْدَاعُ والدَّحْدَاحُ : القَصِيرُ من الرِّجَالِ وقالَ ابنُ فَارسٍ : إِنْ صَحَّ فهو من بابِ الإِبْدَالِ والأَصْلُ دَحْدَاحٌ . والدَّعْدَاعُ : عَدْوٌ في بُطْءٍ والْتِوَاءٍ وقَدْ دَعْدَعَ الرَّجُلُ دَعْدَعَةً وَدَعْدَاعاً : عَدَا عَدْواً فيه بُطْءٌ والْتِوَاءٌ وسَعْىٌ دَعْدَاعٌ مِثْلُه . وقِيلَ : الدَّعْدَعَةُ : قِصْرُ الخَطْوِ في المَشْي مع عَجَلٍ . قالَ الشاعِرُ :
أَسْعَى عَلَى كُلِّ قَوْمٍ كان سَعْيُهُم ... وَسْطَ العَشِيرَةِ سَعْياً غَيْرَ دَعْدَاعِ أَي غَيْرَ البَطِيءِ قَالَه اللَّيْثُ : وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ :
" شُمُّ العَرَانِينِ مُسْتَرْخٍ حَمَائِلُهُمْيَسْعَوْنَ لِلْجِدِّ سَعْياً غَيْرَ دَعْداعِ والدَّعَادِعُ : نَبْتٌ يَكُونُ فيه ماءٌ في الصَّيْفِ تَأْكُلُه البَقَرُ . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ في صِفَةِ جَمَلٍ :
" رَعَى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍومِنْ بَطْنِ سَقْمَانِ الدَّعادِعِ سِدْيَمَاً أَشْمُسُ : مَوْضِع وسِدْيَم : فَحْلٌ . قال الأَزْهَرِيُّ : ويَجُوزُ : من بَطْنِ سَقْمَانَ الدَّعادِعَ وهذِه الكَلِمَةُ هكَذا في نُسَخِ التَّهْذِيب . وَوَجدَ في بَعْض نُسَخٍ منه :
" ومِنْ بَطْنِ سَقِمانَ الدُّعَاعَ المُدَيَّمَا ومِثْلهُ في أَمَالِي ابْنِ بَرِّيّ ونُسِبَ هذا البَيْتُ إِلى حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ وقَالَ : وَاحِدَتُه دُعَاعَة وهو نَبْتٌ مَعْرُوفٌ . وقالَ أَبُو عَمْروٍ : الدَّعْدَعُ كجَعْفَرٍ من الأََرْضِ : الجَرْدَاءُ الَّتِي لا نَبَاتَ بِهَا
ودَعْ ودَعْدَعْ مَبْنِيَّينِ على السُّكُونِ : كَلِمّةٌ كانَتْ تُقَالُ للعَاثِرِ في الجاهِلِيَّةِ يُدْعَى بِهَا لَهُ في مَعْنَى : قُمْ فانْتَعَشْ واسْلَمْ كمَا يُقَالُ لَهُ : لَعاً كما في الصّحاح وأَنشد :
" لَحَى اللهُ قَوْماً لَمْ يَقُولُوا لعَاثِرٍولا لابْنِ عَمٍّ نالَهُ الدَّهْرُ : دَعْدَعَاً قال الأَزْهَرِيّ : أَرَاهُ جَعَلَ لَعاً ودَعْدَعاً : دُعَاءً لَهُ بالانْتِعَاشِ وجَعَلَهُ في البَيْتِ اسْماً كالكَلِمَة وأَعْربَه . ودَعْدَعَ بالعَاثِر : قالَهَا لَهُ وهي الدَّعْدَعَةُ . وقال أبو سَعِيدٍ : مَعناهُ : دَعِ العِثَارَ ومنه قَولُ رُؤْبة :
وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا : دَعْدَعَاً ... لَهُ وعَالَيْنَا بِتَنْعِيشٍ : لَعَاً قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : مَعْنَاهُ إِذا وَقَع مِنّا واقِعٌ نَعَشْناه ولَمْ نَدَعْهُ أَنْ يَهْلِكَ
وقالَ غَيْرُه : دَعْدَعاً مَعْنَاهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ : رَفَعَكَ اللهُ وهو مِثْلُ لَعاً كدَعْدَعاً ودَعاً مُنَوَّنَتَيْن أَوْ لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلاّ كَذلِكَ . وقالَ الكِلابيّ : التَّدَعْدُعُ : مِشْيَةُ الشَّيْخِ الكَبِيرِ الَّذِي لا يَسْتِقِيمُ في مَشْيِهِ
ودَعْدَعَ دَعْدَعَةً : عَدَا في بُطْءٍ والْتِوَاءٍ وكَذلِكَ دَعْدَعَ دَعْدَاعاً وقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً
ودَعْدَعَ الجَفْنَةَ : مَلأَهَا مِن الثرِيد واللَّحْمِ . وكَذا دَعْدَعَ الشَّيْءَ إِذا مَلأَهُ والسَّيْلُ الوَادِيَ كذلِكَ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلَبِيدٍ يَصِفُ ماءَيْنِ الْتَقِيَا مِنَ السَّيْلِ :
فدَعْدَعَا سُرَّةَ الرَّكاءِ كَما ... دَعْدَعَ ساقِي الأَعَاجِمِ الغَرَبَا وصدره :لاقَى البَدِيُّ الكِلابَ فاعْتَلَجَا ... مَوْج أَتِيَّيْهِمَا لِمَنْ غَلَبَا والرِّكاءُ بالفَتْحِ : وادٍ مَعْرُوفٌ . وفي بَعْضٍ نُسَخِ الجَمْهَرَة : سُرَّةُ الرِّكَاءِ بالكَسْرِ . وقالَ لَبِيد أَيضاً :
" المُطْعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَه
" والضّارِبُوَ الهامَ تَحْتَ الخَيْضَعَهْ وقالَ أبو زَيْدٍ : دَعْدَعَ بالمَعزِ خاصَّةً إِذا دَعَاها كما في الصّحاح . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَدَعَّ الرَّجُلُ إِذا كَثُرَ عِيَالُه . ودَعْدَعَ الشَّيْءَ إِذا حَرَّكهُ حَتَّى اكْتَنَزَ - كالمِكْيَالِ والجُوَالِقِ - لِيَسَع الشَّيْءَ وهو الدَّعْدَعَةُ ودَعْدَعَت الشّاهُ الإِناءَ : مَلأَتْهُ وكَذلِك النَّاقَةُ . ودَعْ دَعْ بالفَتْحِ : لُغَةٌ في دُع دُعْ بالضَّمِّ ومنه قَوْلُ الفَرَزْدَقِ :
" دَعْ دَعْ بأَعْنُقِكَ التَّوائِمِ إِنَّنِيفي باذِخٍ يا ابْنَ المَرَاغَةِ عالِي وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : قالَ أَعْرَابِيُّ : كم تَدُعُّ لَيْلَتُكم هذِهِ من الشَّهْر ؟ أَيْ كَمْ تُبْقِى سِوَاهَا قالَ : وأَنْشَدَنَا :
" ولَسْنَا لأَضْيافِنَا بالدُّعُعْ وامْرَأَةٌ مُدَعْدَعَةُ الخَلْخَالِ : مَمْلُوءَةُ السَّاقِ