الكُنْدُشُ بالضَّمِّ كَتَبَهُ بالحُمْرَة عَلَى أَنّه ممّا اسْتَدْرَكَ بِهِ على الجَوْهَرِيّ ولَيْسَ كَذلِكَ بَلْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في تركيبِ ك د ش عَلَى أَنَّ النونَ زَائدَةٌ فَلْيُتَنَبَّهْ لذلِك وكَأَنَّهُ بِهِ عِنْدَهُ لَمْ يأْتِ بِهِ هُنَا فكأَنّه أَهْمَلَه وقَدْ يَخْتَارُ ذلكَ كثِيراً في كِتَابه قالَ الجَوْهَرِيُّ : الكُنْدُشُ : هُوَ العَقْعَقُ ونَقَلَ ابنُ بَرِّيّ عن ابنِ خالَوَيْه : أَنّه لصُّ الطَّيْرِ كَمَا أَنّ الرِّئْبالَ لِصُّ الأُسُودِ والطِّمْلُ : لِصُّ الذِّئَابِ والزَّبَابَةُ : لِصُّ الفِيرَانِ قالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَخْبَرني ابنُ المُفَضَّلِ : يُقَال : هُوَ أَخْبَثُ منْ كُنْدُش وأَنْشَدَ لأَبي الغَطْمَّش الأَسَدِيّ هكذا في الحَمَاسَة وصَحَّحَ ابنُ جِنِّي هُوَ لابِنِ المُغَطِّشِ الحَنَفِيّ وضَبَطَه يَصِفُ امرْأَةً كَذَا في نُسَخِ الصّحاحِ وفي بَعْضِهَا يَذّمُّ امْرَأَةً :
مُنِيتُ بِزَنْمَرْدَة كالعَصَا ... أَلَصَّ وأَخْبَثَ منْ كُنْدُشِ
تُحبُّ النِّسَاءَ وتَأْبَى الرِّجَالَ ... وتَمْشي مع الأَخْبَثِ الأَطْيَشِ
لَهَا وَجْهُ قِرْدٍ إِذا ازَّيَّنَتْ ... ولَوْنٌ كبَيْضِ القَطَا الأَبْرَشِ قال ابنُ بَرّيّ : مُنِيتُ : أَيْ بُلِيتُ وزَنْمَرْدَة : امرَأَةٌ يُشْبه خَلْقُها خَلْقَ الرَّجُلِ فارِسِيٌّ مُعَرَّب ويُرْوَى بكَسْرِ الزاي مع المِيمِ ويُرْوَى بزِمَّرْدَة بحَذْفِ النُّون على مثال علَّكَدَة . قلتُ : ويُرْوَى أَيْضاً بفَتْحِ الزايِ وكَسْرِ المِيم . وأَمّا الدَّواءُ المُعَطِّسُ فبالسِّينِ لا غَيْرُ وذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في الشين وهو تَصْحِيفٌ وقد نَبّه عَلَى هذا أَبُو سَهْلٍ الهَرَوْيُّ والصّاغَانِيُّ أَو الشِّينُ لُغَيَّةٌ مَرْذُولَةٌ . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : الكِنْدِشُ لُغَةٌ في الكُنْدُشِ بالضمِّ بمَعْنى العَقْعَقِ