كَشَدَه يَكْشِدُه كَشْداً أَهمله الجوهريّ وقال ابنُ دُريد أَي : قَطَعَه بأَسْنَانِهِ قطْعاً كقَطْعِ الحَزَرِ والقِثَّاءِ ونحوِهما . كَشَدَ الناقَةَ : حَلَبَها بِثلاثِ أَصابِعَ قاله الليثُ وقال ابنُ شُمَيل : الكَشْدُ والفَطْرُ والمَصْرُ سواءٌ وهو الحَلْبُ بالسّبَّابة والإِبهام . والكَشْدُ بفتح فسكون : حَبٌّ يُؤْكَلُ عن ابن دُريد . والكَشُودُ كصَبور : ناقَةٌ تُكْشَدُ أَي تُحْلَب كَشْداً فَتَدِرُّ اللَّبَنَ . الكَشُودُ أَيضاً : الضَّيِّقَةُ الإِحْلِيلِ من النُّوق القَصِيرَةُ الخِلْفِ قاله ابنُ شُمَيل . وعن ابنِ الأَعرابيِّ : الكُشُدُ بضمتين : الكَثِيرُو الكَسْبِ والكادُّونَ علَى عِيَالِهم وقد سقطت الواو من بعض النُّسخ الوَاصِلُونَ أَرْحَامَهم الواحِدُ كاشِدٌ وكَشُودٌ وكَشَدٌ الأّخير مُحَرَّكَة . وأَكْشَدَ : أَخْلَصَ الكِشْدَةَ وهي الكِشْطَة أَي الزُّبْدَة . ومما يستدرك عليه : الكُشْدَانِيُّونَ بالضّم : طائفةٌ من عَبدَة الكَواكبِ استدركه شيخُنا رحمه الله تعالى . وكُوشِيد بالضّم وكسر الشين : جَدُّ قاسم بن مَنْده الأَصبهانيّ المُحَدّث
الشِّدَّةُ بالكسر اسم من الاشْتِدادِ وهي الصَّلابةُ تكون في الجَواهِرِ والأَعراضِ والجمْع : شِدَدٌ عن سيبويه قال : جاءَ على الأَصل لأَنه لم يُشْبِه الفعل وقد شَدّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشتَدَّ وكلُّ ما أُحْكِمَ فقد شُدَّ وشُدِّدَ وشَدَّدَ هو وتَشادَّ وشيءٌ شَديدٌ : بينُ الشِّدَّةِ وشْيءٌ شديدٌ : مُشْتَدٌّ قويٌّ
وف ي الحدجيث : لا تَبِيعُوا الحَبَّ حتَّى يَشْتَدَّ أَي يَقْوَى . والشَّدَّة بالفتح الحَمْلةُ الواحدة والشَّدُّ : الحَمْلُ . وشَدَّ على القَوْم في الحَرْبِ يَشُدُّ ويَشِدُّ شَدّاً وشُدُوداً : حَمَلَ . وفي الحديث : أَلا تَشِدُّ فَنَشِدَّ مَعَكَ يقال شَدَّ في الحَرب يَشِدُّ بالكسر ومنه الحديث : ثمَّ شَدَّ عليه فكان كأَمْسِ الذَّاهِب . أَي حَمَلَ عليه فقَتَله . وشَدَّ فُلانٌ على العَدُوِّ شَدَّةً واحدة وشَدَّ شَدَّاتٍ كثيرةً وشَدَّ الذِّئبُ على الغَنَمِ شَدّاً وشُدُوداً كذلك
ورُئِي فارِسٌ يَومَ الكُلاب من بنِي الحارِث يَشدُّ على القَوم فيرُدُّهم ويقول : أَنا أَبو شَدَّاد . فإِذا كَرُّوا عليه رَدَّهم وقال : أَنا أَبو رَدَّاد . والشَّدُّ بالفتح : الحُضْر والعَدْوُ والفِعْل اشْتَدَّ أَي عَدَا قال ابنُ رُمَيض العَنْبَرِيّ :
" هذا أَوَانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ وزِيَمُ : اسمُ فَرَسِه . وفي حديث القِيامة : كحُضْرِ الفَرَسِ ثم كَشَدِّ الرَّجلِ الشَّدِيد العَدْوِ ومنه حديث السَّعْيِ : لا يَقْطَعُ الوادِيَ إِلاَّ شَدّاً أَي عَدْواً وفي حديث أُحُدٍ : حتّى رأيتُ النّساءَ يَشْتَدِدْنَ في الجَبلِ أَي يَعْدُون . وشَدَّ في العَدْوِ شَدَّاً واشْتَدَّ : أسرع وعَدَا وقال عَمْرٌو ذو الكَلْب :
" فَقُمْتُ لا يَشْتَدُّ شَدِّي ذو قَدَمْ جاءَ بالمصْدر على غير الفِعل ومثله كثير . والشَّدُّ في النّارِ : ارتفاعُها هكذا في النُّسخ التي بأَيدينا وهو غلطٌ والصواب على ما في الأُمَّهات : والشَّدُّ في النَّهار : ارْتفاعُه . وشَدَّ النهارُ : ارتفَعَ وكذلك شَدَّ الضُّحَى يقال جِئْتُك شدَّ النَّهَارِ وفي شَدِّ النَّهَأر وشَدَّ الضُّحَى وفي شدِّ الضُّحى . ويقال لَقِيتُه شَدَّ النَّهَارِ وهو حين يَرتفع وكذلك امْتَدَّ وأَتانا مَدَّ النَّهَأرِ أَي قبْلَ الزَّوالِ حين مَضَى من النَّهَار خَمسةٌ . وفي حديث عِتْبَان بنِ مالكٍ : فغَدَا عليَّ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم بعْدَما اشْتَدَّ النَّهَارُ أَي علا وارتفعتْ شَمسُه ومنه قول كعب :
شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ ... قامَتْ فَجاوبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ أَي وَقْتَ ارتِفاعِهِ وعُلُوِّه . والشَّدُّ : التَّقْوِيَةُ تقول : شَدَّ اللهُ مُلْكَه وشدَّدَه أَي قَوَّاه . وقوله تعالى " وشَدَدْنَا مُلْكَهُ " أَي قَوَّيناه وشَدَّ على يَدِه : قَوَّاه وأَعانه قال :
فإِنّس بحمدِ الله لا سَمَّ حَيَّةٍ ... سَقَتْنِي ولا شَدَّتْ على كَفِّ ذابِحِ وشَدَّ عَضُدَه : قَوَّاه واشتَدَّ الشّيءُ من الشِّدَّة . والشَّدُّ : الإيثاقُ وشَدَّهُ : أَوْثَقَه . ويَشُدُّه وَيشِدُّه أَيضاً وهو من النوادر قال الفرّاءُ : ما كان من المضاعف على فعَلْت غيرَ واقعٍ فإن يَفْعِل منهُ مكسورُ العَيْنِ مثل : عفّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وما أَشبَهَه . وما كان واقِعاً مثل : مَدَدْت فإِن يَفْعُل منه مضمومٌ إلا ثلاثةَ أَحْرُفٍ . شَدَّه يَشُدُّه ويَشدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه من العَلَلِ ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه . فإن جاءَ مثْلُ هذا ممّا لم نَسمعْه فهو قليلٌ وأَصلُه الضّمّ . قال : وقد جاءَ حرفٌ واحِد بالكسر من غير أَن يَشرَكه الضمّ وهو حَبَّة يَحِبُّه . وقال غيره : شَدَّ فُلانٌ في حُضْرِه . وقد حقَّقْنا ذلك في مؤلفاتنا التصريفيّة . قال الله تعالى : " فَشُدُّوا الوَثَاقَ " وقال تعالى : " اشْدُدْ بِهِ أَزرِي " واشْتَدَّ الرَّجلُ عَدَا كشَدَّ . وقد تقدم . والمُشادَّةُ في الشيء : التَّشَدُّدُ فيه والمغالبة ومنه الحديث : لن يُشَادَّ الدَّينَ أَحدٌ إلا غَلَبَهُ أَراد غَلَبهَ الدِّينُ أَي من يقاوِمُه ويُقاوِيه ويُكَلِّف نفْسَه من العِبَادة فوق طاقته . وشادَّه مُشادَّة وشِدَاداً : غالَبه وهو مِثل الحديث الآخرِ : إنَّ هذا الدِّينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ في بِرِفْقٍ . والمُتَشَدِّدُ : البَخِيلُ كالشَّدِيدِ قال طَرفَةُ :
أَرَى المَوْتَ يَعتامُ الكِرَامَ ويَصْطَي ... عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشٍ المُتَشَدِّدِوالأَشُدٌّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعرِفةَ قال الله تعالى : " حتَّى إذا بَلغَ أَشُدَّهُ " وقال الأَزهري : الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى على ثلاثة معانٍ يقرب اختلافُها : فأما قوله في قصة يوسفَ عليه السلام : " ولمَّا بَلغَ أَشُدَّهُ " فمعناه الإِدراكُ والبُلوُغُ وحينئذٍ راودَته امرأَةُ العزيز عن نفسه . وكذلك قوله تعالى : " ولا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِمِ إِلاَّ بالتَّي هي أَحْسَنُ حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ " بفتح فضم ويضم أَوَّلهُ وهي قليلةٌ حكاها السيرافيُّ . قال الزَّجَّاج . معناه احفَظُوا عليه مالَهُ حتّى يَبلُغ أَشُدَّه فإذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إليه مالَه . قال وبُلوغُه أَشُدَّه أَن يؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أن يكون بالغاً . قال : وقال بعضهم " حَتَّى يَبْلُغ أَشُدَّهُ " حتى يبلغ ثماني عشرة سنةً قال أبو إسحاق : لستُ أعرف ما وجه ذلك لأنه إن أَدرَكَ قبل ثمانِ عشَرةَ سنةً وقد أُونِس منه الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْعَ مالهِ إليه وَجَبَ له ذلك . قال الأَزهريُّ : وهذا صحيح وهو قول الشافِعِيّ وقولُ أَكثرِ أَهلي العلم . وفي الصحاح " حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّه " أي قوتهُ وهو ما بين ثماني عشرةَ إلى ثَلاثين سنةً وقال الزَّجّاج : هو من نحو سَبْعَ عشرةَ إلى الأَربعين وقال مرَّةً : هو ما بين الثلاثين والأربعين وهو مُذكَّر ومؤنث وفي التهذيب : وأَما قوله تعالى في قصة موسى عليه اسلام : " ولما بَلَغَ أَشُدَّهُ واسْتَوَى " فإِنه قَرَنَ بُلُوغَ الأَشُدِّ بالاستواءِ وهو أَن يَجتمع أَمرُه وقُوَّتُه ويكتَهِل وَيَنْتَهِيَ شَبَابُه وأما قوله تعالى في سورة الأَحقاف . " حتى إِذا بلغَ أَشُدَّه وبلَغ أَربَعينَ سَنَةً " فهو أَقصَى نهاية بُلوغِ الأَشُدِّ وعند تمامها بُعِث محمدٌ صلى الله عليه وسلم نَبيّاً . وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمَام عَقْلِه وفبُلوغُ الأَشُدِّ محصورُ الأول محصورُ النِّهَايَةِ غيرُ محصَورِ ما بين ذلك . قال الجوهَرِيُّ : وهو واحدٌ جاءَ على بِناءِ الجَمْعِ كآنُكٍ وهو الأُسْرُبُّ ولا نَظِير لهُما . قال شيخُنا : ولعل مرادَه : من الأَسماءِ المُطلقة التي استعملتها العربُ فلا يُنافي وُرُودَ أَعلامٍ على بلادِ ككَابُل وآمُل وما يُبْديه الاستقراءُ أَو جَمْعٌ لا واحدَ به من لَفْظِهِ مثل أَبابيلَ وعبابِيدَ ومذاكير ذهبَ إليه أحمدُ بن يحيى فيما رواه عن أبي عُثمانَ المازنيِّ . كذا في المحكم . وقال السّيرافي أيضاً . أَو واحِدُهُ شِدَّةٌ بالكسر كنِعْمة وأَنْعُمٍ نقله الجوهريُّ عن سيبويه وهو حَسنٌ في المعنَى يقال بلغَ الغلامُ شِدَّتَه . وقال أَبو الهَيْثَم : واحِدة الأنْعُم نِعْمَة وواحدة الأَشُدّ شِدَّة . مع أن وفي نصّ عبارة سيبويْه : ولكنَّ فِعْلَة بالكسر لا يتُجمَع على أَفْعُل أَو واحده شَدٌّ ككَلْبٍ وأَكْلُبٍ وقال السّيرافيّ : القِيَاس : شَدٌّ وأَشُدٌّ كما يقال : قَدٌّ وأَقُدٌّ أَو واحده : شِدٌّ كذِئبٍ وأَذْؤُبٍ قال أبو الهَيثم : وكأَنَّ الهاءَ في النِّعمة والشِّدة لم تكن في الحرف إذ كانت زائدةً وكأَنَّ الأَصل : نِعْم وشِدّ فجُمعا على أَفعُل كما قالُوا رجل وأَرجُل وضِرْس وأَضْرُس . وقال أبو عُبَيْد : واحدها شَدٌّ في القِياس . ولم أَسمَع لها بواحدة
وقال ابن جِنّي : جاءَ على حذف التّاءِ كما كان ذلك في نِعْمَة وأَنعُمٍ ونقل ابن جِنّي عن أَبي عبيد : هو جمع أَشَدٍّ على حذف الزيادة قال وقال أبو عبيدة : رُبما استُكرِهُوا على حذْفِ هذه الزيادةِ في الواحد وأَنشد بيت عَنْتَرَةَ :
عَهْدِي به شَدَّ النَّهَارِ كأَنَّمَا ... خُضِبَ اللَّبَأنُ ورأْسُه بالعِظْمِأَي أَشَدَّ النَّهارِ يعني أَعلاه وأَمْتَعَه وما هُمَا أَي شَدَّاً وشِدّاً بمسموعَيْنِ عن العرب بل قياسٌ كما يقولون في واحد الأَبابيل : إِبَّوْل قياساً على عِجَّوْل وليس هو شيئاً سُمِع من العرب كما سَبقَت الإِشارة إليه . قال الفرَّاءُ : الأَشُدُّ واحدُهَا شَدٌّ في القِياس قال : ولم أَسمع لها بواحد . ومثله عن أَبي عُبيد . والشِّدَّةُ : النَّجْدةُ وثَبَاتُ القَلْب والشَّدِيدةُ : الشُّجاعُ والقَوِيُّ من الرجال والجمع : أشِدَّاءُ وشِدَادٌ وشُدُدٌ عن سيبويه قال جاءَ على الأصل لأَنه لم يُشْبه الفعل وقد شَدَّ يَشِدُّ بالسر لا غير . والشَّدِيد البَخِيلُ وفي التنزيل العزيز : " وإِنَّه لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ " قال أبو إسحاق : إنه من أجل حب المالِ لَبَخِيلٌ . وقال أَبو ذُؤَيب
حَدَرْناهُ بالأَثْوَأبِ في قَعْرِ هُوَّةٍ ... شَدِيدٍ على ما ضُمَّ في اللَّحْدِ جُولُهَا أَراد : شَحِيحٍ على ذلك
والشَّدِيدُ : الأَسَدُ لِقُوته وجلادته . والشَّديد : اسم مَوْلى لأبي بكر رضي الله عنه مذكور في حديث إسماعيل بن أَبي خالدٍ عن قَيْس بن أَبي حازِمٍ . والشَّدِيدُ بن قَيْسٍ المُحَدِّثُ الِبِرْتيّ روى عنه يَزٍدُ بن أبي حَبيب وكان شريفاً بمصر وَلِيَ بحْرَ مِصر . وشُدَيْد كزُبَيْرٍ : شاعر وهو شُدَيْد بن شَدَّاد بن عامِر بن لَقِيطٍ العامِريّ في زمن بني أُمَيّة . وشَدَّاد كَكَتَّانٍ : اسمُ جَماعَةٍ . والحُرُوفُ الشَّدِيدَةُ ثمانِيةٌ وهي الهمزة والجيم والدال والتاءُ والطاءُ والباءُ والقاف والكاف . قال ابن جِنِّي : ويجمعها في اللفظ قَوْلُك : أَجَدْتَ طَبَقَكَ وقولهم : أَجِدُكَ طَبَقْتَ أَو أَجِدُك قَطَّبْتَ . والحروف التي بين الشّديدة والرخوة ثمانية يجمعها في اللفظ قولك : " لم يُرَوّعْنَا " وإن شئت : قلت " لم يَرعَوْنا " . ومعنى الشديد أنه الحرف الذي يمنعُ الصوت أَن يَجْريَ فيه أَلاَ تَرَى أَنَّكَ لو قلت الحق والشَّطّ ثم رُمْت مَدَّ صَوْتِكَ في القاف والطاءِ لكان ممتنِعاً . وأَشَدَّ الرَّجلُ إِشْداداً إذا كانَت معه دَابَّةٌ شَدِيدَةٌ وفي الحديث : " يَرُدُّ مُشِدُّهم على مُضْعِفِهِمْ . المُشِدُّ : الذِي دَوَابُّه قَوِيَّةٌ والمُضْعِفُ : الذي دَوَابُّه ضعيفةٌ يريد أَن القويَّ من الغُزَاة يُسَاهِمُ الضَّعيفَ فيما يَكْسِبهُ من الغَنيمة . ويقال : أَشَدُّ لقد كان كذا وأَشدُ مُخَفَّفةً أَي أَشْهَدُ وهو غَريب نقَلَه الصاغانيُّ . وأَشَدُّ على صيغِة أَفْعَل التفضيل : أَخو يوسفَ الصِّدِّيقِ عليه السّلامُ . أَورده تلميذه الحافظ في التبصير . وذَكَرَ الجَّوانيُّ في المقدّمة الفاضِليَّةِ إِخوةَ سيِّدِنا يوسفَ الأَحدَ عَشَرَ الأَسباطَ هكذا : كاد وبِنْيامِين ويَهوذا ونفتالى وزبولون وشمعون وروبين ويساخا ولاوى ودان وياشير . فلم يذكر فيهم أَشَدَّ
وأَبو الأَشَدِّ : من الأَبطالِ وآخَرُ مُحَدِّثٌ أَو هو بالسٍّن هكذا في النُّسخ . وفي بعضها : وسِنَانُ بن خال الأَشَدّ من الأَبطال . وأَبو الأَشدّ السلّميّ : مُحَدِّث أَو هو بالسين وهذا هو الصواب فإن الفارسَ البطلَ هو سِنان بن خالدٍ يُعْرَف بالأَشدِّ لا بأَبي الأَشدِّ والمحدّثُ هو أَبو الأَشدّ يقال بالشين وبالسين وعلى رواية المهملة فبسكونها وهو الذي وقع في المسند وعلى رواية المعجمة وهو الراجح فبتشديد الدال وهو شيخٌ لعُثْمَان بن زُفَرَ فتأَمل
ومما يستدرك عليه :عن ابن الأعرابيّ : يقال : حلَبْتَ بالسّاعِدِ الأَشَدِّ أي استَعَنْتَ بمن يَقُوم بأَمرِكَ ويُعْنَى بحاجَتِكَ . وقال أَبو عُبَيْد : يقال حَلَبْتُها بالساعِد الأَشدِّ أَي حين لم أَقْدِر على الرِّفق أَخذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّة . ومن أَمثالهم في الرجل يُحْرِز بعضَ حاجته ويَعْجِزُ عن تمامها : بَقِيَ أَشَدُّه قال طالب : يقال إنه كان فيما يُحْكَى عن البهائِمِ أَنَّ هِرّاً كان قد أَفنَى الجُرْذانَ فاجتمعَ بَقِيَّتُهَا وقُلْنَ تَعَالَيْن نحتالُ بحيلة لهذا الهِرِّ فأَجمع رأْيُهُن على تَعْليق جُلْجُل في رقبته فإِذا رآهُن سَمِعْنَ صوتَ الجُلْجُلِ فهرَبْن منه فجِئن بجُلجُلٍ وشَدَدْنه في خَيْطٍ ثم قُلْن : مَن يُعَلِّقه في عُنُقِه ؟ فقال بعضُهن : بَقِيَ أَشَدُّه . وقد قيل في ذلك :
" ألاَ امْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ ويقال للرَّجل إذا كُلِّف عَمَلاَ : ما أَمْلِك شَدّاً ولا إِرْخَاءُ أَي لا أَقْدِرُ على شيءِ وقال أبو زيد : أَصابَتْنِي شُدَّى على فُعْلَى أَي شِدَّةٌ . ومِسْكُ شَدِيدُ الرائِحَةِ : قَوِيُّها ذَكِيُّهَا . ورجل شَدِيدُ العَيْنِ : لا يغْلِبه النَّوْم وقد يُستعار ذلك في الناقَة قال الشاعر :
باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ ... شَدِيدةِ جَفْنِ العَيْن ذاتِ ضَرائِرِ وقوله تعالى " واشْدُدْ على قُلُوبِهِمْ " أي اطْبَع على قلوبهم
والشِّدَّةُ : المَجَاعَةُ . والشَّدَائِدُ الهَزاهِزُ . والشِّدَّة : صُعوبَةُ الزَّمنِ وقد اشْتَدَّ عليهم . والشِّدَّة والشَّدِيدَة : من مكارِهِ الدَّهْر وجمعها شدائِدُ فإذا كان جمْع شديدة فهو على القياس وإذا كان جمع شِدَّة فهو نادر
وشِدَّةُ العَيْش : شَظَفُه
وفي المثل : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز وذلك أَن رَجلاً خَرجَ يَرْكُضُ فَرَساً له فَرَمَت بِسَخْلَتِها فَألَقاها في كُرْزٍ بين يَدَيْهِ وهو الجُوَالِق فقال له إنسان : لِمَ تَحْمِلُه ؟ ما تَصنَع به ؟ فقال : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ يقول هو سَرِيعُ الشَّدِّ كَأُمِّه يضرب للجل يُحْتقَر عندك وله خَبَرٌ قد علِمْتَه أَنت . قال سيبويه : وقالوا : شَدَّ ما أَنكَّ ذاهِبٌ كقولِك : حقّاً أَنَّك ذاهِبٌ قال . وإن شِئت جَعلْت شَدَّ بمنزلةِ نِعْمَ كما تقول نِعْمَ العَمَلُ أَنَّك تَقولُ الحَقَّ . وقال أَبو زيد : خِفْت شُدَّى فُلانٍ أَي شِدَّتَه وأَنشد
فإِنّي لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى ... ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ والأَشَدُّ : لَقَبُ عَمرو بن أُهْبَان بن دِثَأر بن فَقْعَيس الأَسديّ جاهليّ . وفي حديث قِيام شهرِ رمضان : " أَحيا اللَّيْلَ وشَدَّ الْمِئزَرَ " وهو كِنايةٌ عن اجتنابِ النِّساء أَو عن الجِدّ والاجتهاد في العَمَل أَو عنهما معاً . وتَشدَّدت القَيْنَة إذا جَهَدَتْ نَفْسَها عنْد رفْعِ الصَّوْتِ بالغِنَاءِ ومنه قول طرفة :
إذا نحنُ قُلْنَا أَسْمِعِينا انْبَرتْ لَنا ... على رِسْلِهَأ مَطْروقَةً لم تَشَدَّدِ وبنو شَدَّادِ وبنو الأَشدِّ : بَطْنانِ . والأَشِدَّاءُ : بَطْنٌ من آلِ عليّ بن أبي طالبٍ